عبدالواحدالصالح
01-06-2010, 22:32
نبذة عن الشيخ ( عطاء ابن هيشان ال مشاري ) من المفضّل من اليحيا من عبدة في الجوف
بسم الله ، والحمد لله تعالى
السلام عليكم جميعا ...
تمهيد
( مشجرة ال عبد/ ال عبدالله في الجوف )
في عام 1407 أعددت مشجرة ( خاصة ) بعشيرة ( آل عبد / عبدالله ) في سكاكا اخذت معلوماتها القديمة من كبار السن في العشيرة ابتداءا من قدوم جدهم الأول ( فضي آل مفضل ) ، قبل حوال 300 سنة من منطقة حائل الى منطقة الجوف ...
أما ما يتعلق بتفاصيل افخاذ ( آل سعيد ) من ( آل مفضل ) الأساسية فقد أخذتها بصورة شخصية ومباشرة من الشيخ ( رضا ابن برجس الجبرين ) قبل اكثر من 20 سنة ...
تنقسم عشيرة ( آل عبد / ال عبدالله ) الى خمسة اقسام ، هي :
( 1 ) ال دعيمي ، وينقسمون الى ( أ ) ال هيشان ، وفيهم الشيخة ، والشيخ الان هو : ( ابو محمد -- حمود ابن عطاء ابن هيشان ال مشاري ) ، ( ب ) ال غالب .
( 2 ) ال طريف ، وينقسمون الى ( أ ) ال فهّاد ( ب ) ال قنيفد .
( 3 ) ال صالح ، وهم سابقا : ال حامد .
( 4 ) ال قاسم ، وهم سابقا : ال شديد .
( 5 ) ال سالم ، وهم سابقا : ال شديـّـد .
وعبدالله ( عبد ) وعبيدالله ( عبيد ) اخوان سرة ابناء فضي ابن محمد ابن ونيس المفضلي ، وقد سميّت العشيرة باسم الأخ الأكبر ( عبدالله ) كما هو شائع في كثير من القبائل العربية .
وقد احصيت في شجرة ال عبد 19 اسما كلهم ( عبدالله ) ، وحوالي 50 اسما كلهم باسماء مركبة ( عبد الله ، عبيدالله ونحوهما ) .
( أصول ال عبد القبلية )
ال عبد / عبدالله من ال ونيس من ال سعيّد من ال مفضّل من ال مقدم ( اليحيا ) من ال راشد من عبدة ( السناعيس ) من شمر ...
( مؤسس ال عبد في الجوف )
اول من هاجر من حي اليحيا في حائل الى سكاكا ( حي ال عبد ، كما عرف لاحقا ) هو : فضي ابن محمد ابن ونيس ابن سعيّد ابن مفضل ابن محمد ( سايق العنزين ) الحياوي العبدي الشمري ، بعد مذبحة وقعت بين ابناء العمومة قبل حوالي 300 سنة ، وخلّف ثلاثة اولاد هم : عبدالله ( عبد ) و عبيدالله ( عبيد ) ، والثالث ذهب في وقته غالبا لـ " الجزيرة " في العراق ولا يعرف عنه شيء ...
ولـ " محمد " الملقّب بـ " سايق العنزين " قصة بطولية مشرّفة شاعت في العرب حيث يقول الشاعر المفضلي : " حنا ضنا سايق العنزين – بين العرب شاعت اخباره " . وهي طويلة وفيها اشارات ودلائل تاريخية ( مقارنة ) مهمة وكثيرة ، يجدر بأهل البحث في الأنساب والتاريخ السؤال عنها خارج اطار الانترنت ومعرفتها من مصادرها الصحيحة : شيبان المفضل والفضيل ...
( شيخة ال عبد )
فيما أعلم عن والدي فإن ( ضبعان / الاول ابن حامد ابن عبدالله ) ومعه اخوانه ( سمدان / الاول ابو شارخ ) و ( شرفان / الاول ابو عشبة : أم القايد من الراشد من الأساعدة – عتيبة ، وكانت شيخة عموم الراشد فيهم سابقا ) قبل حوالي 200 سنة < ما بين آخر عهد ال علي واول ال رشيد تقريبا > كان كبير جماعته < قبل أن يقتله الأمير عبيد ال رشيد ضمن ثوار الجوف في " مذبحة المديرس " > : حيث كان وقتها حي المعاقلة وسكاكا عموما –-- في بداية المرحلة الأولى : مرحلة توافد واستقرار وتكوين الأسر والجماعات المختلفة ، كما بيّنها الشيخ ( معاشي ابن ذوقان العطية ) – من اهالي الجوف مواليد 1350 هـ _ مؤلف كتاب ( اوراق جوفية في الجغرافيا والتاريخ والتراث والمجتمع بمنطقة الجوف ) ص 85 – 96 ، ونصه مختصرا : ( ... وعادت الحياة الى سكاكا من جديد ، وزاد الاستيطان فيها تدريجيا من كافة القبائل العربية ... ) على هيئة مجموعات قبلية صغيرة حيث كانت كل جماعة مستقلة بحـيـّـها وكبيرها ( شيخها ) عن الاخرى ...
ثم يقول الشيخ العطية : ( ... وهكذا تزايد عدد الاسر والافراد الذين قرروا الاستيطان في هذه البقعة " سكاكا " ... من المحتمل ان يكون من اسباب استيطان هؤلاء البدو يعود الى واحد من الآتي : 1 – رجل مطلوب بدم ولجأ لهذه " الجوبة " واستوطن فيها ... تآلفت هذه العائلات وشكلت عصبة واحدة ... مدافعين عن هذا المجتمع بكل ما يملكون من قوة ، وسبق ان قدموا الشهيد تلو الشهيد ... دفاعا عن الوطن والمال والعرض ... ان افراد هذا المجتمع الذي اختلط بعضه ببعض مدينون لبعضهم بالمعروف وحسن الجوار والحمية والعمل التعاوني ، زد على ذلك التزاوج والتآخي والتلاحم حتى اصبحت البلدة شبكة واسعة : هذا خال ذلك وذلك جد هذا ... مؤلفين قوة موحدة من نسيج واحد ... وما الى ذلك من اعمال يقود الى بناء مجتمع مثالي ... مع الاسف الشديد لم تدم حياة الامن والاستقرار والوحدة والاعتزاز بالنفس طويلا : فقد تبدّل ذلك الرهط وذلك المجتمع المثالي في تلك الايام : فأين " المجلس الإستشاري " الذي كان يقود البلد ؟! . أثر عن " كبار السن " ان هذا المجلس كان موجودا قبل مجيء " ابن عرفج " منصوب الامام تركي ال سعود " .
ضبعان ابن حامد ابن عبدالله ابن فضي كان أحد اعضاء هذا المجلس الاستشاري القديم القائم قبل فترة ال رشيد حيث قتل لاحقا اكثر افراده في " مذبحة المديرس " المشهورة ...
يقول ( جورج اوغست والن ) الرحالة المستشرق الذي زار الجوف عام 1845 م واقام فيها ثلاثة اشهر ، كما جاء في كتاب " الرحالة الاوربيون
في شمال الجزيرة العربية : منطقة الجوف ووادي السرحان " 1845 – 1922 / نصوص مترجمة ، اعداد وتحرير : عوض البادي ، ص 33 ما نصه : ( ... واستمرت الحال هكذا حتى جاء عبدالله ابن رشيد بعد تقويته لسلطته في جبل شمر حيث ارسل اخاه ( عبيدالله – المعروف بـ : عبيد ) الى الجوف ... وكان ذلك بالتقريب سنة 1838 م – 1354 هـ - . بعد هذا التاريخ اصبحت الجوف تحت حكم شيخ شمر الذي ليس له ممثل مقيم هنا : ان لكل حي شيخه الذي يحكم ويفصل في الخلافات على الامور ذات الاهمية المحدودة ، اما الامور ذات النتائج الاكبر فانها تعرض على شيخ شمر نفسه حيث يدعو الاطراف المتخالفة الى عاصمته حائل ، وفي اجتماع عام تطرح المسائل امامه وتناقش مع استشارة القاضي ... ) .
فاذا صح هذا في عهد ال رشيد فكيف فيما قبله من باب اولى ...
ثم كانت الشيخة في ال شديد ممثلة في الشيخ ( عواد الشديد ) ثم اخيرا ولا زالت في ال هيشان ، حيث ان الشيخ الان هو أبو محمد : ( حمود ابن عطاء ابن هيشان ال مشاري ) ، وانعم به من رجل شريف اطال الله تعالى عمره على الحق والمعروف ...
(( الشيخ : عطاء ابن هيشان ال مشاري ))
سلسلة نسب الشيخ عطاء ( أبو حمود ) هي كما يلي : (عطاء ابن هيشان ابن مشاري ابن دعيمي ابن زامل ابن محمد ابن عبدالله ابن فضي ابن محمد ابن ونيس ابن سعيّد ابن مفضّل ابن محمد / سايق العنزين ) .
وأنعم خاصة بسيرة الشيخ ( ابو حمود ) المشهور بالشجاعة والكرم و " الحميا " على قبيلـتـه ( شمر ) وعلى منطقـتـه ( الجوف ) المشتركة بين أعز القبائل العربية ، ولاسيما بطولاته ضمن ( حلف المعاقلة ) في ( سكاكا ) ومشاركته الفعّالة هو وأخوه ( خاتم ابن هيشان ) في خطة وتنفيذ مقتل ( حاكم الجوف / المنصوب الظالم المتجبّر – عامر المشورب ) عام 1337 / 1338 هـ ، ومن ثم في ( معركة الجوف ) الشهيرة هو وبقية أبناء عمه الآخرين اللذين قدّموا عملا بطوليا مشرّفا مع بقية " رجالات " المنطقة ودفاعا عنها ...
يعتبر الشيخ ( عطا الهيشان ) من اشهر رجال ال عبد / عبدالله والمعاقلة وسكاكا ، ومن خيرة رجالات منطقة الجوف ، عرف عنه الشجاعة والكرم والفزعة وقام بدور فعّال في خدمة عشيرته ( المفضل ) ورفعة شأنها وتواصل مع ابناء عمومته الجبرين وشيوخهم ال صنيدح في جزيرة العراق ( الشيخ برجس الجبرين ) وفي العقلة وحائل ( الشيخ ملبس الجبرين ) وفي لينة / رغوة ( الشيخ طايس الجبرين ) وغيرها رغم بعد المسافة وصعوبة الاحوال وخطورة الطريق آنذاك حيث كان على علاقة مباشرة مع الشيوخ الأكارم المذكورين آنفا ...
شارك بفعالية مشهودة وموثقة في ادارة شئون حلف المعاقلة الكبير
وحضر جميع مناسباتها وافراحها واتراحها ودافع عنها بوقته وجهده وكل شأنه ، وشهد كل الوقائع والمناسبات والحروب اللتي حصلت في عصره ...
( الضّرس )
ولقوته في " الحق " ولثباته على " الموقف " ولعزيمته في " الحركة " وللاعتماد عليه في " الأزمة " ولثقله في " الميزان / المرجلة " فقد لقّب بـ ( الــــضــــّـــــــــرس ) كناية عن صلابته واهميته القصوى في عداد الرجال ...
اهم ما شارك فيه ما يلي :
(1) ذبحة حاكم الجوف عام 1337 / 1338 : المنصوب عامر المشورب :
اشترك ابو حمود منذ البداية بصورة فعّالة مع حلف المعاقلة في معاداة
المنصوب عامر الظالم الجائر وفكر منذ اللحظة الاولى في ضرورة قتل هذا المستبد وخطط معهم __ كأحد أهم قادتهم وكبارهم __ على عملية تنفيذ ذلك ، وكان في مقدمتهم في هذه المسئلة الشيخ ( رجاء ابن ذباح ال مويشير _ من الأساعدة / عتيبة ، ووالده الشيخ المشهور ذباح المويشير / مؤسس مجد ال مويشير خواله المفضل / السناعيس وأمه هي عويدة الشديد ) ، وساهم الشيخ عطاء الشجاع بصورة مباشرة في المذبحة كأحد أهم أبطالها __ كإرث تاريخي مجيد مشترك بينهم جميعا __ كما هو معروف ...
(2) معركة الجوف عام 1337 / 1338 : كانت من نتائج قتل المنصوب المشورب حيث تجمعت جيوش الشيخ ابن شعلان ومن معه من احلاف كثيرة واحاطوا بسكاكا وحاصروها واستنجد الشيخ ابن مويشير ومن معه بابن رشيد في حائل ( الأمير سعود ابو خشم ) اللذي لبى نداء وفاء الفزعة وجاء مع 300 فقط من جيشه في حائل < قال الأمير الشاب وهو على مشارف سكاكا المحاصرة وقد نصحه بعض مستشاريه وقد رأوا ما رأوا بالعدول والعودة الى حائل : " والله وانا جرو عبدالعزيز يا كلمة ن اعطيتها ما أرد عنها أو اهلك دونها " إ . هـ . وحق علينا أن نقول : نعم : والنعم فقد وفّيت يا الذيب > . ودخلوا سكاكا رغم الحصار واستقبلهم الشيخ رجاء ، وفي مناخ قصر ذباح المويشير تم توزيع البواريد والفشق على رجال المعاقلة ومنهم من ال عبد : الشديد والهيشان والطريف والصالح وغيرهم ، وقد اقام الامير سعود ابو خشم في قصر الشيخ ابن شديد كما هو معروف ، وكان الشيخ عطا من اوائل من احتفى بالامير الرشيدي وكان مقربا منه ...
الخلاصة ان كثرة حشود ال شعلان الكبيرة جدا اضطرت الامير ال رشيد ان يعيد حساباته العسكرية مما جعله يستفزع ابناء عمه الاسلم بزعامة الامير ضاري ال طوالة من صحراء الكويت والسناعيس وسنجارة من العراق ...
طلب الفزعة للعشائر الشمرية وشيوخها وفرسانها ومشاهيرها جاء في قصيدة مثيرة على لسان الامير ال رشيد اللتي كتبها شاعر الحرب المشهور ( محمد ابن عبدالله العوني ) ومنها :
( ... من سكاكا ترحّـل واترك الذلّـة – واحذر الخوف هوجاسك تحلا به
سر لشمّر وفزّع لابتي كله – لابتي باللقا يا حي من لابه ... ) ...
حيث استجابوا بسرعة مذهلة يمشون الليل والنهار وبمجرد وصولهم سكاكا وقعت الحرب وحسمت المعركة تماما لصالح ال رشيد ومن معهم في تفاصيل معروفة ومكتوبة وموثقة في مظانها ...
الشيخ عطا كان في صميم الحدث هو وأفراد عشيرته ال عبد اللذين شارك أكثرهم كما هو معروف بشكل او باخر في تفاصيل هاذه الحرب ، قد اكتب عن ذالك اكثر لاحقا ...
من مظاهر هاذه الحرب فيما يخصنا هنا كعشيرة ان رجال ابن رشيد وزعوا البواريد والذخيرة ( صناديق الفشق ) على رجال ال عبد اللذين شاركوا في الدفاع عن منطقتهم وديرتهم سكاكا والمعاقلة بصورة اخص ولم يقصروا في اداء التزامات حلف المعاقلة الشريف كما تقتضي اصول العلاقات القبلية واعراف المراجل والمروءات . يعني كان عواد الشديد وهيشان واولاده عطاء وخاتم وضيف الله وعيد الطريف وفهاد الطريف وعقلا الطريف وعبدالعزيز الطريف وسليم القنيفد وعلي القنيفد وخليف الضبعان واولاده مرزوق وضبعان وسمدان وغيرهم مع جماعتهم المعاقلة في الدفاع عنها بكل شجاعة .
المظهر الآخر هو اقامة حاكم حائل وامير شمر في قصر ابن عمه الشيخ عواد الشديد قبل ان تقع الفتنة بينهما ويأمر بقتله لاحقا كما قد اكتب عن ذالك مستقبلا ...
ومن المظاهر اللتي تخصنا فيها ايضا انه في اثناء هذه المعركة وبعدها اقام الشيوخ الفرسان من ابناء العمومة ال جبرين ومن معهم من المفضل الذين فزعوا مع غيرهم من عشائر شمر لنصرة ابن عمهم الامير شيخ الشيوخ البطل الشاب سعود ال رشيد في حصار سكاكا وهم بالعراق ( جزيرة شمر ) ، وضافوا عند ابناء عمهم حيث ربطوا خيولهم واناخوا بعارينهم في كل من مناخ الهيشان ومناخ الطريف كما هو معروف . كان من شيوخ المفضل الذين شاركوا في هذه المعركة الكبيرة كل من الشيخ الفارس المشهور ( برجس ابن عبيد ال جبرين ) والشيخ الفارس المشهور ( طايس ال جبرين ) وغيرهم حيث اقاموا لفترة بعد المعركة ...
وغير ذالك من المظاهر الاخرى المهمة اللتي قد اتطرق لها في موضوعات أخرى ...
يذكر للامانة التاريخية ان فزعة الشيخ العظيم ( ضاري ابن برغش ال طوالة – امير قبيلة الاسلم الشمرية ) عجّلت في حسم المعركة حيث فزعت شمر من كل صوب وفي مقدمتهم من ال مفضل كما ذكرت آنفا الشيوخ برجس وطايس ال جبرين ومعهم عبدة حيث جاءوا من الجزيرة في العراق رغم انهم كانوا وقتها على خلاف سابق مع الامير ابن رشيد ...
يقول ( العوني ) في ( معركة الجوف ) هذه :
راكـب ن فوق حرّ ن يذعره ظلّه – مثل طير ن كفخ من كف قضّابه
ما حلا فزته والخرج زاه ن له – والميارك على متنه تثنّى به
من سكاكا ترحّـل واترك الذلّـة – واحذر الخوف هوجاسك تحلا به
سر لشمّر وفزّع لابتي كله – لابتي بالملاقا حي من لابه
دريوا انا قليل ن وادركوا خله – وارتكينا بعون الله وحجابه
ما نحق النظر من كثر خلق الله – وين شمر هل العادات والجابه
وين طايس وبرجس هم وربع ن له – وين عبده الى ما حل ضبضابه
وانخ ضاري والاسلم قل تجي كله – واخو صلفه ليا منه كلخ نابه
وانخ راع المليحا لا تساهل له – وانخ شمر وعط الصوت يدرى به
وانخ اخو شاهه المغوار وافطن له – وانخ مطلق مع التومان واقرابه
وانخ فهاد وبايق هم وربع ن له – وانخ شبّان شمر وانخ شيّابه
وانخ مياح واهل الدين والمله – وانخ الاخوان جند الله واحزابه
الخ ...
ويقول الشاعر ( فهد ابن محمد الفويه – امه رفعه بنت نايل السرور من المفضل ، وزوجته عمشاء بنت عضيب من المفضل ) من قصيدة طويلة في معركة الجوف ما يلي :
يا نديبي على حمرا ردوم – حرة ن له ثلاث سنين حايل
اركبه يا مبشّر بالعلوم – لمّ شمر صناديد القبايل
( وانخ طايس وبرجس هم وربع ن له – وانخ عبده الى ما حل ضبضابه )
من نتائج المعركة اللتي انتصرت فها شمر والمعاقلة حصل ان " تصوّب " فيها الشيخ الفارس ( برجس ال جبرين ) اللذي فزع هو ومن معه من عشيرته ( المفضل ) من العراق وكسرت رجله واقام في منزل ابن عمه ( فهاد ال طريف ) اكثر من شهر حتى " انجبر " كسره ثم ارتحل الى العراق حيث اقامتهم آنذاك ...
أخيرا وكقراءة تاريخية موضوعية مهمة لمسببات ومجريات ومترتبات الأحداث في هاذه الحرب الكبيرة فإني أقول __ مع غيري أيضا __ : إن سكاكا عموما والمعاقلة خصوصا مدينة لنصرة شمر لهم في هاذه الفتنة الصعبة ، لأن المؤكد كما يرى البعض _ ويتفق مع التحليل السليم _ أن وجود قبائل مختلفة مثل الشرارات والحويطات وغيرهم بمجموعات كبيرة جدا ( ما نحق النظر من كثر خلق الله ) __ بالاضافة الى جيش الامير ابن شعلان الاساسي الكبير اللذي قد يكفي لوحده للقضاء على مجموعة ثوار الجوف __ إنما كان بغرض محاولة تصفية كل المعاقلة المعارضين وهدم دورهم وتقطيع نخلهم وسلب كل حلالهم ومالهم والقضاء عليهم تماما ، بدليل أن حاكم الجبلين أمير شمر هو نفسه تمت محاصرته داخل سكاكا وأسقط في يده مما اضطره لاستفزاع ابناء عمه المغاوير ( سر لشمّر وفزّع لابتي كله ) من الأسلم وعبدة وسنجارة ، والنعم بهم كلهم ...
(3) قتل الضابط الانجليزي في العراق :
وما قصة الشيخ ( عطاء ابن هيشان -- شيخ آل عبد ) المشرّفة في الشهامة والغيرة والجرأة والشجاعة التي حصلت له مع ( شيخ مشايخ عنزة " ابن هــذ ّال " -- في وقته ) وهو في طريقه لـ " التواصل " مع ابناء عمه ( ال جبرين ) حيث تواجد الشيخ ( برجس ابن عبيد ابن صنيدح ال جبرين ) في ( جزيرة شمر ) في العراق عندما كانوا هناك قبل حوالي 88 سنة بعد سقوط حائل ، وقتله " ضابطا انجليزيا " مع اثنين من جنوده _ عندما حاولوا الاعتداء على بعض اتباع ابن هذال _ إلا دلالة شامخة على غيرته وجرأته في الحق ضد كل باغ .. .
وخلاصتها : انه خلال الرحلة ضاف هو ورفاقه عند ( ابن هذّال – شيخ مشائخ عنزة – وقتها ) واتفق ان جاءهم طلب " الفزعة " وهبّوا لها وركبوا بعجلة في سيارة جيب الشيخ ابن هذال وكان الشيخ ( ابن هيشان ) من ضمنهم ، وما ان وصلوا الموقع وبدأت السيارة تهم بالوقوف وتخفّف من سرعتها حتى تعجّـل " ابن هيشان " النزول منها واركى بارودته على ركبته وقتل كبيرهم الضابط " الافرنجي " ، وصاح ( ابن هذال ) : من اللذي فعل ذلك – ولربما تقصّـد مسايسة الامر – فقالوا : ضيفنا " ابن هيشان " ، فرد " ابن هذّال " : ما دامه فعلها فاكملوا على الباقين ، ففعلوا ...
وتكملة القصة برواية الشيخ ابن هيشان نفسه : بعدها كأن الشيخ ابن هذال أخذ بالحيطة والحذر من مغبة هذه الحادثة من قبل ممثل الحكومة البريطانية في بغداد وجيشها الكبير في العراق وتغيـّـب عن مجلسه المعتاد لمدة ثلاثة ايام تقريبا . اما ابن هيشان فأخذ على نفسه ان يؤخّر مواصلة رحلته الى الجزيرة وان لا يترك القوم وهم في هذه الحالة وعلّق مصيره بمصيرهم وعزم على ان يكون معهم حتى تنتهي هذه الازمة او يهلك معهم . بعد ايام عاد ابن هذال لمجلسه وقومه في حالة ترقّب ، وبعد اسبوع تقريبا وهم جلوس في " بيت الشعر " الكبير اذا تلوح من بعيد مجموعة سيارات جيوب بريطانية ولما قربت حد النظر العادي حتى توقفت ونزل منها اثنان وجلسا على ركبتيهما وايديهما يمشيان نحو المضيف فارسل لهم ابن هذال من يجسّ حالهم ففعل فعاد مفيدا انهم مرسلون من قبل ممثل الحكومة البريطانية بهدايا للشيخ ابن هذال فاستقبلهم وانزلوا ما معهم من مختلف الاصناف محملة بها جيوبهم ... وهكذا كانت بادرة ابن هيشان مرجلة في اولها وغنيمة في مآلها ( عزة ) ...
(4) القيام بغزوات مختلفة مع ابناء عمه ال جبرين والمفضل في العراق لمدة تزيد على 3 سنوات حيث اقام مع عشيرته البدوية في جزيرة شمر وغزى معها مرارا وعاد بكسبه منها - مجموعة " بعارين " - الى اهله وعشيرته في سكاكا ...
(5) وغيرها من الوقائع الاخرى المعروفة مما كان في عصره ( ... ، ... ) ...
وحسب رواية الشيخ رضا ابن برجس الجبرين كما سمعتها منه مباشرة فانه يذكر انه كان وقتها صغيرا في حضن والده برجس عندما جاءهم الشيخ عطاء الهيشان في جزيرة العراق في زيارته لابناء عمه الجبرين والمفضل بعد سقوط حائل واقام معهم فترة غزى فيها معهم قبل ان يعود الى ديرته سكاكا ...
من قصيدة طويلة للشيخ الشاعر ( عبيدالله ابن سليم القنيفد ال عبد ) يرثي فيها بعض مشاهير منطقة الجوف وشيوخها الابطال ويعددهم ويتوجد عليهم كما كتبتها منه مباشرة مع غيرها من القصائد وكما جاءت مؤخرا في كتاب ( رجا بن مويشير – محمد السيف – ص 148 ) ، ومنهم الشيخ ( عطاء ابن هيشان ) حيث يقول : ( ... والموت اخذ منا الشجاع ابن هيشان – عطا عطا ليا شم ريح الفتيلة ... ) .
توفي عام 1397 هـ ...
خاتم الهيشان : شارك بشجاعة في عملية ذبح المنصوب عامر المشورب ، وفي غيرها من وقائع وحروب المعاقلة المختلفة مع اخيه البطل عطاء الهيشان ...
عبدالله وضيف الله الهيشان : وهذان الشجاعان شاركا ايضا في الدفاع عن " سكاكا " في مواقف مختلفة واشهرها " معركة الجوف " ...
أخيرا : يفهم من سياق الاحداث التي وقعت في تلك الفترة أن ( ال هيشان – المحنـّـكون الشجعان ) كانوا متحالفين مع ( ال مويشير ) وعلى وفاق تام ايضا ، وبخاصة مع الشيخ ( رجاء ال مويشير ) اللذي تعامل بحنكته المعروفة مع كل الاطراف السياسية العامة اللتي هيمنت على منطقة الجوف وهم : ( ال رشيد ) من جهة ، ومن جهة أخرى : ( ال شعلان ) حيث كان له علاقة مباشرة معهم ظاهرة وثابتة ومعروفة في مراحل مختلفة من ذبحة منصوبهم عامر المشورب : أي قبلها ... وبعدها ... كنقطة فارقة كما يرى البعض ...
وكمعلومة مهمة ( موثـّقة ) أخذتها من والدي وعمي وغيرهما من شيبان ال عبد والمعاقلة فإن الأمير ( سعود ابن عبدالعزيز ال رشيد – ابو خشم ) في معركة الجوف المشهورة شرق سكاكا قد أقام هو واثنان من خاصة رجاله خلال فترة الحرب ( حوالي 3 شهور ) في قصر الشيخ عواد الشديد ، قبل أن يأمر بقتله _ كحاكم عام _ بعد نهاية الحرب في فتنة اختلف الرواة عليها ...
ولعظمة الدور اللذي قام به كل من الشيخ الشجاع عطاء والشيخ الشجاع خاتم في خطة وتنفيذ مقتل المنصوب عامر المشورب ومن ثم الدفاع عن المعاقلة في حرب الجوف الحاسمة وغيره من البطولات والمكارم فقد عيّن الأمير ( سعود ابن عبدالعزيز ال رشيد / ابو خشم ) الشيخ ( هيشان ابن مشاري ال دعيمي ) على عشيرته ، ولا زالت مشيخة ( ال عبد ) في ابنائه ، وانعم بهم من رجال اشتهروا بالحكمة والحنكة والشجاعة والكرم و " الحميا " على القبيلة وعلى المنطقة المشتركة بين اعز القبائل العربية ، وبالمآثر الطيّبة الاخرى ...
___________________________
[ بعض اقوال مؤلفي كتب التاريخ والانساب الجوفية عن الشيخ ابن هيشان وعشيرته ]
(1)
يقول الشيخ ( عبدالرحمن الشايع ) مؤلف كتاب ( هدية الاصحاب في جواهر انساب منطقة الجوف ) المطبوع عام 1401 هـ في معرض حديثه عن ( ال عبد ) ص 187 ، 190 ما يلي ( آل عبد : ومن قبيلة شمر ايضا في سكاكا ال عبد ، ويعود نسبهم الى عبدة من شمر وقد مر ذلك في انساب شمر التي موطنها الاصلي جبلي اجا وسلمى ، وقد انتقلوا من تلك المنطقة الى سكاكه منذ ما يقارب ثلاثمائة سنة واستوطنوا في حي المعاقلة وتحالفوا مع قبائلها ومنهم رجال اشتهروا بالشجاعة والكرم مثل دعيمي وعطا الهيشان وخاتم ال هيشان وعبدالعزيز ال طريف ومنهم عيد بن طريف مشهورا بالكرم وشبّة النار وفتح الباب ، ومنهم رجال يعملون في امارة سكاكا وضباط في الجيش العربي السعودي لحماية الوطن . واول من هاجر منهم من منطقة حائل هو ابن جبرين ولهم مصاهرة مع قبائل المعاقلة ) . " إ هـ " ...
(2)
يقول المؤلف ( محمد بن عبدالله السيف ) صاحب كتاب ( رجا بن مويشير ودوره في ضم الجوف لحكم الملك عبدالعزيز ) ، المنشور عام 2002 م ، ص 106 ما نصه : ( حاولت حصر أسماء الرجالات والأعيان اللذين شاركوا في قتل المنصوب عامر المشورب < يقصد من غير الشيخين رجاء وحمد ال مويشير > من الرواة اللذين التقيت بهم ، فكان من أبرزهم ما يلي : ضاري بن مرشد الطالب ، خاتم بن هيشان العبد ، خليف الفالح ، عطاء العبد ، الخ ... ) .
(3)
ويقول المؤلف ( فايز ابن عودة الكريع ) صاحب كتاب ( مناقب بعض المناعير النشامى بالجوف ) المطبوع عام 1424 هـ في معرض حديثه عن الشيخ ( عطا الهيشان آل عبد ) وابناء عشيرته ال عبد ص 120 ما نصه ( ... فعطا الهيشان آل عبد من حاضرة سكاكا يعود في نسبه للمفضل من قبيلة شمر ، ألف المنطقة وعاش فيها منذ زمن بعيد ، اشتهر بالكرم والشجاعة ، كان له مضيف لاستقبال الضيوف لا يوصد ، ناره مشبوبة في ظلام الليل يبصرها الساري فيفد اليها ، يهش ويبش لمجيء الضيف عنده ، ويقوم بواجبه خير قيام ، معروف عند رجال قبيلته بل وعند كل من يعرفه . وقد عرف بالشجاعة لانه من ضمن الرجال الاشاوس الذين دافعوا عن مدينة سكاكا ايام الغزو والقتال . واشتهر من جماعته ايضا خاتم الهيشان ، وعبدالعزيز وحمد وعيد الطريف ، وسالم الفهاد ، وحمود العطا رئيس عشيرة آل عبد ، وحمد بن طريف الذي ابلي بلاءا حسنا في المعارك التي دارت رحاها في منطقة الجوف دفاعا عن الجوف . وصالح الخليف ايضا رجل كريم معطاء ، لا يقل عن عطا الهيشان كرما وشجاعة . وقد اثنى الشيخ عودة ابو تايه على مضيفه
عيد بالجوف وذلك عندما عاد لمقر اقامته في شرق معان بالاردن . فهؤلاء رجال الكرم عادتهم ، والشجاعة ديدنهم ، وكانت هذه الصفات الحميدة متأصلة في نفوسهم ، مما جعل التاريخ حافظا لهم ومشيرا اليهم بالبنان ) . " إ هـ " ...
______________________
والسلام عليكم جميعا ...
بسم الله ، والحمد لله تعالى
السلام عليكم جميعا ...
تمهيد
( مشجرة ال عبد/ ال عبدالله في الجوف )
في عام 1407 أعددت مشجرة ( خاصة ) بعشيرة ( آل عبد / عبدالله ) في سكاكا اخذت معلوماتها القديمة من كبار السن في العشيرة ابتداءا من قدوم جدهم الأول ( فضي آل مفضل ) ، قبل حوال 300 سنة من منطقة حائل الى منطقة الجوف ...
أما ما يتعلق بتفاصيل افخاذ ( آل سعيد ) من ( آل مفضل ) الأساسية فقد أخذتها بصورة شخصية ومباشرة من الشيخ ( رضا ابن برجس الجبرين ) قبل اكثر من 20 سنة ...
تنقسم عشيرة ( آل عبد / ال عبدالله ) الى خمسة اقسام ، هي :
( 1 ) ال دعيمي ، وينقسمون الى ( أ ) ال هيشان ، وفيهم الشيخة ، والشيخ الان هو : ( ابو محمد -- حمود ابن عطاء ابن هيشان ال مشاري ) ، ( ب ) ال غالب .
( 2 ) ال طريف ، وينقسمون الى ( أ ) ال فهّاد ( ب ) ال قنيفد .
( 3 ) ال صالح ، وهم سابقا : ال حامد .
( 4 ) ال قاسم ، وهم سابقا : ال شديد .
( 5 ) ال سالم ، وهم سابقا : ال شديـّـد .
وعبدالله ( عبد ) وعبيدالله ( عبيد ) اخوان سرة ابناء فضي ابن محمد ابن ونيس المفضلي ، وقد سميّت العشيرة باسم الأخ الأكبر ( عبدالله ) كما هو شائع في كثير من القبائل العربية .
وقد احصيت في شجرة ال عبد 19 اسما كلهم ( عبدالله ) ، وحوالي 50 اسما كلهم باسماء مركبة ( عبد الله ، عبيدالله ونحوهما ) .
( أصول ال عبد القبلية )
ال عبد / عبدالله من ال ونيس من ال سعيّد من ال مفضّل من ال مقدم ( اليحيا ) من ال راشد من عبدة ( السناعيس ) من شمر ...
( مؤسس ال عبد في الجوف )
اول من هاجر من حي اليحيا في حائل الى سكاكا ( حي ال عبد ، كما عرف لاحقا ) هو : فضي ابن محمد ابن ونيس ابن سعيّد ابن مفضل ابن محمد ( سايق العنزين ) الحياوي العبدي الشمري ، بعد مذبحة وقعت بين ابناء العمومة قبل حوالي 300 سنة ، وخلّف ثلاثة اولاد هم : عبدالله ( عبد ) و عبيدالله ( عبيد ) ، والثالث ذهب في وقته غالبا لـ " الجزيرة " في العراق ولا يعرف عنه شيء ...
ولـ " محمد " الملقّب بـ " سايق العنزين " قصة بطولية مشرّفة شاعت في العرب حيث يقول الشاعر المفضلي : " حنا ضنا سايق العنزين – بين العرب شاعت اخباره " . وهي طويلة وفيها اشارات ودلائل تاريخية ( مقارنة ) مهمة وكثيرة ، يجدر بأهل البحث في الأنساب والتاريخ السؤال عنها خارج اطار الانترنت ومعرفتها من مصادرها الصحيحة : شيبان المفضل والفضيل ...
( شيخة ال عبد )
فيما أعلم عن والدي فإن ( ضبعان / الاول ابن حامد ابن عبدالله ) ومعه اخوانه ( سمدان / الاول ابو شارخ ) و ( شرفان / الاول ابو عشبة : أم القايد من الراشد من الأساعدة – عتيبة ، وكانت شيخة عموم الراشد فيهم سابقا ) قبل حوالي 200 سنة < ما بين آخر عهد ال علي واول ال رشيد تقريبا > كان كبير جماعته < قبل أن يقتله الأمير عبيد ال رشيد ضمن ثوار الجوف في " مذبحة المديرس " > : حيث كان وقتها حي المعاقلة وسكاكا عموما –-- في بداية المرحلة الأولى : مرحلة توافد واستقرار وتكوين الأسر والجماعات المختلفة ، كما بيّنها الشيخ ( معاشي ابن ذوقان العطية ) – من اهالي الجوف مواليد 1350 هـ _ مؤلف كتاب ( اوراق جوفية في الجغرافيا والتاريخ والتراث والمجتمع بمنطقة الجوف ) ص 85 – 96 ، ونصه مختصرا : ( ... وعادت الحياة الى سكاكا من جديد ، وزاد الاستيطان فيها تدريجيا من كافة القبائل العربية ... ) على هيئة مجموعات قبلية صغيرة حيث كانت كل جماعة مستقلة بحـيـّـها وكبيرها ( شيخها ) عن الاخرى ...
ثم يقول الشيخ العطية : ( ... وهكذا تزايد عدد الاسر والافراد الذين قرروا الاستيطان في هذه البقعة " سكاكا " ... من المحتمل ان يكون من اسباب استيطان هؤلاء البدو يعود الى واحد من الآتي : 1 – رجل مطلوب بدم ولجأ لهذه " الجوبة " واستوطن فيها ... تآلفت هذه العائلات وشكلت عصبة واحدة ... مدافعين عن هذا المجتمع بكل ما يملكون من قوة ، وسبق ان قدموا الشهيد تلو الشهيد ... دفاعا عن الوطن والمال والعرض ... ان افراد هذا المجتمع الذي اختلط بعضه ببعض مدينون لبعضهم بالمعروف وحسن الجوار والحمية والعمل التعاوني ، زد على ذلك التزاوج والتآخي والتلاحم حتى اصبحت البلدة شبكة واسعة : هذا خال ذلك وذلك جد هذا ... مؤلفين قوة موحدة من نسيج واحد ... وما الى ذلك من اعمال يقود الى بناء مجتمع مثالي ... مع الاسف الشديد لم تدم حياة الامن والاستقرار والوحدة والاعتزاز بالنفس طويلا : فقد تبدّل ذلك الرهط وذلك المجتمع المثالي في تلك الايام : فأين " المجلس الإستشاري " الذي كان يقود البلد ؟! . أثر عن " كبار السن " ان هذا المجلس كان موجودا قبل مجيء " ابن عرفج " منصوب الامام تركي ال سعود " .
ضبعان ابن حامد ابن عبدالله ابن فضي كان أحد اعضاء هذا المجلس الاستشاري القديم القائم قبل فترة ال رشيد حيث قتل لاحقا اكثر افراده في " مذبحة المديرس " المشهورة ...
يقول ( جورج اوغست والن ) الرحالة المستشرق الذي زار الجوف عام 1845 م واقام فيها ثلاثة اشهر ، كما جاء في كتاب " الرحالة الاوربيون
في شمال الجزيرة العربية : منطقة الجوف ووادي السرحان " 1845 – 1922 / نصوص مترجمة ، اعداد وتحرير : عوض البادي ، ص 33 ما نصه : ( ... واستمرت الحال هكذا حتى جاء عبدالله ابن رشيد بعد تقويته لسلطته في جبل شمر حيث ارسل اخاه ( عبيدالله – المعروف بـ : عبيد ) الى الجوف ... وكان ذلك بالتقريب سنة 1838 م – 1354 هـ - . بعد هذا التاريخ اصبحت الجوف تحت حكم شيخ شمر الذي ليس له ممثل مقيم هنا : ان لكل حي شيخه الذي يحكم ويفصل في الخلافات على الامور ذات الاهمية المحدودة ، اما الامور ذات النتائج الاكبر فانها تعرض على شيخ شمر نفسه حيث يدعو الاطراف المتخالفة الى عاصمته حائل ، وفي اجتماع عام تطرح المسائل امامه وتناقش مع استشارة القاضي ... ) .
فاذا صح هذا في عهد ال رشيد فكيف فيما قبله من باب اولى ...
ثم كانت الشيخة في ال شديد ممثلة في الشيخ ( عواد الشديد ) ثم اخيرا ولا زالت في ال هيشان ، حيث ان الشيخ الان هو أبو محمد : ( حمود ابن عطاء ابن هيشان ال مشاري ) ، وانعم به من رجل شريف اطال الله تعالى عمره على الحق والمعروف ...
(( الشيخ : عطاء ابن هيشان ال مشاري ))
سلسلة نسب الشيخ عطاء ( أبو حمود ) هي كما يلي : (عطاء ابن هيشان ابن مشاري ابن دعيمي ابن زامل ابن محمد ابن عبدالله ابن فضي ابن محمد ابن ونيس ابن سعيّد ابن مفضّل ابن محمد / سايق العنزين ) .
وأنعم خاصة بسيرة الشيخ ( ابو حمود ) المشهور بالشجاعة والكرم و " الحميا " على قبيلـتـه ( شمر ) وعلى منطقـتـه ( الجوف ) المشتركة بين أعز القبائل العربية ، ولاسيما بطولاته ضمن ( حلف المعاقلة ) في ( سكاكا ) ومشاركته الفعّالة هو وأخوه ( خاتم ابن هيشان ) في خطة وتنفيذ مقتل ( حاكم الجوف / المنصوب الظالم المتجبّر – عامر المشورب ) عام 1337 / 1338 هـ ، ومن ثم في ( معركة الجوف ) الشهيرة هو وبقية أبناء عمه الآخرين اللذين قدّموا عملا بطوليا مشرّفا مع بقية " رجالات " المنطقة ودفاعا عنها ...
يعتبر الشيخ ( عطا الهيشان ) من اشهر رجال ال عبد / عبدالله والمعاقلة وسكاكا ، ومن خيرة رجالات منطقة الجوف ، عرف عنه الشجاعة والكرم والفزعة وقام بدور فعّال في خدمة عشيرته ( المفضل ) ورفعة شأنها وتواصل مع ابناء عمومته الجبرين وشيوخهم ال صنيدح في جزيرة العراق ( الشيخ برجس الجبرين ) وفي العقلة وحائل ( الشيخ ملبس الجبرين ) وفي لينة / رغوة ( الشيخ طايس الجبرين ) وغيرها رغم بعد المسافة وصعوبة الاحوال وخطورة الطريق آنذاك حيث كان على علاقة مباشرة مع الشيوخ الأكارم المذكورين آنفا ...
شارك بفعالية مشهودة وموثقة في ادارة شئون حلف المعاقلة الكبير
وحضر جميع مناسباتها وافراحها واتراحها ودافع عنها بوقته وجهده وكل شأنه ، وشهد كل الوقائع والمناسبات والحروب اللتي حصلت في عصره ...
( الضّرس )
ولقوته في " الحق " ولثباته على " الموقف " ولعزيمته في " الحركة " وللاعتماد عليه في " الأزمة " ولثقله في " الميزان / المرجلة " فقد لقّب بـ ( الــــضــــّـــــــــرس ) كناية عن صلابته واهميته القصوى في عداد الرجال ...
اهم ما شارك فيه ما يلي :
(1) ذبحة حاكم الجوف عام 1337 / 1338 : المنصوب عامر المشورب :
اشترك ابو حمود منذ البداية بصورة فعّالة مع حلف المعاقلة في معاداة
المنصوب عامر الظالم الجائر وفكر منذ اللحظة الاولى في ضرورة قتل هذا المستبد وخطط معهم __ كأحد أهم قادتهم وكبارهم __ على عملية تنفيذ ذلك ، وكان في مقدمتهم في هذه المسئلة الشيخ ( رجاء ابن ذباح ال مويشير _ من الأساعدة / عتيبة ، ووالده الشيخ المشهور ذباح المويشير / مؤسس مجد ال مويشير خواله المفضل / السناعيس وأمه هي عويدة الشديد ) ، وساهم الشيخ عطاء الشجاع بصورة مباشرة في المذبحة كأحد أهم أبطالها __ كإرث تاريخي مجيد مشترك بينهم جميعا __ كما هو معروف ...
(2) معركة الجوف عام 1337 / 1338 : كانت من نتائج قتل المنصوب المشورب حيث تجمعت جيوش الشيخ ابن شعلان ومن معه من احلاف كثيرة واحاطوا بسكاكا وحاصروها واستنجد الشيخ ابن مويشير ومن معه بابن رشيد في حائل ( الأمير سعود ابو خشم ) اللذي لبى نداء وفاء الفزعة وجاء مع 300 فقط من جيشه في حائل < قال الأمير الشاب وهو على مشارف سكاكا المحاصرة وقد نصحه بعض مستشاريه وقد رأوا ما رأوا بالعدول والعودة الى حائل : " والله وانا جرو عبدالعزيز يا كلمة ن اعطيتها ما أرد عنها أو اهلك دونها " إ . هـ . وحق علينا أن نقول : نعم : والنعم فقد وفّيت يا الذيب > . ودخلوا سكاكا رغم الحصار واستقبلهم الشيخ رجاء ، وفي مناخ قصر ذباح المويشير تم توزيع البواريد والفشق على رجال المعاقلة ومنهم من ال عبد : الشديد والهيشان والطريف والصالح وغيرهم ، وقد اقام الامير سعود ابو خشم في قصر الشيخ ابن شديد كما هو معروف ، وكان الشيخ عطا من اوائل من احتفى بالامير الرشيدي وكان مقربا منه ...
الخلاصة ان كثرة حشود ال شعلان الكبيرة جدا اضطرت الامير ال رشيد ان يعيد حساباته العسكرية مما جعله يستفزع ابناء عمه الاسلم بزعامة الامير ضاري ال طوالة من صحراء الكويت والسناعيس وسنجارة من العراق ...
طلب الفزعة للعشائر الشمرية وشيوخها وفرسانها ومشاهيرها جاء في قصيدة مثيرة على لسان الامير ال رشيد اللتي كتبها شاعر الحرب المشهور ( محمد ابن عبدالله العوني ) ومنها :
( ... من سكاكا ترحّـل واترك الذلّـة – واحذر الخوف هوجاسك تحلا به
سر لشمّر وفزّع لابتي كله – لابتي باللقا يا حي من لابه ... ) ...
حيث استجابوا بسرعة مذهلة يمشون الليل والنهار وبمجرد وصولهم سكاكا وقعت الحرب وحسمت المعركة تماما لصالح ال رشيد ومن معهم في تفاصيل معروفة ومكتوبة وموثقة في مظانها ...
الشيخ عطا كان في صميم الحدث هو وأفراد عشيرته ال عبد اللذين شارك أكثرهم كما هو معروف بشكل او باخر في تفاصيل هاذه الحرب ، قد اكتب عن ذالك اكثر لاحقا ...
من مظاهر هاذه الحرب فيما يخصنا هنا كعشيرة ان رجال ابن رشيد وزعوا البواريد والذخيرة ( صناديق الفشق ) على رجال ال عبد اللذين شاركوا في الدفاع عن منطقتهم وديرتهم سكاكا والمعاقلة بصورة اخص ولم يقصروا في اداء التزامات حلف المعاقلة الشريف كما تقتضي اصول العلاقات القبلية واعراف المراجل والمروءات . يعني كان عواد الشديد وهيشان واولاده عطاء وخاتم وضيف الله وعيد الطريف وفهاد الطريف وعقلا الطريف وعبدالعزيز الطريف وسليم القنيفد وعلي القنيفد وخليف الضبعان واولاده مرزوق وضبعان وسمدان وغيرهم مع جماعتهم المعاقلة في الدفاع عنها بكل شجاعة .
المظهر الآخر هو اقامة حاكم حائل وامير شمر في قصر ابن عمه الشيخ عواد الشديد قبل ان تقع الفتنة بينهما ويأمر بقتله لاحقا كما قد اكتب عن ذالك مستقبلا ...
ومن المظاهر اللتي تخصنا فيها ايضا انه في اثناء هذه المعركة وبعدها اقام الشيوخ الفرسان من ابناء العمومة ال جبرين ومن معهم من المفضل الذين فزعوا مع غيرهم من عشائر شمر لنصرة ابن عمهم الامير شيخ الشيوخ البطل الشاب سعود ال رشيد في حصار سكاكا وهم بالعراق ( جزيرة شمر ) ، وضافوا عند ابناء عمهم حيث ربطوا خيولهم واناخوا بعارينهم في كل من مناخ الهيشان ومناخ الطريف كما هو معروف . كان من شيوخ المفضل الذين شاركوا في هذه المعركة الكبيرة كل من الشيخ الفارس المشهور ( برجس ابن عبيد ال جبرين ) والشيخ الفارس المشهور ( طايس ال جبرين ) وغيرهم حيث اقاموا لفترة بعد المعركة ...
وغير ذالك من المظاهر الاخرى المهمة اللتي قد اتطرق لها في موضوعات أخرى ...
يذكر للامانة التاريخية ان فزعة الشيخ العظيم ( ضاري ابن برغش ال طوالة – امير قبيلة الاسلم الشمرية ) عجّلت في حسم المعركة حيث فزعت شمر من كل صوب وفي مقدمتهم من ال مفضل كما ذكرت آنفا الشيوخ برجس وطايس ال جبرين ومعهم عبدة حيث جاءوا من الجزيرة في العراق رغم انهم كانوا وقتها على خلاف سابق مع الامير ابن رشيد ...
يقول ( العوني ) في ( معركة الجوف ) هذه :
راكـب ن فوق حرّ ن يذعره ظلّه – مثل طير ن كفخ من كف قضّابه
ما حلا فزته والخرج زاه ن له – والميارك على متنه تثنّى به
من سكاكا ترحّـل واترك الذلّـة – واحذر الخوف هوجاسك تحلا به
سر لشمّر وفزّع لابتي كله – لابتي بالملاقا حي من لابه
دريوا انا قليل ن وادركوا خله – وارتكينا بعون الله وحجابه
ما نحق النظر من كثر خلق الله – وين شمر هل العادات والجابه
وين طايس وبرجس هم وربع ن له – وين عبده الى ما حل ضبضابه
وانخ ضاري والاسلم قل تجي كله – واخو صلفه ليا منه كلخ نابه
وانخ راع المليحا لا تساهل له – وانخ شمر وعط الصوت يدرى به
وانخ اخو شاهه المغوار وافطن له – وانخ مطلق مع التومان واقرابه
وانخ فهاد وبايق هم وربع ن له – وانخ شبّان شمر وانخ شيّابه
وانخ مياح واهل الدين والمله – وانخ الاخوان جند الله واحزابه
الخ ...
ويقول الشاعر ( فهد ابن محمد الفويه – امه رفعه بنت نايل السرور من المفضل ، وزوجته عمشاء بنت عضيب من المفضل ) من قصيدة طويلة في معركة الجوف ما يلي :
يا نديبي على حمرا ردوم – حرة ن له ثلاث سنين حايل
اركبه يا مبشّر بالعلوم – لمّ شمر صناديد القبايل
( وانخ طايس وبرجس هم وربع ن له – وانخ عبده الى ما حل ضبضابه )
من نتائج المعركة اللتي انتصرت فها شمر والمعاقلة حصل ان " تصوّب " فيها الشيخ الفارس ( برجس ال جبرين ) اللذي فزع هو ومن معه من عشيرته ( المفضل ) من العراق وكسرت رجله واقام في منزل ابن عمه ( فهاد ال طريف ) اكثر من شهر حتى " انجبر " كسره ثم ارتحل الى العراق حيث اقامتهم آنذاك ...
أخيرا وكقراءة تاريخية موضوعية مهمة لمسببات ومجريات ومترتبات الأحداث في هاذه الحرب الكبيرة فإني أقول __ مع غيري أيضا __ : إن سكاكا عموما والمعاقلة خصوصا مدينة لنصرة شمر لهم في هاذه الفتنة الصعبة ، لأن المؤكد كما يرى البعض _ ويتفق مع التحليل السليم _ أن وجود قبائل مختلفة مثل الشرارات والحويطات وغيرهم بمجموعات كبيرة جدا ( ما نحق النظر من كثر خلق الله ) __ بالاضافة الى جيش الامير ابن شعلان الاساسي الكبير اللذي قد يكفي لوحده للقضاء على مجموعة ثوار الجوف __ إنما كان بغرض محاولة تصفية كل المعاقلة المعارضين وهدم دورهم وتقطيع نخلهم وسلب كل حلالهم ومالهم والقضاء عليهم تماما ، بدليل أن حاكم الجبلين أمير شمر هو نفسه تمت محاصرته داخل سكاكا وأسقط في يده مما اضطره لاستفزاع ابناء عمه المغاوير ( سر لشمّر وفزّع لابتي كله ) من الأسلم وعبدة وسنجارة ، والنعم بهم كلهم ...
(3) قتل الضابط الانجليزي في العراق :
وما قصة الشيخ ( عطاء ابن هيشان -- شيخ آل عبد ) المشرّفة في الشهامة والغيرة والجرأة والشجاعة التي حصلت له مع ( شيخ مشايخ عنزة " ابن هــذ ّال " -- في وقته ) وهو في طريقه لـ " التواصل " مع ابناء عمه ( ال جبرين ) حيث تواجد الشيخ ( برجس ابن عبيد ابن صنيدح ال جبرين ) في ( جزيرة شمر ) في العراق عندما كانوا هناك قبل حوالي 88 سنة بعد سقوط حائل ، وقتله " ضابطا انجليزيا " مع اثنين من جنوده _ عندما حاولوا الاعتداء على بعض اتباع ابن هذال _ إلا دلالة شامخة على غيرته وجرأته في الحق ضد كل باغ .. .
وخلاصتها : انه خلال الرحلة ضاف هو ورفاقه عند ( ابن هذّال – شيخ مشائخ عنزة – وقتها ) واتفق ان جاءهم طلب " الفزعة " وهبّوا لها وركبوا بعجلة في سيارة جيب الشيخ ابن هذال وكان الشيخ ( ابن هيشان ) من ضمنهم ، وما ان وصلوا الموقع وبدأت السيارة تهم بالوقوف وتخفّف من سرعتها حتى تعجّـل " ابن هيشان " النزول منها واركى بارودته على ركبته وقتل كبيرهم الضابط " الافرنجي " ، وصاح ( ابن هذال ) : من اللذي فعل ذلك – ولربما تقصّـد مسايسة الامر – فقالوا : ضيفنا " ابن هيشان " ، فرد " ابن هذّال " : ما دامه فعلها فاكملوا على الباقين ، ففعلوا ...
وتكملة القصة برواية الشيخ ابن هيشان نفسه : بعدها كأن الشيخ ابن هذال أخذ بالحيطة والحذر من مغبة هذه الحادثة من قبل ممثل الحكومة البريطانية في بغداد وجيشها الكبير في العراق وتغيـّـب عن مجلسه المعتاد لمدة ثلاثة ايام تقريبا . اما ابن هيشان فأخذ على نفسه ان يؤخّر مواصلة رحلته الى الجزيرة وان لا يترك القوم وهم في هذه الحالة وعلّق مصيره بمصيرهم وعزم على ان يكون معهم حتى تنتهي هذه الازمة او يهلك معهم . بعد ايام عاد ابن هذال لمجلسه وقومه في حالة ترقّب ، وبعد اسبوع تقريبا وهم جلوس في " بيت الشعر " الكبير اذا تلوح من بعيد مجموعة سيارات جيوب بريطانية ولما قربت حد النظر العادي حتى توقفت ونزل منها اثنان وجلسا على ركبتيهما وايديهما يمشيان نحو المضيف فارسل لهم ابن هذال من يجسّ حالهم ففعل فعاد مفيدا انهم مرسلون من قبل ممثل الحكومة البريطانية بهدايا للشيخ ابن هذال فاستقبلهم وانزلوا ما معهم من مختلف الاصناف محملة بها جيوبهم ... وهكذا كانت بادرة ابن هيشان مرجلة في اولها وغنيمة في مآلها ( عزة ) ...
(4) القيام بغزوات مختلفة مع ابناء عمه ال جبرين والمفضل في العراق لمدة تزيد على 3 سنوات حيث اقام مع عشيرته البدوية في جزيرة شمر وغزى معها مرارا وعاد بكسبه منها - مجموعة " بعارين " - الى اهله وعشيرته في سكاكا ...
(5) وغيرها من الوقائع الاخرى المعروفة مما كان في عصره ( ... ، ... ) ...
وحسب رواية الشيخ رضا ابن برجس الجبرين كما سمعتها منه مباشرة فانه يذكر انه كان وقتها صغيرا في حضن والده برجس عندما جاءهم الشيخ عطاء الهيشان في جزيرة العراق في زيارته لابناء عمه الجبرين والمفضل بعد سقوط حائل واقام معهم فترة غزى فيها معهم قبل ان يعود الى ديرته سكاكا ...
من قصيدة طويلة للشيخ الشاعر ( عبيدالله ابن سليم القنيفد ال عبد ) يرثي فيها بعض مشاهير منطقة الجوف وشيوخها الابطال ويعددهم ويتوجد عليهم كما كتبتها منه مباشرة مع غيرها من القصائد وكما جاءت مؤخرا في كتاب ( رجا بن مويشير – محمد السيف – ص 148 ) ، ومنهم الشيخ ( عطاء ابن هيشان ) حيث يقول : ( ... والموت اخذ منا الشجاع ابن هيشان – عطا عطا ليا شم ريح الفتيلة ... ) .
توفي عام 1397 هـ ...
خاتم الهيشان : شارك بشجاعة في عملية ذبح المنصوب عامر المشورب ، وفي غيرها من وقائع وحروب المعاقلة المختلفة مع اخيه البطل عطاء الهيشان ...
عبدالله وضيف الله الهيشان : وهذان الشجاعان شاركا ايضا في الدفاع عن " سكاكا " في مواقف مختلفة واشهرها " معركة الجوف " ...
أخيرا : يفهم من سياق الاحداث التي وقعت في تلك الفترة أن ( ال هيشان – المحنـّـكون الشجعان ) كانوا متحالفين مع ( ال مويشير ) وعلى وفاق تام ايضا ، وبخاصة مع الشيخ ( رجاء ال مويشير ) اللذي تعامل بحنكته المعروفة مع كل الاطراف السياسية العامة اللتي هيمنت على منطقة الجوف وهم : ( ال رشيد ) من جهة ، ومن جهة أخرى : ( ال شعلان ) حيث كان له علاقة مباشرة معهم ظاهرة وثابتة ومعروفة في مراحل مختلفة من ذبحة منصوبهم عامر المشورب : أي قبلها ... وبعدها ... كنقطة فارقة كما يرى البعض ...
وكمعلومة مهمة ( موثـّقة ) أخذتها من والدي وعمي وغيرهما من شيبان ال عبد والمعاقلة فإن الأمير ( سعود ابن عبدالعزيز ال رشيد – ابو خشم ) في معركة الجوف المشهورة شرق سكاكا قد أقام هو واثنان من خاصة رجاله خلال فترة الحرب ( حوالي 3 شهور ) في قصر الشيخ عواد الشديد ، قبل أن يأمر بقتله _ كحاكم عام _ بعد نهاية الحرب في فتنة اختلف الرواة عليها ...
ولعظمة الدور اللذي قام به كل من الشيخ الشجاع عطاء والشيخ الشجاع خاتم في خطة وتنفيذ مقتل المنصوب عامر المشورب ومن ثم الدفاع عن المعاقلة في حرب الجوف الحاسمة وغيره من البطولات والمكارم فقد عيّن الأمير ( سعود ابن عبدالعزيز ال رشيد / ابو خشم ) الشيخ ( هيشان ابن مشاري ال دعيمي ) على عشيرته ، ولا زالت مشيخة ( ال عبد ) في ابنائه ، وانعم بهم من رجال اشتهروا بالحكمة والحنكة والشجاعة والكرم و " الحميا " على القبيلة وعلى المنطقة المشتركة بين اعز القبائل العربية ، وبالمآثر الطيّبة الاخرى ...
___________________________
[ بعض اقوال مؤلفي كتب التاريخ والانساب الجوفية عن الشيخ ابن هيشان وعشيرته ]
(1)
يقول الشيخ ( عبدالرحمن الشايع ) مؤلف كتاب ( هدية الاصحاب في جواهر انساب منطقة الجوف ) المطبوع عام 1401 هـ في معرض حديثه عن ( ال عبد ) ص 187 ، 190 ما يلي ( آل عبد : ومن قبيلة شمر ايضا في سكاكا ال عبد ، ويعود نسبهم الى عبدة من شمر وقد مر ذلك في انساب شمر التي موطنها الاصلي جبلي اجا وسلمى ، وقد انتقلوا من تلك المنطقة الى سكاكه منذ ما يقارب ثلاثمائة سنة واستوطنوا في حي المعاقلة وتحالفوا مع قبائلها ومنهم رجال اشتهروا بالشجاعة والكرم مثل دعيمي وعطا الهيشان وخاتم ال هيشان وعبدالعزيز ال طريف ومنهم عيد بن طريف مشهورا بالكرم وشبّة النار وفتح الباب ، ومنهم رجال يعملون في امارة سكاكا وضباط في الجيش العربي السعودي لحماية الوطن . واول من هاجر منهم من منطقة حائل هو ابن جبرين ولهم مصاهرة مع قبائل المعاقلة ) . " إ هـ " ...
(2)
يقول المؤلف ( محمد بن عبدالله السيف ) صاحب كتاب ( رجا بن مويشير ودوره في ضم الجوف لحكم الملك عبدالعزيز ) ، المنشور عام 2002 م ، ص 106 ما نصه : ( حاولت حصر أسماء الرجالات والأعيان اللذين شاركوا في قتل المنصوب عامر المشورب < يقصد من غير الشيخين رجاء وحمد ال مويشير > من الرواة اللذين التقيت بهم ، فكان من أبرزهم ما يلي : ضاري بن مرشد الطالب ، خاتم بن هيشان العبد ، خليف الفالح ، عطاء العبد ، الخ ... ) .
(3)
ويقول المؤلف ( فايز ابن عودة الكريع ) صاحب كتاب ( مناقب بعض المناعير النشامى بالجوف ) المطبوع عام 1424 هـ في معرض حديثه عن الشيخ ( عطا الهيشان آل عبد ) وابناء عشيرته ال عبد ص 120 ما نصه ( ... فعطا الهيشان آل عبد من حاضرة سكاكا يعود في نسبه للمفضل من قبيلة شمر ، ألف المنطقة وعاش فيها منذ زمن بعيد ، اشتهر بالكرم والشجاعة ، كان له مضيف لاستقبال الضيوف لا يوصد ، ناره مشبوبة في ظلام الليل يبصرها الساري فيفد اليها ، يهش ويبش لمجيء الضيف عنده ، ويقوم بواجبه خير قيام ، معروف عند رجال قبيلته بل وعند كل من يعرفه . وقد عرف بالشجاعة لانه من ضمن الرجال الاشاوس الذين دافعوا عن مدينة سكاكا ايام الغزو والقتال . واشتهر من جماعته ايضا خاتم الهيشان ، وعبدالعزيز وحمد وعيد الطريف ، وسالم الفهاد ، وحمود العطا رئيس عشيرة آل عبد ، وحمد بن طريف الذي ابلي بلاءا حسنا في المعارك التي دارت رحاها في منطقة الجوف دفاعا عن الجوف . وصالح الخليف ايضا رجل كريم معطاء ، لا يقل عن عطا الهيشان كرما وشجاعة . وقد اثنى الشيخ عودة ابو تايه على مضيفه
عيد بالجوف وذلك عندما عاد لمقر اقامته في شرق معان بالاردن . فهؤلاء رجال الكرم عادتهم ، والشجاعة ديدنهم ، وكانت هذه الصفات الحميدة متأصلة في نفوسهم ، مما جعل التاريخ حافظا لهم ومشيرا اليهم بالبنان ) . " إ هـ " ...
______________________
والسلام عليكم جميعا ...