المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقالات محمد الرطيان في صحيفة المدينة السعودية (موضوع متجدد)



منصور الغايب
27-05-2010, 00:24
نزولا عند رغبة الاخوة وفقهم الله وبناء على اقتراح الاستاذ محمد الشمري ... وتأييد الأخت أم طلال والمشرف العام ثم تلاه تأييد أغلب من مر على موضوع الأخت الرائعة أم طلال ...



ولتيسير متابعة مقالات كاتب كبير كمحمد الرطيان ...




http://www.al-madina.com/files/imagecache/teaser_photo/rbimages/1274473855232960200.jpg

فإني أعلن ومن هذه الزاوية أنني سأقوم بنقل مقالات الكاتب الرطيان وفقه الله في صحيفة المدينة عبر هذه الزاوية ....



متمنيا أولا الفائدة لي بأن أتمكن من التعلم من طريقته الفذة في الكتابه .. ومتمنيا الفائدة لكم أيضا ...


فانتظرونا ...



ملاحظة : الموضوع مغلق وهو للقراءة فقط ...

منصور الغايب
27-05-2010, 00:26
مقال السبت 22 / مايو / 2010

فاكهة - 1



(أ)
ـ من هو أفضل كاتب سعودي ؟
ـ المطر !
ـ لماذا ؟!
ـ لأنه استطاع أن يقول ما لم يقله أي كاتب سعودي آخر
وكشف الكثير من الخلل خلال قطرات قليلة من حبره النقي .
(ب)
العطر نفس العطر .. ولكن الأجساد التي تستقبله تختلف !
لهذا ، عندما تتعطرين يتفاعل العطر مع جسدك كيميائياً فينتج رائحة خرافية .
رائحة : لها لون وطعم وضوء ..
رائحة : تحلم بابتكارها أجمل زهور الأرض .. ولا تستطيع !
رائحة : تجعل العالم كله يتحوّل إلى « أنـف « !
(ج)
يسقط الراقص الماهر عندما يبدأ بمراقبة حركة قدميه .
وكذلك الكاتب عندما يكبر « الناقد « فيه ..
ويبدأ بمراقبة ما يفعله « الفنان « في داخله .
(د)
الحياة مثل البيانو لا يكتمل لحنها فقط بالمفاتيح البيضاء ..
لا بد من استخدام المفاتيح السوداء أيضاً !
(هـ)
في إحدى ممالك عربستان اخترعت الأجهزة الأمنية آلة تكشف الأفكار التي تدور
في رأس المواطن . في اليوم التالي تم القبض على 90% من المواطنين !
أحدهم علق قائلاً :
هذه حكاية خيالية .. ليس لأنه من المستحيل اختراع هذا الجهاز ، ولكن من
المستحيل أن تجد 90% من الشعب يفكرون !!
(و)
الأول : له ظل يحرسه
الثاني : له ظل يراقبه
الثالث : بلا ظل !
أنت .. أيهم ؟!
لا تدع ظلك يجيب بالنيابة عنك !
على فكرة : من منكم يدّعي أن « ظله « أبيض ؟!
(ز)
لن أملّ من تكرار هذه العبارة عليك :
لا تصدق كل الإعلانات والعبارات واليافطات
المُعلقة في الشارع السياسي ..
وخذ مني ثلاث كلمات : ( بلادك : هي أنت )

منصور الغايب
27-05-2010, 00:31
لن تكون رجلا حرًا .. إن لم تنجبك وتربيك امرأة حرة !
والحرية : ليست إباحية ( كما يظن بعض المعتوهين ) الحرية : شرف.. ومسؤولية.
(1) نمنع المرأة من قيادة السيارة خوفًا عليها من الذئاب البشرية !..
وهذه الذئاب : هي «ذكور» سيغتصبونها عند أول «بنشر» يُصيب إطارات سيارتها !
مشغولون بـ «الاختلاط» حتى أصبح قضيتنا الوطنية الكبرى..
لأن أي لقاء بين الرجل والمرأة – حتى وإن كان في مكان عام – سينتهي بعلاقات محرمة !
نمنعها من القيام ببعض الأعمال لأن الجنس يقف لها بالمرصاد !
ألا تلاحظون معي أن أكبر بعبع يُخيف مجتمعنا هو «الجنس» وأن نصف الفتاوى تدور حوله،
أو تنطلق منه، أو تحاول منع حدوثه ؟!
عند الأنثى نحاول أن نسد الذرائع الموجودة في خيالنا المريض خوفًا من حدوثه في زاوية ما !.. وعند الذكر «نشرعن» كل شيء لإرضائه !.. ولهذا نتج لدينا : «المسيار» و «المسفار» و «الوناسة»... وأشكال أخرى من «الزواج» قادمة في الطريق.!
لماذا نشعر (ونـُشعر المرأة معنا) أن عالمًا متوحشًا يقف لها بالمرصاد ما أن تتعدى عتبة باب بيتها ؟.. أليست لدينا ثقة بنسائنا ؟.. وقبلها أليست لدينا ثقة بأنفسنا كرجال ؟!
ثم ما نتيجة هذا الهاجس والخوف الدائم من الوقوع في الرذيلة ومحاولة منعها حتى قبل أن تخطر على بال الشيطان نفسه ؟.. ما هي النتيجة.. هل نحن مجتمع سوي ؟
للإجابة على هذا السؤال : تابعوا بيانات وزارة الداخلية خلال العقد الماضي عن الجرائم الذكورية.. ( هذا ما يُنشر.. وما خفي كان أعظم )... طبعا هذا بالنسبة للذكور، أما الإناث فجولة صغيرة في إحدى كليات البنات ستجعلكم تشاهدون الكثير...!!
سنصل إلى نتيجة مفزعة ومزعجة : نحن مجتمع غير طبيعي!
(2) أعلم أن هذا المقال سيلاقي سوء فهم من البعض، وسيمنحني بعض الاتهامات الجاهزة.
وأعلم أن البعض ستزعجه لغة هذا المقال..
ولكن لكي نصل إلى الحل يجب أن نـُسمي الأشياء بأسمائها.
يجب أن نضغط على الجرح – وبقوة – حتى يخرج هذا الصديد منه.
نحن كمجتمع لم نستطع أن نحافظ على قيم الماضي
ولم نستطع أن نستوعب قيم المستقبل أو نصل إليها
وقفنا في منطقة «هلامية» لا ملامح لها !
نمارس نفاقنا الاجتماعي بجدارة، وندّعي حفاظنا على هذه «الدرة المصونة» وكل تصرفاتنا تدل على عدم الثقة بها !
ولا نمل من ترديد مفردة «خصوصية» كأن المجتمعات الأخرى بلا خصوصية.
(3) عندما ترى مجتمعا فيه الكثير من الخلل، وعلاقاته الاجتماعية مشوهة ومرتبكة، فاعلم أن الخلل في نظامه الاجتماعي الذي يسيطر عليه طوال العقود الماضية !
ومسكين، أو كاذب ومكابر، من يرى أن مجتمعنا هو مجتمع الفضيلة !
(4) نحن أكثر شعب يسافر إلى الخارج.
طبعًا السبب معروف : لكي نزور المتاحف العالمية !!
* عنوان المقال سيجعله الأكثر قراءة والأكثر تعليقًا ... وتلك مشكلة أخرى!!

منصور الغايب
27-05-2010, 00:33
قال لي: طوال الوقت وأنت مبتسم.. لم تفقد هذه الابتسامة حتى في أقسى اللحظات!.. كيف تفعل هذا ؟
قلت: أنا متصالح مع نفسي.. ومن ثم أنا متصالح مع الحياة.. والعالم. تصالح مع نفسك وستكتشف الفرق.
قال بتذمر: هكذا ببساطة!.. وماذا أفعل بالقولون والسياسة والفواتير؟!
قلت: يجب أن تنظر للعالم بشكل مختلف.
قال: كيف؟
قلت: انظر للأشياء التي بين يديك، ولا تشغل نفسك بأشياء الآخرين وكيفية الحصول عليها. حاول أن تحتفي بما تمتلكه.. وأنظر حولك ستكتشف أنك تمتلك الكثير...
قال: نعم.. أمتلك فواتير وأقساطًا لم تسدد حتى الآن!!
قلت: تمتلك الحياة بأكملها..ولكنك لا تراها.. ولا تشعر بها..
قال: كيف؟
قلت: لنفترض جدلاً أنك أُصِبْتَ – لا سمح الله – بألم فظيع وصداع مزعج في رأسك. حاولت أن تقضي عليه بالمسكنات ولم ينفع. ذهبت في اليوم التالي إلى المستشفى. أجروا لك كل الفحوصات لمعرفة السبب.. وأخيرًا قرروا إرسالك إلى غرفة الأشعة المقطعية. بعدها اجتمع حولك الأطباء بملامحهم المضطربة ليعلنوا لك الخبر/ الصاعقة: « هنالك ورم خبيث في رأسك»!
وأنت تمشي في ممر الخروج البارد، وبالكاد تجر قدميك، تعود حياتك أمامك كشريط سينمائي يعبر بسرعة “يالله.. كم من الأشياء الرائعة التي فاتتني.. وكم سيفوتني مستقبلا”:
ضحكة أصغر أطفالك، صلاة الفجر.. والتي قررت أن تعدل نظام نومك لكي تصليها.. ولم تفعل، قراءة كتاب جديد ومشاهدة فيلم رائع، تقبيلك لجبين أمك، التصالح مع أحد الأقارب، رؤية أولادك وهم يكبرون أمام عينيك، إنهاء بعض العداوات الصغيرة، أكل المزيد من الشوكلاته والآيسكريم، سماع محمد عبده وهو يغني: أعن له عنت هل الكيف للهيل، الجلوس أمام البحر، الذهاب إلى الصحراء، مشاهدة أهداف “ميسي” في كأس العالم،....،... وآلاف آلاف الأشياء التي كانت بين يديك ولم تنتبه لها.
وقبل أن ينتهي الممر، وتصل إلى باب الخروج، تسمع أحدهم ينادي باسمك.
يصل إليك لاهثا ومرتبكًا ، ويقول لك بتلعثم: “أعتذر لك سيدي، حدث خطأ كبير في الأوراق، فالتقرير الذي معك هو لشخص آخر.. أنت لا تعاني سوى من التهابات في الجيوب الأنفية”!
وبدلاً من أن تثور في وجهه بسبب هذا الخطأ القاتل تقوم باحتضانه وشكره.. كأنه منحك الحياة.
لم يمنحك الحياة يا صديقي، بل الذي منحها لك هو الله سبحانه، وهي موجودة لديك لم يأخذها أحد منك، ولكنك خلال ركضك في الحياة.. نسيت الحياة نفسها!
نعم.. عليك أن تقاتل لكي تكون هذه الحياة أجمل وأكثر عدالة.. ولكن لا تنسَ أن تعيشها.
يقول فريد الأطرش: “الحياة حلوة.. بس نفهمها”.
وأنا أقول لكم: نفهمها، أو لم نفهمها، ستظل الحياة حلوة.. وقصيرة جدًا جدًا.

منصور الغايب
29-05-2010, 10:42
(أ)
بعض القرارات تشبه في كرة القدم الركلة القوية التي ترتطم بالعارضة :
ـ تعجب الجمهور .
ـ يصرخ المذيع لجمالها وخطورتها .
ـ تربك الدفاع .
ـ ولكنها – في النهاية – بلا « هــدف » !
(ب)
لي صديق – جزاه الله خيرًا –
إذا أصابتني مصيبة قال : إنها « عقـاب »
وإذا أصابته مصيبة قال : إنها « ابتـلاء »
كأنني « جدة » .. وكأنه « الرياض »!!
(ج)
لا توجد حكاية تـُروى بنفس الدّقة مرتين ..
كل حكاية تتأثر بآراء راويها وموقفه من الأشياء.
لهذا : لا تصدقوا « التاريخ » كثيرًا !
(هـ)
خرجَتْ من المصعد وبقي فيه عطرها يفعل بنا الأفاعيل العابثة
ودون أن نضغط على أزرار الطوابق :
طار بنا المصعد إلى السماء الثالثة !
(و)
لم يكتف برذيلة عدم المشاركة في صنع المستقبل.
بل ارتكب رذيلة أكبر .. الوقوف في وجه المستقبل ومحاربته .
ستفضحه الأيام المقبلة .. وتلعنه !
(ز)
... ، وكان آخر ما قاله لهم :
اعلم أنها تسكن في قصر يحرسه عشرة من العبيد
اعلم أن لها عشرة إخوة أشداء .
اعلم أن لها عشرة أعمام ، كل منهم له عشرة أبناء.
اعلم أن لها أباً يمتلك نصف المدينة ، ويستطيع أن يشتري النصف الآخر .
ولكن .. سأنام الليلة في غرفتها !
قالوا : ما اسم هذه الصبيّة ؟
قال : الحريّة !
* ملاحظة مهمة :
يغيب هذا الأسبوع عن الفاكهة حرف « الدال» وذلك لانشغاله بقضية رأي عام كبرى ، فلقد شاهده « واو الجماعة » وهو يقف بجانب « نون النسوة » في اختلاط وصف بأنه لا يحمل ضوابط « الاختلاط العابر » !.. بعض الصحف الالكترونية قالت: إن الأمر تجاوز الاختلاط وأنه متّهم بخلوة غير شرعية مع « تاء التأنيث» !!

منصور الغايب
31-05-2010, 15:28
(1)
المال العام : هو « المال « الذي إذا اجتهدت بالمحافظة عليه لن تجد من يشكرك ، وإذا قمت في ليلة ظلماء ( غاب فيها القمر .. وضميرك ) بالسطو عليه لن تجد من يحاسبك !
(2)
اختلاط عابر : هو اختلاط يجوز للمشايخ ولا يجوز للعامة من الناس لأنهم – لجهلهم الشديد به –
لا يعرفون ضوابطه !
(3)
« السعودة « : إحدى روايات الخيال العلمي !
(4)
سوق الأسهم : كائن خرافي .. يخوّف السعوديون به أولادهم قبل النوم!
(5)
«لا يوجد سرير»: شعار وزارة الصحة.. على غرار «نعتز بخدمتكم»!
ويتم التعامل معها كعبارة تراثية قيّمة يجب المحافظة عليها حتى لا تنقرض من القاموس اللغوي لوزارة الصحة!
(6)
«مدرسة خاصة»: هي المدرسة التي يذهب إليها أولاد المسئولين في وزارة التعليم لعدم ثقتهم بالتعليم الحكومي!!
(7)
«حرية التعبير»: فيلم رعب.. ينتهي بموت طاقم الفيلم!
(8)
«شيـخ»: لقب تستطيع الحصول عليه عندما تنقطع عن الذهاب للحلاق لمدة ثلاثة أسابيع!
(9)
هيئة الصحافيين السعوديين: مبنى.. بلا معنى!
(10)
«السياحة الداخلية»: مانشيت صحفي، في صحيفة لا يقرأها أحد!.. كتبه إعلامي يقضي إجازته على شواطئ «كان» الفرنسية.. وكان يتحدث عن سحر شواطئ جدة والدمام!

منصور الغايب
02-06-2010, 13:13
(1)
سيتحوّل هذا الأسبوع إلى مهرجان خطابي تقوده الحناجر العربية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، نستعيد خلاله كل فنون الخطابة ، وننفض الغبار عن كلمات مثل ( العزة ، الشرف ، الكرامة ) ونخرجها من مستودع اللغة لـ «تلعلع” على كل المنابر :
هنا ستسمع خطبة عصماء من شخصية سياسية سابقة لم يعد لها أي دور تلعبه !
هنا ستسمع «فرقعات” بلاغية ، وعند سماعها ستدعو الله أن يستر على الشرق الأوسط من هذه “العبارة النووية” العابرة للقارات !
ومن هناك سينطلق صاروخ “شجب واستنكار” مزود برأس ... فارغ !
وهناك ستنفجر قنبلة “إدانة” من النوع المحرم دوليا.
سيتحول الإعلام العربي -خلال ساعات- إلى “حفلة” خطابة سياسية :
إدانات ، مظاهرات ، محللون سياسيون أحيلوا على المعاش يعودون للظهور مرة أخرى ، شجب ، استنكار ، قصائد مناسبات .. بلا لون ولا طعم ، مقالات تم سلقها خلال دقائق ، وأشكال عجيبة وغريبة من فنون الكلام لم تخطر على بال “المتنبي” نفسه !
(2)
يا عيال الـ .. إعلام العربي !.. لم تعلموا بحصار غزة إلا بعد حادثة “قافلة الحرية” ؟!!
غزة محاصرة منذ سنوات .. هل كنتم بحاجة إلى “أكشن” مثير لتتذكروا هذا الحصار ؟!
غزة يقتلها الجوع والبرد طوال الأشهر الماضية .. ماذا فعلتم؟
غزة تموت كل يوم ... وعندما كنتم تغضبون لانقطاع الكهرباء لدقائق – خلال عرض مسلسلكم التركي المفضل – كانت أجزاء كبيرة من غزة تعيش في ظلام دامس منذ الحرب الأخيرة.
هل قلت “المسلسل التركي” ؟!
أتذكر وجوه الزعامات التركية ، وبعض الأسماء التركية من أعضاء “قافلة الحرية” وأقدم اعتذاري عن العبارة السابقة ، لأجلهم : حتى “التفاهة” التركية تستحق الاحترام.
(3)
وماذا بعد ؟.. بالعامي : “وبعـدين” ؟
هل ستعيد “الدول المُطبعة” نظرها في “التطبيع” مع إسرائيل ؟ .. لا !
هل سيطرد سفير إسرائيلي واحد من عاصمة عربية يرفرف علم إسرائيل في سمائها ؟.. لا !
هل سيتحد الدم الفلسطيني وننسى أن هنالك كريات دم بيضاء تخص فتح وكريات دم حمراء تخص حماس ؟!.. لا !
هل ستلغي الدول العربية “مبادرة السلام العربية” ؟ .. لا !
هل سيكف الساسة العرب عن ترديد هذه العبارة الغبية “السلام خيارنا الاستراتيجي” ؟!.. لا !
ـ إذا ما الحل ؟
ـ سنشجب ونستنكر وندين ، ونرسل بعض المساعدات للسلطة الفلسطينية ، ونسمح لبعض المواطنين بإقامة تجمع خطابي (وربما نصنع لهم مظاهرة بمعرفتنا) شرط أن يحملوا صور الزعيم الخالد !
(4)
قبلة على جبين كل إنسان حر (أيًا كان دينه ولونه وجنسيته) كان ضمن “قافلة الحرية”
صنعوا “الفعل” وتركوا لنا الضجيج والثرثرة !

منصور الغايب
05-06-2010, 09:55
يبعثر رأسه في الجهات الأربع
ليرتب فكرة عابرة !
(أ)
عندما ندخل إلى القصر الفخم، ترتسم على وجوهنا ابتسامة بلهاء، وجميعنا نصفق لا شعوريا!
حتى الأماكن لها سلطتها :
عندما تدخل إلى المقهى الشعبي تصرخ بأعلى صوتك على الجرسون: « يا ولد » ..!
عندما تدخل إلى الفندق ذي النجمات الخمس تناديه بهمس: « لو سمحت يا سيّد » !
حتى الأماكن لها سلطتها !
(ب)
في رأسك ألف باب صغير لم يُفتح من قبل.
اكتفيت بفتح الأبواب التي ورثت مفاتيحها من الأهل والأقارب والكتب الأولى .
جرّب أن تفتح الأبواب الأخرى .. ولا تخف من الهواء الجديد !
(ج)
حتى اللص، يجد التبرير المناسب أمام نفسه، لما يرتكبه من أعمال سيئة وذلك لكي يرضي ضميره!
الضمير: لا يمنعنا من فعل الأشياء السيئة ..
ولكنه يُزعج ما تبقى فينا من أخلاق .. ويُعكر المتعة!
(د)
هل تريد أن تنتقم ممن أساء إليك
بشكل يجعله يتضاءل أمام نفسه ؟
ـ اعف عنه !
(هـ)
الحياة : نص فاتن ومدهش .
يشغلنا عن الاستمتاع بقراءته ..
محاولاتنا الدؤوبة للمشاركة بكتابته !
(و)
الذين لا يشعرون بالحنين إلى شيء ما من « الماضي» لا تثق كثيرا ً بـ « المستقبل » الذي يأخذونك إليه !
(ز)
ــ بالعاميـّة :
أجمل ما في الموت .. إننا لمـّا نموت :
تصير بقايا أجسادنا
رمل بصحاري بلادنا
يجون أحفاد أحفادنا .. يبنون منـّا بيوت !

منصور الغايب
07-06-2010, 15:32
(1) الفساد : رجل وقح ، ولا يشعر بالخجل . تشتمه هنا .. يمد لسانه عليك من هناك . تطارده هناك ولا تدري إلا ويظهر لك في مكان آخر بوجهه البشع وابتسامته الصفراء .. « أما قليل أدب بجد .. هالفساد « !
تراه في مدينتك الصغيرة بمبنى حكومي صغير قـُدرت تكلفته بثلاثة ملايين ، وبجانبه فيلا لمواطن – بحجم المبنى الحكومي وأجمل منه – يقول صاحبها إنها كلفته ستمائة ألف .. تراه – الفساد – ينط في وجهك في فرق الكلفتين وهذا الفرق الشاسع بين المبلغين ، وتسأل : « وين راح الفرق « ؟.. ولماذا تقفز التكلفة في المشاريع الحكومية بهذا الشكل ؟!
وعلى ذكر الفروقات الضخمة : أتذكر أنني قرأت فروقات هائلة بين تكلفة مشروع محلي ومشروع شبيه له عند الجيران، ولا أدري ما سبب هذا الفرق الهائل (بالتكلفة) لدينا ، والفرق الهائل (بالجمال والنظام) لديهم ... ما السبب يا ترى ؟
سأحاول جاهداً – وكمواطن مخلص – أن أبحث عن إجابة تبرر ما يحدث :
أولا ً : الأراضي لدى الجيران « بلاش « .. ولدينا مملوكة وأسعارها « نار « وهذا مما يزيد بالتكلفة الإجمالية لأي مشروع .
ثانيا ً : الجيران أتوا بعمالة أرضية رخيصة (أي: من كوكب الأرض) ونحن أتينا بعمالة من « كوكب زحل « وذلك لما عـُرف عن الإخوة الزحلاويين من مهارة وإتقان . الزحلاويين : نسبة إلى « زحل « وليس « زحلة « .
ثالثاً : الجيران يستخدمون لمشاريعهم حديداً رخيصاً، ونحن نستورده من « كوكب سابك « !!
لحظتها ( سينط في وجهي قارئ مقهور ) ويقول : طيب يبو الشباب .. هذي اقتنعنا فيها .. وش قولك بمشروع تكلفته تجاوزت خمسة مشاريع عالمية مثيلة له؟!
لحظتها سأصرخ في وجه القارئ : « وين راح الفرق « ؟!!
(2) لم لا توجد جهة ثالثة بين الجهة التي تـُسلم المشروع والمقاول الذي يقوم باستلامه لمراقبة ما يحدث بينهما ؟.. ما دور هيئات المراقبة وديوان الرقابة وبقية الجهات في مثل هذه الحالات ؟
ألا توجد إدارات هندسية تراقب تنفيذ المشروع وتحدد تكلفته التقريبية الحقيقية ؟
لماذا تأتي « الرقابة « متأخرة بعد أن ينتهي كل شيء ، بدلا ً من أن تأتي قبل أن يبدأ كل شيء ؟
(3) القانون : وضع لكي « يحمينا « ويمنع حدوث الجريمة ..
لا لكي يأتي متأخرا ً – ويحاول – معاقبة المجرم.
هذا إذا أستطاع أن يعاقبه !

منصور الغايب
12-06-2010, 22:52
.
.
.
.
.


(أ) جهلك لبعض الأشياء فيك لا يعني أنها غير موجودة لديك . أخرج منك .. لتراك بشكل جيّد !
(ب) قبل فترة ألزم ديوان المظالم وزارة الداخلية بأن تدفع لمواطن (3909) ريالات تعويضاً له بسبب سجنه مدة (6) أيام في شرطة الحمراء وغرناطة في الرياض بدون وجه حق . وبصراحة ، الـ (9) ريالات سببت لي قلقا أكثر مما فعلته الـ (3900) ريال ومن خلالها اكتشفت هذه المعادلة : 3909 ÷ 6 = 651,5 ريال .. وهي قيمة حرية المواطن السعودي لمدة يوم واحد حسب قسمة ديوان المظالم ! في الغرب ( الكافر / ملعون السنسفيل / اللي ما يخاف الله ولا يرجيه ) إذا تأخرت عليك رحلة الطائرة تحصل على تعويض ضعف هذا المبلغ ! (ج) في الفن والحب : من المنطق أن لا تستخدم المنطق !
(د) عقل / “عقال” / اعتقال ... حتى اللغة العربية توحي لك أن الحرية : جنون !
(هـ) هل تعلم أن لك أجنحة خفيّة ؟! حاول أن تكتشفها أولا .. وثانيا حاول أن تتعلم كيف تطير . من لم يجرب الحب ، والكتابة ، والحلم .. لن يصدقني !
(و) كوميديا سوداء : أمريكا مشغولة بكيفية “الذهاب” إلى المريخ وهي – حتى هذه اللحظة – لا تعرف كيفية “العودة” من أفغانستان !
(ز) “صـح” مطبعي : لكل مجتهد “نسيـب” !

منصور الغايب
14-06-2010, 16:57
.
.
.
.


كل الذين « يتبجحون» بعداوتهم للمرأة هم : أغبياء .. وكل الرجال الذين يكرهونها هم : مرضى ، وبحاجة للذهاب إلى أقرب عيادة نفسية ! * * * * * الحب .. ما هو الحب ؟ هل هي ( الأرواح : تلك الجنود المجندة ) تلتقي لتتكامل ؟ أم هو هذا الضلع – القريب من القلب – والذي انتزعته حواء من صدر آدم .. يعود إليه بعد غياب ويجد مكانه الآمن ؟ أم هو هذه العلاقة العابرة التي نشتعل بها .. ثم ننطفئ ؟! لا .. الحب : يضيء ولا ينطفئ أبدا ً . * * * * * ما هو الحب ؟ هو هذا الشعور الذي يمنحك عيونا جديدة ترى فيها العالم بشكل جديد وجميل ومختلف . يمنحك أصابع تلمس كل الأشياء .. وتقبض على كل اللحظات الجميلة . يمنحك أجنحة تجعلك تطير في كل الفضاءات الساحرة . ما هو الحب ؟.. الإجابة : هو الحب . ولماذا الحب ؟.. الإجابة : لأنه الحب . فالتبرير الوحيد للحب .. هو الحب نفسه . * * * * * تذكروا وجوه حبيباتكم ، وعودوا للقرآن العظيم ، لتجدوا هذا الوصف الدقيق : ( .. لتسكنوا إليها ) المرأة : هي السكن .. والسكينة . المرأة : هي البيت . المرأة : هي الوطن . وغيابها عن المشهد يعني أنك تعيش في غربة خانقة ! فتبًا لكل قلب لا ترفرف عصافير الفرح خارج قفصه الصدري عندما يراها ! * * * * * الرجال في الشرق ، ولأسباب لا علاقة لها بالحب : لا يتزوجون حبيباتهم ، ولا يحبون زوجاتهم !

منصور الغايب
16-06-2010, 10:49
4) هنالك أسئلة عويصة ومهمة وبحاجة إلى لجنة تضم خبراء في الأمن الإستراتيجي وخبراء في الأمن اللي مش إستراتيجي ليمحصوها ويحمصوها ويجيبوا عليها .. وإن لزم الأمر فلا بد من تدخل عاجل من وحيد عصره، وفريد دهره، والفقير إلى عفو ربه، العلاّمة، الفهامة، النحرير ، معشوق رؤساء التحرير/ محمد السحيمي ليخبرنا غفر الله له عن علاقة « الحوثيين « بزواج المسيار وهل يعني هذا انخفاض الين الياباني مقابل الجنيه السوداني ؟ ثم ، لنفترض جدلا أنني أصبت بلوثة عقلية – لا سمح الله – وقمت بتغيير أسماء أطفالي دفعة واحدة من : سيف وسلطان واحمد إلى اسماء اجنبية هل سيتم دفع تكاليف دراستهم في العام القادم ؟! مع العلم أن « احمد « يقسم أغلظ الأيمان بأنه لا علاقة له بما حدث لبركان ايسلنده .. ويظن حسب معلوماته الجغرافية أن « ايسلنده « حارة في مدينة « حفر الباطن « ! و» سلطان « لم يعد يتذمر من عدم صعود منتخبنا إلى كأس العالم . و « سيف « تنازل عن حلمه بالسفر عبر القطار من رفحاء إلى جيزان وذلك بعد أن نشرت صحيفة الرياض خبرا يقول إن تكلفة حوالى ( 4 كيلو ) من قطار المركز المالي تصل إلى حوالى ( مليار ) وهذا يعني أن قطار رفحاء ـ جيزان سيكلف الدولة مبلغاً يصل إلى 3 ترلللي يون . ترلللي يون : هو مبلغ يتجاوز المليار والتريليون وتعود حقوق اكتشاف هذا الرقم لي أنا .. فالرجاء احترام الحقوق العلمية والمعرفية . ومن يستطع من القراء الكرام أن يقول « ترلللي يون « سبع مرات خلال سبع ثوانٍ دون أن يسقط فكه السفلي فهذا يعني أنه غير مصاب بـ « عمى الألوان « . أقول قولي هذا .. وأستغفر الله لي ولكم ولكافة القطاعات الأمنية في كافة الدول الصديقة . (سبعطعش) ملاحظة مهمة : أرجو أن لا يأتي أحد ما وهو ممتعض / مستاء / « متكهرب « .. مما قرأه في الأعلى ! أنا لم أخدعكم ، قلت لكم بدءاً من العنوان أنه « مقال ملخبط « فمن شاء أن يقرأه بشكل جيّد عليه أن « يتلخبط « قليلاً لكي يصل إلى المعنى ! (هـ) نماذج من الأسئلة العويصة : أ ـ ما هو الفرق بين ( الخيار الاستراتيجي ) و ( الخيار باللبن ) ؟! وهل للأمر علاقة باختلاف ( السُلطة ) عن ( السَلطة ) ؟ ب ـ ما رأي أعضاء مجلس الشورى بـ « قطار المشاعر « والذي كلف الدولة 6،600 مليار ؟!

منصور الغايب
19-06-2010, 11:19
الفكرة الرائعة مثل الضيف العزيز الذي يأتي دون موعد مسبق : ـ أذبح لها خروف الوقت . ـ وأطبخ لها قهوة القلق . ـ وأجعلها تأكلني وتشربني .. وأنا أبتسم !
(أ) هم ينظرون ... وأنت « ترى » هم يسمعون ... وأنت « تـُنصت» فرق هائل بينك وبينهم .. ولكنهم لا يعلمون . لك أصابع بإمكانها لمس الأشياء الخفية .. لهم أيادٍ فقدت حاسة اللمس ! لهم أقدامهم التي تبحث عن الطريق ولك أقدامك التي تصنع الطريق الجديد .. وتمهده لهم .
(ب) ليس كل جديد جيّداً ولا كل قديم سيئا .. السيئ : هو انبهارنا بالأشياء الجديدة عندما ننظر إليها بعين طفولية !
(ج) هذا بعض ما يحدث للمواطن العربي : عبر الكلمات - التي تسمح بتداولها السلطة - يتشكل وعيه . مع الزمن يتم استعباده دون أن يشعر بذلك . مع مرور الوقت تجده يدافع عن الطغيان وهو يظن أنه يدافع عن ثقافته وهويته . بعدها يتحوّل تلقائيا إلى : المُستعبَـد المُستعبـِِد !
(د) ( أقامت الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام حفلها السنوي في فندق الفور سيزون ) حاول أن تكتشف الأخطاء السبعة في العبارة السابقة !!
(هـ) يظن أنه تمدّن وتحرّر وأصابه شيء من الوعي .. قل نصف كلمة عن « عشيرته» أو « منطقته» وانظر ما الذي يحدث له ؟!
(و) لماذا كل قضية رأي عام لدينا نتعامل معها إما بـ « الأبيض» أو « الأسود» ؟ أين ذهبت بقية الألوان ؟ .. هل نحن - حقا - مصابون بـ « عمى الألوان» ؟!
(ز) عندما تغلق هاتفها : أشعر أنني خارج الخدمة مؤقتًا .. لعدم سداد فواتير اللهفة !

منصور الغايب
21-06-2010, 21:08
.
.
.

تربكني الأرقام الكبيرة، فمثلاً تجدني أقرأ رقمًا بهذه الطريقة: مائة ألف سبعة ملايين عشرين! « وشلون تجي»؟ .. لا أعرف ! .. وعندما يدخل الرقم إلى خانة المليارات أصاب برعشة في الحنك كأنني – لا سمح الله – سأصاب بـ « جلطة رقمية» ! وأظن أن السبب يعود لمدرس الحساب «الأستاذ مرسي» والذي سلمني له والدي بعد أن رمى على مسامعه تلك العبارة الشهيرة التي يرددها كل الآباء العرب: لك اللحم ولنا العظم . «حشا .. داخل مسلخ .. مو مدرسة» ! وعندما كان يسأله والدي : «هاه .. كيف الولد يا أستاذ»؟ يرد الأستاذ مرسي : «لهلوبه .. ربنا يحرسه» .. وقد أثبتت الأيام بأنني لست «لهلوبه» ولا قاله الله .. والدليل هذه الرعشة – والتي تصاحبها «كتمة» وضيق بالنفس – كلما ذكرت أمامي كلمة «مليار»! ولهذا، ولكي أحافظ على صحتي، صرت أحاول جاهدًا أن أتجاوز الاطلاع على أي مشروع محلي، وخاصة تلك المشاريع التي تصل تكلفتها إلى مليارات الريالات. فعقلي «الرياضي» الصغير – وبحسابات «الأستاذ مرسي» وأقصى ما علمه لي حاصل ضرب تسعة في تسعة – لا أستطيع أن أستوعب هذه الأرقام الخيالية التي تنشرها صحافتنا كل يوم. حاولت أن أستوعب الـ 6،6 مليار (قطار المشاعر) ولم أستطع. حاولت أن أستوعب الـ 10 مليارات (الاستاد الرياضي) وهل هي حقيقة أم إشاعة .. ولم أستطع. حاولت أن أفهم كيف بيعت «بترومين» لمستثمر أجنبي مع شريك محلي بـ 750 مليونًا وذلك قبل ثلاث سنوات – كما يقول الزميل راشد الفوزان – وستعود عبر سوق الأسهم وقيمتها تصل إلى 10 مليارات.. ولم أستطع. صرت أتجنب قراءة صفحات الاقتصاد، فما أكثر المشاريع المليارية والتي تفوح منها روائح غريبة عجيبة .. وهذه الروائح سبب آخر للهروب، فأنا أيضاً مصاب بحساسية في الأنف تثيرها أي رائحة غريبة! وأخيرًا، لا أملك إلا أن أقول: منك لله يا «أستاذ مرسي» أنت السبب في كل ما يحدث لي. ـ آل أيه؟.. آل: لهلوبه!!

منصور الغايب
23-06-2010, 19:14
.
.
.
(لام/ باء/ حاء) تقول الحكاية الأسطورية أن أحد البدو وجد «اللام» و»الباء» و»الحاء» مرميّة على جانب الطريق.. أخذها ووضعها في خرجه: جمعها أول مرة و»حلب» ناقته. وجمعها مرة أخرى وأكل الـ»بلح». وبعد فترة اكتشف أنه يستطيع أن يصنع منها الـ»حبل» الذي يجلد به خصومه ويقيّد أعداءه! أحد أحفاده –الآن– يحاول أن يصنع من «اللام»: لا ومن «الباء»: بداية ومن «الحاء»: حريّة. (جني !) أعلم أن الله سبحانه خلق الإنس والجن ليعبدون، ولكنني لا أعلم سر تفضيل الجان للسعوديات وتفرغه لـ»تلبسهن» وتفضيله لهن بين بقية نساء العالم.. ألم يخطر على بال هذا الجني التعس أن يذهب إلى «موسكو» مثلًا ؟! كما أنني لا أفهم مزاج هذه «الجنية» التي تركت «توم كروز» –وبقية الطخمان في العالم– لتتلبس مواطن سعودي أكلح أشهب، طالما أن لديها القدرة على تلبس ما تشاء من الرجال! هل العيب في الجان وذائقتهم؟ أم العيب في الإنس الذين يظنون أن أي مرض نفسي هو مس من الجن؟! (الثوابت و الخصوصية) ما أن تدخل إلى منطقة ما إلا ويأتي إليك أحد الرسميين ليقول لك: «الخصوصية».. انتبه!.. لا تصطدم بها. وما أن تذهب إلى المنطقة الأخرى إلا ويخرج عليك أحد الشيوخ ليقول لك: «الثوابت».. قف!.. ولف مع الشارع الثاني. هكذا تقود سيارتك في شارع الصحافة ولا تدري في أي حفرة ستقع.. وأمام أي لوحة مرورية ستحصل على المخالفة؟! بالله عليكم أخبرونا ما هي «المتحركات» حتى لا نقع في «الثوابت» وأعطونا قائمة «العموميات» حتى لا نسقط في فخ «الخصوصية»!

منصور الغايب
26-06-2010, 09:59
فمه : بندقية في يد أرعن . فمي : عصفور حرّ . ومع هذا .. كلماتي قنصت كلماته !
(أ) ـ ما وجه الشبه بين « القضاة» و «شركات الاتصالات»؟ ـ الاثنان «يجلدونك» .. الأول بالعصا، والثاني بالفواتير ! ـ وما وجه الاختلاف بينهما ؟ ـ الثاني يقول : سدد .. واعترض، والأول إذا اعترضت زاد عدد الجلدات !
(ب) غضبك، وحزنك تجاه أي حدث .. لن يغيّر في الحدث أي شيء . سيغيّر ملامحك فقط .. ويجعلك أقل جمالاً .
(ج) قال بأسًى : حتى القطط التي تدور حول قمامة الحي الثري .. أجمل وأقوى من قطط حارتنا !
(د) بعض المستمعين يعطيك « أذنه» .. وبعض المستمعين يعطيك « أذنه» و « عقله» أيضاً .. أي عبودية هذه ؟!
(هـ) هل خطر على بالك مرة أن تتحرر من « عقلك» ؟ قبل أن تجيب على هذا السؤال ، سيولد سؤال آخر: وهل العقل « يستعبدك» حتى تتحرر منه ؟.. والإجابة : نعم .. أحياناً ! منذ الولادة، وهذا « العقل» يتشكّل بطريقة لا خيار لك فيها . يملؤه الآخرون بالأشياء التي يؤمنون بها، ويتشكّل من الثقافة المحيطة بك .. وتكبر وأنت تقبل كل الأحكام الجاهزة والتي أصدرها الآخرون تجاه الأشياء . لحظة .. فكّر قليلاً .. وحاول أن تتحرر من « عقلك» الجاهز .. حرّر عقلك « الخاص» من هذا العقل « الجمعي» الذي يفكّر بالنيابة عنك ، ويقرر بالنيابة عنك !
(و) كانت أوضاعه المالية سيئة جدا، والديون تراكمت على كاهله الضعيف . نقله الأصدقاء إلى « إدارة المشاريع» ليحل بعض مشاكله المالية !!
(ز) عندما صافحها الأعمى رأى ما لم يره الآخرون . كانت عيونهم : أصابع . كانت أصابعه : عيون !

منصور الغايب
29-06-2010, 13:11
.
.
.


اعتدنا في مجتمعاتنا العربية على وصف الغالبية من الشعب بـ « الأغلبية الصامتة» ، وهي - في الحقيقة - لم تكن « صامتة» بل « هامسة» تخاف أن تسمعها آذان الجدران، لأن المثل ( والذي يُخيّل لي أن مبتكره رجل مباحث ) يقول: « الجدران لها آذان» .. لهذا كانوا يكتفون بالهمس ! خلال العقد الماضي: عقد ثورة وسائل الاتصال وتعدّد منابر التعبير، ومع ظهور الابتكارات الساحرة، مثل: الانترنت، الجوال، الفضائيات.. علا صوت هذه « الأغلبية» حتى وإن كانت تختفي وراء « نكتة» يتم تداولها عبر رسالة جوال ولا يُعرف قائلها .. أو تختفي وراء اسم مستعار في منتدى إلكتروني. عقد من الزمان تطوّرت فيه أساليب الناس، وصارت بعض «الأسماء المستعارة» في بعض المنتديات الالكترونية أكثر شهرة من بعض الأسماء الحقيقية التي تكتب في الصحف الرسمية .. بل إنها أحياناً تحظى بقبول أكبر . صار بإمكان « الأغلبية» وعبر كاميرا الجوال أن تُوثق بعض الأحداث التي لم - ولن - تستطيع كاميرا التلفزيون الرسمي التقاطها .. و « اليوتيوب » يتكفل بعرضها للملايين دون وساطة من أحد . « الأغلبية الصامتة» لم تعد صامتة ولم تكتف بالهمس .. بل إنها صارت الأغلبية « الصارخة » . « الأغلبية» صار لها صفحة على « الفيسبوك « تطرح من خلالها ما تشاء من أفكار . « الأغلبية» صار لها عضوية في منتدى إلكتروني تستطيع من خلالها أن تشكل الرأي العام أكثر مما يفعله كاتب رسمي، أو وسيلة إعلام رسمية . « الأغلبية» صار لها قناة على « اليوتيوب» تصوّر - وتفضح - وتعرض من خلالها ما تشاء من المشاهد. وعبر « القروبات» يتشكل مجتمع مدني مصغّر يطالب بحقوقه، ويجمع الأنصار عبر رسالة إلكترونية واحدة تصل إلى الملايين بضغطة زر واحد . لم تعد « الأغلبية» تنتظر ما يقوله لها التلفزيون الرسمي أو الإذاعة الرسمية تجاه أي حدث يحدث.. بل إنها استبدلتهما بآلاف المصادر المختلفة، وصارت تختار - وتصدّق - ما تشاء من الروايات، بدلاً من الرواية الواحدة التي كان يقدمها الإعلام الرسمي . على الإعلام الرسمي العربي أن يستوعب ما يحدث حوله، فمنع كاتب من الكتابة لن يمنعه من إيصال صوته وأفكاره إلى الناس، والأفكار التي طرحت - ومنعت - قبل ألف عام ( قبل : المطبعة والإذاعة والجريدة ) استطاعت أن تصل إلى الناس وعبرت الزمن لتصل إلينا في عصرنا هذا.. فما أغبى المنع في زمن ( الانترنت والجوال والفضائيات). كيف تمنع كتاباً من النشر وأنا بإمكاني أن أرسله - كاملا ً - عبر رسالة وسائط هاتفية إلى آلاف الأشخاص؟ كيف تحجب منتدى إلكترونيا وبإمكان ولد في الثالثة عشرة من عمره اختراق حجبك ؟! كيف تمنع مشهداً من العرض والجميع بإمكانه عرضه خلال دقائق عبر الانترنت ؟ كيف تمنع « الحقيقة » من أن تصل إلى الناس ؟.. والحقيقة لا تموت، وستصل ذات يوم ! طرحي لهذه الأسئلة يجعلك تشعر أن « الإعلام الرسمي» يعيش خارج الزمن.. خارج التاريخ - وهذه هي الحقيقة - وأنه لم يستوعب ما يحدث حوله . على الإعلام الرسمي العربي، ومن ورائه أصحاب القرار في العواصم العربية، أن يستوعبوا هذا العصر، وأن يكونوا جزءا منه، وبدلاً من الانشغال بالمحاولات العقيمة لمجابهته عبر طرقهم البدائية.. عليهم أن يستقبلوه ويقبلوه ويتعلموا كيفية التعامل معه . وتذكروا: الأغلبية الصامتة صارت « الأغلبية الصارخة» وهي تتشكل كـ « شعب افتراضي» على شاشات الانترنت بطريقة لم ولن تتخيلوا مداها وقوتها، ولم ولن تتنبأوا كيف سيتطوّر هذا « الشعب الافتراضي» وما هي خطوته القادمة ! المخيف - وفي لحظة تاريخية ما - يخرج هذا « الشعب الافتراضي» من شاشة الكمبيوتر لينزل فجأة إلى الشارع !! على فكرة : « نشرات الأخبار» في التلفزيونات الرسمية لا يتابعها أحد.. هذه حقيقة! لذلك أقترح على وزراء الإعلام العرب إلغاء نشرة الأخبار وفصل المذيعين وتوفير مرتباتهم لميزانية الدولة.. أو تحويلهم لبرامج المسابقات !

منصور الغايب
30-06-2010, 08:15
.
.

يا إخوان .. إذا أحد يعرف أي أحد يعمل في سفاراتنا في الخارج - وخاصة في الملحقيات التعليمية - يوصل له هذه الرسالة : يا «أبو الشباب» .. أنت تحظى بالرفاهية والامتيازات والرواتب العالية لا لـ «سواد عيونك» بل لكي تكون خادمًا للمواطن السعودي، وتسهل له أعماله. أنت تعمل هناك بعيدًاعن الغبار والحر و«ضيقة الصدر» لكي تقف بجانب المواطن .. لا لكي تزعجه بطلباتك وبيروقراطيتك التي حملتها معك في حقيبة السفر ! (2) يا إخوان .. إذا كان فيكم أحد يعرف أي أحد يعمل في جامعة الحدود الشمالية «عليه الله» أن يبعث لهم هذه الرسالة بالنيابة عني: آلاف الشباب العاطلين في منطقتنا ينتظرون مئات الوظائف التي تم الإعلان عنها لديكم، وقطعوا مئات الكيلومترات - ذهابًا وإيابًا - للتقديم عليها، والاختبار، والمقابلة الشخصية ... فلماذا تم إعلان أسماء المقبولين بـ «الدس» عبر الهاتف؟! هل خفتم أن ننزعج من كثرة الأسماء الغريبة؟ ونتساءل كيف أتت من المناطق البعيدة لتختطف وظائف أهل المنطقة هم الأولى بها؟.. هل خفتم أن نتساءل كيف تم ذلك؟! وطالما أن أغلبية الوظائف في البلد توزع بالواسطة في النهاية فنرجو من الإدارات الحكومية عدم الإعلان عنها، لأنهم بهذا: يُكلفون الشباب سفرًا ومشقةً وأحلامًا تنتهي بكوابيس، ويكلفون أهاليهم بمصاريف ليس لديهم القدرة عليها. الله يرضى عليكم .. خذوها من قاصرها: ووزعوا وظايفكم على قرايبكم .. وفكونا من الإعلانات !! (3) يا إخوان .. إذا فيكم أحد يعرف أي أحد في مجلس الشورى، أرجو أن يسأله هذا السؤال: «أنتم بالضبط وشي شغلتكم» ؟! (4) يا إخوان .. إذا فيكم أحد يعرف أي أحد من «حملات المعلمين والمعلمات» فعليه أن يخبرهم أن وزارتهم الموقرة صارت تتعامل معهم كأنهم مطاردون أمنيًا، وصارت تصدر بيانات لإرهابهم، من نوعية : (استطعنا أن نرصد أسماء المحرضين)!!! وهناك من يقول أنها تغلغلت داخل حملاتكم، واستطاعت أن تزرع فايروس «فرّق تسد» .. فعليكم الحذر ! (5) يا إخوان .. إذا فيكم أحد يعرف أي أحد في وزارة التخطيط فليبعث لهم نفس رسالتنا إلى مجلس الشورى .. دون زيادة أو نقصان ! على فكرة : حنا عندنا وزارة تخطيط ؟!!

منصور الغايب
03-07-2010, 10:37
.
.
.


أ) للأفكار الرائعة أجنحة، تجعلها تُحلّق في كل السماوات وتغرّد على شبابيك البيوت المغلقة. لن يستطيع كل هواة « القنص» اصطيادها.. أو قتلها !
(ب) عندما ترى أن الحياة : « أبيض وأسود» فقط .. تأكد أن الخلل فيك، وليس في الحياة وألوانها.
(ج) أحمق من يرفض المستقبل.. وأكثر حماقة من يُحاول إلغاء الماضي !
(د) نظرت إليّ ( وعيناها باتساع البحر ) وقالت : ـ هل تُجيد السباحة ؟ قلت : لا… أجيد الغرق!!
(هـ) كل يوم نردد : « لا فرق بين عربي وأعجمي ..» وكل يوم - على النقيض - نسأل عن « فـلان» : « وش يرجع» ؟!!
(و) ـ لا يهمّ ما الذي سنحصل عليه في هذه الحياة. المهم كيف سنحصل عليه ؟.. وهل سنفقد مقابله شيئاً أهمّ منه ؟! ( قالتها عاهر فاحشة الثراء لمسؤول تخلّص من شرفه أخيراً ) !!
(ز) كل جيوش العالم وطغاته لا يستطيعون نزع حريتك منك. وحدك أنت، تستطيع أن تنزعها من نفسك، عندما تـُفرط فيها. كم من طليق مستعبد.. وكم من سجين حرّ!
(ح) هذه « الإدارة» مهووسة بنظافة المدينة . نسيَت أن أول خطوة لـ « تنظيف» المدينة: تغيير الإدارة « الوسخة» !
(ط) في المطاعم نعرف الجراسين ولا نعرف الطهاة.. وكذلك في الحياة ! كثيرة هي الأشياء التي نرى الذين يقدمونها لنا.. ولا نعرف في الحقيقة من الذي يقوم بـ « طبخها» !
(ي) يُبدل أفكاره ومواقفه مثلما يُبدل أحذيته.. لهذا يمشي برأس حاف ِ !
(ق) بإمكان « عود ثقاب» أن يحرق غابة كاملة.. ولكن ليس بإمكانه أن يعود شجرة !
(ل) الجبناء وحدهم هم الذين يظنون أن الفرق الوحيد بين « الأقدام» و «الإقدام» : همزة.. ارتفعت هنا، وانخفضت هناك !
(م ) يحدث انفجار في مكان ما .. يسميه أحدهم : نضالا. يسميه الآخر : إرهابا . الأقوى بينهما (كلماته) هي التي ستقوم بصياغة الخبر في نشرات الأخبار.. وبعد فترة تتحوّل إلى ثقافة ! ………… انفجار الكلمات أقوى من انفجار القنابل .

منصور الغايب
05-07-2010, 14:16
كل آلة أخترعها الإنسان، وكل فكرة أبتكرها العقل البشري، هي في الغالب أتت لأجل الخير ولأجل إسعاد البشرية، ولكن.. ولأن هذا “الإنسان” يتشكل من ضدين هما: الخير والشر، كان عقله الشيطاني يجد ما يحوّل هذه الابتكارات والاختراعات من اختراعات خيّرة إلى اختراعات شريرة ومؤذية! “السكين” لم يخترعها الإنسان كأداة للقتل.. بل هو هذا العقل الشرير الذي حولها إلى آلة غدر وخيانة.. بدلاً من أن تكتفي بدورها بين أدوات المطبخ! “الديناميت” تم اختراعه لتفجير الجبال وتمهيد الدروب الوعرة ليتواصل البشر مع بعضهم البعض ويتغلبون على مصاعب الجغرافيا.. أتى العقل الشرير ليحوله إلى قنبلة تقتل الملايين. وهناك الكثير الكثير من الاختراعات البشرية التي حولها العقل الشرير من أداة لإسعاد البشر إلى أداة لإيذائهم (من أقدم وأبسط اختراع “السكين”.. إلى أحدث ابتكار مذهل قدمته التكنولوجيا الحديثة).. وأبرز مثال هو وسائل الاتصالات الحديثة (الانترنت - الهاتف النقال) والتي تتحول أحياناً على أيدي البعض من نعمة إلى نقمة. هناك من يقتحم خصوصيتك ويتجسس على أسرارك وملفاتك، وهذه جريمة. هناك من يرسل فايروس لتدمير جهاز الكمبيوتر أو جهاز الجوال، وهذه جريمة. هناك من يرتكب جرائم “التحرش” عبر هذه الوسائل، وهناك من يمارس الإزعاج اليومي. وهناك من يصور الصور الفاضحة، ويوزعها، ويمارس “الابتزاز” القذر من خلالها.. وهذه جريمة كبرى. لا بد من أيجاد قانون واضح وصريح يحمي الناس من هذه الجرائم، وان تكون هناك عقوبات صارمة تطبق بحق من يرتكب مثل هذه الجرائم لكي يتردد ألف مرة قبل الإقدام على جريمته.. لا بد من احترام خصوصية الناس والدفاع عنها ومعاقبة من يتجرأ على اقتحامها.. حتى وإن كان الأمر لا يتجاوز سرقة “أيميل” .. لا بد من “تقنين” الجرائم الالكترونية، ونشرها على الملأ، وعدم الاكتفاء بوضعها على الورق.. بل تطبيقها على أرض الواقع. ثم ما الذي يمنعنا من التشهير بهؤلاء “المجرمين” ونشر صورهم وأسمائهم في الصحف؟.. هم لم يترددوا في اختراق خصوصيات الناس و“كشف سترهم” .. فلماذا نتستر عليهم؟!.. فليكن هذا جزء من العقوبة. - أرجو من شركات الاتصالات كافة أن تقرأ هذا المقال وتتوقف عن توزيع الهواتف النقالة “مسبقة الدفع” تلك التي لا تعرف هويات أصحابها. - أرجو من “هيئة الاتصالات” أن تقرأ هذا المقال وتشرع قانونا يشارك بحماية الناس من الجرائم الالكترونية. - أرجو من “مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية” قراءة هذا الخبر: قررت الحكومة التركية البدء بمشروع قومي “أيميل وطني” لكل مواطن تركي وذلك لحمايتهم من التلصص، وسيكتب هذا البريد مع المعلومات الأساسية الواردة في بطاقة الهوية، وكل طفل يولد سيكتب في شهادة ميلاده تلقائيا بريده الخاص الذي يستخدمه في المستقبل. متى يصبح لدينا مثل هذا المشروع؟.. مع شرطين أساسيين: الأول: أن لا يستأثر عيال النعمة بـ“الأيميلات السنعة”. الثاني: أن لا يستخدم (لأغراض أخرى) وبدلا من أن يكون معنا.. يصبح علينا!

منصور الغايب
07-07-2010, 09:58
.
.
.
أحبك كما يحب الموظف الفاسد المناقصات الجديدة ، وأتلهف عليك كما تأخذه اللهفة للمشاريع القادمة . أفكر أن أقول : أنت ِ « أكسجين « حياتي .. ولكن .. حتى الأكسجين – في هذه الأنحاء – يشعر بالاختناق أحياناً ! ـ أحبك محبة سكان المدن الكبرى لـ « تيوب لستك « عندما تمطر فجأة.. كأنك أنت قارب نجاتي. ـ أحبك كما يحب « الدباغ« مشاريع «باوربوينت«. ـ أحبك محبة الأطفال الفقراء لـ « بطانية « عندما تهب رياح الشمال .. و « بردها شيني « . ـ أحبك كثيراً كثيراً : أكثر مما يردد أستاذنا الغذامي كلمة « نسق « ، وأكثر من تصريحات صديقنا عبده خال بعد حصوله على البوكر ، وأكثر من ثرثرة اليمين واليسار عن الاختلاط وإرضاع الكبير . ـ أحبك بشكل فوضوي .. لا يحتاج إلى «خطط« ولهذا سيفوز حبنا بكأس العالم . وسأحافظ على حبك وأصونه كما تحافظ وزارة الصحة على عبارة «لا يوجد سرير« . ـ سأغني لك يا حبيبتي أغنية لفيروز : شايفه البحر شو كبير ؟.. كبر البحر بحبك . شايفه عدد العاطلات اللواتي ينتظرن التعيين؟.. كثر العاطلات أحبك . شايفه عدد المقالات التي كتبت عن مطار الملك عبدالعزيز ، وقطار المشاعر ، وكارثة جدة ، وانقطاعات الكهرباء ، ونظام « ساهر « ، وأنفلونزا الخنازير ، وحمى الضنك ، و.. الفساد ... كثر المقالات أحبك .. لا .. أكثر .. كثر الفساد أحبك . ـ وحبي لك ليس مشروعاً مؤجلاً لا يعرف أحد أسباب تأجيله الحقيقية .. حبي لك ليس وهمياً مثل بعض المشاريع الكبرى.. حبي لك ثابت ثبات فقر أهل « الصنادق «والمناطق العشوائية . وحتى وأنت ِ بجانبي : أتلهف لك لهفة شاب عاطل يبحث عن وظيفة خرافية ، وأتمسك بك مثلما يفعل بملفه الأخضر . ـ أحبك رغم مواعيدك التي تشبه وعود وزارة التربية للمعلمين والمعلمات ، وأخاف أن ( تنقطع) علاقتنا و( تنفصل ) مثل فصل هاتفي النقال .. رغم كل الفواتير التي أسددها ورغم كل فواتير العشق التي سددتها لك . أرجوك .. أرجوك .. لا تخذلي قلبي .. لا تجعليني كأنني «مواطن« بائس يحلم بالتغيير وأنت ِ كأنك «الشورى« . ـ علاقتي بك تشبه ما قاله حبيبنا « بدر بن عبدالمحسن « : ( أنا اللي أكرهك وأحبك / شعوري صعب تفسيره) وتظلين في نظري : امرأة استثنائية .. بالضبط كأنك بلادي !

منصور الغايب
10-07-2010, 11:01
(1) في داخل كل كاتب : « شيخ « حكيم .. و « صبي « مشاغب .. وأنا منذ سنوات أحاول أن أعلم « الصبي « المشاغب شيئا من الحكمة . وأحاول أن أنزع ثياب الوقار عن « الشيخ « لأجعله يرقص عاريا على حافة السطر ! ( حتى هذه « الفقرة « .. لا أدري من منهما حرّضني - قبل الآخر - على كتابتها ؟! ) .. و « الصبي « يحاول أن يُعيد ترتيب ألوان قوس قزح في السماء، ويريد أن يُعطر المساء بأنفاس النساء، ويكتب على الحائط « طــز « لــ ... بعض الأسماء ! و « الشيخ « يحاول أن يتكئ على « عكاز « المعنى .. لكي لا « تعرج « الفكرة ! و « أنا « أحاول أن أوفق بينهما .. فحضورهما يرهقني .. وغيابهما يرهقني أكثر ! ( هناك « امرأة « تتابع المشهد .. وتكمله ) .
(2) « الفكرة « : امرأة .. تراودك عن نفسها . ـ عند الكتابة لا تدّعي الفضيلة ! ـ عندما تنزع « الفكرة « أول قطعة من ملابسها .. كن أنت : سريرها ! لحظات ، وتضيء : بك .. ولك .
(3) إذا قالت الفكرة / المرأة : « خذني إلى البحر « . اذهب إلى البحر .. وخذه إليها : ليتبلل بها ! ويرى بعض أصدافها ولآلئها وأمواجها . ......... وجود البحر بجانب المرأة، لا يخلو من مخاطر .. منها : ـ أن يغرق البحر !
(4) الشيخ رغم وقاره : لا يرفض نزع بعض ملابس الفكرة ! والصبي رغم شغبه : يرفض أن يراها عارية تماما ! اتفقا على أن يغطياها بشال شفاف . وعليّ « أنا « أن أنسج هذا الشال من دمي وأعصابي !
(5) الصبي المشاغب : صيّاد ماهر . والشيخ الحكيم : فلّاح صبور . وأنا .. أجهّز المائدة ! والفكرة الحسناء قادمة في الطريق إلينا لتتناول العشاء معنا .

منصور الغايب
12-07-2010, 13:36
قبل سنوات قليلة، أُصيب المشاهد العربي بالصدمة عندما رأى لأول مرة “ذات الشراشف” وهو اللقب الذي اشتهرت به المطربة أليسا.. ومعها زميلتها الفاضلة “ذات الطشت” السيدة نانسي عجرم.. مع العلم: أنه لا علاقة للسيدة الفاضلة نانسي عجرم بالأغنية الشهيرة التي تقول كلماتها: (الطشت قلّي / يا حلوة ياللّي / قومي استحمّي)، فهذه لمطربة أخرى لشدة وساختها جعلت الطشت نفسه ينطق ويطالبها بالاستحمام! الآن.. جولة صغيرة على الفضائيات الغنائية العربية، تصل إلى نتيجة ترى فيها أن نانسي وأليسا ليستا سوى سيدتين فاضلتين محتشمتين مقابل ما تراه كل يوم من عري.. أصبحنا -بالضبط- مثل المواطن العراقي الذي يرى وضع العراق اليوم ويتمنى زمن صدام، رغم كل سوئه! وإذا كان البلد الفلاني اعتاد على أن يُقدم للبشرية خمسة كتب كل يوم، والآخر خمسة اختراعات جديدة، والثالث خمسة أدوية.. فالعالم العربي -وبقيادة مُلاك الفضائيات / الفضائحيات- يقدم كل يوم للبشرية خمس مغنيات فيديو كليب جدد.. القاسم المشترك بينهن أن كل واحدة منهن مستعدة لأن “تنزع” أكثر من الأخرى.. فهن أخذن من السياسي العربي المنافق مفردة “الشفافية”، وأرادت كل منهن أن تطبقها على طريقتها! وهناك -يا رعاكم الله- قنوات يديرها أشباه الرجال، تشعر عندما تشاهدها أن هنالك حملة قومية كبرى شعارها “مرقص لكل مواطن” .. أو“مرقصك في بيتك”! بالله عليكم، ما الفرق بين أشباه الرجال الذين يروّجون لبيع اللحم الأبيض في الأماكن السرية، وبين مَن يبيعه علانية عبر الفضاء لكي يحصل على رسالة sms تزيد دخله؟ أليس كلاهما يستحق أن يُطلق عليه نفس الاسم؟!

منصور الغايب
14-07-2010, 09:52
تخيّلوا لو أن شقيق المسئول الأول عن الخدمات الصحية في إحدى المقاطعات الألمانية أراد أن يدخل إلى إحدى المنشآت الصحية التي لا يحق له الدخول إليها – وهو يتكئ على سلطة شقيقه – ووقف له بالمرصاد حارس الأمن ومنعه من الدخول .. ثم أتى المسئول الأول عن الخدمات الصحية ( لا لكي يكافئ الحارس ) بل لكي يضربه بالجزمة ! وتسرب خبر هذه الحادثة ، ووصل إلى الإعلام والقضاء والرأي العام .. تـُرى ما الذي سيحدث لهذا المسئول ؟! بالله عليكم تخيلوا .. ، أعلم أنني أكثرت عليكم ترديد « تخيلوا « ولكن أعدكم أن تكون آخر مرة : تخيلوا ما الذي سيحدث لهذا المسئول من الصحافة وبقية وسائل الإعلام ؟.. سيصبح المشهد كأن أحد أبواب جهنم فتح في وجهه ، وكيف أنه سيقدم استقالته في أسرع وقت ، وكيف أنه سيتقدم باعتذار علني متلفز للحارس أمام الشعب الألماني مع اعتذار آخر لكافة الكائنات التي أزعجها تصرفه هذا ، وكيف أنه سيفكر بالانتحار .. والعياذ بالله ، وكيف أنه .... لااااء ياهووووه .. « ألمانيا ما هي على خبركم « .. ألمانيا تغيرت ! الذي سيحدث – وببساطة – هو التالي : ـ سيأتي وكيل حاكم المقاطعة لـ « يصلح ذات البين « بين المسئول والحارس . ـ ويأتي القاضي ليكتفي بـ « الصلح « ودفع « شرهه « للحارس . ـ ويأتي رجال أعمال المقاطعة ( وبعضهم من مُلاك المستشفيات وتتقاطع مصالحهم مع مسئول الصحة ) للمشاركة في دفع الشرهة نيابة عن المسئول . ـ ويأتي وزير الصحة ( الألماني طبعا ً ) ليجدد الثقة بهذا المسئول ويمدد خدمته لسنوات قادمة . وهكذا ، تنتهي القضية ، ولا كأنه حدث شيء يستحق التوقف عنده . * * * * * الآن – فقط – عرفت شيئين استعصى عليّ فهمهما منذ سنوات : ـ عرفت ما الذي يقصده « محمد عبده « وهو يردد منذ عقدين ( أنتي ما مثلك بـ هالدنيا بلد / والله ما مثلك بـ هالدنيا بلد ) لا تحلف يا محمد عبده .. مصدقينك ! ـ وعرفت لماذا « سنتر « سامي الجابر أمام ألمانيا ثماني مرات !

منصور الغايب
17-07-2010, 12:49
الذي يحسب عدد أصابعه قبل الكتابة يخرج بعد الكتابة بأصابع كاملة وكلمات ناقصة!
(أ)
مستغرب من بعض شيوخ حارتنا جزاهم الله خير الجزاء : إذا سألتهم عن نقل الأعضاء البشرية والاستنساخ .. لديهم إجابة . وإذا سألتهم عن حدث كوني أو فلكي .. لديهم إجابة . وإذا سألتهم عن مسألة اقتصادية معقدة .. لديهم إجابة . وإذا سألتهم عن تقنية النانو .. لديهم إجابة . أتمنى – ولو لمرة واحدة – أن أسمع هذه الإجابة : « لا أعلم « .. و ( من قال لا أعلم فقد أفتى ) .
(ب)
سطل من الماء لو رميته على رأس أحدهم : لن يقتله . سطل من الماء ( المتجمد ) لو رميته على رأس أحدهم : سيقتله . انظروا حولكم ، وابحثوا عن هذا الماء البريء الذي تم تجميده وتحوّل إلى ماء قاتل !
(ج)
كل صياد سيحصل على رزقه الذي كتبه الله له .. ولكن ، عليه أن يذهب إلى البحر ، فالأسماك لن تأتيه إلى المنزل .
(د)
لك خمسة أصابع ... لماذا لم تكن أربعة أو ستة ؟
هل سبق لك أن طرحت هذا السؤال على نفسك ؟
أنا لا أمتلك الإجابة .. ولكن .. أجمل الأسئلة تلك
التي تحرض على ولادة أسئلة أخرى !
*****
تخيّلوا : ما الذي كان سيفعله "عبادي الجوهر"
بالعود لو كان لديه ستة أصابع ؟! ـ ربما يرتبك أكثر ـ ربما يبتكر أكثر ـ ربما يخبرنا لماذا اللون الأخضر صار أخضر !
*****
القلم : أصبعي السـادس ... ويدي ليست مشوهة .
(هـ)
من الغرائب السعودية خبر نشرته صحيفة « الوطن « قبل أيام ويقول : وفد لبناني يبحث الاستفادة من خبرات هيئة السياحة السعودية !!! .. بربكم ، هل تكفي ثلاث علامات تعجب؟
(و)
لا ترفض ما لا تعرفه .. فقط لأنك لا تعرفه .
ولا تحتفِ بالأشياء التي لديك .. فقط لأنها بين يديك .
(ز)
قرض بنكي : استعباد حديث تحت رعاية مؤسسة النقد .
ملف علاّقي أخضر + ختم العمدة : البيروقراطية السعودية في أبهى تجلياتها !.

منصور الغايب
19-07-2010, 08:29
كل الموتى ملامحهم هادئة . مع «متعب السعد» أول مرة أرى ميت.. وغاضب! (مسؤول ثلاجة الموتى في المستشفى) وُلد بسرعة.. أنجبته أمه ولم يدخل حملها له الشهر السابع وكبر بسرعة. ومات بسرعة. (إحدى عجائز العائلة) «متعب السعد»: أجمل وألطف الرجال الذين عرفتهم في حياتي . (سطر كتبه اسم مستعار – لا يعلم أحد هل هو ذكر أم هي أنثى – ونشر في منتدى إلكتروني شهير) كنت أراهن عليه لمستقبل الكتابة السردية في البلد.. ولكنه خذلني ! (ناقد) كانت تنبعث منه رائحة كريهة، والعياذ بالله ! (موظف مغسلة الموتى في المقبرة) الفقيد - رحمه الله رحمة واسعة - كان يكفل أحد الأيتام في جمعيتنا وذلك منذ ثلاث سنوات وحتى يوم وفاته.. لا حرمه الله الأجر . (مدير الجمعية الخيرية) انشغل في السنتين الأخيرتين بالبحث عن أصل جدنا السابع.. وصار يهوى جمع كتب الأنساب! ( أحد أبناء عمومته ) الله يرحمه.. كان موظف سيئ ! (زميل في العمل) أراح .. واستراح ! (أحد الأقارب) سنفتقده كثيرا . (أحد الأقارب) كم من حكاية تبحث عنك لترويها ؟ كم من «قصة قصيرة» كانت ستأتي على يديك.. ذهَبَت ولم – ولن – تعود .. لأنه لن يكتبها أحد سواك . كم من « لقطة» ستعبر أمامنا دون أن نراها، ووحدك من يراها ويلتقطها . مات بطل الحكاية في منتصف الحكاية . لم يعد للسرد طعم بعدك يا « متعب السعد» . أنت روايتنا الأجمل والتي توقفت عند الفصل الرابع .. دون أن نعرف بقية الحكاية.. (مقطع من نص يرثي متعب السعد نشرته المجلة الثقافية). متعب ؟.. متعب السعد ؟!... كأنني أعرف هذا الاسم !... أين يعمل ؟! (واحد) ـ أنا لم أختار يوم ولادتي ، ولا أصلي ولا فصلي ، ولا لون بشرتي أو شكل ملامحي ، ولا القوم الذين أنتمي إليهم ، ولكن .. بإمكاني أن أختار يوم وفاتي وشكل مماتي ! (من إجابة لمتعب السعد في حوار أجرته معه صحيفة الحياة). عامل سنترال المستشفى المجاور خرج من مكتبه الصغير دون أن يستأذن من المدير المناوب « كلها دقائق وأعود .. وهذا الوقت من النادر أن تأتي اتصالات لطلب النجدة « عَبَر الطريق متجها لذلك الحي ليشتري علبة سجائر من السوبر ماركت الوحيدة التي لا تغلق أبوابها بعد منتصف الليل. دهسته سيارة مسرعة قبل أن يصل إلى الرصيف الآخر. تمدد على الإسفلت وقد تهشم فكه وتساقطت أسنانه وأنكسر عموده الفقري.. ودماء كثيرة تنزف منه لا يدري من أين . كان يسمع بعض كلمات العمال الذين خرجوا من السوق «هنا مستشفى قريب».. «لا نستطيع أن نحمله».. «سيتضرر ظهره وأي حركة من الممكن أن تصيبه بالشلل».. «لا بد من حضور سيارة الإسعاف».. «لا أحد يجيب على الهاتف»... «لا أحد يجيب» ... «لا أحد يجيب».... لحظتها كان يتمنى لو أنه يستطيع الكلام ، ليقول لهم: «أنتم تتصلون علي.. يجب أن أكون هناك لأرد على اتصالاتكم»! (قصة قصيرة لمتعب السعد).

منصور الغايب
21-07-2010, 01:16
.
.
.

لست واعظًا، ولا أمتلك موهبة الواعظ الذي يحرك القلوب من أماكنها.. أو بالأصح : يعيد القلوب إلى أماكنها الطبيعية. وكذلك أعلم أنه لا أحد يحب «النصيحة» المباشرة، فهي لا تمتلك جاذبية الأشياء الطريفة، ولا إثارة الأشياء الجريئة.. ومع هذا، سأواصل ما أريد أن أقوله لك عزيزي القارئ :
سأحدثك عن هذا «الرجل» الذي كان يضع أذنه على بطن أمك محاولا التقاط أي حركة منك.
سأحدثك عن هذا «الرجل» الذي أحبك قبل أن تأتي، وأحبك أكثر بعد أن أتيت. وكان يذرع ممرات المستشفى قلقًا عليك وانتظارًا لقدومك.
سأحدثك عن هذا «الرجل» الذي كان ينحني أمامك بفرح لكي يربط حذاءك وهو يبتسم.
سأحدثك عن هذا «الرجل» الذي كان يُصارع الحياة لكي يوفر لك الخبز.
سأحدثك عن هذا «الرجل» الذي كانت تضيق بوجهه الدنيا؛ لأن حرارتك ارتفعت قليلاً.
سأحدثك عن هذا «الرجل» :
الذي ما يزال يحفظ أول كلمة نطقت بها.
وما يزال يتذكر أول خطوة مشيتها، وتعثرت وكاد أن يسقط قلبه قبلك.
ويتذكر أول يوم ذهبت فيه إلى المدرسة.
ويتذكر انتباهته الأولى لهذا التغير في نبرة صوتك، ودخولك مرحلة «البلوغ» وفرحته لأنك أصبحت «رجلاً» !
هل عرفت هذا «الرجل» ؟... نعم.. إنه والدك.
قل لي بربك : كيف فعلتها ؟!
كيف استطعت أن ترمي هذا الرجل في «دار المسنين» ؟

منصور الغايب
24-07-2010, 10:06
.
.
.


ـ مضت نصف ساعة وأنت ممدّد أمام هذه الورقة البيضاء.. وما زالت فارغة !


ـ بياضها يستفزني ويزعجني ، بعد قليل سأملؤها بالكلمات.



ـ عن ماذا ستكتب ؟



ـ لا أعرف !



ـ حسناً.. اكتب عن هذه الحالة.



ـ كيف ؟



ـ اكتب عن أنك لا تعرف عماذا ستكتب.



ـ هذا إفلاس..



ـ ليس دائما.. فمن الفن أن تكتب عن الفن.



ـ نعم ليس دائماً.. ولكنه في الغالب عندما لا تحضر “الكتابة”.. نبدأ بالكتابة عن “الكتابة”.



ـ معقول !.. انظر حولك.. ما أكثر القضايا في البلد.. وما أكثر الأشياء التي تستحق أن تـُُكشف ويُكتب عنها.



ـ وما الفائدة ؟



ـ الكلمة: محبة ، الكلمة: نور ، الكلمة: وعي ، الكلمة: سلاح ، الكلمــ...



ـ دعنا من هذا الكلام المجاني ، والمثالي جداً ، وقل لي: ما الفائدة ؟.. هل تغيّر شيء ؟!



ـ هل أصابك اليأس ؟



ـ لا.. ولكنني أحياناً أشعر أنني – ومعي البقيـة – لسنا سوى مُسكن لإزالة “الاحتقان” من أنف.. وروح المواطن !



ـ لااااء... أنت محبط !



ـ لست محبطاً ، ولكن.. عندما نكتب عن الشركة التي تهرب مشتقات النفط إلى الخارج.. ما الذي يحدث بعدها ؟.. وعندما نتساءل عن “بترومين” ولا نجد مجيباً ؟.. وعندما نصرخ ضد هذا الفاسد الذي أتى الوظيفة وهو يستدين الألف ريال ، وخرج منها بثروة تصل إلى نصف مليار.. ما النتيجة ؟!.. وعندما نكتب كل يوم عن سوء الخدمات ، وعن البطالة ، وعن القلق من المستقبل ، وعن.. وعن.. وعن... هل وجدت ردة فعل لما نكتبه ؟!.. وعندما يكتب نصف كتاب البلد عن التكلفة الخرافية لبعض المشاريع.. هل وجدت مسؤولاً واحداً أتى ليخبرنا (ويفهمنا) ما الذي يحدث ؟!!



ـ عظيم.. !



ـ ما هو العظيم ؟!



ـ هذا الحوار الذي دار بيننا: فكرة مقال جميل..



ـ وهل تظن أنه سينشر ؟



ـ جرّب !



• ملاحظات مسؤول التحرير:



المقال لغته حادة ، ومتشائمة. ومفردة “الفساد” أظنها تكررت أكثر من اللازم. يجب تعديل السطر العاشر والسطر الرابع عشر. وشطب الفقرة الثانية والاكتفاء بالفقرة الأولى والتي تنتهي بكلمة “جرّب”.



• خروج عن النص:



.. وقبل أن يذهب صديقي رمى عليّ قائمة “المقالات الآمنـة”:



ـ اكتب عن تصرفات عضو هيئة الأمر بالمعروف.. ولا تسأل: ولماذا الهيئة أصلاً ؟!



ـ اكتب عن ارتفاع أسعار البطيخ ولا تمس طعمه اللذيذ حتى لا تفقد جمهوره.



ـ اكتب مقالاً ناريا هاجم فيه وزير البنية التحتية وستحظى بتصفيق هائل من الجمهور.. والغالبية لا تعلم أنه لا يوجد هناك شيء اسمه “وزارة البنية التحية” ولن ينتبهوا أنك تهاجم الهواء !!



ـ اكتب عن الزحام في الشوارع ، والمطبات في الشوارع ، والزبالة في الشوارع ، والفوضى في الشوارع.. وإياك أن تصعد الرصيف، أو تطأ الرخام الصقيل.!



ـ اكتب عن هيئة الاستثمار ، ولا تسأل عن “بترومين” – مثلاً.



ـ غن مع الرائع طلال حمزة “جدة غير”.. ولا تسأله: “غير بماذا” ؟!



ـ اكتب عن مدير إدارة صغيرة “لا يهش ولا ينش” وصب جام غضبك عليه ، وإياك أن تصل لوزيره.



وآخر الشهر: ستحصل على المكافأة ، والرضا ، والتصفيق أيضاً

منصور الغايب
26-07-2010, 13:51
(أ)
هناك كلمات لذيذة: أتذوّقها قبل أن أكتبها.
وهناك كلمات من ذهب: أعلّقها على عنق حبيبتي.. قبل أن أعلّقها على أعناق الدفاتر.
وهناك كلمات فيها طفولة: أُلاعبها، وأشترى لها الآيسكريم والشيكولاتة، وأحملها بين ذراعيّ حتى لا تسقط على حافة السطر.
وهناك كلمات فاتنة، أُحاول أن أغضَّ الطرف عنها: ولا أدري إلاّ وأنا نائم معها!
وهناك كلمات برائحة الخبز: يأكلها الناس، ويشكرون الفرن والخبّاز..
ويقولون لك بمحبة: مخبزك “شعبي”.. وخبزك “كعك”.
وهناك كلمات منافقة: أبصق في وجهها كل يوم!
(ب)
الذين يحبون لا يخسرون أبدًا.. حتى وإن خسروا!
(ج)
مثل غيري، أتابع ما يحدث من جدل ودجل محلي، يقوده نجوم اليمين واليسار، وأشعر أن النجوم الحقيقيين هم خارج المشهد!
أمّا المشهد الذي أراه، فهو ممتلئ بـ: المهرجين، والأراجوزات، والمنافقين.
فهذا أتى إلى المشهد بحثًا عن نصيبه من كعكة الضوء.
وهذا أتى يبحث عن “دور”.. أي دور .
وهذا سمع بـ “الضجة”، وأتى ليكون جزءًا منها.
وهذا زُرع في قلب المشهد ليقوم بما يُطلب منه!
(د)
الأفكار العظيمة لا تموت..
حتى صاحب الفكرة عندما يُفكّر بالتمرد على فكرته
لا يستطيع أن يقضي عليها بسهولة!
(هـ)
ما أن نُرزق بالأطفال حتّى نشعر بأننا كبرنا بسرعة..
لأننا ننشغل بعدّ أعمار أولادنا.. وننسى أعمارنا!
(و)
كل درب جديد تم تمهيده لكي يعبره المسافرون، والأفكار، والرحالة الحالمون..
ومهما كانت النوايا طيبة وسليمة.. إلاّ أنه بعد فترة سيعبره “قطّاع الطرق” أيضًا!
(ز)
الفرصة: عندما تأتي لا تُعلن عن نفسها..
وهي لا تأتي حسب أوقاتك المناسبة

منصور الغايب
28-07-2010, 11:51
المجتمع المحافظ ينمو ويتضخم.. ولكنه لا يتغيّر!
«البروفيسور جورج أبو قذيلة - محاضر في هارفارد»
أصدرت مؤسسة «عنسلا لقنم» المتخصصة بالدراسات والأبحاث الاجتماعية تقريرها لعام 2010م، ولا يعنيني في تقريرها الطويل سوى ما قالته عن بلادي.
وممّا جاء في التقرير.. هذه بعض النقاط التي تحدثت خلالها عن المملكة العربية السعودية:
- في الكثير من البيوت السعودية لاحظنا وجود «خيمة» أو «بيت شعر» تجده منصوبًا في باحة المنزل بجانب الفيلا الحديثة.. وهذا يدل -عند علماء النفس- أن هذا المجتمع يعيش في لحظة تاريخية مرتبكة ومربكة.. فهو لم يصل إلى المدنية تمامًا، ولم يستوعب حضارتها، ولم يستطع أن يتخلّص من البداوة أو يحافظ على قيمها.
هذه «الخيمة» المنصوبة في باحة المنزل تدل على أنه يعاني من انفصام خطير!
- جولة بسيطة على المواقع الإلكترونية المحلية ترى مئات المواقع الخاصة بالقبائل والعائلات، والتي تهتم بأدق تفاصيل القبيلة / العائلة. تشعر أنهم لم يصلوا بعد إلى «الهوية» الواحدة الجامعة، وأنهم ما يزالون يحافظون على هوياتهم الصغيرة، ويؤمنون أنها الملجأ النهائي والحقيقي. ولا يختلف في هذا بدو أو حضر.
- ما يزال التقديس مستمرًا لـ«شيخ القبيلة»، و«شيخ الدين».. وأضيف لهما في العقدين الماضيين «شيخ المال». تشعر أنه مجتمع متضخم بالشيوخ، ولا تستغرب إذا وجدت بين كل ثلاثة أفراد «شيخ» واحد.
- المجتمع الوحيد الذي ترى فيه الفرد ينام فقيرًا، ويصحو في اليوم التالي مليونيرًا.. كيف؟.. لا نعلم!.. فهذه إحدى الخصائص العجيبة للمجتمع السعودي.
- يتحدثون عن مفردة عجيبة ولها وقع السحر، وهي
«شرهه».. وبإمكانها أن تحل كل مشكلاتك المالية في لحظات.
- خلال العقد الماضي، ومع ثورة تكنولوجيا الاتصالات التي اجتاحت العالم، انطلقت العديد من القنوات التلفزيونية الفضائية والتي تهتم بـ «البعارين»، و«الصقور»، و«الشعر الشعبي».. ورغم وفرتها لن تجد بينها قناة واحدة تهتم بالفكر والثقافة والسياسة. وستجد عدة قنوات تلفزيونية تهتم بـ«المحاورة»، ولن تجد قناة واحدة تهتم بـ«الحوار»
إلاّ إذا كان المقصود بـ («الحوار»: ابن الناقة).. فأبشر بعزّك!
(المحاورة: اثنان يلعنان سنسفيل بعضهما البعض عبر كلام موزون مقفى) -ملاحظة من الباحث-.
- لا تزال العقدة الكبرى لهذا المجتمع هي «المرأة»: يخاف منها.. ويدّعي أنه يخاف عليها.
- يستخدمون «قوقل إيرث» لتحديد موقع «طشت المطر». ويستخدمون «ماجلان» لتحديد الموقع الذي شوهدت فيه «الحبارى» أمس!
معهم تشعر أن الأجهزة الحديثة والابتكارات العلمية المذهلة صنعت لأشياء لم تخطر على بالك.. ولا حتى على بال مبتكرها.
- ستة من خبراء المؤسسة حاولوا إكمال هذه الدراسة عن المجتمع السعودي:
(1) قدّم استقالته، (3) انتحروا، (2) وسوسا.. وطق فيوز في رأس كل منهما!.. والآن.. الآن فقط عرفنا ما الذي تعنيه
«الخصوصية» السعودية.
* ملاحظات غير مهمة:
- «جورج أبو قذيلة» شخصية خيالية.
- مؤسسة «عنسلا لقنم» مؤسسة وهمية، والدليل لو قرأتها بالعكس لأصبحت «من قل السنع».

منصور الغايب
31-07-2010, 01:54
أحد الأقارب نصحني قائلا ً : « والله لو تترك الكتابة وتطقطق بالعقار إنه أبرك لك» !
ونظرية هذا القريب تقول:إن العقار ( يمرض ولا يموت ) ..
أما الكاتب : يمرض ويموت – مثل بقية خلق الله – ويُسجن أيضا ً !
ويُصرّ على أن الأرض « الفاضية» أكثر قيمة من الكاتب « المليان» !
ولديه ملاحظة ( عقارية / ثقافية ) قالها لي ، وهي :
أنت كاتب « على شارع واحد» !
وتساءل بمحبة وخبث : « ليش ما تصير كاتب على شارعين» ؟!
طبعا قريبي يتمنّى أكثر من هذا ..
يتمنى لو أنني كاتب « رأس بلك» وعلى ثلاثة شوارع !!
(2)
وقريبي هذا يعرف العقارات جيدا ً ، ويعرف الفرق بين أرض وأرض :
فهذه أرض في حي شعبي لا قيمة لها في سوق العقار .
وهذه أرض سكنية قيمتها أعلى .
وهذه أرض تجارية تجلب لصاحبها الملايين.
قلت له : والكتّاب كذلك !..
هناك كاتب : حي .. شعبي .
وهناك كاتب : للإيجار .
وهناك كاتب : تجاري .
وهناك عشرات الكتّاب على شارعين .. وثلاثة!
(3)
عند إحدى أراضيه التجارية قلت له ممازحًا:
يا ابن العم .. « سيّد مكاوي» يقول «الأرض بتتكلم عربي» .. أرضك هذه بأي لغة تتكلم ؟
قال : تتحدث بكل لغات الدنيا .. بالدولار، باليورو ، بالينّ ، بالجنيه الإسترليني ، بالفرنك،...
قاطعته : والعربي ؟!
ـ تركته لك .. أنت وسيد مكاوي !

منصور الغايب
02-08-2010, 01:19
قال الحذاء لحذاء آخر :
ـ لماذا ينظر إلينا بعض سكان هذا الشرق بدونية واحتقار ؟
ـ ربما لأنهم يدوسون علينا
ـ ولماذا لا ينظرون إلى الأمر : على أننا نحن الذين نرفعهم عن الأرض ونحميهم من الأذى ؟!
ـ الذي أستغرب منه أن صاحبي يهتم بي، وعندما ينزعني يضعني في مكان مميز في الخزانة، ويقوم بتلميعي كل يوم .. ومع هذا عندما يتشاجر مع أحدهم يشتمه «يا حذاء» !
ضحك الحذاء الآخر ، وقال بمرارة :
ـ هناك ما هو أسوأ .. ألم تنتبه كيف عندما يأتي ذكرنا في حديث عابر ، تجد أحدهم يقول « .. الحذاء أعزكم الله» !
ـ ومع هذا تجدهم يتباهون بنا أحيانًا .. البارحة قال أحدهم لصاحبي الذي ينتعلني «حذاؤك جميل» .. رد عليه بشيء من الغرور «نعم .. أنه ايطالي» .. تصدق ؟.. البارحة فقط عرفت أن جنسيتي إيطالية! ضحك الحذاء الآخر حتى أنفل رباطه .. وقال:
ـ تحمّل .. قدرك هو الذي جعلك حذاءً رجاليًا في قدم شاب مغرور ... تخيّل نفسك حذاءً نسائيًا !
ـ ويكون لوني أحمر بدلاً من هذا اللون الأسود الرسمي ..
ـ نعم ..
ـ ويكون لي كعب طويل ..
ـ نعم ..
ـ وعندما أمشي في الممرات يكون لي إيقاع مميز .. ومثير !
ـ نعم !
ـ أووووه .. لا .. لا ..
ـ لماذا ؟
ـ سأموت مبكرا
ـ وما الذي يجعلك تموت مبكرًا ؟!
ـ الأشياء التي أراها .. ستقتلني ! .. من هذا الذي يرى الجمال ولا يتقطع ؟!. ـ أنا لا أرفض أن أكون حذاءً نسائيًا في قدم امرأة حسناء ، أو حتى حذاءً صغيرًا في قدم طفل نزق، أو أي نوع من الأحذية .. فقط أرفض أن أكون «حذاءً رياضيا» .. هذا النوع من الأحذية تعيس جدًا ، وبلا هوية، وليس له مقاس ثابت، وله وقت محدد ويُرمى ، ويمارس ضده – في التمارين والألعاب الرياضية – أبشع أنواع التعذيب .. هل شاهدت أحدهم يذهب إلى حفلة بحذائه الرياضي ؟.. هل سبق لك – يا أخا الدعس – أن شاهدت أحدًا يُلمّع حذاءه الرياضي ؟!
ـ دعك من هذا الحذاء الهجين ، وقل لي : من أنت ؟.. لم أتعرف عليك بشكل جيّد .. قلت لك إنني إيطالي ولم تخبرني – أيها الزميل – ما جنسيتك ؟
ـ قبل أن أخبرك .. سأحكي لك حكاية
ـ تفضل
ـ يُحكى أن غاندي كان يجري بسرعة للحاق بقطار ، وقد بدأ القطار بالسير وعند صعوده القطار سقطت من قدمه إحدى فردتي حذائه فما كان منه إلا خلع الفردة الثانية ، وبسرعة رماها بجوار الفردة الأولى على سكة القطار فتعجب أصدقاؤه وسألوه ما حملك على ما فعلت ؟ لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى ؟ فقال غاندي : أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين فيستطيع الانتفاع بهما فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده ولن أستفيد أنا منها أيضا
ـ يبدو أنك حذاء مثقف .. حسنًا .. قل لي ما جنسيتك ؟
ـ تركي .
ـ أوه .. نفس جنسية الحذاء الذي انطلق في وجه «جورج بوش الابن» ـ نعم .. وأكثر من ذلك.
ـ أكثر كيف .. نفس الماركة ؟
ـ نعم .. وأكثر من ذلك.
ـ نفس الماركة / نفس المصنع / نفس تاريخ الإنتاج / ...
ـ نعم .. وأكثر ...
ـ أخبرني باختصار من أنت ؟.. شكلك حذاء إرهابي !
ـ هل تذكر الحذاء الذي انطلق إلى «بوش» ؟ ـ نعم .
ـ أنا «الفردة الثانية».

منصور الغايب
04-08-2010, 11:22
في الفترة الأخيرة تشعر أن
الكـُتاب «يقولون» ما يشاءون
والمسؤولون «يفعلون» ما يشاءون
( ويا دار ما دخلك شر ) .. ولا خير !
(أ)
( أن تكون سجينا في بلادك أفضل من أن تكون حرا في
البلاد الغريبة )
هذه عبارة مثالية جدًا ، وغبية جدًا جدًا .
الحرية : هي بلادك .
(ب)
جرّب أن تقول لنفسك ولو لمرة واحدة «أنا على خطأ» !
وحاول أن تراجع أفكارك ، وتصرفاتك ، ومواقفك مع – أو
ضد – الأشياء حولك .
حاول أن ترى ما تفعله بعيون الآخرين ..
أخرج منك .. لتراك بشكل جيّد !
وتذكر : الذين يحاسبون أنفسهم كثيرا .. يخطئون قليلا.
(ج)
عندما تزداد أعداد المخالفين حولك .. تصبح أنت وفكرتك
أمام احتمالين:
ـ أما أن تتحصن فكرتك بالمنطق أكثر حتى تجابه خلافهم
بوعي .
ـ وأما أن يتسرب التطرف لروحك – وفكرتك الهشة – وتبدأ
بإقصاء المخالفين.
(د)
«الحرارة» التي اجتاحت جسدك ليست مرضا !..
هي مقاومة أولى من جسدك لمرض لا تراه ولا تشعر به.
(هـ)
هروبك من «الماضي» لن يوصلك إلى «المستقبل» الذي
تريده.
جابه ماضيك لكي تعرف كيف تجابه مستقبلك.
(و)
حتى الجمهور الذي يحبك وينحاز إليك .. هو في النهاية
«سلطة» !
عليك أن تنتبه للقيد الجميل الذي يصنعه لك بخيوط المحبة.
(ز)
عندما يعلمون أنك «نهر» لن يسألوا وقتها إلى أي «تيار»
تنتمي !

منصور الغايب
07-08-2010, 11:56
تعرفون سيارة « غزال 1» ؟
نعم .. هي تلك السيارة التي ( صنعتها ) جامعة الملك سعود .
هناك من صاغ العبارة السابقة بشكل آخر :
نعم .. هي تلك السيارة التي ( جمّعتها ) جامعة الملك سعود !
وأظن أن العبارة مناسبة ، وفيها موسيقى : جمعتها / تجميع / جامعة !
طبعا الجامعة ( حفظها الله ، ورعى إدارتها من كل مكروه ، ورفع ترتيبها العالمي بين الجامعات ) لم ولن ترد ، ولم تفكر بتكليف أساتذة اللغة العربية في كلياتها المتخصصة بالبحث عن أي العبارتين أصح لغوياً : صنعتها ـ أم جمعتها ؟!
طبعا ً هنالك قول ثالث ، ولا يحتاج إلى خبراء في اللغة العربية وصرفها ونحوها ، وهو :
نعم .. هي السيارة التي ( استوردتها ) جامعة الملك سعود من ايطاليا وأتتها في صندوق مغلف !
والجامعة ، مثلها مثل بقية وزاراتنا ومؤسساتنا ، تمارس سياسة « سكتم بكتم » منذ أيام البروفيسور التركي الحائز على جائزة نوبل في المياه !! .. بالله عليكم عمركم سمعتم عن جائزة « نوبل في المياه » ؟!! .. ما علينا .. فأنا أكثر ما يهمني في سيارة « غزال 1» هو رقم (1) الذي يأتي بعد اسمها :
ـ هل يعني هذا أن الجامعة ستصنع (غزال 2) و (غزال 3) و (غزال 9) مثلا ؟
ـ هل يعني أننا سنصل قريبا إلى النموذج الأمثل والأكمل ونسميه ( غزال وما يصيدونه ) ؟
ـ وبالتأكيد ، بعد فترة ، ستقوم بصناعة سيارة شبابية ، ويكون اسمها ( غزيّل ) !
ـ ولا مانع من صناعة ماركات أخرى – غير الغزلان – فمثلًا لعشاق الصحراء تقوم بصناعة سيارة « ضب 1» .. ويُصنّع منها عدة أشكال يكون بينها واحدة بثلاث كنداسات ( عوادم ) وتكون مخصصة لهواة قتل « الضبان» في الصحراء !
على العموم : أمنياتي للجامعة بالتوفيق والسداد ، والتفوّق بصناعة « الغزلان» مثلما تفوّقت بصناعة « الأرانب» !!
ـــــــــــــ
* « الأرنب» بلهجة الأشقاء في مصر تعني مليون جنيه، أما باللهجة السعودية فتعني شيئا آخر.

منصور الغايب
09-08-2010, 01:42
س : ما الذي حدث لـ « الإصلاح « ؟
ج : يُقال أن السيارة تعطلت في منتصف الطريق .
س : طيّب .. ( يحكوا عن ورشة « تصليح « ؟..)
ج : ( وما عرفنا وين هي الورشة ) !
س : هل للأمر علاقة بإيقاف « فيروز « ؟
ج : فيروز أوقفت بالقانون .. أمام القانون لا يوجد كبار وصغار .
س : وش قصدك ؟
ج : لا أقصد أي شيء .. !
س : نرجع لـ « الإصلاح « .. كنت أظنه كائنا بشريا ؟
ج : لو كان من البشر .. تأكد أنه يمشي على عكاز ... ولكنه سيارة !
س : إذا .. ما الذي حدث لـ « سيارة الإصلاح « ؟
ج : لمعناها من الخارج .. ومن الداخل ما تزال كما هي .
س : كيف ؟.. لم أفهم !
ج : من الخارج « تلق « كأنها سيارة ولد مراهق ، ومن الداخل « حوسه « كأنها سيارة مطوع !
من الخارج تراها على أحدث طراز .. ومن الداخل تعمل بماكينة « ناقة « !
على الطرق المحلية تمشي بشكل ، وعلى الطريق الدولي تمشي بشكل آخر .
من الخارج لها مرايا رائعة ، ومن الداخل مرآتها مكسورة ولا تعكس الصورة بشكل جيّد .
من الخارج يوجد على زجاجها ملصق عن حقوق الإنسان ، ومن الداخل ...
س : أراك أسرفت في وصفها ؟
ج : لأنني أحبها ، وأرجو لها أن تكون رائعة ، ومتزنة ، ونظيفة من الداخل والخارج ، وتحترم القوانين وأنظمة الطريق لكي تعبر الطريق بسلام ... ولا تنس أنني أحد الركاب !
س : لحظة .. كأنك تتحدث عن البلد ؟
ج : أقسم بالله إنك « ..... « .. والشرهة ما هي عليك الشرهة على اللي يجاوب على أسئلتك !!
ن : ..... !!!

منصور الغايب
11-08-2010, 02:48
كل عام وأنتم بخير.
كل عام وبلادنا أجمل، وشعبنا أطيب، وفسادنا أقل.
كل عام وأنتم إلى الله أقرب، وعن الذنوب أبعد.
أتى شهر الرحمة والمغفرة.. أتى شهر القرآن.
أتى شهر ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
(2)
سيمضي الشهر بسرعة، وصباح العيد ستسأل نفسك:
هل كنت من الذين أمضوه أمام “المسابقات التلفزيونية”، أم أنك كنت في سباق مع نفسك لعمل الخير؟.. ستسأل نفسك: كم مسلسلاً تابعت.. أم كم آية قرأت؟
(3)
هكذا شكّل الإعلام العربي -في السنوات الأخيرة- هذا الشهر الفضيل بعيون المشاهد:
إعلانات - مسابقات - مسلسلات - “خيمة رمضانية” لا علاقة لها برمضان.. وهكذا... وكأن بقية شهور السنة لا تصلح لهذا الترفيه: البريء، وغير البريء منه!!
وعليك أن تعيد تشكيله بفطرتك السليمة:
رمضان المحبة والإيمان، رمضان العفو والمغفرة.
رمضان الشعور بجوع الفقراء، ومشاركتهم ولو بالشيء القليل.
رمضان أن تعيد علاقتك بمن انقطعت عنهم، وتتذكر ما الذي تعنيه صلة الرحم.
رمضان أن تنفض الغبار عن أعظم وأطهر الكتب “القرآن الكريم”، وتعيد علاقتك بآياته العطرة.
رمضان أن نعيد الاتزان إلى أرواحنا المتعبة، ونعيد قلوبنا إلى أماكنها الطبيعية.
رمضان أن يعود الإنسان فينا إنسانًا يملأه البياض، وتغمره المحبة.
(4)
خذوا من أخلاق “رمضان” ما يجعل بقية شهور العام أجمل وأكمل.
واغرسوا في أيامه ولياليه ما يشفع لكم في أيامكم المقبلة.
(5)
كل عام وأنتم بخير .. كل يوم وأنتم إلى الله أقرب..
وشهر مبارك على أمة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه

منصور الغايب
14-08-2010, 15:34
(أ)
(.............................................................).(1)
(ب)
درّب فمك على الابتسامة
إلى أن يأتي الوقت الذي يبتسم فيه دون أن تأمره بذلك !
(ج)
المشغول بجمع حسناته ، هو الذي يردد دائمًا : إن الله شديد العقاب .
والمشغول بارتكاب معاصيه ، هو الذي يكتفي بترديد : إن الله غفور رحيم .
(د)
أتى شهر رمضان المبارك ، ومثل كل عام سيأتي أحدهم ليسأل :
“ما حكم بلع الريق” ؟!.. لو كنت مكان المتصل لكان السؤال بهذا الشكل :
“ما حكم بلع المليون ريال” ؟.. وما حكم الصمت في هذه المسألة ؟!
(هـ)
المصور الجيد : قناص ماهر .
الفلاش : رصاصة تـُصيب .. ولا تقتل !
المشهد : عصفور في قفص .
الفن التشكيلي الحديث أتى ليفتح باب القفص !
(و)
“الفكرة” برق يلمع فوق رؤوسنا .. والعيون تختلف :
عين لا ترى هذا البرق .
وعين تراه .. فقط .
وعين تراه ، وتقبض عليه ، وتسحب الغيمة التي أنتجته !
دع ضجيج “الرعد” « واشتغل على ضوء “البرق”
ستكتشف لاحقا أن “المطر” ينهمر من بين أصابعك !
(ز)
لا تنظر إلى “المشهد” الذي تراه بعينيك فقط .
أنظر إليه بكافة حواسك ..
لحظتها سترى ما لم تكن تره من قبل .
___________
(1) (يغيب حرف الألف هذا الأسبوع بسبب طقوس الصيام وسيعود إليكم الأسبوع المقبل بإذن الله)

منصور الغايب
16-08-2010, 13:10
- المقادير:
- مسؤول صغير لا يتجاوز حجمه “مدير عام”.
- معجون كلمات وطنية + نصف حبة فليفلة خضراء.
- كركم بطالة + فلفل أحمر من النوع الذي لا يزعج الرقيب + كزبرة المال العام + بهارات لغوية + 2 كوب رز اختلاط.
2 - طريقة الإعداد:
يُقطّع “المدير العام” قطعًا صغيرة، ويُغسل جيدًا بالحبر.
يُسلق “المدير العام” لمدة 45 دقيقة على نار هادئة.
(لا بد من الاتفاق مع هيئة التحرير على درجة النار)..
في هذه الأثناء: يُضاف الملح (والكذب: ملح الرجال!)، والفلفل، والليمون.
3 - المحاذير:
- انتبه لدرجة النار حتى لا تحرق أصابعك.
- القرّاء أصبحوا أذكى منك بكثير، فلا تقم بـ “سلق” المقال بشكل مستعجل.
- لا بأس من خداع القارئ، وذلك بوضع بهارات تنسيه طعم الطبخة الأساسية (المدير العام).
- احذر من تقديم طبخة مناطقية لا تُعجب سوى بطن إحدى الجهات.
- عليك أن تعتاد على ردود الفعل المخالفة، وتقبّل القارئ الذي سيرفض طبختك / مقالتك، بعد أن يرمي في وجهك نشيده العظيم: “يا ليت عندي عصيدة، وأربع صواني مرق!”.
* * * *
كتبتُ سابقًا أن الطبّاخين يختلفون:
- هناك مَن “يسلق” لك المقال في دقائق، ولا يعنيه هل قلّ “الملح” فيه، أم ازداد “ثقل الدم” لديه؟!
- وهناك مَن “يلقّط” الخبز المتبقي على موائد الآخرين، ويرش عليه بعض الحبر.. ويقول: تفضّلوا هذا “الثريد” هو طبختي لكم لهذا اليوم.
- وهناك الطبّاخ / الكاتب الذي مهما حاول واجتهد.. لا يمكنه تجاوز “ساندويتش فلافل!”.
- وهناك صاحب النكهة المميزة، و“الخلطة السريّة” الذي لا شبيه له سواه.
- وهناك مَن يُغامر ويبتكر “طبخة” جديدة، دون أن يهتم لردة فعل الذائقة السائدة.
- وهناك مَن احترقت أصابعه عند “الفرن” وهو يحاول أن يصنع لكم وجبة حقيقية ومميّزة، تحفظها ذاكرتكم قبل أن تلفظها أمعاؤكم.
****
عزيزي القارئ.. اختر الطبّاخ قبل أن تختار الوجبة..
مع أمنياتي لكم بإفطار شهي.

منصور الغايب
18-08-2010, 02:26
(1) من المخجل أن يغيب رجل مثل “غازي القصيبي” ولا تكتب عنه.
ولكن الأكثر خجلاً أن تكتب عنه شيئًا صغيرًا لا يليق به وبقامته.
إذن -من البدء- أعتذر لكم (وبخجل) عن هذه الكتابة!
(2) أول سؤال خطر على بالي: من أين أبدأ؟
لو أن الحديث يدور حول رجل جميل بحجم بحيرة.. لهان الأمر..
ولكن الحديث يدور حول الرجل / البحر ..
فمَن يضمن لي عدم الغرق في منتصف الكتابة؟!
(3) على سواحله ستجد:
غازي.. ابن “عبدالرحمن القصيبي” أحد أثرى أثرياء زمانه،
لم يأتِ للعمل العام وعينه تتلصص على العقود!
أتى وعينه تراقب المجد البعيد..
لم يأتِ لكي “يأخذ”، أتى لكي “يعطي”.
على سواحله ستجد:
الأستاذ الجامعي / الشاعر / الوزير / الروائي / السفير / الكاتب..
الحر والتنويري والمقاتل الذي يحترمه الجميع.. حتى خصومه.
على سواحله ستجد:
شاعرًا جريئًا يكتب آخر رسائل المتنبي إلى سيف الدولة.
على سواحله ستجد:
“شقة الحرية” التي فتحت أبوابها للرواة الجدد.
على سواحله ستجد:
زاوية “في عين العاصفة”.. لم تكن زاوية، كانت خندقًا على حد الوطن.
على سواحله ستجد: ألف شهادة وشهادة تقول لك: إنه من القلّة التي لم تفسدها السلطة.
على سواحله ستعرف: أنه الواحد / الكثييييير.. وستبكي لفقدهم جميعًا!
(4) أول مرة رأيته فيها، في منتصف التسعينيات، في حفل للمعهد الدبلوماسي.. كانت تحيط به هالة من الضوء.. أردت أن أصافحه وأقول له بأنني أحبه.. ولم أفعل! منعني الخجل.. أردت أن أقول: أنا من جيل عشق غازي القصيبي، وبهرته شخصيته. أردت أن أقول له: إنني في طفولتي كتبت قصيدة فيك.. نعم كانت ركيكة وساذجة.. ولكنها صادقة ومحبة لك. أردت أن أقول له إن من أول الكتب التي اقتنيتها في حياتي هي كتبك.. وإنك أحد الذين هذّبوا ذائقتي، وفتحوا النوافذ في رأسي الصغير، وجعلوني أعشق صبية حسناء اسمها “الحرية”.
أردت أن أقول كل هذا.. وأكثر.. ولم أفعل!
أعذرني يا سيدي، كنت شابًا شماليًّا صغيرًا -وفي مكان لا يشبهه- وأربكه الضوء المنبعث منك. ولكنك من القلّة الذين لم يخذلوني.. كنت طويلاً جدًّا (كل الذين أحبهم أتخيّل أنهم طوال القامة.. لا أدري لماذا).. وأنت كنت طويلاً أكثر من اللازم!
(5) غازي القصيبي:
من القلة الذين استطاعوا أن يقرأوا مستقبل الغلو.. بوضوح وقاتل بشجاعة كل فكرة متطرفة.
اختلفوا على ما تخطه يده، ولكنهم اتفقوا على نظافة هذه اليد في كل منصب ذهبت إليه.
لهذا: حتى خصومه يحترمونه.
رغم كل الاختلاف حول وزارته الأخيرة، إلاَّ انه يظل بنظر الغالبية من الشعب السعودي:
هو الوزير الأكثر شعبية طوال العقود الأربعة الماضية.
(6) أكرر اعتذاري عن هذا المقال الصغير / القصير عن هذا الرجل الكبير / الطويل.
فلنتوقف عن الكتابة عنه.. ونكتفِ بالبكاء عليه.
وفي المستقبل، سيأتي أولادنا ليكتبوا عنه بشكل أفضل وأصدق.

منصور الغايب
21-08-2010, 15:25
(1)
أنت الآن هذه المادة «الهلامية» التي يشارك الجميع بتشكيلها .. إلا أنت !
كل المنابر ( صحف – قنوات فضائية – مواقع إلكترونية ) تشارك الآن بإعادة تشكيل ملامحك .. وأنت آخر من يشعر بهذا الأمر !
(2)
في المشهد السياسي ـ على سبيل المثال :
بالأمس ، وقبل سنوات قليلة ، لم تكن تعنيك « المذهبية » بشيء .. بل إنك لا تعرف ما الذي تعنيه هذه الكلمة الغريبة .. الآن لديك موقف منها ! .. كيف حدث هذا الأمر ؟.. لا تدري !
بالأمس .. كانت « فلسطين » قضيتك الكبرى .. الآن تسخر من صاحبك عندما تنتفض كلماته لأجل « القدس» أمامك !
(3)
من أنت ؟ .. كائن هلامي ، بلا شكل واضح !
لم تعد «المثلث» ولا «المربع» ولا «المستطيل» ؟.. صرت شكلا بلا شكل !
هنا « مشهد » كبير .. لم تشارك بإخراجه ولا مونتاجه ولا كتابة السيناريو له ..
ولست سوى « كومبارس » صغير جدا في مشهد كبير جدا !
(4)
من أنت ؟
هل فكرت بشيء اسمه « هوية » ؟.. ما هي هويتك ، وإلى أين تنتمي ؟!
وهذا الضجيج الذي يدور حولك – ويشارك بتشكيلك – هل يشبهك ؟
وهذه « الموضات الفكرية» التي تبرز كل عقد .. هل تشبهك ؟.. هل لك علاقة بها ؟
لماذا تسلّم « رأسك» لهذا الضجيج ؟
لماذا تقبل أن تتحوّل إلى حقل تجارب لأي مشروع جديد ؟!
(5)
ـ تحرر من الأشياء التي تعتقل عقلك .
ـ الحديث الصاخب لا يعني انه حديث حقيقي .. والأعلى صوتا لا يعني أنه الأصدق .
ـ كل فترة حاول أن تنفض ما تبقى في رأسك من غبار الكلمات .
ـ كن أنت !.

منصور الغايب
23-08-2010, 13:37
(1)
من الأشياء المزعجة: أن نتقدم في الترتيب العالمي: لأعداد المدخنين، ومرضى السكر، وحالات التحرّش الجنسي. ونحظى بالمراكز المتأخّرة في حرية التعبير، وبترتيب جامعاتنا بين جامعات العالم.
(2)
من الأشياء المزعجة: أن نكتفي بمعاقبة «المقيم العربي» الحقير الذي ارتكب جريمة اغتصاب فتيات معاقات بمركز التأهيل الشامل بنجران، وقام بتصويرهن، وننسى معاقبة كل الأشياء التي جاءت به إلى هذا المكان، وسمحت له بارتكاب فعلته دون رقيب.
(3)
من الأشياء المزعجة: أن يتظلم «المستثمر السعودي» ويُطالب بمساواته بـ«المستثمر الأجنبي». هي مزعجة.. ولكنها مضحكة أيضًا!
(4)
من الأشياء المزعجة: أن تشعر أن بعض المسؤولين لديهم حصانة عجيبة.. ولو أجمع كل الشعب على سوء أدائهم، سوف يبقون في أماكنهم!
(5)
من الأشياء المزعجة: عبارة الخطوط السعودية (شكرًا لاختياركم).. «إحنا لاقين غيركم»؟!
(6)
من الأشياء المزعجة في هذا البلد: هذا الصوت الذي يقول لك: «أدخل التحويلة، أو أضغط صفر للمساعدة».. وتضغط على الـ«صفر».. وتواصل الضغط.. و«يرتفع ضغطك»، ولا تجد مَن يرد عليك!
(7)
من الأشياء المزعجة: تنتظر محاسبته، فتتم ترقيته.
(8)
من الأشياء المزعجة: أن تقرأ في صفحات القراء هذه النوعية من المواضيع: المواطن (ف. ق . ر) يستجدي «أهل الخير» لعلاج ابنته في الخارج. وفي الصفحة المقابلة مواطن
«مهايط» وضع إعلانًا مدفوع الثمن لتهنئة أحد السادة بمناسبة حصوله على شهادة الكفاءة المتوسطة مع مرتبة الشرف، ووضع في نهاية الإعلان رقم جواله.. ولم يبق إلاّ رقم حسابه البنكي!!
(9)
من الأشياء المزعجة: أن «الأشياء المزعجة» كثيرة جدًا ولا يحصيها مقال واحد، لذلك نؤجل المزيد من الإزعاج لكم مستقبلاً، حتى لا يزعجنا أحدهم، ويمنحنا إجازة اضطرارية!

منصور الغايب
28-08-2010, 14:20
بإمكانك أن تشتري أفخم وأغلى «الساعات» الفاخرة التي أنتجها الغرب..
ولكن هذا لا يعني أنك لحظتها ستعرف «قيمة الوقت» أو معنى «الالتزام بالمواعيد» !
(1)
أبوابنا التقليدية معتادة على تدافعنا في الدخول والخروج..
إذن : كيف تأتي بباب دائري، متحرك، منظم.. لشعب لا يُجيد الدخول والخروج بنظام ؟!!
النتيجة :
ـ سيُصاب أحدهم بعاهة.
ـ سينكسر الباب – أو يتعطل – لشدة التدافع
ـ سيقوم أحدهم بشتم الباب وصانعه.
(2)
بعض الآلات المصنوعة في الغرب – السيارة كمثال – لا بد من نزع قطعة منها، مهمتها رفع حرارة السيارة.. لذلك، لا داعي لها في منطقة حارة أصلاً.. فهي بدلا من أن تكون حلاً (لديهم) هي (مشكلة) لدينا.
الأفكار كذلك.. لا بد من نزع «قطعة» ما منها لتتلاءم مع بيئتنا !
النظريات كذلك.. ما ينجح (هناك) لا يعني أنه سينجح (هنا).
(3)
الآلة / الفكرة / النظرية : ابتكرها عقل متقدم لمجتمع متقدم.
مجتمع صنعه التراكم التاريخي الطبيعي.. ولم تصنعه «طفرة» اقتصادية عابرة !
لهذا، عندما يلتقي هذا المجتمع التقليدي – بعقله التقليدي – ويحصل على ما أنتجه هذا المجتمع المتقدم – عبر القوة الشرائية – فالنتيجة لن تكون : التقدم..
بل : الفوضى العجيبة !
(4)
كيف تنقل فكرة «خطوط المشاة» لشارع لا يحترم إشارة المرور ؟!
في بلد – ونظام – لا يحترم «المشاة» أصلاً !
(5)
قبل أن تفكر بنقل الآلة / الفكرة / النظرية.. أو شرائها..
عليك أن تفكر بـ «العقل» الحر الخلاق الذي أنتجها..
وسيأتي – كالعادة – فقيه ليقول لك : لا يجوز !
وبدلا من الـ «تفكير» بهذا العقل سيتم «تكفير» هذا العقل..
ولا تظنوا أن في السطر السابق خطأ مطبعي..
بل خطأ في الطباع يتوارثها المجتمع التقليدي.

منصور الغايب
30-08-2010, 22:39
كتبنا عشرات – بل مئات – المرات عن قضايا الهدر المالي ( الهدر : هي الكلمة الألطف ) ولم نجد مجيبا ً .
صارت المشاريع المليارية حديث المجالس والمنتديات والصحف ، وكل يوم تطالعنا الأخبار بأرقام خرافية لمشاريع بعضها لا تراها على أرض الواقع .. وأحيانا إذا رأيتها تصاب بصدمة .. وأيضًا لم نجد مجيباً !
ولم يكلف نفسه ( أي مسؤول ) ليوضّح لنا ما يحدث .. وليشرح لنا – بالضبط – لماذا هذا « المشروع « يستحق أن ينجز بهذا « المبلغ» !
الناس تتذمّر ، وتشعر بأنه هنالك هدرا هائلا للثروة ، ولا أحد يهتم لتذمّرهم .
(2)
الله يرضى عليكم « عبّرونا» .. « عطونا وجه» .. ردّوا على استفساراتنا : بيان .. تصريح مقتضب .. أي حاجة ! .. المهم حسّسونا أنكم مهتمون بنا ولنا .. نحن اخوانكم في النهاية (حتى وإن كنا ثقيلين دم ونسأل أسئلة بايخة) سنظل اخوانكم .. فلا يوجد مفرّ منّا .
يعني مثلا : أنا كمواطن بحاجة لأي أحد يأتي ليشرح لي ، لماذا الكثير من المشاريع لدينا تكلف عشرة أضعاف مشاريع شبيهة لها – وأحياناً أفضل منها – في البلاد الأخرى ؟
هي واحدة من اثنتين :
ـ إما إنكم تعطونا وجه وتفهّموننا وش صاير .. وليش « المليار» ريال صاير نحيّف هاليومين كأنه « ألف» ريال ؟!
ـ أو أنكم تمتنعون عن إعلان هذه الأرقام اللي توجّع القلب .
هاه .. وش قلتوا ؟!
(3)
عزيزي المواطن : لقد تعثّر مرور صوتك إلى المسؤول .. حاول مرة أخرى !

منصور الغايب
01-09-2010, 17:42
(أ) لهجة الوسط سيدة اللهجات. وتراث الوسط سيّد الفلكلور. وأغاني الوسط تتصدر سباق الأغاني. وفتوى الوسط لا فتوى بعدها. وإذا حضرت «العرضة» .. لا «سمسمية»، ولا «مزمار»، ولا «دحة»، ولا «خطوة»، ولا «نهّام». أيُّها «الوسط» الحبيب.. ألم تسأل نفسك: أين ذهب تنوعنا وثراؤنا؟! (ب) كأس «محمود درويش»: في أولى سنوات مراهقته أتاه «محمود درويش» في المنام، وقدّم له كأسًا وقال: «اشرب .. ولا تخف». في الصباح أخبر أمه بتفاصيل الحلم. قالت له: ومَن هو «محمود درويش» هذا يا ولدي؟ قال: شاعر مشهور. (قالها وهو وقتها لم يقرأ له أي قصيدة.. هو فقط يرى صوره بالصحف، ويُكتب تحتها الشاعر الكبير). قالت أمه بمرح: لعلّك ستصبح شاعرًا مثله. مرت السنوات وهو يصدّق تفسير أمه لهذا الحلم.. إلى أن أصدرت الحكومة قرارًا بنفيه! (ج) تعدد الألوان في الحياة يجعلها أجمل وأكثر بهجة.. فلماذا تصرّون على الأبيض والأسود فقط؟ هل أنتم حمقى، أم أن لديكم مخزونًا هائلاً من الكآبة، وتريدون أن تشاركوا الآخرين به؟! (د) يستطيع «السياسي» بما يمتلكه من أدوات أن يصنع لك «بالونا» وينفخه بطريقة مثيرة تشد انتباهك، ويركز عليه الأضواء ليتحوّل «البالون» إلى قضية رأي عام.. وينشغل الناس (ومعهم قادة الرأي العام!) بالبالون، وشكله، ولونه، وحجمه.. ويختلفون حوله.. و... و... و...! وبعد فترة.. يفجر السياسي «البالون» في احتفال مهيب، ويحظى بالتصفيق! عزيزي القارئ: السماء مليئة بالبالونات الملونة. (هـ) عندما تكون تائهًا في الصحراء، وبيدك آخر علبة لأحد الأطعمة الجاهزة.. ستكون حماقة كبرى إذا فكرت -لحظتها- بقراءة «تاريخ صلاحية» الطعام! (و) حتّى الذين لا يحبونك (وتعلم أنهم لا يحبونك) ابتسم في وجوههم.. ستكسب واحدة من اثنتين: - إمّا أن ابتسامتك ستصنع درعًا ضد سهام كراهيتهم لك.. - أو أنك ستغيظهم أكثر! (ز) ثلاث سنين.. لا راحن.. ولا جن.. وجروحك بالحشا: صاحن ولاجن جمالك ما حمله إنسٍ (ن) ولا جن ظريف الطول وش سويت بيّا؟!

منصور الغايب
04-09-2010, 15:31
(1) تجده في كل مدينة سعودية . يقاتل لكي يجلس في صدر المجلس في أي مناسبة اجتماعية . ( يؤمن ايمانا تاما أن قيمة الرجل تكمن في قيمة المكان الذي يجلس فيه ) . ملوّن .. مثل حرباء ! له « سكسوكة « مخاتلة .. لا تدري هل هي يسارية أم يمينية ! كل « جمعة « يأتي متأخرا للصلاة ، ولا يمنعه هذا من المشي فوق رؤوس المصلين مستعرضا ببشته الوحيد – كأنه بطل أولمبي في قفز الحواجز! – وذلك لكي يصل إلى الصف الأول . ورغم وضعه المادي الجيّد .. ليس لديه أي استعداد لدفع ريال واحد لأفقر أقاربه .. ولكنه مستعد لدفع آلاف الريالات ليشارك بإعلان يُرحب بزيارة أحد المسؤولين ! كل هذا .. فقط ليحافظ على هذا اللقب « أحد أعيان المدينة» .
(2) منتفخ ! يتحدث عبر أنفه .. وتستغرب : كيف يتنفس هذا الكائن ؟! موهبته الوحيدة .. « واصل» !
(3) كائن افتراضي . يصرخ باسم مستعار .. ليصفق لصراخه بعشرة أسماء مستعارة أخرى ! يهرب من عالم الواقع إلى عالم افتراضي رحب يمنحه مساحة من الحرية لا تتجاوز حدود الشاشة ! يغازل في « الشات» ، ويتحول إلى واعظ في المنتدى ، ويحاور الآخر بالفيسبوك يكبر مثل بالون ملوّن .. وينفجر بعد أن يُصاب بفايروس إلكتروني !
(4) حتى آخر يوم من شعبان : كان يطوف حول برج الساعة في ساحة السوليدير ويسعى بين المقاهي . الآن – وكعادة كل الأثرياء – يبدأ «برستيج العمرة» بحجز شقة لأسبوع تتجاوز تكلفتها المائة ألف ريال ! لكثرة «الأقنعة» التي يرتديها وينزعها كل موسم.. نسي «وجهه» الحقيقي !

منصور الغايب
06-09-2010, 13:32
اللهم قلّل الفاسدين، وأكثر الصالحين والمصلحين في بلادي. اللهم احفظ كلماتي من كل «رقيب»، و«حسيب»، واجعلني لا أهتم لأحد سواك. اللهم أنت تعلم خير الكلمات وشرها، فما تراه خيرًا فأبعد عنه «العيون»، ويسّر له النشر، وما ترى فيه شرًّا فأصنع -بمشيئتك يا أرحم الراحمين- ألف سبب وسبب يمنع نشره ووصوله إلى الناس. اللهم أنت تعلم السر وما يخفى، وتعلم -سبحانك- أني لا أخاف أحدًا سواك.. فامنع عني أذى مَن به أذى.. حتى هؤلاء الذين يظنون أنهم يتحدثون باسمك. اللهم قرّبني من كل فكرة جميلة، وأبعدني عن كل فكرة قبيحة. اللهم وامنحني من الأفكار ما لا يخطر على قلب أنجب الزملاء، وأكثرهم فطنة وموهبة. اللهم إنا عبيدك، أبناء عبيدك: منذ سنوات ونحن ندعوك لصلاح البطانة.. فإن لم تصلح فخذهم أخذ عزيز مقتدر. اللهم نبّه المسؤولين لما يحدث حولهم: فالخير إن أتى لا يستثني أحدًا، والشر إن أتى لن يستثني أحدًا. اللهم حنّن قلوب أهل المليارات على أهل «الصنادق»، وقلوب المسؤولين على موظفي وموظفات «البند». اللهم واحمِ الغلابا من صراعات اليمين واليسار. اللهم وافتح خزائن وزارة المالية لتتحوّل إلى وظائف للعاطلين والعاطلات. واحفظ بلادي وأهلها من كل مكروه. اللهم عليك بالفاسدين، والمرتشين، واللصوص، والوصوليين، والمهرجين. اللهم امسح من قواميس وزارة الصحة عبارة «لا يوجد سرير»، وقلل الأخطاء الطبية. وامسح من جامعاتنا عبارة «لا يوجد مقعد»، وارفع ترتيبها بين الجامعات العالمية. وامسح من خطوطنا الجوية كلمة «انتظار»، ومن دوائرنا الحكومية «راجعنا بكرة»، ومن مجتمعنا كل نعرة طائفية / مناطقية / قبائلية.. واجعلنا نتذكّر دائمًا (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). واعفُ عنا، وعافنا من المحسوبية والواسطة. يا رب الأرباب، ويا خالق السحاب أدر عجلة الإصلاح، وامنحنا المزيد من الحرية. واحمنا من استعمار الخارج، واستحمار الداخل.. فلا يوجد أي فرق بينهما. اللهم إني لا أرى جبارًَا سواك.. فانزع من قلبي الخوف من كل صاحب سلطة وشرطة. اللهم إني لا أرى كريمًا سواك.. فلا تجعلني أطأطئ رأسي لصاحب جاه ومال. اللهم أنت مولاي.. وأنا عبدك وحدك.. فاحفظ حريتي من أي شيء يريد أن يستعبدها في هذه الدنيا.. واجعلني ألاقيك حُرًّا كما خلقتني حُرًّا. أنا عبدك الضعيف.. أتذكّر أنك «شديد العقاب»، فأرتبك ويصيبني الرعب.. وأتذكّر أنك «أرحم الراحمين»، فيملأ الأمل قلبي، وترتاح روحي.. فحاسبني برحمتك، ولا تحاسبني بأعمالي.

منصور الغايب
15-09-2010, 13:19
(أ) في كل عيد تتم مداهمة « التجار الصغار» الذين يقومون ببيع الألعاب النارية . متى يأتي عيد : القبض على « الكبار» الذين يقومون باستيرادها ؟! أحد الأطفال سيقول ممتعضا ومعترضا على الفقرة السابقة : « بـ هالبلد .. وش فيه غير الطرطعان» ؟!!
(ب) لا تناقش « المؤمن» بالخلل الموجود في عقيدته أو مذهبه أو فكرته التي يؤمن بها .. من شروط الإيمان: عدم رؤية الخلل !
(ج) عندما يُعلن عن «700» وظيفة بسيطة ويكون عدد المتقدمين لها «113000» مواطن .. اعلم أن هنالك خللا عظيما في هذه الدولة النفطية . على كل حكيم في هذه الدولة أن يسأل نفسه : ـ لماذا يحدث مثل هذا الأمر ؟ ـ أليست هذه مشكلة حقيقية بحاجة إلى حل حقيقي ؟ ـ ما الذي سيفعله الــ «112300» مواطن عندما يعودون إلى منازلهم برفقة الخيبة والحسرة ؟ ـ كيف سيكون موقفهم تجاه المجتمع والدولة والحياة وهم لم يستطيعوا الحصول حتى على وظيفة « جندي» في الدفاع المدني وبعضهم يحملون الدبلوم والبكالوريوس ؟! تعرفون ما المفجع في هذا الخبر : أن الإدارة « فوجئت» بهذا العدد الهائل !!! سلامتكم من « المفاجأة» ... وين عايشين أنتم ؟!!
(د) عندما تبدأ نار الشهوات بالانطفاء في داخلك .. لحظتها سينبعث ضوء الحكمة .
(هـ) الشهرة سهلة : اخرج عاريًا أمام هذا العالم ! المجد صعب : انسج – وبهدوء – ثوب حكمة يستر عري هذا العالم .
(و) لا تحاصر حركات « قلبك» .. ولا تجعله يمارس فوضاه كما يريد . راقبه بحذر ! إذا احتجزته : قتلك . وإذا تركته على هواه : أتى لك بـ « مصيبة» حسناء !
(ز) الناس : ( نيجاتيف ) . الحياة : معمل تحميض !.

منصور الغايب
18-09-2010, 11:22
1) التفكير بالكتابة: قلق. وبدء الاشتغال عليها: قلق. وانتظار ردة الفعل الأولى: قلق. وانتظار اتصال يبدأ بـ (01): قلق أعظم. وتنظر في عيون أصغر أطفالك، وتقول: تبًا للكتابة. وتقرأ آخر رسالة أتتك من قارئ لا تعرفه يعيش في مكان قصيّ، وتقول: ما أعظم الكتابة.
(2) المجد للكتابة التي يحاصرها القلق من الجهات الأربع. المجد للكتابة التي لا تريد أن يكون لها شبيه بين كتابات الآخرين. المجد للكتابة التي لا تراوغ، ولا تجامل، ولا تنحني. المجد للكتابة التي تصنع الأكسجين وتطلقه في الهواء ليستنشقه الناس. المجد للكتابة التي تصرخ بملء فمها: اللعنة على كل هذا الفساد !
(3) من يكتب وفيه ذرة جبن عليه أن يبحث عن مهنة أخرى ( مهرج مثلًا ! ) فالكتابة دخول في المناطق الشائكة.. رقص على الجدران العالية.. غناء حر ٌ لا يخاف من نشاز الذائقة. الكتابة: معركة.. حتى الخسارة فيها هي انتصار!
(4) اصرخ عبر الكتابة في وجوه كل اللصوص. غنّ عبر الكتابة للمستقبل الذي تحلم به الغالبية «الغلبانة»! أشعل عبر الكتابة ألف قمر وقمر في سماء البلاد الموحشة. أخلق عبر الكتابة كائناتك المدهشة. سيقرؤك قارئ لا تعرفه.. يعيش في مكان قصيّ، ويقول: الله.. ما أعظم الكتابة.

منصور الغايب
20-09-2010, 07:48
(3) “ما الذي أنجزته خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية؟” هل سبق لك -وعند رمي رأسك على الوسادة- أن طرحت هذا السؤال على نفسك؟! حسنًا.. يوم واحد مدة قصيرة جدًّا، من الممكن أن يمضي دون أن تحقق أي شيء.. تعالَ لنجرّب مدة أطول: قريبًا سينتهي هذا العام.. ما هي الأشياء التي حققتها خلال أيامه الـ 365؟ هل كان لك أحلام جديدة؟ هل قاتلت، وسعيت لتحقيقها.. أو “حاولت” على الأقل؟! هل عملت على تحسين وضعك، وزيادة دخلك (مثلاً)؟ أنت مثل الأغلبية: تنتقد هذا المجتمع -وأنت جزء منه- هل فكرت بتغييره من خلالك أنت؟ هل تخلّصت من بعض عاداتك السيئة؟ خلال هذا العام: كم قرأت من الكتب الجديدة؟ وكم شاهدت من الأفلام المهمة؟ وما هي الأشياء المدهشة التي اكتشفتها في هذه الحياة الرائعة (ستظل رائعة رغم تذمرك وتشاؤمك ؟!)، وكم كسبت من العلاقات الإنسانية؟ لا تجعل التفاصيل الصغيرة تشوش عليك روعة المشهد الأكبر. لا تجعل التفاصيل الصغيرة تلغي المعنى الأكبر للحياة. هل جرّبت -خلال هذا العام- أن تفتح بعض النوافذ الصدئة في رأسك؛ لترى العالم بشكل مختلف؟ هل جرّبت أن تطرد بعض الضباب أمام عينيك لترى الحياة بشكل آخر؟ هل مارست هواية جديدة لم يسبق لك ممارستها؟ هل فكّرت بكسر بعض القيود التي ورثتها من الأسلاف؟ هل داعبت رأسك الثقيل فكرة مجنونة؟ هل فكرت بالتغيير.. على قدر طاقتك.. وحسب المساحة المتاحة أمامك؟ (2) كن مثل ذلك التاجر القديم، الذي اقترب من الإفلاس، وعاد إلى دفاتره القديمة: ما هي الأشياء التي ربحتها في هذه الحياة؟ أين هي الخسائر؟ وما هي أسبابها؟ وحاول أن تنقذ ما يمكن إنقاذه.. فمن لا “يراجع” نفسه وحساباته.. سيكتشف فقره العظيم! (1) من أنت؟! رقم.. عدد صغير لا ينتبه له أحد.. كائن بشري أشباهك في العالم يتجاوز عددهم الستة مليارات. الـ6000000000 ما أكثر الأصفار! يمضي التاريخ دون أن ينتبه إليك أو يقف عندك. (0) أعد القراءة .. المقال اختلف.. وأنت لم تعد أنت!

منصور الغايب
22-09-2010, 07:51
اختلف مع من تشاء.. ولكن بنبل. ومن النُبل: أن تذكر مزايا خصومك كما تذكر عيوبهم. (1) عندما كانت تحدث مصيبة أمريكية مدوية في المنطقة -ينتقدها حتى الإعلام الأمريكي- كنا ننتظر ما الذي سيكتبه “عبدالرحمن الراشد” في اليوم التالي في زاويته في “الشرق الأوسط”، وكنا نتراهن حول “التبريرات” التي سيتفتق ذهن الراشد لابتكارها -في مقاله- دفاعًا عن الموقف الأمريكي! كنت أراه -أحيانًا- يتفوّق في تبريراته أكثر من الناطق الرسمي للبيت الأبيض، وأكثر ممّا يفعل المتحدث الرسمي للخارجية الأمريكية! كمثال: قضية “سجن أبو غريب” التي حدثت قبل سنوات في العراق.. وتلك الصور البشعة التي تسربت للإعلام العالمي، والتي رأينا -من خلالها- السجّان الأمريكي يُعرّي السجناء ويجمعهم فوق بعضهم البعض وهم عراة، ويلتقط لهم الصور “الضاحكة” في تصرف فيه انتهاك قاسٍ وبشع لإنسانيتهم.. هذه الصور هزّت الرأي العام العالمي -وفي مقدمته الإعلام الأمريكي نفسه- وجعلت أكبر “ناطق رسمي” وأكثرهم مهارة وحرفية يتلعثم أمامها! يأتي “عبدالرحمن الراشد” في اليوم التالي، ليقول لك شيئًا يشبه هذا الكلام: ومَن الذي بنى سجن “أبو غريب”.. أليس صدام حسين؟! ومَن الذي فضح هذه الممارسات البشعة.. أليس الإعلام الأمريكي، والنظام الأمريكي الحر؟ هذه هي أمريكا العظيمة.. اللهم أحفظ أمريكا! ويذكرك بـ “البلاوي” التي حدثت في زمن صدام في هذا السجن، وينسى “البلاوي” التي جلبتها أمريكا.. هكذا كان -في الغالب- ينظر إلى المشهد إذا كانت أمريكا جزءًا من الصورة. قبلها أو بعدها بفترة قامت القوات الأمريكية بحرق “الرمادي” على أهلها، لوجود بعض جيوب المقاومة فيها (“المقاومة” كلمة من النادر سماعها في نشرات القناة!)، ورغم كل الصواريخ التي كانت تنهال على رؤوس سكان “الرمادي”، تأتي “العربية نت” -الموقع الرسمي لقناة العربية- لتنشر صورة لجنود أمريكان يوزعون الطعام على أطفال “الرمادي”!! هذه الصورة استفزتني.. وكتبت وقتها مقالاً لاذعًا ضد “العربية” وموقعها، قلت فيه: إن هذه القناة بعين واحدة.. أو أن لديها كاميرا مُصابة بالحول! الغريب، والجميل في الوقت نفسه -والذي ما أزال أحترمه- أن أول موقع إلكتروني أعاد نشر هذا المقال هو موقع “العربية نت” نفسه! بعدها بفترة أتتني دعوة لزيارة “العربية” في دبي.. اعتذرت بلطف.. مثلما أفعل مع بقية الدعوات المشابهة والتي تأتي من المؤسسات والإدارات الحكومية المختلفة.. فأنا أخاف -ودون شعور مني- أن أكون ضمن قائمة “أطعم الفم.. تستحي العين”، وأنا أريد من عيني أن تكون قليلة حياء ضد كل مشهد قبيح تراه أمامها! (العين قليلة الحياء.. هي بشكل آخر: عين حُرّة) . بعد حوالى العام، وأنا أرتب أغراضي في غرفتي في أحد فنادق دبي التي وصلتها للتو في رحلة خاصة، رن الهاتف النقال.. نظرت للشاشة.. كان رقمًا محليًّا.. أجبت: نعم.. رد صوت لطيف من الجهة الأخرى: مرحبا.. أنا سكرتيرة “عبدالرحمن الراشد”، ونتشرف بدعوتك غدًا لتأخذ جولة في القناة والمجموعة، وتتناول وجبة الغداء معنا.. قلت: يسعدني ويشرفني وشكرًا على هذه الدعوة الكريمة. ما المانع؟ طالما أنني أتيت على حسابي الشخصي.. وهي فرصة لزيارة هذا الصرح المؤثر، والالتقاء ببعض الأصدقاء والزملاء هناك. في اليوم التالي وجدته على باب مكتبه: له وجه طفولي بشوش.. وابتسامة بإمكانها إذابة الجليد.. ابتسامة تشعر أنها حقيقية وليست إعلامية! رحب بي بحرارة ولطف، ورغم انشغاله بمتابعة خطاب الرئيس السوري المباشر، والرد على التلفونات التي لا تنقطع، إلاَّ أنه يشعرك أنه مهتم بك، ولم تشغله هذه الأشياء عنك. مع هذا الرجل انتقلت “العربية” من الظل.. إلى القناة الأكثر تأثيرًا في الشارع العربي، والقناة الأكثر دخلاً والأعلى مشاهدة.. معه -وتحت رعايته- لمعت الكثير من الأسماء السعودية، وأصبحت نجومًا في سماء الإعلام التلفزيوني في الوقت الذي ينزوي هو في ظلال مكتبه يخطط لكل هذا المشهد. رأيت في عيونهم هذا الاحترام، وتلك المحبة له.. ليست محبة “الموظف” لمديره العام.. بل محبة “التلميذ” لأستاذه. رأيت رجلاً -مهما اختلفت معه- لا يمكنك أن تكرهه. وببساطة أكبر: رجل يستطيع أن يُزيح جانبًا كل اختلافاتك معه لتحبه إنسانًا. خرجت من المبنى -بعد أن تناولنا الغداء- وأنا أشعر أن عيني (يكاد) أن يتسلل لها شيء من الحياء! (2) لي صديق مثقف سوري رائع (وغير محسوب على أي نظام) كان يقول لي بحماسة المختلف: يا رجل .. هذا الـ “عبدالرحمن الراشد” لا يشوّه قناة فضائية فقط.. بل يشوّه إعلام بلد بأكمله. كأن أمريكا عيّنته الناطق الرسمي باسمها في المنطقة! وعلى النقيض هنالك شخص آخر من مكان آخر له رأي آخر: لو لم يكن في الإعلام السعودي “عبدالرحمن الراشد” لوجب على هذا الإعلام أن يصنع “عبدالرحمن الراشد”! وما بين هذين الرأيين المختلفين المتناقضين.. شبه المتطرفين: يقف “عبدالرحمن الراشد” في المنتصف.. وهو يبتسم. لا تدري.. هل هي ابتسامة طفولية.. أم ساخرة من المشهد! (3) في العالم الثالث -وخاصة في العالم العربي- لا تستطيع أن تحصل على الفرص الكبرى إن لم يكن مرضيًّا عليك من السلطة.. ومقربًا من صنّاع القرار فيها. هذه قاعدة.. ولم يكن “عبدالرحمن الراشد” استثناءً نادرًا لها! استطاع -وبسنوات قليلة- أن يقفز من كرسي محرر صغير في إحدى زوايا صحيفة محلية، إلى كرسي رئاسة التحرير لأكبر وأشهر صحيفة عربية! ولكن.. للأمانة والإنصاف -وأيًّا كان موقفك منه- لم يذهب هذا الرجل إلى موقع إلاّ وكان النجاح حليفه. ويكفي أن تقول إن من أفضل الفترات التي مرّت على “العربية” -حضورًا وتأثيرًا- هي تلك الفترة التي تولّى فيها ادارتها. ولا يخفى على أحد موقف رجل الشارع السعودي البسيط منها، والأسماء التي يطلقها عليها، استطاع بضربة معلم محترف أن يجر رجل الشارع إليها عبر تقارير ولقاءات مباشرة عن سوق الأسهم السعودي، وذلك في عز “هوجة” الأسهم في الشارع السعودي.. حتى صار الريموت يسابق الأصابع للانتقال إليها! هو عبدالرحمن الراشد الذي حصل على لقب الإعلامي العربي الأكثر تأثيرًا ونفوذًا في المنطقة العربية والعالم.. هذه الحقيقة.. حتى وإن اختلفت حول نوع وشكل هذا “التأثير” والشك حوله! (4) كتبت قبل سنوات مقالاً بعنوان “الزمن السعودي” ممّا قلته فيه: إن العالم العربي يعيش في الزمن السعودي، والمشاهد العربي صار يضبط ساعته على توقيت “الرياض” ليتابع برامجه المفضلة. على الأرض: لنا السيطرة الاقتصادية. وفي الفضاء: لنا السيطرة الإعلامية. وعندما تمتلك هاتين الميزتين فإنك -كسياسي- تمتلك كل ما يحتاجه السياسي في لعبة السياسة.. بإمكانك بالاقتصاد والإعلام أن تنهك أشد الخصوم وتهزمه دون أن تطلق رصاصة واحدة! و “عبدالرحمن الراشد” -اختلفت معه أم اتفقت عليه- ابن هذا “الزمن السعودي”، وأحد الشركاء بصناعته. “عبدالرحمن الراشد” ليس مذيعًا في إذاعة محلية لا يعرفها أحد.. عبدالرحمن الراشد هو المدير العام لأحد أكبر وأهم المحطات العربية الإخبارية.. محطة بإمكانها أن تغيّر الكثير على الأرض عبر بث برنامج تلفزيوني لا تتجاوز مدته الساعة الواحدة

منصور الغايب
25-09-2010, 15:19
. وطاردوهم حتى في قبورهم !
لماذا نحن بلا ذاكرة ؟!
لماذا كل قضية « رأي عام « تأتي قضية رأي عام أخرى وتحيلها إلى الأرشيف ؟!
أكره عبارة « عفا الله عمّا سلف « عندما ترتبط بالحق العام للناس والوطن .
(1)
بالأمس قرأت عن تلك المواطنة التي تنتظر تعيينها منذ عشرين عاما ً .. وإنها رفعت قضية على وزارة التربية والتعليم !.. ما الذي سيحدث لها في أحسن الأحوال ؟.. هل سيقومون بتوظيفها بعد أن دخلت العقد الخامس من عمرها ؟.. هل سيتم إرضاؤها بتعويض مالي ؟.. وماذا عن هذا « المسؤول الفاسد « الذي سرق وظيفتها وأحلامها وشبابها ومنحها لامرأة أخرى ؟! .. هل فكرنا بمحاكمته ؟
(2)
عندما ننظر إلى أداء خطوطنا الجوية، وحال مطاراتنا على الأرض .. هل سنكتفي بالصراخ على الإدارة الحالية ؟ .. هل ننسى أن هذه الأوضاع هي تراكم أخطاء إدارات سابقة أيضا ً ؟
متى تكون لدينا ثقافة محاسبة الماضي .. ورجال الماضي ؟
متى نعرف أن الحقوق لا تسقط بالتقادم ومضي الوقت ؟!
(3)
تعالوا لنأخذ مثالا ً ثالثا ً : طريق الشمال – رفحاء – حفر الباطن :
منذ أن وعيت على هذه الدنيا وأنا أعبر هذا الطريق، ومنذ أن وعيت على هذه الدنيا وهذا الطريق لا يخلو من المطبات والحفر والتحويلات و « اللفات « القاتلة !
( أعلم أن لهذا الطريق الكثير من الأشباه في كافة الجهات.. وأنها أكلت الكثير من الأحباب)
طوال العشرين سنة الماضية – وقبلها أيضا ً – مرّ على هذا الطريق الكثير من المقاولين الذين حصدوا الملايين .. وأنا – وأنت – نعرف أن المشاريع على الورق تقول: إن المشروع الفلاني سيعيش – ويخدم – لعشرات السنوات.. فلماذا نرى كل سنة « ترميم « لهذا الطريق ؟.. هل سبق لك أن سمعت بمحاكمة « مقاول سابق « له ؟
برقبة من آلاف الضحايا والقتلى الذين ذهبوا عبر هذا الطريق ؟!
كيف نرى المشروع ( أي مشروع ) بعد سنوات قليلة من تنفيذه يفضح نفسه بنفسه، ولا نرى « محاكمة « علانية لمن أرساه، واستلمه، ونفذه بهذا الشكل ؟
(4)
المواطِنة التي سُلبت حقوقها، والخطوط ذات الأداء السيئ، والطريق الذي يسرق أرواح العابرين: هذه ليست سوى « أمثلة « لمشهد كبير .
هي « الأمثلة « التي من السهل إيرادها في صحيفة محلية !
انظروا حولكم .. ستجدون الكثير من « الأمثلة « وستعرفون أن المشهد ليس ناصع البياض
(5)
انظر حولك لكل شيء فيه خلل .. واعلم أن الخلل لم يأتِ بيوم وليلة .
هناك سنوات من الأخطاء .. والفساد .. والسرقة .
وهناك قائمة طويلة من الأسماء .
(6)
عدم محاكمة اللص القديم .. ستجعل اللص الجديد يشعر بالأمان .
عدم متابعة الفاسد السابق .. ستخلق الكثير من الفاسدين في المستقبل .
أيها الناس :
لا تنسوا أسماء ووجوه الذين أخطأوا بحقكم .. وطاردوهم حتى في قبورهم !

منصور الغايب
27-09-2010, 22:08
هذه حكاية قصيرة جدًا، حدثت في مقهى ما، في مدينة ما، في توقيت ما.. وعلى طاولتين متقابلتين: في نفس اللحظة التي جَـلـَسَت فيها على الكرسي في الطاولة المقابلة لي.. جلست أنا، ونفس الجرسون الذي سجّل طلبها على دفتره الصغير.. أتى مبتسمًا ليسجل طلبي (الجرسون: كائن منافق، يبتسم لك بشكل مبالغ فيه، كأنك أحد أعز أصدقائه.. وما أن يُدير ظهره لك إلا ويسحب ابتسامته الباردة، ويقول بصمت: تبًا لك!.. هل يأتي أحد في هذا الوقت ليشرب قهوة؟) ابتسمت وأنا أتخيّل شتيمة الجرسون لي.. لحظتها اشتبك نظري بنظرها وظنّت أن الابتسامة لها فردتها بابتسامة أحلى وأطيب.. لم تستمر سوى ثوان وعادت لتقرأ الصحيفة التي بين يديها. ما الذي جعلها تسترعي انتباهي؟ بعض النساء بإمكانهن سحب كل الأكسجين من المكان الذي يأتين إليه، والتحكم في نسبته، وتوزيعه على الحضور: شهقة.. شهقة. لعلها من هذا النوع! هل أنا “الرجل” الذي يهتم لأي “امرأة” عابرة؟.. لا. هل لأنها تحمل صحيفتها، وتقرأ باهتمام؟.. ممكن.. فأنا أفضل التي تقرأ. هل السبب ملامحها الخارجية؟.. ولكن لا يوجد في ملامحها أي شيء خارق للعادة.. عيناها ليستا استثنائيتين.. أنفها.. شعرها.. فمها ليس استثنائيا.. ولكنها مع هذا أراها “على بعضها” استثنائية. في ملامحها شيء لا أعرفه والأشياء التي لا أعرفها تثيرني أكثر. لها وجه بريء، ومبتسم.. رغم أنها لا تبتسم لحظتها. أصحاب الوجوه المبتسمة طيبون ورائعون من الداخل.. كما أتخيّل. ما بين انشغالي بالرد على رسائل الجوال المتراكمة منذ البارحة.. ومراقبتها بحياء وحذر.. كنت أفكر كيف الطريقة إلى الوصول إليها؟.. لم أفكر بأي شيء آخر لحظتها.. كنت أريد امرأة أتحدث معها ومن خلالها أكتشف هذه المدينة أكثر لأنني أؤمن أن كل المدن هي نساء، ولا بد من امرأة تجعلك تكتشف المدينة أكثر... كنت أريد صديقة.. لا حبيبة.. ربما تكون متزوجة، ربما تكون مرتبطة بشكل آخر، ربما لا نمتلك لغة واحدة نستطيع من خلالها المحادثة والتعارف.. ربما يورطني قلبي معها ويسألني عقلي لحظتها: “وما هو دينها”؟! مضت قرابة الأربعين دقيقة منذ أن جلسنا على هذين الكرسيين أمام الطاولتين المتقابلتين. بردت قهوتي.. وازدادت حرارة قلبي. فجأة.. نهضت من مقعدها.. ولملمت أغراضها واتجهت نحو الشرق. بسرعة أخرجت محفظتي ورميت من النقود ما يزيد على الحساب منافقة مني لصاحب الابتسامة المنافقة. نهضت من مكاني.. أحسست بربكة غريبة.. وشعرت بأن أقدامي تتلعثم كأنها طفل يريد أن يتحدث! أتبعها؟.. ولماذا؟.. وماذا سأقول لها؟ وكيف ستكون ردة فعلها؟ كل هذا من أجل ابتسامة عابرة ردًا على ابتسامة هي أشبه بخطأ مطبعيّ؟! وقفت على رصيف المقهى وأنا أراها تمضي في الجهة الشرقية للشارع.. ذهبت في طريقي إلى ناحية الغرب (وفي القلب شيء لا يمكن وصفه) وكنت ألتفت إلى الجهة الشرقية.. إليها... أمشي خطوتين.. وألتفت ثلاث مرات! ابتعدت كثيرًا.. بالكاد أراها. التفت للمرة الأخيرة.. أظنها التفتت. ــــــــــــــــــــــــ هامش: أنا “مريم”.. طبعًا لم أولد حتى الآن!.. ولكنني أتخيّل نفسي ابنة لرجل شرق أوسطي من امرأة من حوض البحر الأبيض المتوسط. كان من الممكن أن يحدث هذا لو أن الرجل انتبه إليها وهي تقلب في جوالها.. عندما قامت بتشغيل خاصية البلوتوث. كان من الممكن أن يحدث هذا وأكون ابنة هذا الرجل من تلك المرأة لو أن توقيت التفاتتها الأولى أتت مع توقيت التفاتته الأولى.. قبل أن يمضي كل منهما في طريقه. كان من الممكن أن يحدث هذا لو أن أي واحد منهما تجرأ وفتح الحديث مع الآخر حول أي شيء.. حتى وإن كان حديثًا سخيفًا عن الطقس ذلك اليوم! الساعة الكونية لم تكن تهتم بهذه التفاصيل الصغيرة ولم تنه هذه الصدفة الرائعة كما يجب. أنا “مريم” وحزينة جدًا لأنه لم تعمل المصادفة لتوحيد توقيت التفاتته لالتفاتتها.

منصور الغايب
29-09-2010, 21:58
(أ) كم هو قاسٍ ومؤلم أن تكتشف في آخر العمر أنك لم تكن سوى «جندي» صغير في لعبة شطرنج كبرى !

(ب) يقدم لك ساندويتش «برغر» من الحجم الكبير برفقة كأس من « حليب النوق» ! يظن أنه بهذا الشكل زاوج بين الأصالة والمعاصرة وقدمها لك عبر وجبة واحدة . هكذا هي أفكار بعض المفكرين العرب: لا تسمن، ولا تغني من جوع .. بالإضافة إلى أنها قد تجلب لك الغثيان. ـ « أجل برغر مع حليب خلفات» ؟!!

(ج) هذا الشال جميل جدا ولكن شعرك أجمل منه بألف مرة .

(د) « ريـــال» : كان يعشق الفتاة المستحيلة والاستثنائية . بعد مشاهدته لأحد الأفلام الأمريكية لمعت الفكرة في رأسه . أخرج ورقة « الريال السعودي» من محفظته وكتب على ظهرها ( إذا عدت إليّ فهي تحبني ) ورماه في اليوم التالي على البائع ليشتري به مشروبا ً غازيا ً . في اليوم الثالث صدر قرار ملكي بطبع عملة جديدة وسحب العملة السابقة من الأسواق !

(هـ) من يقاضي القاضي عندما يحكم بغير تخصصه ؟ من يقاضي القاضي الذي يفرق بين الزوجة وزوجها لأنه « مدخن » سابق ؟! من يقاضي القاضي الذي أمر بربط مواطن في باحة المحكمة ؟! من يقاضي القاضي الذي إذا اختلفت معه بالحكم ضاعفه إلى ألف جلدة ؟! هل هنالك جهة ما تحمينا من « ثلثي القضاة » الذين قال عنهم نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم إنهم سيذهبون إلى النار ؟!

(و) لديه سيف مرصع بكل ما هو ثمين .. ولكن ، ما الفائدة ؟ قلبه لم يكن مرصعًا بالشجاعة . فالقلم الثمين ذو الماركة الفاخرة .. لا يعني أنك ستكتب نصا ً فاخرا ً .

(ز) فاكهة مجففة : ـ عندما تنكسر المرايا .. حتى الوجوه الطيبة تتشوّه ! ـ لن تكون « قمرا » رائعا .. لو لم يحاصرك كل هذا الظلام

منصور الغايب
02-10-2010, 10:22
عندما تغني للبلاد .. سيأتي من يقول لك: صوتك نشاز. وربما يأتي من يقول بريبة: لحنك مشبوه. ومن المحتمل أن يأتي صوت ثالث ليقول: “ابلع لسانك” !
(1)
القارئ أصابه الملل من مواضيع الفساد والأخطاء القاتلة والإهمال وكل ما يتعلق بالشأن المحلي.
أحدهم أرسل لي مُهدداً بأنه سيتركني ولن يعود لقراءتي لأنني أسبب له إحباطاً مضاعفا .. ويُطالبني بأن أكتب عن ( الدنيا ربيع / والجو بديع / قفـّل لي على كل المواضيع ) .. وأنا بصراحة لا أريد أن أفقد أي قارئ في أي مكان. ولكن .. ماذا أفعل؟
أردت أن أغني له ( الدنيا ربيع ) فتلفـّت حولي وإذا أنا مُحاصر بالقحط.. و “الشبوك”، والماشية يهددها الجوع، و “التبن” بخمسين ريالاً!
أردت أن أغني له ( لنا الله ... ) وبدلاً من أن أكملها بـ ( .. يا خالي من الشوق ) تحولت إلى ( لنا الله يا خالي من الكلسترول ).. إلى أن انتهت بهذا الشكل
( لنا الله .. يا وزارة الصحة ) !
حتى الست أم كلثوم أتخيلها تغني بهذا الشكل: ( بترومين .. اللي أنت جاي تقول عليه / أنت عارف قبله يعني الاستثمار أيه؟! )
ثم تقفز إلى رأسي المشاغب أغنيات من نوعية: ( يا حبيبي لا تسافر / في قطارات المشاعر )
و ( “صفرا” هواكم في ضميري تحكـّم / يا “غاز” قلبي يا ربيع المواني يا مل قلبي لا مشى
ثـم نسـّم / ما فيه بنشر غير “مرمر زماني” !)
و ( واقف على بابكم / ولهان .. ومفلس ....... ) ..وضع في الفراغ ما يخطر على بالك من عبارات الاستجداء المكتوبة في أي معروض!
(2)
.. ولا أدري أين يكمن الخلل : هل هو في الأذن الموسيقية للقارئ، والتي اعتادت على الغناء الهابط، الذي يُكرّس لها يوميا، وعبر عشرات المحطات والقنوات؟
أم أن الخلل في “السلم الموسيقي” نفسه ؟!
أم أنه في المايسترو وعصاه الصغيرة ؟
أم أن الوضع كله نشاز في نشاز ولا يقبل سوى الغناء الهابط.. والأداء الهابط ؟!
الأكيد أن المسرح فوضى، وأن الأغنية التي تتسيّد المشهد الغنائي العربي الآن هي “بحبك يا حمار” !
(3)
عزيزي القارئ الممتعض / المُحبط / القرفان: هل تريدني أن أغني لك ؟.. أم أغني عليك ؟! قبل أن تُجيب .. لا تنس أنك جزء من هذا “الكورال” الكبير !

منصور الغايب
04-10-2010, 18:33
(1)
هل « النافذة « خطأ في الجدار ؟
أم أن الجدار الخطأ .. والصواب « النافذة « ؟!
(2)
غرفة بلا « نوافذ « .. لا يمكنها أن تتخيّل شكل « الباب « !
(3)
النوافذ المغلقة بإحكام تمنع وصول الهواء إلى الداخل
ولكنها لم ولن تستطيع منع دخول ذرّات الغبار !
(4)
البيت الذي يخاف من فتح النافذة ستخنقه الرطوبة
ويصبح العث من سكانه .
(5)
النافذة الطيبة :
هي تلك التي يوجد على حافتها وعاء فيه ماء
ليشرب منه طائر عابر يكاد أن يقتله الظمأ .
النافذة الأنيقة :
تلك التي تتباهى بحوض الأزهار فيها .
النافذة المرحة :
تلك التي لم تحبس كركرات الأطفال ووزعتها في فضاء الحيّ .
النافذة الكئيبة :
تلك التي لها قضبان .. ووراءها سجين .
النافذة الفاتنة :
تلك التي تآمرت مع الهواء المشاغب لكي يعبث بفستان الصبيّة !
(6)
النافذة : ليست « حبة خال « على خد الجدار الأصم ..
النافذة : أنـف البيت !

منصور الغايب
07-10-2010, 08:11
عندما تُدخل يدك في «فرن» الكتابة..
لا تصرخ لأن إحدى أصابعك لسعتها فكرة ساخنة!
(أ)
الضوء الذي يلمع من بعيد.. لعله نارا لشيء يحترق.
والنار التي تراها مشتعلة.. لعلها ضوء لشيء قادم.
لا تمنح «الدخان» الفرصة ليربك المشهد أمام عينيك!
(ب)
مسؤول سعودي قام بزيارة «مفاجئة».
وسُبحانك إلهي: قام بتغطية هذه الزيارة وتصويرها خمسة مراسلين لخمس صحف محلية!
كيف تكون «مفاجئة» إذن؟!.. لا أعرف!.. الذي أعرفه أن المسؤول والصحف كأنهما اتفقا على السخرية من «القارئ» السعودي بنشرهم لمثل هذا الخبر.
هذه ليست صحافة.. هذه «بخاخات» تلميع!
(ج)
المرأة، منذ العاشرة من عمرها، تعرف كيف تكون «الأم».
أما الرجل، فمن الممكن أن يمضي به العمر، ويملأ البيت بالأبناء..
ولا يعرف كيف يكون «الأب»!
(د)
أيهما المُرتبك أكثر:
ـ أداء وزارة التربية والتعليم؟.. أم بيانها عن مناهجها الجديدة؟
من يستطيع الإجابة على هذا السؤال سيفوز باشتراك مجاني بالصحيفة لمدة 10 سنوات على حسابي الشخصي!
(هـ)
توقيع قديم:
حاول أن تكسر السائد برأيك السيّد.
لا تسافر في الطرق التي مهدها الآخرون قبلك.
اختر الدروب الوعرة.. ومهدها بأقدامك وإقدامك.
تحمّل مخاطر الطريق الموحشة..
وازرع أطرافها بنصوصك المدهشة.
غدا ً سيقولون: هذا طريقه.. وتلك طريقته!
(و)
أبناء المجتمعات التقليدية والمحافظة جداً.. هم أبناء الأعراف والتقاليد، والنماذج الاجتماعية الجاهزة، والمُقدسة رغم أخطائها وسذاجتها.. تمضي نصف أعمارهم ما بين محاولات التحرر من هذه القيود المتوارثة.. وما بين الحروب مع حراس التقليدية.
مع مرور الزمن يتحولون إلى «حراس جدد» بطبعة مختلفة.. أو أنهم – ودون شعور منهم – يكونون وقوداً لآلة التقليدية لتستمر بالحركة!
أسوأ ما تواجهه أي فكرة تقليدية هو أن يأتي خصمها من داخلها!
(ز)
لن تكون مفكراً: بإعادة «تدوير» أفكار الآخرين، وقيامك بتصديرها لنا مرة أخرى.. بل بالتصادم مع أفكار الآخرين، وصناعة فكرة جديدة.. ومربكة!
أي فكرة لا تستطيع أن تهز قناعاتي تجاه الأشياء، وتجعلني أرى العالم بشكل مختلف.. هي فكرة ميتة!

منصور الغايب
09-10-2010, 10:13
(1)
مشغول بقضاياك الصغيرة، وأشيائك اليومية؟
مشغول برغيف الخبز، ومصاريف الأولاد، وسفلتة وإنارة الشارع الذي يمر أمام بيتك؟.. لا بأس.. حتى الناس في « غزة » تشغلهم مثل هذه الأشياء -أو شبيهة لها- ويستطيعون رغم كل الحصار المفروض عليهم أن يتدبروا أمرهم، ويوفروا بعض ما يجب توفيره.. يأكلون الزعتر والزيتون.. ويقاومون.
وماذا بعد؟.. هل يمنعك هذا من أن تنشغل -ولو قليلًا - بقضاياك الكبرى.. ومنها: فلسطين؟.. هل نسيت فلسطين؟!
سيقول لك صوت ما: « وما شأني أنا »؟
قل له: ولماذا يكون شأن رجل شريف أو امرأة شريفة من الغرب، ولا يكون شأنك يا ابن العم؟!
سيقول لك الصوت ليربكك: « تقصد جورج غلاوي؟.. هذا رجل يبحث عن الأضواء والمكاسب السياسية».
لا تجادله.. وقل له: لا أقصده -وإن كنت أحترمه أكثر منك- بل أقصد أناسا بسطاء مثلك.. أقصد « راشيل كوري» -وأمثالها كثيرون- تلك الشابة التي ماتت تحت جرافة إسرائيلية وهي تحاول أن تمنعها من هدم بيت فلسطيني.
لحظتها.. اذهب للمرآة، وانظر إلى وجهك، و « افتل شواربك» واعترف: أن هذه المرأة « أرجل» منك ألف مرة !
(2)
من أنت؟
اخرج من الهويات الصغرى -تلك التي يدفعك لها زمن الهزيمة- وانزع ثياب الهويات الضيقة: المذهبية / القبلية / القطرية.. حتى تصل إلى جلدك!
وفي المقابل.. دع عنك كل هذا الضجيج العالمي الذي يريد أن يمسخك ويجعلك كائنا « معولم» بلا هوية واضحة..
ستكتشف أنك وببساطة تمتلك هوية واضحة: عربي.
(3)
فلسطين: أرضك.
وأهل فلسطين: أهلك وعزوتك و « القرابة».
وعار عليك أن يأتي « متضامن » من أقصى الأرض يدفع دمه وماله ليتضامن معهم.. وأنت تتفرج على المشهد وكأنه لا يعنيك!
كل هذا الفضاء الالكتروني مفتوح أمامك ولم تكتب سطرًا واحدًا لها.. أو عنها!
كل هذه الثرثرة التي تملأ بها « تويتر» و « الفيسبوك » والمدونات والمنتديات..تملأها بالأشياء التافهة.. وتنسى ولو لمرة واحدة أن تتذكر « فلسطين »!
بل أنك سمحت لخصومها أن يشوّهوا الصورة أمامك.. وأحيانًا تنساق وراءهم بسذاجة!.. لا تصدق هذا الذي يدّعي «الليبرالية» وهو يقف بجانب الجلاد ضد الضحية.. لا تصدق هذا الاسم المستعار -الذي يكتب معك في منتداك الالكتروني- والذي يعمل بحماسة ليلخبط روحك وانتماءاتك.. فأنت لا تعلم من أي وزارة خارجية أو جهاز مخابرات أتى!!
(4)
سيأتي من يقول لك: هذا خطاب تراثي تجاوزه الزمن.
قل له: نصف خطابات التراث أجمل وأشرف من هذا الخطاب المعاصر المشبوه!
سيقول لك أحدهم: هذا كلام عاطفي.
قل له: هذا كلام العقل والعاطفة.. فمن يقبل أن يغتصب بيت أخيه وهو يتفرج.. سيأتي يوم يغتصب فيه بيته دون أن يحرك ساكنا.. أو يسكن متحركا!
(5)
ما الذي حدث لك؟
خلال العقدين الماضيين أصبحت ترى جثة الطفل الفلسطيني وتسمع صراخ العجوز وتضغط على أزرار الريموت كنترول للبحث عن برنامج ترفيهي أو لمتابعة مسلسلك المفضل؟
أصبحت لا تتذكر فلسطين إلا عند إبادة المئات من أهلها عبر «أكشن» تلفزيوني تبثه القنوات الإخبارية؟!
ما الذي حدث لك؟.. من الذي شوّهك بهذا الشكل؟
هل هم الساسة؟.. هل هو الإعلام؟.. هل هي مخططات طويلة الأمد أوصلتنا إلى منطقة البلادة واللامبالاة؟!.. هل هي كذبة «أوسلو» وبقية الأكاذيب التي تطلقها المهرجانات السياسية برعاية البيت الأبيض؟.. هل هي تلك العبارات المراوغة «الفلسطينيون اختاروا السلام.. الفلسطينيون يتفاوضون.. الفلسطينيون يوقّعون».. والحقيقة أن هؤلاء « الفلسطينيون» ثلاثة.. أو عشرة أشخاص.. والملايين ما يزالون يقاومون.. ويُحاصَرون.. ويتعرضون للإبادة اليومية بكافة الأشكال.
لا تجعل نشرات الأخبار تخدعك !
(6)
فلسطين ليست « فصيلا » يقاتل « فصيلا آخر » للبحث عن السلطة وما تجلبه من مكاسب.
فلسطين ليست ثلاثة من الساسة الذين تكرههم ، يذهبون إلى مؤتمر ليوقّعوا على المزيد من التنازلات.
فلسطين: قضيتك المركزية.
فلسطين: أغنيتك الخالدة التي لا تموت مهما سيطر الإيقاع الغربي على مقامات الغناء العربي.
فلسطين: المسجد الأقصى الذي تعادل الصلاة فيه خمسمائة صلاة.. ألم تحلم بالصلاة هناك؟.. ألم تراودك نفسك بهذا الحلم الجميل؟
فلسطين: الذاكرة.. ومن ينسها فقد أصابه «خرف» في الشرف والانتماء!
فلسطين: عشرات الآلاف من الشهداء.. ومئات الآلاف الذين ينتظرون دورهم.
فلسطين: خندقنا الأول -الذي لم يسقط حتى الآن- وما يزال يقاتل عدونا الواحد.
فلسطين: صلاة تعادل خمسمائة صلاة .
(7)
كنت، وما زلت، وسأظل أؤمن أن إسرائيل ورم سرطاني يجب استئصاله.. هي شيء عابر وطارئ.. أو مؤقت.. هي بالضبط مثل نبتة غريبة جلبت من مكان بعيد لتُزرع في أرض مختلفة وطقس مختلف.. جلبوا لها أفضل أنواع الأسمدة الكيماوية.. وأفضل مهندسي الزراعة بالغرب.. ودعموها بأجود أنواع مياه الري مع أفضل وأحدث الأدوات الزراعية.. والنتيجة: نبتة ميتة.. أو في أفضل الأحوال مشوّهة ولا مستقبل لها.. و « الإسرائيلي» في داخل أعماقه يؤمن بهذا: الحرب ستأكله، واللا سلام سيأكله أكثر!
لهذا لا يزال الإسرائيلي يحتفظ بألبوم صوره الذي جلبه من «بولندا » وعنوانه القديم..
والآخر لم يبع شقته في « روسيا » حتى الآن!
والثالث ما يزال يحتفظ -في مكان آمن- بهويته القديمة للبلد الذي أتى منه.
إسرائيل: نبتة مشوّهة.. شبه ميّتة.
فلسطين: شجرة الزيتون.
وستظل هذه الشجرة قائمة على أرضها طالما أن هنالك عجوزا تشعل نار تنّورها لتطعم أولادها الخبز والمقاومة.
وطالما أن هنالك امرأة تقدم ثلاثة شهداء من أولادها وتنجب بدلا منهم سبعة.
وطالما أن هنالك كهلا طاعنا بالسن والحزن ، ما يزال يحتفظ بمفتاح بيته القديم.
وطالما أن هنالك رجلا وامرأة يصرّان كل أسبوع أن يصليا الجمعة في المسجد الأقصى.
ستظل فلسطين الثابتة.. وستذهب إسرائيل الطارئة.

منصور الغايب
11-10-2010, 10:38
في أمريكا، ومع توقيت توزيع جوائز الأوسكار العالمية لأفضل الممثلين، وبقية المهن التي تدخل في صناعة السينما من إخراج، ومونتاج، وتصوير، وإنتاج، وإضاءة... إلى آخر الأشياء والإبداعات التي تدخل في صناعة الأفلام، يأتي مهرجان آخر على النقيض تمامًا يوزع الجوائز لأسوأ ممثل وأسوأ فيلم وأسوأ مخرج.. وهكذا. تخيلوا (مجرد خيال) أن لدينا مهرجانًا محليًا مشابهًا لمهرجان الأسوأ: نرشح فيه أسوأ وزارة، وأسوأ إدارة، وأسوأ هيئة وطنية، وأسوأ أمين أمانة، وأسوأ جامعة، وأسوأ مشروع، وأسوأ تصريح لمسؤول خلال هذا العام، وأسوأ قرار، وأسوأ... أي شيء يخطر على بالك!
أظن -والله أعلم- أنه ستكون هناك منافسة شديدة في الفئات كافة، وإن كانت هوليوود تكتفي عند كل فئة بخمسة مرشحين للحصول على الجائزة.. فلدينا الأمر سيختلف لتتجاوز كل فئة أكثر من عشرة مرشحين لنيل الجائزة!
وسيحتار “النقاد” كثيرًا خلال فرز السيئ، والأسوأ، والسيئ جدًا، وبالغ السوء!
بل انك ستجد وزارات تفعل مثلما فعل فيلم التايتنك أو القلب الشجاع و“تكحش” كل الجوائز لوحدها.. وسيكتب على واجهة مبناها وفي أوراقها الرسمية عبارة مثل “حائزة على ثماني جوائز أوسكار”:
ـ جائزة الأوسكار لأسوأ وزارة/ إخراج وتمثيل.
ـ جائزة الأوسكار لأسوأ مشروع/ إنتاج.
ـ جائزة الأوسكار لأسوأ تصريح/ سيناريو.
ـ جائزة الأوسكار لأسوأ زيارة “مفاجئة”/ موسيقى تصويرية.. وستحجب الجائزة لأن الموسيقى حرام.
(2)
هذه بعض الأسماء التي يرى النقاد وبعض المراقبين أنها مرشحة وبقوة
للحصول على بعض الجوائز:
هيئة الاستثمار، وزارة الصحة، مطار الملك عبدالعزيز، وزارة الخدمة المدنية، أمانة جدة، وزارة التربية والتعليم، الخطوط السعودية، تصريح رئيس حماية المستهلك، القطار والملعب، ساهر، وزارة المياه والكهرباء، جامعة الملك سعود... والقائمة تطول، والتنافس على أشده!
(3)
قبل الانترنت والمواقع الالكترونية للصحف كان يكتفي القارئ بدوره كمتلقٍ فقط.. الآن القارئ شريك في كتابة النص (خاصة إذا كان يعنى بأمور حياته اليومية) ويستطيع بتداخله وتعليقه ونقله للمقالة أن يجعلها مؤثرة أكثر. فلنفترض عزيزي القارئ أن هذه المسابقة “الأوسكار المحلي” تفعل مثل بعض المسابقات الأخرى وتفتح المجال للتصويت.. لمن سيذهب صوتك؟
أمامك خياران:
اما أن تحرك “صوتك” ليؤثر بالنتيجة.. ويفوز مرشحك المفضل / أقصد الأسوأ!
أو أن تفوز أنت بأوسكار أسوأ كومبارس!
رغم أنني لا أذكر أي “كومبارس” في التاريخ حصل على جائزة.. حتى جائزة السوء..
الجوائز لا تذهب إلا لأصحاب الأدوار الرئيسية!

منصور الغايب
13-10-2010, 07:56
(أ) أشياء بسيطة من الممكن أن تمنحك الكثير
دون أن تكلفك أي شيء.. منها:
ـ أن تبتسم في وجوه الناس.
(ب) هناك عبارة حكيمة تقول: «إن الحكومة الجائرة خير من الفوضى»
أرجو ألا تقع هذه العبارة في يد حاكم غير حكيم!
(ج) قبل أن تلعن هذا الطابور غير المنظم، تذكر أنك واقف في منتصفه، وأنك جزء من فوضاه.
قبل أن تشتكي من هذا الموظف.. تذكر أنه في مكتبك في هذه اللحظة مراجع ينتظر عودتك!
قبل أن تلعن «المرتشي».. تذكر أن الحديث لعن «الراشي» قبله.
قبل أن تتذمر من هذا الشارع (وأخلاقه وتصرفاته) تذكر أنك من سكانه!
(د) قال متذمرًا:
ألا ترى أن أنصاف الموهوبين يخطفون الأضواء؟
قلت له:
الألعاب النارية - مهما كانت باهرة ومضيئة - لحظات وتنطفئ.
وحدها النجوم الحقيقية تبقى مضيئة في السماء.
(هـ) كانت تعزف على البيانو..
وكنت طوال الوقت أحاول أن أعرف من أين تنبعث الموسيقى:
ـ من أصابع البيانو، أم من أصابعها؟!
(و) أكبر خطأ في التربية أن نحاول تحقيق أحلامنا عبر أولادنا
الصواب: أن نحاول اكتشاف أحلامهم ونساعدهم على تحقيقها.
(ز) فـاكهـة مجففـة:
ـ «العتب: صابون القلوب».. ولكن لا تـُكثر من استعماله..
لأنه يسبب الجفاف وتشقق الروح!
ـ كثير من الناس لا يبحثون عن الحقيقة.. قدر بحثهم
عن «الكذبة» التي تسعدهم وتشعرهم بالرضا.

منصور الغايب
17-10-2010, 11:26
كتبت سابقًا : اعتدنا -أو عوّدنا الإعلام العربي - على أن أخبار الفضائح هي الأكثر رواجًا.. وأن الكاتب الشجاع هو الذي يبحث عن (أخطاء) المسؤولين، ولا يبحث عمّا يفعلونه من (صواب).. لأن القارئ -في هذه اللحظة التي سيكتب الكاتب فيها عن حسناتهم- سيشكك في نزاهته وجرأته، كأن مهمة الكاتب الأهم هي: فضح وشتم وهجاء من يستحقون الهجاء.. فقط، وأنه (لا يليق) بالكاتب المحترم: مدح من يستحقون المديح لأن هذا سيخلق له شبهة ما!
أقول هذا الكلام وأنا أرى شركة وطنية ضخمة مثل شركة الاتصالات السعودية تقوم بعمل اجتماعي رائع -وتسنّ سنة حسنة لبقية الشركات الضخمة- وذلك عندما قررت التبرع بأكثر من 100 مليون ريال لبناء عدة مراكز صحية في مختلف أنحاء البلاد.
ألا تستحق الاتصالات السعودية -عندما تبادر بمثل هذا العمل الرائع- أن نقول لها: شكراً؟
والسؤال الأهم:
متى نسمع عن مشاريع مماثلة لشركات ضخمة مثل: أرامكو ـ بن لادن ـ سابك ـ سعودي أوجيه ـ والبنوك.. وبقية المؤسسات والشركات الضخمة صاحبة المليارات العابرة للقارات؟!
لا نريد أن نظلمهم:
ـ هناك من بينهم من تبرّع لبناء المساكن في أمريكا لمن تضرر من إعصار كاترينا!
ـ وهناك من ذهبت تبرعاته لطرابلس وصيدا (يا دليّ ما ألطفهن)!
ـ وهناك من قام بسفلتة شوارع حضرموت ونسي أن يتبرع ولو بنافورة لأحد شوارع جدة!
وكل هؤلاء أتت أموالهم من قلب هذه الأرض، ومن الفرص التي منحتها لهم هذه الأرض، ونسوا أن أهل هذه الأرض لهم حق -ولو بجزء بسيط- من زكواتهم المليارية.
طبعا هؤلاء لم يسمعوا بمركز « الهلالية» في الوسطى ولا « العويقيلة » في الشمال.. تلك التي يسافر أهلها 300 كيلومتر ذهابا إيابا لتلقي العلاج.. الاتصالات السعودية سمعت بهم: بالأمس افتتحت مركزها الصحي في « الهلالية» وغدا تفتتح مركزا آخر في « العويقيلة» وقريبا تتجه جنوبا وشرقا وغربا لتفتتح المزيد من المراكز عبر برنامجها الرائع « برنامج الوفاء الصحي» .. ألا تستحق بعد هذا أن نقول لها : « شكرا » .. شكرا كبيرة بحجم هذه البلاد.
* أما بعد:
كل الكلام المكتوب أعلاه لا يلغي حقيقة أن هنالك شيئا اسمه أجهزة دولة من مهامها الأساسية توفير العلاج والتعليم -وأشياء أخرى للمواطن- ولكن.. هذا حديث آخر!

منصور الغايب
18-10-2010, 08:58
يحكى أن أحد المواطنين كان يتمشى (في أمان الله) فوجد فانوسًا قديمًا ملقى على الأرض، فأخذه ومسح التراب عنه.. لحظتها خرج له الجني قائلًا (على طريقة المسلسلات المصرية القديمة): شبيك لبيك.. خادم المصباح بين يديك
نظر له المواطن باستهزاء وقال له ساخرًا: أستغفر الله.. هالحين ضاقت عليك يوم تسكن بفانوس!
قال الجني بامتعاض: يعني وين تبيني أسكن؟.. الاجارات نار.. والصندوق العقاري مقدم عليه من عشرين سنة.. ولسه أنتظر دوري!
قال المواطن بيأس: وأنا اللي فرحان إني لقيتك.. أجل “شبيك لبيك” على أيش؟!
قال الجني: خليها على الله.. يا إنسي.. إلى هذا اليوم أبحث عن أي وظيفة لولدي العاطل.. وأمي سيدة من سيدات الجان مريضة منذ عام ولم أترك أحدًا من طحاطيح الجان إلا وتوسطت به لنقلها لإحدى المستشفيات الكبيرة.. ولكن.. دائما الإجابة “لا يوجد سرير”!
قال المواطن: شكلك ما تنفع مع وزارة الصحة.. ممكن أرسلك لوزارة التربية والتعليم؟
قال الجني: الله يخليك.. بلاش إحراج.. شف لي وزير وبس.. وزير وأمير مرة وحده هذي صعبة.
قال المواطن: طيب.. تقدر تتدخل وترخص سعر الطماطم؟
قال الجني: ممكن.. لكن رئيس جمعية حماية المستهلك مسافر في انتداب إلى جزر فيجي.. أرسله خلف الحربي يشوف أسعار الكوسة هناك!
قال المواطن: والله منت بسهل.
قال الجني بزهو بعد أن استعاد ثقته بنفسه: ولو؟
قال المواطن: يعني كم طلب أطلب؟
قال الجني: زي كل القصص الخرافية اللي زي قصتنا.. لك ثلاثة طلبات
قال المواطن: خير.. خير..
وأخذ المواطن الإنسي يعدد طلباته / أحلامه:
- أريد حرية تعبير مكفولة للجميع من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين.
- أريد أن تتم محاسبة كل مسؤول يخطئ أو يقصّر بعمله.
- أريد مجلس شورى لنا رأي فيه، وحربًا حقيقية ضد الفساد، وقضاء نزيهًا، و...
صرخ الجني: لحظة.. لحظة..
قال المواطن: ليه؟.. كثـّرت الطلبات؟!
قال الجني: لا.. تجاوزت كل الخطوط، وطلباتك حمراء فاقع لونها!
قال المواطن: أقول “وش ترجع”؟.. من أي الجان أنت؟
قال الجني: سعودي طال عمرك.. إلا ما ألقى عندك خمسمية ريال سلف لآخر الشهر؟
ولحظتها عاد الجني إلى فانوسه وهو يغني مع عبدالحليم: طريقك مسدود .. مسدود .. مسدود!
وتوته توته.. خلصت الحدوته.

منصور الغايب
20-10-2010, 07:57
للأفكار الرائعة أجنحة، تجعلها تُحلّق في كل السماوات
وتغرّد على شبابيك البيوت المغلقة.
لن يستطيع كل هواة «القنص» اصطيادها.. أو قتلها !
(أ)
الماء والهواء: أرخص الأشياء على هذا الكوكب.. وأغلاها أيضا.
فكروا بأنفسكم.. تلفتوا حولكم.. ستكتشفوا أن لديكم الكثير من الأشياء الثمينة التي تظنون أنها رخيصة.. ولكنها غالية جدا.
مشكلتنا أننا لا ننتبه - ولا نحتفي - بالأشياء التي بين أيدينا..
لأننا مشغولون بالأشياء التي بين أيدي الآخرين !
(ب)
الذي حدث وبكل بساطة:
أن ساعة المنبه لم تعمل في ذلك الصباح
ففاتته الرحلة في الطائرة التي انفجرت بعد
إقلاعها بدقائق..
- هل أخطأه الموت؟
- لا.. أصابته الحياة!
(ج)
اللون الرمادي: لونٌ بلا لون!
كل لون له موقف..
وحده «الرمادي» بلا موقف..
هو: لون جبان .. يدّعي بأنه: لون محايد !
اختر لونك الواضح..
حتى تراك الحياة بشكل جيّد..
و.. دع عنك «الحياد» الكاذب!
(د)
أن تكذب على طفل ثيابه مُتسخة، وتقول: «الله.. ما أجمل ثيابك» أفضل ألف مرة من أن تكون صادقا ً معه.
وكذلك الأمر مع المرأة !
(هـ)
يُقال: (بنات أفكاره)..
ألا يوجد لأفكاره (أبناء) أيضاً؟
هل «الفكرة» أنثى؟.. أنا أراها كذلك..
لأنها كل مساء تراودني عن نفسها!
(و)
يُبدل أفكاره ومواقفه مثلما يُبدل أحذيته.. لهذا يمشي برأس حافِِ!.
(ز)
لا تحاكموا التفاحة الفاسدة.. وتنسوا: الشجرة التي أثمرتها!

منصور الغايب
23-10-2010, 11:05
(1)
طبيعي جدًا: أن يتصل عليك أحد المعارف من الذين يظنون أنهم “يمونون” عليك (حتى وإن كان توقيت الاتصال متأخرًا) ليسألك عن مسألة ثقافية هامة، وذلك لفرط ثقته بك وبمعرفتك.
غير الطبيعي أن يكون السؤال من نوعية: من الذي غنى “القوس قوسك والسهام سهامك” قبل الآخر.. عبدالمجيد عبدالله أم عيضة المنهالي.. ومن هو صاحب الأغنية الأساسي؟!
ولأن السؤال يُعنى بشأن ثقافي عظيم.. فعليك أن تبتكر له إجابة بهذا الشكل:
(أخبرني عبدالله بالخير أنها في الأصل تعود لشعبان عبدالرحيم والاثنين سطوا عليها)
وذلك في محاولة أخيرة منك للقضاء على آخر جينات الوعي في رأسه.. الفارغ أصلًا!
(2)
طبيعي جدًا أن يأتي أي مسؤول علاقات عامة في أي وزارة ليبرر لك خطأ وزارته ويحوله -بقدرة قادر- إلى صواب.
غير الطبيعي: أنه لا يزال هنالك مواطن يُصدق تصريحات مسؤولي العلاقات العامة!
(3)
طبيعي جدًا: أن تتحدث صحافتنا عن الثمرة الفاسدة.
طبيعي “نوعا ما”: أن تتحدث عن الشجرة الفاسدة.
غير الطبيعي: أن تتحدث عن البذرة الفاسدة.
(4)
طبيعي جدًا: ألّا يحب القارئ ما تكتبه.. أو يختلف معه.. أو يرفضه ويرفضك.
غير الطبيعي: هي محاولاته الدؤوبة لتحويلك إلى فقرة في برنامج “ما يطلبه القراء”!
(5)
طبيعي جدًا: أن يجتمع الناس حول “الضجيج”.
غير الطبيعي: أن يُصنع “الضجيج الوهمي” باحترافية عالية -وعلى أيدي خبراء- ويصدقه الناس.. ويجتمعون حوله!
(6)
طبيعي جدًا: أن كل مرحلة تنتج “نجومها” المزيفة.
غير الطبيعي: أن تنتهي هذه المرحلة ولا تنطفئ هذه النجوم!
(7)
طبيعي جدًا: أن أكتب مثل هذا المقال.
غير الطبيعي: أن يُمنع من النشر..
فأنا لم أتحدث عن البذرة الفاسدة بشكل يدعو للقلق!
ولم أسمي أسماء “النجوم” المزيفة.
ولم أؤشر إلى مصدر “الضجيج الوهمي” أو جهته.. ولم أحدد أشكاله المتعددة!.

منصور الغايب
25-10-2010, 14:08
عبر جولة صغيرة في الفضاء الإلكتروني اكتشفتُ أن القرّاء في الإنترنت خلطوا بين “جنيي المنتف”، والوارد ذكره في مقالة (مواطن.. وجني)، وبين الجني “النصّاب”، والذي تلبّس القاضي “الشريف”! رغم أنني أخرجتُ “جنيي” من فانوسه قبل أن يُخرج الراقي الجني من القاضي.. ويا لها من مصادفة تاريخية، جعلت أخبار الجن تتسيّد المشهد المحلي! (المشهد بكافة أبطاله بحاجة إلى الذهاب لأقرب عيادة نفسية)؛ لهذا.. لا بد من توضيح التالي؛ لكي لا يختلط عليكم الأمر بين الجنيين :
(1)
جنيي منتف وطفران.
جني القضاء يوجد في رصيده عشرات الملايين.
(2)
جنيي ساكن فانوس.
جني القضاء ساكن قاضٍ فخم.
وهناك احتمال أن لديه الكثير من “المساكن” الفخمة في البلد!
(3)
جنيي إذا فكر “يتلبّس” إنسيًّا.. فأكبر طموحاته مواطن مرتبة رابعة.
جني القضاء لا يقبل أقل من المرتبة العاشرة!
(4)
جنيي إذا تنحنح، وشد حيله، وتشيطن.. أكثر ما يفعله: فكرة مقالة جديدة / قصة قصيرة / سطر من الشعر..
جني القضاء شيطنة صغيرة منه تجلب إلى حسابك عشرات الملايين.
(5)
من هذا المنبر أدعو كل المخلصين لاستقدام مئات الآلاف من “الرقاة” وذلك ليقرؤوا على البلد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن الساحل الشرقي حتى الساحل الغربي.. ويا إلهي على “الجن اللي يبون يطلعون”.. ستكتشف فجأة أنك في (حفلة زار)!!
(6)
تحاول أن تسخر.. وتكتشف أن الواقع أكثر سخرية!
ما يحدث عندنا / لنا / فينا هو أشبه بكوميديا سوداء.. ضاحكة حد البكاء.
* تنبيه لمن يهمه الأمر:
عند كتابتي لهذا المقال “تلبّسني” جنيٌّ أصفهانيٌّ، أخواله من موزنبيق، وقام بمشاركتي بالكتابة، ولست مسؤولاً عن أي فقرة خارجة عن النص! لذا وجب التنويه

منصور الغايب
27-10-2010, 18:18
(أ)
الانتصارات تمنحك البهجة.
الهزائم تمنحك الحكمة.
البهجة لحظات وتنطفئ.
الحكمة تضيء إلى الأبد.
(ب)
بعض الأشياء.. اقترابك منها يجعلك تراها بوضوح.
وبعض الأشياء.. ابتعد عنها لكي تراها بشكل أوضح!
(ج)
اللمسة – أحياناً – تقول أكثر مما تقوله الهمسة.
*****
عند المصافحة:
لا تجعل أصابعك تثرثر أكثر من اللازم!
*****
هناك أصابع سيئة ترتكب الحركات البذيئة.
وهناك أصابع رائعة تبتكر اللمسة الساحرة.
وهناك أصابع نبيلة تمسح على رأس اليتيم.
وهناك أصابع عاشقة تتسلل إلى كل الأماكن الخفيّة
(برشاقة وخفة اللص الظريف) لتزرع في كل خليّة
بستانًا من العنب.
*****
النار: حجر يلمس حجر
الماء: غيمة تلمس غيمة.
(د)
ستقول لنفسك مبرراً تخاذلك:
أنا لم أجلب هذه البذور الفاسدة.
أنا لم أشارك في زراعة هذه الشجرة الفاسدة.
أنا لم أعمل في حراسة هذا البستان الفاسد.
وسيقول لك التاريخ:
أنت لم تشارك في نزع هذه الشجرة الفاسدة.
أنت لم تنبه الناس لكي لا يتناولوا فاكهتها الفاسدة.
أنت مثل الشجرة.. «فاسد» بشكل ما !
(هـ)
عندما ضحكت يا سيدتي في تلك الحفلة..
ارتبك « فني الإضاءة»..
ولم يستطع أن يتحكم بالضوء الذي غمر القاعة!
(و)
كل الفنون تحلم أن تصل إلى الموسيقى.
كل الكلمات تحلم أن تتحول إلى شعر.
(ز)
بعض المشاعر لا تُقال.. وإذا حاولنا أن نقولها.. قتلناها !
أو على أقل تقدير: نقوم بتشويهها، لأننا مهما امتلكنا من اللغة
لا نستطيع الوصول إليها

منصور الغايب
06-11-2010, 11:16
الكاتب القدير محمد الرطيات متوقف حاليا عن الكتابة في صحيفة المدينة ...


وقد جلبت لكم بعض قديمه .. من موقعه الشخصي ...


.
.
.




(1)


وكل مسألة فيها قولان .. إلا " هليّل " !
فعندما يأتي ذكره ، تسمع ألف قول وقول .
نسبه ؟.. هناك من يقول أنه من قبيلة لا شأن لها بين القبائل ، وهناك من يقول أنه أتى نتيجة علاقة آثمة ، وهناك من يقول أنه من بقايا " الأرمن " الذين نجوا من مذابح " الأتراك " ، وهناك من يبتكر رواية رابعة لا تقلّ في الخيال و الحبكة والاثارة عن الروايات السابقة !
تنظر إليه ، وتـُصيبك الحيرة : هل هو أبيض أم أسود ؟!
نغمة صوته تقول لك أنه أسود ، وكذلك شكل الشفتين . بقية التفاصيل في ملامح وجهه تقول أنه أبيض ، لونه يقف ما بين اللونين !
عمره ؟.. هناك من يقول أنه بعمر مدينتنا الصغيرة ، وهناك من يُقسم بأنه أكبر منها قليلا !
الأكيد أننا ولدنا وهو موجود ، وعندما نسأل من سبقونا من " الشيبان " الأكبر سنا ً ، يقولون لنا :
نذكر وجوده بيننا .. ولكننا لا نتذكـّر من أين أتى ومتى أتى !


ما يزال الناس يتذكرون بعض " أقواله " وكأنها نبؤات ، أو عبارات لحكيم :
" باكر تجيكم عاصفة من غرب ، اللي مات يحمد ربه ، والحي يتمنى لو أنه ما أنولد ! "
أستعادت الناس عبارته تلك قبل فترة ، عندما هاجت الصحراء على أطراف مدينتنا ، وأصابتها نوبة من نوبات الغضب . يرددون هذا القول وهم يضحكون في العلن ، وكأنهم يسخرون من العبارة وصاحبها، ولكنهم مرعوبون في السر ، ويدعون الله بهمس أن لا تكون تلك " عاصفة هليّل " !
وهذا ما حدث عند الحرب على العراق ، أستعادوا عبارته التي يقول فيها :
" شقر الشعور ، زرق العيون ، باكر يجون ! "
وكم من مرة يسيّسون ما يقوله " هليّل " ، وكم من حادثة يحورونها قليلا ً لكي تكون ملائمة لإحدى عباراته .


كان يدخل البيوت ( حتى تلك المحافظة جدا ً ) دون أستئذان ، والنساء اللواتي لا يكشفن وجوههن للغرباء .. يكشفن أمام " هليّل " كأنه أحد الأقارب !
يمازحهن ، ويغني لهن بعض الأبيات من قصيدة عاميّة ( يُقال أنها له ، ويُقال أنها كُتبت في حبيبة سريّة لا يعرفها أحد ) بل أنه يتجاوز أحيانا ً ويقول لهن ما هو فاحش من الشعر ، وقبل أن تأتي ردة فعلهن الغاضبة لجرأته ، يلتفت إلى الصغار ويصرخ " فررررر" .. ويقوم بلف شماغه الممزق من جهة الأذنين على شكل اذان ذئب ، ويطاردهم في باحة المنزل ، ويقوم ببعض الحركات الضاحكة التي تُضحك الاطفال ... والنساء أيضا ، واللواتي وسط ضجيج المشهد والمرح ينسين ما قاله قبل قليل في قصيدته عن : النهد والخصر والضم في ليالي الشتاء الباردة !
طبعا ً .. لا يخرج إلا بعد أن يتناول الغداء مع أهل البيت ، وذلك بأصرار من " الرجال " عندما يعلمون بوجوده ، بالأضافة إلى حصوله على كيس يحتوي على بعض المعلبات والخبز ، وكيس آخر فيه بعض الملابس .. ويقبل أي شيء من الملابس ولأي موسم .. عدا الاحذية فهو لا يقبلها ، ويفضّل أن يمشي حافيا ً .


عندما نلتقي معه في الشارع ، وذلك بعد خروجه من أحد المنازل ، نسأله عن أبنتهم الحسناء " هل رأيتها " ؟.. " وش كانت لابسه " ؟.. " هي حلوة يا هليّل " ؟.. كان يغضب من أسئلتنا ، فهو يرفض أن يتحدث عن نساء أي بيت يدخله ، وكنا نعرف كيف نطفيء هذا الغضب ، ونستر أنفسنا لكي لا يفضحنا أمام أحد أخوتها .. وذلك بــ "خمسة ريالات " .. وما أسوأ حظك إن لم يكن لديك ورقة نقدية من فئة " الخمس ريالات " .. سيصرخ بأعلى صوته بأنك بخيل بالاضافة إلى بعض الصفات السيئة الاخرى .
كنا نسمـّيها " خمسة الازمات " وأحيانا ً " خمسة هليّل " .. نضعها في جيوبنا أحتياطا ً ، فمن الممكن أن نلتقي به في أي شارع و يطلب : " هات خمسة ريال "... تريد أن تعطيه " عشرة " ، أو " خمسين " ، او حتى " مائة " حتى تسلم من الفضيحة .. ولكنه لا يقبل !.. أما " خمسة " ، أو الفضيحة !
حتى أصحاب البقالات عندما يأتي " هليّل " إليهم .. من الممكن أن يأخذ ما سعره أكثر من خمسة بخمسة ريالات فقط .. لأنه دائما ً ما يحدث العكس أيضا ً فيأخذ ما قيمته أقل من خمسة ولا يقبل أن يأخذ الباقي .. كأن محفظته المهترئة والصغيرة لم تـُصنع إلا لحمل الخمسات !


يحكون عنه بعض الحكايات الخرافية ..
فهناك من يقول أنه شاهده في إحدى الليالي على أطراف المدينة ، في الصحراء ، حوله الكثير من النيران المشتعلة ، وأنه سمع أصوات أناس لا يراهم ، وكان " هليّل " وحده يغني ويرقص .. وتُروى مرة أخرى مع أضافة سماع أصوات الطبول !
ويحدث أن شخصين يرويان أنهما شاهداه في مكانين مختلفين في نفس الوقت !
وأصحاب هذه الروايات ، هم في الغالب من يروّج لنظرية أن " هليّل " جني .. وليس أنسي !


(2)


" هليّل " مات ..
ومدينتنا أصبحت بلا طعم بغيابه .
بل أن كل مدينة لا يُوجد فيها " هليّل " هي مدينة ناقصة .


(3)


حتى هذا اليوم – وبعد سنوات من موته – هناك من يقول أنه رآه البارحة !


محمد الرطيان

منصور الغايب
20-11-2010, 10:40
(1)
«شايفين الهنا اللي إحنا فيه؟!»
جلد وسجن صحفي سعودي.. والتهمة:
كشفه لأحد الأسرار القومية الخطيرة للبلد، وتسريبها للرأي العام العالمي..
والسر هو: انقطاع الكهرباء المتكرر عن بلدته!
أقول يا زميل: احمد ربك اللي ما شنقوك، أو على الأقل مؤبد!.. فيه أحد يصل به التهور إلى هذه الدرجة التي تجعله يقول مثل هذا الكلام الخطير وغير المسؤول؟.. عليك أن تلتزم بالأخلاق الكهربائية.
(2)
مثل هذا الخبر ستجده في صحف العالم في صفحة الطرائف والغرائب والعجائب. وفي الفترة الأخيرة لا يفوت أسبوع إلاّ ونأخذ موقعنا المناسب في مثل هذه الصفحات، لندهش العالم بأخبارنا العجيبة.. والتي تجعل أي متابع يسأل: «هذولا وين عايشين»؟!
(3)
قبل هذا الخبر، ومع أحكام الجلد، كنت أتساءل:
ما هي الأداة المستخدمة لجلد المواطن؟
هل هي العصا.. أم السوط؟
ولأن القضاء تطور، فأظن أنه في مثل هذه القضية الكهربائية، ستكون أداة الجلد: سلك كهرباء من القياس المتوسط. وعندها لا بد من ربط المواطن في «عامود كهرباء» عند جلده!
(4)
في السابق كنا نتحسس رؤوسنا بحثًا عن فكرة جديدة لنكتب عنها.
الآن -الإعلامي السعودي- يتحسس ظهره خوفًا من 50 جلدة قادمة لا يعرف سببها.
وسنبدأ بمراجعة ما كتبناه سابقًا:
فمَن كتب عن الخدمات الصحية سيُجلد بسماعة الطبيب، ومَن كتب عن الطيران المدني سيُجلد بـ«حزام» أتخن مضيف جوي، ومَن كتب عن هيئة الاستثمار سيُجلد بـ 50 تصريحًا يرفع الضغط بعد أن يربط بعامود خرسانة أسمنتية هو الوحيد الذي تم إنجازه من مدينة اقتصادية تحت الإنشاء!
وبهذا الشكل يتطوّر القضاء السعودي، وتتطور أحكامه.. وأدوات جلده!
(5)
يا وزارة العدل.. يا سادة يا كرام:
لماذا هذا الإصرار على أحكام «الجلد» في أي قضية مهما كانت تافهة وصغيرة، وفي غير حدود الله؟ ألا ترون بأن «جلد» إنسان في مكان عام -أو حتى في غرفة مغلقة- هو شيء فيه الكثير من المهانة، والذلة له؟
القانون لم يأتِ لينتزع كرامتي.. القانون أتى ليحفظ كرامتي، ويحافظ على حقوقي.
فهل هذا ما نفعله مع الإنسان السعودي؟!
(6)
ما أكثر الهيئات، والجمعيات، والمؤسسات المحلية، والتي تم إنشاؤها فقط لـ«الزينة»!
«هيئة الصحافيين السعوديين» منذ تأسيسها لم تصدر أيّ بيان تضامني مع أي إعلامي سعودي.. بل إنها لم تتضامن مع أي شيء، في أي شيء، حول أي شيء.. باستثناء حالة واحدة فقط لا غير، أعلنت فيها تضامنها مع الإعلامية اللبنانية «مي شدياق».
ويُقال إنه -بخصوص هذه القضية التي نتحدث عنها الآن- حدثت «خناقة» كبيرة في الهيئة بين فريق (نبي نصدر بيان)، وفريق (حنّا وش دخلنا)، وبعد شد وجذب، وأخذ ورد انتصر فريق (حنّا وش دخلنا).. وهكذا تعثّر صدور هذا البيان التاريخي. أصفه بـ «التاريخي»؛ لأنه -لو صدر- سيكون ثاني بيان في تاريخ الهيئة منذ تأسيسها.. أي بمعدل بيان لكل مجلس! «والله يتعبون حيل الزملاء هناك.. الله يعينهم ويقوّيهم»!
لهذا، سأعلن لوحدي تضامني مع الزميل فهد الجخيدب، المحكوم عليه بالجلد؛ لأنه تهوّر وقال: (الكهرباء انقطعت)! ورفضي لأي مس كهربائي يصيب أي مواطن سعودي؛ لأنه قال ما يجب أن يُقال.

منصور الغايب
20-11-2010, 10:43
فاكهة ـ 18
(أ)
حتى العقل يحتاج إلى تمرين..
لا تجعل عقلك يفقد لياقته.
(ب)
الأساور: قيود أنيقة.
ربطة العنق: مشنقة صغيرة.. وجميلة!
القفازات: حتى وإن كانت مصنوعة من الحرير..
لن تكون أجمل وأصدق من الكف الحرة العارية.
(ج)
عندما يفسد “المسؤول” .. يفسد “الشعب”.
عندما يخترق المسؤول النظام ويتجاوزه..
ستصبح “الفوضى” هي النظام الوحيد الذي يتحكم بالناس.
عندما يكون هنالك مسؤول مرتشٍ.. سينجز الناس أعمالهم بالرشوة، وبعد فترة يرونها أمرًا طبيعيًّا.
وأنا لا يرعبني فساد المسؤول.. فهو -ذات يوم- سيتغيّر.. ولكن يرعبني أنه يُنتج بالنهاية فساد الشارع وأهله!
(د)
الإنسان: كائن متوحش!
لم تهذبه الحضارة.. بل كبح جماحه القانون، وروّضته الأنظمة الصارمة.
ما أن تعم الفوضى إلاّ ويعود ليمارس وحشيته.
(هـ)
في الزحام تتشابه الوجوه.. والأصوات كذلك!
ـ احذر من الحديث وسط الضجة..
ستضيع كلماتك الجيدة بين أمواج الكلمات الرديئة.
(و)
دعه أولاً يرى هذه “الشمس”.
ويتفق معك على أنها “الشمس”.
ثم، بعد هذا، حاول أن تقنعه بهذا “الضوء” المنبعث منها.
(ز)
عجيبون نحن: نخجل من الحب.. ولا نخجل من الكره!

منصور الغايب
20-11-2010, 10:44
(1)
(عيد بأيّة حال عدت يا عيد؟)..
هذا السؤال الكئيب هو الشطر الأول من أول بيت من قصيدة لسيّد الشعر العربي “المتنبي”.. من تلك القصيدة التي تطفح بالألفاظ العنصرية البغيضة، والتي كتبها هجاء لحاكم مصر “كافور الإخشيدي”.
هذا البيت يكاد أن يكون أشهر أبيات المتنبي.. رغم أنه: أكثرها كآبة، وأقلها شعرًا.. ومع هذا لا يأتي “عيد” إلاّ وتأتي ثلة من الكُتّاب العرب لتستعيده و“تعكنن” مزاجنا ومزاج أهالينا أيضًا !
هم كئيبون بالفطرة، وليتهم اكتفوا بالكآبة لأنفسهم، بل يريدون أن يصيبونا بعدوى الكآبة.. ومتى؟ في العيد.. يا ساتر عليكم! انتهت الأفكار؟ كل عيد (عيد بأيّة حال عدت يا عيد)؟!
ثم .. ما دخلنا نحن باختلاف وجهات النظر بين السيد “المتنبي” وفخامة الرئيس “كافور”؟
وما هي مطالب الشاعر والمثقف من فخامة الرئيس:
ـ هل طلب منه تفعيل مؤسسات المجتمع المدني؟ لا.
ـ هل طلب منه إنشاء جمعية لحقوق الإنسان الإخشيدي؟ لا.
ـ هل يعتب عليه لعدم فصل سلطة القضاء عن الحكومة؟ لا.
كل ما كان يطلبه “شرهه” أعطية، أو إمارة في “الفيّوم”، أو على الأقل: يرسّي عليه أحد المشاريع الكبرى!
ولأن كافور قال له: “ده بعدك”! قام المتنبي بكتابة هذه القصيدة، والتي من خلالها مسح الإخشيدي ببلاط قصره!
(2)
الزملاء الكرام.. زملاء الحرف:
العيد: فرح، ومحبة.
العيد: شيكولاتة تذوب في فم طفل.
العيد: فرحة أطفال الأثرياء، وأطفال الطبقة المتوسطة، وأطفال الفقراء بثيابهم الجديدة.
العيد: فرصة لترميم ما تهدّم من علاقاتنا مع الأقارب والأصدقاء.
العيد: إجازة من الركض اليومي في هذه الحياة، نستعيد خلالها إنسانيتنا ومحبتنا لمن حولنا.
العيد: لعبة.. ابتهجت لبهجة الطفل الذي يقلبها بين يديه!
العيد: يوم مثل بقية الأيام.. نحن الذين نجعله مميّزًا بكميات الفرح المنبعثة من أرواحنا الطيبة.
فالله يرضى عليكم، ويستر على زواياكم من المنع، وأقلامكم من الكسر، فكّونا من (عيد بأيّة حال عدت يا عيد)، وابحثوا عن أي شيء آخر تكتبون عنه بعيدًا عن المتنبي، وكافور، والاحتباس الحراري، والاختلاط، والتكشير، والكاشيرات!!
و.. كل عام وكل الناس بخير.

منصور الغايب
20-11-2010, 10:46
أمّا بعد:
كل الفنون والآداب بإمكانك أن تحقنها بالأيديولوجيا، ومهما كانت رائعة وجميلة، ستشوّهها هذه الأيديولوجيا، وتجعلها أقل جمالاً وقيمةً.
كرة القدم: لا يمكنك أن تفعل هذا معها.. حتى وإن ظننت أنك تفعل!
(1)
جميع الفنون والآداب المكتوبة هي بحاجة إلى لغة؛ لكي تصل وتتواصل معها.
وكذلك السينما عندما تأتي من بلد لا تُجيد لغة أهله.. وكذلك المسرح.
القصيدة الرائعة ستصل إليك عبر الترجمة.. ولكنها تصل ناقصة.. تصل وقد خبّأت بعض أسرارها وسحرها في لغتها الأم.
وحدها الموسيقى، واللوحة (والصورة الفوتوغرافية الباهرة) لا يمكن أن تكون اللغة حاجزًا بينك وبينها.. لست بحاجة لمعرفة لغة العازف، أو الرسام، والمصوّر لتتواصل مع نتاجه وتطرب له. بإمكان مقطوعة موسيقية هندية أن تأخذك لأعلى قمة في جبال الهملايا، دون أن تعرف حرفًا واحدًا من لغات الهند المتعددة.
(2)
كل ما فات هو مقدمة للحديث عن كرة القدم!
«كرة القدم”.. هل هي فن أم لعبة؟
وما هي “الفنون” أصلاً؟.. أليست ألعابًا باهرة ومدهشة؟
كرة القدم: فن ولعبة.. وشيء من الهندسة!
هي اللعبة الأكثر جماهيرية على هذا الكوكب.. ولا أظن -على مدى التاريخ البشري- ولدى مختلف الشعوب، حظيت “لعبة” مثلما حظيت به كرة القدم من متابعة وجماهيرية.
(3)
ومثل الموسيقى تمامًا: أنت لست بحاجة لأن تجيد الإسبانية حتى تطرب لأداء السحرة في “ريال مدريد”، وهم يعزفون أحلى الأغاني على المسرح / الملعب.
لا تدري: هل هم العازفون أم آلات العزف؟
الأكيد: أنك ستسمع العود العربي بجانب الغيتار الغربي، وبينهما البزق التركي، مع بعض الإيقاعات الإسبانية، والأرجنتينية، تصاحبها رقصة الفلامنكو البرازيلية.
والآلات الموسيقية -رغم اختلافها واختلاف منابعها- تتآلف.. وتنتج لحنًا ساهرًا.
ولا يكفي هذا.. لا بد من “مايسترو” رائع وداهية يقود هذه الفرقة الموسيقية.. وهل هناك في العالم -الآن- مدرب أكثر دهاء من “مورينيو”؟!
(4)
الزملاء الأعزاء - رفاق الكتابة:
مَن أراد أن يكتب مقالاً جيّدًا عليه أن يتابع مباريات “ريال مدريد”!
أقولها صادقًا.. فمَن يُرد أن يدافع عن فكرته، عليه أن يرى كيف يدافع “كاسياس” عن مرماه بشراسة.. وجمال.
عليك أن تتعلم من “خط الدفاع” كيف يمتص ردود الفعل، و“الهجمات المرتدة”.
عليك أن ترى “لاعبي الوسط” كيف يتحكّمون بمنطقتهم كأنهم قادة عسكريون، ويوزعون التمريرات والعبارات الساحرة، لتبدأ هجمة الفكرة المذهلة.. عليك أن تدخل إلى الورقة بعقلية لاعب الوسط!
عليك أن ترى “أوزيل” كيف يتخلص من “الرقيب”، وكيف يمررها بإتقان إلى “كريستيانو رولاندو”، ويصل إلى ذروة المقال.. ويسجل الهدف!
أنا أتابع “ريال مدريد” كل أسبوع: لأستمتع، وأطوّر مهاراتي الكتابية.
أما قبل:
لو كان هنالك “لعبة” بإمكانها أن توحد البشرية، وتجعلهم ينسون اختلافاتهم الدينية والعرقية، وخلافاتهم السياسية والاقتصادية.. فحتمًا ستكون “كرة القدم”.

منصور الغايب
22-11-2010, 17:38
· عندما يقوم كاتب سعودي بالكتابة عن مؤسسة أو وزارة ما.. وينتقد أداءها وأداء منسوبيها.. ما الذي سيحدث له؟.. اختر الإجابة الصحيحة:
أ - يأتيه اتصال يعطيه “العين الحمراء”.
ب - يطنشونه.
ج - تأتيه دعوة مجانية (محفول مكفول) لحضور إحدى فعاليات المؤسسة.
د - يربونه!.. عبر تفعيل نظرية (الكاتب اللي تجيك منه الريح سدّه وأستريح).
· عندما يحدث خطأ مدوّ من إحدى الجهات.. ما هي ردة فعلهم تجاهه؟.. اختر الإجابة الصحيحة:
أ - يمارسون سياسة “سكتم بكتم” حتى يبعث الله مصيبة أخرى تغطي على مصيبتهم.
ب - “يجحدون”.. أي: ينكرون ما حدث!
ج - يأتي المسؤول ليقول: هذه خصوصية سعودية.. “وش فهمكم بالخصوصية”؟!
د - “ربعنا حليلين” = شعبنا عسل: ينسى بسرعة!
· ما هي القضية التي ناقشها الإعلام السعودي وحازت على “التطنيش” الأكبر من جهة المسؤولين؟.. أختر الإجابة الصحيحة:
أ - قضايا التعليم/ قطار المشاعر/ ارتفاع أسعار الأعلاف/ جني القاضي.
ب - هيئة الاستثمار/ السعودة/ الفقر/ الفساد الإداري/ البطالة.
ج - الصرف الصحي/ “الصرف” غير الصحي/ الصرف من تحت لتحت!
د - الجميع!!
· السؤال الأخير: وبعدين؟
أ - “ولا قبلين”.
ب - ما باليد حيلة.
ج - “الله لا يغيّر علينا”!
د - “ما يضيع حق وراه مطالب”.

منصور الغايب
24-11-2010, 17:37
(أ)
اليد التي تحمل البندقية وترتجف.. يدٌ فارغة !
(ب)
لو سألت أياً من البشر، سواء هؤلاء الذين ينعمون بحياة حرة ويعيشون تحت سقف نظام حر، أو هؤلاء الذين يعيشون في بلاد أشبه بزنزانة.. وقلت لهم: ما هي أحلامكم وطموحاتكم؟
لقال لك الأغلبية منهم: إنهم يحلمون ببيت صغير يضمهم هم وأسرهم، وعمل شريف يعيشون منه، وبلاد تحترم إنسانيتهم وخياراتهم، وتمنحهم حقوقهم.
الغريب، أن أغلب الحكومات في هذا العالم، تنسى هذه الأغلبية – ذات الأحلام الصغيرة – والتي تحلم بـ «بيت» صغير وتنشغل بالأقلية التي تنافسها على «الكرسي».
هل «الكـرسي» أكبر من «البيــت»؟!
(ج)
ـ سأمنحك «حرية الضجيج».
ـ وما «حرية الضجيج» يا سيدي؟
ـ أنت تقول ما تشاء.. وأنا أفعل ما أشاء!
(د)
الحب..
هو أن تعود طفلاً..
يأخذك الماء من يدك، ليعلمك المشي من جديد: «تاتا».. «تاتا»!
يدخل بك عوالم حدّها: اللا حد.
يفتح شباك غرفتك الذي كان يطل على إزعاج الشارع
لتكتشف أنه يطل على ألف بحر وبحر !
يُعطر الفضاء
يخيّل لك أن الأكسجين عاد للتو من حفلة عرس
وأن ثاني أكسيد الكربون أصبح طيباً، وغير خانق!
(هـ)
بعض الأشخاص مثل كتاب رائع وثمين، ولكن غلافه عادي وغير جذاب..
وبعض الأشخاص: غلاف رائع وجذاب.. ومحتوى فارغ!
لا تجعل الغلاف يخدعك عن حقيقة المحتوى.
(و)
«الجماهير» دائما بحاجة إلى «بطل»..
فإن لم تجده في أرض الواقع، رسمته في سماء الخيال!
تصنع له أجنحة خيالية، وتجعله يطير في فضاءات أحلامها
تؤلف عنه الحكايات الخرافية..
وتُسمّي الأولاد باسمه!
(ز)
يمضي «اليوم» ونحن نخطط ونفكر بما سنفعله في «الغد» فلا نعيش اليوم ولا نضمن الغد. لدينا الكثير من الأشياء الرائعة، فلماذا نضيّع الوقت بالأشياء التي ليست لدينا بدلاً من الاستمتاع بما بين أيدينا؟

منصور الغايب
27-11-2010, 13:04
عندما يأتيك اتصال بعد ظهر الجمعة – وأنت تستعد لزيارة صديق – ليخبرك أن مقال السبت أصابته جلطة رقابية مفاجئة ، وعلى إثرها أصاب الشلل أطرافه ، وانه يرقد في العناية المركزة .. وعليك أن تأتي بمقال بديل .
ولضيق الوقت ، عليك أن تستنجد بالزملاء لـ « يسلفك « أحدهم فكرة ما ..
تستنجد بخلف الحربي ، فيقول لك : « منين يا حسرة .. أنا الآن أتجول بشوارع جدة بحثاً عن مقال الغد .
تستنجد بعلي الموسى .. فيقول لك : « اكتب عن المنجزات الحضارية للبلد « .
تستنجد بصالح الشيحي .. فيقول لك : « شوف اقرب مطب في اقرب شارع واكتب عنه إلى أن يفرجها ربك «
تستنجد بداود الشريان .. ويقول لك : « ورا ما تكتب عن جنبلاط أو حزب الله « ؟!
تستنجد بعبدالعزيز قاسم .. فيقترح عليك أن تكتب « عن المرأة الكاشيرة .. بعد أن تمسح هذه التكشيرة من وجهك « .
تستنجد بصالح الطريقي فيقول لك : « شوف أي مقال لأي زميل .. وتهاوش معاه « !
تستنجد بتركي الدخيل فيقول لك مستغربا ً : « من صدقك ؟.. شوف أي خبر في أي صفحة وعلق عليه « .
تستنجد بحصة آل الشيخ فتقترح عليك فكرة « توديك بـ 60 داهية « فتهرب إلى محمد آل الشيخ ليقترح عليك فكرة « توديك بـ 66 داهية « .. بزيادة 6 دواه جديدة !
تستنجد بجمال خاشقجي فيقول لك : « يا عيني عليك يا الرووطيان .. كبسوك صُناع الكوابيس .. وأضاعوا أفكارك !
تستنجد بعبده خال فيقول لك : « ياهووووه .. علينا الكلام هذا يالرطيان ؟ « فلا يعطيك فكرة ولا يصدق انك في مأزق .
تستنجد بمحمد السحيمي فيقول لك : « يا بعد حبي أنا متوقف عن التفكير .. شوف سعد الدوسري يمكن ينفعك « .
تستنجد بحمزة المزيني .. فيبادر هو بالسؤال قبلك : « وش بقى على الوسم يا الرطيان « ؟
تقاطعه : دعنا من الوسم .. ما عندك فكرة مقال .. سلف ؟
يقول لك : اكتب عن مطالع « الهلال « ومنازله ..
تقول له : عناداً فيك سأكتب عن مطالع النصر والاتحاد !
تقول لنفسك : ما يحلها إلا قينان وابن بخيت وبدرية البشر .. ولكن « الهاتف مغلق .. أتصل في وقت لاحق «
*********
تصل إلى هذه النتيجة :
الاعتذار من الصحيفة عن كتابة المقال لهذا اليوم .
والاعتذار الأكبر للقارئ لعدم توفر فكرة مناسبة للكتابة .

منصور الغايب
29-11-2010, 16:27
ولد تافه وغبي، أراد أن يحصل على بعض الشهرة (مثل شخص تعرّى في الشارع العام)، فقام بوصف منتخبنا الوطني لكرة القدم بـ “بقايا الحجاج” وهذا الولد التافه لا يعلم أن “بقايا الحجاج” هم أحفاد رجال صالحين، عبروا القفار والبحار -في زمن الصعوبات- ليحجوا إلى بيت الله الحرام.. لا يعلم أنهم جزء مهم من نسيج المجتمع السعودي المتنوع والثري.. لا يعلم أن “الحجاج” -عند المسلمين- هي مديح وليست هجاءً. لكل هذا هو ولد تافه وغبي.. وتصريحه هذا أزعج الكثير من العقلاء في بلدنا الحبيب الكويت، أكثر ممّا أزعجنا نحن.. وطبعًا كانت هنالك ثورة من الغضب في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية السعودية.. ولكن تعالوا لنتناقش الأمر بهدوء:
“بقايا حجاج” هل ابتكرها هذا الولد التافه، أم أنها نتاج محلي؟!
ألسنا نحن الذين قسمنا مجتمعنا إلى “طرش بحر، وطرش بر” ؟!
ألسنا نحن أصحاب العائلات التي كأنها فولتات كهربائية: خط 110، خط 220؟!
ألسنا نحن الذين ننتقص من حرية الإنسان “الأسود” فقط لأن لونه أسود ؟.. وكأننا نحن الذين نختار ألواننا!
ألسنا نحن الذين نؤلف النكات الوقحة على بعضنا البعض؟
ألسنا نحن الذين “نتكهرب” إذا تحدث أحدهم عن “منطقتنا”؟
ألسنا نحن الذين نصف هذه القبيلة بالهياط، وتلك بالغباء، والثالثة بالنفاق، والرابعة بالنذالة؟
قسمنا بعضنا مناطقيًّا وقبليًّا وطائفيًّا وكهربائيًّا (110/220)، وحتى هاتفيًّا
( 07)، وتألقنا وابتكرنا ألف شكل وصفة عنصرية لنلصقها ببعضنا البعض.. والآن: نغضب لأن ولدًا تافهًا وغبيًّا خارج الحدود قال بعض ما نقوله نحن!
لا تغضبوا أيُّها الأهل..
هذه بعض بضاعتنا العنصرية رُدّت إلينا!

منصور الغايب
01-12-2010, 17:45
وجود حفرة في شارع سعودي مكتظ بالمارة.. بإمكانها أن تتحول إلى قضية وطنية ساخنة!
كل ما تحتاجه لهذا الأمر:
- أربعة كُتَّاب (2 بنكهة الفراولة + 2 برائحة دهن العود) وشرارة صغيرة لا يُعرف مصدرها.
- موقع إلكتروني مشبوه.. فيه الكثير من الأعضاء السُذج.
- بيان رمادي!
وهكذا - وخلال أيام - ستصنع شيء من اللا شيء، وستقوم حرب فكرية كبرى بين اليمين واليسار، توزع فيها كافة الاتهامات - وبكافة الأشكال - ولكافة التيارات.
سيأتي من يتطوع لتحليل تربة هذه الحفرة لمعرفة نوعيتها، وسيأتي من يقوم بمناظرة تلفزيونية عنوانها «الحفرة وآفاق المستقبل»، وستقوم حملة عبر «الفيس بوك» شعارها (نعم للحفرة) وأخرى على النقيض شعارها (لا للحفرة).
هناك من سيقول: إن هذه الحفرة «تغريبية».
وهناك من سيرد عليه: بل هي حفرة «إرهابية».
وأنت ستصرخ لوحدك: اردموا هذه الحفرة!
هذا الضجيج سيجعلك تنسى ما يحدث في بقية الشارع: أعمدة الإنارة المطفأة/ انقطاع المياه/ تلك العجوز التي تشحذ على الرصيف/ هذا الولد الذي يشخبط على الجدران/ ما يحدث في بعض البيوت من قصور/ الفوضى التي أصابت اللوحات الإرشادية في الشارع/ ما يحدث على الرصيف من أخطاء...
وأنت تصرخ لوحدك: من الذي «صنع» هذه الحفرة ؟.. وهل فعلتها الطبيعة أم أنها فعل بشري؟.. ولماذا قام بحفرها؟!
والضجيج يأكل أسئلتك التي تمر دون أن ينتبه إليها أحد، فهم مشغولون وقتها باجتماع «رئيس البلدية» مع مستشاريه لإيجاد حل عاجل لهذه الحفرة.. وتبدأ الاقتراحات الفاسدة:
- نصنع جدار خرساني حول الحفرة حتى لا يقع فيها المواطنون، وتكلفته ....
- لا.. نبني جسراً فوق الحفرة يسمح بمرور السيارات حتى لا يتعطل السير، وتكلفته ....
- لا.. نقوم بإزالة البيوت حول الحفرة!
ولحظتها، تصرخ لوحدك ولا أحد يسمع صراخك:
«يا إلهـي.. ما أكثر الحُفر في بلادي»!!

منصور الغايب
04-12-2010, 10:05
(1)
وثائق ويكيليكس التي أثارت العالم – ولم تهزه – هي أشبه ما تكون بصحيفة صفراء تعتمد على أخبار الفضائح : فهذا زعيم يعشق ممرضته الشقراء ، وآخر فاسد له علاقات بالمافيا ، وآخرون قلقون من برنامج إيران النووي ... لا جديد ، كلها أشياء نعرفها ، وتُقال كل يوم بشكل أو بآخر .. الفرق : أن بعضها كان يُقال بلغة سياسية ناعمة ، وعبر الوثائق قيلت بصراحة وجلافة دون أن تدهن بأي “كريم” سياسي !
وثائق ويكيليكس : سجادة مهترئة !
(2)
الشيء الوحيد الذي وقفت عنده طويلاً – بين كل هذه الوثائق – هي هذه العبارة المدببة والفاتنة :
( أي ثقافة تصبر عدة سنوات لحياكة سجادة حريرية واحدة ..
لديها ثقافة الصبر لصنع القنبلة النووية ! )
منطق سليم ، وموقف سليم ، طرح عبر عبارة سليمة جدا
عبارة رائعة فيها شاعرية وحكمة .. وفيها إنصاف للخصم .
لو كنت رئيس تحرير صحيفة إيرانية لوضعتها في اليوم التالي “مانشيت” في الصفحة الأولى !
عبارة الشيخ “محمد بن زايد” : سجادة فارسية
(3)
لأستاذنا العزيز “سعيد السريحي” عبارة رائعة : ( الترجمة : سجادة مقلوبة !)
هو هنا يتحدث عن ترجمة النص الإبداعي من لغته الأصلية إلى لغة أخرى ، تلك التي لا تستطيع أن تنقل روح النص والتي تبقى مخبأة في لغته الأصلية .
النص السياسي لا يترجم من لغة إلى لغة .. بل من لغة إلى فعل .
الترجمة عند الساسة : انقلاب !
(4)
لا ينافس السجاد الفارسي سوى السجاد التركي الفاخر .. وكذلك الأمر في السياسة :
ألا تلاحظون في الفترة الأخيرة أن “الطربوش” التركي صار أكثر جاذبية من “ العمامة” الإيرانية ؟!
ـ وأين “الكوفية” العربية ؟
ـ ما تزال تـُُنسج في مصنع انجليزي للأشمغة الفاخرة !
(5)
ما الحل ؟
قال الصوت الأول : علينا أن نعود لسجادة الصلاة .
قال الآخر : علينا – قبل هذا – أن نصنع سجادة الصلاة .
قال المشاكس : وعندما ننتهي من صناعتها .. من منكما سيكون “الإمام” ؟!
أهم من السجادة .. السَجّاد .
(6)
السجادة – حتى وإن كانت فارسية فاخرة – في النهاية ستداس بالأقدام !

منصور الغايب
06-12-2010, 13:01
(أ)
“الوطن”: ورقة.
“المدينة”: ورقة.
القلم الجيّد أهم من كل الأوراق الفاخرة.
القلم الفاخر هو الذي يمنح الورقة قيمتها.
محمد السحيمي: قلم ساخر.. وفاخر.
(ب)
الدول العظمى تعرف كيف تنجب لاعب كرة ماهرًا، وعالم ذرة.. وترعاهما، وتعرف كيف تبنى المفاعل النووي، والملعب الرائع. الأمم العظيمة.. عظيمة في كل شيء. أمّا البلدان التي تعاني من الخلل.. فتأكد أن الخلل سيصيب كل مناحي الحياة فيها.
(ج)
علينا أن نفتح نوافذ “البيت” لكل الهواء القادم من كل الجهات..
ولكن قبل هذا علينا أن نتأكد من متانة وقوة أساسات “البيت” ومدى تحملها للريح.
إغلاق النوافذ يعني أن “البيت” سيتآكل من الداخل..
فتحها بعبث.. يعني أن “نسمة” صغيرة بإمكانها إرباك “البيت” وسكانه.
(د)
الخصوصية هي “سد الذرائع” الخاصة بالسياسي!
(هـ)
الإعلام العربي وقنواته الفضائية تنقسم إلى أنواع عجيبة:
- قنوات صنعتها الفوضى، ولا تقدم إلاّ الفوضى.
- وقنوات تريد أن تبيع “الترفيه” -البريء وغير البريء- بأنواعه.. طالما هنالك مشترٍ.
- وقنوات طائفية.
فضة الكلام
- وقنوات غبية.
- وقنوات تعيش وتموت على رسائل الـ sms، وطالما هناك رسائل.. لا يهم المضمون.
- وقنوات رسمية: لا تهمها كل هذه الفوضى.. طالما أنها لا تزعج “السلطة”!
(و)
لا دين، ولا عرق، ولا لون، ولا قومية للمعرفة والعلوم والثقافة..
هي نتاج إنساني منتجة لكل إنسان:
مَن يبتكر شيئًا مدهشًا.. هو لا يقدمه لقومه فقط.
ومَن يكتشف دواءً لمرض مستعصٍ.. هو لم يكتشفه ليعالج مرضى بلاده فقط.
ومَن يكتب قصيدة رائعة هو يحلم أن تكون أغنية لكل عشاق العالم.
حمقى الذين يرفضون ابتكارات الإنسان لاختلافه عنهم..
وأكثر حماقة الذين يسمحون لهؤلاء بتوجيههم!
(ز)
كل إنسان في الأصل هو: حر، ونقي، وتقي.
ما يحدث بعد هذا -في الحياة- هو الذي يشوّهنا ويستعبدنا.
علينا أن نقاتل لكي نظل أحرارًا وأنقياء.

منصور الغايب
08-12-2010, 17:24
أكد معالي وزير العمل المهندس عادل فقيه أن وزارته ستعلن ضوابط تحفظ المرأة وتمكّنها من العمل، ولكن إذا كان هذا العمل فيه «تلاحم جسدي» فلن يُسمح به.
وتضامنًا مع معاليه أقترح التالي:
(1)
منع كافة أشكال «التلاحم» في اللغة، ومنها عبارة
«التلاحم الوطني»، وما ينتج عنها من عبارات مثل
«اللُّحمة الوطنية»، واستبدالها بعبارات أخرى مطابقة لأنظمة العمل والعمال في السعودية.
(2)
منع عرض مسلسلات غوار الطوشة في قنواتنا المحلية لأن بطلها هو (دريد «لحام»)!
(3)
تغيير مسمّى «ملحمة الطازج» الموجودة في حارتنا إلى «قصاب الطازج»، وذلك منعًا لكل أنواع التلاحم.
(4)
إلغاء مسمّى «ملحمة شعرية»، أو «ملحمة غنائية» والتي تطلق على بعض الأعمال الفنية.
(5)
يجب أن يحتوي ملف أي شاب سعودي يتقدم لطلب التوظيف على الأشياء التالية:
- ملف أخضر علاقي (لأنه أحد الأشياء التي تقدسها البيروقراطية السعودية).
- شهادة حسن سيرة وسلوك (مُوقّعة من مدير الشرطة).
- شهادة مُواطَنة (مُوقّعة من العمدة ليثبت أني مواطن ابن مواطن، حفيد ستة وستين مواطنًا).
- شهادة عدم تلاحم (موقعة من قصاب الحارة).
وإذا كانت المتقدمة لطلب الوظيفة امرأة فلا بد من إرفاق
«ساطور» للملف منعًا لأي تلاحم مستقبلي.
(6)
وضع كلمة «تلاحم» في نفس القاموس الذي وضعت فيه كلمة «اختلاط»، ومنع مَن هم دون الثامنة عشرة من الاقتراب منها، أو استخدامها في أي جملة مفيدة.. لأنها كلمات سيئة السمعة.
(7)
وأخيرًا: أتقدّم بالتهنئة لكافة الزملاء والإخوة من كُتّاب، وإعلاميين، ودعاة، وناشطين عبر الفضاء الإلكتروني على وصول «التلاحم الجسدي» إلى ساحتنا الثقافية والفكرية.. وإذا نظرنا إلى أن «الاختلاط» وهو (من بعيد لبعيد) قد أخذ منّا أكثر من سنتين من الجدل والنقاشات الساخنة.. فكيف سيكون الوضع مع «التلاحم الجسدي»؟! وهذا (لا يحدث من بعيد لبعيد!).. المسألة ستكون أخطر.. ولا بد لها من حوارات مكثّفة، ومؤتمرات، ودراسات جادّة.. ولا بأس من بعض الرسائل الجامعية من نوعية «أحكام التلاحم».. وهذا الأمر يحتاج من خمس إلى عشر سنوات لبحثه وتمحيصه.
كل ما أرجوه هو أن ينتهي قبل عام 2022م؛ لأننا وقتها نريد أن نتفرغ لمتابعة كأس العالم في الشقيقة قطر!
- ملاحظة مهمة:
إذا حدث -لا سمح الله- لأحد الإخوة أيّ نوع من أنواع التلاحم في إحدى الدول الصديقة، وتم تسريبه لوسائل الإعلام، فلا بأس من تسميته بـ«تلاحم عابر».. هذا والله أعلم.

منصور الغايب
11-12-2010, 19:12
الكتابة شيء يشبه الحب !
وأحيانا : رقصة ماهرة على حافة عالية .. وخطرة.
وأحيانا : معركة حلوة .. رغم كل الجراح .
وأحيانا : مغامرة ، ودخول إلى مناطق مدهشة وممتعة .
الكتابة : حياة .
(1)
صح مطبعي :
أراد أن يقول « تقسيم الثروة « فقال ( تقصيم) الثروة !
(2)
هناك عبارة عربية جميلة تقول ( ليس كل ما يُعرف يُقال ) وطبعا – أنتم وأنا – نعرف السبب الذي يجعلها لا تقال ونعرف ما هي الأشياء التي لا تقال .. ولا نعرف متى ينتهي هذا الوضع !
والعبارة تحاول أن تدّعي الحكمة .. والحقيقة أنها عبارة جبانة .. والحكمة هي أن نقول ما يجب أن يقال أيا كان ثمن هذا القول .
« أيا كان الثمن « ؟! .. هناك من سيعلق : الحكمة عدوة للتهوّر .
قلت له : وهل هي صديقة للجبن ؟!
أتحداك عزيزي القارئ أن تعرف كم مرة قلت (يقال / تقال / نقول / قلت ) في الأسطر السابقة .. رغم إنني لم أقل أي شيء .. حول أي شيء ؟!
(3)
هل هنالك رابط بين ( اعتقال ) و (قال)؟!
(4)
أقترح على السادة أعضاء مجلس الشورى وضع لوحة كبيرة في مدخل مبناهم وتسمى بلوحة ( الأقوال الذهبية ) تجمع فيها التصريحات المهمة التي يقولها الأعضاء ، ويتم تدشينها بالعبارة الساحرة التي أطلقها زميلهم عبدالرحمن العناد في فضاء الإنترنت ( كل تبن ).
وبهذه المناسبة نرجو من السادة أعضاء مجلس الشورى مناقشة الارتفاع الجنوني في أسعار الأعلاف.
(5)
لماذا لا يكون هناك رابط بين ( قال ) و ( استقال)؟!
(6)
قال : قل ما تريد قوله ، “الحكي ما عليه جمرك”.
قلت : وحدها الأشياء الرخيصة جدًا لا أحد يهتم بأخذ الجمرك عليها ..
قل قولًا ثمينا .. وستعرف ضخامة “الجمرك” المقابل له !

منصور الغايب
13-12-2010, 08:18
- كعادتي الكريمة في نهاية كل عام ميلادي، أعود لأطرح عليكم توقعاتي للعام الجديد، أي أنني -والعياذ بالله- أشتغل “منجّمًا”.. وهذه توقعاتي للعام المقبل:
(1)
سيواصل الشيخ “يوسف الأحمد” نجوميته وتألقه خلال هذا العام، بإطلاق فتاوى جديدة تجلب “البعج” لليبراليين، والغيرة من أقرانه الإسلاميين.
(2)
معالي وزير العمل سيتجلى ويتجاوز نفسه، ويبتكر تصريحًا جديدًا (يا حليل تصريح “التلاحم”جنبه!)
(3)
سيتم الإعلان عن عدة مشاريع بعدة مليارات، وبالعودة إلى “قووقل” ستكتشف عدة مشاريع أعلن عنها قبل عامين، وثلاثة أعوام، وأنها ستنجز خلال عام 2011م، وسينتهي العام ولن تراها.
(4)
سنواصل الثرثرة حول المرأة.. وأي شيء يدور حولها سيتحوّل إلى قضية رأي عام كبرى.
(5)
سيخرج جني “قاضي المدينة” ضيفًا في برنامج حواري على إحدى القنوات الفضائية.. يعترف خلاله بأنه هو سبب كل المصائب، وأنه يقف وراء كل قضايا الفساد المحلية. البرنامج سيكون من إعداد وتقديم جني لبناني.
(6)
نفس الفوضى والضجيج الذي يحدث كل عام في معرض الكتاب الدولي.. سيحدث خلال هذا العام أيضًا.
*****
- هذه بعض التوقعات لهذا العام (2010م)، والتي أثبتت نجاحها:
(1)
سوف يستمر الجدل في السعودية حول قيادة المرأة للسيارة، دون أن ينتبه أيّ من الفريقين (الداعي لهذا الأمر والرافض له) أن زوج -هذه المرأة- لا يمتلك سيارة، ووالدها مديون!
(2)
خلال 2010: سيستمر حلم المواطن السعودي بعودة ما فقده في سوق الأسهم 2006.. أو على الأقل معرفة من الذي «ضحك» عليه.
(3)
خلال هذا العام سيقوم وزير الصحة بـ «فصل» توأم ما.. ولن يقوم بـ«فصل» مدير ما!
(4)
ستواصل أسعار الرز ارتفاعها، وسنواصل نحن التهامه! وسوف يقوم بعض مناضلي الإنترنت بتأسيس حملة شعارها «لا للرز» وستنشئ موقعًا لها على «الفيس بوك»، وسوف «تتفركش» هذه الحملة عند أول (كبسة) رز تواجههم، أو أول (كبسة) أمنية تداهمهم!
*****
ـ أمّا أشهر التوقعات والتي أثبتت فشلها الذريع.. فهي:
(1)
الزميل «إبراهيم الفريان» ستلتقط له صورة برفقة الرئيس أوباما.. وستفوز هذه الصورة بجائزة «صورة العام».
سبب فشل التوقع: اعتراض كوكب الزهرة لبرج الميزان، حيث لم يسمح لي بالرؤية الجيدة.. وخلال الأسبوع الماضي قام الفريان بالتصوير مع رئيس جمهورية آخر هو السيد علي عبدالله صالح. لم يكن التوقع فاشلاً.. ولكن أصابه خلل في الرؤية!
(2)
ستقبض هيئة ما في فرنسا على الرئيس ساركوزي وهو بخلوة غير شرعية مع إحدى موظفات قصر الإليزيه.. وستكون سببًا لتقديم استقالته!
سبب فشل التوقع: عدم وجود (هيئة ما) في فرنسا.. ولاّ الزميل ساركوزي نصف حياته خلوة غير شرعية!
(3)
في 2010 سيعود منصور البلوي رئيسًا للاتحاد، وستغير جماهير الاتحاد أهازيجها من «آووه يا إتي يا موج البحر» إلى « نحمد الله جت على ما نتمنى».
سبب فشل التوقع: (نحمد الله جت على ما نتمنى) ما هي راكبة على جماهير الإتي !
*****
اللهم احفظ بلادنا وأهلها من كل مكروه، وكل عام والبلاد والعباد بخير.

منصور الغايب
15-12-2010, 07:52
(أ)
مجرد سؤال / سؤال مجرد.. وبريء:
ألا تلاحظون انتشار أخبار حرائق “المستودعات” نهاية كل عام؟
هل لـ“الجرد”، وحسابات آخر العام علاقة فيما يحدث؟!
الأكيد أن النار تأكل الكثير من الحقائق والأرقام!
(ب)
حتى الذين يعانون من خلل في الجيوب الأنفية..
صاروا يشمون رائحة الفساد المنبعثة من الجيوب المنتفخة!
(ج)
رائع ما كتبه الزميل العزيز محمد السحيمي قبل يومين عن صديقنا وحبيبنا سعد الدوسري..
والناس أصبحت تعرف الفرق بين الكاتب الذي يكتب بحرقة وقلبه على البلد، وبين الذي يقرع الطبل، ويحمل المبخرة في كل مناسبة.. تعرف الفرق بين الذي يدخل الحمى، وبين الذي يحوم حول الحمى.. مخادعًا قرّاءه بشجاعة مزيّفة. بين الذي يعيش الكتابة كمواجهة، وبين الذي “يتبطّح” لكي يصل إلى الواجهة.
القارئ لديه من الوعي ما يجعله يُفرّق بين الكاتب (البطل) والكاتب (الطبل)!
آمنت -منذ طفولتي وقراءاتي الأولى- أن الكتابة: شكل من أشكال الفروسية.
وسعد الدوسري: فارس حقيقي.
(د)
في طفولته الفقيرة كان يحلم بالحلوى
كبر وأصابه شيء من الثراء.. وداء السكر !
(هـ)
كل أمة لها كذبتها الكبرى التي تنتجها بإتقان، وتجند كل شيء لخدمتها وتلميعها.
ويحك إذا فكرت بالتلميح إلى الكذبة!
(و)
الذي منح “الكرز” طعمه المختلف عن بقية الفواكه..
ومنح “الأزرق” لونه الشاسع الواسع الممتد العميق لتغار منه بقية الألوان..
ومنح “النحلة” القدرة على تقديم العسل..
و“دودة القز” القدرة على صناعة الحرير:
منحك يا سيدتي الاختلاف عن بقية النساء.
كأنك... كأنك...
كأنك ماذا؟ كأنك: أنتِ!
فلا شبيه لكِ سواكِ.
(ز)
بدأتُ فاكهة هذا الأسبوع بسؤال بريء، وسأختمها بسؤال أكثر براءة:
المسؤولون.. هل يقرؤون ما يُكتب في الإنترنت؟
هل يقرؤون تلك المقارنات بين مشاريعنا ومشاريع الجيران؟ والفرق بين الأرقام والنتائج؟
هل يسمعون صراخنا؟ هل تزعجهم اتّهاماتنا المبطنة؟ هل يعرفون أننا نعرف؟!
أيًّا كانت الإجابة.. فالبيت (أبو المصائب) جاهز للحضور.. والتعليق:
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة / وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.

منصور الغايب
18-12-2010, 10:19
(3)
المرة الوحيدة التي دخلت فيها عيادة نفسية كانت برفقة صديق عزيز ، كان يحاول إقناعي بالسفر معه بالطائرة إلى إحدى العواصم العربية وهو يعلم أنني أعاني من « فوبيا الطيران « . ذهبنا إلى عيادة أحد أصدقائه في موعد خاص ( وسري ! ) .. شرحنا الحالة للطبيب .. وعندما بدأ بكتابة الوصفة طلب منه صديقي أن تكون باسمه .. عندما خرجنا سألته عن سر طلبه هذا ؟
قال : « تبيهم يقولون انك مجنون « ؟!
قلت : يا رجل ؟! .. فوبيا .. ما دخلها بالجنون ؟!
قال : تخيّل تتسرب هذه الوصفة باسمك وينشرونها الشباب بالانترنت .. تعال عاد فهم الناس انك منت مجنون !
.. وصديقي النبيل – الذي يحاول حمايتي – هو يشبه الغالبية العظمى من مجتمعنا : كل من يذهب إلى العيادة النفسية هو مجنون ! .. مع أن عصرنا هذا ضاغط على الأعصاب وما أكثر الأشياء المقلقة فيه :
مشوار واحد في أحد شوارع مدننا الكبرى كفيل بإصابتك بالقلق والاكتئاب ..
الهزيمة الساحقة التي تعرض لها ريال مدريد من برشلونة وحدها تجعلك تفكر بالذهاب لعشر عيادات نفسية .. وتفكر بقتل « مورينهو « !
( ما لكم بطويل السالفة ) صديقي أقلع بالطائرة إلى تلك العاصمة العربية ، وأنا « انقلعت « إلى رفحاء بسيارتي .. وفي الطريق ( تحديداً بين أم الجماجم والأرطاوية ) قمت برمي العلاج !
(2)
منذ ثلاث سنوات بدأت لديّ أعراض فوبيا ثانية وهي « فوبيا المصاعد « .. وبدأت معي عندما ذهبت برفقة ابن العم العزيز « فايز التمياط « إلى وزارة الإعلام لمحاولة انجاز فسح كتابي الأول « كتاب « والذي أمضى لدى الرقابة حوالي تسعة أشهر .. وما بين الدور الثالث والرابع توقف المصعد !
« عدّل بدّل « ! .. « وش الدبره يا ولد « ؟... ضغطنا كل الأزرار ما فيش فايدة ! ... ضغطنا على الجرس : عطـلان ! ... بدأت لحظتها أشعر بالاختناق .. وهات يا عبارات من نوعية : « يخرب بيت الثقافة .. على بيت الكتب .. على أبو المطابع على جد الفسح « !
حاولنا أن نفتح باب المصعد بأيدينا .. انفتح قليلاً .. وإذا أمامنا جدار !
مرّت دقائق كأنها أيام .. وأخيرا ً .. تحرك قليلا ً .. وانفتح باب المصعد على الدور ... بالضبط لا أعلم أي دور ، اذكر أنني قفزت وأكملت الباقي بالسلالم !
( ما لكم بطويل السالفة ) في ذلك اليوم تم فسح الكتاب .. ومنذ ذلك اليوم وأنا أقنع الأصدقاء بالصعود عبر الدرج .. لأنه مفيد للقلب .. و .. رياضة !
(1)
« فوبيا الطائرات « لها حل .
« فوبيا المصاعد « لها حل .
« فوبيا اتصال مفاجئ يبدأ رقم (01) « أحيانا ً .. لها حل !
ولكن .. الذي لا أعرف له حلا هذه « الوسوسة « التي بدأت تصيبني في الفترة الأخيرة . ممكن أسميها « وسوسة المستقبل « .. صرت أفكر كثيرا ً بالسنوات القادمة .. ما الذي سيحدث لأولادنا ؟
إذا كان تعدادنا لم يتجاوز العشرين مليونا ونصف الشعب لا يملكون منازل .. كيف سيكون الوضع عندما يصل التعداد بعد سنوات قليلة إلى ثلاثين مليونا ؟!
إذا كان تعدادنا لم يصل إلى العشرين مليونا والنفط في أعلى أسعاره ومع هذا توجد لدينا كل هذه الأعداد الهائلة من البطالة .. ترى ما الذي سيحدث عندما يزداد الناس وينخفض الإنتاج ؟!
تأخذني « الوسوسة المستقبلية « إلى تلك اللحظة التي يخرج فيها مذيع أجنبي في محطة عالمية ليعلن للعالم هذا الخبر العاجل : « جفاف آخر حقل نفطي في الخليج .. وتصدير آخر برميل نفط صباح هذا اليوم « !
هل استعددنا لهذه اللحظة ؟
هل استعددنا لهذه اللحظة ؟
هل فكرنا بالبدائل .. وإيجاد الحلول للمستقبل وما يحمله من مخاطر ؟!
أنظر لأخوتي وهم يحملون ملفاتهم الخضراء يجوبون المدن بحثا ً عن وظيفة ..
هم على مشارف الثلاثين من أعمارهم : بلا وظيفة .. بلا بيت .. بلا أحلام ..
ألتفت إلى أطفالي .. « يا إلهي .. ما الذي سيحدث لكم وقتها ؟.. أي مستقبل ينتظركم ؟ «
لحظتها أصاب بالفزع .. ولا تنفع معي كل أدوية العالم !
(0)
في هذا الزمن السريع والمضطرب والضاغط على الأعصاب، لم يعد المريض من يذهب
إلى العيادة النفسيّة.. بل المريض - وبصدق - من يرفض الذهاب إلى العيادة النفسية !

منصور الغايب
20-12-2010, 07:09
حلم كل شاب أن تكون له فتاته التي يغني لها (يا ليتني قلب في صدرك / وأدخل معك داخل ثيابك).. وهذه بحاجة إلى هيصة، وشنّة، ورنّة، وحفلة زواج. والزواج بحاجة إلى مهر، ومنزل للزوجية. والمهر والمنزل بحاجة إلى وظيفة وعمل يدر على هذا الشاب دخلاً يمنحه حياة كريمة. والعمل بحاجة إلى تدخل من وزارة العمل. ووزارة العمل ستقول لك: هذا ليس من اختصاصنا.. اذهب إلى وزارة الخدمة المدنية. ووزارة الخدمة المدنية ستقول لك: “المالية رافضة تعطينا فلوس.. روحوا للمالية”. وستقول لك وزارة المالية -وبكل صراحة- ما عندنا فلوس!
وتتذكّر تكلفة ثلاثة مشاريع فقط وأن قيمتها تكاد أن تصل إلى السبعين مليارًا، وأن هذا المبلغ كفيل بحل البطالة، وإعادة قلب الشاب إلى موقعه الطبيعي!
وتقول: يا نااااااس.. يا أهل الحل والعقد.. هذه المشاريع أشياء مهمّة.. ولكنها “كلها على بعضها” ليست أهم من هذا الشاب وتلك الفتاة.
هذا الشاب إن لم يذهب لتلك الفتاة سيذهب للتنظيمات المشبوهة.
هذا الشاب إن لم يسكن مع فتاته سيلجأ للمسكنات.
هذا الشاب ثروة.. وهو المشروع الأهم من كل المشاريع الأخرى.. فالله عليكم.. ادخلوا على الله.. انتبهوا له؛ لأنه مستقبل البلد.
متّنوا علاقته مع هذه الأرض بوظيفة، وبيت، وزوجة، وأطفال يخاف عليهم..
لا تصدّقوا الأغاني الوطنية الكاذبة.. فالناس -في كل مكان- لا تموت من أجل أوطان هلامية.. هم يموتون من أجل الدفاع عن بيوتهم، وزوجاتهم، وأطفالهم، ومصالحهم الصغيرة.
ولا تنتظروا من هذا الشاب أن يدافع عن “بئر” لم يشرب منها!
إلى من يهمّه الأمر:
“البطالة” ليست مشكلة صغيرة تنتمي إلى أسرة المشكلات الوطنية، وبالإمكان تأجيلها والتفكير بها في وقت لاحق.
البطالة : هي “أم” المشكلات.. و“جدة” كل المصائب.
امنحوا هذا الشاب المثلث السحري: وظيفة / بيت / أسرة.. وسيمنحكم كل عمره.
ولحظتها سيغني لفتاته.. ولبلاده أيضًا:
يا ليتني قلب في صدرك / وأدخل معك داخل ثيابك.
ـــــــــــــــــــ
* (يا ليتني قلب في صدرك) هي للشاعر فاضل الزهراني.

منصور الغايب
22-12-2010, 07:12
حدّثتني نفسي (وهي بالمناسبة: ليست أمّارة بالسوء) لكي أحاورني حول مقالي السابق:
قالت لي نفسي: قلت -يا رعاك الله- في مقالك السابق أن البطالة «أم» المشاكل، و«جدّة» المصائب.
قلت لنفسي: نعم.
قالت: عظيم.. ولكنك لم تخبرنا عن بقية نسبها؟.. أخبرتنا عن ابنتها وحفيدتها، ونسيت أن تخبرنا هي ابنة من؟
قلت: ابنة الفساد!
قالت نفسي (الأمّارة بالخير): والجد ما اسمه؟
قلت: الظلم.
قالت نفسي بسخرية: ما شاء الله!.. عائلة مُنحطة!!
قلت مبتسمًا: يحدث في أحسن العائلات أن يخرج فرع سيئ!
قالت: وأين وُلدت السيدة بطالة؟
قلت: في مستشفى «البيروقراطية المركزي» في جناح «اللامبالاة وانعدام المسؤولية» على يد الطبيبة «محسوبية» وبمساعدة الممرضة «اختلاس»، والممرضة «واسطة».
قالت: ألم تلاحظ إدارة المستشفى وجود تشوهات في هذا المولود، واعتلال في صحته، وخلل في جيناته الوراثية؟!
قلت: إدارة المستشفى لا تسمع سوى أصوات رؤساء الأقسام.. ولا تصدق سوى تقاريرهم الطبية، والتي تقول (كلّه تمام!) ورؤساء الأقسام أبناؤهم أصحاء.. وحساباتهم منتفخة!
قالت: ولماذا لا تخاطب إدارة المستشفى؟!
قلت: فعلت..
قالت: متى؟
قلت: الآن!
قالت: وما هو الحل؟!
قلت: القضاء على الأب والجد.. حتى لا نرى الابنة والحفيدة.
قالت: وكيف يتم هذا؟
قلت: الحل في كلمة واحدة، اسمها (العدل).
قالت نفسي: (بعد أن أصابتها بعض الريبة من حديثي): تعالَ لنتكلم بصراحة.. هل أنت ضد الوطن؟
قلت: الحقيقة.. أنا مع الوطن.. لأنني دائمًا ما أحاول أن أقول له ما يجب أن يُقال.. حسب المساحة المتاحة.. الذين يقفون «ضد الوطن» هم هؤلاء الذين يكذبون عليه ليل نهار، ويصورون له أن كل الأمور رائعة، وأن الخطأ صواب.. فقط لأنه هو الذي ارتكبه!
هؤلاء: يخونون الوطن، ويكذبون عليه، ويبيعون المواطن لأول مشترٍ.

منصور الغايب
25-12-2010, 09:26
خيالي يتذكر ، ذاكرتي تتخيّل !
(أ)
المتفائل: هو من ينظر إلى النصف الممتلئ من الكأس.
المتشائم: هو من لا يرى إلا النصف الفارغ منها.
المُفكر: هو الذي ينشغل بنوع الكأس وتاريخها وجودتها.
رجل الدين: هو الذي يسأل عن نوع الشراب الموجود فيها.
المُعارض: هو الذي لا يرى سوى الخدش الصغير في طرف الكأس.
السياسي: هو الذي يقوم بتلميعها.. حتى وهي فارغة.
المواطن: هو الذي يحلم أن يشاركهم الشرب منها!
و.. كأسك يا وطن.
(ب)
إيمان العقلاء.. بناء.
إيمان الحمقى – بأي شيء – كارثة!
(ج)
سألني المذهبّي : ما مذهبك ؟
قلت له : « سيعي «
قال : ماذا ؟!!
قلت : « شني «
أخرج مسدسه ، وصوّبه نحو رأسي ... ومات !!
(د)
للبيوت – مهما كانت متواضعة – دفء .. ورائحة طيبة
لا يشعر بهما سوى الغرباء .
(هـ)
هذه « الإدارة» مهووسة بنظافة المدينة .
نسيَت أن أول خطوة لـ « تنظيف» المدينة: تغيير الإدارة « الوسخة»!
(و)
كانت الأمهات يوصيننا بأن « نمشي جنب الحيط «!
أيها الآباء: متى يسقط هذا الحائط؟.. فلقد مللنا المشي بجانبه.
أيها الأبناء: اهدموووووووه !
[ الجدار الخيالي الموجود في رأسك أخطر ألف مرة من كل جدران الواقع ! ]
(ز)
..حتى «المثقف» – مع تراكم الشهرة وكثرة المريدين – يتحوّل مع
الزمن إلى «سلطة».. يحتاج إلى من يكسر سطوته!
أنا هنا لا أتحدث عن «ثقافة السلطة».. أنا أتحدث عن «سلطة المثقف»
.. هذا الذي يمضي عمره ليكسر صنما ما ليتحوّل بعد زمن إلى بديل له!
(ح)
حتى العنكبوت..
يرى أن بيته الواهن من أقوى البيوت!
(ط)
هنالك من يضع فوق رأسه (عمامة) الشيخ.
وهناك من يرث (طربوش) الباشا ، وأمواله .
وهناك من يفضّل (طاقية الإخفاء) !
وهناك من يختار (القبعة العسكرية) .
وهناك من يصحو من النوم ، ويجد (التاج) بجانب سريره !
أنا لا يوجد فوق رأسي أي من هذه الأشياء ..
أحب أن أدخل إلى العالم برأس ٍ حر !

منصور الغايب
27-12-2010, 07:14
(ي)
بيوتنا بلا أبواب ..
نخاف أن يأتي الضيف ويخجل أن يطرقها
نخاف – وفي غفلة منّا – أن تغلقها الريح في وجه عابر سبيل !
(ك)
كل شعب له « رقصته « وطريقته لابتكار الفرح .
من أكثر الشعوب مدنية وتحضرا ً إلى أكثر القبائل بدائية في أدغال أفريقيا .
كل جماعة تبتكر « رقصتها « الخاصة ..
إذا ً ، من هذا التافه الذي قال لنا : ( من رقص .. نقص ) ؟!
(ل)
هذا الكاتب ..
رئته تدربت على استنشاق الأكسجين وإعادة إنتاجه ..
لهذا : لم – ولن – يختنق !
(م)
عندما تقوم بسرقة « مصرف « .. أنت لص.
عندما تقوم بسرقة « بلد « .. أنت من الأعيان !
هذا ما يسمونه في العالم العربي « الخصوصية « الوطنية .
(ن)
الحرب : العالم ينزع رأسه ، ويستبدله بحذاء عسكري !
(س)
متى نعرف أن هنالك فرقاً شاسعاً وكبيراً بين « الخلاف « والاختلاف « ؟!
وأن امتلاكنا لنفس « العين « .. لا يعني اتفاقنا على « نظرة « واحدة !
الخلاف : فقر .
الاختلاف : ثراء .
(ع)
الحوار – كما أراه وأؤمن به – هو أن تأتي فكرتي لكي تتلاقح مع فكرتك ، لكي تولد فكرة ثالثة .
فكرة أروع .. خالية من عيوب الفكرتين .. فكرة نتشارك بالإيمان بها والدفاع عنها .
(ف)
هنالك من يرى أن الحوار فرصة لـ ( قول ) ما يريد أن يقوله للآخر ..
ولا يفكر أنه فرصة – أيضاً – لـ ( سماع ) ما يريد أن يقوله الآخر له !
(ص)
الطين : هو خوف .. وحلم .
الماء يخاف أن يتحوّل إلى تراب ..
التراب يحلم بأن يتحوّل إلى ماء !

منصور الغايب
29-12-2010, 08:32
(ق)
الدمعة : بحر صغير
البحر : دمعة كبيرة
لكي تصل إلى المعنى ، لا تتخيّل الشاطئ الضيق .. تخيّل اتساع العين !
(ر)
الفرق بين ( الحرية ) و ( الجزية ) : نقطتان ..
من منكم يمتلك الممحاة ؟!
(ش)
أسوأ ما يمكن أن يتعرض له (فمك) في هذه الحياة :
أن ( تغلقه ) السلطة و ( يفتحه ) طبيب الأسنان !
(ت)
القناعة : كنز الفقراء .
والفقر : سياسة .
والسياسة : توزيع هذا الكنز على الفقراء !
(ث)
الأكسجين الذي يخنقنا.. هو «أكسجين» مشبوه!
لا تصدق المدافعين عن الهواء المُلوّث لأنهم سيقولون إن الخلل في أنفك .
(خ)
بعض ما ينمو فينا - من مشاعر وأفكار - يحتاج إلى القص
أو النزع .. تماما مثل الشعر الزائد!
(ذ)
«ثقافة الضجيج» لا تنتج الأفكار .. فقط تنتج الصراخ والأصوات المزعجة.
ومن يمتلك «الميكرفون» يصبح سيّد المشهد المشوّه!
(ض)
لا تنحني مثل علامة استفهام
قف في وجه العالم مثل علامة تعجب!
(ظ)
في حياتنا نلتهم كل ما على الأرض من مخلوقات.
بعد موتنا تأتي أدنى المخلوقات لتلتهمنا: «دودة» الأرض!
(غ)
(من حفر حفرة لأخيه وقع فيها) عبارة مثالية تدّعي أن النهايات
عادلة وطيبة والدليل أن الحُفر ممتلئة بـ(الإخوة) المغدور بهم !

منصور الغايب
01-01-2011, 08:29
الـ ( لا ) حروفها أقل من الـ ( نعم ) .. وتكلفتها أكبر !
(1)
في الخرطوم – في مؤتمر القمة الرابع – قال العرب (لاءاتهم ) الثلاث الشهيرة :
لا صلح ، لا اعتراف ، ولا تفاوض مع العدو الإسرائيلي.
اثبت التاريخ أن ( لا لا يا الخيزرانة بالهوى ميلوكي ) أقوى ، وأكثر ثباتا ً ، وأطول عمرا ً
من ( لاءات ) الساسة العرب !
(2)
أشهر ( لا ) في تاريخ أمريكا ، هذه الـ ( لا ) التي قالتها امرأة سوداء حُرة في وجه رجل ابيض .
كانت « روزا باركس « تعيش في ذلك الزمن الذي يُكتب فيه على واجهات بعض المطاعم عبارة ( يُمنع دخول السود ) .. وفي الحافلات العامة عندما يأتي رجل أبيض ولا يجد مقعداً فارغاً .. يتجه إلى أحد السود ليقوم من مكانه ويجلس بدلا ً منه ! .. كانت « روزا « تشعر بالقهر من هذا المشهد .
في ليلة من ليالي أيلول الباردة من عام 1955م وبعد ساعات من العمل المضني في محل الخياطة خرجت « روزا باركس « إلى موقف الحافلات لتتجه إلى منزلها .. صعدت إلى الحافلة التي لم تمتلئ بعد بالركاب .. جلست على أقرب كرسي .. بعد محطتين أو ثلاث امتلأت الحافلة .. أتى أحد الركاب البيض .. تلفت حوله .. لم يجد أي كرسي فارغ .. و – كالعادة – اتجه صوب امرأة سوداء – روزا باركس – وطالبها بالنهوض من مكانها ليجلس بدلا ً منها .. ولحظتها قالت ( لاءها ) العظيمة .. صرخ جميع الركاب البيض في وجهها وشتموها وهددوها .. قالت : لا . توقف سائق الحافلة وطالبها بالنهوض من مكانها .. قالت : لا . اتجه السائق إلى أقرب مركز شرطة ، وتم التحقيق معها ، وغرمت 15 دولارا ً نظير تعديها على حقوق البيض !!
من هذه الـ ( لا ) اشتعلت لاءات السود في كافة الولايات ، وتضامنا مع « روزا باركس « بدأت حملة لمقاطعة كل وسائل المواصلات واستمرت حالة الغليان والرفض وامتدت لـ (381) يوما ً إلى أن حكمت إحدى المحاكم لـ « روزا باركس « .. وتم إلغاء الكثير من الأعراف والقوانين العنصرية .
من خلال هذه الـ ( لا ) الرائعة الحرة تغيّرت أوضاع السود .
من خلال هذه الـ ( لا) استطاعت هذه المرأة أن تحافظ على ( مقعد ) في حافلة صغيرة ، لتستمر حركة الحقوق المدنية ، وبعد نصف قرن يأتي ابن بشرتها السوداء لينتزع أكبر ( مقعد ) في الولايات المتحدة !
في أكتوبر عام 2005م توفيت « روزا باركس « عن عمر يناهز 92 عاما ، وتم تكريمها بأن رقد جثمانها بأحد مباني الكونغرس في إجراء لم يحظ به سوى (30) شخصا منذ عام 1852م ، وفي حياتها مُنحت أعلى الأوسمة .. ولكنها – قبل هذا – منحت نفسها الوسام الذي لا يستطيع أي أحد أن يمنحه لك .. سواك : وسام الحرية .. عندما قالت ( لاءها ) الحرة العظيمة .
(3)
قمت بإجراء استبيان ( على نفسي طبعا ً ! ) لمعرفة إجابة هذا السؤال :
ما هي أشهر ( اللاءات ) السعودية ؟.. وكانت النتيجة كالتالي:
ـ ( لا عاد تعودها ) .
ـ ( لا تردين الرسايل / ويش أسوي بالورق ؟ )
ـ ( لا يوجد سرير ، لا توجد وظائف ، لا يوجد مقعد ، لا يوجد ترسيم ، لا يوجد برسيم ، ...... )
والكثير من اللاءاااات الرائعة .. المروعة !
(4)
وفي الختام ، اهدي هذا البيت من الشعر لكافة المواطنين العرب ، والذي كأنه كـُتب لهم ، ليصف حالتهم المستعصية :
ما قال (لا) قط إلا في تشهده
لولا التشهد كانت (لاءه) : نعم !!

منصور الغايب
05-01-2011, 07:14
سأحدثكم عن « محمد صالح عبدالرحمن « :
لا تعنيه كل هذه الثرثرة الوطنية الذي يشعلها اليمين واليسار.
لم يقرأ كل التقارير الإعلامية عن « حرب محتملة في المنطقة «.
لم يعد يتابع ارتفاع سعر برميل النفط.
سمع عن « الكاشيرة « وحتى هذه اللحظة لا يعرف معنى هذه الكلمة الغربية.
معرفته بالنظريات الاقتصادية لا تتجاوز معرفة باراك اوباما بصنع « الكليجا «.
يسمع بـ « الإسلاميين « و « الليبراليين « و « الاختلاط « و « إرضاع الكبير « و « التشدد « و « التغريبيين « .. ولا يلقي لها بالاً.. بل يردد بينه وبين نفسه: (والله من الفضاوة)!
يزعجه ارتفاع سعر الطماطم أكثر من انزعاجه من السياسة الإيرانية في المنطقة..
أما سعر كيس البصل فهو أهم لديه ألف مرة من « الحوار الوطني «.
« محمد صالح عبدالرحمن « مواطن سعودي على مشارف الثلاثين من عمره..
يعيش في جدة والرياض وتبوك ورفحاء ونجران والزلفي والقطيف وشرورة وأبها..
وفي كافة الجهات والمناطق.
وكما قلت لكم قبل قليل:
معرفته بالاقتصاد لا تتجاوز ما يعرفه الزميل « محمد السحيمي « من اللغة الصينية..
ولكنه يُجيد الحساب، ويستطيع أن يضرب 10 ملايين برميل في 100 دولار في 3,75 ريال
ليصل إلى هذه النتيجة: 120 مليارا خلال شهر.
« محمد صالح عبدالرحمن « يسألكم بحسرة:
120 مليارا خلال شهر ولم تستطيعوا أن توفروا لي وظيفة وبيتا؟!

منصور الغايب
08-01-2011, 10:07
لا تخن الأرض التي أنبتتك .
(1)
هناك شجرة للزينة فقط .. لا تنتظر منها أي شيء آخر .
وهناك شجرة لا تمنحك سوى الظل .
وهناك شجرة تمنحك الظل ، والمنظر الخلاّب ، والثمار اليانعة .
والبشر مثل الشجر !
(2)
لا تحاول أن تجبر الأرض الصحراوية على أن تقبل البذرة الغريبة
ستكون النتيجة : ثمارا مشوّهة !
(3)
الأفكار مثل الأشجار : بحاجة إلى ضوء
الأفكار التي تنمو في الظلام .. أفكار حادة ومتطرفة .. وأحيانا ً قاتلة !
(4)
أحد الأصدقاء جلب بعض البذور من إحدى البلاد البعيدة وأراد أن يزرعها في حديقة منزله..
وكانت النتيجة خروج نبتة صحراوية نعرفها جيدا ً ولم تنمُ البذور الغريبة .
هل كانت الأرض تخبئ بذورها انتظارا لزمن أخضر ؟!
أم أن الأرض كانت تدافع عن نفسها وهويتها ضد هجمة هذه البذرة الغريبة ؟!
(5)
بعض الأشجار بلا مبدأ :
غصن منها يشعل النار ويضيء ليلك الحالك .
وغصن آخر يتحول إلى « هراوة « في يد شرطي !
(6)
قلت سابقا ً :
ـ ليس ذنب المطر أن هذا التراب تحول إلى وحل .. ولم يصبح غابة !
ـ لا تحاكموا التفاحة الفاسدة .. وتنسوا التربة التي أنبتتها !
(7)
بعض البشر في هذا الزمن يحدث له مثلما يحدث للنباتات عندما يعبث بجيناتها العلماء :
تصبح البرتقالة بحجم البطيخة .. ولكنها بلا طعم!
(8)
عند تاجر العقار : كل أرض هي صالحة للبيع .
مشكلة عندما تعيش في زمن عربي لا تعرف فيه الفرق بين تُجار العقار والساسة !
(9)
الأرض بتتكلم ( عبري ) !
تبا ً للأخطاء المطبعية الفاضحة .. والاعتذار الشديد لسيّد مكاوي .

منصور الغايب
10-01-2011, 07:07
لا بد أن المسئولين – أو هكذا يخيّل لي – يتابعون ما تنشره الصحافة السعودية من أخبار أو مقالات تهتم بالشأن المحلي ( وتشارك بشكل ما بتشكيل الرأي العام ) ويطلعون من خلالها على غضب الشارع السعودي تجاه أمر ما ، ويعرفون مدى رضا المواطن أو سخطه تجاه الخدمات المقدمة له ومستوى المعيشة للغالبية العظمى من الشعب . وأظن – أو هكذا يخيّل لي – أن هنالك من يهتم ، ويبحث عن الحلول .
عندما يُنشر خبر تزاحم أكثر من 120,000 شاب سعودي للتقدم لنيل وظيفة بسيطة ( جندي في قطاع أمني ) والغالبية العظمى منهم يحملون الدبلوم والبكالوريوس وبعضهم الماجستير .. فتأكد أن هنالك خللا عظيما ، ومشكلة وطنية كبيرة .. وهذا المشهد كفيل بوصول الصورة – وبشكل واضح – لكل مسئول في البلد .. فهل هنالك حل ؟.. وهل هناك برنامج وطني واضح وصريح للقضاء على البطالة في أثرى بلد على وجه الكرة الأرضية ؟
عندما تمتلئ الصحف بإعلانات الشكر للأمراء والمحسنين بسبب علاج مواطن على نفقتهم الخاصة .. من حقنا أن نسأل : أين وزارة الصحة وملياراتها في كل ميزانية ؟.. لماذا يستجدي المواطن العلاج وهو أحد حقوقه ؟.. وعندما تسمع صراخ الغالبية من سوء الخدمات الصحية .. فتأكد أن هنالك خللا عظيما .. فهل هنالك حل ؟.. وهل هناك برنامج وطني واضح وصريح لتحسين الخدمة الصحية المقدمة لهذا المواطن ؟
تأجيل النظر إلى المشكلة ( أي مشكلة ) وعدم الاعتراف بوجودها ، ليس حلاً للمشكلة . نحن بهذا الشكل نجعلها تكبر بصمت .. بالضبط مثل مريض اكتشف وجود ورم في جسده ، وهربا ً من المواجهة قرر تأجيل الفحص الأكيد لاكتشاف نوع الورم وحجمه . يريد أن يطمئن بشكل مؤقت ، متجاهلاً احتمال انتشار الأورام وصعوبة علاجها مستقبلاً .
بلادي .. يا من وصل خيرك لمشارق الأرض ومغاربها..
بعض أولادك العاطلين وقفوا على بابك ، وهم يغنون :
ولم أر في عيوب الناس عيبا / كنقص القادرين على التمام .
فما الذي ينقصك يا بلادي ؟!.. هل هو الصوت ، أم الصدى ، أم شيء خفي بينهما ؟!

منصور الغايب
12-01-2011, 07:12
(1)
حسب المتراكم في الذاكرة العربية.. تشكـّل وعي بهذا الشكل:
يحترم السياسي إذا تقرّب من الفقيه.
ويحتقر الفقيه إذا تقرّب من السياسي.
الناس في الأولى يظنون أن السياسي « يخاف من الله «.. ويبحث عن الآخرة.
وفي الثانية يجزمون أن الفقيه يخاف من السلطة.. ويبحث عن الدنيا.
علما أن النتيجة في الحالتين.. واحدة:
سيجد الناس أنفسهم أمام سلطة الدنيا تساندها سلطة الآخرة.
أي خروج في هذه الحالة، هو: تمرد وكفر..
وإعلان عداء مع الأرض والسماء!
(2)
الفقيه المقرّب دائما سيجد في (نصوص) الشريعة ما يخدم السياسي
ويقف بجانبه ضد خصومه.
فإن لم يجد.. فلن يتردد بابتكار (تفسير) يساند الحالة التي يمر بها السياسي!
(3)
(الفقيه) و (شاهبندر التجار) و (شاعر البلاط): أوراق يلعب بها السياسي.
إذا فكر أحدهم بالخروج من اللعبة - أو التحول من (ورقة) إلى (لاعب) مستقل - سيتعامل معه السياسي الذكي بهذا الشكل:
أولاً: سيحاول شراءه.
ثانياً: سيرضي غروره بأن يجعله شريكا (صغيرا وغير مؤثر) في اللعبة.
فإن لم تنجح العروض المقدمة إليه.. سيأتي الحل الثالث: يُحارب بنفس الأسلحة التي يمتلكها.. فإن كان فقيهاً يحاربه فقهاء السلطة، وإن كان مثقفاً يحاربه مثقفو السلطة.. وهكذا.
والزنزانة التي أفتى بها الفقيه، وغض المثقف بصره عنها، جاهزة لاستقبال الاثنين!
وتبقى كافة الأوراق في يد « السياسي « - وما يمتلكه من أجهزة - يقلبها كيفما يشاء.. ويلعب على متناقضات اليمين واليسار، والفقيه والشاعر، ويزرع في اليمين يمينا له وفي اليسار يسارا يبجله. وغالبا ما يحدث هذا بمساندة شاهبندر التجار.
(4)
تأملوا في هذا المشهد الفانتازي / المخيف:
(الفقيه) رجل الدين، و (شاهبندر التجار) رجل الأعمال، و (شاعر البلاط) رجل الإعلام والثقافة: هم ثلاثة رجال في رجل واحد!
ـ ثلاثة في واحد؟!.. كيف؟!
ـ هذه خلطة سريّة لا يجيدها سوى السياسي العربي الماهر!
ـ وما النتيجة؟
ـ المزيد من الاستبداد.. القليل من الحرية.

منصور الغايب
15-01-2011, 09:32
(أ)
لا شيء أقسى من الشعور بالخيانة ..
كأنك تشرب دمك في كأس صُنعت من لحمك !
(ب)
في أمريكا : إذا كنت تُجيد الخطابة ، وتصافح أكبر عدد ممكن من الناس خلال حملتك الانتخابية ، فمن الممكن أن تكون الرئيس القادم .
في أماكن أخرى : إذا عقدت الصفقات وصنعت التحالفات بشكل جيد ، وناورت بشكل ذكي ، فمن الممكن أن تكون الرئيس القادم .
في إسرائيل : إذا قتلت وسجنت أكبر عدد من العرب .. فمن الممكن أن تكون الرئيس القادم .
في العالم العربي : إذا كنت لا تجيد فن الخطابة ، وتشمئز من مصافحة العامة ، وكل صفقاتك سرية ، ولا تناور بشكل جيّد ، ولا يوجد لديك – أصلا ً – برنامج واضح تناور لأجله ، و ( قتلت وسجنت أكبر عدد من العرب ) ف بالتأكيد أنت الرئيس السابق ، واللاحق ، والحالي .
(ج)
الهزيمة لها طعم مر ..
سواء كانت في لعبة كرة قدم ، أو سياسة خارجية أو اقتصادية ، أو حرب كبرى .
وكرة القدم مشهد صغير .. يكشف الكثير من المشاهد الاخرى .
(د)
حتى الحمقى يعرفون كيف يبتسمون ..
إذا ، ما فائدة هذا الذكاء الذي تمتلكه ولا يجعلك تبتسم ؟
أرجوك .. لا تقل لي أن ذكاءك هو سبب تعاستك .
هذا ذكاء غبي !
(هـ)
كلما اكتشفت أسرار الأشياء المبهجة ، كلما ابتعدت عنك لذة الاكتشاف الأول ، وقلّة المتعة!
(و)
عجبا ً لهذا « المستبد « .. في كل العصور ومع اختلاف الأماكن يكرر نفس الأخطاء !
(ز)
من أخطر الأشياء التي تواجه المجتمع الذي يتحكم به الفساد أن يُصاب بعمى الألوان ..
فيرى الفاسد نبيلا ً ، ويرى النبيل « أحمق« لا يعرف كيف يشارك باللعبة !

منصور الغايب
17-01-2011, 07:13
(أما قبل):
في آخر خطاب له .. قال لهم :
أنا فهمتكم .. أنا فهمتكم .. أنا فهمت ما تريدونه .
يا إلهي .. الرئيس العربي يحتاج إلى ربع قرن ليفهم ما يريد شعبه !
(1)
كان ضعيف البنية ، وعاش وهو يعاني من خلل في القلب رافقه منذ الولادة .
آلمه كثيرا ً فراق الطفلة التي أحبها .
عاش في زمن لا يعرف قيمته .. وحلم بـ 14 يناير قبل سبعة عقود .
وحرّض أهله وناسه للذهاب إلى هذا اليوم المجيد.
من منكم لم يردد أبياته خلال اليومين الماضيين؟
من منكم لم تصله هذه الرسالة الهاتفية :
إذا الشعب يوما ً أراد الحياة / فلا بد أن يستجيب القدر ؟
الإقطاعيون في زمانه لم يعجبهم غناؤه ..
الوعاظ قالوا : كيف تحكم على وجوب « استجابة القدر « ؟ .. أستغفر الله !
هل تعرفون اسم أي إقطاعي أو واعظ من ذاك الزمان ؟ .. الإجابة : لا .
ولكنكم بالتأكيد تعرفون اسم شاعر تونس العظيم : أبو القاسم الشابي .
(2)
مات شابا ً في منتصف العشرينيات من عمره ..
مات ولم تمت كلماته .
الكلمات الحرة لا تموت .. وحدها إماء الكلمات تولد ميتة !
في مساء الـ 14 من يناير قال القمر التونسي كلماته .
كانت (.. ولا بد للقيد أن ينكسر ) : خبرا ً عاجلا ً في كل قنوات الدنيا .
كانت النجوم في السماء التونسية .. تغني :
ومن لا يحب صعود الجبال / يعش أبد الدهر بين الحفر .
كانت الشوارع ، والأرصفة ، والأزقة ، وأعمدة الإنارة ، والدماء الطاهرة .. تغني :
هو الكون حي يحب الحياة / ويحتقر الميت مهما كبر .
(3)
أبو القاسم .. هل تعلم أن زميلك العظيم « محمد الثبيتي « مات في 14 يناير ؟
يا لهذه المفارقة المؤلمة .. والفراق المؤلم .
أعلم .. أعلم يا سيدي أن كلماته لا تموت .. ولكنني حزين لفراق سيد البيد ..
وأجزم أنه ، كان سيكتب لكم قصيدة عظيمة ، وأنه يحبكم برشا .. برشا ..
وأنا أحبكم برشا .. برشا ..
و .. دع عنك كل البيانات الرسمية..
وقل للتوانسة العظماء : الشعوب العربية تحبكم برشا .. برشا .. برشا ..
(أما بعد):
على وكالات الأنباء أن تتأكد من عربة « بو عزيزي « :
هل كانت عربة خضار .. أم عربة التاريخ الذي لا يستطيع أحد إيقافه ؟!
الأكيد : أن التاريخ سينسى الكثير من المركبات الفاخرة .. وأصحابها ..
ويقف طويلا ً عند « عربة خضار بو عزيزي « .
وعلى بعض الحكومات العربية أن تعرف ، أنه في كل بيت عربي يوجد « بو عزيزي « .. وعليها أن تجد طريقة ما للتصالح معه ، وسماع صوته ، وتحقيق بعض مطالبه المشروعة .

منصور الغايب
19-01-2011, 08:10
سمو الأمير : سلام ومحبة..
وأبارك لك موقعك الجديد، وقبلها أقول: أعانك الله.
أكتب لك هذه الرسالة لعدة أسباب:
أولاً: لأنك شابٌ في أعمارنا، وتعي ما نقوله، وأثق أنك ستتعامل معه برحابة صدر.
ثانيًا: شاهدتُ في بعض القنوات الرياضية.. بعض العاملين في الوسط الرياضي «يقلقسون».. وهي مفردة شمالية تجمع: النفاق، والكذب، و«وساعة الوجه»!
ثالثًا: أنا لستُ كاتبًا رياضيًّا، ولا علاقة لي بهذا الضجيج الذي يصنعه التعصّب.. أنا «مواطن» يفرح إذا تفوقت فتاة من بلاده في الطب، أو قام شاب من بلادي بإنجاز شيء ما.. أو سجّل لاعب من بلادي هدفًا في مرمى الخصم، (حتى وإن كان تسللاً واضحًا!)، وتحزنني الهزيمة في أي شيء، وبأي مجال.. وأكرهها.
أخي نواف بن فيصل:
سيحاصرك هؤلاء «المقلقسون».. سيتحدثون عن عبقريتك، وعن إنجازاتك..
قل لهم في وجوههم: لم أعمل حتى الآن.. عندما أعمل، وأنجز صفقوا لي.
انتبه منهم يا أخي.. هؤلاء يبحثون عن حظوة ومنصب.
انتبه من العقليات الساذجة التي تأتي للعمل لـ (الوطن)، ولا يزال تفكيرها: (هلال)/ (نصر).
انتبه من الذين يصفقون لك قبل أن تنهي جملتك.
أخي نواف بن فيصل:
اجمع حولك الرجال الشجعان، الذين لديهم القدرة على الاختلاف معك..
ستخبرك الأيام والتجربة: أنهم أكثر فائدة من النوع الثاني.. وأصدق.
أخي نواف بن فيصل:
نحن في زمن مفتوح تعددت منابره.. واستطاع كل الناس أن يقولوا آراءهم عبر هذه المنابر .. لا تكتفي بالاطّلاع -فقط- على المنابر الرسمية، فهي منافقة أحيانًا.. عليك كل فترة أن تتابع نبض الشارع، وتعرف آراء الناس من خلال هذه المنابر الإلكترونية.
أخي نواف بن فيصل:
«الرياضة» ليست شيئًا صغيرًا.. أو غير مهم -كما يتخيّل البعض- سادة الرياضة في العالم هم سادة العالم في كل شيء.. والأمم العظيمة: عظيمة في المصنع، والملعب، ومركز الأبحاث.. والأمم المتأخرة: متأخرة في كل شيء.
فليكن مشروعك الأول اتحادات منتخبة، تبدأ من الأندية.. هذا هو العمل الحقيقي.
أخي نواف بن فيصل:
مَن يقرأني يعلم أنني أكتب بمحبة وصدق، ولا أحوّل نون «النقد» إلى حاء «الحقد»..
ولستُ طبلاً صحفيًّا، ولا من حملة المباخر الإعلامية..
وهنا.. كتبتُ لك بمحبة، وأرجو أن تقرأني بمحبة..
وأعدك.. أعدك أن أكون أول المصفقين لك في أول إنجاز قادم.
أخوك: محمد الرطيان

منصور الغايب
22-01-2011, 09:46
(1)
الدخول في بعض الموضوعات هو أشبه بالمشي في حقل ألغام .. لا تدري في أي سطر ستنفجر العبارة بين يديك ، ومتى تتحول الفاصلة إلى شظية ؟!.. ستمشي / ستكتب بحذر .. ستقفز من فكرة إلى فكرة خوفاً من انفجار الأرض تحتك : سيظن « المتابع « لك أنك راقص باليه سييء ! ..
أو أنك أشبه بـ « أراجوز « ثقيل دم !
ما الحل ؟
ـ إما أن تدخل الحقل محملاً بأجهزة استشعار الألغام / حسك الرقابي الصحفي !
ـ أو أن تقفز من منطقة آمنة إلى منطقة أكثر أماناً مستعينًا بموهبة راقص الباليه والأراجوز !
ـ أو أن تتذكر أن الحياة مغامرة .. والكتابة : مغامرة .. وادخل متوكلاً على الله ومن ثم على نواياك الطيبة .
اختر الثالثة .. أو اخرج من الحقل !
(2)
في كل مكان في العالم .. الكتابة : مغامرة حلوة .
في العالم العربي – والعوالم الشبيهة له – الكتابة : مغامرة حلوة .. وخطرة !
(3)
الكلمات متاحة للجميع ..
الفرق يكمن في العقل الذي يقوم بترتيبها ..
وتلك الحساسية التي تعرف كيف تضع كل « كلمة « في مكانها المناسب .
عشر كلمات امنحها لشخصين :
أحدهما سيصنع منها عبارة غبية ..
والآخر سيصنع منها عبارة فاتنة ومدهشة .
(4)
انتبه لكيمياء الكلمات :
إذا جمعت عنصرين من الكلمات الخاطئة ستنتج لك مادة / عبارة متفجرة !
وأحيانا ً تجمع كلمتين .. فتنتج الأكسجين .
(5)
حلّق مع الكلمات مثل طائر حر .. سقفه : السماء.
اشتغل عليها بصبر صانع سجّاد فارسيّ ..
ولاعبها برشاقة راقص ماهر .
اختر من الكلمات الأشهى .. وخذها معك إلى سريرك !
دعها تتعرى أمامك لتكشف لك كل السحر المخبأ في روحها .
فجّر الـ ( كلمات ) ..
لتصبح : ل ك م ا ت
و : م ل ك ا ت
وكن رقيقا وجهّز لها التيجان .. وكن شرسا ً وارفع القبضة !
(6)
الكلمات : خبز شهي .
لا بد أن ( تُزرع ) في حقل المعرفة .
وتنمو ( سنابل ) روحك باتجاه الشمس .
و ( تطحنك ) الحياة ، و ( يعجنك ) القلق ، ويلسع ( التنور ) أطراف أصابعك ..
لحظتها ..
في مكان ما من هذا العالم ..
وعلى مائدة طيبة : يلتهمك ( القارئ ) بمحبة ..
ويدعو الله أن يحفظ أصابعك وحقلك وعقلك .

منصور الغايب
24-01-2011, 09:52
أرسل لي عمنا الجميل كاسمه “جميل فارسي” رسالة إلكترونية تحتوي على بعض الصور الرائعة من « النمسا « : مقاه تذكرك بمقاهي شارع التحلية .. وشوارع أنيقة تذكرك بشوارع حفر الباطن .. وسواحل رائعة ونظيفة تذكرك بسواحل جدة .. والبيوت بألوانها المتناسقة تذكرك بالمدن في بلادي . . وذكرتني هذه الصور الرائعة بذلك السؤال القديم الذي أقلق الفلاسفة والمفكرين على مر التاريخ ولم يجدوا له إجابة إلى هذا اليوم ، وهو : كم نمسًا بالنمسا ؟!
هنالك من قال أن النمسا تكاد تخلو من كائنين لا يوجدان على أراضيها : النمس و أمين الأمانة .
وهناك من قال أنه لا يوجد بلد في العالم إلا ويوجد به نمس واحد على الأقل .. وصاحب هذا الرأي يؤكد أن كلمة ( النمسا ) يوجد بها نمس واحد !
وهناك من يرى أن النمس بحاجة لبيئة مختلفة و شبوك ومحميات .
* * * *
وقال أحد العارفين ببواطن الأمور ، وهو شيخ جليل طاعن بالسن جاب الأمصار والأقطار:
ـ هل تعلم يا بني أن هنالك أكثر من أحد عشر جنسا من النموس تضم أكثر من 400 نوع تعيش في العالم القديم أشهرها النمس الهندي الرمادي اللون.
( صوت مواطن : يخرب بيتهم بكافة أنواعهم! )
ـ هل تعلم يا بني أن من صفاته : انه يهاجم المناطق المأهولة بالسكان ويسطو على الطيور الداجنة.
( صوت مواطن : ليته يكتفي بالطيور الداجنة!)
هل تعلم أنه مخلوق شديد الحذر وسريع جدا ً.
( صوت مواطن : عارف .. عشان كذا ما قدروا يقبضون عليه ! .. ولا ّ القانون عدّاه العيب ! )
هل تعلم أنه يشتهر ببراعته ومهارته في القضاء على الأفاعي السامة و المصريون القدماء اعتقدوا انه حيوان مقدس حتى أسموه فأر فرعون .
( صوت مواطن : بس المصريين القدماء اللي يقدسونه ؟!! )
هل تعلم انه يتمتع بحاسة شم قوية جدا.
( صوت مواطن : وتجعله يشم رائحة المناقصات قبل إعلانها ! )
* * * *
التفت للشيخ الجليل ( والذي يبدو انه سرق المعلومات من موسوعة ويكيبيديا ) وشكرته .. وقلت له .. ولكنك لم تجب على السؤال الأهم : كم نمسًا بالنمسا ؟
انتفض كأن عقربا سامة لدغته .. وقال :
وأنا وش دخل أهلي ؟.. روح أسأل جميل فارسي !

منصور الغايب
26-01-2011, 07:20
(1)
قبل يومين نشرت إحدى الصحف المحلية خبراً عن هواية عجيبة لأحد المواطنين وهي (جمع علب الكبريت) ويحاول من خلال هذه الهواية دخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية وذلك بعد جمعه لـ 300 ألف علبة كبريت. وهذا المواطن حر في هواياته، حتى لو أراد أن (يجمّع قواطي!) هذه حرية شخصية علينا أن نحترمها.. الذي أزعج الناس – عند قراءة الخبر الغريب – وأصابهم بالامتعاض أن هذا المواطن عضو مجلس شورى سابق، وكانوا يتمنون أن تكون هوايته جمع مشاكلهم والبحث عن حلول لها، ومطاردة الفساد وكشفه ومحاربته، ولكنه بدلاً من (إشعال) المجلس بالقضايا اكتشفوا أنه يقوم بحفظ (أعواد الكبريت)!
(2)
هذا الخبر ذكرني بخبر – تم نشره قبل فترة – وهو: اجتماع السادة أعضاء مجلس الشورى وتشكيل لجنة لمناقشة قضية مهمة ومُلحة وخطيرة، ولا تحتمل التأجيل، ألا وهي (الزي الوطني الموحد)!!
وكم تمنيت لو أنني عضواً في هذه اللجنة العظيمة.. لأقترح عليهم التالي:
- تغيير مسمى (سروال السنة) ليشمل بقية المذاهب، وابتكار سروال جديد، وأقترح أن تتم تسميته بـ (سروال الآخر)!
- تشكيل لجنة شرعية بالاتفاق مع مختصين لقياس طول الثوب.. وتعميم القياس على الشعب!
- منع بث بعض الأغاني التي تهدد وحدة الزي الوطني مثل (ميّل عقاله ولد شمّر).. وتشكيل لجنة من هيئة المواصفات والمقاييس لقياس (الميلة) الموحدة لــ العقال الوطني.
- الاتفاق مع خبير شمالي – ويُفضّل أن يكون من طريف أو القريّات – لتحديد (فروه) وطنية موحدة.. ويشترط أن تبدأ التجربة مع أعضاء اللجنة في المجلس (في حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية) على أن تكون (الفروه) الوطنية من نوع (الطفال).. لعلها تكون كفيلة بتخليصنا من بعض أعضاء اللجنة!!
- مناقشة الانقسام الحاد في توجهات وأزياء الناس، بين فئة من الشعب تلبس (العقال) وفئة أخرى لا تلبسه، وكيف أن بعضاً من المناصب والوظائف في البلد يتم تقسيمها حسب وجود (العقال) أو غيابه.. فمثلاً: من سابع المستحيلات أن تجد (مديراً بعقال) يجلس على كرسي (إدارة بدون عقال).
- إصدار قرار بمنع ارتداء الفانيلة (العلاقي) وذلك مراعاة لنفسيات إخواننا العاطلين.. لأنها تذكرهم بالملف (العلاقي) سيئ الذكر ولحظاته المأسوية في حياتهم!
* ملاحظة مهمة:
كل ما سبق ذكره من نقاط واقتراحات هي تتحدث عن الأزياء الذكورية فقط.. أما الأزياء النسائية فسيهاجر أغلب سكان الأرض للمريخ ونحن لم ننته بعد من مناقشة العباية المخصرة، والعباية على الكتف، والعباية الفرنسية... لذا أقترح أن نكتفي بمناقشة الأزياء الذكورية وتأجيل النسائية للألفية الرابعة.. والله ولي التوفيق.
(3)
«نفسي.. ومنى عيني» لو كنت أعرف أسماء أعضاء الشورى الذين ناقشوا هذا القانون..
أولاً: لكي أتقدم بالشكر لهم نيابة عن الشعب السعودي.. فقد تبيّن لنا أهمية مثل هذا القانون العظيم!!
ثانياً: لكي أسألهم.. ألا ترون أن أزياءنا موحدة «خلقة»؟؟..
كل شوارع الدنيا – يا سادة – ملونة ومبهجة ومرحة، وشارعنا: رجال بثياب بيضاء ونساء تلفعن بالسواد.. هل كنتم ستقترحون أن نلبس جميعنا اللون الأسود – مثلاً؟!
ثالثاً: خلصت القضايا بالبلد؟!!
(4)
هنالك من يمر عليه العام – هو وأولاده – بنفس الثوب.
وهنالك من يأتيه العيد وليس بمقدوره شراء فستان جديد لطفلته الصغيرة.
وهنالك من قتلته البطالة، وهنالك من يحاصره الجوع، وهنالك من لم يجد سريرا في مستشفى لوالدته.
هؤلاء – يا سادة يا كرام – هم الذين يستحقون أن تناقشوا أوضاعهم.. وإن لم تفعلوا فالتاريخ سيجهز المكان اللائق لكم!!

منصور الغايب
29-01-2011, 10:42
(جسر)
هذا المقال كتبته في 29/11/2009م وأعيد نشره لكم في 29/1/2011م .. ولي أسبابي :
1 ـ مللت من الصراخ !
2 ـ مقال قديم جيّد ، أفضل من مقال جديد سييء .
3 ـ عندما تكبر المأساة .. تختفي الكلمات .
4 ـ لتعرفوا أن المشكلة ليست فيما يُقال .. بل فيما يُفعل ، وليست في كشف الجرم بل في القانون .
5 ـ ......... !
أترككم مع المقال القديم / الجديد ( والذي أرجو أن لا أقوم بنشره في الأعوام القادمة ! )
مع أمنياتي لكم بقراءة « مقرفة » !
******
قلت سابقاً:
من يريد أن ينتصر في حروب «الخارج» المهمة..
عليه قبلها أن ينتصر في حروب «الداخل» الأهم.
(1)
علينا أن نمتلك الشجاعة ونعترف أن ما حدث في «جدة» هو كارثة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى مرعب، وكل من يريد أن «يخفف» من وطء هذه الكلمة بكلمة أخرى ألطف وأقل حدة هو يخدع نفسه قبل أن يخدع الآخرين!
علينا أن نخجل من المراوغة في الأسباب، ونتوقف عن تقديم التبريرات لما حدث، فالسبب الوحيد الذي يطل برأسه وبشكل مخيف هو: الفساد!
(2)
عندما يُحمّل «هوامير الأراضي» وغيرهم من الصغار جزءاً من المسؤولية مما حدث..
علينا أن نواصل طرح الأسئلة الجارحة:
ـ من الذي سمح لهؤلاء «الهوامير» بأن يكونوا جزءاً من هذه المشكلة؟
ـ هل كان «القانون» – لحظة ارتكابهم لهذه المشكلة – نائماً؟.. أم متــواطـئا؟!
ـ أليس بينهم من هو واجهة لشخصية نافذة؟!
ـ من الذي امتلك هذه «المخططات»؟.. وكيف تم توزيعها؟.. ومن الذي أصدر صكوكها؟.. وكيف وصلتها الخدمات، وتحولت إلى أحياء، وهي غير قانونية بالأساس؟.. أين «النظــام» لحظتها؟!
(3)
جثث الضحايا تسألكم:
ألا يوجد «فاسد» واحد في هذا البلد يستحق أن يُشهر به
ويحاكم علانية نظير ما فعله بالبلاد والعباد ؟!
(4)
كل «فاسد» صغير.. يحميه «فاسد» كبير..
والواقع الذي لا يحاكم الاثنين هو واقع فاسد !!
(5)
يُقال إنه قيل لأحدهم: أنت متهم باختلاس مئات الملايين؟
قال: أنا لم آخذ من الجمل سوى «أذنه « !
ولم يخبرنا من الذي أخذ بقية «الجمل» بما حمل؟!
التاريخ سيكشف سارق «الجمل».. ويلعن سارق الأذن.
التاريخ لن يرحمكم.. ونحن لن نسامحكم.
(6)
ما حدث في «جدة» يجعلنا أمام أمرين:
ـ إما أن نبدأ حرباً حقيقية ضد الفساد، ونستحدث فيها هيئة حقيقية وذات سلطة، تتابع المال العام.. وأين ومتى يُصرف. ولها الصلاحية التي تجعلها تحاكم كل متجاوز: الكبير.. قبل الصغير.
ـ أو أن نطأطئ رؤوسنا قليلاً – ونسمح بالصراخ – إلى أن تمضي هذه العاصفة.. و «يا دار ما دخلك شر».. و.. يُرمى هذا المقال في سلة المهملات !
(نفق)
وكل « طشّت « مطر وأنت ِ بخير يا بلادي !

منصور الغايب
31-01-2011, 07:18
(1)
إن كانت مصر (أم الدنيا).. فهي من باب أولى أم للعرب جميعا.
وأي عربي لا يحب مصر فتأكدوا أن في قلبه خللا ما..
وأي عربي يكرهها فتأكدوا أنه ابن عاق !
(2)
عودوا لطفولتكم أيها العرب:
أول طبيب عالجكم.. مصري.
أول معلم درسكم.. مصري.
أول كتاب قرأتموه.. كتبه مصري وطبعته مطبعة مصرية.
أول حركات التنوير.. كانت تأتي من مصر.
أول الثورات.. مصرية.
أول الشهداء.. مصريون.
وأنا أحب مصر بكل ما فيها: من غلابا، وأناس طيبين، وفقراء..
رغم أنهم يعيشون في المقابر يعرفون كيف يضحكون ويؤلفون النكات.
أحبها: بعلمائها، ومثقفيها، ودعاتها، وفنانيها...
ولا تقولوا لي:
لا يجتمع في قلب مؤمن حب (مجدي غنيم) و(محمد منير)!
لأنني أعلم بقلبي منكم.
((3)
إنها مصر التي استطاعت أن تُصدّر لنا (لهجتها) كأنها لغة ثانية لنا..
وهي تخبئ روحها الحلوة في لهجتها.
إنها مصر التي تشعرك من أول لقاء: «كأنها وحده من العيلة»..
مصر التي تدخلها كأنك تدخل بيتك.
(4)
كتبت سابقاً:
إذا غنّت مصر.. رقص العرب.
وإذا أنجبت «عمرو دياب» ستجد له نسخة في كل عاصمة !
وإذا غنى «عبد الحليم» – خليّ السلاح صاحي – اخرج العرب
كل بواريدهم العصملية من مخازنها !
وصار رمي اليهود في البحر خيارا استراتيجيا ً لكل العرب.
أما إن جنحت للسلم، فاعلم أنه – حتى مقديشو – سيصبح
السلام خيارها (وبطيخها) الاستراتيجي !
إنها مصر:
إذا «تحجبت» سيصبح «الحجاب» أكثر الأزياء رواجاً
وإذا أطلقت لحيتها فسيقل عدد الحلاقين من طنجة إلى ظفار
وإذا خرجت للشارع وهي تحمل بيدها قنبلة وساطورا.. فاعلم أنك
سترى هذا المشهد بعد سنة، سنتين، عشرا.. في شوارع أخرى.
و:
إنها مصر.. البهيّة.. الولاّدة: تنام، ولكنها لا تموت.
(5)
يا رب النيل..احفظ بلاد النيل والمواويل من الجفاف.
يا رب الغلابا.. احفظ الغلابا من المعتدين.
يا رب مصر.. احفظ لنا أمن مصر.
(6)
يقول خبراء الزلازل:
أي هزة تصيب القاهرة.. فاعلم أن عددا من الهزات الارتدادية
سيصل مداها إلى عواصم أخرى.
ـــــــــــــــــــــ
* العنوان لشاعر العاميّة الكبير / سيد حجاب.

منصور الغايب
02-02-2011, 07:14
كي لا تعرج الفكرة لسبب ما: أتيت إليكم هذا اليوم وأنا أتكئ على عبارتين، واحدة للملك يقول فيها: (سأضرب بالعدل هامة الجور والظلم)، وعبارة أخرى للنائب الثاني قال فيها ما معناه: (إن الوزير: موظف لخدمة المواطن).. وبعد الاتكال على الله سبحانه سأخبركم ببعض الأشياء التي ستمنع – بحول الله – غرق جدة (أو أي مدينة أخرى) في المستقبل:
1- عند حدوث المصيبة، علينا أن لا نكتفي بنقد أداء (الأمين) وحده!
2- يجب أن يكون لدينا مجلس شورى يحقق طموحات الناس ويأتي أعضاؤه من كافة الجهات، مجلس له صلاحية المحاسبة.. فلقد مللنا من المجالس والهيئات التي لا نرى ثمار أعمالها!
3- أن تكون لدينا محاسبة للكبير قبل الصغير، ولا يفرق بين غني أو فقير.. وأن نكون جميعنا أمام القانون سواء.. لا حصانة ولا قدسية لأي كان.
4- أن لا يُوقف إعلامي لأنه قال الحقيقة، أو يُمنع مقال لأنه تجرأ ووضع أصبعه على الجرح.
5- أن تسقط –من أذهاننا كمواطنين– كل الهويات الصغيرة، ونتذكر هوية واحدة/ جامعة/ وطنية هي: «سعودي» ينتمي إلى بلد له سيادته وحدوده الجغرافية، وبدلاً من أن تتعلق بعض القلوب بتورا بورا وقم وواشنطن.. تتعلق هذه القلوب بالرياض. وعندما يحدث حدث جلل لجدة نشعر لحظتها كأنه حدث للرياض وأبها والقريات وعنيزة ورفحاء والقطيف وجازان ونجران وبريدة.. وعلى الدولة –بكل ما تمتلكه من وسائل– ترسيخ هذا الشعور في الوعي. ولا يتم هذا إلا إذا شعر كل أبناء هذه الجهات بأنه لا فرق بينهم في الحقوق والواجبات والمكاسب.
6- أن تفعل مؤسسات المجتمع المدني. ويشعر كل مواطن من خلال هذه المؤسسات أن له دورًا من الممكن أن يقدمه لبلاده.
7- أن نعي أننا نعيش في زمن مختلف، اختلفت آلياته ووسائل التعبير فيه، زمن مفتوح، زمن صنعته التكنولوجيا.. وأن جيل الانترنت يختلف تماماً عن جيل القناة الأولى.. لهذا علينا أن نعيد نفض قاموس مفرداتنا.
8- أن لا يختطف «المايكروفون» من جهة دون جهة.. فللجميع الحق بأن يقولوا كلماتهم الطيبة.
9- أن نحمي المال العام من الهدر، ونهتم ببيتنا، ونعمل بصدق لحل مشاكل أولادنا وبناتنا.
10- أن ينشر هذا المقال، ويُقرأ بمحبة وإخلاص، مثلما كتب بمحبة وإخلاص، ويتم التعامل معه على أنه خطاب من مواطن صادق ومحب لبلاده وحكومته.. وأراد أن يقول لكم ما يجب أن يُقال.
بهذا الشكل فقط.. لن تغرق «جدة» مرة أخرى.
بهذا الشكل فقط سنصنع «السد» الذي بإمكانه الوقوف في وجه كافة الكوارث القادمة.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم، وحفظ الله بلادنا وأهلها -بكافة طوائفهم وألوانهم وجهاتهم ولهجاتهم- من كل مكروه.

منصور الغايب
12-02-2011, 10:35
ما كنت أحبه يناير!
كنت أحسه شهر بارد.. شهر فاتر:
النهارات القصيرة، مع لياليه الكئيبة، والشعور بلا مشاعر!
صرت أشوفه: شهر فاخر
شهر ساحر
شهر حر.. شهر ثائر
شهر (مصر) وشهر تحديد المصائر
الله ما أجمل “يناير”

منصور الغايب
14-02-2011, 08:52
الذي يتابع إعلامنا الرسمي - وهم والحمد لله قلة في هذا العالم - سيشاهد نوعاً نادراً من الكوميديا السوداء تصنعه بعض الأخبار والتغطيات المضحكة/ المبكية لما يحدث.. فمثلاً في جمعة الغضب في القاهرة والتي سمع دويها وضجيجها الرائع حتى من به صمم.. أتت نشرة الأخبار لتقول: (وعاد الهدوء إلى شوارع القاهرة)!.. وتلعثم المذيع - المغلوب على أمره - لأنه قبل قليل كان يشاهد «الجزيرة» ويرى الهدوء بأم عينه!!
وهذه ليست المرة الأولى، فقد سبق لوكالة أنبائنا المحترمة أن قالت في كارثة جدة (الأولى) وعبر خبر بثته عبر موقعها الرسمي: (هطلت أمطار غزيرة على جدة.. وخرج الأهالي للشوارع للاستمتاع بمنظر المطر والطقس الجميل... وعم بـ»نفعها» البلاد والعباد)!!
يا إلهي!.. في أي زمن يعيش هذا الإعلام؟!
وبأي شكلٍ يُدار؟!
هل يظن أننا نصدقه؟!.. هل يحلم أننا ما نزال نتابعه؟!
في المثالين السابقين انزعج الوزير الشاعر مما حدث وخرج للرأي العام ليعتذر عن هذا الأداء الذي لم يُرضه. ومعه الحق في هذا، فإعلامنا وبصريح العبارة، يعيش في زمن آخر، ويظن أن متابعيه لا يجدون من المصادر سواه.. أداء مرتبك.. وحذر إلى درجة الخوف.. يقع حادث في مكان ما.. فينتظر 24 ساعة أو تزيد لكي يعد الصياغة المناسبة لنشر هذا الخبر!
إعلام بلا مستقبل لمن يعمل فيه..
وعندما يأتي هذا الإعلام الرسمي بهذا الشكل فهو يثبت لك كيف يكون التعامل مع المتلقي/ المواطن، وما قيمة ردود فعل هذا المواطن لديه.. وهو يعترف كمؤسسة رسمية -دون أن يعترف- بأنه لا يحترمه، ولا يهتم لرأيه!
وأن المواطن ليس سوى طفل صغير يصدق حكايات الجدات الخرافية مثلما يصدق نشرة الأخبار في القناة الأولى!
عليك أن تسأل نفسك لحظتها: هو إعلام من؟.. ولمن؟!
قال إيش؟.. قال (عم بنفعها البلاد)؟!
احنا ناقصين غرق يا عم!!

منصور الغايب
16-02-2011, 07:22
(1)
ما أن يأتي مسؤول إلى أحد الكراسي إلاَّ ويقوم مَن هم حوله بحرق كافة أوراق المسؤول السابق، ولا يفكرون أنّهم بهذا الفعل يحرقون مشاريع وطن بأكمله.. كل ما يهمّهم هو إثبات (الولاء) للوجه الجديد.
هم لا يشعرون بـ(الانتماء) للمؤسسة.. كل ما يهمّهم هو (الولاء) لمَن يديرها..
والولاء للمسؤول الجديد يتم بناؤه على هدم الولاء السابق.
ثقافة الولاء تُسقط كل مشاريع الانتماء!
(2)
- ما الفرق بين الانتماء والولاء..؟!
الولاء: لـ “شخص”.. الانتماء: لـ “شعب”.
الولاء: لـ “لحظة” في عمر الزمن.. الانتماء: لـ “تاريخ” بأكمله.
الولاء: لأشياء زائلة.. الانتماء: لأشياء أبدية.
الولاء: فيه شيء من الاستعباد.. الانتماء: فيه الكثير من الحرية.
الولاء: انحياز لفرد.. الانتماء: انحياز لمجموع.
الولاء: انتماء لأشياء صغيرة.. الانتماء: ولاء لأشياء كبيرة.
(3)
الولاء لا يمكنه أن يصنع (انتماءً) حقيقيًّا..
وإن صنع شكلاً من أشكال الانتماء.. فهو انتماء مزيّف!
الانتماء: ولاء حقيقي.
(4)
الولاء: انتماء مؤقت.
الانتماء: ولاء دائم.
لا تجعلني كائن مسخ.. كائن لا منتمٍ!
أعطني كل ما يشعرني بالانتماء لك، وللأشياء التي حولي.. وأعطك الولاء.

منصور الغايب
19-02-2011, 10:20
كتبت إحدى القارئات الكريمات – في موقع الصحيفة – تعليقا ً مشاكسا ًعلى إحدى مقالاتي في الأسبوع الماضي : ( لسانك يحكك ! ) وكاد أن يتحوّل هذا التعليق إلى نبوءة .. فقد صحوت صباح هذا اليوم وهناك ثقل بلساني وألم خفيف تصاحبه حكة ... كانت هناك « نفره « على طرف لساني .
طبعا ً .. سيأتي قارئ زهقان / قرفان / ممتعض .. ويصرخ بوجهي : يعني خلّصت القضايا في البلد حتى تكتب عن « نفره « على طرف لسانك ؟! .. اكتب عن الفقر .. البطالة .. هموم الهامش وأهل الهامش .. الثروة .. الفساد .. أحلام المستقبل .. أحلام مستغانمي !.. اكتب عن الزفت .. اكتب عن أي شيء !
سأقول له وبهدوء : لاااااء يا حبيبي ! .. هذه « النفره « أهم .. فأنا طوال اليوم – وبسببها – أنطق كلمة ( حرية ) بهذا الشكل : ( حليّة ) ! ... إن لم تستطع أن تنطق كلمة ( حريّة ) بشكل سليم .. فتأكد أنك لا تستطيع أن تناقش أمر « المطب « الموجود في الشارع أمام منزلك .
ذهبت إلى صديق يدّعي الحكمة ، وهو في الحقيقة ضاربة فيوزه منذ أزمة الخليج الثانية ، شكوت له أمري ، وقال : هذه مؤامرة من الأخ العقيد معمر القذافي حتى تنطق كلمة (الثورة ) بهذا الشكل الذي يغيّر معناها (الثولة ) !
انتبهت بعد هذه الملاحظة أنني لا أنطق حرف ( الراء) بشكل جيّد .. ولكن هذا ليس عيبا ً عندما أتذكر طلال مداح وحسن نصر الله .. لديهما لثغة بإمكانها تحويل الراء من حرف أبجدي إلى شوكولاته فاخرة ولذيذة !
عند صلاة العصر شكوت أمري وأمر « النفره « إلى إمام مسجدنا .. قال لي :
اسمع يا ابن أخي .. هذه عقوبة !.. أجل تكتب عن ( الولاء والانتماء ) ولا تكتب عن ( الولاء والبراء ) ؟!.. وبعدين وش تبي بإعلامنا عم الله بنفعه البي بي سي والسي إن إن ؟!
طوال اليوم وأنا أتحسس هذه « النفره « بشيء من الانزعاج .. أشعر كأنها شرطي يقف على طرف فمي ليفتش كل الكلمات العابرة !
في آخر الليل .. اتصلت على صديقي العظيم أبو فرح الزهراني الشهير بـ « منصور عثمان « .. شرحت له الأمر ، وسألته عن الحل .. قال لي : أنت الآن أمام خيارين .. إما أن تحافظ على لسانك .. أو تحافظ على « النفره « !!

منصور الغايب
21-02-2011, 07:13
(1)
أسوأ إهانة وجهت للشعب المصري العظيم – والأكثر وقاحة على الإطلاق – هي تصريح عمر سليمان عندما قال ( الشعب المصري غير مهيأ للديمقراطية ) .. وطالما أن شعب بعظمة وتاريخ وتنوع وثراء الشعب المصري هو – بنظر سليمان – غير مهيأ للديمقراطية ، فما الذي سيقوله عن بقية الشعوب العربية ؟ .. ستصل إلى نتيجة : أن الاهانة ستكون مضاعفة للبقية !
وهذه العقلية التي ترى ( أن الشعوب العربية غير مهيأة للديمقراطية ) هي موجودة في بعض العواصم العربية، عقليات تعيش بمعزل عن الشعوب ، وآمنت بأن كل من يفكر خارج صندوق النظام هو خارج عن القانون ، وأن هذه الشعوب رعايا بحاجة إلى راع ، عقليات ما تزال تظن أن العربي يتلقى تعليماته من قنواتها الرسمية وأن وعيه لا يتشكل إلا تحت يدها ، عقليات تعيش في ستينيات القرن الماضي لتحكم جيلا ً يعيش في الألفية الثالثة ، منحته التكنولوجيا كل المنابر الحرة وفتحت له ألف باب وباب.. وما تزال بعض الأنظمة العربية مشغولة بإغلاق النافذة !
يا له من مشهد مضحك ومبك وغبي !
(2)
و ( المستبد العربي ) يكرر نفس الأخطاء في كل الجهات :
ـ لا يرى إلا ما يريد أن يراه .
ـ أي صوت يختلف معه : هو صوت مشبوه وخائن وتدعمه جهة أجنبية !
ـ الشعوب ما تزال تعيش طفولتها الأولى ، وإذا خرجت من عباءة الحاكم ستضيع !
ـ يؤمن بشكل غبي بنظرية غبية : إما أنا أو الفوضى !
ـ لا يتعظ ممن سبقه ، ويرى أنه يختلف عن غيره ، وأن له خاصية فريدة .
ـ لا يفكر أن كل المحيطين به مستفيدون منه ولا يُسمعونه سوى الكلمات التي يحبها .
ـ لا يعلم أن هؤلاء المحيطين به هم طغاة أكثر منه ، ويتحكمون به أكثر من تحكمه بهم !
ـ يصدقهم عندما يقولون له « الجزيرة مزوداها حبتين يا فندم « لهذا : يصدق الكلمات ولا يصدق الصورة التي لا تعرف الكذب !
ـ كل الكلمات التي لا تأتي تحت بند محبته هي كلمات حاقدة .. وليست ناقدة .
ـ يظن أن الهواء الذي يتنفسه الناس هو إحدى أعطياته للشعب .. ويجب أن يحمدوه ويشكروه عليه .
ـ يشعر بأنه نصف إله وأنه نعمة أرسلتها السماء إلى الأرض .
ـ يؤمن ببيت الشعر الذي يقول : ( السجن ) مدرسة إذا أعددته / أعددت شعبا ً طيب الأخلاق !
ـ لا يصحو من غيبوبته اللذيذة إلا عندما يسمع الهدير خارج القصر !
(3)
الأمة العربية تعاني من أورام خطيرة في الرأس ..
والساسة يتعاملون مع الأمر على أنه مجرد « صداع « عابر !
يستبدلون العملية الجراحية بقرص « بنادول « !!
(4)
يُقال – والعهدة على صاحب النكتة – أن القمة العربية القادمة :
ستكون « قمة تعارف « .. وذلك لكثرة الوجوه الجديدة فيها !

منصور الغايب
26-02-2011, 09:14
(1)
الأفكار الأكثر غرابة .. هي أفكاره .
الأزياء الأكثر غرابة .. هي الملابس التي يرتديها.
ملامحه أقرب إلى مهرج منها إلى زعيم !
كيف تشكل بهذا الشكل ؟..
هذا السؤال سيرهق البشرية لعدة سنوات بحثا عن إجابة مناسبة له !
سيتفق العقلاء على إجابة واحدة :
هذا « بعض « ما تفعله السلطة المطلقة ..
تنتج لك كائنا عجيبا اسمه ووصفه ( معمر القذافي) !
(2)
قريبا – وبحول الله وقوته – سيخرج معمر القذافي من المشهد السياسي العربي غير مأسوف عليه .. ولكن .. تعالوا بالله عليكم .. ألا تتفقون معي أن المشهد سيصبح بلا طعم ؟.. أعرف أنه لا يوجد طعم في العالم أشهى وألذ من طعم الحرية .. ولكن غيابه سيصنع فراغا ً ويجعل مؤتمرات القمة العربية بلا إثارة ! .. سيغيب « الأكشن « المصاحب لحضوره أينما ذهب !..من أين نأتي برئيس عبقري مثله ؟.. رئيس وكاتب وثوري أممي وقاص وروائي وأخ وعقيد وفيلسوف وشاعر ؟ ... وما لا يخطر على بالكم من صفات !! ( حاول بعض شيوخ الخليج أن يتجاوزوا ألقابه ولم يستطيعوا ، أكتفوا بـ : شيخ وشاعر وفارس وسباح ! ) ... من أين نأتي برجل يكتشف لنا سر ( شكسبير ) بأنه عربي اسمه الأصلي ( شيخ زبير ) ؟ .. من أين نأتي برجل يستطيع – وعبر سيجارة واحدة – أن يحل قضية الشرق الأوسط عبر ابتكاره لدولة خيالية اسمها ( إسراطين ) تجمع الفلسطينيين والإسرائيليين ؟!
(3)
لم أكن أظن أن هنالك أحدا أكثر حماقة من معمر القذافي .. حتى ظننت أن العرب ستقول في المستقبل على سبيل المثال ( أحمق من معمر ) إلى أن ظهر ابنه المصون والأكثر حماقة من أبيه ، والمسمى بـ ( سيف الإسلام ) وهو يهز أصابعه الأطول من سيجار هافانا في وجوه المشاهدين .. وبعد الاستماع لخطابه أظن أن المثل المستقبلي سيكون بهذا الشكل ( سيف الإسلام أحمق من أبيه ) !
(4)
كم قذافي في هذا الشرق ولا يعلم أنه قذافي ؟!
كم قذافي يتابع المشهد ولا يرى وجهه على الشاشة ؟!
كم قذافي يهرب من العمليات الجراحية المناسبة ويكتفي بالمسكنات الشعبية ؟!
في مصر قالوا : نحن لا نشبه تونس ..
في ليبيا قالوا : وضعنا مختلف عن تونس ومصر.
من القادم الذي سيقول لنا : وضعي مختلف عن تونس ومصر وليبيا ؟!
(5)
يا رب يا رب يا رب
امنح الحكمة لمن تبقى من الرؤساء ، وامنح الكرامة والحرية للشعوب دون قطرة دم
واحفظ أهلنا في ليبيا من شر هذا الأحمق
وابعثه للمكان الذي يليق به هو وزمرته ومن شابهه من الحكام .

منصور الغايب
02-03-2011, 07:08
هذا هو تفسير (الغـرب) لحكايات (الشـرق):
(علاء الدين): أنـت.
(المغارة المليئة بالكنوز): الإنترنت.
(افتح يا سمسم): كبسة زر.
بعد هذا ستصبح غرفتك (بساط الريح)،
وسيخرج لك (المارد) من (المصباح السحري)/ الشاشة الساحرة، ليقول لك:
شبيك لبيك (محرّك البحث) بين يديك!
(1)
كم هي طيبة ورائعة هذه الإنترنت..
كم هو جميل هذا الفضاء المفتوح..
هل هذه هي «العولمة»، و«البث المفتوح»، وبقية الأشياء التي كان يحذّرنا منها الخطباء، والفقهاء، والمفكرون العرب في أواخر تسعينيات القرن الماضي؟!.. كانوا يخافون على «خصوصيتنا» من تلصص الأجنبي!.. كأننا كائنات لا علاقة لها بكوكب الأرض، وما يحدث فيه من تحوّلات وتغيّرات.. كأننا خارج هذا الزمان. يخافون علينا من أي هواء جديد؛ حتّى لا يهب علينا ويطيّر الشماغ من فوق رؤوسنا الطيّبة المؤمنة.
وين نروح من جمايلك يا عمّنا بيل غيتس أنت وبقية مطانيخ الإنترنت؟.. روح يا شيخ الله يوفقك!
الآن.. لو قام رجل من دلهي بضرب زوجته.. لعرفنا بالخبر قبل أن يتم علاج عينها المفقوعة.. وقبل أن تخرج من المستشفى، ستجد ثلاث حملات على «الفيسبوك» تدين العنف ضد الزوجات.. الآن لو قام «أبو صالح» بكفش «صالح» وهو يتتن في سطح المنزل، وقام بعمل اللازم معه لوجدت الخبر بعد دقائق في «إخبارية الديرة».. وخلال ساعة ستجد حملة ضد “أبوصالح” تطالب بنزوله من السطح ومعاقبته على القمع الذي يمارسه ضد صالح، وعنوان الحملة (يسقط أبو صالح... من السطح).. وستكون هناك حملة مضادة بعنوان (حيلك فيه!).
(2)
أول شيء فعلته هذه الإنترنت الرائعة -وخاصة في عالمنا العربي- أن منحت المنابر للجميع.. كل مَن يستطيع كتابة جملة مفيدة، (أو حتى جملة غير مفيدة) له الحق أن يقول كلمته، ويرفع صوته، وأجمل ما فعلته هو أن قضت على كائن عجيب اسمه «الرقيب».
(3)
الإنترنت: نعمة للشعوب، ونقمة للأنظمة التي ما تزال تعيش في الألفية الماضية.
الإنترنت: بساط الريح، ومغارة علاء الدين... وخصومها: “الأربعين حرامي”!
الإنترنت: ورقة إلكترونية، وشاشة ساحرة، وإذاعة حرة.. مفتوحة لكل الناس؛ ليطاردوا من خلالها الحقيقة.. وأحيانًا يشاركون بكشفها وفضحها!
(4)
لماذا طوال هذا المقال؟ أتحدث عن الإنترنت بصيغة المؤنث؟
حتّى هذه اللحظة لا أعرف: هل هو مذكر أم مؤنث..
الأكيد: أنها منحتنا (الحقيقة)، وهي أنثى.. كلّما تعرّت أكثر أحببناها أكثر..
وعند الحقيقة.. العري: شرف، والستر: عهر!

منصور الغايب
09-03-2011, 08:03
(1)
قبل سنوات قال مسؤول: أنا لم أسرق من الجمل سوى أذنه!
ولم يحدث له أي شيء.. وما يزال يستمتع بـ«الأذن» التي تساوي مئات الملايين.
الأسبوع الماضي قِيل إنه: قام أحد المقيمين بسرقة «مؤخرة دجاجة»، والتهمها بغفلة من صاحب المطعم، وحكم عليه بـ: السجن والجلد.
ما الفرق بين القضيتين والحكمين؟
الفرق يكمن في «مؤخرة» الدجاجة.. و«أذن» الجمل..
ونحن ننتمي لأمة تقول بعض أمثالها: (إذا عشقت أعشق قمر، وإذا سرقت أسرق جمل).. وهذا المقيم يجهل «سلوم عيال الحمايل»!
(2)
وزير الخارجية الياباني «سيجي مايهارا» قدم استقالته من الحكومة. ليش؟.. اعترف بتلقيه لهدية قيمتها (450) يورو!.. يا دمك يا أخي!!.. هذا وش يسوي بنفسه لو اكتشف الرأي العام الياباني تزوير ابنته لشهادتها الجامعية -على سبيل المثال- أو أنه استخدم سلطته لتمرير ما لا يتم تمريره؟.. أكيد سينتحر مثل مقاتلي الساموراي!
في بعض بلاد العرب يا سيجي مايهارا بإمكانك لهف 450 مليونًا وتمضي الأمور دون أي منغّصات للّاهف، ودون أي صوت للملهوف .. والمشكلة ليست فيك.. بل في المجتمع الياباني، والنظام الياباني الذي لا يعرف «سلوم عيال الحمايل»!
(3)
محاكمة قاضي المدينة «فتنة»!
مناقشة بعض القضايا المهمة «فتنة».
النقاب «فتنة».
توقيعي لكتابي في معرض الكتاب -حسب رأي المحتسب الصغير- «فتنة»!
تصوير طفلة بجانبي، والمصوّر والدها «فتنة».. بحسب رأي محتسب آخر.
«الفتنة»: مصطلح سعودي تستطيع أن تضعه في أي جملة دون أن يصيبها الخلل.. ولا بأس إن أصاب الخلل كل مناحي الحياة.. أهم شيء الجملة!
ملاحظة:
أحد المحتسبين، وبعد أن انتهى من نصحي، اقترب مني وقال: «أنا ابن عمٍّ لك شمري، وأبيك تشرّفنا الليلة على العشاء».. الحمد لله أن ابن العم رغم كل الاختلافات لم ينس «سلوم عيال الحمايل»!

منصور الغايب
12-03-2011, 09:09
(1)
عندما ترى مجتمعا ما يعاني من ألف عيب وعيب في علاقاته ، وأساليب حياته ، وأشيائه اليومية .. تسأل نفسك : ما مصدر هذه العيوب ؟
عندما ترى ذلك المجتمع يعاني من شكل من أشكال « انفصام الشخصية « : يقول أشياء رائعة .. ويفعل أشياء مروعة !.. تسأل نفسك : أين يكمن الخلل ؟
هل جينات ذلك المجتمع تختلف عن جينات الانجليزي والياباني والماليزي .. لهذا تختلف اهتماماته وحجم طاقاته ومدى وعيه ؟!
أم أن الاختلاف يكمن في النظام الذي يعيشه والسلطات التي توجهه ؟!
(2)
أؤمن أن أي مجتمع : تقوده النُخب المحيطة به..
وعندما تفسد النخب ، لا تنتظر الصلاح من عامة الناس.
ولكن .. تعالوا لنقلب المسألة :
هل المجتمعات الفاسدة تنتج النخب الفاسدة ؟!
من منهما السبب الأول في وجود الآخر ؟
(3)
هل نحن بحاجة إلى نظام الدولة لنتعلم الوقوف بالطابور ، واحترام إشارة المرور ؟
هل نحن بحاجة إلى فتوى الواعظ لنعرف قيمة الوقت ، واحترام المواعيد ؟
هل نحن بحاجة إلى كبير العائلة وشيخ القبيلة ليذكرنا بالقيم التي يجب أن نحافظ عليها ؟
هل نحن بحاجة إلى عقل آخر يفكر بالنيابة عنا – لأن « التفكير « عملية مرهقة – ويذكرنا بحقوقنا ، وحريتنا ، وأشياء أخرى .. نخالها مرة محرمة ، ومرة أخرى « عيب « !
(4)
تعالوا لنطرح بعض الأسئلة الشائكة :
ـ لماذا تفزعنا مفردة « امرأة « ونرتاب من أي سطر يحتوي على هذه الكلمة ؟
ـ لماذا نتعامل مع الأشياء حولنا بقدسية ؟!
ـ لماذا نشعر بالقلق من أي « آلة « جديدة و « فكرة « مختلفة ؟
ـ لماذا نحن أكثر من يستفتي .. وعن أدق الأشياء ؟!.. ومع هذا نرتكب الكثير من الأخطاء !
ـ لماذا نعتقل العقل كأنه وحش خرافي ؟
ـ لماذا نردد عبارات غبية .. مثل : « الله لا يغيّر علينا « ؟
ـ لماذا نتباهى بأنفسنا دون أن نقف لحظة لنسأل : ما هو ترتيبنا بين الأمم ؟!
(5)
لكي تحصل على الإجابة الرائعة عليك أن تبتكر السؤال الأروع .
وعليك – أولا ً – أن تبحث عن السؤال الصحيح .. السؤال الذي يفتح ألف نافذة في جدار العقل ويحرّك ماء البحيرة الراكد .
هل هنالك « بحيرة « أصلا ً ؟!!

منصور الغايب
14-03-2011, 07:33
ـ إلى أولادي.
(1)
لا تتوقع من نبتة الصبّار أن تثمر لك التفاح.
حاول أن تعرف أصل الأشياء وماضيها، كي لا يصدمك المستقبل معها!
(2)
حاول أن لا تتحدث كثيراً عندما تغضب..
حاول أن تسيطر على الكلمات، ولا تجعلها هي التي تسيطر عليك..
فأغلب الكلمات التي تُقال في لحظات الغضب هي كلمات غبيّة!
(3)
الشرف – يا ولدي – ليس في الجسد فقط، كما يظن بعض أهل الشرق!
الشرف في الكلمات، والوعد، والعمل، والحب.
لا تكن شريفاً في أمر ما، وأقل شرفاً في أمر آخر!
كن شريفاً في كل أمور حياتك.
(4)
ابتسم دائماً..
فالابتسامة: تطيل العمر، وتفتح الأبواب المغلقة، وتصنع لك
القبول قبل أن تطرح أفكارك، وتجعل ملامحك أجمل وأطيب.
(5)
لا تصدق الفقيه المسيّس..
ولا تثق بالسياسي المتفيقه.
الأول كاذب، والثاني مراوغ!
(6)
بإمكانك أن تدور العالم كله دون أن تخرج من بيتك!
بإمكانك أن تتعرف على الكثير من الشخصيات الفريدة دون أن تراهم!
بإمكانك أن تمتلك “آلة الزمن” وتسافر إلى كل الأزمنة.. رغم أنه لا وجود لهذه الآلة الخرافيّة!
بإمكانك أن تشعر بصقيع موسكو، وتشم رائحة زهور أمستردام، وروائح التوابل الهندية في بومباي، وتتجاذب أطراف الحديث مع حكيم صيني عاش في القرن الثاني قبل الميلاد!
بإمكانك أن تفعل كل هذه الأشياء وأكثر، عبر شيء واحد: القراءة.
الذي لا يقرأ.. لا يرى الحياة بشكل جيّد.
فليكن دائماً هنالك كتاب جديد بجانب سريرك ينتظر قراءتك له.
(7)
لا تحتفل لوحدك.
(8)
عندما تدخل في عراك مع أحدهم.. لا تشتم والدته..
فأسوأ الأمهات في العالم لا تستحق الشتم.
طبعاً.. هذا لا يعني أنني أدعوك لشتم والده!
(9)
لا تسخر من أحلام الناس.. مهما كانت غريبة.
ولا تتنازل عن أحلامك.. مهما كانت صعبة.
لا طعم للحياة دون أحلام.
(10)
عندما تحب.. أحب كأنك أول وآخر العشاق في هذا العالم.
وعندما تكره.. حاول أن تكره بعدل!
ولا تكن فاجراً في خصومتك.. فالنبلاء ينصفون حتى أعداءهم.

منصور الغايب
16-03-2011, 07:06
(11)
بعض الناس.. يحاولون -وبغباء- أن يتباهوا بأخطائهم!
إيّاك -يا ولدي- أن تتباهى بأخطائك.
(12)
كن صريحًا ومرحًا.. ولكن انتبه!
لا تقطع هذا الخيط الرفيع بين الصراحة والوقاحة..
وبين الفكاهة والسخرية من الناس.
(13)
الحرية: هبة من ملك الملوك، ورب السماء، منحها لكل البشر..
فلماذا تتنازل عنها لأحد عبيده على الأرض؟!
حافظ على حريتك كما تحافظ على حياتك.. فلا قيمة للحياة دون حرية.
(14)
عليك أن تؤمن بشيء..
الذين لا يؤمنون أرواحهم خاوية.
(15)
أجّل فرحك عندما يكون مَن هم حولك حزانى لأمر ما ..
وخبّئ أحزانك في مكان قصيٍّ عندما يفرح الجمع حولك.
(16)
في هذا العالم تختلف وجوه الناس، ولغاتهم، وعاداتهم، وأديانهم، وثقافاتهم..
ولكن، تأكّد أن البشر الأخيار في كل مكان..
وتذكّر أنهم جميعًا -مهما اختلفت أشكال أنوفهم- يستنشقون نفس الأكسجين الذي تستنشقه، وعندما ينزفون -مهما اختلفت ألوانهم- جميعهم دماؤهم حمراء.
أحب الناس الخيّرين في أي مكان في هذا العالم، وأنحز إليهم بقلبك..
ولا تكن عنصريًّا وتكرههم لاختلافهم عنك.
هل تقبل أن يكرهوك لاختلافك عنهم؟!
(17)
عندما تداهمك لحظة ضعف.. حاول أن تكون لوحدك.
(18)
في تعاملك مع الناس يا بني:
تذكّر أن أسهل الأغصان كسرًا هي الأغصان الصلبة ..
كن غصنًا لينًا وأخضرَ.
(19)
عندما ترى أن الحوار -حول قضية ما- يتّجه إلى التعصب والاحتقان ..
حاول أن تخرج منه بهدوء، فبعد قليل سيبدأ تبادل الشتائم!
(20)
تذكّر أن الله محبة.. وأن من أسمائه: الرحمن، الرحيم، الغفور، العفو..
ولكن، لا تنسَ أنه: شديد العقاب.

منصور الغايب
19-03-2011, 10:48
(1) أجمل ما في القرارات الملكية التي صدرت قبل ساعات .. التالي :
ـ الحرص على إيجاد الحلول لإحدى أكبر المشكلات : البطالة .
ـ الحد الأدنى للرواتب (3000) ريال .
ـ هيئة الفساد .. نصرها الله على كافة اشكال ومصادر الفساد !
ـ محاسبة « كائنا من كان « !
وكذلك ، بالإضافة لبناء نصف مليون وحدة سكنية .
(2) القرارات – في الغالب – ركزت على المشكلات الحياتية التي تمس المواطن البسيط مثل : السكن ، البطالة ، الخدمات الصحية . واحتوت على ما يمكن وصفه بالإصلاحات الاقتصادية .. وهي إصلاحات اقتصادية رائعة ، وستكون أروع وأجمل مع الإصلاحات الأخرى المزمع القيام بها ..فإصلاح أي منظومة وتحسين أدائها يتوازى مع تقديم الدعم المادي لها .. فالمشكلة – في الغالب – ليست في المال وحده بل في سوء التصرف به !
(3)
لا فرق بين المثقف ، ورجل الدين ، ورجل الأمن ، ورجل الشارع البسيط :
جميعنا نحب هذا الوطن ، ونخاف عليه ، ونقف صفا ً واحدا ً معه وقت الأزمات .
وجميعنا نحلم بمستقبل أجمل وأعدل وأقل فسادا ً
..
نختلف بالرؤى .. ونتفق على المحبة .
(4)
هي قرارات يمكن اختصارها بسطر واحد : من ملك وفي إلى شعب وفي .
وسنظل دائما ننظر إلى الملك – رعاه الله – على أنه ملك الإصلاح .. وننتظر الإصلاحات القادمة ، التي من شأنها – بحول الله – حفظ البلاد والعباد من أي أزمة مستقبلية ، إصلاحات تقطع الطريق على كل من يريد العبث بأمن بلادنا ومستقبلها .
حفظ الله أبا متعب وأطال الله عمره .. ليأخذنا معه – يدا ً بيد – للمستقبل الذي نحلم به .. مستقبل يحافظ على المسكن والمطعم والمشرب والكرامة وحرية التعبير .
ـ قبل الطبع :
علمت قبل قليل أن شركة وطنية كبرى ، وتفاعلا ً مع القرارات الملكية ، ستمنح كافة موظفيها مكافأة راتب شهرين .. « ولا أحد يسألني مين ! «