فرانسيسكا
24-05-2010, 14:56
مساكم الله بالخير
تُعد الأفاعي أحد رموز الشفاء. ورغم أن غالبيتها غير سامة، فإن عدد ضحاياها يبلغ عشرات الآلاف سنويا، وحسب منظمة الصحة العالمية فإن مائة ألف يموتون سنويا بسمها، بينما تحدث حوالي 300 ألف حالة بتر في العالم نتيجة لدغاتها.
http://www.dw-world.de/image/0,,5545232_1,00.jpg
ثعبان المامبا الأخضر
تتميز الأفاعي بنمط متفرد من الحياة في غاية السرية، ويصعب على الإنسان تتبعها إلا في حالات محدودة. وقد عبد الإنسان الأفاعي في معظم الحضارات القديمة، ففي مصر القديمة مثلا كانت تمثل الإله نتر غنخ وأُوتو، كما رمزت إلى الميلاد الجديد والحماية من الخطر أو المرض. وفي حضارة بابل وبلاد الشام أطلقوا على الأفاعي اسم الآله ننغشزيدا للطب والشفاء، أما في اليونان وروما القديمة فعرفت بالآله أسكليبيوس، وكان يرمز إلى الشفاء. كما زين الإنسان تاج الملك بالأفاعي لتحميه من الأعداء. وما تزال الأفاعي رمزا للشفاء حيث نراها على واجهات الصيدليات وعربات الإسعاف حتى يومنا هذا.
في أحد مكاتب متحف بحوث الحيوان في مدينة بون الألمانية، الذي يشبه المعرض الخاص لأنواع مختلفة من الأفاعي، تم وضع الأفاعي في زجاجات ممتلئة بالكحول ومحكمة الغلق. السيد فولفجانج بومه، الذي يعمل منذ 40 عاما في مجال بحث وجمع أنواع مختلفة من الحيوانات يوضح "أن الأفاعي لا تشكل خطرا في العادة، وهي لا تهاجم إلا الذين يحاولون الهروب منها"، ويؤكد بومه أنه لم يُلدغ من ثعبان قط رغم أنه يعمل في هذا المجال منذ عقود".
غالبية الأفاعي ليست سامة
http://www.dw-world.de/image/0,,5540212_1,00.jpg
البروفسور فولفجانج يوضح أنه توجد ثعابين سامة عدوانية وأخرى لا تميل إلى العنف
يوجد حوالي 2800 من الأفاعي، عشرة بالمائة فقط منها سامه. كما تختلف درجات خطورة سم هذه الأفاعي، ويوضح بومه أنه" توجد أنواع شديدة الخطورة من الأفاعي، وأخرى لا تمثل أية خطورة". فعلى سبيل المثال لدى ثعبان البحر درجة عالية من السمّية، إلا أنه لا يظهرها على الرغم من أنه يلدغ. وعندما يحاول الإنسان صيد ثعبان البحر تظهر خطورته، وتكون لدغته قاتلة، كما يشرح بومه. إلا أن بومه يوضح أن ثعبان البحر وبالرغم من خطورة سمه، إلا أن البيئة البحرية الني يعيش فيها جعلته لا يميل إلى العنف. أما ثعبان المامبا، فتظهر عدوانيته على العكس من ثعبان البحر حيث يتسلق الأشجار في حالة تنقل ويقظة دائمة ليقتنص فريسته.
وظيفة السم هي المساعدة على الهضم
الثعبان لا يقتل فريسته بغرض القتل في المقام الأول. فبومه يشرح أن "الوظيفة الأساسية لسم الثعبان هي المساعدة علي عملية الهضم، فالكمية الضخمة لكرات الدم البيضاء التي يفرزها جسم الثعبان تدفعه للتخلص منها". فالسم ما هو إلا إفراز للغدد السامة الموجودة في رأس الثعبان، كما أن نوع السم يتكون داخل الثعبان حسب نوع الأكل الذي يتناوله. فثعبان الساندراسلوتر الذي يعيش في المغرب يفرز نوعا من السم يختلف عن نوع السم الذي يفرزه الساندراسلوتر في شمال الهند، فالأول يأكل الخنافس والثاني يأكل الفئران. و"عندما نأخذ ثعبان الساندراسلوترا من غرب أفريقا ونصنع من سمه مصلا مضادا لعلاج مريض لدغه ثعبان من باكستان، سوف نكتشف أن تأثير المصل صفر" كما يوضح بومه.
تسمم الدم وتعطيل عمل العصبي
وينقسم تأثير سم الأفاعي إلى مجموعتين: الأولى تلك التي تهاجم خلايا الدم مباشرة، والثانية تهاجم الجهاز العصبي مباشرة. والتسمم الدموي الذي يسببه سم الأفاعي هو عبارة عن تدمير لكرات الدم الحمراء أحد أهم مكونات الدم لدى الإنسان، كما ينتج عنه غيبوبة كاملة يقع فيها المريض. و ينصح فولفجانج بومه "بفتح جرح في مكان لدغة الثعبان، عندئذ يخرج الدم مصحوبا بالسم". وفي الحالات الحرجة لا يكون هناك حل سوى بتر العضو المصاب. أما التسمم العصبي الذي ينتج عن لدغة ثعابين المامبا والكوبرا وثعبان البحر فهي أكثر فتكا من التسمم الدموي، إذ أن له تأثير مباشر على الجهاز المركزي العصبي، فهو يقوم بقطع جميع عمليات الاتصال بين الخلايا العصبية، ما يسبب الوفاة بعد وقت قصير، إثر الإصابة المباشرة بضيق التنفس. وتفيد منظمة الصحة العالمية بأن ما يقرب من 300 ألف حالة بتر تحدث كل عام في العالم نتيجة لدغات الأفاعي. كما أن نحو مائة ألف يموتون من لدغاتها.
وعلى الرغم من أن الأفاعي تمتلك أسلحتها الفتاكة والقاتلة فهي جبانة بعض الشيء. ويقول فولفجانج بومه في هذا السياق إنه يجب أن لا يخاف الإنسان من الأفاعي، فهي تهاجم الذين يخافون ويحاولون الهرب منها. لذلك حين يقترب الشخص من الثعبان عليه أن تكون خطوته ثابتة، لأن الأفاعي تستطيع أن تسجل نوع الاهتزازات الناتجة عن الخطوات الثابتة أو المهزوزة.
تُعد الأفاعي أحد رموز الشفاء. ورغم أن غالبيتها غير سامة، فإن عدد ضحاياها يبلغ عشرات الآلاف سنويا، وحسب منظمة الصحة العالمية فإن مائة ألف يموتون سنويا بسمها، بينما تحدث حوالي 300 ألف حالة بتر في العالم نتيجة لدغاتها.
http://www.dw-world.de/image/0,,5545232_1,00.jpg
ثعبان المامبا الأخضر
تتميز الأفاعي بنمط متفرد من الحياة في غاية السرية، ويصعب على الإنسان تتبعها إلا في حالات محدودة. وقد عبد الإنسان الأفاعي في معظم الحضارات القديمة، ففي مصر القديمة مثلا كانت تمثل الإله نتر غنخ وأُوتو، كما رمزت إلى الميلاد الجديد والحماية من الخطر أو المرض. وفي حضارة بابل وبلاد الشام أطلقوا على الأفاعي اسم الآله ننغشزيدا للطب والشفاء، أما في اليونان وروما القديمة فعرفت بالآله أسكليبيوس، وكان يرمز إلى الشفاء. كما زين الإنسان تاج الملك بالأفاعي لتحميه من الأعداء. وما تزال الأفاعي رمزا للشفاء حيث نراها على واجهات الصيدليات وعربات الإسعاف حتى يومنا هذا.
في أحد مكاتب متحف بحوث الحيوان في مدينة بون الألمانية، الذي يشبه المعرض الخاص لأنواع مختلفة من الأفاعي، تم وضع الأفاعي في زجاجات ممتلئة بالكحول ومحكمة الغلق. السيد فولفجانج بومه، الذي يعمل منذ 40 عاما في مجال بحث وجمع أنواع مختلفة من الحيوانات يوضح "أن الأفاعي لا تشكل خطرا في العادة، وهي لا تهاجم إلا الذين يحاولون الهروب منها"، ويؤكد بومه أنه لم يُلدغ من ثعبان قط رغم أنه يعمل في هذا المجال منذ عقود".
غالبية الأفاعي ليست سامة
http://www.dw-world.de/image/0,,5540212_1,00.jpg
البروفسور فولفجانج يوضح أنه توجد ثعابين سامة عدوانية وأخرى لا تميل إلى العنف
يوجد حوالي 2800 من الأفاعي، عشرة بالمائة فقط منها سامه. كما تختلف درجات خطورة سم هذه الأفاعي، ويوضح بومه أنه" توجد أنواع شديدة الخطورة من الأفاعي، وأخرى لا تمثل أية خطورة". فعلى سبيل المثال لدى ثعبان البحر درجة عالية من السمّية، إلا أنه لا يظهرها على الرغم من أنه يلدغ. وعندما يحاول الإنسان صيد ثعبان البحر تظهر خطورته، وتكون لدغته قاتلة، كما يشرح بومه. إلا أن بومه يوضح أن ثعبان البحر وبالرغم من خطورة سمه، إلا أن البيئة البحرية الني يعيش فيها جعلته لا يميل إلى العنف. أما ثعبان المامبا، فتظهر عدوانيته على العكس من ثعبان البحر حيث يتسلق الأشجار في حالة تنقل ويقظة دائمة ليقتنص فريسته.
وظيفة السم هي المساعدة على الهضم
الثعبان لا يقتل فريسته بغرض القتل في المقام الأول. فبومه يشرح أن "الوظيفة الأساسية لسم الثعبان هي المساعدة علي عملية الهضم، فالكمية الضخمة لكرات الدم البيضاء التي يفرزها جسم الثعبان تدفعه للتخلص منها". فالسم ما هو إلا إفراز للغدد السامة الموجودة في رأس الثعبان، كما أن نوع السم يتكون داخل الثعبان حسب نوع الأكل الذي يتناوله. فثعبان الساندراسلوتر الذي يعيش في المغرب يفرز نوعا من السم يختلف عن نوع السم الذي يفرزه الساندراسلوتر في شمال الهند، فالأول يأكل الخنافس والثاني يأكل الفئران. و"عندما نأخذ ثعبان الساندراسلوترا من غرب أفريقا ونصنع من سمه مصلا مضادا لعلاج مريض لدغه ثعبان من باكستان، سوف نكتشف أن تأثير المصل صفر" كما يوضح بومه.
تسمم الدم وتعطيل عمل العصبي
وينقسم تأثير سم الأفاعي إلى مجموعتين: الأولى تلك التي تهاجم خلايا الدم مباشرة، والثانية تهاجم الجهاز العصبي مباشرة. والتسمم الدموي الذي يسببه سم الأفاعي هو عبارة عن تدمير لكرات الدم الحمراء أحد أهم مكونات الدم لدى الإنسان، كما ينتج عنه غيبوبة كاملة يقع فيها المريض. و ينصح فولفجانج بومه "بفتح جرح في مكان لدغة الثعبان، عندئذ يخرج الدم مصحوبا بالسم". وفي الحالات الحرجة لا يكون هناك حل سوى بتر العضو المصاب. أما التسمم العصبي الذي ينتج عن لدغة ثعابين المامبا والكوبرا وثعبان البحر فهي أكثر فتكا من التسمم الدموي، إذ أن له تأثير مباشر على الجهاز المركزي العصبي، فهو يقوم بقطع جميع عمليات الاتصال بين الخلايا العصبية، ما يسبب الوفاة بعد وقت قصير، إثر الإصابة المباشرة بضيق التنفس. وتفيد منظمة الصحة العالمية بأن ما يقرب من 300 ألف حالة بتر تحدث كل عام في العالم نتيجة لدغات الأفاعي. كما أن نحو مائة ألف يموتون من لدغاتها.
وعلى الرغم من أن الأفاعي تمتلك أسلحتها الفتاكة والقاتلة فهي جبانة بعض الشيء. ويقول فولفجانج بومه في هذا السياق إنه يجب أن لا يخاف الإنسان من الأفاعي، فهي تهاجم الذين يخافون ويحاولون الهرب منها. لذلك حين يقترب الشخص من الثعبان عليه أن تكون خطوته ثابتة، لأن الأفاعي تستطيع أن تسجل نوع الاهتزازات الناتجة عن الخطوات الثابتة أو المهزوزة.