الشيخ/عبدالله الواكد
21-05-2010, 00:58
خطبة جمعة بعنوان ( من يحبهم ؟ ومن يسبهم ؟ )
أعني بهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
عبدالله بن فهد الواكد
الخطبة الأولى
أيها الأحبة المسلمون : إن أشد الناس شقاء ، وأكثرهم إثما ، من جانب السلامة والعافية ، ولاث في عقائد الناس وفي أعراض الناس ، وابتلي في تصنيف الناس ، وفتن في أكل لحومهم ، وما أكثرهم حاشا وجوهكم في هذا الزمان ، قال عليه الصلاة والسلام ( المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه ) فكيف إذا كان هؤلاء الذين يتطاول عليهم شراذم الورى ، ولهازم البشر ، هم أفضل الناس بعد الأنبياء والرسل ، هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اللهم إنا نشهدك على حب نبيك محمد وحب أصحاب نبيك ، وحب من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، ونشهدك على بغض من أبغض نبيك وأبغض أصحاب نبيك ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أيها الناس : ليس من المؤمنين بعد الأنبياء والمرسلين أحق بالثناء والمحبة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذين بذلوا الأموال والمهج لرفع راية لا إله إلا الله رضي عنهم وأرضاهم
يقصر ثناؤنا أمام ثناء الله عز وجل عليهم بقوله ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانا )
أيها المسلمون : الله سبحانه وتعالى لطيف بعباده ، رؤوف رحيم ، لا يزيغ القلوب ، حتى يبدأ أهلها بالزيغ ولا يصرف الله القلوب حتى ينصرف أهلها قال تعالى ( ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم ) وقال تعالى ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) نعوذ بالله من الزيغ بعد الثبات ، ومن الضلال بعد الهدى ، تأملوا هذه الآية العظيمة في سورة التوبة ، التي زاغت عنها أبصار المغرضين ، وقلوب المنافقين ، وأفئدة الظالمين ، قال الله سبحانه وتعالى ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
الله أكبر ، السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
قال محمد بن زياد: قلت يوماً لمحمد بن كعب القرظي رضي الله عنه: ألا تخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بينهم ؟ وأردت الفتن ، فقال : إن الله قد غفر لجميعهم ، محسنهم ومسيئهم ، وأوجب لهم الجنة في كتابه ، فقلت له : في أي موضع أوجب لهم ذلك ؟ فقال : سبحان الله ألا تقرأ ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) فأوجب الله الجنة لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . وقال: وشَرَطَ في التابعين شريطة وهي أن يتبعوهم في أعمالهم الحسنة دون السيئة . قال : فكأني لم أقرأ هذه الآية قط
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس خير ؟. قال : قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " رواه ابن ماجة بسند صحيح
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه " رواه ابن ماجة بسند صحيح
وأفضل الصحابة ، الخلفاء الراشدون ، أبو بكر وعمرُ وعثمان وعلي رضي الله عنهم
روى البخاري ومسلم في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه عاصباً رأسه بخرقة فقعد على المنبر ثم حمد الله عز وجل وأثنى عليه ثم قال : إنه ليس من الناس أمنَّ علي بنفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن خلة الإسلام أفضل ، سدوا كل خوخة في المسجد غير خوخة أبى بكر"
و عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فكلمته في شيء فأمرها أن ترجع إليه ، قالت يا رسول الله أرأيت إن رجعت فلم أجدك ؟ كأنها تعنى الموت ، قال عليه الصلاة والسلام : "إن لم تجديني فأتي أبا بكر" رواه البخاري والترمذي
وأما عمر رضي الله عنه فمما ورد في فضله ما رواه الشيخان عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنه كان فيما خلا قبلكم من الأمم ناس محدثون فإن يكن في أمتي أحد فهو عمر بن الخطاب"
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وضع الحق على لسان عمر وقلبه"رواه أحمد والترمذي
وأما القانت ذو النورين، والخائف ذو الهجرتين ، عثمان بن عفان رضي الله عنه . فكفى بفضله قول النبي صلى الله عليه وسلم : "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة" رواه مسلم
وعن عبد الرحمن بن سمرة قال : "جاء عثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار في ثوبه حين جهز النبي صلى الله عليه وسلم جيش العسرة ، قال : فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها وهو يقول : "ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم، يردد ذلك مراراً" رواه أحمد والترمذي
وأما علي بن أبي طالب رضي الله عنه فمما ورد في فضله ومناقبه ، ما ورد عن ذر بن حبيش قال: سمعت علياً يقول : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم إليَّ أنه "لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق" رواه مسلم والنسائي
وبعد الراشدين الأربعة يأتي بقية العشرة المبشرين بالجنة ، ثم أهل بدر وأهل الشجرة ، ثم عامة الصحابة ممن أسلموا قبل الفتح وقاتلوا ، ثم من أسلموا بعد الفتح وقاتلوا
هذا مقتطف من فضلهم ، وتضوع عابق من مناقبهم ، فنحن نتقرب إلى الله بحبهم ، ونسأل الله أن يجمعنا بهم في زمرة نبي الهدى وإمام التقى عليه أفضل الصلاة والسلام أعوذ برب الأنام من الشيطان الرجيم
{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانا}
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
الثانية
أيها المسلمون : إن الغلو أمر منبوذ وممقوت ، نهى الله عنه في كتابه ونهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، وما غلى قوم في أمر إلا وأوقعهم فيما هو شر منه ، فلقد غلا قوم في نفر من الصالحين فوقعوا في الشرك ، وعبدوهم وتوسلوا بهم من دون الله عز وجل ، وغلا قوم في آل البيت ، فوقعوا فيما هو أشد منه ، وقعوا في سب أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسب زوجاته أمهات المؤمنين وربما في تكفيرهم والعياذ بالله ، وهذا هو عين الزيغ والضلال ، وهذا الإيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم في أهله وصحبه ، سيسأل عنه من تولى زيغه وضلاله ، أكل ذلك من فرط حب آل البيت ؟ وهل محبة آل البيت تتعارض مع محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ! كلنا نحب آل البيت نحب عليا وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين ، ونتقرب إلى الله بحبهم ، لكن حبنا لهم لا يحملنا إلا على حب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أسأل الله عز وجل أن يهدي من ضل منا ويرده إليه ردا جميلا ، أسأل الله أن يرد هؤلاء الجهلة إلى رشدهم ، وأن يريهم الحق حقا ويرزقهم اتباعه ، ويريهم الباطل باطلا ويرزقهم اجتنابه ، صلوا وسلموا أيها المسلمون على أفضل الخلق ، وأشرف الناس محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا ..
أعني بهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
عبدالله بن فهد الواكد
الخطبة الأولى
أيها الأحبة المسلمون : إن أشد الناس شقاء ، وأكثرهم إثما ، من جانب السلامة والعافية ، ولاث في عقائد الناس وفي أعراض الناس ، وابتلي في تصنيف الناس ، وفتن في أكل لحومهم ، وما أكثرهم حاشا وجوهكم في هذا الزمان ، قال عليه الصلاة والسلام ( المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه ) فكيف إذا كان هؤلاء الذين يتطاول عليهم شراذم الورى ، ولهازم البشر ، هم أفضل الناس بعد الأنبياء والرسل ، هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اللهم إنا نشهدك على حب نبيك محمد وحب أصحاب نبيك ، وحب من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، ونشهدك على بغض من أبغض نبيك وأبغض أصحاب نبيك ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أيها الناس : ليس من المؤمنين بعد الأنبياء والمرسلين أحق بالثناء والمحبة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذين بذلوا الأموال والمهج لرفع راية لا إله إلا الله رضي عنهم وأرضاهم
يقصر ثناؤنا أمام ثناء الله عز وجل عليهم بقوله ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانا )
أيها المسلمون : الله سبحانه وتعالى لطيف بعباده ، رؤوف رحيم ، لا يزيغ القلوب ، حتى يبدأ أهلها بالزيغ ولا يصرف الله القلوب حتى ينصرف أهلها قال تعالى ( ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم ) وقال تعالى ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) نعوذ بالله من الزيغ بعد الثبات ، ومن الضلال بعد الهدى ، تأملوا هذه الآية العظيمة في سورة التوبة ، التي زاغت عنها أبصار المغرضين ، وقلوب المنافقين ، وأفئدة الظالمين ، قال الله سبحانه وتعالى ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
الله أكبر ، السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
قال محمد بن زياد: قلت يوماً لمحمد بن كعب القرظي رضي الله عنه: ألا تخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بينهم ؟ وأردت الفتن ، فقال : إن الله قد غفر لجميعهم ، محسنهم ومسيئهم ، وأوجب لهم الجنة في كتابه ، فقلت له : في أي موضع أوجب لهم ذلك ؟ فقال : سبحان الله ألا تقرأ ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) فأوجب الله الجنة لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . وقال: وشَرَطَ في التابعين شريطة وهي أن يتبعوهم في أعمالهم الحسنة دون السيئة . قال : فكأني لم أقرأ هذه الآية قط
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس خير ؟. قال : قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " رواه ابن ماجة بسند صحيح
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه " رواه ابن ماجة بسند صحيح
وأفضل الصحابة ، الخلفاء الراشدون ، أبو بكر وعمرُ وعثمان وعلي رضي الله عنهم
روى البخاري ومسلم في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه عاصباً رأسه بخرقة فقعد على المنبر ثم حمد الله عز وجل وأثنى عليه ثم قال : إنه ليس من الناس أمنَّ علي بنفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن خلة الإسلام أفضل ، سدوا كل خوخة في المسجد غير خوخة أبى بكر"
و عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فكلمته في شيء فأمرها أن ترجع إليه ، قالت يا رسول الله أرأيت إن رجعت فلم أجدك ؟ كأنها تعنى الموت ، قال عليه الصلاة والسلام : "إن لم تجديني فأتي أبا بكر" رواه البخاري والترمذي
وأما عمر رضي الله عنه فمما ورد في فضله ما رواه الشيخان عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنه كان فيما خلا قبلكم من الأمم ناس محدثون فإن يكن في أمتي أحد فهو عمر بن الخطاب"
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وضع الحق على لسان عمر وقلبه"رواه أحمد والترمذي
وأما القانت ذو النورين، والخائف ذو الهجرتين ، عثمان بن عفان رضي الله عنه . فكفى بفضله قول النبي صلى الله عليه وسلم : "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة" رواه مسلم
وعن عبد الرحمن بن سمرة قال : "جاء عثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار في ثوبه حين جهز النبي صلى الله عليه وسلم جيش العسرة ، قال : فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها وهو يقول : "ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم، يردد ذلك مراراً" رواه أحمد والترمذي
وأما علي بن أبي طالب رضي الله عنه فمما ورد في فضله ومناقبه ، ما ورد عن ذر بن حبيش قال: سمعت علياً يقول : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم إليَّ أنه "لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق" رواه مسلم والنسائي
وبعد الراشدين الأربعة يأتي بقية العشرة المبشرين بالجنة ، ثم أهل بدر وأهل الشجرة ، ثم عامة الصحابة ممن أسلموا قبل الفتح وقاتلوا ، ثم من أسلموا بعد الفتح وقاتلوا
هذا مقتطف من فضلهم ، وتضوع عابق من مناقبهم ، فنحن نتقرب إلى الله بحبهم ، ونسأل الله أن يجمعنا بهم في زمرة نبي الهدى وإمام التقى عليه أفضل الصلاة والسلام أعوذ برب الأنام من الشيطان الرجيم
{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانا}
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
الثانية
أيها المسلمون : إن الغلو أمر منبوذ وممقوت ، نهى الله عنه في كتابه ونهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، وما غلى قوم في أمر إلا وأوقعهم فيما هو شر منه ، فلقد غلا قوم في نفر من الصالحين فوقعوا في الشرك ، وعبدوهم وتوسلوا بهم من دون الله عز وجل ، وغلا قوم في آل البيت ، فوقعوا فيما هو أشد منه ، وقعوا في سب أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسب زوجاته أمهات المؤمنين وربما في تكفيرهم والعياذ بالله ، وهذا هو عين الزيغ والضلال ، وهذا الإيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم في أهله وصحبه ، سيسأل عنه من تولى زيغه وضلاله ، أكل ذلك من فرط حب آل البيت ؟ وهل محبة آل البيت تتعارض مع محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ! كلنا نحب آل البيت نحب عليا وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين ، ونتقرب إلى الله بحبهم ، لكن حبنا لهم لا يحملنا إلا على حب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أسأل الله عز وجل أن يهدي من ضل منا ويرده إليه ردا جميلا ، أسأل الله أن يرد هؤلاء الجهلة إلى رشدهم ، وأن يريهم الحق حقا ويرزقهم اتباعه ، ويريهم الباطل باطلا ويرزقهم اجتنابه ، صلوا وسلموا أيها المسلمون على أفضل الخلق ، وأشرف الناس محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا ..