منصور الغايب
22-04-2010, 19:33
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
في كثير من الأحيان يكون حكمنا الأولي على شخص ما نابع من شكله ...
فالصورة الأولى التي تطبع في أذهاننا عن شخص نابعة عن مدى اعجابنا أو عدم اعجابنا بشكله ومظهره الخارجي ...
لا أمانع في أن نكون انطباع فقط ... لا نظهره في تعاملاتنا معه حتى نختبر معدنه ونعرف من أي أجناس الناس هو ...
أما أن ينسحب هذا الحكم الابتدائي ليشمل بغض الرجل وعدم محبته ... لمجرد شكله ... وعند السؤال تكون الاجابة ... ما أشتهيه من الله !! .... لأمر عجيب ....
للثياب والهندام وحسن المظهر نصيب كبير في جلب احترام الناس والحصول على تقديرهم ... لا شك في ذلك ... ولكن يجب ألا يكون العكس ...
وكأننا تجاهلنا قول القائل :
ليس الجمال بمئزر فاعلم وإن رديت بردا = إن الجمال مآثر ومناقب أورثن مجدا
لذلك .. حدا هذا الشئ بكثير من الناس في الاهتمام بجمال ظاهرهم وعدم الالتفات لجمال باطنهم ...
رغم أن الاوساخ والاقذار الحسية ... قد لاتورد المهالك ... وإزالتها سهلة ...
بينما الأوساخ والأقذار المعنوية ... تورد المهالك .. وإزالتها ليس بالشئ الهين ...
ولله در جحا ... حين ذهب إلى وليمة لم يدع إليها وكانت ثيابه رثة .. فطرده صاحب الوليمة ... فذهب ولبس أحسن ثيابه ... وعاد للوليمة .. فأحسن صاحب الوليمة استقباله ... فلما جلس جحا على الصحفة ... أخذ الطعام .. ورماه على ثيابه وقال كلي ياثيابي ... فإنما هذه الوليمة لك وليست لي !!
ويروى عن الجاحظ أنه كان ذميم الخلقة ... حتى إنه ليقال بأن امرأة ذهبت إلى الصائغ وقالت له اصنع لي عقدا وانحت عليه صورة الشيطان ... فأجاب الصائغ وهل رأيت الشيطان حتى أنحت صورته ؟! فصادف أن مر الجاحظ بجانبهما .. فأشارت إليه وقالت مثل هذا ....! ورغم ذلك ... فكلكم يعلم مكانة الجاحظ الأدبية الفذة .. والذي لو وجد في زماننا هذا لساد الناس في فنون الأدب ..
ويروى عن تأبط شرا ... وهو الشاعر ثابت بن جابر .... لقي رجلا أحمق يرتدي حلة ثمينه .. فقال له الأحمق .. كيف تغلب الناس وأنت ذميم الخلقة ... فقال له أغلبهم باسمي .. فما إن أقول لهم أنا تأبط شرا إلا ولوا هاربين ... فساومه ذلك الاحمق على أن يأخذ منه اسمه مقابل أن يعطيه حلته الثمينة .. وكان الاحمق يكنى بأبي وهب ... فوافق تأبط شرا .. وأعطاه اسمه .. ثم أنشد يقول :
هلا أتى الحسناء أن حليلها = تأبط شرا واكتنيت أبا وهبِ
فهبه تسمى اسمي وسماني اسمه = فأين له صبري على معظم الخطبِ؟!
وأين له بأسٌ كبأسي ونجدتي؟! = وأين له في كل فادحةٍ قلبي؟!
فالعبرة ليست بالظاهر ... وإنما بما حوته البواطن ...
قد يكون كل ما قلته معلوما ... ولكن ... ما أود أن أضيفه ...
هو أن في عالمنا الافتراضي ... يوجد أيضا ظاهر وباطن ...
فلا يغرنكم طيب القول المعسول من البعض ... ولا يغرنكم ... جمال ظاهر بعض المعرفات ... فإن بعضها .. يقطر .. سما زعافا ...
كما أنه ينبغي ألا نتقال بعض المعرفات التي ربما يكون كلامها معدودا .. لكنها إن تكلمت أجادت ... وإن كتبت أفادت ... فلها مواقف في الخطب كمواقف تأبط شرا ... وله من الجلد .. كجلده .. ومن الصبر كصبره ...
دمتم بخير .. متأبطين .. خيرا ...
في كثير من الأحيان يكون حكمنا الأولي على شخص ما نابع من شكله ...
فالصورة الأولى التي تطبع في أذهاننا عن شخص نابعة عن مدى اعجابنا أو عدم اعجابنا بشكله ومظهره الخارجي ...
لا أمانع في أن نكون انطباع فقط ... لا نظهره في تعاملاتنا معه حتى نختبر معدنه ونعرف من أي أجناس الناس هو ...
أما أن ينسحب هذا الحكم الابتدائي ليشمل بغض الرجل وعدم محبته ... لمجرد شكله ... وعند السؤال تكون الاجابة ... ما أشتهيه من الله !! .... لأمر عجيب ....
للثياب والهندام وحسن المظهر نصيب كبير في جلب احترام الناس والحصول على تقديرهم ... لا شك في ذلك ... ولكن يجب ألا يكون العكس ...
وكأننا تجاهلنا قول القائل :
ليس الجمال بمئزر فاعلم وإن رديت بردا = إن الجمال مآثر ومناقب أورثن مجدا
لذلك .. حدا هذا الشئ بكثير من الناس في الاهتمام بجمال ظاهرهم وعدم الالتفات لجمال باطنهم ...
رغم أن الاوساخ والاقذار الحسية ... قد لاتورد المهالك ... وإزالتها سهلة ...
بينما الأوساخ والأقذار المعنوية ... تورد المهالك .. وإزالتها ليس بالشئ الهين ...
ولله در جحا ... حين ذهب إلى وليمة لم يدع إليها وكانت ثيابه رثة .. فطرده صاحب الوليمة ... فذهب ولبس أحسن ثيابه ... وعاد للوليمة .. فأحسن صاحب الوليمة استقباله ... فلما جلس جحا على الصحفة ... أخذ الطعام .. ورماه على ثيابه وقال كلي ياثيابي ... فإنما هذه الوليمة لك وليست لي !!
ويروى عن الجاحظ أنه كان ذميم الخلقة ... حتى إنه ليقال بأن امرأة ذهبت إلى الصائغ وقالت له اصنع لي عقدا وانحت عليه صورة الشيطان ... فأجاب الصائغ وهل رأيت الشيطان حتى أنحت صورته ؟! فصادف أن مر الجاحظ بجانبهما .. فأشارت إليه وقالت مثل هذا ....! ورغم ذلك ... فكلكم يعلم مكانة الجاحظ الأدبية الفذة .. والذي لو وجد في زماننا هذا لساد الناس في فنون الأدب ..
ويروى عن تأبط شرا ... وهو الشاعر ثابت بن جابر .... لقي رجلا أحمق يرتدي حلة ثمينه .. فقال له الأحمق .. كيف تغلب الناس وأنت ذميم الخلقة ... فقال له أغلبهم باسمي .. فما إن أقول لهم أنا تأبط شرا إلا ولوا هاربين ... فساومه ذلك الاحمق على أن يأخذ منه اسمه مقابل أن يعطيه حلته الثمينة .. وكان الاحمق يكنى بأبي وهب ... فوافق تأبط شرا .. وأعطاه اسمه .. ثم أنشد يقول :
هلا أتى الحسناء أن حليلها = تأبط شرا واكتنيت أبا وهبِ
فهبه تسمى اسمي وسماني اسمه = فأين له صبري على معظم الخطبِ؟!
وأين له بأسٌ كبأسي ونجدتي؟! = وأين له في كل فادحةٍ قلبي؟!
فالعبرة ليست بالظاهر ... وإنما بما حوته البواطن ...
قد يكون كل ما قلته معلوما ... ولكن ... ما أود أن أضيفه ...
هو أن في عالمنا الافتراضي ... يوجد أيضا ظاهر وباطن ...
فلا يغرنكم طيب القول المعسول من البعض ... ولا يغرنكم ... جمال ظاهر بعض المعرفات ... فإن بعضها .. يقطر .. سما زعافا ...
كما أنه ينبغي ألا نتقال بعض المعرفات التي ربما يكون كلامها معدودا .. لكنها إن تكلمت أجادت ... وإن كتبت أفادت ... فلها مواقف في الخطب كمواقف تأبط شرا ... وله من الجلد .. كجلده .. ومن الصبر كصبره ...
دمتم بخير .. متأبطين .. خيرا ...