مشاهدة النسخة كاملة : إقــــــرأ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
المبعوث رحمة للعالمين
نبينا وشفيعنا وطبيب قلوبنا محمد صلى الله عليه وسلم
السكون بين آيات القرآن الكريم علاج لكل الأفات التي تصيب الروح والقلب
فخير أنيس للروح القرآن
وأفضل صديق للعقل القرآن
وأفضل علاج النفوس القرآن
بالقرآن نحيا ،، وبه تصبح حياتنا جنات وآخرتنا نعيم
ف/بسم العليم الحكيم نبدأ سلسلة اقــــرأ
سنقرأ الآيات وسنستعين بالتفسيرات
وسنبحر بين الآيات في تأملات
لعل وعسى يتقبل الله منا ويجزينا كلنا خير الجزاء
وهو الكريم الرحيم .. وهو العظيم .. الذي لايرد من على بابه سائلاً
ولا يرد طالباً ...ولا يتخلى عن مستغيث ومستنجد ...
استيقظ أحد الصالحين يوما .. فى ساعة متأخرة من الليل قبل الفجر .... فوجد امرأته تتهجد .. وتصلى وتدعو دامعة العينين مخلصة الدعاء لله. فتعجب من صلاحها وكيف أنه الرجل ينام بينما تبقى هى زاهدة عابدة ...
فقال لها : ألا تنامين .. ما الذى أبقاك الى الآن !!!؟
فردت الزوجة الصالحة بخشوع : وكيف ينام .. من علم أن حبيبه لا ينام !!؟
صلاة الفجر هي مقياس حبك لله عز و جل
إن الكثير من المسلمين في هذا العصر أضاعوا صلاة الفجر .. وكأنها قد سقطت من قاموسهم .. فيصلونها بعد انقضاء وقتها بساعات بل يقوم بعضهم بصلاتها قبل الظهر مباشرة ولا يقضيها الآخرون.
.. إن الإنسان منا إذا أحب آخرا حبا صادقا .. أحب لقاءه .. بل أخذ يفكـّـر فيه جل وقته .. وكلما حانت لحظة اللقاء لم يستطع النوم .. حتى يلاقي حبيبه ..
فهل حقا أولئك الذين يتكاسلون عن صلاة الفجر .. يحبون الله ؟ هل حقا يعظّمونه ويريدون لقاءه ؟
- دعونا نتخيل رجلا من أصحاب المليارات قدم عرضا لموظف بشركته خلاصته : أن يذهب ذلك الموظف يوميا في الساعة الخامسة والنصف صباحا لبيت المدير بهذا الرجل ليوقظه ويغادر ( ويستغرق الأمر 10 دقائق ).. ومقابل هذا العمل سيدفع له مديره ألف دولار يوميا .. وسيظل العرض ساريا طالما واظب الموظف على إيقاظ الثري ..
ويتم إلغاء العرض نهائيا ومطالبة الموظف بكل الأموال التي أخذها إذا أهمل ايقاظ مديره يوما بدون عذر ..
إذا كنت أخي المسلم في مكان هذا .. هل ستفرط في الاتصال بمديرك ؟ ألن تحرص كل الحرص على الاستيقاظ كل يوم من أجل الألف دولار ؟ ألن تحاول بكل الطرق إثبات عدم قدرتك على الاستيقاظ إذا فاتك يوم ولم تتصل بمديرك ؟
ولله المثل الأعلى .. فكيف بك أخي الكريم .. والله سبحانه وتعالى رازقك وهو الذي أنعم عليك بكل شيء .. نعمته عليك تتخطى ملايين الملايين من الدولارات يوميا فقد قال تعالى : "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها "
أفلا يستحق ذلك الإله الرحيم الكريم منك أن تستيقظ له يوميا في الخامسة والنصف صباحا لتشكره في خمس أو عشر دقائق على نعمه العظيمة وآلائه الكريمة ؟
ثواب صلاة الفجر
وركعتا الفجر هما السنة القبلية التي تسبق صلاة الفجر , وهي من أحب الأمور إلى النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول " ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ". وفي رواية لمسلم ( لهما أحب إلي من الدنيا جميعها )
فإذا كانت الدنيا بأسرها وما فيها لا تساوي في عين النبي صلى الله عليه وسلم شيئا أمام ركعتي الفجر فماذا يكون فضل صلاة الفجر بذاتها ؟
لن يلج النار
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من حافظ عليها وعلى العصر دخل الجنة وأبعد عن النار فقد روى البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وسلم " من صلى البردين دخل الجنة " وقال صلى الله عليه وسلم " لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " . والبردان هما صلاة الفجر والعصر ,"
قرآن الفجر
يقول تعالى " وقرءان الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا " وقرآن الفجر هو صلاة الفجر التي تشهدها الملائكة , وقد فصل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل , وملائكة بالنهار , ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر , ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلّون وأتيناهم وهم يصلّون "
فما أسعد أولئك الرجال الذين جاهدوا أنفسهم , وزهدوا بلذة الفراش ودفئه , وقاوموا كل دوافع الجذب التي تجذبهم إلى الفراش , ليحصلوا على صك البراءة من النفاق , وليكونوا أهلا لبشارة النبي صلى الله عليه وسلم بدخول الجنة , ولينالوا شرف شهود الملائكة وسؤال الرب عنهم . ولعظمة الفجر أقسم الله فيه إذ قال " والفجر وليال عشر
أخي المسلم- لشهود هذه الصلاة التي تجدد الإيمان وتحيي القلوب ، وتشرح الصدور ، وتملأ النفس بالسرور ، ويثقل الله بها الموازين ويعظم الأجور.أخي المسلم : إن لذة الدقائق التي تنامُها وقت الفجر لا تعدل ضَمّةً من ضمّات القبر ، أو زفرة من زفرات النار، يأكل المرءُ بعدها أصابعه ندماً أبد الدهر ، يقول : ( رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت) .فتباً للذة تعقب ندماً ، وراحة تجلب ألماً.
أيها الأخ الفاضل : تذكر نعمة الله التي تتوالى تباعاً عليك وانظر في حال قوم ينام أحدهم ورأسه مثقل بالهموم والأحزان وبدنه منهك من التعب بحثاً عن لقمة يسد بها جوعته ، يستيقظ صباح كل يوم إما على أزيز المدافع ، أو لفح البرد أو ألم الجوع ، وحوله صبية يتضاغون جُوعاً ، ويتلَّوون ألماً ، وأنت هنا آمِنٌ في سِرْبِك ، معافىً في بدنك ، عندك قوتُ عَامِك ، فاحذر أن تُسلبَ هذه النعمة بشؤم المعصية ، والتقصير في شكر المنعم جل وعلا.
أخي : هل أمنت الموت حين أويت إلى فراشك ، فلعل نومتك التي تنامها لا تقوم بعدها إلا في ضيق القبر.فاستعد الآن ، مادمت في دار المهلة ، وأعد للسؤال جواباً ، وليكن الجواب صواباً.نسأل الله أن تكون ممن يستمعون الحق فيتبعون أحسنه ، وأن يختم لنا ولك بخاتمة السعادة ، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته
حكم التفريط في صلاة الفجر
قال الله تعالى : " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا "
- إن الإسلام منهج شامل للحياة .. هو عقد بين العبد وربه .. يلتزم فيه العبد أمام الله بواجبات .. ونظير هذه الواجبات يقدم الله له حقوقا ومزايا .. فليس من المنطقي أن توافق على ذلك العقد .. ثم بعدها تفعل منه ما تشاء .. وتترك ما تشاء
- لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الذي يفرّط في صلاتي الفجر والعشاء في الجماعة بأنه منافق معلوم النفاق ! فكيف بمن لا يصليها أصلا .. لا في جماعة ولا غيرها ... فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما يعني من ثواب لأتوهما ولو حبوا أي زحفا على الأقدام" رواه الإمام البخاري في باب الآذان.
- إن الله سبحانه وتعالى يتبرأ من أولئك الذين يتركون الصلاة المفروضة .. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تترك الصلاة متعمدا، فإنه من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله " رواه الإمام أحمد في مسنده.
فهل تحب أخي المسلم أن يتبرأ منك أحب الناس إليك !!!؟
فكيف تفوّت الصلاة ليتبرأ الله منك !!؟
وبعد هذه الوقفة .. ما هو العلاج !!؟
· أن يقوم كل منا بوضع منبّـه يضبطه على ميعاد صلاة الفجر يوميا
· أن يتم إعطاء الصلاة منزلتها في حياتنا فنضبط أعمالنا على الصلاة وليس العكس
· أن ننام مبكرا ونستيقظ للفجر ونعمل من بعده .. فبعد الفجر يوزع الله أرزاق الناس
· أن يلتزم كل منا بالصحبة الصالحة التي تتصل به لتوقظه فجرا وتتواصى فيما بينها على هذا الأمر
· أن نواظب على أذكار قبل النوم ونسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء الصلاة
· أن نشعر بالتقصير والذنب إذا فاتتنا الصلاة المكتوبة ونعاهد الله على عدم تكرار هذا الذنب العظيم
جعلنا الله وإياكم من المحبين لله عز وجل .. ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل
المنصدر : موقع طريق الأسلام
ابو ضاري
30-03-2010, 07:14
بارك الله فيك ياشمس المضايف
لنا رجعه لموضوعك القيم
بارك الله فيك ياشمس المضايف
لنا رجعه لموضوعك القيم
ان شاء الله
شكراً لك
تأمل معي هذا الدعاء : يا من أظهر الجميل وستر القبيح، ستر الخواطر القبيحة، فكل خواطرك الداخلية هذه كلها مستورة، ثم انظر إلى أخطاءك في الحياة و ذنوبك كم مرة سترك.
و الله آلاف المرات و هو يسترك، ثم إذا كنت مؤمناً في الدنيا سيسترك يوم القيامة ويستر ذنوبك فيقول لك "سترتها عليك في الدينا وها أنا أغفرها لك اليوم" .
فادعوه اليوم بهذا الدعاء : يا من أظهر الجميل وستر القبيح.
يونس نبي عظيم ..فجأة وجد نفسه في ظلمة بطن الحوت وفي ظلمة الليل وفي ظلمة البحر ((فنادى ربه في الظالمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)) يا ترى ، هل في بطن الحوت جهاز فاكس أو تلكس أو هاتف أو جهاز إشارة ، ليس في بطنه شيء من هذا ، إلا أنه نادى لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ((فاستجبنا له ونجيناه من الغم))
ألا ترتاح نفسك لهذه القصة التي ختمت ببشارة لكل مؤمن ((وكذلك ننجي المؤمنين)) فتوكل على الله ولا تخاف.
أتراني أكون من أهل الجنة أم من أهل النار؟ ...لا.. بالطبع سأكون من أهل الجنة … ولكن بماذا سأدخل الجنة ؟! ماذا فعلت لأكون من أهلها ؟ وماذا قدمت لنفسي لأدخلها؟ أمن صراخي اليومي على أمي ؟! أم من غيبتي ونميمتي لصديقاتي ؟! أم من تبرجي ولباسي؟! أم من الأغاني والأفلام والبرامج المليئة بما يغضب الله عز وجل سكتُّ قليلا .
ولكني بالتأكيد أفضل من غيري. لكن أفضل ممن ؟ تذكرت تلكم الفتيات الطاهرات العفيفات اللاتي كنت ألاقيهن في المسجد كيف أن الواحدة منهن مستعدة أن تدفع حياتها ثمنا ولا يرى منها خصلة من شعرها . فأين أنا منهن ؟! قلت في نفسي : ألي عهد من الله أنه لن يتوفاني حتى أتوب ؟! ألي من الله عهد أني لن أموت الآن أو غدا ؟! أأعطاني ربي عهدا أنه سيغفر لي ويدخلني الجنة ؟! .... قمت من مكاني وأنا خائفة مرتعبة وفي عيني تجمدت دمعتان ، توضأت وقمت أصلي وأنا أرتعد خوفا ،
وأثناء الصلاة .. فوجئت بنفسي حينما وجدت عيناي تفيضان بالدموع ! فلقد كانت المرة الأولى التي تبكي فيها عيناي نعم … فقد كان كل بكائها من قبل على الدنيا ! والآن هي بالفعل تبكي بحرقة ، تبكي خشية لله عز وجل تبكي على ذنوب كثيرة وعظيمة ارتكبتها وهي لا تبالي وهي تظنها هينة { وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم } فشتّان بين البكاءين . لا تصدقوا كيف أحسست بمعنى تلك الآيات التي كنت أتلوها وكأنني أتلوها لأول مرة علما بأنني أصلي بها نفسها منذ سنوات عديدة بقيت ساجدة لوقت طويل لم أشعر به الشيء الوحيد الذي شعرته والذي أحسسته بالفعل أني بين يدي العظيم بين يدي خالقي ومصوري .. فصرت أدعوه وأستغفره كثيرا وأحمده ..
وعزته وجلاله أني أحسست بالفعل أنني بين يديه لم أصدق نفسي ماذا كنت أقول ... كنت أدعوا بأدعية ما علمت أني أعرفها من قبل .. صارت شفتاي تنطقان وقلبي الوحيد .... الذي يدفعهما. وبعد أن انتهيت من صلاتي .. سلمت وبدأت أتذكر ما أتذكر من ذنوبي التي عملتها ... وبدأت أنظر إلى نفسي وأقول : ما الذي جعلك يا يداي تتحركين ؟ وقلبي من جعله ينبض وعيناي وأذناي وقدماي .... وكل شيء وصرت أنظر إلى كل ما حولي ... فكيف لبذرة صغيرة أن تصير شجرة عملاقة ؟ قلت لن! فسي : أين كنت كل هذه السنين ؟! .. أين أنا وأين غفلتي ؟ كيف لم أشعر به وقد كان قريباً مني ! شعرت فعلا بعظمته . كيف لهذا الإنسان أن لا يشعر ، يبطر ويكفر ولا يحمد ، لا يصلي ولا يشكر !
وهو ... يمهله .. ويرزقه ولا يرفع عنه نعمته .. بل ويزيده رزقا بعد رزق في المال والولد وكل النعم كيف لهذا الإنسان وهذا الخالق العظيم .. يقول له ..تب,, أغفر لك كل ذنوبك ..لا بل وأبدلك سيئاتك كلها حسنات مكانها. ويرفض ! ويقول لا .. لا أريد ! كيف له ذلك ؟ ألا يعلم أنه لابد له من أن يموت يوما ؟! ألا يتذكر كم سيعيش من السنين ؟ سبعون ... ثمانون ... مائة .. أو حتى مائتي سنة .. ثم ماذا ؟ ثم إلى مرتع الدود .. ثم إلى تحت التراب .. ثم إلى الظلمات من ينير ظلمة ذلك اليوم ؟ من يؤنس وحشته تلك الساعة؟ من يسري عنه ؟ من يطمئنه ؟ من يكون برفقته ؟ أو .... من يدفع عنه العذاب حينئذ ؟ أين فنانوه الذين تعلق قلبه بهم ؟
وأين أصحابه الذين شاركوه لهوه وعبثه ؟ أين أهله الذين غفلوا عنه ؟ هل ينفعونه الآن ؟! كم من السنين سيعذب في قبره قبل القيامة ؟ قلت في نفسي : أين هو فرعون اليوم ؟ أي! ن هم الجبابرة الذين طغوا منذ آلاف السنين ؟ يا إلهي … .لازالوا يعذبون إلى الآن ! { ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون } ثم تخيلي يا نفسي ستقفين على أرض المحشر خمسين ألف سنة ! في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حافية عارية لا أكل ولا شرب.. تموتين عذابا.. ولا تموتين ثم تخيلي لو أنك دخلتي جهنم ستحتاجين لتسقطي فيها سبعون سنة !! أي مثل عمر ابن آدم ( ثم قد تبقين فيها سنة ، مائة ، ألف مليون سنة ، الله أعلم )
وما بالك بمن هو خالد فيها .. لها : أيا نفس ويحك ألا تبصرين ؟! ألا تفقهين ؟! أم أنك لا تدركين ؟ !ألا تتوبين إلى الله ! ألا تنقذين نفسك !لا زالت لديك الفرصة لتنقديها قبل أن يتخطفك الموت ! عندئذ لا توبة ولا رجوع عندئذ ستندمين.. بل! ستتقطعين ندما على هذه الأيام التي ضاعت منك وأنت تؤجلين توبتك .... عندها ورب العزة لن ينفع الندم ولن تنفع التوبة .. عندها ستقولين دما وحرقة : { رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت } وسيقال لكِ : { كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ! } قمت من مجلسي مع سماعي لأذان الفجر .. صليت الفجر ..
وجلست أقرأ قليلا من كتاب الله الذي كنت قد هجرته منذ رمضان السابق أو ربما قبله .. بقيت حتى طلعت الشمس !! و ذهبت إلى فراشي !! كان في قلبي سعادة عظيمة أحسست بها وأنا أمسح دمعاتي التي نزلت على خدي ، وكأنما تنزل مع كل قطرة منها خطاياي وذنوبي .. وكأنها كانت تنزل لتغسل قلبي وتطمئن نفسي وربي أنه كان شعور .. لم أشعره مع أي سعادة في حياتي .. وأنها كانت فرحة لم أشعر بمثلها من قبل . فجعلت أقول وأردد { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب } فصدق الخالق .. صدق الذي لا إله غيره ..
والذي ما في الدنيا أعظم من ذكره سعادة واطمئنان في الدنيا .. وفي الآخرة « مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر » فمالنا لا نكسب دنيانا و أخرانا ؟! لا نترك توافه تظلنا مالنا لا نترك الأغاني مثلا ؟ والله إني احتقرت نفسي كيف كنت أسمعها فما ! كانت تزيدنا إلا هما وغما وحزنا ، ما كانت إلا تظلنا وتجعلنا كالمعتوهين. الله قد جعل لجميع شهواتنا مخرجا في الدنيا فمالنا لا نصبر فنقضيها فيما أحل الله لنا .! وأغمضت عيني بعدها ونمت …فما أحسست بطعم النوم إلا يومها .. وكأني لم أنم منذ تسع عشرة سنة مضت من عمري !!!
ومن يومها ... لم أعرف قلقا أو خوفا في نومي ... وصار هادئا مريحا بحمده تعالى . اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا وأنر لنا بالحق دربنا وثبتنا على الهدى اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه اللهم اهدْ شباب المسلمين وارزقهم الطهر والستر والعفاف وارزقهم الزوجات الصالحات ....والأزواج الصالحين يا أرحم الراحمين اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار يا عزيز يا قوي يا جبار وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك
جزاك الله خير
لي عودهـ ان شاء الله تعالى
..
غاليتي
جزاك الله كـــــــــل خير ع الجهدالمبارك
وجعله في ميزان حسناتكِ
http://smiles.al-wed.com/smiles/60/Is_058.gif
http://islamroses.com/zeenah_images/400.gif
جزاك الله خير
لي عودهـ ان شاء الله تعالى
..
حياك الباري أخي طلال
و بانتظار ماتحمله من أنوار
بوركت
غاليتي
جزاك الله كـــــــــل خير ع الجهدالمبارك
وجعله في ميزان حسناتكِ
تسلمي يا مولي
واياكِ ياغالية
حفظك الباري
http://smiles.al-wed.com/smiles/60/Is_058.gif
http://islamroses.com/zeenah_images/400.gif
كل الشكر يا ايثار
حفظك الله ورعاكِ
((وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم)) أي يغفر لك ما مضى، ويغفر لك الآن، ويغفر لك في المستقبل وهو ذو مغفرة بأي زمن كنت.
هو غفار لأي ذنب فعلت. ((قال ربي ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم)) استغفر ربك اليوم وكلك ثقة أنه سيغفر لك.
بع دنياك لآخرتك تربحهما جميعاً و لا تبع آخرتك لدنياك فتخسرهما جميعاً.
أحد العلماء عاش مئة وعشرة سنة ويروي عنه تلامذته أنه كان مستقيم القامة ، حاد البصر، مرهف السمع، أسنانه في فمه، خدوده متوردة، قوي البنية، كلما سئل : ما هذه الصحة؟ يقول : يا بني حفظناها في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا.
الحاتم الاصم كان صائماً يوماً فلما امسى قدم إليه فطوره، فجاء فقير فدفع ذلك الفطور إليه فحمل إليه الوقت ذاته هدية عبارة عن طبق عليه كل ألوان الأطعمة، فأتاه سائل آخر فدفع إليه كل ذلك، فإذا مائة ألف درهم تأتيه هدية
أسباب ظهور الفساد في البر والبحر
للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله
ذكر ابن القيم رحمه الله الكمأة وما أنزل الله فيها من الفوائد وما تُسبب بعد ذلك من الضرر، فقال:
فإن قلت: فإذا كان هذا شأنَ الكمأة، فما بالُ هذا الضرر فيها، ومن أين أتاها ذلك ؟
فاعلم أنَّ اللهَ سبحانه أتقن كُلَّ شيء صنعه، وأحسن كُلَّ شيء خلقه، فهو عند مبدإ خلقه بريءٌ من الآفات والعلل، تامُّ المنفعة لما هُيء وخُلِقَ له، وإنما تعرِضُ له الآفاتُ بعد ذلك بأُمور أُخَر من مجاورة، أو امتزاج واختلاط، أو أسباب أُخَر تقتضى فسادَه، فلو تُرِكَ على خِلقته الأصلية من غير تعلق أسباب الفساد به، لم يفسد.
ومَنْ له معرفة بأحوال العالَم ومبدئه يعرِف أنَّ جميع الفساد في جَوِّه ونباته وحيوانه وأحوالِ أهله، حادثٌ بعد خلقه بأسباب اقتضت حدوثَه، ولم تزل أعمالُ بنى آدَم ومخالفتُهم للرُّسُل تُحدث لهم من الفساد العام والخاص ما يجلب عليهم من الآلام، والأمراض، والأسقام، والطواعين، والقحوط، والجدوب، وسلب بركات الأرض، وثمارها، ونباتها،vوسلب منافعها، أو نقصانها أُموراً متتابعة يتلو بعضُهَا بعضاً.
فإن لم يَتَّسِعْ علمك لهذا فاكتفِ بقوله تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ﴾ [الروم:41]، ونَزِّل هذه الآية على أحوالِ العالَم، وطابِقْ بين الواقع وبينها، وأنت ترى كيف تحدث الآفاتُ والعلل كل وقت في الثمار والزرع والحيوان، وكيف يحدُث من تلك الآفات آفاتٌ أُخَرُ متلازمة، بعضُها آخذ برقاب بعض، وكُلَّما أحدث الناسُ ظلماً وفجوراً، أحدث لهم ربهم تبارك وتعالى من الآفات والعلل في أغذيتهم وفواكههم، وأهويتهم ومياههم، وأبدانهم وخلقهم، وصُورهم وأشكالهم وأخلاقهم من النقص والآفات، ما هو موجب أعمالهم وظلمهم وفجورهم.
ولقد كانت الحبوب من الحِنطة وغيرها أكبرَ مما هي اليوم، كما كانت البركةُ فيها أعظمَ. وقد روى الإمام أحمد بإسناده: أنه وجد في خزائن بعض بنى أميةَ صرة فيها حِنطةٌ أمثال نوى التمر مكتوبٌ عليها: هذا كان ينبُت أيامَ العدل.(*) وهذه القصة، ذكرها في "مسنده" على أثر حديث رواه
__________________
(*) وقال في الجواب الكافي:
وأخبرني جماعة من شيوخ الصحراء أنهم كانوا يعهدون الثمار أكبر مما هي الآن، وكثير من هذه الآفات التي تصيبها لم يكونوا يعرفونها، وإنما حدثت من قرب.
وأما تأثير الذنوب في الصور والخلق، فقد روى الترمذي في جامعه عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : «خلق الله آدم وطوله في السماء ستون ذراعا ، ولم يزل الخلق ينقص حتى الآن» .
فإذا أراد الله أن يطهر الأرض من الظلمة والخونة والفجرة، يخرج عبدا من عباده من أهل بيت نبيه - صلى الله عليه وسلم - فيملأ الأرض قسطا كما ملئت جورا، ويقتل المسيح اليهود والنصارى، ويقيم الدين الذي بعث الله به رسوله، وتخرج الأرض بركاتها، وتعود كما كانت، حتى إن العصابة من الناس ليأكلون الرمانة ويستظلون بقحفها، ويكون العنقود من العنب وقر بعير، ولبن اللقحة الواحدة لتكفي الفئام من الناس، وهذه لأن الأرض لما طهرت من المعاصي ظهرت فيها آثار البركة من الله تعالى التي محقتها الذنوب والكفر، ولا ريب أن العقوبات التي أنزلها الله في الأرض بقيت آثارها سارية في الأرض تطلب ما يشاكلها من الذنوب التي هي آثار تلك الجرائم التي عذبت بها الأمم، فهذه الآثار في الأرض من آثار تلك العقوبات، كما أن هذه المعاصي من آثار تلك الجرائم ، فتناسبت كلمة الله وحكمه الكوني أولا وآخرا ، وكان العظيم من العقوبة للعظيم من الجناية، والأخف للأخف، وهكذا يحكم سبحانه بين خلقه في دار البرزخ ودار الجزاء .
وتأمل مقارنة الشيطان ومحله وداره، فإنه لما قارن العبد واستولى عليه نزعت البركة من عمره، وعمله، وقوله، ورزقه، ولما أثرت طاعته في الأرض ما أثرت، ونزعت البركة من كل محل ظهرت فيه طاعته، وكذلك مسكنه لما كان الجحيم لم يكن هناك شيء من الروح والرحمة والبركة .
وأكثرُ هذه الأمراض والآفات العامة بقيةُ عذاب عُذِّبتْ به الأُممُ السالفة، ثم بقيت منها بقية مُرصَدَةٌ لمن بقيت عليه بقيةٌ من أعمالهم، حكماً قسطاً، وقضاءً عدلاً، وقد أشار النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى هذا بقوله في الطاعون: «إنَّه بقيةُ رجز أو عذاب أُرسِلَ على بنى إسرائيلَ»[رواه البخاري].
وكذلك سلَّط اللهُ سبحانه وتعالى الريحَ على قومٍ سبعَ ليالٍ وثمانيةَ أيام، ثم أبقَى في العالَم منها بقيةً في تلك الأيام، وفى نظيرها عِظةً وعِبرة.
وقد جعل اللهُ سبحانه أعمال البَرِّ والفاجر مقتضياتٍ لآثارها في هذاالعالَم اقتضاءً لا بد منه، فجعل منعَ الإحسان والزكاة والصدقة سبباً لمنع الغَيْث من السماء، والقحطِ والجَدْبِ، وجعَلَ ظلمَ المساكين، والبخسَ في المكاييل والموازين، وتعدِّى القَوِّىُّ على الضعيف سبباً لجَوْر الملوك والولاة الذين لا يَرحمون إن اسْتُرْحِموا، ولا يَعْطِفُون إن استُعطِفُوا، وهم في الحقيقة أعمالُ الرعايا ظهرت في صور وُلاتهم، فإنَّ اللهَ سبحانه بحكمته وعدله يُظهِرُ للناس أعمالَهم في قوالِب وصورٍ تناسبها، فتارةً بقحط وجدب، وتارة بعدوٍّ، وتارةً بولاة جائرين، وتارةً بأمراضٍ عامة، وتارةً بهُموم وآلام وغموم تحضُرها نفوسُهم لا ينفكُّونَ عنها، وتارةً بمنع بركات السماء والأرض عنهم، وتارةً بتسليط الشياطين عليهم تَؤُزُّهم إلى أسباب العذاب أزَّاً، لِتَحِقَّ عليهم الكلمة، وليصيرَ كل منهم إلى ما خُلِقَ له. والعاقل يُسَيِّر بصيرته بين أقطار العالَم، فيُشاهدُه، وينظر مواقعَ عدل الله وحكمته، وحينئذ يَتَبيَّنُ له أنَّ الرُّسُلَ وأتباعَهُم خاصةً على سبيل النجاة، وسائر الخلق على سبيل الهلاك سائرون، وإلى دار البَوار صائرون، واللهُ بالغُ أمرِه، لا مُعَقِّبَ لحكمه، ولا رادَ لأمره .. وبالله التوفيق
قل اللهم مالك الملك" نحن لا نملك شئ في الحقيقة. الذي يملك كل شيء هو الله، سئل أعرابي يملك قطيعا من الابل لمن هذه؟ فقال لله في يدي، وسئل أب عن أولاده؟ فقال : لله عندي 4 أولاد،. أنت وما تملك لله. فتواضع لله.
اعبد الله كانك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك... ممكن تحاول يوم واحد فقط تجرب هذا الإحساس أن تعبد الله كأنك تراه، ما رأيك اليوم أن تستشعر طوال اليوم أن الله معك في كل همسة و أنك تنظر إليه في كل لحظة؟ هذا هو مقام الإحسان.
هند القاضي
02-04-2010, 14:28
موضوع رائع
بارك الله فيج
/
وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
قوله تعالى وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون لما قال أبو جهل : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك الآية ، نزلت وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم كذا في صحيح مسلم . وقال ابن عباس : لم يعذب أهل قرية حتى يخرج النبي منها والمؤمنون ; يلحقوا بحيث أمروا .
وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ابن عباس : كانوا يقولون في الطواف : غفرانك . والاستغفار وإن وقع من الفجار يدفع به ضرب من الشرور والأضرار . وقيل : إن الاستغفار راجع إلى المسلمين الذين هم بين أظهرهم . أي وما كان الله معذبهم وفيهم من يستغفر من المسلمين ; فلما خرجوا عذبهم الله يوم بدر وغيره ; . قاله الضحاك وغيره . وقيل : إن الاستغفار هنا يراد به الإسلام . أي وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون أي يسلمون ; قاله مجاهد وعكرمة . وقيل : وهم يستغفرون أي في أصلابهم من يستغفر الله . روي عن مجاهد أيضا . وقيل : معنى يستغفرون لو استغفروا . أي لو استغفروا لم يعذبوا . استدعاهم إلى الاستغفار ; قاله قتادة وابن زيد . وقال المدائني عن بعض العلماء قال : كان رجل من العرب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مسرفا على نفسه ، لم يكن يتحرج ; فلما أن توفي النبي صلى الله عليه وسلم لبس الصوف ورجع عما كان عليه ، وأظهر الدين والنسك . فقيل له : لو فعلت هذا والنبي صلى الله عليه وسلم حي لفرح بك . قال : كان لي أمانان ، فمضى واحد وبقي الآخر ; قال الله تبارك وتعالى : وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم فهذا أمان . والثاني وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون .
موضوع رائع
بارك الله فيج
/
وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
قوله تعالى وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون لما قال أبو جهل : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك الآية ، نزلت وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم كذا في صحيح مسلم . وقال ابن عباس : لم يعذب أهل قرية حتى يخرج النبي منها والمؤمنون ; يلحقوا بحيث أمروا .
وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ابن عباس : كانوا يقولون في الطواف : غفرانك . والاستغفار وإن وقع من الفجار يدفع به ضرب من الشرور والأضرار . وقيل : إن الاستغفار راجع إلى المسلمين الذين هم بين أظهرهم . أي وما كان الله معذبهم وفيهم من يستغفر من المسلمين ; فلما خرجوا عذبهم الله يوم بدر وغيره ; . قاله الضحاك وغيره . وقيل : إن الاستغفار هنا يراد به الإسلام . أي وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون أي يسلمون ; قاله مجاهد وعكرمة . وقيل : وهم يستغفرون أي في أصلابهم من يستغفر الله . روي عن مجاهد أيضا . وقيل : معنى يستغفرون لو استغفروا . أي لو استغفروا لم يعذبوا . استدعاهم إلى الاستغفار ; قاله قتادة وابن زيد . وقال المدائني عن بعض العلماء قال : كان رجل من العرب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مسرفا على نفسه ، لم يكن يتحرج ; فلما أن توفي النبي صلى الله عليه وسلم لبس الصوف ورجع عما كان عليه ، وأظهر الدين والنسك . فقيل له : لو فعلت هذا والنبي صلى الله عليه وسلم حي لفرح بك . قال : كان لي أمانان ، فمضى واحد وبقي الآخر ; قال الله تبارك وتعالى : وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم فهذا أمان . والثاني وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون .
رزقنا الله لساناً وقلباً مستغفراً
فلولا نعمة الاستغفار
ليأس الانسان و انتهى ..
شكراً لك أخت هند للاضافة
بارك بك وحفظكِ
*
*
مجهود طيب
اثابك الله عنه
بوركتِ
*
*
*
*
مجهود طيب
اثابك الله عنه
بوركتِ
*
*
وإياكِ اختي لوليتا
شكراً لمرورك و مشاركتك
حفظك الله ورعاك
((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم)) الانسان إذا فعل ذنباً فذنبه له حجم أو وقع في معصية فمعصيته لها حجم أيضاً، فمهما تكن المعاصي والذنوب فإنها متناهية تنتهي عند حد، لكن مغفرة الله عزوجل ليست متناهية إذاً لا حدود لها وغير المتناهي يغلب المتناهي.
وقل ربي أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرلاج صدق واجعل لي من لدنك سلطناً نصيراً))أناس كثيرون يدخلون مداخل شتى وهم صادقون، فإذا دخلوا هذه المداخل وتألقت أمامهم الدنيا أغرتهم وأجبرتهم وساقتهم إلي الضلالات وخرج كاذباً، دخل مخلصاً وخرج خائناً، دخل مطيعاً وخرج عاصياً، دخل متعبداً وخرج متكبراً، البطولة أن تدخل صادقاً وتخرج من الدنيا صادقاً.
مقدمة تفسير سورة قل يا أيها الكافرون بسم الله الرحمن الرحيم سورة قل يا أيها الكافرون وهي مكية
فضائل سورة قل يا أيها الكافرون
ثبت في صحيح مسلم 1218 عن جابر أن رسول الله قرا بهذه السورة وب ( قل هو الله أحد ) في ركعتي الطواف وفي صحيح مسلم 726 من حديث أبي هريرة أن رسول الله قرأ بهما في ركعتي الفجر وقال الإمام أحمد 224 حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن مجاهد عن بن عمر أن رسول الله قرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب بضعا وعشرين مرة أو بضع عشرة مرة ( قل يا أيها الكافرون ) و ( قل هو الله أحد ) وقال أحمد أيضا 299 حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن مجاهد عن بن عمر قال رمقت
النبي أربعا وعشرين أو خمسا وعشرين مرة يقرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب ب ( قل يا أيها الكافرون ) و ( قل هو الله أحد ) وقال أحمد حدثنا أبو أحمد هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري حدثنا سفيان هو الثوري عن أبي إسحاق عن مجاهد عن بن عمر قال رمقت النبي شهرا وكان يقرأ في الركعتين قبل الفجر ب ( قل يا أيها الكافرون ) و ( قل هو الله أحد ) وكذا رواه الترمذي 417 وبن ماجة 1149 من حديث أبي أحمد الزبيري وأخرجه النسائي 2170 من وجه آخر عن أبي إسحاق به وقال الترمذي هذا حديث حسن وقد تقدم في الحديث أنها تعدل ربع القرآن وإذا زلزلت تعدل ربع القرآن وقال الإمام أحمد حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق عن فروة بن نوفل هو بن معاوية عن أبيه أن رسول الله قال له هل لك في ربيبة لنا تكفلها قال أراها زينب قال ثم جاء فسأله النبي عنها قال ما فعلت الجارية قال تركتها عند أمها قال فمجيء ماجاء بك قال جئت لتعلمني شيئا أقوله عند منامي قال اقرأ ( قل يا أيها الكافرون ) ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك تفرد به أحمد وقال أبو القاسم الطبراني حدثنا أحمد بن عمرو القطراني حدثنا محمد بن الطفيل حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن جبلة بن حارثة وهو أخو زيد بن حارثة أن النبي قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ ( قل يا أيها الكافرون ) حتى تمر بآخرها فإنها براءة من الشرك وروى الطبراني من طريق شريك عن جابر عن معقل الزبيدي عن عبد الرحمن بن زيد أن رسول الله كان إذا أخذ مضجعه قرأ ( قل يا أيها الكافرون ) حتى يختمها وقال الإمام أحمد حدثنا حجاج حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن الحارث بن جبلة قال قلت يا رسول الله علمني شيئا أقوله عند منامي قال إذا أخذت مضجعك من الليل فاقرأ قل يا أيها الكافرون فإنها براءة من الشرك والله أعلم بسم الله الرحمن الرحيم
هذه السورة سورة البراءة من العمل الذي يعمله المشركون وهي آمرة بالإخلاص فيه فقوله تعالى ( قل يا أيها الكافرون ) يشمل كل كافر على وجه الأرض ولكن المواجهون بهذا الخطاب هم كفار قريش وقيل أنهم من جهلهم دعوا رسول الله إلى عبادة أوثانهم سنة ويعبدون معبوده سنة فأنزل الله هذه السورة وأمر رسوله فيها أن يتبرأ من دينهم بالكلية فقال ( لا أعبد ما تعبدون ) يعني من الأصنام والأنداد ( ولا أنتم عابدون ما أعبد ) وهو الله وحده لاشريك له ف ما ها هنا بمعنى من ثم قال ( ولا انا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد ) أي ولا أعبد عبادتكم أي لا أسلكها ولا أقتدي بها وإنما اعبد الله على الوجه الذي يحبه ويرضاه ولهذا قال ( ولا أنتم عابدون ما أعبد ) أي لا تقتدون بأوامر الله وشرعه في عبادته بل قد اخترعتم شيئا من تلقاء أنفسكم كما قال ( إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى ) فتبرأ منهم في جميع ماهم فيه فإن العابد لابد له من معبود يعبده وعبادة يسلكها إليه فالرسول وأتباعه يعبدون الله بما شرعه ولهذا كان كلمة الإسلام لاإله إلا الله محمد رسول الله أي لا معبود إلا الله ولا طريق إليه إلا ما جاء به الرسول والمشركون يعبدون غير الله عبادة لم يأذن بها الله ولهذا قال لهم الرسول ( لكم دينكم ولي دين ) كما قال تعالى ( وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون ) وقال ( لنا أعمالنا ولكم أعمالكم ) وقال البخاري يقال ( لكم دينكم ) الكفر ( ولي دين ) الإسلام ولم يقل ديني لأن الآيات بالنون فحذف الياء كما قال ( فهو يهدين ) و ( يشفين ) وقال غيره لا أعبد ما تعبدون الآن ولا أجيبكم فيما بقي من عمري ولا أنتم عابدون ما أعبد وهم الذين قال ( وليزيدن
كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا ) انتهى ما ذكره ونقل بن جرير عن بعض أهل العربية أن ذلك من باب التأكيد كقوله ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) وكقوله ( لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ) وحكاه بعضهم كابن الجوزي وغيره عن بن قتيبة فالله أعلم فهذه ثلاثة اقوال أولها ما ذكرناه أولا الثاني ما حكاه البخاري وغيره من المفسرين أن المراد ( لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ) في الماضي ( ولا أنا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما أعبد ) في المستقبل الثالث أن ذلك تاكيد محض وثم قول رابع نصره أبو العباس بن تيمية في بعض كتبه وهو أن المراد بقوله ( لا أعبد ما تعبدون ) نفي الفعل لآنها جملة فعلية ( ولا أنا عابد ما عبدتم ) نفى قبوله لذلك بالكلية لأن النفي بالجملة الإسمية آكد فكأنه نفى الفعل وكونه قابلا لذلك ومعناه نفي الوقوع ونفي الإمكان الشرعي أيضا وهو قول حسن أيضا والله أعلم وقد استدل الإمام أبو عبد الله الشافعي وغيره بهذه الآية الكريمة ( لكم دينكم ولي دين ) على أن الكفر كله ملة واحدة فورث اليهود من النصارى وبالعكس إذا كان بينهما نسب أو سبب يتوارث به لأن الأديان ماعدا الإسلام كلها كالشيء الواحد في البطلان وذهب أحمد بن حنبل ومن وافقه إلى عدم توريث النصارى من اليهود وبالعكس لحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله لا يتوارث أهل ملتين شتى
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ألا أخبركم بما يمحو الله الخطايا ويرفع / به الدرجات ؟ إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ،فذلكم الرباط فذلكم الرباط". "واتقوا الله لعلكم تفلحون" ، قال بعض أرباب اللسان: اصبروا على النعماء وصابروا على البأساء والضراء ورابطوا في دار الأعداء واتقوا إله الأرض والسماء لعلكم تفلحون في دار البقاء.
** يَأَيّهَا النّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَآءُ إِلَى اللّهِ وَاللّهُ هُوَ الْغَنِيّ الْحَمِيدُ * إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُـمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللّهِ بِعَزِيزٍ * وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىَ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىَ حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىَ إِنّمَا تُنذِرُ الّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُواْ الصّلاَةَ وَمَن تَزَكّىَ فَإِنّمَا يَتَزَكّىَ لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ
يخبر تعالى بغناه عما سواه, وبافتقار المخلوقات كلها وتذللها بين يديه, فقال تعالى: {يا أيهاالناس أنتم الفقراء إلى الله} أي هم محتاجون إليه في جميع الحركات والسكنات, وهو تعالى الغني عنهم بالذات, ولهذا قال عز وجل: {والله هو الغني الحميد} أي هو المنفرد بالغنى وحده لا شريك له, وهو الحميد في جميع ما يفعله ويقوله ويقدره ويشرعه. وقوله تعالى: {إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد} أي لو شاء لأذهبكم أيها الناس وأتى بقوم غيركم, وما هذا عليه بصعب ولا ممتنع, ولهذا قال تعالى: {وما ذلك على الله بعزيز}.
وقوله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} أي يوم القيامة {وإن تدع مثقلةٌ إلى حملها} أي وإن تدع نفس مثقلة بأوزارها إلى أن تساعد على حمل ما عليها من الأوزار أو بعضه {لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى} أي وإن كان قريباً إليها حتى ولو كان أباها أو ابنها, كل مشغول بنفسه وحاله. قال عكرمة في قوله تعالى: {وإن تدع مثقلة إلى حملها} الاَية, قال هو الجار يتعلق بجاره يوم القيامة, فيقول: يا رب سل هذا لم كان يغلق بابه دوني, وإن الكافر ليتعلق بالمؤمن يوم القيامة, فيقول له: يا مؤمن إن لي عندك يداً قد عرفت كيف كنت لك في الدنيا وقد احتجت إليك اليوم, فلا يزال المؤمن يشفع له عند ربه حتى يرده إلى منزل دون منزله, وهو في النار, وإن الوالد ليتعلق بولده يوم القيامة فيقول: يا بني أي والد كنت لك, فيثني خيراً, فيقول له: يا بني إني قد احتجت إلى مثقال ذرة من حسناتك أنجو بها مما ترى, فيقول له ولده: يا أبت ما أيسر ما طلبت, ولكني أتخوف مثلما تتخوف, فلا أستطيع أن أعطيك شيئاً, ثم يتعلق بزوجته فيقول: يا فلانة, أو يا هذه أي زوج كنت لك ؟ فتثني خيراً, فيقول لها: إني أطلب إليك حسنة واحدة تهبينها لي لعلي أنجو بها ممن ترين, قال: فتقول: ما أيسر ما طلبت, ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئاً, إني أتخوف مثل الذي تتخوف. يقول الله تعالى: {وإن تدع مثقلة إلى حملها} الاَية, ويقول تبارك وتعالى: {لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً} ويقول تعالى: {يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه} رواه ابن أبي حاتم رحمه الله عن أبي عبد الله الطهراني عن حفص بن عمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة به.
ثم قال تبارك وتعالى: {إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة} أي إنما يتعظ بما جئت به أولو البصائر والنّهى, الخائفون من ربهم, الفاعلون ما أمرهم به {ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه} أي ومن عمل صالحاً فإنما يعود نفعه على نفسه {وإلى الله المصير} أي وإليه المرجع والمآب, وهو سريع الحساب, وسيجزي كل عامل بعمله إن خيراً فخير, وإن شراً فشر.
** يُولِجُ الْلّيْلَ فِي النّهَارِ وَيُولِجُ النّهَارَ فِي الْلّيْلِ وَسَخّرَ الشّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلّ يَجْرِي لأجَلٍ مّسَمّى ذَلِكُمُ اللّهُ رَبّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ * إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُواْ دُعَآءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُواْ مَا اسْتَجَابُواْ لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِـكُمْ وَلاَ يُنَبّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ
وهذا أيضاً من قدرته التامة وسلطانه العظيم في تسخيره الليل بظلامه, والنهار بضيائه, ويأخذ من طول هذا فيزيده في قصر هذا فيعتدلان, ثم يأخذ من هذا في هذا, فيطول هذا ويقصر هذا, ثم يتقارضان صيفاً وشتاء {وسخر الشمس والقمر} أي والنجوم السيارات, والثوابت الثاقبات, بأضوائهن أجرام السموات, الجميع يسيرون بمقدار معين, وعلى منهاج مقنن محرر, تقديراً من عزيز عليم {كل يجري لأجل مسمى} أي إلى يوم القيامة {ذلكم الله ربكم} أي الذي فعل هذا هو الرب العظيم الذي لا إله غيره {والذين تدعون من دونه} أي من الأصنام والأنداد التي هي على صورة من تزعمون من الملائكة المقربين {ما يملكون من قطمير} قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وعكرمة وعطاء وعطية العوفي والحسن وقتاده وغيرهم: القطمير هو اللفافة التي تكون على نواة التمرة, أي لا يملكون من السموات والأرض شيئاً ولا بمقدار هذا القطمير.
ثم قال تعالى: {إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم} يعني الاَلهة التي تدعونها من دون الله لا تسمع دعاءكم, لأنها جماد لا أرواح فيها, {ولو سمعوا ما استجابوا لكم} أي لا يقدرون على شيء مما يطلبون منها {ويوم القيامة يكفرون بشرككم} أي يتبرؤون منكم, كما قال تعالى: {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين} وقال تعالى: {واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزاً كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضداً}. وقوله تعالى: {ولا ينبئك مثل خبير} أي ولا يخبرك بعواقب الأمور ومآلها وما تصير إليه مثل خبير بها. قال قتادة: يعني نفسه تبارك وتعالى, فإنه أخبر بالواقع لا محالة.
** وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَـَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَآئِغٌ شَرَابُهُ وَهَـَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلّكُمْ تَشْكُرُونَ
يقول تعالى منبهاً على قدرته العظيمة في خلقه لأشياء المختلفة خلق البحرين العذب الزلال , وهو هذه الأنهار السارحة بين الناس من كبار وصغار بحسب الحاجة إليها في الأقاليم والأمصار والعمران والبراري والقفار, وهي عذبة سائغ شرابها لمن أراد ذلك {وهذا ملح أجاج} أي مر وهو البحر الساكن الذي تسير فيه السفن الكبار, وإنما تكون مالحة زعافاً مرة, ولهذا قال: {وهذا ملح أجاج} أي مر. ثم قال تعالى: {ومن كل تأكلون لحماً طرياً} يعني السمك {وتستخرجون حلية تلبسونها} كما قال عز وجل: {يخرج منها اللؤلؤ والمرجان فبأي آلاء ربكما تكذبان}
وقوله جل وعلا: {وترى الفلك فيه مواخر} أي تمخره وتشقه بحيزومها وهو مقدمها المسنم الذي يشبه جؤجؤ الطير وهو صدره, وقال مجاهد: تمخر الريح السفن ولا يمخر الريح من السفن إلا العظام وقوله جل وعلا: {لتبتغوا من فضله} أي بأسفاركم بالتجارة من قطر إلى قطر وإقليم إلى إقليم {ولعلكم تشكرون} أي تشكرون ربكم على تسخيره لكم هذا الخلق العظيم, وهو البحر, تتصرفون فيه كيف شئتم, تذهبون أين أردتم, ولا يمتنع عليكم شيء منه, بل بقدرته قد سخر لكم ما في السموات وما في الأرض, الجميع من فضله ورحمته.
ღ♥ღ يا الــــــلـــــــــــــهღ♥ღ
اللهم اجعل قارئ رسالتي
من صفوتك الذين أحللتهم بحبوحة جنتك
وبوأتهم دار كرامتك
وأقررت أعينهم بالنظر إليك يوم لقائك
وأورثتهم منازل الصدق في جوارك
فلا تولهم الحرمان
ولا تبلوهم بالخيبة و الخسران
ياسميع الدعاء يا أرحم الراحمين
ღ♥ღيا الــــــلـــــــــــــهღ♥ღ
إلهي أسألك
أن تجعل علينا واقية تنجينا من الهلكات
وتجنبنا من الآفات
وتكننا من دواهي المصيبات
وأن تنزل علينا من سكينتـك
وأن تغشي وجوهنا بأنوار محبتك
وأن تؤوينا إلى شديد ركنك
وأن تحوينا في أكناف عصمتك
برأفتك ورحمتك يا أرحم الراحمين
ღ♥ღيا الــــــلـــــــــــــهღ♥ღ
يا من كل هارب إليه يلتجئ
وكل طالب إياه يرتجي
يا خير مرجو
ويا أكرم مدعو
ويا من لا يرد سائله ولا يخيب آمله
يا من بابه مفتوح لداعيه
وحجابه مرفوع لراجيه
أسألك بكرمك أن تمن على قارئ رسالتي
ღ♥ღيا الــــــلـــــــــــــهღ♥ღ
لا تـــحــــزن
ولكن إذا بارت بك الحيل وضاقت عليك السُّبل وأنتهت الآمال وتقطعت بك الحبال فنادي وقل : يا الله ..
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك بما حملت فأهتف وقل : يــا الله
إذا وقعت المصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة فنادي وقل :يــا الله ..
إذا ضاق صدرك واستعسرت أمورك فنادي وقل : يــا الله ..
إذا اوصدت الأبــواب أمـامــك فـنـادي وقل : يــا الله ..
ღ♥ღيا الــــــلـــــــــــــهღ♥ღ
إلهي لا تغلق على موحديك أبواب رحمتك
ولا تحجب مشتاقيك عن النظر إلى جميل رؤيتك
إلهي نفس أعززتها بتوحيدك
كيف تذلها بمهانة هجرانك
وضمير انعقد على مودتك
كيف تحرقه بحرارة نيرانك
إلهي أجرني من أليم غضبك وعظيم سخطك
ღ♥ღيا الــــــلـــــــــــــهღ♥ღ
ولقد ذكرتك والخطوبُ كوالحُ
سودً ووجه الدهر أغبرُ وقاتمُ
فهتفت في الأسحار باسمك صارخاً
فإذا محيَّا كلُ فجرٍ باسمُ
ღ♥ღيا الــــــلـــــــــــــهღ♥ღ
إلهي إن كان قبح الذنب من عبدك
فليحسن العفو من عندك
إلهي ما أنا بأول من عصاك فتبت عليه
وتعرض بمعروفك فجدت عليه
ღ♥ღيا الــــــلـــــــــــــهღ♥ღ
الله
أحسن الأسماء
وأجمل الحروف
وأصدق العبارات
وأثمن الكلمات
" هل تعلم له سميَّا "
ღ♥ღيا الــــــلـــــــــــــهღ♥ღ
يا مجيب المضطر
يا كاشف الضر
يا عظيم البر
يا عليماً بما في السر
يا جميل الستر
استشفعت بجودك وكرمك إليك
وتوسلت بجنابك وترحمك لديك
فاستجبت دعائي بمنك ورحمتك
يا أرحم الراحمين
ღ♥ღيا الــــــلـــــــــــــهღ♥ღ
إلهي أتراك بعد الايمان بك تعذبني
أم بعد حبي إياك تبعدني
أم مع رجائي برحمتك وصفحك تحرمني
أم مع استجارتي بعفوك تسلمني
حاشا لوجهك الكريم أن تخيبني
ღ♥ღيا الــــــلـــــــــــــهღ♥ღ
الله
مهما رسمنا في جلالك أحرفاً
قدسيةً تشدو بها الأرواحُ
فلأنت أعظمُ والمعاني كُلها
يـا ربُّ عند جلالكم تنداحُ
ღ♥ღيا الــــــلـــــــــــــهღ♥ღ
اللهم
فأجعل مكان اللوعة سلوة
وجزاء الحزن سروراً
وعند الخوف أمناً
اللهم آمين
ღ♥ღيا الــــــلـــــــــــــهღ♥ღ
يـــــــــــارب
الق على العيون الساهرة
نعاساً أمنةً منك
وعلى النفوس المضطربة
سكينة وأثبها فتحاً قريباً
ღ♥ღيا الــــــلـــــــــــــهღ♥ღ
يـــــــــــارب
إهدى حيارى البصائر إلى نورك
وضُلاَّل المناهج إلى صراطك
والزائغين عن السبيل إلى هداك
ღ♥ღيا الــــــلـــــــــــــهღ♥ღ
اللهم
أذهب عنّا الحزن
وأزل عنّا الهم
وأطرد من نفوسنا القلق
نعوذ بك من الخوف إلا منك
ومن الركون إلا إليك
والتوكل إلا عليك
والسؤال إلا منك
والأستعانة إلا بك
أنت ولينا
نعم المولى ونعم النصير
ღ♥ღيا الــــــلـــــــــــــهღ♥ღ
يا ربّ أنت غفور
وبالسماح قدير
مالي سواك أغثني
وهل لي سواك يجير
ღ♥ღيا الــــــلـــــــــــــهღ♥ღ
ألبستني الخطايا ثوب مذلتي
وجللني التباعد منك لباس مسكنتي
وأمات قلبي عظيم جنايتي
فأحيه بتوبة منك يا أملي وبغيتي </SPAN>
هناك أمراض الجسد وهناك أمراض القلب، كل أمراض الجسد تنتهي عند الموت وكل أمراض القلب تبدأ معاناتها بعد الموت ، طهر قلبك من العيوب فان القلب محل نظر الله إليك "إن الله لا ينظر إلي وجوهكم وأجسامكم ولكن ينظر إلي قلوبكم واعمالكم"
الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما وهو على كل شيء قدير وجعل لكل شيء قدرا مطابقا لعلمه وحكمته وهو الحكيم الخبير وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الألوهية والخلق والتدبير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم المعاد والمصير وسلم تسليما.
عباد الله اتقوا الله حق التقوى وراقبوه في السر والعلن وتمسكوا بما شرع الله لكم من الدين القويم وأعلموا أن طاعة الله فيها السلامة والنجاة وفيها الرفعة والعزة وإياكم والمعاصي فإنها توجب اليم العقاب ووبيل العذاب .
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ))آل عمران102
َ((يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ))النساء1
يقول الله تعالى: ((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا)) الفرقان:27-31.
أيها المسلمون،
تذكر بعض الروايات أن سبب نزول هذه الآيات هو أن عقبة بن أبي معيط كان يكثر من مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم ، فدعاه إلى ضيافته فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل من طعامه حتى ينطق بالشهادتين، ففعل. وعلم بذلك أبي بن خلف وكان صديقَه، فعاقبه وقال له: صبأت؟ فقال: لا والله ولكن أبى أن يأكل من طعامي وهو في بيتي فاستحيت منه، فشهدت له، فقال: لا أرضى منك إلا أن تأتيه فتطأ قفاه وتبزق في وجهه، فوجده ساجدا في دار الندوة ففعل ذلك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا ألقاك خارجَ مكة إلا علوت رأسك بالسيف))، فأسر يوم بدر فأمر عليًّا قتله.
إن هذه الآيات الكريمة تعرض مشهدًا من مشاهد يوم القيامة الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، اليوم الذي يندم فيه الظالمون الضالون على أفعالهم المشينة التي اقترفوها وأقوالهم البذيئة التي تفوّهوا بها في حقّ الإسلام وأهله وفي حق الرسول الأعظم الرحمة المهداة صلوات الله عليه وسلامه.
إنه مشهد رهيب عجيب، مشهد الظالم وهو يعضّ على يديه من الندم والأسف والأسى، حيث لا تكفيه يد واحدة يعضّ عليها، إنما هو يداول بين هذه اليد وتلك، أو يجمع بينهما لشدّة ما يعانيه من الندم اللاذع المتمثّل في عضّه على اليدين، وهذا فعل يرمز ويشار به إلى الحالة النفسية التي يعيشها الظالم.
((ويوم يعض الظالم على يديه). . فلا تكفيه يد واحدة يعض عليها . إنما هو يداول بين هذه وتلك , أو يجمع بينهما لشدة ما يعانيه من الندم اللاذع المتمثل في عضه على اليدين . وهي حركة معهودة يرمز بها إلى حالة نفسية فيجسمها تجسيما .
(يقول:يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا). . فسلكت طريقه , لم أفارقه , ولم أضل عنه . . الرسول الذي كان ينكر رسالته ويستبعد أن يبعثه الله رسولا !
يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا . . فلانا بهذا التجهيل ليشمل كل صاحب سوء يصد عن سبيل الرسول ويضل عن ذكر الله . . (لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني). . لقد كان شيطانا يضل , أو كان عونا للشيطان (وكان الشيطان للإنسان خذولا)يقوده إلى مواقف الخذلان , ويخذله عند الجد , وفي مواقف الهول والكرب
وهكذا راح القرآن يهز قلوبهم هزا بهذه المشاهد المزلزلة , التي تجسم لهم مصيرهم المخيف , وتريهم إياه
يقول: يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، فسلكت طريقه واتبعت سنته ولم أفارقه، يا ليتني كنت على دينه وعقيدته، يا ليتني كنت معه فأفوز فوزا عظيما، يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا.
وفي هذا المقام لم يذكر اسم الضالّ ليشمل كلّ صاحب سوء يصدّ عن سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم وعن دعوةِ الإسلام ومنهج القرآن. لقد كان الظالم شيطانا يضلّ، أو كان عونا للشيطان يقوده إلى الهاوية وإلى مواقف الخذلان والخسران.
((وقال الرسول:يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا))
لقد هجروا القرآن الذي نزله الله على عبده لينذرهم . ويبصرهم . هجروه فلم يفتحوا له أسماعهم إذ كانوا يتقون أن يجتذبهم فلا يملكون لقلوبهم عنه ردا . وهجروه فلم يتدبروه ليدركوا الحق من خلاله , ويجدوا الهدي على نوره . وهجروه فلم يجعلوه دستور حياتهم , وقد جاء ليكون منهاج حياة يقودها إلى أقوم طريق:
وإن ربه ليعلم ; ولكنه دعاء البث والإنابة , يشهد به ربه على أنه لم يأل جهدا , ولكن قومه لم يستمعوا لهذا القرآن ولم يتدبروه . فيسليه ربه ويعزيه . فتلك هي السنة الجارية قبله في جميع الرسالات . فلكل نبي أعداء يهجرون الهدى الذي يجيئهم به , ويصدون عن سبيل الله . ولكن الله يهدي رسله إلى طريق النصر على أعدائهم المجرمين:
((وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين . وكفى بربك هاديا ونصيرا)). .
وهكذا عباد الله ـ نجد القرآن يهزّ قلوب الظالمين والمجرمين بهذه المشاهد المزلزِلة التي تصوّر لهم مصيرَهم البائس، وتريهم إياه واقعا مشهودا، وهم ما زالوا في هذه الأرض يكذّبون بلقاء الله، ويتطاولون على ذاته العلية. إنه الهول المرعِب ينتظرهم هناك والندم الفاجِع بعد فوات الأوان.
ثم تتحدّث هذه الآيات عن موقف المجرمين مع الرسول صلى الله عليه وسلم حيث هجروا القرآن الذي نزّله تعالى عليه لينذرهم ويبصّرهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور، هجروه فلم يفتحوا له أسماعهم، وهجروه فلم يتدبروه ليدركوا الحق من خلاله والهداية من نوره، وهجروه فلم يجعلوه دستورا لحياتهم، وقد جاء ليكون منهاج حياة يقود البشرية إلى أقوم طريق وأهدى سبيل، ((إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)) الإسراء:9، 10
ثم تمضي الآيات لتبين أن لكل نبيّ أعداء يهجرون الدّين الحقّ الذي جاءهم به، ويصدّون عن سبيل الله. إن الله تعالى يهدي رسله وأولياءه إلى طريق النصر على أعدائهم المجرمين، قال تعالى: ((إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمْ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)) غافر:51، 52
في زحمة هذه الحياة وتهافت الكثير من الناس عليها، وفي ظل مظاهر اللهو والفسق والفجور وانتشار الفساد وظهوره في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، وفي ظل التنكّر لشرع الله وأحكامه واتّباع الهوى وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في ظلّ كلّ ذلك لن تفقد الأمة المسلمة عناصر الخير من أبنائها الذين اختاروا طريق السلامة باتباعها طريق الهداية القرآنية وتزودهم بالتقوى وإقبالهم على الله تعالى بعزم وصبر، يبتغون الزلفى والقربى إليه، في مختلف ما يبذلونه من الأعمال الصالحة، يرجون بذلك الربح الوفير والتجارة التي لن تبور، فهم ممن وصفهم الله تعالى في معرض المدح، وقوى عزائمهم للعمل واتباع الحقّ، فقال جل جلاله: ((إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ )) فاطر:29، 30.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو التواب الرحيم.
الحمد لله الذي أحسن خلق الإنسان وعدّله وعلّمه البيان وبه فضلّه وأمدّه بلسان يترجم به عما حواه و عقله والصلاة والسلام على من أرسله ربه و أكرمه وبالقرآن الكريم أرسله وعلى آله وأصحابه ما كبّر عبد وهلّله .
وبعد عبادالله
أيها المؤمنون، إنها ثلاثة عوامل وأسس اعتمدها الصالحون الخيّرون في دور الامتحان، وعلقوا عليها الآمال في ربح التجارةوالفوز برضا الله
العامل الأول: الإقبال على تلاوة كتاب الله في تدبّر آياته والاتعاظ بمواعظه والوقوف عند عِبرِه والعمل بتوجيهاته والرهبة عند وعيده والاطمئنان عند وعده.
نعم أيها المؤمنون، تلك هي التلاوة النافعة التي تحدِث في نفسية المسلم تحوّلا محمودا، يجد أثره بردًا في قلبه وسلاما في حياته.
العامل الثاني: إقام الصلوات المكتوبة بحدودها وقيودها والخشوع في أدائها وعدم التسويف والتشاغل عنها بمنصب أو مال أو تجارة ورياسة أو بأي شيء آخر من مشاغل الحياة الدنيا وزخارفها.
العامل الثالث: مواساة البؤساء والفقراء بالأموال، ومعاونتهم برزق الله وماله، لا يبخلون به أو يكتنزونه، وكانت المواساة من هؤلاء الصالحين تختلف باختلاف المناسبات والظروف، سرا وعلانية، سرّا خشية الرياء والسمعة والشهرة، عَلَنا مع الأمن من ذلك، ليشيعوا الخير في مجتمعهم ليكونوا قدوة لغيرهم، فبلغوا بذلك أرفع مجالات الخير، وشملهم العليّ القدير بالعفو والغفران وكريم الجزاء.
قال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: ((لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ)) فاطر:30:
نعم عباد الله يوفيهم جزاء أعمالهم، ويزيدهم من الثواب مما لم تر عين ولم تسمع أذن، ويغفر العظيم من ذنوبهم، ويشكر اليسير من أعمالهم
حقا أيها المؤمنون، إنها سعادة لا تعدلها سعادة، وفوز ما بعده فوز، يحرزه كلّ من سار على نهجهم وطريقتهم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
أيها المؤمنون، أما من كان على النقيض من سيرة هؤلاء الصالحين فهو ممن نسِي الله، فأنساه الله العمل الصالح، وهو ممن ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، قال تعالى: ((قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا)) الكهف:103-106
اللهم من علينا بالتوبة النصوح، اللهم اغفر ذنوبنا جميعها أولها وآخرها، اللهم كفر عنا السيئات اللهم من علينا بعفوك وكرمك يا عفو يا كريم ويا أرحم الراحمين، اللهم طهر قلوبنا وجوارحنا من كل منكر ومكيدة وطهر مجتمعاتنا ومجتمعات المسلمين من الربا والزنا والفواحش والمنكرات، اللهم من أرادنا وأراد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره ومزقه كل ممزق وأدر عليه دائرة السوء يارب العالمين، اللهم عليك بالذين يحبون أن تشيع الفاحشة ويروجوها اللهم ارحم حالنا وتفريطنا وهواننا وضعفنا يا قوي يا عزيز اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم فرج همهم اللهم نفس كربهم، عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان.
ابو ضاري
13-04-2010, 00:16
فال تعالى: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءانَاء ٱلَّيْلِ سَـٰجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: .
قال ابن عباس: "من أحب أن يهوِّن الله عليه الوقوف يوم القيامة، فليره الله في ظلمة الليل ساجداً أو قائماً يحذر الآخرة، ويرجو رحمة ربه"
وقال ابن كثير: "قال ابن عباس والحسن والسُدّي وابن زيد آناء الليل جوف الليل"
الإسلام دين الفطرة، ودين السلام والأمانِ، والبشريةُ لن تجد الراحة، ولن تحقق السعادة إلا بالأخذ بالإسلام، وتطبيقه في شتى الشؤون.
ومما يؤكد عظمة دين الإسلام ما يتميز به من خصائص لا توجد في غيره من المذاهب والأديان.
ومن تلك الخصائص التي تثبت تَمَيُّزَ الإسلام، ومدى حاجة الناس إليه مايلي:
1_ أنه جاء من عند الله والله_عز وجل_أعلم بما يصلح عباده، قال_تعالى_: [أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ] (الملك: 14).
2_ أنه يبين بداية الإنسان ونهايته، والغاية التي خُلق من أجلها: قال_تعالى_: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً] (النساء: 1)، وقال: [مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى] (طه: 55)، وقال: [وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ] (الذاريات: 56).
3_ أنه دين الفطرة فلا يتنافى معها، قال_تعالى_: [فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا] (الروم: 30).
4_ أنه يعتني بالعقل ويأمر بالتفكر ويذم الجهل، والتقليد الأعمى، والغفلة عن التفكير السليم، قال_تعالى_: [قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ] (الزمر: 9).
5_ الإسلام عقيدة وشريعة فهو كامل في عقيدته وشرائعه؛ فليس ديناً فكرياً فحسب، أو خاطرة تمر بالذهن، بل هو كامل في كل شيء، مشتمل على العقائد الصحيحة، والمعاملات الحكيمة، والأخلاق الجميلة، والسلوك المنضبط؛ فهو دين فرد وجماعة، ودين آخرة وأولى.
6_ أنه يعتني بالعواطف الإنسانية ويوجهها الوجهة الصحيحة التي تجعلها أداء خير وتعمير.
7_ أنه دين العدل سواء مع العدو، أو الصديق، أو القريب، أو البعيد، قال_تعالى_[إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ] (النحل: 90)، وقال: [وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى] (الأنعام: 152)، وقال: [وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى] (المائدة: 8).
8_ الإسلام دين الأُخُوَّة الصادقة فالمسلمون إِخْوةٌ في الدين، لا تفرقهم البلاد، ولا الجنس، ولا اللون، فلا طبقية في الإسلام، ولا عنصرية، ولا عصبية لجنس أو لون أو عِرق، ومعيارُ التفاضل في الإسلام إنما يكون بالتقوى.
9- أن الله تكفل لمن أخذ بالإسلام وطبَّقه بالسعادة، والعزة، والنصرة فرداً كان أم جماعة قال_تعالى_: [وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً] (النور: 55)، وقال: [مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون َ] (النحل: 97).
في الإسلام حل لجميع المشكلات لاشتمال شريعته وأصولها على أحكام ما لا يتناهى من الوقائع.
11 أن شريعته أحكم ما تساس به الأمم: وأصلح ما يقضى به عند التباس المصالح، أو التنازع في الحقوق.
الشيخ/عبدالله الواكد
14-04-2010, 00:44
أختنا الكريمة شام حفظك الله
أشكر لك دوام عطائك
وموضوعك القيم هذا
وهذا العالم الذي ذكرتيه أخيرا هو فقيه الشافعية أبو شجاع رحمه الله
صاحب متن الغاية والتقريب في الفقه الشافعي
أسأل الله أن ينفع بك
أخوك عبدالله الواكد
أختنا الكريمة شام حفظك الله
أشكر لك دوام عطائك
وموضوعك القيم هذا
وهذا العالم الذي ذكرتيه أخيرا هو فقيه الشافعية أبو شجاع رحمه الله
صاحب متن الغاية والتقريب في الفقه الشافعي
أسأل الله أن ينفع بك
أخوك عبدالله الواكد
جزاك الله خيراً فضيلة الشيخ عبدالله الواكد
و حفظك ورعاك
وشكراً جزيلاً للتعليق القيم و المرور الكريم
دمت بحفظ الرحمن
((وقل ربي أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطناً نصيراً))أناس كثيرون يدخلون مداخل شتى وهم صادقون، فإذا دخلوا هذه المداخل وتألقت أمامهم الدنيا أغرتهم وأجبرتهم وساقتهم إلي الضلالات وخرج كاذباً، دخل مخلصاً وخرج خائناً، دخل مطيعاً وخرج عاصياً، دخل متعبداً وخرج متكبراً، البطولة أن تدخل صادقاً وتخرج من الدنيا صادقاً.
انظر كيف يحفظك الله: فالعين في محجر عظمي يقيها من الصدمات، والدماغ داخل عظام الجمجمة والنخاع الشوكي داخل العمود الفقري والقلب في القفص الصدري ورحم المراة داخل عظام الحوض ، أنه الخالق الحفيظ سبحانه فتبارك الله أحسن الخالقين
هناك أمم تنتج و هناك أمم تستهلك و هناك ناس تنتج و هناك ناس تستهلك و الإنتاج أنواع (فكري-اقتصادي –خيري) هل أنت منتج أكثر أم مستهلك؟ أرجوك ضع لنفسك معادلة تعيش بها. هذه المعادلة هي: لازم إنتاجي يكون < استهلاكي لو استطعت أن تنفذ هذه المعادلة ستفهم معنى قول النبي: اليد العليا خير من اليد السفلى.
فإن ظاهرة انتشرت في بعض الناس ذكرها القرآن الكريم والسنة النبوبة المطهرة، إما على سبيل الذم، أو على سبيل بيان سوء عاقبة من فعلها.
إنها ظاهرة الظلم، وما أدراك ما الظلم، الذي حرمه الله سبحانه وتعالى على نفسه وحرمه على الناس، فقال سبحانه وتعالى فيما رواه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا } [رواه مسلم].
وعن جابر أن رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { أتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم } [رواه مسلم
والظلم: هو وضع الشيء في غير محله باتفاق أئمة اللغة.
وهو ثلاثة أنواع:
النوع الأول: الشرك بالله، وذلك بكفره بالله تعالى، قال تعالى: وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:254]. ويكون بالشرك في عبادته وذلك بصرف بعض عبادته لغيره سبحانه وتعالى، قال عز وجلhttp://vb.adma1.com/images/smilies/frown.gif (http://vb.adma1.com/images/smilies/frown.gif) إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) لقمان:13
النوع الثاني: ظلم الإنسان نفسه، وذلك باتباع الشهوات وإهمال الواجبات، وتلويث نفسه بآثار أنواع الذنوب والجرائم والسيئات، من معاصي لله ورسوله قال جل شأنهhttp://vb.adma1.com/images/smilies/frown.gif (http://vb.adma1.com/images/smilies/frown.gif) وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
9 النحل:33
النوع الثالث: ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته، وذلك بأكل أموال الناس بالباطل، وظلمهم بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء، والظلم يقع غالباً بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار.
صور من ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته:
غصب الأرض: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين }متفق عليه
مماطلة من له عليه حق: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم: { مطل الغني ظلم } [متفق عليه].
منع أجر الأجير: عن أبي هريرة عن النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة...،...، ورجل أستأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره رواه البخاري
وأذكر هنا قصة ذكرها أحد المشايخ في كلمة له في أحد المساجد بمكة، قال: ( كان رجل يعمل عند كفيله فلم يعطه راتب الشهر الأول والثاني والثالث، وهو يتردد إليه ويلح وأنه في حاجة إلى النقود، وله والدان وزوجة وأبناء في بلده وأنهم في حاجة ماسة، فلم يستجب له وكأن في أذنيه وقر، والعياذ بالله. فقال له المظلوم: حسبي الله؛ بيني وبينك، والله سأدعو عليك، فقال له: أذهب وأدعوعلي عند الكعبة (انظر هذه الجرأة) وشتمه وطرده. وفعلا استجاب لرغبته ودعا عليه عند الكعبة بتحري أوقات الإجابة، على حسب طلبه، ويريد الله عز وجل أن تكون تلك الأيام من أيام رمضان المبارك( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) [الشعراء:227]، ومرت الأيام، فإذا بالكفيل مرض مرضاً شديداً لا يستطيع تحريك جسده وانصب عليه الألم صباً حتى تنوم في إحدى المستشفيات فترة من الزمن. فعلم المظلوم بما حصل له، وذهب يعاوده مع الناس. فلما رآه قال: أدعوت علي؟ قال له: نعم وفي المكان الذي طلبته مني. فنادى على ابنه وقال: أعطه جميع حقوقه، وطلب منه السماح وأن يدعو له بالشفاء
الحلف كذباً لإغتصاب حقوق العباد: عن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي أن رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { من اقتطع حق امرىء مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة }، فقال رجل: وإن كان شيـئاً يسيراً يا رسول الله؟ فقال: { وإن قضيباً من أراك } رداه مسلم
السحر بجميع أنواعه: وأخص سحر التفريق بين الزوجين، قال تعالى: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ [البقرة:102]. وعن أبي هريرة عن النبي قال: { اجتنبوا السبع الموبقات }، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: { ... والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات } رواه البخاري ومسلم
عدم العدل بين الأبناء: عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنه قال:{ نحلني أبى نحلاً فقالت أمى عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد عليه رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاءه ليشهده على صدقتى فقال: "أكل ولدك نحلت مثله" قال: لا، فقال: "اتقوا الله واعدلوا في أولادكم"، وقال: "إني لا أشهد على جور"، قال: فرجع أبي فرد تلك الصدقة } متفق عليه].
حبس الحيوانات والطيور حتى تموت: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعًا فدخلت فيها النار} [رواه البخاري ومسلم]. حبستها: أي بدون طعام.
شهادة الزور: أي الشهادة بالباطل والكذب والبهتان والافتراء، وانتهاز الفرص للإيقاع بالأبرار والانتقام من الخصوم، فعن انس قال: ذكر رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر فقال: { الشرك بالله، وعقوق الوالدين وقتل النفس، وقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قول الزور، أو قال: "شهادة الزور" } [متفق عليه].
وأكل صداق الزوجة بالقوة ظلم.. والسرقة ظلم.. وأذيه المؤمنين والمؤمنات والجيران ظلم... والغش ظلم... وكتمان الشهادة ظلم... والتعريض للآخرين ظلم، وطمس الحقائق ظلم، والغيبة ظلم، ومس الكرامة ظلم، والنميمة ظلم، وخداع الغافل ظلم، ونقض العهود وعدم الوفاء ظلم، والمعاكسات ظلم، والسكوت عن قول الحق ظلم، وعدم رد الظالم عن ظلمه ظلم... إلى غير ذلك من أنواع الظلم الظاهر والخفيى.
فيا أيها الظالم لغيره:
اعلم أن دعوة المظلوم مستجابة لا ترد مسلماً كان أو كافراً، ففي حديث أنس قال: قال رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم: { اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً؛ فإنه ليس دونها حجاب }. فالجزاء يأتي عاجلاً من رب العزة تبارك وتعالى، وقد أجاد من قال:
لاتظلمن إذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم آخره يأتيك بالندم
تنام عيونك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم
فتذكر أيها الظالم: قول الله عز وجلhttp://vb.adma1.com/images/smilies/frown.gif (http://vb.adma1.com/images/smilies/frown.gif) وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء) [ابراهيم:43،42]. وقوله سبحانه: أَيَحْسَبُ الآنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى [القيامة:36]. وقوله تعالى: سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [القلم:45،44]. وقوله علية الصلاة والسلام : { إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته }، ثم قرأ: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ [هود:102]، وقوله تعالى: وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ [الشعراء:227].
وتذكر أيها الظالم: الموت وسكرته وشدته، والقبر وظلمته وضيقه، والميزان ودقته، والصراط وزلته، والحشر وأحواله، والنشر وأهواله. تذكر إذا نزل بك ملك الموت ليقبض روحك، وإذا أنزلت في القبر مع عملك وحدك، وإذا استدعاك للحساب ربك، وإذا طال يوم القيامة وقوفك.
وتذكر أيها الظالم: قول الرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم: { لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء } [رواه مسلم]. والاقتصاص يكون يوم القيامة بأخذ حسنات الظالم وطرح سيئات المظلوم، فعن أبي هريرة عن النبي قال: { من كانت عنده مظلمة لأخيه؛ من عرضه أو من شيء، فليتحلله من اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه } [رواه البخاري]. وعن أبي هريرة أن رسول الله قال: { أتدرون ما المفلس، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم وطرحت عليه، ثم طرح في النار } [رواه مسلم].
ولكن أبشر أيها الظالم:
فما دمت في وقت المهلة فباب التوبة مفتوح، قال : { إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها } [رواه مسلم]. وفي رواية للترمذي وحسنه: { إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر }.
ولكن تقبل التوبة بأربعة شروط:
1- الإقلاع عن الذنب.
2- الندم على ما فات.
3- العزم على أن لا يعود.
4- إرجاع الحقوق إلى أهلها من مال أو غيره.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أسألكم با الله العظيم ان تدعو لي دعوة خير
من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
هذه القاعدة وردت في القرآن في مواضع كثيرة .
1/ما ذكره الله عن المهاجرين الأولين الذين هجروا أوطانهم وأموالهم وأحبابهم لله فعوضهم الله الرزق الواسع في الدنيا والعزة والتمكين وفي الآخرة النعيم المقيم.
2/ إبراهيم عليه السلام لما اعتزل قومه وأباه وما يدعون من دون الله وهب له إسماعيل وإسحاق ويعقوب والذرية الصالحة
2/ يوسف عليه الصلاة السلام لما ملك نفسه وعصمها من الوقوع مع امرأة العزيز مع ما كانت تمنيه به من الحظوة وقوة النفوذ في قصر العزيز ورياسته فصبر على السجن وأحبه وطلبه ليبعد عن دائرة الفساد والفتنه عوضه الله أن مكن له في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء ويستمتع بما شاء مما أحل الله له من الأموال والنساء والسلطان
4/ أهل الكهف لما اعتزلوا قومهم وما يعبدون من دون الله نشر لهم من رحمته وهيأ لهم أسباب المرفق والراحة وجعلهم سبباً لهداية الضالين
5/ مريم ابنة عمران لما أحصنت فرجها أكرمها الله ونفخ فيها من روحه وجعلها وابنها آية للعالمين ...
ومن ترك ما تهواه نفسه من الشهوات لله عوضه الله من محبته وعبادته والإنابة إليه ما يفوق لذات الدنيا كلها
الوقت أنفاس لا تعود
أدعوا الله أن تكون القلوب فائقة لعبادة الله... و الشوق لرضا الله ... أبعث بكلمات من نور قلبي إلى قلوب إخوتي في الله... داعيا بأن يهدينا المولى إلى الصراط المستقيم الذي ينور به قلوبنا و قلوب المسلمين جميعا .
أبعثها إلى الشباب عامة ... و إلى من ضيعوا أوقاتهم خاصة فيما لا فائدة خاصة .
كلمات ابعثها لعل القلوب ترق ... و لعل العقول تفيق ... ولعل العيون تبكى ... فهيا بنا نهز النائمين ... و نقول لهم مالكم هكذا غافلين ؟! ... قوموا فاسلكوا دأب الصالحين ... وابكوا بالقلوب قبل العيون ... على زمان الغفلة المحزون .
أما بعد:
فو الذي أمات و أحيا ... و الذي أبكى و اضحك ... إني أحبك في الله ... و لكن كما تعلم ... فأنا لا أحب فيك معصيتك .و لقد رأيت تبديدك للوقت بلا مبالاة ... و تغافلك عن كل صالح و رشيد ... أحد الأمراض التي ابتلاك الله بها .
نداء:
إلى كل من سهر أمام التلفاز... لمشاهدة المسلسلات والأفلام و الفاتنات من الفتيات المتبرجات... إلى كل أخ إلى كل أخت، أقول لكل من هما...
انتبه من غفلتك هذه فهي عليك دمار لم تدركها اليوم و لكن ستدركها غدا .
سؤال؟
وأسألكم أيها الشباب هل قضيتم دقيقة في رضا الله أم في غضبه؟ .
فأنا أحبكم في الله, فالحب في الله... بدون نصح لا يجدي بفائدة... فأنا لكم ناصح أمين... راجيا أن يرحمنا ربنا برحمته و يجمعنا و إياكم في مستقر رحمته . فوددت الحديث معك في ذلك ... و الله اسأل التوفيق و السداد .
اسمع هدانا الله و إياك .
الوقت فيه العبر ... الوقت فيه العظات... زمن تحصيل الأعمال الصالحة أيها الغافلون:
" اعلموا إنما الدنيا لعب ولهو و زينة و تفاخر بينكم و تكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما و في الآخرة عذاب شديد و مغفرة من الله و رضوان و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور "(19) الحديد .
إن رأس المسلم في هذه الدنيا وقت قصير... وأنفاس محدودة... وأيام معدودة... فمن استثمر هذه اللحظات و الساعات في الخير ... فطوبى له... و من أضاعها و فرط فيها... فقد خسر زمنا لا يعود إليه أبدا, و في هذا العصر الذي تفشى فيه العجز... و ظهر فيه الميل إلى الدعة و الراحة... جدب في الطاعة... وقحط في العبادة... و إضاعة للأوقات فيما لا فائدة.
و نلاحظ في زمننا هذا الجهل بقيمة الوقت و التفريط فيه... أصبح الوقت زمن الدعة... زمن الكسل... هذا العصر هو العصر الذي ماتت فيه الهمم... و خارت فيه العزائم... تمر الساعات و الأيام و لا يحسب لها حسابا, بل إن هناك من ينادى صاحبه لكي يقضى وقت فراغ.
آخى هل لدى المؤمن وقت فراغ ؟
قال تعالى:
"والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر "(1-3) العصر.
أقسم الله تعلى بالعصر وهو الدهر الذي هو زمن تحصيل الأعمال والأرباح للمؤمنين... وزمن الشقاء للمعرضين... و لما فيه من العبر و العجائب للنظريين. ولبيان أهمية الوقت وأثره نجد أن المولى تعالى اقسم في مطالع عديدة منها:
"و الفجر وليال عشر والشفع والوتر و الليل إذا يسر "(1-4)الفجر .
و اقسم بها لكي يبين لنا أهمية الوقت في كل زمان و مكان... و لا يوجد شي أنفس من العمر... و عمر الإنسان قصير لا يتجاوز عشرات من السنين... فسيسأل عن كل لحظة فيه و عن كل وقت نام فيه وعن عبادة الله و عن كل عمله فيه. قال صلى الله عليه و سلم:
لا تزول قدمي عبد يوم القيامة حتى يسال عن أربع خصال:
" عن عمره فيما أفناه , و عن شبابه فيما أبلاه , وعن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه , وعن علمه ماذا عمل فيه "
و أكد على ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوله اغتنم خمسا قبل خمس :
" شبابك قبل هرمك , و صحتك قبل سقمك , وغناك قبل فقرك , وفراغك قبل شغلك , و حياتك قبل موتك "
و من جهل قيمة الوقت الآن فسيأتي عليه حين و سيدرك قيمته... وقدره... و أنفاسه, و لكن بعد .
" و جاءت سكرة الموت بالحق فذلك ما كنت منه تحيد "
وفى هذه يذكر القران موقفان يندم عليه الإنسان :.
الأول: ساعة الاحتضار حيث يستدبر الإنسان الدنيا و يستقبل الآخرة و يتمنى لو منح من الزمن و آخر إلى أجل قريب ليصلح ما أفسده و يدرك ما فاته .
الثاني : الآخرة حيث توفى كل نفس ما عملت و تجزى بما كسبت ويدخل أهل الجنة الجنة و أهل النار النار حيث يتمنى أهل النار لو يعودون "قال ربى ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت"
هيهات هيهات لما يطلبون .
" كلا إنها كلمة هو قائلها و من ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون "
فقد انتهى زمن العمل وجاء زمن الجزاء .
" فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون و من خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون "
ولننظر إلى سلفنا الصالح... كيف استفادوا من وقتهم ؟
قال عبد الله بن مسعود:
ما ندمت على شي ندمى على يوم غربت فيه شمسه نقص فيه أجلى و لم يزد فيه عملي. إن الساعات ثلاث:
1- ساعة مضت لا تعب فيها على العبد كيفما انقضت في مشقة أو رفاهية .
2- ساعة مستقبلة لم تأتى بعد... لا يدرى العبد أيعيش إليها أم لا يدرى ما يقضى الله فيها .
3- ساعة راهنة ينبغي أن يجاهد فيها نفسه و يراقب فيها ربه و لما تأتي الساعة الثانية استوفى حقه كما استوفى حقه من الأولى .
قال قتادة بن خليد :
المؤمن لا تلقاه إلا في ثلاثة خلال : مسجد يعمره , أو بيت يستره , أو حاجة من أمر دينه لا بئس بها.
نداء:
أبعث إلى كل أخ إلى كل أخت... إلى من ناموا وتقاعسوا عن طاعة الله ... إلى من لم تعرف عيونهم الكرى... ولا لقلوبهم الطمأنينة و السكينة ... إلى أحبائي في الله .
فيا شباب الأمة... لماذا التراجع و الكسل؟... لماذا لا تكن عزائمكم قوية ... وقلوبكم مطمئنة ... ولماذا لا تنام أعينكم ؟. إن الله يفرح بتوبة عبده إذا رجع أليه و أنت لا ترجع إلى الله و تقف بين يديه وتقول إلاهى إلاهى . الله كل يوم يناديك في كل وقت ... وفى كل دقيقة ... وفى كل نفس تتنفسه ... وأنت لا تجيب... لماذا التقاعس و الكسل؟
آلا تحب أن يرضى الله عنك و يرحمك و يدخلك جنته؟ إذن اسع إلى رضا الله... و حبه... وحب من يحبه... و حب أي عمل يقربك إليه .
تذكر فيا لنجاة المتذكرين ... و أقبل فيا لنور المقبلين ... و اجعل من حياتك وقفات تسأل فيها نفسك ... ماذا أريد؟ والى أين المصير؟ ! هل قدمت ما ينفعك يوم موقفك بين يدي ربك أم كنت من اللاهين ؟! هل اغتنمت فرص عمرك أم كنت من الخاسرين؟!
نسال الله صلاحا عاجلا إنما الغافل في البلوى هلك
و كفانا ما مضى من بؤسنا ربنا اكشف ما بنا فالأمر لك
و أخيرا:
نسال الله السداد و التوفيق و نسال الله أن يرقق قلوب المسلمين أجمعين ... ومن قرأ هذه الرسالة ... وأن يجعله في ميزان حسناتنا إلى يوم الدين ...
رجاء :
لا تنسوا أن تدعوا لمن قام بسرد هذه الرسالة و نشرها وتوزيعها بأن نسأل الله له الثبات و التوفيق و الفوز بجنة النعيم . والدال على الخير كفاعله.
أنواع الشفاعة
سؤال:
أسمع من يقول بأن الشفاعة ملك لله وحده لا تطلب إلا منه ، وآخرين يقولون إن الله أعطى الشفاعة لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأوليائه الصالحين فيصح أن نطلبها منهم ، فما هو الصواب من ذلك مع ذكر ما تستند إليه من الأدلة الشرعية ؟.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فالشفاعة هي التوسط للغير في جلب المنفعة أو دفع المضرة.
وهي قسمان :
القسم الأول : الشفاعة التي تكون في الآخرة ـ يوم القيامة ـ .
القسم الثاني : الشفاعة التي تكون في أمور الدنيا .
فأما الشفاعة التي تكون في الآخرة فهي نوعان :
النوع الأول: الشفاعة الخاصة، وهي التي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم خاصة لا يشاركه فيها غيره من الخلق وهي أقسام :
أولها: الشفاعة العظمى ـ وهي من المقام المحمود الذي وعده الله إياه ، في قوله تعالى: " وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا(79) " سورة الإسراء . وحقيقة هذه الشفاعة هي أن يشفع لجميع الخلق حين يؤخر الله الحساب فيطول بهم الانتظار في أرض المحشر يوم القيامة فيبلغ بهم من الغم والكرب ما لا يطيقون ، فيقولون: من يشفع لنا إلى ربنا حتى يفصل بين العباد، يتمنون التحول من هذا المكان ، فيأتي الناس إلى الأنبياء فيقول كل واحد منهم : لست لها، حتى إذا أتوا إلى نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول: "أنا لها، أنا لها". فيشفع لهم في فصل القضاء ، فهذه الشفاعة العظمى، وهي من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم.
والأحاديث الدالة على هذه الشفاعة كثيرة في الصحيحين وغيرهما و منها ما رواه البخاري في صحيحه ( 1748 ) عن ابن عمر رضي الله عنهما: "إن الناس يصيرون يوم القيامة جُثاً، كل أمة تتبع نبيها، يقولون: يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود".
ثانيها : الشفاعة لأهل الجنة لدخول الجنة:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك " رواه مسلم (333 ) .
وفي رواية له( 332 )" أنا أول شفيع في الجنة ".
ثالثها : شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب:
فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب فقال: "لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه" رواه البخاري ( 1408 ) ومسلم(360 )
رابعها : شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول أناس من أمته الجنة بغير حساب :
وهذا النوع ذكره بعض العلماء واستدل له بحديث أبي هريرة الطويل في الشفاعة وفيه : "ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَابِ " رواه البخاري ( 4343 ) ومسلم ( 287 ) .http://www.alfrasha.com/up/1468680125833101490.gif
النوع الثاني: الشفاعة العامة، وهي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم ويشاركه فيها من شاء الله من الملائكة والنبيين والصالحين وهي أقسام:
أولاها: الشفاعة لأناس قد دخلوا النار في أن يخرجوا منها . والأدلة على هذا القسم كثيرة جدا منها :
ما جاء في صحيح مسلم( 269 ) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا: " فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار، يقولون: ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون. فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم، فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا... فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط" .
ثانيها: الشفاعة لأناس قد استحقوا النار في أن لا يدخلوها، وهذه قد يستدل لـها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه) أخرجه مسلم ( 1577 ) فإن هذه شفاعة قبل أن يدخل النار، فيشفعهم الله في ذلك.
ثالثها: الشفاعة لأناس من أهل الإيمان قد استحقوا الجنة أن يزدادوا رفعة ودرجات في الجنة ،ومثال ذلك ما رواه مسلم رحمه الله (1528) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعــا لأبي سلمة فقال: " اللّهمّ اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديّين، واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا ربّ العالمين، وافسح له في قبره، ونوّر له فيه"".
http://www.alfrasha.com/up/1468680125833101490.gif
شروط هذه الشفاعة :
دلت الأدلة على أن الشفاعة في الآخرة لا تقع إلا بشروط هي :
1) رضا الله عن المشفوع له، لقول تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) الأنبياء/ 28 . وهذا يستلزم أن يكون المشفوع له من أهل التوحيد لأن الله لا يرضى عن المشركين. وفي صحيح البخاري ( 97 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِه "ِ
2) إذن الله للشافع أن يشفع لقوله تعالى : ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) البقرة/255 .
3) رضا الله عن الشافع، لقوله تعالى: (إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) النجم/26.
كما بَيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن اللعانين لا يكونون شفعاء يوم القيامة كما روى مسلم في صحيحه ( 4703 ) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَة "ِ
http://www.alfrasha.com/up/1468680125833101490.gif
.
القسم الثاني: الشفاعة المتعلقة بالدنيا ، وهي على نوعين:
الأول:ما يكون في مقدور العبد واستطاعته القيام به ؛ فهذه جائزة بشرطين :
1) أن تكون في شيء مباح، فلا تصح الشفاعة في شيء يترتب عليه ضياع حقوق الخلق أو ظلمهم ، كما لا تصح الشفاعة في تحصيل أمر محرم. كمن يشفع لأناس قد وجب عليهم الحد أن لا يقام عليهم، قال تعالى: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائده/2
.
وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها " أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلا أُسَامَةُ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا " رواه البخاري ( 3261 ) ومسلم ( 3196).
وفي صحيح البخاري (5568) ومسلم (4761 ) عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ طَالِبُ حَاجَةٍ أَقْبَلَ عَلَى جُلَسَائِهِ فَقَالَ" اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا وَلْيَقْضِ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا أَحَب "َّ.
2) أن لا يعتمد بقلبه في تحقيق المطلوب ودفع المكروه إلا على الله وحده ،وأن يعلم أن هذا الشافع لا يعدو كونه سببا أَذِنَ الله به، وأن النفع والضر بيد الله وحده ، وهذا المعنى واضح جدا في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
فإذا تخلف أحد هذين الشرطين صارت الشفاعة ممنوعة منهيا عنها .
الثاني : ما لا يكون في مقدور العبد ، وطاقته ووسعه كطلب الشفاعة من الأموات وأصحاب القبور ، أو من الحي الغائب معتقدا أن بمقدوره أن يسمع وأن يحقق له طلبه فهذه هي الشفاعة الشركية التي تواردت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بنفيها وإبطالها لما فـي ذلك مـن وصفهم بصفات الخالق عز وجل ، لأن من صفاته عز وجل أنه هو الحي الذي لا يموت .
وشبهة هؤلاء أنهم يقولون: إن الأولياء وإن السادة يشفعون لأقاربهم، ولمن دعاهم، ولمن والاهم، ولمن أحبهم، ولأجل ذلك يطلبون منهم الشفاعة، وهذا بعينه هو ما حكاه الله عن المشركين الأولين حين قالوا: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله) يونس/18 ، يعنون معبوداتهم من الملائكة، ومن الصالحين، وغيرهم ، وأنها تشفع لهم عند الله . وكذلك المشركون المعاصرون الآن ؛ يقولون: إن الأولياء يشفعون لنا، وإننا لا نجرؤ أن نطلب من الله بل نطلب منهم وهم يطلبون من الله، ويقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء والصالحين أعطاهم الله الشفاعة، ونحن ندعوهم ونقول: اشفعوا لنا كما أعطاكم الله الشفاعة. ويضربون مثلاً بملوك الدنيا فيقولون: إن ملوك الدنيا لا يوصل إليهم إلا بالشفاعة إذا أردت حاجة فإنك تتوسل بأوليائهم ومقربيهم من وزير وبواب وخادم وولد ونحوهم يشفعون لك حتى يقضي ذلك الملك حاجتك، فهكذا نحن مع الله تعالى نتوسل ونستشفع بأوليائه و بالسادة المقربين عنده، فوقعوا بهذا في شرك السابقين ، وقاسوا الخالق بالمخلوق.
والله تعالى ذكر عن الرجل المؤمن في سورة يس قوله: (أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً)(يس:23)، وذكر الله تعالى أن الكفار اعترفوا على أنفسهم بقولهم: (قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين * حتى أتانا اليقين * فما تنفعهم شفاعة الشافعين) المدثر/43-48 .
والنبي صلى الله عليه وسلم وإن أعطي الشفاعة يوم القيامة ، إلا أنه لن يتمكن منها إلا بعد إذن الله تعالى ، ورضاه عن المشفوع له.
ولهذا لم يدع صلى عليه وسلم أمته لطلب الشفاعة منه في الدنيا ، ولا نقل ذلك عنه أحد من أصحابه رضي الله عنهم ، ولو كان خيرا ، لبلَّغه لأمته ، ودعاهم إليه ، ولسارع إلى تطبيقه أصحابه الحريصون على الخير ، فعُلم أن طلب الشفاعة منه الآن منكر عظيم ؛ لما فيه من دعاء غير الله ، والإتيان بسبب يمنع الشفاعة ، فإن الشفاعة لا تكون إلا لمن أخلص التوحيد لله .
وأهل الموقف إنما يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لهم في فصل القضاء ، لحضوره معهم ، واستطاعته أن يتوجه إلى ربه بالسؤال ، فهو من باب طلب الدعاء من الحي الحاضر فيما يقدر عليه.
ولهذا لم يرد أن أحدا من أهل الموقف سيطلب منه صلى الله عليه وسلم أن يشفع له في مغفرة ذنبه .
وهؤلاء الذين يطلبون منه الشفاعة الآن ، بناء على جواز طلبها في الآخرة ، لو ساغ لهم ما يدّعون ، للزمهم الاقتصار على قولهم : يا رسول الله اشفع لنا في فصل القضاء !! ولكن اقع هؤلاء غير ذلك ، فهم لا يقتصرون على طلب الشفاعة ، وإنما يسألون النبي صلى الله عليه وسلم -وغيره - تفريج الكربات ، وإنزال الرحمات ، ويفزعون إليه في الملمات ، ويطلبونه في البر والبحر ، والشدة والرخاء ، معرضين عن قول الله ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله ) النمل/62 .
ومن خلال ما سبق يتضح لكل منصف أن الشفاعة المثبتة هي الشفاعة المتعلقة بإذن الله ورضاه ،لأن الشفاعة كلها ملكله . و يدخل في ذلك ما أذن الله به من طلب الشفاعة في أمور الدنيا من المخلوق الحي القادر على ذلك ، و ينتبه هنا إلى أن هذا النوع إنما جاز لأن الله أذن به ، وذلك لأنه ليس فيه تعلقٌ قلبيٌ بالمخلوق وإنما غاية الأمر أنه سبب كسائر الأسباب التي أذن الشرع باستخدامها . وأن الشفاعة المنفية هي التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ، لأن غير الله لا يملك الشفاعة و لا يستطيعها حتى يأذن الله له بها ، ويرضى . فمن طلبها من غيره فقد تعدى على مقام الله ، وظلم نفسه ، وعرضها للحرمان من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، نسأل الله العافية والسلامة ، ونسأله أن يُشفِّع فينا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم .. آمين .
http://www.alfrasha.com/up/1468680125833101490.gif
للاستزادة ينظر كتاب ( الشفاعة عند أهل السنة والجماعة للشيخ / ناصر الجديع .) ، والقول المفيد للشيخ محمد ابن عثيمين ( 1 / 423 ) ، أعلام السنة المنشورة ( 144 ).
الشيخ محمد صالح المنجد
الاسلام سؤال وجواب
ابو ضاري
27-04-2010, 15:08
فائدة جميلة من تفسير العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين لن تأخذ منك شيء
قول العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في قوله تعالى :
(وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنْ الْعَذَابِ) غافر 49
يقول : " تأمل هذه الكلمة من عدة وجوه:
أولا : أنهم لم يسألوا الله سبحانه وتعالى , وإنما طلبوا من خزنة جهنم أن يدعوا لهم . لأن الله قال لهم : (اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ) المؤمنون 108 . فرأوا أنفسهم أنهم ليسوا أهلا لأن يسألوا الله ويدعوه بأنفسهم بل لا يدعونه إلا بواسطة .
ثانيا : أنهم قالوا (ادْعُوا رَبَّكُمْ) ولم يقولوا : ادعوا ربنا لأن وجوههم وقلوبهم لا تستطيع أن تتحدث أو أن تتكلم بإضافة ربوبية الله لهم , أي بأن يقولوا ربنا , فعندهم من العار والخزي ما يرون أنهم ليسوا أهلا لأن تضاف ربوبية الله إليهم بل قالوا (رَبَّكُمْ).
ثالثا : لم يقولوا يرفع عنا العذاب بل قالوا (يُخَفِّفْ) لأنهم نعوذ بالله آيسون من أن يرفع عنهم .
رابعا : أنهم لم يقولوا يخفف عنا العذاب دائما بل قالوا (يَوْماً مِنْ الْعَذَابِ) يوما واحدا
بهذا يتبين ما هم عليه من العذاب والهوان والذل (وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنْ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ) الشورى 45 .
أعاذنا الله منها". انتهى كلامه رحمه الله تعالى .
فائدة جميلة من تفسير العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين لن تأخذ منك شيء
قول العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في قوله تعالى :
(وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنْ الْعَذَابِ) غافر 49
يقول : " تأمل هذه الكلمة من عدة وجوه:
أولا : أنهم لم يسألوا الله سبحانه وتعالى , وإنما طلبوا من خزنة جهنم أن يدعوا لهم . لأن الله قال لهم : (اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ) المؤمنون 108 . فرأوا أنفسهم أنهم ليسوا أهلا لأن يسألوا الله ويدعوه بأنفسهم بل لا يدعونه إلا بواسطة .
ثانيا : أنهم قالوا (ادْعُوا رَبَّكُمْ) ولم يقولوا : ادعوا ربنا لأن وجوههم وقلوبهم لا تستطيع أن تتحدث أو أن تتكلم بإضافة ربوبية الله لهم , أي بأن يقولوا ربنا , فعندهم من العار والخزي ما يرون أنهم ليسوا أهلا لأن تضاف ربوبية الله إليهم بل قالوا (رَبَّكُمْ).
ثالثا : لم يقولوا يرفع عنا العذاب بل قالوا (يُخَفِّفْ) لأنهم نعوذ بالله آيسون من أن يرفع عنهم .
رابعا : أنهم لم يقولوا يخفف عنا العذاب دائما بل قالوا (يَوْماً مِنْ الْعَذَابِ) يوما واحدا
بهذا يتبين ما هم عليه من العذاب والهوان والذل (وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنْ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ) الشورى 45 .
أعاذنا الله منها". انتهى كلامه رحمه الله تعالى .
اضافة رائعة
فجزاك الله الخير اخي
وحفظك ورعاك
خواطر نفس
مهما تراكمت عليك العوائق.. اصبر واستعصم بالواحد الرازق مهما أخذتك الغفلة لأبعد حد.. توسد الذكر وتمسك بحبل الله الممتد مهما دنت منك خطى اليأس .. أعرض عنها ولا تيأس مهما تساقطت من عصارة روحك غصّه.. لا تبالي فكلٍ يأخذ منها حصّه مهما تكتلت على صدرك الهموم.. بددها بالإستغفار واذكر الحي القيوم مهما تراجع رصيد الحسنات.. اشغل القلب بالذكر لترقى أعلى الدرجات مهما قسى قلبك بعد اللين.. أرخي سمعك للحق وتذلل لرب العالمين يا مالك الملك يا من يسمع الشكوى ويعلم السر والنجوى مـــولاي يا جواد يا كريم يا سميع لدبيب النمل في الليل البهيم يا مجيب دعوة المضطر إذا دعاه أسألك يا مولاي أن تغفر لي وللمسلمين والمسلمات وتمحو عنا الخطايا والزلات وأن تجعل قلوبنا نابضة بالطاعات اللهم ,, أصلح قلوبنا و نيتنا وأزواجنا وذريتنا وأقاربنا والمسلمين واستخدمنا في طاعتك ورضاك يا أرحم الراحمين يا خالقنا ورازقنا ومولانا نحن عبيدك الضعفاء الفقراء الأذلاء فأغننا بحبك وثبتنا على طريق الحق واجعلنا أتقياء أنقياء وأبعدنا كل البعد عن ران الغفلة والدنيا وحررنا يا مولانا من غياهب النفس إلى فضاااء عبوديتك.. يارب .. ياارب ... يااارب إن لنا إخوانا مسلمين يقرصهم البرد والجوع جف ماء أعينهم وخفت صوتهم فكما أنعمت علينا يا مولانا بنعم لا تعد ولا تحصى أغثهم من سحائب جودك ياذا الجود والكرم اللهم ألبسهم ثوب العافية والغنى اللهم ألبسهم ثوب العافية والغنى اللهم رد كل ضال إليك رداً جميلا وأمنن على كل مجاهد في سبيلك بالصبر والنصر إلهي إن لي أخوات في الله أحببتهن فيك اللهم أرزقني وإياهن الإخلاص في القول والعمل واجعلني وإياهن من رفقاء الرسول صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى اللهم آمين وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
من رحمة الله بنا انه لا يحاسبنا على خواطر النفس عندما تكون سيئه ..كل ما تحدث به نفسك مهما كان سيئا او فظيعا فلن تحاسب عليه .يقول النبى صلى الله عليه و سلم "ان الله تجاوز عن امتى ما حدثت به انفسها ما لم تعمل او تتكلم." فاحمد الله على رحمته بنا.
كل شيئ خلقناه بقدر" الانسان له عينان فلو ان قدرة الانسان على الرؤية تضاعفت لرأى الجرلثيم و انواع البكتريا في الماء فلم يقدر على شرب الماء. و لو ان قوة السمع زادت لسمع الانسان حركة امعائه و لو ينم الليل كله.فالعين لها قدر معلوم و السمع له قدر معلوم ما رأيك ان تبقى اليوم كله تتفكر كل شىء حولك فى خلق الله و كيف قدره بدقة شديدة
كن قدوة لأطفالك.. أعظم درس تقدمه لهم أن تبقى صامتاً لا تتكلم لكي تكون قدوة لهم.هناك مثل شامي جميل يقول: .عد لمية قبل أن تكذب على الناس- .لكن عد لمليون قبل أن تكذب على ابنك- .لكن عد لمليار قبل أن تكذب على الله-
اول اية فى القرآن : "الحمد لله رب العالمين" انت تقرأها و تقولها كل يوم عشرات المرات اذا كان الحمد يملأ اعماق اعماق نفسك فصدقنى ستعيش سعيد.عندما تشعر ان كل خلية فى جسمك تحمد الله و ان كل قطرة فى دمك تحمد الله..عندها ستتذوق طعم الرضا و السعادة. تعالوا نحمد الله بصدق اليوم "و لئن شكرتم لأزيدنكم"
بعض الناس مدحوني مدحاً لا تحلم به النجوم و بعض الناس ذموني ذماً لا يرضي به العصاة و المذنبون و انا في النهاية إنسان اجتهد لخير هذه الأمة و لنهضتها. لا أريد منهم سوى الإنصاف فإن لم ينصفوني فيكفيني ان أجري على الله وحده.
عمرو خالد
أنصت
لكلام الله عزّ وجلّ
د.عائض القرني
http://www.quran-radio.com/photo/quran.jpg
هديء اعصابك بالإنصات إلى كتاب الله، تلاوة ممتعة حسنة مؤترة من كتاب الله، تسمعها من قارئ مجود حسن الصوت تصلك إلى رضوان الله عز وجل، وتضفي على نفسك السكينة وعلى قلبك يقيناً وبرداً وسلاماً.
روي أن سليمان بن داود عليه السلام جلس يوماً في ساحل البحر
فرأى نملة في فمها حبة حنطة تذهب الى البحر ...
فلما بلغت اليه خرجت من الماء سلحفاة و فتحت فاها فدخلت فيه النملة
و دخلت السلحفاة الماء و غاصت فيه ...
فتعجب سليمان من ذلك و غرق في بحر من التفكر حتى خرجت السلحفاة
من البحر بعد مدة و فتحت فاها و خرجت النملة من فيها
و لم يكن الحنطة معها .
فطلبها سليمان و سألها عن ذلك
فقالت:يا نبي الله ان في قعر هذا البحر حجراً مجوفاً و فيه دودة عمياء خلقها الله تعالى فيه و أمرني بايصال رزقها ...
و أمر السلحفاة بأن تأخذني و تحملني في فيها الى أن تبلغني الى ثقب الحجر فاذا بلغته تفتح فاها فأخرج منه و أدخل الحجر حتى أوصل اليها رزقها ثم أرجع فأدخل في فيها فتوصلني الى البر
فقال سليمان: سمعت عنها تسبيحاً قط ؟
قالت: نعم تقول يا من لا ينساني في جوف هذه الصخرة تحت هذه اللجة
لا تنس عبادك المؤمنين برحمتك يا أرحم الراحمين ...
سبحان الله العظيم رب العرش الكريم
اللهم ارحمنا برحمتك ياارحم الراحمين
كن مفتاح خير مغلاق شر
بسم الله الرحمن الرحيم , والحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف المرسلين , نبينا محمد الصادق الوعد الأمين , وعلى آله الطيبن الطاهرين , وصحابته أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
قال الله تعالى :{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}[1]
فخيرية هذه الأمة ارتبطت بأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر , وقد كَثُرت في المجالس المنكرات وقلَّ النهي عنها , بل وترى أن بعض الناس إن ابْتُدِأَ بحديثٍ فيه لغو أنصت الجميع وبدأ كل واحد من حضور المجلس يتحضَّر للمشاركة في هذا اللغو , وتكثُر الغيبة والنميمة على الألسنة في مجالس النساء ومجالس الرجال إلا ما رحم الله , فيُذْكَر في غيبة الناس من الأخبار ما سُمِعَ أسوءها , دون تثبُّت وقد نُسِيَ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : بئس مطية الرجل زعموا. [2]
فهذه من مفاتيح الشر التي انتشرت في المجالس إلا ما رحم ربي , أفليس من الأحرى أن يكون كل مسلم مفتاح خير مغلاق شر , فإذا ذكر أحدهم بسوء وقد يُعرف عن هذا الشخص من المساوئ ما يعرف أن يُكْتَم عنه ويستر عليه , و أن تُصْرَف أحاديث الناس عنه ويُدْعَى له بالهداية , بل ويُذْكَرُ شيئا من محاسنه أمام الناس حتى لا يُنْظَر له بعين الازدراء , ومن منَّا يخلى من العيوب والنواقص , ولنتذكر قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم : يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجِذع _ أو الجذل _ في عينه معترضا. [3]
القذاة : الوسخ ونحوه مما يقع في العين والمراد العيب والنقيصة , الجِذع : ساق النخلة والمراد الشيء الكبير .
ولقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الغيبة , حتى يعلم الجميع ما يجري على لسانه من ذكر الناس وهو غافلٌ , يأكل لحوم الناس .
فعن أبيه عن أبي هريرة أنه قيل : يا رسول الله ما الغيبة قال : ذِكْرُكَ أخاك بما يكره, قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول , قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته .[4]
بهتَّه : أي كذبت وافتريت عليه .
فهذه هي الغيبة ذكر المرء وإن كان فيه ما فيه من المساوئ فيكف بمن يتداول الأخبار التي سمعها وقام بنشرها في المجالس .
وقد يتذرَّعُ الكثير ممن يقومون بدور مفاتيح الشر أنهم يريدون النُّصح , كلا : وإنما النُّصح ليس أمام الملأ فهذا فَضْحٌ وليس نُصْحٌ فلنتق الله في ألسنتنا .
فحصائد الألسنة قد تُلقِي بأصحابها في النار أجارنا الله وإياكم , فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه : ثكلتك أمك [يا معاذ] بن جبل وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم . [5]
ثكلتك أمك : دعاء بالفقد المراد به التعجب !.
ولقد أباح رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب للإصلاح بين الناس مع أن الكذب في أصله حرام , فعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يحل الكذب إلا في ثلاث يحدث الرجل امرأته ليرضيها, والكذب في الحرب , والكذب ليصلح بين الناس .[6]
فلنصلح إذاً بين إخواننا وأخواتنا , ولنترك التكلم في أعراض الناس والخوض فيها , و التي قد تتسب في خراب البيوت أو إهدار الدماء أو قطع الرزق , ولنكن في المجالس مفاتح الخير نصلح بين الناس , فهذه من الخيرية التي وصف الله بها أهل هذه الأمة , فالنهي عن المنكر فيما يجعل الناس عُرْضَةً للسب والطعن , والأمر بالمعروف من خلال إصلاح ذات البين .
وهل من كلام أعظم من آيات الله فلنتأمل المعاني العظيمة لهذه الآية الكريمة قال الله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ}.[7]
وممَّا انتشر وللأسف في بعض مجالس الشباب الملتزم , وجرى على ألسنتهم النيل من العلماء والدعاة بدعوى تحذير العوام من أخطائهم , فمنهم من لم يفهم مراد هؤلاء العلماء , فقام بتأويلٍ باطل لما قالوه , أو بتقويلهم ما لم يقولوا , وقد عمَّت البلوى بكثير من هذه المشاحنات في المجالس , أفلا نتق الله في العلماء والمشايخ , وألا نكون سبباً في تهاون الناس بالغيبة , بل نقوم بالنُصح بخير وموعظة حسنة , دون طعن أو مشاحنة وبغضاء , ولندافع عن هؤلاء العلماء بذكر فضلهم بتعليم الناس أمور دينهم دون تعصب إلا للحق بمعرفته وأهله , ولنتق الله فيما نقول , فإما أن نكون في هذه المجالس أصحاب فضيلة وتقوى أو ننصرف عنها , فكم من جويهل قد خاض في أعراض العلماء ونال منهم , وادَّعى علماً ليس أهلاً له , وتكلَّم بما لا يعلم فأتى بالعجائب .
وأقول لمن أبتُلِيَ بالنيل من العلماء وأَكَلَ من لحومهم [8] :
ألا تـتــقِ اللهَ في كُــلِّ الــْوَرَى
وتتبـع خُلُــقَ الحبيبِ المرسـل
ولا تـكـن فـظاً غـليظَ القـلــبِ
فهذا لم يكُ دين الرعيلِ الأولِ
مـا تـركت ذا قـدرٍ إلا ونــلتـهُ
بـسـوءِ الكـلامِ وردٍّ بـاطــــلِ
يــا أرمدَ العينينِ ما ضرَّ أمــةً
بـأمثالِ أهـلِ الجهالةِ فاخْـجَـلِِ
ودعِ الكــلامَ بـشـكٍ وريـبــــة ٍ
فـنهـجك مردودٌ عليكَ وباطــل
ولُـحُـومُ أهــل العـلـمِ مسمومـة ٌ
لـا تـذلَّ مـرَّةً فتُصَابَ بـِمَـقْتــَلِ
ولنذَّكر أنفسنا ومن نُجالِس بسنَّة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم , بذكر كفَّارة المجلس فنحيها , حتى يتذكر الناس ما في المجالس من لغوٍ فَيَدَعُوهُ , فعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بأخرةٍ , إذا أراد أن يقوم من المجلس سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك , فقال رجل يا رسول الله إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى ؟ قال كفارةٌ لما يكونُ في المجلس. [9]
وخير تذكرة لنا ما جاء في كتاب الله العزيز , قال الله تعالى : {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}[10]
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir