منصور الغايب
25-01-2010, 23:35
بينما كنت أسير في أرض قاحلة ...
لا ماء فيها ولا كلأ ...
أحاول جاهدا ... أن أسير على آثار أقدام مطبوعة على رمال تلك الصحراء ...
وأقول رويدا رويدا ...
حتى تطأ القدم القدم ...
لعلي أصل إلى المنجا ...
هز أسماعي ... أنين ...
لا لم يكن أنينا ...
بل عويل ...
ونواح ...
التفت إلى حيث مصدر الصوت ...
اقتربت منه ...
فإذا أنا بامرأة عجوز طاعنة في السن ... هي من أجمل ما رأيت من النساء ...
تلبس من الحلي والجواهر ... ما يعجز الواصفون عن وصفه ..
قلت لها ... ما بالك يا أمة الله ...
فقالت :
رَجَعتُ لِنَفسي فَاتَّهَمتُ حَصاتي
.......................................وَنادَيتُ قَومي فَاحتَسَبتُ حَياتي
رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني
.......................................عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي
هوني عليك يا أمة الله ... ما بالك ... وما خطبك .. ولمَ كل هذا العويل والنواح ... ومن هم الذين رموك بالعقم حتى تمنيتيه ...!!
فقالت :
وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي
.....................................رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدْتُ بَناتي
لا حول ولا قوة إلا بالله ... تئدين بناتك ؟! ولمَ مل هذا ... بالله عليك من أنتِ ؟!
فقالت مفتخرة مستغربة :
وَسِعْتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً
....................................وَما ضِقْتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ
...................................وَتَنسيقِ أَسْماءٍ iiلِمُختَرَعاتِ
واصلي واصلي حفظك الله ورفع عنك بلاءك ... وكأني قد عرفت من أنتِ .....
فقالت :
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ
......................................فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
يا الله ... ما أجمل ما قلت ... والله كأنني أعرفك ... واصلي ... فقد ألهاني جمال منطقك ... عن مواصلة المسير ..
فقالت :
فيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى iiمَحاسِني
.....................................وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ iiأَساتي
فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني
.....................................أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحِينَ وَفاتي
لا والله ... لن تحين وفاتك ... فقد حفظك الله ... بالقرآن ...
قد عرفتك .. والله ... أنت أم الجمال ... والدرر ... والبيان ... والفصاحة ...
أنت ... الضاد ...
أنت ... اللغة العربية الجميلة التي فرطنا فيها ...
وأنا أردد تلك الكلمات ...
تذكرت كثيرا من الأخطاء الاملائية المنتشرة في بلادنا العربية في اللوحات الارشادية والنشرات التوعوية وغيرها ...
فعرفت كم نحن مقصرين بخق لغتنا الجميلة ...
وعرفت أنها .. قد .. حق لها أن تنعي حظها ..
عدت لاخاطب تلك المرأة الطاعنة في السن ... الجميلة ...
فلم أجدها ...
أتراها اختفت ..
أم تراي كنت أحدث نفسي ؟!
ولكني لا زلت أسمعها تقول :
فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيْتَ في البِلَى
.......................................وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي
وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ
.......................................مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَماتِ
أدعكم تجيبون ... وأنتم دعوني أواصل السير خلف تلك الآثار ... قبل أن تمحوها .. الرياح التي لا تبقي ولا تذر ...
لا ماء فيها ولا كلأ ...
أحاول جاهدا ... أن أسير على آثار أقدام مطبوعة على رمال تلك الصحراء ...
وأقول رويدا رويدا ...
حتى تطأ القدم القدم ...
لعلي أصل إلى المنجا ...
هز أسماعي ... أنين ...
لا لم يكن أنينا ...
بل عويل ...
ونواح ...
التفت إلى حيث مصدر الصوت ...
اقتربت منه ...
فإذا أنا بامرأة عجوز طاعنة في السن ... هي من أجمل ما رأيت من النساء ...
تلبس من الحلي والجواهر ... ما يعجز الواصفون عن وصفه ..
قلت لها ... ما بالك يا أمة الله ...
فقالت :
رَجَعتُ لِنَفسي فَاتَّهَمتُ حَصاتي
.......................................وَنادَيتُ قَومي فَاحتَسَبتُ حَياتي
رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني
.......................................عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي
هوني عليك يا أمة الله ... ما بالك ... وما خطبك .. ولمَ كل هذا العويل والنواح ... ومن هم الذين رموك بالعقم حتى تمنيتيه ...!!
فقالت :
وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي
.....................................رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدْتُ بَناتي
لا حول ولا قوة إلا بالله ... تئدين بناتك ؟! ولمَ مل هذا ... بالله عليك من أنتِ ؟!
فقالت مفتخرة مستغربة :
وَسِعْتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً
....................................وَما ضِقْتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ
...................................وَتَنسيقِ أَسْماءٍ iiلِمُختَرَعاتِ
واصلي واصلي حفظك الله ورفع عنك بلاءك ... وكأني قد عرفت من أنتِ .....
فقالت :
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ
......................................فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
يا الله ... ما أجمل ما قلت ... والله كأنني أعرفك ... واصلي ... فقد ألهاني جمال منطقك ... عن مواصلة المسير ..
فقالت :
فيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى iiمَحاسِني
.....................................وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ iiأَساتي
فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني
.....................................أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحِينَ وَفاتي
لا والله ... لن تحين وفاتك ... فقد حفظك الله ... بالقرآن ...
قد عرفتك .. والله ... أنت أم الجمال ... والدرر ... والبيان ... والفصاحة ...
أنت ... الضاد ...
أنت ... اللغة العربية الجميلة التي فرطنا فيها ...
وأنا أردد تلك الكلمات ...
تذكرت كثيرا من الأخطاء الاملائية المنتشرة في بلادنا العربية في اللوحات الارشادية والنشرات التوعوية وغيرها ...
فعرفت كم نحن مقصرين بخق لغتنا الجميلة ...
وعرفت أنها .. قد .. حق لها أن تنعي حظها ..
عدت لاخاطب تلك المرأة الطاعنة في السن ... الجميلة ...
فلم أجدها ...
أتراها اختفت ..
أم تراي كنت أحدث نفسي ؟!
ولكني لا زلت أسمعها تقول :
فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيْتَ في البِلَى
.......................................وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي
وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ
.......................................مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَماتِ
أدعكم تجيبون ... وأنتم دعوني أواصل السير خلف تلك الآثار ... قبل أن تمحوها .. الرياح التي لا تبقي ولا تذر ...