منصور الغايب
15-12-2009, 22:10
بسم الله الرحمن الرحيم
كعادتي التي عرفها كثير ممن قرأ لي سابقا ...
أنني أضجر من ليل الشتاء الطويل ...
فلله درّ من كانوا يفرحون بمقدمه ... ليحيوه بالذكر والصلاة ...
أما نحن ... فلا هذا ولا ذاك ...
أصبحنا كمن ضيع مشيته ومشية الحمامة ...
أرحامي ...
وما أدراكم ما أرحامي ...!!
كل من أتلمس لديه فائدة من الاقدمين ... فهو من ذوي أرحامي التي يجب علي وصالها ... طال الزمان أم قصر ...
ألتفت إلى مكتبتي المتواضعة .... التي قلما أرجع إليها ... فلم يترك لي جوجل ... مجالا ...
أنظر .. من بعيد ... لعلي أتذكر رحما قديمة لي لم أزرها ...
عند من ستكون - تعلولتي - هذه الليلة ...
آآآآآآه .. لا بأس بلبيد ... فانه يحمل في طيات .. شعره .... كل فريد ... ومفيد ...
كيف الحال يالبيد ... أتراك .. جالس في ديوانك الشعري ... وأنت سعيد ...
لا أظن ... ومن أين تأتيك السعادة ... وقد هجرك الهاجرون ... واستبدلت .. أبياتك .. بشاعر المليون ....
أراك لو نطقت لقلت :
بلينا وما تبلى النجومُ الطَّوالِعُ = وتَبْقَى الجِبالُ بَعْدَنَا والمَصانِعُ
هذه الفائدة الاولى .... ومن منّا لا يبلى ويبتلى يالبيد ... ومن منا ... لا يبيد يالبيد !!
وقد كنتُ في أكنافِ جارِ مضنّة = ٍ ففارقَني جارٌ بأرْبَدَ نافِعُ
فَلا جَزِعٌ إنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنا = وكُلُّ فَتى ً يَوْمَاً بهِ الدَّهْرُ فاجِعُ
لله درك ... يالبيد .. هذه الفائدة الثانية ... بعد الاولى ...
نعم .... لاجزع ... لمن علم أن مامن شئ إلا هو كائن بأمر الله ...
وأن الفراق حاصل لامحالة ...
وكل من على وجه هذه البسيطة ... سيفجع ... من نوائب الدهر ..
فَلا أنَا يأتيني طَريفٌ بِفَرْحَة ٍ = وَلا أنا مِمّا أحدَثَ الدَّهرُ جازِعُ
في هذه الفائدة الثالثة وكأنك ... تريد قوله تعالى : (لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ....) الآية
ومَا النّاسُ إلاّ كالدّيارِ وأهْلها = بِها يَوْمَ حَلُّوها وغَدْواً بَلاقِعُ
ومَا المَرْءُ إلاَّ كالشِّهابِ وضَوْئِهِ = يحورُ رَماداً بَعْدَ إذْ هُوَ ساطِعُ
ومَا البِرُّ إلاَّ مُضْمَراتٌ منَ التُّقَى = وَما المَالُ إلاَّ مُعْمَراتٌ وَدائِعُ
ومَا المالُ والأهْلُونَ إلاَّ وَديعَة = ٌ وَلابُدَّ يَوْماً أنْ تُرَدَّ الوَدائِعُ
وَيَمْضُون أرْسَالاً ونَخْلُفُ بَعدهم = كما ضَمَّ أُخرَى التّالياتِ المُشايِعُ
يا الله ... هنا الفائدة الرابعة ... وهنا التميز في الطرح والاسلوب ...
تأكيد .. وتدليل ... على قرب الرحيل ... فلا يدوم حال .. بل الدوام الحال من المحال ..
تذكر .. يامن تفاخرت بمالك وعيالك .. فماهي إلا ودائع .. ستعود يوما .. إلى مالكها الحق .. سبحانه
ومَا الناسُ إلاَّ عاملانِ: فَعامِلٌ = يتبِّرُ ما يبني، وآخرُ رافِعُ
فَمِنْهُمْ سَعيدٌ آخِذٌ لنَصِيبِهِ = وَمِنْهُمْ شَقيٌّ بالمَعيشَة ِ قانِعُ
هنا في فائدتك الخامسة ... تريد أن تسبر أحوال الناس في هذه البسيطة ... فهم بين شقاء ... وسعادة ... وكل ميسر لما خلق له ... وكل يقدم لنفسه ... فمن وجد خيرا ... فليحمد الله ... ومن وجد غير ذلك .. فلا يلومن إلا نفسه ..
أَليْسَ ورائي، إنْ تراخَتْ مَنيّتي، = لُزُومُ العَصَا تُحْنَى علَيها الأصابعُ
أخبّرُ أخبارَ القرونِ التي مضتْ = أدبٌ كأنّي كُلّما قمتُ راكعُ
فأصبحتُ مثلَ السيفِ غيرَ جفنهُ = تَقَادُمُ عَهْدِ القَينِ والنَّصْلُ قاطعُ
فَلا تبعدنْ إنَّ المَنيَة َ موعدٌ = عَلَيْكَ فَدَانٍ للطُّلُوعِ وطالِعُ
الفائدة السادسة .. هنا ... يالبيد ... نختصرها بقوله سبحانه : (ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا تعقلون ) ...
فهاهو ذا لبيد ... يخاطب كل من يريد أن تكول منيته .. فيقول له ... ان طالت منيتك ياهذا .. فستلازم أصابعك العصا ... وستمشي راكعا رغما عن انفك .. فلم يعد صلبك يقوى على القيام .. والاستقامة .. ومهما ابتعدت ... فالمنية موعدك ... فعلام الهرب ... ( قل لن ينفعكم الفرارإن فررتم من الموت او القتل واذا لا تمتعون إلا قليلا )
أعاذلَ ما يُدريكِ، إلاَّ تظنيّاً، = إذا ارتحلَ الفتيانُ منْ هوَ راجعُ
هنا الفائدة السابعة ... وهي أن تشعر بقرب أجلك .. فتعمل لآخرتك ... كأنك تموت غدا ... فانك لا تعلم اذا ارتحلت هل انت راجع لمقامك .. أم لا ... ووالذي نفسي بيده ... لا يعلم أحدنا ... فلعله يخرج من بيته فلا يعود إليه ... وكم من شخص أمل أن يعيش طويلا .. فارهقه التفكير في القادم .. فاذا بالموت يباغته ... فاصبح ... في لحده ...!!
تُبَكِّي على إثرِ الشّبابِ الذي مَضَى = ألا إنَّ أخدانَ الشّبابِ الرّعارِعُ
أتجزَعُ مِمّا أحدَثَ الدّهرُ بالفَتى = وأيُّ كَريمٍ لمْ تُصِبْهُ القَوَارِعُ
هنا ... الثامنة ... فهاهو ذا لبيد .. يقول لك ... أأنت أيها الجازع أعز على الله من أنبيائه الذي ابتلاهم ... وفجعهم ... أأنت أعز من نوح .. وابراهيم .. وموسى وعيسى .. ويوسف .. وايوب .. وحمد صلى الله عليهم أجمعين ...
إن كان الجواب بلا .. وهو قطعا جواب العقلاء ... فلا تجزع ... فلن ينفعك الجزع !!
لَعَمْرُكَ ما تَدري الضَّوَارِبُ بالحصَى = وَلا زاجِراتُ الطّيرِ ما اللّهُ صانِعُ
سَلُوهُنَّ إنْ كَذَّبتموني متى الفتى = يذوقُ المنايا أوْ متى الغيثُ واقِعُ
هنا التاسعة ... حيث ... يدلل لبيد ... على كذب المنجمين والكهنة والعرافين ... والضاربات بالحصى ..
فوالله لهن أجهل بما سيأتي في غد ...
وليس لهن علم بما كتب الله في الغيب ...
واسألوهن ... عن موعد الوفاة ... وموعد سقوط المطر ... فان سكتن ... فعلموا حينها ... أن لبيدا قد صدق ... وهو كذلك والله ..
لله درك يالبيد ...
والله إنها لخير جلسة أجلسها ...
ولخير سمرة .. أتسامرها ...
فقد خرجت منك بالخير .. الوفير ... والنفع الكثير ...
فنم في ديوانك قرير العين ... وتصبح على خير ...
ولازال .. ليل الشتاء الطويل ... يضجرني !!
كعادتي التي عرفها كثير ممن قرأ لي سابقا ...
أنني أضجر من ليل الشتاء الطويل ...
فلله درّ من كانوا يفرحون بمقدمه ... ليحيوه بالذكر والصلاة ...
أما نحن ... فلا هذا ولا ذاك ...
أصبحنا كمن ضيع مشيته ومشية الحمامة ...
أرحامي ...
وما أدراكم ما أرحامي ...!!
كل من أتلمس لديه فائدة من الاقدمين ... فهو من ذوي أرحامي التي يجب علي وصالها ... طال الزمان أم قصر ...
ألتفت إلى مكتبتي المتواضعة .... التي قلما أرجع إليها ... فلم يترك لي جوجل ... مجالا ...
أنظر .. من بعيد ... لعلي أتذكر رحما قديمة لي لم أزرها ...
عند من ستكون - تعلولتي - هذه الليلة ...
آآآآآآه .. لا بأس بلبيد ... فانه يحمل في طيات .. شعره .... كل فريد ... ومفيد ...
كيف الحال يالبيد ... أتراك .. جالس في ديوانك الشعري ... وأنت سعيد ...
لا أظن ... ومن أين تأتيك السعادة ... وقد هجرك الهاجرون ... واستبدلت .. أبياتك .. بشاعر المليون ....
أراك لو نطقت لقلت :
بلينا وما تبلى النجومُ الطَّوالِعُ = وتَبْقَى الجِبالُ بَعْدَنَا والمَصانِعُ
هذه الفائدة الاولى .... ومن منّا لا يبلى ويبتلى يالبيد ... ومن منا ... لا يبيد يالبيد !!
وقد كنتُ في أكنافِ جارِ مضنّة = ٍ ففارقَني جارٌ بأرْبَدَ نافِعُ
فَلا جَزِعٌ إنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنا = وكُلُّ فَتى ً يَوْمَاً بهِ الدَّهْرُ فاجِعُ
لله درك ... يالبيد .. هذه الفائدة الثانية ... بعد الاولى ...
نعم .... لاجزع ... لمن علم أن مامن شئ إلا هو كائن بأمر الله ...
وأن الفراق حاصل لامحالة ...
وكل من على وجه هذه البسيطة ... سيفجع ... من نوائب الدهر ..
فَلا أنَا يأتيني طَريفٌ بِفَرْحَة ٍ = وَلا أنا مِمّا أحدَثَ الدَّهرُ جازِعُ
في هذه الفائدة الثالثة وكأنك ... تريد قوله تعالى : (لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ....) الآية
ومَا النّاسُ إلاّ كالدّيارِ وأهْلها = بِها يَوْمَ حَلُّوها وغَدْواً بَلاقِعُ
ومَا المَرْءُ إلاَّ كالشِّهابِ وضَوْئِهِ = يحورُ رَماداً بَعْدَ إذْ هُوَ ساطِعُ
ومَا البِرُّ إلاَّ مُضْمَراتٌ منَ التُّقَى = وَما المَالُ إلاَّ مُعْمَراتٌ وَدائِعُ
ومَا المالُ والأهْلُونَ إلاَّ وَديعَة = ٌ وَلابُدَّ يَوْماً أنْ تُرَدَّ الوَدائِعُ
وَيَمْضُون أرْسَالاً ونَخْلُفُ بَعدهم = كما ضَمَّ أُخرَى التّالياتِ المُشايِعُ
يا الله ... هنا الفائدة الرابعة ... وهنا التميز في الطرح والاسلوب ...
تأكيد .. وتدليل ... على قرب الرحيل ... فلا يدوم حال .. بل الدوام الحال من المحال ..
تذكر .. يامن تفاخرت بمالك وعيالك .. فماهي إلا ودائع .. ستعود يوما .. إلى مالكها الحق .. سبحانه
ومَا الناسُ إلاَّ عاملانِ: فَعامِلٌ = يتبِّرُ ما يبني، وآخرُ رافِعُ
فَمِنْهُمْ سَعيدٌ آخِذٌ لنَصِيبِهِ = وَمِنْهُمْ شَقيٌّ بالمَعيشَة ِ قانِعُ
هنا في فائدتك الخامسة ... تريد أن تسبر أحوال الناس في هذه البسيطة ... فهم بين شقاء ... وسعادة ... وكل ميسر لما خلق له ... وكل يقدم لنفسه ... فمن وجد خيرا ... فليحمد الله ... ومن وجد غير ذلك .. فلا يلومن إلا نفسه ..
أَليْسَ ورائي، إنْ تراخَتْ مَنيّتي، = لُزُومُ العَصَا تُحْنَى علَيها الأصابعُ
أخبّرُ أخبارَ القرونِ التي مضتْ = أدبٌ كأنّي كُلّما قمتُ راكعُ
فأصبحتُ مثلَ السيفِ غيرَ جفنهُ = تَقَادُمُ عَهْدِ القَينِ والنَّصْلُ قاطعُ
فَلا تبعدنْ إنَّ المَنيَة َ موعدٌ = عَلَيْكَ فَدَانٍ للطُّلُوعِ وطالِعُ
الفائدة السادسة .. هنا ... يالبيد ... نختصرها بقوله سبحانه : (ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا تعقلون ) ...
فهاهو ذا لبيد ... يخاطب كل من يريد أن تكول منيته .. فيقول له ... ان طالت منيتك ياهذا .. فستلازم أصابعك العصا ... وستمشي راكعا رغما عن انفك .. فلم يعد صلبك يقوى على القيام .. والاستقامة .. ومهما ابتعدت ... فالمنية موعدك ... فعلام الهرب ... ( قل لن ينفعكم الفرارإن فررتم من الموت او القتل واذا لا تمتعون إلا قليلا )
أعاذلَ ما يُدريكِ، إلاَّ تظنيّاً، = إذا ارتحلَ الفتيانُ منْ هوَ راجعُ
هنا الفائدة السابعة ... وهي أن تشعر بقرب أجلك .. فتعمل لآخرتك ... كأنك تموت غدا ... فانك لا تعلم اذا ارتحلت هل انت راجع لمقامك .. أم لا ... ووالذي نفسي بيده ... لا يعلم أحدنا ... فلعله يخرج من بيته فلا يعود إليه ... وكم من شخص أمل أن يعيش طويلا .. فارهقه التفكير في القادم .. فاذا بالموت يباغته ... فاصبح ... في لحده ...!!
تُبَكِّي على إثرِ الشّبابِ الذي مَضَى = ألا إنَّ أخدانَ الشّبابِ الرّعارِعُ
أتجزَعُ مِمّا أحدَثَ الدّهرُ بالفَتى = وأيُّ كَريمٍ لمْ تُصِبْهُ القَوَارِعُ
هنا ... الثامنة ... فهاهو ذا لبيد .. يقول لك ... أأنت أيها الجازع أعز على الله من أنبيائه الذي ابتلاهم ... وفجعهم ... أأنت أعز من نوح .. وابراهيم .. وموسى وعيسى .. ويوسف .. وايوب .. وحمد صلى الله عليهم أجمعين ...
إن كان الجواب بلا .. وهو قطعا جواب العقلاء ... فلا تجزع ... فلن ينفعك الجزع !!
لَعَمْرُكَ ما تَدري الضَّوَارِبُ بالحصَى = وَلا زاجِراتُ الطّيرِ ما اللّهُ صانِعُ
سَلُوهُنَّ إنْ كَذَّبتموني متى الفتى = يذوقُ المنايا أوْ متى الغيثُ واقِعُ
هنا التاسعة ... حيث ... يدلل لبيد ... على كذب المنجمين والكهنة والعرافين ... والضاربات بالحصى ..
فوالله لهن أجهل بما سيأتي في غد ...
وليس لهن علم بما كتب الله في الغيب ...
واسألوهن ... عن موعد الوفاة ... وموعد سقوط المطر ... فان سكتن ... فعلموا حينها ... أن لبيدا قد صدق ... وهو كذلك والله ..
لله درك يالبيد ...
والله إنها لخير جلسة أجلسها ...
ولخير سمرة .. أتسامرها ...
فقد خرجت منك بالخير .. الوفير ... والنفع الكثير ...
فنم في ديوانك قرير العين ... وتصبح على خير ...
ولازال .. ليل الشتاء الطويل ... يضجرني !!