مشاهدة النسخة كاملة : ][طـــــــريق الســـــــــعاده][
ابو ضاري
08-11-2009, 18:20
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
نبينا وشفيعنا و طبيب قلوبنا وهادينا من الظلام الى النور
ومن الحزن و الهم و الكدر الى السعادة الابدية ..
نبدأ بعونه تعالى ونفتتح طريق السعادة
طريق لا يسلكه الا المؤمنون و لا يعرفه الا العارفون
طريق يهدي لنا مشاعل النور من الكتاب و السنة
طريق هو حلمنا و سعينا في مصاعب الحياة
بهذا الإيمان يتصالح المسلم مع خالقه ونفسه والكون الذي من حوله، فهو مدرك أولا لحقيقة عبوديته لله تعالى وقائم بما يلزم عنها من واجبات، ومدرك ثانيا لقيمة نفسه كمخلوق أكرمه الله بتسخير الكائنات له، وأنه قد هبط إلى الأرض ليمتحن فيها قبل أن يعود إلى الجنة التي خُلقت له، فهو مكلف بإعمار هذه الأرض "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها" [هود: 61]، ومكلف أيضا بترويض نفسه للأخذ من الشهوات ضمن قيود الشرع وحدود الحاجة
إلى الله المسير
فهيا بنا الى طريق السعادة
والفوز بالجنان و ربح الغفران
خير دعوة وخير بداية
و نحن على وشك استقبال شهر ذي الحجة
نعد العدة و نرتقب ايام من خير الايام عند الله عز وجل
فيها يطيب العمل الصالح و الدعاء و الذكر واحياء سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام
طريق السعادة إلى السعادة الابدية
في الاعتكاف بين القرآن الكريم و السنة النبوية
جزاك الباري خير الجزاء مشرفنا الفاضل أبوضاري
و حفظك ورعاك ..
ابو ضاري
08-11-2009, 19:56
فوائد الذكر
فوائد الذكر كثيرة منها:
1 - يطرد الشيطان.
2 - يرضي الرحمن.
3 - يزيل الهم والغم.
4 - يجلب البسط والسرور.
5 - ينور الوجه.
6 - يجلب الرزق.
7 - يورث محبة الله للعبد.
8 - يورث محبة العبد لله، ومراقبته، ومعرفته، والرجوع إليه، والقرب منه.
9 - يورث ذكرالله للذاكر.
10- يحيي القلب.
11 - يزيل الوحشة بين العبد وربه.
12 - يحط السيئات.
13 - ينفع صاحبه عندالشدائد.
14 - سبب لتنزّل السكينة،وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة.
15 - أن فيه شغلاً عن الغيبة، والنميمة، والفحش من القول.
16 - أنه يؤمَّن من الحسرة يوم القيامة.
17 - أنه مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله للعبد يوم القيامة تحت ظل عرشه.
18 - الذكر أمان من نسيان الله.
19 - أنه أمان من النفاق.
20 - أنه أيسر العبادات وأقلها مشقة،ومعذلك فهو يعدل عتق الرقاب، ويرتب عليه من الجزاء مالا يرتب على غيره.
21 - أنه غراس الجنة.
22 - يغني القلب ويسدحاجته.
23 - يجمع على القلب ماتفرق من إرادته وعزومه.
24 - ويفرق عليه مااجتمع من الهموم، والغموم، والأحزان،والحسرات.
25 - ويفرق عليه ما اجتمع على حربه من جندالشيطان.
26 - يقرب من الآخرة، ويباعد من الدنيا.
27 - الذكر رأس الشكر،فما شكر الله من لم يذكره
28 - أكرم الخلق على الله من لا يزال لسانه رطباً من ذكر الله.
29 - الذكر يذيب قسوة القلب.
30 - يوجب صلاة الله وملائكته.
31 - جميع الأعمال ما شرعت إلا لإقامة ذكرالله.
32 - يباهي الله عز وجل بالذاكرين ملائكته.
33 - يسهل الصعاب ويخفف المشاق وييسر الأمور.
34 - يجلب بركة الوقت.
35 - للذكر تأثيرعجيب في حصول الأمن، فليس للخائف الذي اشتد خوفه أنفع من الذكر.
36 - سبب للنصرعلى الأعداء.
37 - سبب لقوة القلب.
38 - الجبال والقفارتباهي وتبشر بمنيذكر الله عليها.
39 - دوام الذكر في الطريق، والبيت والحضر والسفر،والبقاع تكثيرلشهود العبد يوم القيامة.
40 - للذكر منبين الأعمال لذة لا يعدلها لذة.
أفضل الذكر:
(سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاالله،والله أكبر).
هذه الكلمات أفضل الذكر بعد القرآن وهي من القرآن.
سبحان الله و بحمده ، سبحان الله العظيم
كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة
----------------
أبو فهد الهمزاني
وإنك لتهدي الى صراط مستقيم ..
أنت يا محمد مهمّتك الهداية، ووظيفتك الدلالة، وعملك الإصلاح.. أنت تهدي الى صراط مستقيم، لأنك تزيل الشبهات وتطرد الغواية وتذهب الضلالة، وتمحو الباطل وتشيد الحق والعدل والخير.
أنت تهدي الى صراد مستقيم، فمن أراد السعادة فليتبعك، ومن أحبّ الفلاح فليقتد بك، ومن رغب في النجاة فليهتد بهداك.
أحسن صلاة صلاتك، وأتمّ صيام صيامك، وأكمل حجّ حجك، وأزكى صدقة صدقتك، وأعظم ذكرك لربك.
وأنت تهدي الى صراط مستقيم.. من ركب سفينة هدايتك نجا، من دخل دار دعوتك أمن، من تمسّك بحبل رسالتك سلم. فمن تبعك ما ذلّ، وما ضلّ وزلّ وما قل، وكيف يذلّ والنصر معك؟ وكيف يضل وكل الهداية لديك؟ وكيف يزل والرشد كله عندك؟ وكيف يقلّ والله مؤيدك وناصرك وحافظك؟
وإنك لتهدي الى صراط مستقيم لأنك وافقت الفطرة وجئت بحنيفية سمحة، وشريعة غرّاء، وملة كاملة، ودين تام.
هديت العقل من الزيغ، وطهّرت القلب من الريبة، وغسلت الضمير من الخيانة، وأخرجت الأمة من الظلام، وحرّرت البشر من الطاغوت.
وإنك لتهدي الى صراط مستقيم، فكلامك هدى، وحالك هدى، وفعلك هدى، و مذهبك هدى، فأنت الهادي الى الله، الدال على طريق الخير، المرشد لكل برّ، الداعي الى الجنة.
سهو الليل
09-11-2009, 09:14
طريق السعادة في القرآن الكريم
سؤال جوهري لا بد وأن يؤرق كل شاب وفتاة مقبلان على دروب النضج،. فعليه تتوقف سعادة الإنسان، وبه ترسم الأهداف، وعليه تدور كل أشكال الحياة. إنه السؤال الذي ما زال يعبث بعقول الفلاسفة، ويلهب خيال الشعراء، ويدير دفة التاريخ. وهو الذي قلّما اهتدى الإنسان إلى جوابه، بل لطخ تاريخه الطويل بالمحن التي ما كانت لتنزل به لو أنه أحسن السعي في طلبه والاهتداء إليه. فما أكثر التجاءه إلى الأساطير التي فر إليها من مواجهة الحقيقة، وما أقبح خيانته للأمانة التي حملها على عاتقه طائعا غير مكره: "وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا".
إنه سؤال الوجود الكبير، سؤال كيف ولماذا ومن أين وإلى أين، السؤال الذي يكاد يلاحق الإنسان كيفما أدار وجهه وهو يشق طريقه في هذه الحياة، وهو السؤال ذاته الذي ما فتئ الإنسان يصطنع الأعذار للإفلات من قبضته، بعد أن زين له الشيطان طول الأمل، فغمس نفسه في الشهوات غير عابئ بما كان وما يكون، يقول ابن الجوزي في (تلبيس إبليس): " ثم جاء إبليس يحث على العمل بمقتضى ما في الطبع، صعُبت المجاهدة، إلا أنه من انتبه لنفسه علم أنه في صف حرب وأن عدوه لا يفتر عنه، فإن فتر في الظاهر بطّن له مكيدة وأقام له كمينا"[1].
هذا السؤال هو الذي يجب أن يقف كل منا عنده، وأن يبذل كل جهده في سبيل الخلوص إلى جواب محكم عليه، كي يتصالح مع نفسه وقلبه، ويعيش حياة متوازنة توصله بثقة وثبات إلى بر الأمان، أما المتغافل عن حقيقة وجوده وحكمة خلقه فهو كالذي شبهه الدكتور البوطي برجل دخل مغارة مظلمة في مكان موحش، فوجد عند مدخلها بقايا لجثة إنسان، فما كان منه إلا أن وضع رأسه وأسلم جفنيه للنوم، غير آبه بما يحتمل أن يكون في جوف هذه المغارة من وحوش ضارية، وهو يمنّي نفسه بالفرار إذا استيقظ، مع أن الموت قد يفاجئه في أي لحظة.
ولخطورة الأمر وإلحاح عجلة الزمن، أرى أن أخوض معكم أحبتي القراء غمار هذا السؤال العنيد، ولا أقصد بذلك أن نخرج في هذه العجالة بجواب قاطع يريح العقول ويهدئ النفوس، فكل منيتي أن نضع أقدامنا معا على درب النجاة، وأن نواجه شيطان الهوى بالسعي الدءوب بحثا عن الحقيقة، عسى أن نصل بإذن الله تعالى إلى مفاتيح السعادة في الدنيا والآخرة.
كيـف نبـدأ؟
لا شك في أننا جميعا نؤمن بوجودنا الحقيقي ضمن هذا الزمان والمكان، فلم يشذ عن هذه القاعدة إلا بعض السفسطائيين الذين أمتعوا دارسي الفلسفة بخزعبلات شكوكهم التي لا تنتهي، فبداية بحثنا عن الحقيقة يجب أن تنطلق من تحديد مكاننا على طريق البحث، وهو واحد من احتمالات ثلاث[2]:
1- أن يكون أحدنا قد آمن بالله وكل ما جاء به رسوله بالفطرة والبداهة، ولم يخطر بباله شيء من الشك في أصول عقيدته، وهو مشغول بعمله والسعي في رزقه، فهذا الإنسان قد وصل إلى طريق النجاة بأقصر الطرق، ولن نكلفه بشيء من البحث كي لا نفسد عليه إيمانه، لأن الرسول (ص) لم يطالب العرب بأكثر من الإيمان، ولم يكلف أحدا بمعرفة البراهين العقلية الموصلة إليه.
2- أن يكون قد وصل إلى الإيمان بفطرته، ولكنه يتمتع بذكاء قد يحرك في عقله دائما نوازع الشك والتساؤل حتى اهتزت طمأنينته، فعليه إذن ألا يتغافل عن هذه الشكوك، بل يبحث عن الحقيقة عند أهلها بالحجة والبرهان حتى تطمئن نفسه.
3- ألا يكون الحظ قد حالفه في الوصول إلى الحقيقة بعد، فهو إما باحث عنها راغب فيها، وهو من نسعى للأخذ بيده وهدايته، وإما معاند مستكبر قد ختم الله على قلبه، فلا بد من ملاطفته بالحكمة والموعظة الحسنة لأن الهداية نور من الله يرسلها إلى من يشاء من قلوب عباده ولا سلطة لنا على ما وراء ذلك.
وبعد أن يحدد كل فرد منا مكانه على هذه الخارطة، ينبغي له الانتقال إلى المرحلة التالية، فإن كان من الفئة الأخيرة، فعليه أن يبدأ إذن بالبحث الجدي عن حقيقة وجوده، وعن حقائق الكون الكبرى، وعن علاقته بكل المكونات من حوله، فإذا وصل معنا إلى الطمأنينة بالإيمان الكامل بالله تعالى خالقا ومدبرا لهذا الكون بكل ما فيه، وبأن هذا الكون قد خُلق لغاية عظمى قد تخفى على عقولنا، وأن غاية وجودنا تتلخص في السعي إلى مرضاة الله تعالى بإعمار أرضه والقيام بحقوقه وحقوق عباده، آن له إذن البحث معنا عن الوسيلة التي يصل بها إلى تحقيق هذه الغايات الكبرى، وهي التي تقوم عليها فلسفة السعادة التي ضل عنها معظم البشر، وجاء بها القرآن الكريم في أكمل صورة وأبلغ بيان.
طريـق السعـادة
لكي يصل الإنسان إلى طريق السعادة، وبعد أن أدرك حقائق الوجود الكبرى، عليه أن يتطلع إلى الكشف عن الطريقة السليمة للتعامل مع المحاور الرئيسية لهذا الوجود، وهي: الله جل وعلا، الإنسان، والكون[3]. ونبدأ بالموجود الأول الذي تخضع له كل الموجودات، فبعد أن يتعرف الإنسان إلى الله سبحانه من خلال ما ورد عنه في كتابه الكريم وفي سنة رسوله الخاتم صلى الله عليه وسلم، أو من خلال الأدلة البرهانية التي أبدعها علماء الكلام بطريق المنطق والفلسفة، فإنه سيستنتج بالبداهة حقيقة الوجود الأولى، وهي أن السعادة في الدارين منوطة برضاه تعالى والامتثال لأوامره والوقوف عند حدوده.
أما المحور الثاني وهو الإنسان، فلعله من أكثر الألغاز استغلاقا على العقول منذ القدم، ولا يقتصر ذلك على مرحلة ما بعد سقراط الذي صرف الفلاسفة عن البحث في الكون إلى البحث في الإنسان، بل إن البحث في الكون نفسه لم يكن عند القدماء الذي لم يصل إليهم نور الوحي إلا إسقاطا لطبيعة الإنسان على ما حوله من ظواهر الوجود، بدءاً من التصور الحيوي للطبيعة - وكأنها مخلوق عاقل- ووصولا إلى أنسنة الآلهة المتعددة. أما القرآن الكريم فقد وضع للإنسان منهجا متكاملا ليتبصر ذاته عبر إدراكه للحقيقتين التاليتين:
1- أنه مخلوق تافه، أصله من تراب وماء مهين، ومصيره إلى جثة هامدة، وهو فيما بينهما يحمل النجاسة في جوفه، ويستقذر كل ما يخرج من بدنه. يقول الله تعالى: "قتل الإنسان ما أكفره، من أي شيء خلقه، من نطفة خلقه فقدره، ثم السبيل يسره، ثم أماته فأقبره" [عبس: 17- 21].
2- أنه مع ذلك مكرم على سائر المخلوقات الأخرى[4]، فقد أسجد الله الملائكة لجده آدم، وسخّر له الأرض والدواب، وأكرمه بالعقل الذي صنع به المعجزات. قال تعالى: " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا" [الإسراء: 70].
فجوهر الإنسان إذن لا يمكن فهمه إلا بتصور هاتين الحقيقتين معا، وبهذا التصور يستقيم التوازن القائم على الإيمان بأن كل ما يحققه الإنسان من مجد وعز ومال وعلم وغير ذلك فإنه ليس إلا من فيض الله تعالى عليه، أما الإنسان بذاته فليس إلا كتلة من اللحم والعظم تسمو بها نفسه التي يجب عليه تهذيبها وترويضها بالعلم النافع والعمل الصالح، وأنه على الرغم من ضعفه وتفاهته إلا أن الله تعالى قد أكرمه بصفات تؤهله لحمل الأمانة التي لم تقدر عليها الكائنات الأخرى من حوله: " إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا" [الأحزاب: 72] . وإذا أخل الإنسان في إيمانه بشرط التوازن بين الحقيقتين فإما أن ينصرف ذهنه إلى حقيقته الأولى فلا يرى من نفسه إلا جسدا قذرا شهوانيا لا هدف له ولا غاية، فيقبل على ملذاته كالبهائم حتى يقضي على نفسه بإذلالها كما هو حال الماديين (الماركسيين) الذين لم يروا في الإنسان أكثر من آلة. أو أن تطغى على فكره الحقيقة الثانية فتؤدي به إلى التكبر والتأله كما هو الحال عند الوجوديين[5].
وبعد أن يدرك الإنسان حقيقة وجوده، تتطلع نفسه للتأمل في كنه الحياة التي جُبل على التعلق بها، فهي الأساس الذي تقوم عليه كل ملذات الدنيا ومباهجها، وعليها يقوم الأمل في تحصيل ما ترغب فيه النفس وتميل إليه. وإذا عاد مرة أخرى إلى القرآن الكريم ليستشف منه تعريف الحياة فسيجد نفسه أمام منهج تربوي كامل يقوم على محورين:
الأول: أن الحياة ليست إلا جسرًا تمر عليه الكائنات في طريقها نحو الآخرة، وأن هذه الدنيا في قصرها وسرعة زوالها لا تساوي شيئا يذكر في جنب الخلود الذي سيعقبها، كما أن الآخرة على امتدادها اللانهائي متوقفة على ما يكون عليه حال الإنسان في هذه الحياة الأولى، فهو إذن في مرحلة امتحان دائم، وكل ما يراه من حوله من مباهج وملذات ومتع، أو من مآسي وجراح وكوارث، فإن هذا كله ليس إلا أياما قليلة سرعان ما تنقضي، وستوضع بكل ما تحتويه في كفة الميزان لتحدد مصيره الأبدي، قال تعالى: "وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب، وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون" [العنكبوت: 64].
أما المحور الثاني فهو مكمل لهذا الأول، إذ يعمل على إعادة التوازن لهذه الرؤية، فلا تهون الحياة في نظر الإنسان، ولا ينصرف عن إعمار الأرض بالعلم والعمل إلى التقشف وانتظار الموت. قال تعالى: "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها" [هود: 61]، "ولا تنس نصيبك من الدنيا، وأحسن كما أحسن الله إليك" [القصص: 77]، "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة" [النحل: 97]. وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: "فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم"، كما أعلن أن زوال الدنيا أهون عند الله من قتل امرئ مسلم.
وبهذه الرؤية المتكاملة تغدو الحياة في نظر المسلم كنزاً ثمينا يتوجب عليه استثماره، فهي في جوهرها لا تستحق من الاهتمام أكثر من كونها جسرا للسعادة الأبدية، كما أنه في الوقت نفسه مأمور بعدم التفريط فيها لقدسيتها وقيمتها العظيمة عند الله تعالى "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" [المائدة: 32]. أما المباهج وألوان المتع التي تصادفه فيها فليست إلا زخارف تتزين بها لإغواء ضعاف النفوس، ولكنها لا تُكره أيضا لِـذاتها إذا ما أحسن استخدامها "قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة" [الأعراف: 32]. وبهذا الفهم يخوض المسلم غمار الحياة بملذاتها واثق الخطى، بعد أن استيقن أن كل ما ملكه فيها غير باق، فهو إذن في سعي دائم للاستمتاع بها دون إسراف، مع إيمان داخلي بأن ما امتلكه منها في قبضة يده وليس في قلبه "لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم" ، وهكذا فهم السلف الصالح الزهد بأنه قصر الأمل، ليس بأكل الغليظ ولا بلبس العباء[6].
وبهذا ينتقل المسلم في تأمله إلى المحور الثالث والأخير في فهمه للوجود، وهو الكون الذي يحوي كل الكائنات المحيطة به، ويبدأ التأمل فيه من قوله تعالى: "قل انظروا ماذا في السموات والأرض" [يونس: 101]، ثم يمضي في دراسة عشرات الآيات التي تدعوه للتفكر في خلق الله وبديع صنعه، ليخرج منها بنتيجة مشابهة للتي حصل عليها من تأمله السابق في حقيقة وجوده وحياته، وسيكتشف أن فهمه للكون يجب أن ينطلق أيضا من إدراك حقيقتين متكاملتين: الأولى هي حقيقة أن الله تعالى قد سخّر له معظم ما يحيط به من كائنات، إذ أن تفضيله عليها ليس مقتصرا فقط على تمتعه ببعض الميزات، بل يعدوه إلى تسخير هذه الكائنات لخدمته وتحقيق رفاهيته. قال تعالى: "ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة" [لقمان: 20]، "وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون" [النحل: 12]، "هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور" [الملك: 15]. وسيجد المسلم في مزيد من الآيات دلائل باهرة على تسخير هذا الكون له وتمكينه منه، وفي هذا إشارة لطيفة إلى ضرورة استئناسه بهذا الكون، واستبطانٌ للنهي عن الجزع مما قد يلاقيه فيه من كوارث ونوازل قد تحل به، فالطبيعة إذن ليست في تحدٍ دائم مع الإنسان الضعيف، والإنسان أيضا ليس في صراع مستمر للتغلب على طغيان الطبيعة. أما الحقيقة الثانية فهي أن الكون لم يكشف للإنسان كل أسراره بعد، فعلى الرغم من التسخير والتمكين إلا إن طائفة أخرى من المكوَّنات ما زالت غائبة عن إدراك الإنسان أو خارجة عن سيطرته، فالكون يضج بالملائكة والجان، وقد يحتوي أيضا على مخلوقات أخرى ليس في مُكنة الإنسان التعرف على حقيقتها أو حتى العلم بوجودها. ووجود الإنسان فيه لا يعدو أن يكون ذرة صغيرة لا تكاد تذكر أمام عظمة هذا الكون واتساعه.
وبهاتين الحقيقتين تتكامل رؤية المسلم للكون المحيط، فهو مدرك تماما لمكانته المتميزة بين كافة المخلوقات، حيث جعله الله تعالى مركز الوجود الذي تُسخر له معظم الموجودات الأخرى، وهو في الوقت نفسه مدرك لحقيقة استغلاق بعض الأبواب عليه، وأن قدراته العجيبة مهما بلغت من سمو فإنها لن تطرق تلك الأبواب، ولكنه مع ذلك مدعوّ للبحث والفضول، فقد حث القرآن الكريم على التساؤل والنظر، وهذا ما فهمه إبراهيم الخليل عليه السلام عندما سأل ربه أن يريه كيفية إحياء الموتى، لعلمه بأن التطلع إلى معرفه هذه الأسرار لا يتناقض مع الإيمان بها على الرغم من استغلاقها.
النتيجـة
بهذا الإيمان يتصالح المسلم مع خالقه ونفسه والكون الذي من حوله، فهو مدرك أولا لحقيقة عبوديته لله تعالى وقائم بما يلزم عنها من واجبات، ومدرك ثانيا لقيمة نفسه كمخلوق أكرمه الله بتسخير الكائنات له، وأنه قد هبط إلى الأرض ليمتحن فيها قبل أن يعود إلى الجنة التي خُلقت له، فهو مكلف بإعمار هذه الأرض "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها" [هود: 61]، ومكلف أيضا بترويض نفسه للأخذ من الشهوات ضمن قيود الشرع وحدود الحاجة.
فإذا انتهينا إلى هذا الفهم المتكامل للخالق سبحانه وللنفس والكون، فقد حقّ لنا الآن أن نتساءل عن النتيجة العملية التي يمكن أن نجنيها من تطبيق هذا المفهوم، ولعل خير إجابة عن هذا السؤال تتخلص في استقراء الواقع الذي عايشه أشخاص سبق لهم وأن طبّقوه، ولن نجد مثالا أفضل من الصحابة رضي الله عنهم.
لقد نشأ الرعيل الأول من أمة الإسلام على تربية قرآنية فريدة، فهي لا تقتصر في عرض المفهوم الشامل للوجود -السالف بيانه- على الجانب الفكري فحسب، بل تخاطب كلا من العقل والوجدان في تناسق بديع معجز. وقد لخص أبو بكر الصديق رضي الله عنه هذا المنهج في وصيته لخليفته عمر بقوله: "ألم تر يا عمر، إنما نزلت آية الرخاء مع آية الشدة، ونزلت آية الشدة مع آية الرخاء، ليكون المؤمن راغبا راهبا، لا يرغب رغبة يتمنى فيها على الله ما ليس له، ولا يرهب رهبة يلقي فيها بيديه" [7]، فكان الصحابة يقرءون القرآن على حال من الرغبة والرهبة، وقلوبهم تتفطر شوقا إلى لقاء الله وخوفا منه في آن معا[8]. وكان القرآن الكريم يتنزل تبعا لتدرجهم في هذه التربية، فبعد أن انتصروا في أول غزوة لهم في بدر ووجدوا بين أيديهم الكثير من الغنائم، وكانوا قد تركوا لقريش أموالهم وهاجروا إلى يثرب محتسبين أجرهم على الله، عندها تنازع الشيوخ الذين بقوا تحت الرايات مع الشباب المحاربين في اقتسام الغنائم، فما أن لجأوا إلى رسول الله ليقسم بينهم حتى تنزل الوحي ينهرهم: "يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين، إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون، الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون، أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم" [الأنفال: 1-4]، عندئذ ارتدعوا جميعا -رضي الله عنهم- وتركوا الغنائم للرسول فرحين بنصر الله تائبين إليه، وما أن عادت الطمأنينة إلى قلوبهم الطاهرة وطردوا عنها علائق الدنيا حتى تنزل الوحي بقسمة الغنائم: "واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل..." الآية [الأنفال: 41]. وما أن نضج المفهوم المتكامل للإيمان في قلوب تلك الأمة حتى خرجوا ليفتحوا مشارق الأرض ومغاربها، غير آبهين بزخارف الدنيا التي انبسطت تحت أقدامهم، إلى أن دخل ربعي بن عامر بثوبه المرقع على قائد الفرس رستم وهو يمزق البُسط الفاخرة برأس رمحه، ويقف رافع الرأس وهو يتحسر على الرعية التي طأطأت الرؤوس للقائد قائلا: "أتينا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدالة الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة"، فيتهامس الجلوس من كبار القوم: "والله لقد تحدث بكلام طالما تطلع إليه عبيدنا".
أما اليوم، فلن نفاجأ كثيرا بنتائج الاستقصاء الذي أجرته مجلة النيوزويك الأمريكية حول أكثر شعوب العالم سعادة، حيث تربّع الشعب النيجيري الفقير ذو الأغلبية المسلمة على رأس القائمة التي تضم خمسا وستين دولة، وتلته شعوب كل من المكسيك، فنزويلا، سلفادور وبورتوريكو، بينما احتلّت الدول المتقدمة - أمام دهشة معدّي التقرير- مراكز متأخرة على سلم السعادة. ولكننا قد نقف طويلا أمام اعتراف معظم الأمريكيين المستجوبين في التقرير بأن السعادة لا تتعلق بالغنى والمال[9]، وهو ما يبدو مستغربا في مجتمع براغماتي قام في تأسيسه على أكثر أشكال الرأسمالية تطرفا. الأمر الذي دفع المجلة ذاتها فيما بعد لتقصي ظاهرة عودة الدين للانتشار في الولايات المتحدة[10]، لتدور التساؤلات من جديد حول السعي اللاهث للأمريكيين في البحث عن السعادة، عبر وصفات التأمل العابرة، والتي تؤخذ كجرعات لعلاج النفوس المتعبة.
أما التساؤل الذي لم يتجرأ أحدهم على طرحه فهو: ماذا عن العلاج المتكامل الذي يفي بحاجات كل من الروح والجسد والمجتمع عامة في تناسق تام ويهدي الإنسان إلى طريق السعادة الحقيقية في هذه الحياة، ثم يضمن له السعادة الأبدية في ما بعدها؟
هذا هو السؤال الذي ما زال الإنسان مصرّاً على التفلسف حوله، وبعيدا عن مصدره الأصيل. قال تعالى: "يا حسرة على العباد، ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون" [يس: 30].
-----------------------------------------------------
[1] ابن الجوزي، تلبيس إبليس، السطور الأخيرة من الكتاب.
[2] الإمام الغزالي، الاقتصاد في الاعتقاد، دار غار حراء، دمشق، ص 9- 13، بتصرف.
[3] هذا التصنيف مأخوذ بتصرف عن كتاب منهج الحضارة الإسلامية في القرآن الكريم للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، فيرجى الرجوع إليه للاستزادة.
[4] يرى جمهور العلماء أن الإنسان مكرم حتى على الملائكة، انظر شرح العقائد النسفية ص 501
[5] قد يظن القارئ لفكر الوجودية للوهلة الأولى أنها كرّمت الإنسان بجعله محور الوجود، وبقصرها للحقيقة على الإنسان وحده، بل على الفرد بحد ذاته، ولكني أرى أن تطرف هذا الفكر عند سارتر وأتباعه قد أدى إلى النقيض، وذلك بانطلاق سارتر في فلسفته من منح الفرد حريته المطلقة، مما أدى به إلى الاعتراف بأن الوجود الإنساني ليس إلا مأساة، وأن حياته مجرد عبث تتصارع فيه الظروف القاسية مع الحرية التي لا تعترف بالقيود مما يؤدي إلى الصراع النفسي الذي عايشه كل الفلاسفة الوجوديين الأحرار وفاضت به آدابهم من أمثال سيمون دوبوفوار وأندريه جيد وفرانسواز ساغان، ولعل كتاب (الغثيان) لسارتر يغني عن الشرح.
[6] هذه المقولة للتابعي الجليل سفيان الثوري.
[7] الجاحظ، البيان والتبيين، 2/45
[8] لمزيد من التفصيل حول هذا الموضوع، انظر كتاب: منهج تربوي فريد في القرآن، د. محمد سعيد رمضان البوطي، مكتبة الفارابي، ط1، ص 61 وما بعدها.
[9] نيوزويك، الطبعة العربية، 3/8/2004 ، ص 58
[10] نيوزويك، الطبعة العربية، 6/9/2005
قواعد في السعادة (http://quran.maktoob.com/vb/search.php?do=process&query=قواعد في السعادة&mfs_type=forum&utm_source=related-search-quran&utm_medium=related-search-links&utm_campaign=quran-related-search&highlight=)
1. اعلمْ أنك إذا لم تعِشْ في حدودِ يومِك تشتَّت ذهنُك ، واضطربتْ عليك أمورُك ، وكثرتْ همومُك وغمومُك ، وهذا معنى : (( إذا أصبحت فلا تنتظرِ المساء ، وإذا أمسيت فلا تنتظرِ الصباح )) .
2. انْس الماضي بما فيه ، فالاهتمامُ بما مضى وانتهى حُمْقٌ وجنونٌ .
3. لا تشتغلْ بالمستقبلِ ، فهو في عالمِ الغيبِ ، ودعِ التفكرَ فيه حتى يأتي .
4. لا تهتزَّ من النقدِ ، واثبتْ ، واعلمْ أنَّ النقد يساوي قيمَتَكَ .
5. الإيمانُ باللهِ ، والعملُ الصالحُ هو الحياةُ الطيبةُ السعيدةُ .
6. من أراد الاطمئنان والهدوء والراحةَ ، فعليه بذكرِ اللهِ تعالى .
7. على العبدِ أن يعلم أنَّ شيءٍ بقضاء وقدرٍ .
8. لا تنتظرْ شكراً من أحدٍ .
9. وطَِنْ نفسك على تلقِّي أسوأ الفروضِ .
10. لعلَّ فيما حصل خيراً لك .
11. كلُّ قضاءٍ للمسلمِ خيرٌ له .
12. فكِّرْ في النعمِ واشكرْ .
13. أنت بما عندك فوق كثيرٍ من الناسِ .
14. من ساعةٍ إلى ساعةٍ فَرَجٌ .
15. بالبلاءِ يُسْتَخْرَجُ الدعاءُ .
16. المصائبُ مراهمُ للبصائرِ وقوَّةٌ للقلبِ .
17. إنَّ مع العُسْرِ يُسْراً .
18. لا تقضِ عليك التوافِهُ .
19. إن رَّبك واسعُ المغفرةِ .
20. لا تغضبْ ، لا تغضبْ ، لا تغضبْ .
21. الحياةُ خبزٌ وماءٌ وظلٌّ ، فلا تكترثْ بغير ذلك .
22. ﴿ وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾ .
23. أكثر ما يٌخافْ لا يكونُ .
24. لك في المصابين أُسوةٌ .
25. إنَّ الله إذا أحبَّ قوماً ابتلاهُمْ .
26. كَرِّرْ أدعيةَ الكَرْبِ .
27. عليك بالعملِ الجادِّ المثمرِ ، واهجرِ الفراغ .
28. اتركِ الأراجيف ، ولا تصدقْ الشائعاتِ .
29. حقدُكَ وحرصُك على الانتقامِ يضُرُّ بصِحَّتِكَ أكثر مما يَضُرُّ الخصّمُ .
30. كلُّ ما يصيبك فهو كفَّارةٌ للذنوبِ .
من أعظم النعم سرور القلب، واستقراره وهدوءه، فإن في سروره ثبات الذهن وجودة الإنتاج وابتهاج النفس، وقالوا إن السرور فن يدرس، فمن عرف كيف يجلبه ويحصل عليه، ويحظى به استفاد من مباهج الحياة ومسار العيش، والنعم التي من بين يديه ومن خلفه.
والأصل الأصيل في طلب السرور قوة الاحتمال، فلا يهتز من الزوابع ولا يتحرك للحوادث، ولا ينزعج للتوافه. وبحسب قوة القلب وصفائه، تشرق النفس.
إن خور الطبيعة وضعف المقاومة وجزع النفس، رواحل للهموم والغموم والأحزان، فمن عود نفسه التصبر والتجلد هانت عليه المزعجات، وخفت عليه الأزمات.
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا *** فأهون ما تمر به الوحول
ومن أعداء السرور ضيق الأفق، وضحالة النظرة، والاهتمام بالنفس فحسب، ونسيان العالم وما فيه، والله قد وصف أعداءه بأنهم (أهمتهم أنفسهم)، فكأن هؤلاء القاصرين يرون الكون في داخلهم، فلا يفكرون في غيرهم، ولا يعيشون لسواهم، ولا يهتمون للآخرين. إن علي وعليك أن نتشاغل عن أنفسنا أحيانا، ونبتعد عن ذواتنا أزمانا لننسى جراحنا وغمومنا وأحزاننا، فنكسب أمرين: إسعاد أنفسنا، وإسعاد الآخرين.
من الأصول في فن السرور: أن تلجم تفكيرك وتعصمه، فلا يتفلت ولا يهرب ولا يطيش، فإنك إن تركت تفكيرك وشأنه جمح وطفح، وأعاد عليك ملف الأحزان وقرأ عليك كتاب المآسي منذ ولدتك أمك. إن التفكير إذا شرد أعاد لك الماضي الجريح والمستقبل المخيف، فزلزل أركانك وهز كيانك وأحرق مشاعرك، فاخطمه بخطام التوجه الجاد المركز على العمل المثمر المفيد، {وتوكل على الحي الذي لا يموت}.
ومن الأصول أيضا في دراسة السرور: أن تعطي الحياة قيمتها، وأن تنزلها منزلتها، فهي لهو، ولا تستحق منك إلا الإعراض والصدود، لأنها أم الهجر ومرضعة الفجائع، وجالبة الكوارث، فمن هذه صفتها كيف يهتم بها، ويحزن على ما فات منها. صفوها كدر، وبرقها خلب، ومواعيدها سراب بقيعة، مولودها مفقود، وسيدها محسود، ومنعمها مهدد، وعاشقها مقتول بسيف غدرها.
أبني أبينا نحن أهل منازل *** أبدا غراب البين فيها ينعق
نبكي على الدنيا وما من معشر *** جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا
أين الجبابرة الأكاسرة الألى *** كنزوا الكنوز فلا بقين ولا بقوا
من كل من ضاق الفضاء بعيشه *** حتى ثوى فحواه لحد ضيق
خرس إذا نودوا كأن لم يعلموا *** أن الكلام لهم حلال مطلق
وفي الحديث: (إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم) وفي فن الآداب: وإنما السرور باصطناعه واجتلاب بسمته، واقتناص أسبابه، وتكلف بوادره، حتى يكون طبعا.
إن الحياة الدنيا لا تستحق منا إعادتها العبوس والتذمر والتبرم.
حكم المنية في البرية جاري *** ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا ترى الإنسان فيها مخبرا *** ألفيتة خبرا من الأخبار
طبعت على كدر، وأنت تريدها *** صفوا من الأقذار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما *** تبني الرجاء على شفير هاو
والعيش نوم والمنية يقظة *** والمرء بينهما خيال ساري
فاقضوا مآربكم عجالا إنما *** أعماركم سفر من الأسفار
وتركضوا خيل الشباب وبادروا *** أن تسترد فإنهن عوار
ليس الزمان وإن حرصت مسالما *** طبع الزمان عداوة الأحرار
والحقيقة التي لا ريب فيها أنك لا تستطيع أن تنزع من حياتك كل آثار الحزن، لأن الحياة خلقت هكذا .
ابو ضاري
09-11-2009, 16:11
اشكر جميع الاخوان
واشكر اختنا شام على هذا المجهود الكبير في هذه المضايف
الله يكتب اجركم
ابو ضاري
09-11-2009, 16:30
صيغ الاستغفار:
- سيد الاستغفار وهو أفضلها، وهو أن يقول العبد:
(اللهم أنت ربي لا إله الا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت،أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي،فإنه لايغفر الذنوب إلا أنت).
( - أستغفر الله.)
- رب اغفر لي. )
(اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلاأنت).
(رب اغفرلي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور، أو التواب الرحيم).
(- اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلاالله، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفورالرحيم).
أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه).
اشكر جميع الاخوان
واشكر اختنا شام على هذا المجهود الكبير في هذه المضايف
الله يكتب اجركم
واياك قديري
جزاك الباري خيراً وحفظك وتقبل منك صالح الأعمال..
أقوال في فضل الكتاب
وقال أبو عبيدة : قال المهلب لبنيه في وصيته : يا بني ، لا تقوموا في الأسواق إلا على زراد
أو وراق .
و قال أخر: قرأت على شيخ شامي كتابا فيه من مآثر غطفان ، فقال : ذهبت المكارم إلا من
الكتب . وسمعت الحسن اللؤلؤي يقول: غبرت أربعين عاما ما قلت ولا بت ولا اتكأت ، إلا
والكتاب موضوع على صدري .
وقال ابن الجهم : إذا غشيني النعاس في غير وقت نوم . وبئس الشيء النوم الفاضل عن
الحاجة . تناولت كتابا من كتب الحكم ، فأجد اهتزازي للفوائد ، والأريحية التي تعتريني عند الظفر
ببعض الحاجة ، والذي يغشى قلبي من سرور الاستبانة ، وعز التبين أشد إيقاظا من نهيق الحمير ،
وهدة الهدم .
وقال ابن الجهم : إذا استحسنت الكتاب واستجدته ، ورجوت منه الفائدة ، ورأيت ذلك فيه ، فلو
تراني وأنا ساعة بعد ساعة أنظر كم بقي من ورقة مخافة استنفاده ، وانقطاع المادة من قلبه ، وإن
كان المصحف عظيم الحجم كثير الورق كثير العدد فقد تم عيشي وكمل سروري .
وذكر العتبي كتابا لبعض القدماء فقال : لولا طوله وكثرة ورقه لنسخته . فقال ابن الجهم :
لكني ما رغبني فيه إلا الذي زهدك فيه ، وما قرأت قط كتابا كبيرا فأخلاني من فائدة ، وما أحصي كم
قرأت من صغار الكتب فخرجت منها كما دخلت ! .
وأجل الكتب وأشرفها وأرفعها : ?
كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين
الايمان يذهب الهموم ويزيل الغموم وهو قرة عين الموحدين وسلوة العابدين
- ما مضى فات وما ذهب مات فلا تفكر فيما مضى فقد ذهب وانقضى
- ارض بالقضاء المحتوم والرزق المقسوم كل شئ بقدر فدع الضجر
- ألا بذكر الله تطمئن القلوب وتحط الذنوب وبه يرضى علام الغيوب وبه تفرج الكروب
- لا تنتظر شكراً من أحد ويكفي ثواب الصمد وما عليك ممن جحد وحقد وحسد
- إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وعش في حدود اليوم وأجمع همك لاصلاح يومك
- اترك المستقبل حتى يأتي ولا تهتم بالغد لأنك إذا أصلحت يومك صلح غدك
- طهّر قلبك من الحسد ونقّه من الحقد وأخرج منه البغضاء وأزل الشحناء
- اعتزل الناس إلا من خيّر وكن جليس بيتك وأقبل على شأنك وقللّ من المخالطة
- الكتاب أحسن الأصحاب فسامر الكتب وصاحب العلم ورافق المعرفة
- الكون بني على النظام فعليك بالترتيب في ملبسك وبيتك ومكتبك وواجبك
- اخرج إلى الفضاء وطالع الحدائق الغنّاء وتفرّج في خلق الباري وإبداع الخالق
- عليك بالمشي والرياضة واجتنب الكسل والخمول واهجر الفراغ والبطالة
- اقرأ التاريخ وتفكر في عجائبه وتدبّر غرائبه واستمتع بقصصه وأخباره
- جدّد حياتك ونوّع أساليب معيشتك وغيّر من الروتين الذي تعيشه
- اهجر المنبهات والاكثار منها كالشاي والقهوه واحذر التدخين والشيشة وغيرها
- اعتن بنظافة ثوبك وحسن رائحتك وترتيب مظهرك مع السواك والطيب
- لا تقرأ بعض الكتب التي تربي التشاؤم والإحباط واليأس والقنوط
- تذكر أن ربك واسع المغفرة يقبل التوبة ويعفو عن عباده ويبدل السيئات حسنات
- اشكر ربك على نعمة الدين والعقل والعافيه والستر والسمع والبصر والرزق والذرية وغيرها
- ألا تعلم أن في الناس من فقد عقله أو صحته أو هو محبوس أو مشلول أو مبتلى ؟!
- عش مع القرآن حفظاً وتلاوة وسماعاً وتدبّراً فانه من أعظم العلاج لطرد الحزن والهم
- توكل على الله وفوّض الامر إليه وارض بحكمه والجأ إليه واعتمد عليه فهو حسبك وكافيك
- اعف عمن ظلمك وصل من قطعك وأعط من حرمك واحلم على من أساء إليك تجد السرور والأمن
- كرر (لا حول ولا قوة الا بالله ) فانها تشرح البال وتصلح الحال وتحمل بها الأثقال وترضي ذا الجلال
- اكثر من الاستغفار فمعه الرزق والفرج والذرية والعلم النافع والتيسير وحط الخطايا
- اقنع بصورتك وموهبتك ودخلك وأهلك وبيتك تجد الراحة والسعادة
- اعلم أن مع العسر يسرا وأن الفرج مع الكرب وأنه يدوم الحال وأن الأيام دول
- تفاءل ولا تقنط ولا تيأس واحسن الظن بربك وانتظر منه كل خير وجميل
من كتاب حتى تكون اسعد الناس (http://majdah.maktoob.com/vb/search.php?do=process&query=حتى تكون اسعد الناس&mfs_type=forum&utm_source=related-search-majdah&utm_medium=related-search-links&utm_campaign=majdah-related-search&highlight=) للدكتور عائض القرني
ابو ضاري
10-11-2009, 16:45
اجعل لسانك رطبا بذكر الله
الحجب العشرة بين العبد وربه:
1- الحجاب الأول: الجهل بالله:
ألّا تعرفه.. فمن عرف الله أحبه.. وما عرفه من لم يحبه.. وما أحب قط من لم يعرفه.. لذلك كان أهل السنة فعلا طلبة العلم حقا هو أولياء الله الذين يحبهم ويحبونه.. لأنك كلما عرفت الله أكثر أحببته أكثر..
قال شعيب خطيب الأنبياء لقومه: http://kalemat.org/gfx/braket_r.gif واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود http://kalemat.org/gfx/braket_l.gif [هود:90].
وقال ربك جلّ جلاله: http://kalemat.org/gfx/braket_r.gif إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّا http://kalemat.org/gfx/braket_l.gif [مريم:96].
إن أغلظ الحجب هو الجهل بالله وإلا تعرفه.. فالمرء عدو ما يجهل..
إن الذين لا يعرفون الله يعصونه.
من لا يعرفون الله يكرهونه.
من لا يعرفون الله يعبدون الشيطان من دونه.
ولذلك كان نداء الله بالعلم أولاً: http://kalemat.org/gfx/braket_r.gif فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات http://kalemat.org/gfx/braket_l.gif [محمد:19].
فالدواء أن تعرف الله حق المعرفة.. فإذا عرفته معرفة حقيقية فعند ذلك تعيش حقيقة التوبة.
2- الحجاب الثاني: البدعة:
فمن ابتدع حجب عن الله ببدعته.. فتكون بدعته حجابا بينه وبين الله حتى يتخلص منها.. قال http://kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد } [متفق عليه].
والعمل الصالح له شرطان:
الإخلاص: أن يكون لوجه الله وحده لا شريك له. والمتابعة: أن يكون على سنة النبي http://kalemat.org/gfx/article_salla.gif.
ودون هذين الشرطين لا يسمى صالحاً.. فلا يصعد إلى الله.. لأنه إنما يصعد إليه العمل الطيب الصالح.. فتكون البدعة حجاباً تمنع وصول العمل إلى الله.. وبالتالي تمنع وصول العبد.. فتكون حجاباً بين العبد وبين الرب.. لأن المبتدع إنما عبد على هواه.. لا على مراد مولاه.. فهوا حجاب بينه وبين الله.. من خلال ما ابتدع مما لم يشرّع الله.. فالعامل للصالحات يمهد لنفسه.. أما المبتدع فإنه شرّ من العاصي.
3- الحجاب الثالث: الكبائر الباطنة:
وهي كثيرة كالخيلاء.. والفخر.. والكبر.. والغرور.. هذه الكبائر الباطنة أكبر من الكبائر الظاهرة.. أعظم من الزنا وشرب الخمر والسرقة.. هذه الكبائر الباطنة إذا وقعت في القلب.. كانت حجاباً بين قلب العبد وبين الرب.
ذلك أن الطريق إلى الله إنما تقطع بالقلوب.. ولا تقطع بالأقدام.. والمعاصي القلبة قطاع الطريق.
يقول ابن القيّم: ( وقد تستولي النفس على العمل الصالح.. فتصيره جنداً لها.. فتصول به وتطغى.. فترى العبد: أطوع ما يكون.. أزهد ما يكون.. وهو عن الله أبعد ما يكون.. ) فتأمل..!!
4- الحجاب الرابع: حجاب أهل الكبائر الظاهرة:
كالسرقة.. وشرب الخمر.. وسائر الكبائر..
إخوتاه.. يجب أن نفقه في هذا المقام.. أنه لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار.. والإصرار هو الثبات على المخالفة.. والعزم على المعاودة.. وقد تكون هناك معصية صغيرة فتكبر بعدة أشياء وهي ستة:
(1) بالإصرار والمواظبة:
مثاله: رجل ينظر إلى النساء.. والعين تزني وزناها النظر.. لكن زنا النظر أصغر من زنا الفرج.. ولكن مع الإصرار والمواظبة.. تصبح كبيرة.. إنه مصر على ألا يغض بصره.. وأن يواظب على إطلاق بصره في المحرمات.. فلا صغيرة مع الإصرار..
(2) استصغار الذنب:
مثاله: تقول لأحد المدخنين: اتق الله.. التدخين حرام.. ولقد كبر سنك.. يعني قد صارت فيك عدة آفات: أولها: أنه قد دب الشيب في رأسك. ثانياً: أنك ذو لحية. ثالثاً: أنك فقير.
فهذه كلها يجب أن تردعك عن التدخين.. فقال: هذه معصية صغيرة.
(3) السرور بالذنب:
فتجد الواحد منهم يقع في المعصية.. ويسعد بذلك.. أو يتظاهر بالسعادة.. وهذا السرور بالذنب أكبر من الذنب.. فتراه فرحاً بسوء صنيعه.. كيف سب هذا؟؟.. وسفك دم هذا؟.. مع أن { سباب المسلم فسوق وقتاله كفر }.
أو أن يفرح بغواية فتاة شريفة.. وكيف استطاع أن يشهر بها.. مع أن الله يقول: http://kalemat.org/gfx/braket_r.gif إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم http://kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النور:19].
انتبه.. سرورك بالذنب أعظم من الذنب.
(4) أن يتهاون بستر الله عليه:
قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: ( يا صاحب الذنب لا تأمن سوء عاقبته.. ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته.. قلة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال ـ وأنت على الذنب ـ أعظم من الذنب.. وضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب.. وفرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب.. وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك ـ وأنت على الذنب ـ ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب ).
(5) المجاهرة:
أن يبيت الرجل يعصي.. والله يستره.. فيحدث بالذنب.. فيهتك ستر الله عليه.. يجيء في اليوم التالي ليحدث بما عصى وما عمل!!.. فالله ستره.. وهو يهتك ستر الله عليه.
قال http://kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { كل أمتي معافى إلا المجاهرون.. وإن المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا. وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عليه }.
(6) أن يكون رأساً يقتدى به:
فهذا مدير مصنع.. أو مدير مدرسة أو كلية.. أو شخصية مشهورة.. ثم يبدأ في التدخين.. فيبدأ باقي المجموعة في التدخين مثله.. ثم بعدها يبدأ في تدخين المخدرات.. فيبدأ الآخرون يحذون حذوه.
هكذا فتاة قد تبدأ لبس البنطلون الضيق يتحول بعدها الموضوع إلى اتجاه عام.
وهكذا يكون الحال إذا كنت ممن يُقتدى بك.. فينطبق عليك الحديث القائل: { من سنّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء } [مسلم].
5- الحجاب الخامس: حجاب أهل الصغائر:
إن الصغائر تعظم.. وكم من صغيرة أدت بصاحبها إلى سوء الخاتمة.. والعياذ بالله.
فالمؤمن هو المعظم لجنايته يرى ذنبه ـ مهما صغر ـ كبيراً لأنه يراقب الله.. كما أنه لا يحقرن من المعروف شيئاً لأنه يرى فيه منّه وفضله.. فيظل بين هاتين المنزلتين حتى ينخلع من قلبه استصغار الذنب واحتقار الطاعة.. فيقبل على ربّه الغفور الرحيم التواب المنان المنعم فيتوب إليه فينقشع عنه هذا الحجاب.
6- الحجاب السادس: حجاب الشرك:
وهذا من أعظم الحجب وأغلظها إكثفا.. وقطعه وإزالته بتجريد التوحيد.. وإنما المعنى الأصلي الحقيقي للشرك هو تعلق القلب بغير الله تعالى.. سوء في العبادة.. أو في المحبة.. سواء في المعاني القلبية.. أو في الأعمال الظاهرة. والشرك بغيض إلى الله تعالى فليس ثمة شيء أبغض إلى الله تعالى من الشرك والمشركين.
والشرك أنواع.. ومن أخطر أنواع الشرك: الشرك الخفي وذلك لخفائه وخطورته حتى يقول الله عن صاحبه: http://kalemat.org/gfx/braket_r.gif ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون * ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين * انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون http://kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأنعام:22-24].
فجاهد أخي في تجريد التوحيد.. سل الله العافية من الشرك.. واستعذ بالله من { اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه }.
هنا يزول الحجاب.. مع الاستعاذة.. والإخلاص.. وصدق اللجأ الى الله.
7- الحجاب السابع: حجاب أهل الفضلات والتوسع في المباحات:
قد يكون حجاب أحدنا بينه وبين الله بطنه.. فإن الأكل حلال.. والشرب حلال.. لكن النبي http://kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { وما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن } [الترمذي] فإن المعدة إذا امتلأت.. نامت الفكرة.. وقعدت الجوارح عن الخدمة.. إن الحجاب قد يكون بين العبد وبين الله ملابسه.. قد يعشق المظاهر.. وقد قال http://kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { تعس عبد الدرهم وعبد الخميصة } [البخاري]. فسماه عبداً لهذا فهي حجاب بينه وبين ربه.. تقول له: قصّر ثوبك قليلاً.. حيث قال الرسول http://kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار } [البخاري]. يقول: أنا أخجل من لبس القميص القصير.. ولماذا أصنع ذلك؟ هل تراني لا أجد قوت يومي؟!
فالمقصود أن هذه الأعراف.. والعادات.. والفضلات.. والمباحات.. قد تكون حجاباً بين العبد وبين ربه.. وقد تكون كثرة النوم حجاباً بين العبد وبين الله.. قد يكون الزواج وتعلق القلب به حجاب بين العبد وبين الله.. وهكذا الاهتمام بالمباحات.. والمبالغة في ذلك.. وشغل القلب الدائم بها.. قد يكون حجاباً غليظاً يقطعه عن الله.
نسأل الله عز وجل ألا يجعل بيننا وبينه حجاباً..
8- الحجاب الثامن: حجاب أهل الغفلة عن الله:
والغفلة تستحكم في القلب حين يفارق محبوبه جل وعلا.. فيتبع المرء هواه.. ويوالي الشيطان.. وينسى الله.. قال تعالى: http://kalemat.org/gfx/braket_r.gif ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا http://kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الكهف:28].. ولا ينكشف حجاب الغفلة عنه إلا بالانزعاج الناشئ عن انبعاث ثلاثة أنوار في القلب..
1) نور ملاحظة نعمة الله تعالى في السر والعلن.. حتى يغمر القلب محبته جلّ جلاله. فإن القلوب فطرت على حب من أحسن إليها.
2) نور مطالعة جناية النفس.. حتى يوقن بحقارتها.. وتسببها في هلاكه.. فيعرف نفسه بالازدراء والنقص.. ويعرف ربه بصفات الجمال والكمال.. فيبذل لله.. ويحمل على نفسه في عبادة الله.. لشكره وطلب رضاه.
3) نور الانتباه لمعرفة الزيادة والنقصان من الأيام.. فيدرك أن عمره رأس ماله. فيشمّر عن ساعد الجدّ حتى يتدارك ما فاته في يقسة عمره.
فيظل ملاحظا لذلك كله.. فينزعج القلب.. ويورثه ذلك يقظة تصيح بقلبه الراقد الوسنان.. فيهب لطاعة الله.. سبحانه وتعالى.. فينكشف هذا الحجاب.. ويدخل نور الله قلب العبد.. فيستضيء.
9- الحجاب التاسع: حجاب اهل العادات والتقاليد والأعراف:
إن هناك أناسا عبيد للعبادة.. تقول له: لم تدخن؟!!.. يقول لك: عادة سيئة.. أنا لا أستمتع بالسيجارة.. ولا ضرورة عندي إليها.. وإنما عندما أغضب فإني أشعل السيجارة.. وبعد قليل أجد أني قد استرحت.
ولما صار عبد السيجارة.. فصارت حجابا بينه وبين الله.. ولذلك أول سبيل للوصول الى الله خلع العادات.. ألا تصير لك عادة.. فالإنسان عدو عادته فلكي تصل الى الله، فلا بد أن تصير حرا من العبودية لغير الله. قال شيخ الإسلام ابن تيمية:" ولا تصح عبوديته ما دام لغير الله فيه بقية".. فلا بد أن تصير خالصا لله حتى يقبلك.
10- الحجاب العاشر: حجاب المجتهدين المنصرفين عن السير الى المقصود:
هذا حجاب الملتزمين.. أن يرى المرء عمله.. فيكون عمله حجابا بينه وبين الله.. فمن الواجب ألا يرى عمله.. وإنما يسير بين مطلعة المنّة.. ومشاهدة عيب النفس والعمل.. يطاع منّة الله وفضله عليه أن وفقه وأعانه.. ويبحث في عمله.. وكيف أنه لم يؤده على الوجه المطلوب.. بل شابه من الآفات ما يمنع قبوله عند الله.. فيجتهد في السير.. وإلا تعلق القلب بالعمل.. ورضاه عنه.. وانشغاله به عن المعبود.. حجاب.. فإن رضا العيد بطاعته.. دليل على حسن ظنه بنفسه.. وجهله بحقيقة العبودية.. وعدم علمه بما يستحقه الرب جلّ جلاله.. ويليق أن يعمل به.. وحاصل ذلك أن جهله بنفسه وصفاتها وآفاتها.. وعيوب عمله.. وجهله بربه وحقوقه.. وما ينبغي أن يعامل به.. يتولد منها رضاه بطاعته.. وإحسان ظنه بها.. ويتولد من ذلك من العجب والكبر والآفات.. ما هو أكبر من الكبائر الظاهرة.. فالرضا بالطاعة من رعونات النفس وحماقتها..
ولله درّ من قال: متى رضيت نفسك وعملك لله فاعلم أنه غير راض به.. ومن عرف أن نفسه مأوى كل عيب وشر.. وعمله عرضة لكل آفة ونقص.. كيف يرضى الله نفسه وعمله؟!
وكلما عظم الله في قلبك.. صغرت نفسك عندك.. وتضاءلت القيمة التي تبذلها في تحصيل رضاه.. وكلما شهدت حقيقة الربوبية. وحقيقة العبودية.. وعرفت الله.. وعرفت النفس.. تبين لك أن ما معك من البضاعة.. لا يصلح للملك الحق.. ولو جئت بعمل الثقلين خشيت عاقبته.. وإنما يقبله بكرمه وجوده وتفضله.. ويثيبك عليه بكرمه وجوده وتفضله.
فحينها تتبرأ من الحول والقوة.. وتفهم أن لا حول ولا قوة إلا بالله.. فينقشع هذا الحجاب.
هذه هي الحجب العشرة بين العبد وبين الله.. كل حجاب منها أكبر وأشد كثافة من الذي قبله. أرأيت يا عبدالله كم حجاب يفصلك اليوم عن ربك سبحانه وتعالى؟!.. قل لي بربك: كيف يمكنك الخلاص منها؟!
فاصدق الله.. واصدق في اللجأ إليه.. لكي يزيل الحجب بينك وبينه.. فإنه لا ينسف هذه الحجب إلا الله.. يقول ابن القيّم: ( فهذه عشرة حجب بين القلب وبين الله سبحانه وتعالى.. تحول بينه وبين السير إلى الله.. وهذه الحجب تنشأ عن أربعة عناصر.. أربعة مسميات هي: النفس.. الشيطان.. الدنيا.. الهوى.. ).
فلا يمكن كشف هذه الحجب مع بقاء أصولها وعناصرها في القلب البتة.. لا بد من نزع تلك الأربعة لكي تنزع الحجب التي بينك وبين الله.
نسأل الله أن يوفقنا للإخلاص في القول والعمل وأن يتقبل أعمالنا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
1- ذكرت الصلاة خمس مرات في القرآن .. والفروض اليومية خمس فروض
2- ذكرت الشهور 12 مرة في القرآن .. والسنة 12 شهر ..
3- ذكر اليوم 365 مرة في القرآن .. وعدد أيام السنة 365 يوم ..
القرآن الكريم ينشط الجهاز المناعي ويخفف التوتر
في بحث علمي أجريت تجاربه في أمريكا ..أثبتت دراسة في مؤتمر طبي عقد في القاهرة مؤخراً عن كيفية تنشيط جهاز المناعة بالجسم للتخلص من أخطر الأمراض المستعصية والمزمنة ، أن مستمعي القرآن الكريم تظهر عليهم تغيرات وظيفية تدل على تخفيف درجة التوتر العصبي التلقائي ، وقد أمكن تسجيل ذلك كله بأحدث الأجهزة العلمية وأدقها . يقول الدكتور أحمد القاضي رئيس مجلس إدارة معهد الطب الإسلامي للتعليم والبحوث في أمريكا وأستاذ القلب المصري الذي أشرف على البحث في الولايات المتحدة الأمريكية :
إن ( 79 %) ممن أجريت عليهم البحوث بسماعهم لكلمات القرآن الكريم سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين وسواء كانوا يعرفون العربية أو لا يعرفونها ظهرت عليهم نتائج إيجابية تمثلت في انخفاض درجة التوتر العصبي التي كانوا يعانون منها .
ويضيف القاضي : من المعروف أن التوتر يؤدي إلى نقص مستوى المناعة في الجسم وهذا يظهر عن طريق إفراز بعض المواد داخل الجسم أو ربما حدوث ردود فعل بين الجهاز العصبي والغدد الصماء ، ويتسبب ذلك في إحداث خلل في التوازن الوظيفي الداخلي بالجسم ، ولذلك فإن الأثر القرآني المهديء للتوتر يؤدي إلى تنشيط وظائف المناعة لمقاومة الأمراض والشفاء منها ...
ربنا ما خلقت هذا باطلاُ سبحانك إني كنت من الظالمين. (سورة الأنبياء آية 87)
ابو ضاري
12-11-2009, 09:10
بارك الله فيك على مجهودك الكبير بالمضايف
بارك الله فيك على مجهودك الكبير بالمضايف
سلمك الباري
مشرفنا الكريم ابوضاري
للتشجيع الجميل
و الشكر لك لإتاحة المجال لنشر مايفيد ديننا وعقيدتنا
دمت بحفظ الرحمن
ابو ضاري
13-11-2009, 08:15
من ثمار الاستغفار
هل تريد راحة البال. وانشراح الصدر وسكينة النفس وطمأنينة القلب والمتاع الحسن ؟ عليك بالاستغفار: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً} [هود: 3].
هل تريد قوة الجسم وصحة البدن والسلامة من العاهات والآفات والأمراض والاوصاب ؟ عليك بالاستغفار:{اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} [هود: 52].
هل تريد دفع الكوارث والسلامة من الحوادث والأمن من الفتن والمحن ؟ عليكم بالاستغفار: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [لأنفال:33].
هل تريد الغيث المدرار والذرية الطيبة والولد الصالح والمال الحلال والرزق الواسع ؟ عليكم بالاستغفار: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً} [نوح :10ـ12].
هل تريد تكفير السيئات وزيادة الحسنات ورفع الدرجات ؟ عليكم بالاستغفار: {وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 58].
الاستغفار هو دواؤك الناجح وعلاجك الناجح من الذنوب والخطايا، لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستغفار دائماً وأبداً بقوله: (يا أيها الناس استغفروا الله وتوبوا إليه فإني استغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة).
والله يرضى عن المستغفر الصادق لأنه يغترف بذنبه ويستقبل ربه فكأنه يقول: يارب أخطأت وأسأت وأذنبت وقصرت في حقك، وتعديت حقوقك، وظلمت نفسي وغلبني شيطاني، وقهرني هواي وغرتني نفسي الأمارة بالسوء، واعتمت على سعت حلمك وكريم عفوك، وعظيم جودك وكبير رحمتك.
فالأن جئت تائباً نادماً مستغفراً، فاصفح عني، وأعف عني، وسامحني، وأقل عثرتي، وأقل زلتي، وأمح خطيئتي، فليس لي رب غيرك، ولا إله سواك.
يـارب إن عظمت ذنوبي كثرة ***** فلقد عـلمت بأن عفوك أعظم
إن كـان لا يرجوك إلا مـحسن ***** فبمن يـلوذ ويستجير المجرم
مــالي إليك وسيلــة إلا الرضا ***** وجميل عــفوك ثم أني مسلم
في الحديث الصحيح : ( من لــزم الاستغفار جــعل الله لـه من كل هم فـرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب ).
ومن اللطائف كان بعض المعاصرين عقيماً لا يولد له وقد عجز الأطباء عن علاجه وبارت الأدوية فيه فسأل أحد العلماء فقال: عليكم بكثرة الاستغفار صباح مساء فإن الله قال عن المستغفرين {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ}[نوح :12]. فأكثر هذا الرجل من الاستغفار وداوم عليهن فرزقه الله الذرية الصالحة.
فيا من مزقه القلق، وأضناه الهم، وعذبه الحزن، عليك بالاستغفار فإنه يقشع سحب الهموم ويزيل غيوم الغموم، وهو البلسم الشافي، والدواء الكافي.
المصائب نعمة
{. . . وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة216
قال شيخ الإسلام :
المصائب نعمة , لأنها مكفرات للذنوب , وتدعو إلى الصبر فيثاب عليها .
وتقتضي الإنابة إلى الله والذل له , والإعراض عن الخلق ,
إلى غير ذلك من المصالح العظيمة .
فنفس البلاء يكفر الله به الذنوب والخطايا . وهذا من أعظم النعم .
فالمصائب رحمة ونعمة في حق عموم الخلق إلا أن يدخل صاحبها بسببها في معاصى أعظم مما كان قبل ذلك فيكون شرا عليه من جهة ماأصابه في دينه ,
فإن من الناس من إذا ابتلي بفقر أو مرض أو وجع حصل له من النفاق والجزع ومرض القلب والكفر الظاهر وترك بعض الواجبات وفعل بعض المحرمات مايوجب له الضرر في دينه , فهذا كانت العافية خيرا له من جهة ماأورثته المصيبة لا من جهة نفس المصيبة ,
كما أن من أوجبت له المصيبة صبرا وطاعة , كانت في حقه نعمة دينية ,
فهي بعينها فعل الرب عز وجل ورحمة للخلق والله تعالى محمود عليها ,
فمن ابتلي فرزق الصبر كان الصبر عليه نعمة في دينه , وحصل له بعد ماكفر من خطاياه رحمة , وحصل له بثنائه على ربه صلاة ربه عليه , قال تعالى : {أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }البقرة157 , وحصل له غفران السيئات ورفع الدرجات , فمن قام بالصبر الواجب حصل له ذلك
الجنة درجات ، وكلٌ بحسب عمله وكسبه
في البخاري عن أبي هريرة مرفوعاً " إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنَّه أوسط الجنة و أعلى الجنة و فوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة.
أخرج الإمام أحمد في مسنده و الترمذي في جامعه وصححه الألباني عن معاذ بن جبل أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ذر الناس يعملون فإن الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء و الأرض و الفردوس أعلاها درجة و أوسطها و فوقها عرش الرحمن و منها تفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس
الطيبون قناديل قليلة لكن نورهم يضىء الكون بأكمله
ـ بعض الناس يجعلون حياتك سعيدة .. فقط بتواجدهم فيها ـ
ابو ضاري
16-11-2009, 10:17
ن الصغائر تعظم.. وكم من صغيرة أدت بصاحبها إلى سوء الخاتمة.. والعياذ بالله.
فالمؤمن هو المعظم لجنايته يرى ذنبه ـ مهما صغر ـ كبيراً لأنه يراقب الله.. كما أنه لا يحقرن من المعروف شيئاً لأنه يرى فيه منّه وفضله.. فيظل بين هاتين المنزلتين حتى ينخلع من قلبه استصغار الذنب واحتقار الطاعة.. فيقبل على ربّه الغفور الرحيم التواب المنان المنعم فيتوب إليه فينقشع عنه هذا الحجاب
ن الصغائر تعظم.. وكم من صغيرة أدت بصاحبها إلى سوء الخاتمة.. والعياذ بالله.
فالمؤمن هو المعظم لجنايته يرى ذنبه ـ مهما صغر ـ كبيراً لأنه يراقب الله.. كما أنه لا يحقرن من المعروف شيئاً لأنه يرى فيه منّه وفضله.. فيظل بين هاتين المنزلتين حتى ينخلع من قلبه استصغار الذنب واحتقار الطاعة.. فيقبل على ربّه الغفور الرحيم التواب المنان المنعم فيتوب إليه فينقشع عنه هذا الحجاب
جزاك الله خير الجزاء لنثر هذه الدرر
دمت بحفظ الرحمن فاضلي
المريض يرى سعادته في الشفاء
و المديون يرى سعادته في قضاء دينه
و صاحب الضيق يرى سعادته في إيجاد مخرج
و الفقير يرى سعادته في الغنى
السعادة شعور داخلي يحسه الإنسان بين جوانبه يتمثل في سكينة النفس ، وطمأنينة القلب ، وانشراح الصدر ، وراحة الضمير والبال نتيجة لاستقامة السلوك الظاهر والباطن – المدفوع بقوة الإيمان .
الشواهد على ذلك من الكتاب والسنة :
1/ قال الله تعالى : ((من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة))
2 / وقال تعالى : ((فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقي ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا))
3 / وقال رسول الله ليس الغنى عن كثرة المال ولكن الغني غني النفس )
السعادة ليست في الماديات فقط :
إن السعادة في المنظور الإسلامي ليست قاصرة على الجانب المادي فقط ، وإن كانت الأسباب المادية من عناصر السعادة . ذلك أن الجانب المادي وسيلة وليس غاية في ذاته لذا كان التركيز في تحصيل السعادة على الجانب المعنوي كأثر مترتب على السلوك القويم .
وقد تناولت النصوص الشرعية ما يفيد ذلك ومنها :
أ/ قال الله تعالى: (( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون . ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون ))
ب/ وقال الله تعالى : (( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ))
ج/ وقال : ( من سعادة ابن آدم : المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح )
الإسلام يحقق السعادة الأبدية للإنسان :
لقد جاء الإسلام بنظام شامل فوضع للإنسان من القواعد والنظم ما يرتب له حياته الدنيوية والأخروية وبذلك ضمن للإنسان ما يحقق له جميع مصالحه الدنيوية والأخروية ، فقد جاء الإسلام للحفاظ على المصالح العليا والمتمثلة في الحفاظ على: النفس والعقل والمال والنسل والدين فالسعادة في المنظور الإسلامي تشمل مرحلتين :
1/ السعادة الدنيوية : فقد شرع الإسلام من الأحكام ووضح من الضوابط ما يكفل للإنسان سعادته الدنيوية في حياته الأولى, إلا أنه يؤكد بأن الحياة الدنيا ليست سوي سبيل إلى الآخرة،، وأن الحياة الحقيقية التي يجب أن يسعى لها الإنسان هي حياة الآخرة قال الله تعالى (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة)) وقال تعالى: ((وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا)) وقال تعالى: (( فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل))
2/ السعادة الأخروية : وهذه هي السعادة الدائمة الخالدة ، وهي مرتبة على صلاح المرء في حياته الدنيا قال الله تعالى: (( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون )) وقال تعالى : (( للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين))
الحياة الدنيا ليست جنة في الأرض :
لقد حدد الإسلام وظيفة الإنسان في الأرض بأنه خليفة فيها يسعى لأعمارها وتحقيق خير البشرية ومصالحها التي ارتبطت بالأرض إلا أن هذا الاعمار وتحصيل المصالح تكتنفه كثير من الصعاب ويتطلب من الإنسان بذل الجهد وتحمل المشاق في سبيل ذلك كما أن الحياة ليست مذللة سهلة دائما كما يريدها الإنسان ويتمناها بل هي متقلبة من يسر إلى عسر ومن صحة إلى مرض ومن فقر إلى غنى أو عكس ذلك وهذه إبتلاءات دائمة يتمرس عليها الإنسان في معيشته فيحقق عن طريقها المعاني السامية
التي أمر بها من الصبر وقوة الإرادة والعزم والتوكل والشجاعة والبذل وحسن الخلق وغير ذلك وهذه من أقوى أسباب الطمأنينة والسعادة والرضا قال الله تعالى : (( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )) وقال : ( عجبا لأمر المؤمن فإن أمره كله خير فإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)
من لــزم الاستغفار جــعل الله لـه من كل هم فـرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب
يؤمن المسلم بأن صلاح أمرة وسعادته فى الدنيا والآخرة موقوف على تأديب النفس وتزكيتها وتطهيرها ، وأن شقاءها منوط بفسادها وخبثها
كما يؤمن بأن الإيمان والعمل الصالح هو ماتطهر عليه النفس وتزكو ، وأن المعاصى والذنوب هو ما تفسد به وتخبث
من أجل هذا يعيش المسلم عاملا دائما على تأديب نفسه وتزكيتها ويتبع فى إصلاحها وتهذيبها عدة خطوات
هناك أربع خطوات فى هذا الشأن
(أولا) التوبة
المراد منها التخلى عن سائر الذنوب والمعاصى والندم على كل سالف والعزم على عدم العودة الى الذنب فى مقبل العمر
لقول رسول الله :"إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسىء النهار ،ويبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل حتى تطلع الشمس
من مغربها " 00رواه مسلم والنسائى
(ثانيا) المراقبة:
وهى أن يأخذ المسلم بمراقبة الله تبارك وتعالى ويلزمها إياها فى كل لحظة من لحظات الحياة حتى يتم لها اليقين بأن الله مطلع عليها ، عالم بأسرارها
رقيب على اعمالها ،قائم عليها وعلى كل نفس بما كسبت وبذلك تصبح مستغرقة بملاحظة جلال الله وكماله شاعرة بالإنس فى ذكره
واجده الراحة فى طاعته ، راغبة فى جواره مقبله عليه معرضة عما سواه وهذا معنى إسلام الوجه لله وهو عين مادعا إليه رسول الله فى قوله:
"أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك 00 وهو نفس ما درج عليه السابقون الأولون فبلغوا درجة المقربين
فها عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول لراع :بعنا شاة من هذه الغنم فقال الراعى : إنه مملوك فقال عمر : قل لسيدك أكلها االذئب ،
فقال العبد : أين الله ؟ فبكى عمر وغدا على سيد الراعى فاشتراه منه واعتقه
(ثالثا) المحاسبة:
وهى أنه لما كان المسلم عاملا فى هذه الحياة ليل نهار على مايسعده فى الدار الآخرة ويؤهله لكرامتها ورضوان الله فيها
فهو يخلو بنفسه ساعة من أخر كل يوم يحاسب فيها نفسه على عمل يومه ، فإن رأى نقصا فى الفرائض لامها ووبخها وقام الى إصلاحها
فى الحال فإن كان مما يقضى قضاه وإن كان مما لايقضى أكثر من النوافل ، وإن رأى خسارة بارتكاب المهين استغفر وندم وأناب
وعمل من الخير مابراه مصلحا لما أفسد
(رابعا) المجاهدة :
وهى أن يعلم المسلم أن أعدى أعدائه اليه هى نفسه التى بين جنبيه وأنها بطبعها تميل إلى الشر ، فإذا عرف المسلم
هذا هيأ نفسه للمجاهدة ، فتلك غاية المجاهدة يقول الله تعالى :" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" 0(العنكبوت : 69)
وصلى الله على نبينا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ابو ضاري
19-11-2009, 09:49
إن الصغائر تعظم.. وكم من صغيرة أدت بصاحبها إلى سوء الخاتمة.. والعياذ بالله.
فالمؤمن هو المعظم لجنايته يرى ذنبه ـ مهما صغر ـ كبيراً لأنه يراقب الله.. كما أنه لا يحقرن من المعروف شيئاً لأنه يرى فيه منّه وفضله.. فيظل بين هاتين المنزلتين حتى ينخلع من قلبه استصغار الذنب واحتقار الطاعة.. فيقبل على ربّه الغفور الرحيم التواب المنان المنعم فيتوب إليه فينقشع عنه هذا الحجاب.
* إن أعطاك الله الدين والهدى فاعلم أن الله يحبك
* إن أعطاك الله المشقات والمصاعب والمشاكل فاعلم أن الله يحبك ويريد
سماع صوتك في الدعاء.
* إن أعطاك الله القليل فاعلم إن الله يحبك وأنه سيعطيك الأكثر في الآخرة.
* إن أعطاك الله الرضا فاعلم إن الله يحبك وانه أعطاك أجمل نعمة.
* إن أعطاك الله الصبر فاعلم أن الله يحبك وانك من الفائزين.
* إن أعطاك الله الإخلاص فاعلم أن الله يحبك فكون مخلص له.
* إن أعطاك الله الهم فاعلم أن الله يحبك وينتظر منك الحمد والشكر.
* إن أعطاك الله الحزن فاعلم أن الله يحبك وأنه يختبر إيمانك.
* إن أعطاك الله الفقر فاعلم أن الله يحبك وأعطاك ما هو أغلى من المال.
* إن أعطاك الله لسان وقلب فاعلم أن الله يحبك استخدمهم في الخير والإخلاص.
* إن أعطاك الله الصلاة والصوم و القرآن والقيام فاعلم أن الله يحبك فلا تكن مهملا واعمل بهم
قال الحسن البصري رحمه الله : (( الدنيـا ثلاثـة أيـام : أما الأمس فقد ذهب بما فيه .. وأما غداً فلعلك لا تدركه ..وأمـا اليـوم فـلـك فـاعـمـل فيـه
لكي تدرك قيمة العشر سنوات ....إسأل زوجين انـفـصلا حديـثاً
لكي تدرك قيمة الأربع سنوات ....إسأل شخص مـتخـرج من الجامعة حديثاً
لكي تدرك قيمة السنة ....إسأل طالب فـشـل في الاختبار النهائي
لكي تدرك قيمة الشهر ....إسأل أم وضعت مولدوها قبل موعده
لكي تدرك قيمة الأسبوع ....إسأل محرر في جريدة أسبوعية
لكي تدرك قيمة الساعة ....إسأل عـشاق ينتظرون اللقاء
لكي تدرك قيمة الدقيقة ....إسأل شخص فاته القطار .. الحافلة .. أو الطائرة
لكي تدرك قيمة الثانية ولكي تدرك قيمة الجزء من الثانية....إسأل شخص فاز بميدالية فضية في الأولمبياد وفي الأغلب يكون الفرق بين الذهب والفضة أجزاء قليلة من الثانية
لكي تدرك قيمة الصديق.... إخسر واحد
لكي تدرك قيمة الأخت ....إسأل شخص ليس لديه أخوات الوقت لا ينتظر أحد وكل لحظة تمتلكها هي ثروة وستستغلها أكثر إذا شاركت بها شخص غير عادي
لكي تدرك قيمة الحياة ....إسأل عن إحساس من على فراش الموت
لكي تدرك قيمة ذكر الله.....مت وأنظر ماذا فقدت من عمرك وأنت غافل
تخيل .... أنك واقف يوم القيامة وتحاسب ولست بضامن دخول الجنة
وفجأة ..... تأتيك جبال من الحسنات , لا تدري من أين !!.....
من الاستمرار بقول :-
'ســبـحـان الله وبحمده ســبــحـان الله العظيم'
http://dc03.arabsh.com/i/00151/lmocjtc20pzd.bmp
ابو ضاري
24-11-2009, 01:48
* إن أعطاك الله الصبر فاعلم أن الله يحبك وانك من الفائزين.
* إن أعطاك الله الإخلاص فاعلم أن الله يحبك فكون مخلص له.
أصلُ الأخلاق المذمومة كلِّها: الكِبرُ والمهانة والدَّناءةُ.
وأصلُ الأخلاق المحمودة كلِّها: الخشوعُ وعلوُّ الهمِّة.
فالفخرُ، والبطرُ، والأشرُ، والعُجْبُ، والحسدُ، والبغيُ، والْخُيَلاُء، والظُّلمُ، والقسوةُ، والتجبُّرُ، والإعراضُ، وإباءُ قبول النصيحة، والاستئثارُ، وطلبُ العلو، وحب الجاه والرئاسة، وأن يُحمَد بما لم يفعل، وأمثالُ ذلك؛ كلُّها ناشئةٌ من الكبر.
وأمَّا: الكذبُ، والخِسَّةُ، والخيانةُ، والرِّياءُ، والمكرُ، والخديعةُ، والطمع، والفزعُ، والجُبْنُ، والبخلُ، والعجزُ، والكسلُ، والذُّلُّ لغير الله، واستبدالُ الذي هو أدنى بالذي هو خيرٌ، ونحو ذلك، فإنها من المهانة والدَّناءة وصغر النفس.
وأمَّا الأخلاقُ الفاضلةُ: كالصبر، والشجاعة، والعدل، والمروءة، والعفَّة، والصِّيانة، والجود، والحلم، والعفو، والصَّفح، والاحتمال، والإيثار، وعزَّة النفس عن الدَّناءات، والتواضع، والقناعة، والصِّدق، والإخلاص، والمكافأة على الإحسان بمثله أو أفضلَ، والتغافُل عن زلاَّت الناس، وترك الانشغال بما لا يَعنِيه، وسلامة القلب من تلك الأخلاق المذمومة، ونحو ذلك، فكلُّها ناشئةٌ عن الخشوع وعلوُّ الهمة.
والله سبحانه أخبر عن الأرض بأنَّها تكونُ خاشعةً، ثم يَنِزلُ عليها الماء فتهتزُّ وتربو وتأخذ زينتها وبهجتها، فكذلك المخلوق منها إذا أصابه حظُّه من التوفيق.
وأمَّا النارُ فطبعُها العلوُّ والإفسادُ، ثم تخمُدُ فتصيرُ أحقرَ شيءٍ وأذلَّهُ، وكذلك المخلوقُ منها؛ فهي دائماً بين العلو إذا هاجت واضطربت، وبين الخِسَّة والدَّناءة إذا خَمَدتْ وسكنتْ.
والأخلاقُ المذمومة تابعةٌ للنار والمخلوق منها.
والأخلاقُ الفاضلةُ تابعةٌ للأرض والمخلوق منها؛
فمن عَلتْ همَّتُهُ وخشَعتْ نفسُه اتَّصف بكل خلق جميل.
ومن دَنَتْ همته وطغَتْ نفسه اتَّصف بكلِّ خلق رذيل.
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة ، وأن يجعلك مباركاً أينما كنت ، وأن يجعلك ممن إذا أُعطي شكر ، وإذا ابتُلي صبر ، وإذا أذنب استغفر ، فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة
عنوان السعادة وعنوان الشقاوة
ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى
جعل الله للسعادة والشقاوة عنواناً يُعرفان به؛
فالسعيد الطيب لا يليق به إلا طيب، ولا يأتي إلا طيبا، ولا يصدر منه إلا طيب، ولا يلابس إلا طيبا،
والشقي الخبيث لا يليق به إلا الخبيث، ولا يأتي إلا خبيثا، ولا يصدر منه إلا الخبيث.
فالخبيث يتفجر من قلبه الخبث على لسانه وجوارحه، والطيب يتفجر من قلبه الطيب على لسانه وجوارحه،
فالخبيث يتفجر من قلبه الخبث على لسانه وجوارحه، والطيب يتفجر من قلبه الطيب على لسانه وجوارحه،
وقد يكون في الشخص مادتان فأيهما غلب عليه كان من أهلها، فإن أراد الله به خيراً طهره من المادة الخبيثة قبل الموافاة فيوافيه يوم القيامة مطهراً فلا يحتاج إلى تطهيره بالنار؛ فيطهره منها بما يوفقه له من:
التوبة النصوح
والحسنات الماحية
والمصائب المكفرة
حتى يلقى الله وما عليه خطيئة.
ويمسك عن الآخر مواد التطهير، فيلقاه يوم القيامة بمادة خبيثة ومادة طيبة، وحكمته تعالى تأبى أن يجاوره أحد في داره بخبائثه، فيدخله النار طهرة له وتصفية وسبكا، فإذا خلصت سبيكة إيمانه من الخبث صلح حينئذ لجواره ومساكنة الطيبين من عباده، وإقامة هذا النوع من الناس في النار على حسب سرعة زوال تلك الخبائث منهم وبطئها، فأسرعهم زوالا وتطهيرا أسرعهم خروجاً، وأبطؤهم أبطؤهم خروجا جزاء وفاقا وما ربك بظلام للعبيد.
ولما كان المشرك خبيث العنصر، خبيث الذات، لم تطهر النار خبثه، بل لو خرج منها لعاد خبيثا كما كان، كال*** إذا دخل البحر ثم خرج منه، فلذلك حرم الله تعالى على المشرك الجنة.
ولما كان المؤمن الطيب المطيب مبرءاً من الخبائث، كانت النار حراما عليه إذ ليس فيه ما يقتضي تطهيره بها، فسبحان من بهرت حكمته العقول والألباب، وشهدت فطر عباده وعقولهم بأنه أحكم الحاكمين ورب العالمين لا إله إلا هو.
قمر اللــيل
24-11-2009, 22:05
الاكثار من الحولقه
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
مشكورين اخوي ابو ضاري
واختي شام
واخوي سهو الليل
الله يجزاكم خير
ألا يشرحُ صدركَ ، ويزيلُ همَّك وغمَّك ، ويجلبُ سعادتك قولُ ربِّك جلَّ في علاه : ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ ؟ فخاطَبَهُمْ بـ «يا عبادي» تأليفاً لقلوبِهِمْ ، وتأنيساً لأرواحِهِمْ ، وخصَّ الذين أسرفُوا ، لأنهمُ المكثرون من الذنوبِ والخطايا فكيف بغيرِهم ؟! ونهاهْم عنِ القنوطِ واليأسِ من المغفرةِ وأخبر أنه يغفرُ الذنوب كلَّها لمنْ تاب ، كبيرها وصغيرَها ، دقيقها وجليلَها . ثم وصفَ نفسه بالضمائرِ المؤكدةِ ، و «الـ » التعريفِ التي تقتضي كمال الصفةِ ، فقال : ﴿ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ .
ألا تسعدُ وتفرحُ بقولِهِ جلَّ في علاه : ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ ؟!
وقولِهِ جلَّ في علاه : ﴿ وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً ﴾ ؟!
وقولِهِ : ﴿ إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً ﴾ ؟!
وقولِهِ عزَّ من قائلٍ : ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً ﴾ ؟!
وقولِهِ تعالى : ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ ؟!
ولما قَتَلَ موسى عليه السلامُ نفساً قال : ﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ﴾.
وقال عن داودَ بعدما تاب وأناب : ﴿ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ﴾ .
الأمانة
مطلب إسلامي حق، وثقيلة لا تقواها حتى الجبال، وصاحبها هو العف الزاهد النزيه، ومضيّعها هو المنافق الجاحد اللئيم .
قال تعالى : { إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا } الأحزاب (72)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : " آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا أوعد أخلف، وإذا أُوتمن خان " متفق عليه وفي رواية " وإن صام وصلّى وزعم أنّه مسلم ".
الأمانة أمرها عظيم، ومعانيها كثيرة وجليلة، يحملها جميع الناس علموا ذلك أم لم يعلموا، الإمام، القاضي، العالم، الطالب، الموظف، الجندي رب الأسرة .....الخ. " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " رواه البخاري .
ورسولنا صلى الله عليه وسلّم هو الصادق الأمين فبعد أن بزغ نور الحق، وعلمت قريش بما ينوي محمد أن يفعله من نشرٍ لدينه الجديد عملت على عداوته أشدّ عداوة، إلا أن ذلك لم يثنيهم على أن يجعلوا أموالهم وأحمالهم أمانةً عنده، ولا غرابة في ذلك فلا يوجد من هو أمين ٌ مثل محمد صلى الله عليه وسلّم، وعند هجرته صلى الله عليه وسلّم استخلف ابن عمّه علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ليسلّم المشركين الودائع التي استحفظها عنده .
قال ميمون ابن مهران " ثلاثة يؤدين إلى البَر والفاجر - الأمانة، والعهد، وصلة الرحم - "
وهي مظهر اجتماعي جلي، يدعو إلى الترابط بين الأفراد، وإقامة العدل بين ظهرانيهم، وتأدية الحقوق اللازم تأديتها بينهم .
والأمانة : حفظ سر، وإيفاء وعد، وإقامة عدل، وأمرٌ بمعروف، ونهيٌ عن منكر، وصدق حديث .
والأمانة : تحميك من كل دنيّة،. وتهديك محبة الناس على اختلاف آرائهم وأعمارهم .
في ضياعها تُؤسر الحقوق، وتتعطّل المهن، ويغوص الناس في بحور الظن، ويتسكّعون في ميادين الوهم، لا ثقة واضحة بينهم، ولا حب خالص يجمعهم .
قال يزيد ابن أبي سفيان. قال لي أبو بكر الصديق حين بعثني إلى الشام " يا يزيد أن لك قرابة عسيت أن تؤثرهم بالأمارة، وذلك أكثر ما أخاف عليك بعد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : " من ولي أمر المسلمين شيئاً فأمر عليهم أحداً محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل منه صرفاً ولا عدلاً حتى يدخله جهنم ""
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون. واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنه وأن الله عنده أجرٌ عظيم } الأنفال (27،28)
حسبي الله ونعم الوكيل
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
استغره وأتوب اليه
ابو ضاري
28-11-2009, 01:44
(سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاالله،والله أكبر).
هذه الكلمات أفضل الذكر بعد القرآن وهي من القرآن.
تذكر يا أخي – كما يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله – " أن دعاة الشر لا يتعبون ولا يبذلون جهداً، ولكن التعب وبذل الجهد على دعاة الخير فداعي الشر عنده كل ما تميل إليه النفس من العورات المكشوفه، والهوى المحرَم. أما داعي الخير فما عنده إلا المنع !!
روضة العقلاء ونزهة الفضلاء
المؤلف: ابن حبان
نبذه عن الكتاب:
كتاب في الوعظ والتذكير، فقد حوى الكتاب ما يحتاجه العقلاء، ويفوق العالم به أقرانه، ويكون النديم في الخلوات والمؤنس في الفلوات، بين فيه ما يحسن للعاقل إستعماله من الخصال المحمودة ويقبح به إتيانه من الخلال المذمومة، حاويا لفنون الأخبار وأنواع الأشعار مذكرا بالحث على لزوم العقل وإصلاح الرائد وما أبيح من المزاح للمرء وما لم يبح وذكر إئتلاف الناس وإختلافهم والحث على صنوف الخير . وقد تم تحقيق وشرح المسائل الغامضة زيادة في الفائدة.
http://www.almaktaba-alassrya.com/Book/Raa/RAWDAT.jpg
http://up.1aim.net/uploads/images/www.1aim.net-95f38318e0.gif (http://www.almeshkat.net/books/archive/books/rawdat_h.zip)
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/rawdat_h.zip
ابو ضاري
02-12-2009, 17:56
بارك الله فيك على هذا الجهد الكبير
1. وصايا سبع جامعة من النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه : -
عــن أبي ذر رضي الله عنـه قال :آمري خليلي بسبع :~
1 - أمرني بحب المساكين والدنو منهم .,
2 - وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي .,
3 - وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت.,
4 - وأمرني أن لا أسأل أحدًا شيئًا.,
5 - وأمرني أن أقول بالحق وإن كان مُرًّا.,
6 - وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم.,
7 - وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم.,
2 - الوصية بزيارة القبور والاعتبار بالموتى .,
عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله أوصاه فقال له: "زُر القبور تذكر الآخرة، واغسل الموتى، فإن معالجة جسد خاوٍ موعظة بليغة"
.3. وصايا سبع بليغة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوصاني ربي بسبع أوصيكم بها:
1. أوصاني بالإخلاص في السر والعلانية.
2. والعدل في الرضا والغضب.
3. والقصد في الغنى والفقر.
4. وأن أعفو عمّن ظلمني.
5. وأُعطي من حرمني.
6. وأصل من قطعني.
7. وأن يكون: صمتي فكرًا، ونُطقي ذكرًا، ونظري عِبَرًا".
4. خمس وصايا نافعات:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يأخذ عني هذه الكلمات فيعمل بهن أو يُعلِّم من يعمل بهن؟" فقال أبو هريرة: قلت: أنا يا رسول الله فأخذ بيدي فعدّ خمسًا فقال:"
1. اتّقِ المحارم تكن أعبد الناس.
2. وارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس.
3. وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا.
4. وأحبَّ للناس ما تُحبّ لنفسك تكن مسلمًا.
5. ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب".
5. الوصية بذكر الله بعد الصلاة:
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله أخذ بيده وقال: "يا معاذ والله إني لأحبك، والله إني لأحبك، فقال: "أوصيك يا معاذ لا تدعنّ في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".
6. من حقوق المسلم على المسلم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ مسلم من الشرّ أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه".
7. وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فقال: "يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف".
8. مقدمات دخول الجنة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله! إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرّت عيني فأنبئني عن كل شيء؟ فقال:" كل شيء خُلق من ماء" قال: قلت يا رسول الله أنبئني عن أمر إذا أخذت به دخلت الجنّة؟ قال: "أفشِ السلام، وأطعم الطعام، وصلِ الأرحام، وقُم بالليل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام".
9. ثلاث وصايا من النبي صلى الله عليه لأبي هريرة رضي الله عنه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت:
1. صوم ثلاثة أيام من كل شهر.
2. وصلاة الضحى.
3. ونوم على وتر".
10. الوصية بالإحسان في ذبح الحيوان:
عن شدّاد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة، وليُحدّ أحدكم شفرته، وليُرِح ذبيحته".
11. النهي عن الإسراف والخيلاء:
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله : "كلوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة".
12. ستة أمور يضمن بها الجنة
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اضمنوا لي ستًّا من أنفسكم أضمن لكم الجنة:
1. اصدقوا إذا حدّثتم.
2. وأوفوا إذا وعدتم.
3. وأدّوا إذا اؤتمنتم.
4. واحفظوا فروجكم.
5. وغضوا أبصاركم.
6. وكُفّوا أيديكم".
13. اغتنم خمسًا قبل خمس:
قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: اغتنم خمسًا قبل خمس:
1. شبابك قبل هرمك.
2. وصحتك قبل سقمك.
3. وغناك قبل فقرك.
4. وفراغك قبل شغلك.
5. وحياتك قبل موتك".
14. كن في الدنيا كأنك غريب:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل". وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك".
15. من وصاياه في السفر:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "السّفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه، وشرابه، ونومه فإذا قضى نهمته فليعجّل إلى أهله".
16. من أذكار الصباح والمساء:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها: "ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيّوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".
17. من صفات المؤمن:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال الرسول صلى اله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان".
18. في ذم الظلم والشُّح:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشُّحّ، فإن الشُّحّ أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلّوا محارمهم".
19. النهي عن الدعاء على النفس والأولاد والمال:
عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم".
20. اجتنبوا السبع الموبقات:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات" قالوا: يا رسول الله وما هُنّ؟ قال:
1. الشرك بالله.
2. والسحر.
3. وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق.
4. وأكل الربا.
5. وأكل مال اليتيم.
6. والتولّي يوم الزحف.
7. وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات".
21. إعاذة من استعاذ بالله:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استعاذكم بالله فأعيذوه، ومن سألكم بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه".
22. في فضل يوم الجمعة:
عن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خُلِق آدم وفيه قُبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ".
23. عشر وصايا من النبي لمعاذ
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:
أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر كلمات فقال:
1. لا تُشرك بالله وإن قُتلت وحُرقت.
2. ولا تعُقنّ والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك.
3. ولا تتركنّ صلاة مكتوبة متعمدًا، فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمّدًا فقد برئت منه ذمة الله.
4. ولا تشربنّ خمرًا فإنه رأس كل فاحشة.
5. وإياك والمعصية فإن بالمعصية حلّ سخط الله.
6. وإياك والفرار من الزحف وإن هلك الناس.
7. وإن أصاب الناس موت فاثبت.
8. وأنفق على أهلك من طولك.
9. ولا ترفع عنهم عصاك أدبًا.
10. وخِفهم في الله".
هذه الوصايا ملخص ما جاء في كتاب بعنوان وصايا الرسول (ثلاثون وصية من وصايا الرسول) للشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى.
1. اصدقوا إذا حدّثتم.
2. وأوفوا إذا وعدتم.
3. وأدّوا إذا اؤتمنتم.
4. واحفظوا فروجكم.
5. وغضوا أبصاركم.
6. وكُفّوا أيديكم".
نبكي وتذرف أعيننا الدموع ونعتصر هذه الدموع من قلبنا
عندما نحزن على شيء حدث لنا نبكي ونذرف الدموع
عندما نخاف من أن نفقد شيء جميل يجلب لنا السعادة نبكي ونذرف الدموع
عندما نخاف من سوء قد يحصل لنا نبكي ونذرف الدموع
عندما نتألم من شيء نبكي ونذرف الدموع
في جميع الأحوال نلجأ للدموع
لأننا نعتبرها أصدق وأعمق تعبير عن
علاقة الحب والشوق والفراق والخيبة والحزن والألم والخوف
وبعد أن نذرف الدموع نقول بأنها غالية علينا
ولو أن الموقف لا يستحق هذه الدموع لما فرطنا بدموعنا وبكينا.....!!!!!
لكن لحظة أخي العزيز، أختي العزيزه :
ألا ترون بأننا نبكي بمرارة وحرقة على أشياء كثيرة لا تستحق البكاء !!!
وأن هناك هموم أهم وأحق لكي نبكي عليها !!!
أليس لدموعنا أحق أن تذرف شوقاً للقاء الله جل وعلا !!!
أليس لها الأحقية أن تذرف خوفاً من أن نفقد السعادة في الآخرة وخوفاً من أن نفقد نعيم الجنة
ولقاء الله سبحانه وتعالى ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم !!!
أليس لدموعنا الأحقية أن تذرف خوفاً من عذاب القبر وعذاب الآخرة ونار جهنم!!!
فلماذا لا نبكي شوقاً للقائه سبحانه وتعالى ؟!!!
لماذا لا نبكي خوفاً منه ومن عقابه سبحانه ؟!!!
أحبتي
دعونا نجعل للدموع لذه وحلاوة وفرحة في قلوبنا..!!!
دعونا نصفي ونطهر قلوبنا بهذه الدموع النقية الطاهرة الخالصة لله تعالى
إنظروا ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه :
(لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ) رواه الترمذي
وعن أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(ليس شيء أحب إلى الله تعالى من قطرتين وأثرين: قطرة دموع من خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله.
أما الأثران : فأثر في سبيل الله تعالى، وأثر في فريضة من فرائض الله تعالى ) رواه الترمذي
ألا تشجعكم هذه الأحاديث أحبتي على البكاء خوفاً من الله تعالى وشوقاً للقائه سبحانه !!!
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه”.
عن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله قال: قام موسى عليه السلام خطيباً في بني اسرائيل: فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه: عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك. قال: يا رب كيف به؟ فقيل له: احمل حوتاً في مكتل فإذا فقدته فهو ثم، فذكر الحديث في اجتماعه بالخضر.
الى أن قال: فانطلقا يمشيان على ساحل البحر ليس لهما سفينة فمرت بهما سفينة، فكلموهم ان يحملوهما، فعرف الخضر فحملوهما بغير نول، فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر، فقال الخضر: يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في هذا البحر.. إلخ. متفق عليه.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم كان مرحا مع زوجاته
حتى لا تكون الحياة الزوجية حزما على الدوام , فقد كان يداعبهن ويدخل السرور إلى
قلوبهن , أخبرت السيدة عائشة رضي الله عنها : "أنها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر وهي جارية , فقال لأصحابه " تقدموا " , فتقدموا , ثم قال : " تعالي أسابقك " , فسابقته فسبقته على رجلي , فسكت عني , فلما كان بعد , وخرجت أيضا معه في سفر , فقال لأصحابه تقدموا , فتقدموا , ثم قال : " تعالي أسابقك " , ونسيت الذي كان , وقد حملت اللحم , فقلت : كيف أسابقك يا رسول الله وأنا على هذه الحال , فقال : " لتفعلن "
فسابقته فسبقني , فقال : "هذه بتلك السبقة "
رسولنا وحبيبنا كان يداعب زوجاته , انظروا إلى حال الأزواج في وقتنا الحالي!!
عن عائشة قالت: فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فلمسته في المسجد، فإذا هو ساجد وقدماه منصوبتان، وهو يقول: “اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أُحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك”.
رواه مسلم وأصحاب السنن
روى أبو داود عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال يعني إذا خرج من بيته بسم الله توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. يقال له: كفيت ووقيت وهديت، وتنحى عنه الشيطان فيقول لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هُدي وكُفي ووقي؟”.
قال عليه الصلاة والسلام: “كفى بالمرء إثماً أن يُضيع من يقوت”.
رواه مسلم وأبو داود
وقال صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصدقة على ذي الرحِم الكاشح”.
رواه الطبراني والحاكم وصححه.
ابو ضاري
10-12-2009, 09:41
تذكر يا أخي – كما يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله – " أن دعاة الشر لا يتعبون ولا يبذلون جهداً، ولكن التعب وبذل الجهد على دعاة الخير فداعي الشر عنده كل ما تميل إليه النفس من العورات المكشوفه، والهوى المحرَم. أما داعي الخير فما عنده إلا المنع !!
فوائد عظيمة النفع جدا لبعض العلماء رحمهم الله تعالى:
(1) الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما أعمالا صالحة تربح وتحمد العاقبة الحميدة إن شاء الله تعالى.
(2) الملائكة يكتبان ما تلفظ به فاحرص على أن لا تنطق إلا بما يسرك يوم القيامة من ذكر الله وما والاه.
(3) اعلم أن قصر الأمل عليه مدار عظيم وحصن قصر الأمل ذكر الموت، وحصن حصنه ذكر فجأة الموت وأخذ الإنسان على غرة وغفلة وهو في غرر وفتور عن العمل للآخرة، فاحفظ هذه الفوائد واعمل بها تفلح وتربح إن شاء الله.
«إن الله يدخل في السهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير والرامي به، ومنبله» الحديث، رواه أبو داود.
وورد عنه أنه قال: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» الحديث رواه مسلم.
ابو ضاري
12-12-2009, 09:48
يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( مامن مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا ) رواه أبو داود . وقال افضل الصلاة والسلام عليه : ( رحم الله رجلا سمحا إذا باع , وإذا اشترى , وإذا قضى ) رواه البخاري
ابن المبارك قال : أخبرنا عبد الوهاب بن الورد قال : قال سعيد بن المسيب: جاءرجل إلى النبى صلى الله علية وسلم فقال : أخبرنى يارسول الله بجلساء الله يوم القيامة قال (( هم الخائفون الخاضعون المتواضعون الذاكرون الله كثيرا)) قال يا رسول الله أفهم اول الناس يدخلون الجنة؟ قال لا
قال فمن اول الناس يدخلن الجنة؟ قال الفقراء يسبقون الناس الى الجنةفيخرج اليهم منها ملائكة فيقولون :ارجعوا الى الحساب فيقولون على مانحاسب والله ما أفيض علينا من اموال فى الدنيا شى فنقبض فيها ونبسط وما كنا أمراء نعدل ونجور ولكنا جاءنا امر الله فعبدناة حتى اتانا اليقين فيقال ادخلوا الجنة فنعم اجر العاملين
كن إنسانا و لا تكن شبحا لإنسان, كن قلبا و ليس صدى قلب داخل فؤاده سكون و بهتان, لاتخف من لا شئ , بل خف من كل شئ, من يوم و أسبوع و شهر و من لحظة يمكن أن يعيشها كل إنسان.
أحب و اعشق و لكن لا تنس خوفك من حشر ألبم أو مكين, يوم تكون القلوب و الجفون معلقة نحو ظل ظلام, ليس له من شئ سوى ميزان كفيه تثقلهما ريشة جناح طائر, و ليس قول و فعل سنين خرج من قلب حائر,
كن يحيى و لا تكن فرعون وهامان ذلك الزمان, كن بشرى نحو التقوى و الخلاص و لا تبحث عن السكون في فضاء العصيان, إسأل
و أجب, و لكن أرسم حدود قولك و فعلك و فكرك من إيمان, إمسح دمعا أو أرسم بسمة في وجه كل إنسان, صم كل الدهر و لكن كل و اشرب ما استطعت, صم من فاحشة و نكران وكل واشرب من طيب الخاتمة و كمال الصلاح, إختر بين ثلاث يمين و شمال و وسط و رابعها طريق الله و حبيب الأحباب, لا تقل لا أستطيع لأن من لا يستطيع ليس بإنسان بل هو جثة إنسان يبكى عليها عسر الحال,
أين أنت من هذا يا إنسان, لست عماد الدين بل ركن من أركان الامان, صلاحك صلاح كل الأجيال و فسادك فساد كل الأديان, أكفل حياة من إستطعت أن تكفل ليعيش في كنف الامان, و اختمها بشهادة من كلمات حقول الياسمين و النرجس و الريحان, و لبكن هذا خلاص كل إنسان.
تمتلئ الحيآة بالمشاحنات
وقد يتفوه البعض منآ بما لايرضي الله
ويتصرف على نحو غير سليم في ثورة
غضب نندم عليهآ
فتذكروا دائما
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
"ليس الشديد بالصرع وانما الشديد من يملك نفسه عند الغضب
قول صريح حدثنا به أحب خلق الله وأحسنهم `خلق
عن "كظم الغيظ "و"التحكم في النفس"
عند الغضب والتصرف تبعاً لما يرضي الله ورسوله وكيف أنها تعتبر
فضيلة يتميز بها عباد الله الصالحون
عندما تثور عاطفة الشخص غضبا" و تفقده السيطرة على العقل تماما"
من البديهي
أن تبداء الصراعات في خلجات النفس حائرة
بين
أحترام الذات أو الإساءة إليها
بالدفاع عن الخطاء الذي وجه إليها من قبل الآخرين
عند هذا المنعطف
هنا وبالتحديد
يكمن معنى
الثقة بالنفس واعتداد المرء بذاته
كل إنسان يمتلك خريطته الخاصة به
و هذه الخريطة تتغير عند الشخص مع مرور الأيام
فـكل فرد يرى الأمور من وجهة نظره
ومن رؤيته الخاصة والمختلفة عن الآخرين
لذلك يتوجب علينا احترام الآخرين و تقبل رأيهم كما هو
وأن نلتمس العذرايضا" لهم إن أمكن و نحسن الظن بهم حتى وإن اسائوا التصرف معنا .
أنظروا إلى العالم "كونفوشيوس " ماذا يقول
" لا تغضب عندما لا تستطيع أن تغير الآخرين كما تريد أن يكونوا ،
لأنك في الواقع تجد صعوبة في أن تغير نفسك كما تريد "
للتوضيح يقصد هنا أن ذات الآخرين تعد مرآة لذاتك
فإن استطعت التحكم بذاتك فقد استطعت التحكم بالآخرين والتعامل معهم
بصورة جيدة وإن لم تستطع فل تعلم بإنك ستجد صعوبة"
في التعامل معهم لإنك لم تجيد التعامل مع نفسك.
دعوا قلوبكم تبحر
في عالم التواصل مع الآخرين دون نزاعات
لتغوص في أعماقها بشكل" كبير
مع هذه الوقفات الآتية :
الوقفة الأولى::
مالمقصود بتيار العاطفة ؟
تيار العاطفة هو إنحراف عاطفة الإنسان
نحو منحدرا"خطر تسقطه إلى اسفل القاع
جراء سلوك خاطئ اقتص اثره دون الاستماع إلى ما ينبه صوت العقل
إعتقاد" منه قوة يخاف منها الشخص المسئ إليه
لكن وللأسف الشديد
أن الإنسان لايدرك أن المعنى الحقيقي للقوة
لاينطلق من حملة الدفاع عن النفس بشكل عدواني
بل ينطلق من احترام الذات المستمد
من قوة العقل الأنساني الذي يجبره على احترام الآخرين
ومحاولةامتصاص غضبهم والتعامل معهم بهدوء" وحكمة
قبل إصدار الحكم عليهم تعبيرا"عن احترام الذات وتقديرا" في شأنها.
الوقفة الثانيه:
ماهي نتيجة إنحراف مجرى تيار العاطفة ؟
في بعض الظروف
قد يفقد الانسان حياته باكملها وليس فقط ذاته نتيجة لـ ثورة غضبا
إنحرف منها مجرى تيار العاطفة لديه نحو الأسوء .
لذلك يجب على المرء امتلاك نفسه و التعامل بالحسنى عند الغضب والتحكم بها في مواقف" شتى
حتى لايجني ثمار زرعه السئ .
الوقفة الثالثه ::
ماذا قال الأمام الشافعي ؟
يخاطبني السفيه بكل قبح * فأكره أن أكون له مجيباً
يزيد سفاهة فأزيد حلمــــــاً * كعود زاده الإحراق طيباً
ماهو المعنى الجمالي لهذه الأبيات ؟
المقصود هنا هو عدم الرد على الجاهلين و السفهاء من الناس
إذا خاطبوك بماهو اسوء بل تكون على قدرا" رفيع من الأخلاق نحوهم
وتزداد حلما" في التعامل معهم أو الرد عليهم
فاأحترام الذات يعد دون شك وليدا" لأحترام الآخرين
لذلك يجب التحكم بمشاعر الغضب وما يلفظ من قول
لأن الأنسان في هذا الوقت قد يخسر فيه احترام ذاته
والتقليل من شأنها بشكل دائم عند الخطاء امام الآخرين
فـ الكلمة الطيبة
تترك اثر" عميق في قلب المرء و انطباع حسن"
بشكل دائم ترفع من قيمة النفس امام الآخرين وقد تخجلهم أيضا"
حتى وإن لم يعترفوا بذلك بلفظ "صريح
تجدهم يعبرون عن مشاعرهم بطرق"اخرى تثير تساؤلات داخل العقل
لماذا وكيف ومتى ؟!
اصبح
ذلك المرء مختلف"عن ماقبل بسلوكه نحونا.
إضآءة ثمينة:
الإستعانة بالصبر والصلاة تجديان نفعا" في إيجاد الحل لأعقد الأمور
التي قد تواجه المرء في أمور الحياة
بينما مشاعر الغضب تعقد أبسط الأمور و تزيدها صعوبة.
اللهم انت ربي وانا عبدك وانا علي عهدك ووعدك ما اعوذ بك من شر ما صنعت وابوء بذنبي وابوء لك بنعمتك واتوب اليك
ابو ضاري
01-01-2010, 16:58
إن الصغائر تعظم.. وكم من صغيرة أدت بصاحبها إلى سوء الخاتمة.. والعياذ بالله.
فالمؤمن هو المعظم لجنايته يرى ذنبه ـ مهما صغر ـ كبيراً لأنه يراقب الله.. كما أنه لا يحقرن من المعروف شيئاً لأنه يرى فيه منّه وفضله.. فيظل بين هاتين المنزلتين حتى ينخلع من قلبه استصغار الذنب واحتقار الطاعة.. فيقبل على ربّه الغفور الرحيم التواب المنان المنعم فيتوب إليه فينقشع عنه هذا الحجاب.
قال ابن القيم رحمه الله في الوابل الصيب :
الذي يجمع المتفرق ، ويفرق المجتمع ، ويقرب البعيد، ويبعد
القريب هو.... ذكر الله سبحانه :
- يجمع المتفرق : يجمع على العبد ما تفرق من قلبه وإرادته
- يفرق المجتمع : يفرق ما اجتمع عليه من الغموم والأحزان ، أو
مااجتمع عليه من الذنوب حتى تتلاشى ، أو ما اجتمع على حربه
من جند الشيطان
- يقرب البعيد : يقرب إليه الآخرة التي يبعدها منه الشيطان
والأمل
- يبعد القريب : وهي الدنيا فإن الآخرة متى قربت من قلبه بعدت
منه الدنيا .
..§.. أحَقًا نَحنُ مُحِبّون!! ..§..
علّمتني أمي أنّ " الله يحبّنا.. يَرزقُنا، يطعمُنا.. "
وأنّ " الله أعدّ لنَا هدايا كثيرةً بالجنّة من ملايين السنين وَزيّنها لنا (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ)"
كَبرتُ وَكبرَ بِداخِلي الحُب والتّعظيم لله مالكِ السّماواتِ والأرضِ..
حُبّ الله..
الصلة الوشيجيّة القلبية بين المؤمنِ الحق والحق تعالى..
[الآية العجيبة التّي تسكب في قلب المؤمن النداوة الحلوة, والود المؤنس, والرضا المطمئن, والثقة واليقين.
ويعيش منها المؤمن في جناب رضيّ, وقربى ندية، وملاذ أمين وقرار مكين..]
*.. سَيّد قُطُب
النّقطة التي تَتحول فيها حياة البشرية من العبودية لشتى القوى وشتى الأشياء وشتى الاعتبارات إلى العبودية الواحدة لله..!
نَموتُ ونَما التّعلّق ببَارِئِي..
وَبِتُ ألتَمِسُ الحُبّ وَأبحثُ عنه..!
أتعَرّف عَلى الإله فِي أرضه، سَمائه، نِعمِه، آلائِه وأسمائِه..
أبحثُ عن الحب فِي حَنايا القَلب..
لِأدركَ أن حُب الله لِعبدِه يَزيدُ بحُب العبد!
وَأن المؤمنين يَتفاوتُون فِي ذا الحُب بِتفَاوُتِ أعمالِهم التّي تُقربهُم منه عَزّ وجلّ..
" إذا تقرب العبد إليّ شبرا تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إليّ ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني مشياً أتيته هرولة" رواه البخاري.
أنَا بَشَرٌ أزِلّ وَأخطِئ وَتَتكالبُ عَليّ الذّنوب والمَعاصِي حَتّى أظُنّ هَلاكِي فَلا أجدُ لِي مَفرًا إلا هُو.. فَأرجِعُ وَأنيبُ طَلَباً للأنسِ فِي جِوارِه وَالرّحمة منه..
وَأسعدُ بتَوبتِي فَربّي (يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)
فَأجدُه تَباركَ وَتعَالى قَبِلَني وَسَترنِي وَعَفا عنّي وَأجزل العطَاء لِي..
وَتَطحَنُنَا الحَيَاةُ فِي أيَامٍ أخَر..
وَتتفرّق سُبلُنَا، تَضيقُ دُروبُنَا، تَتكسّر آمالُنا..
فَنصبِرُ وَنَحتَسب..!
فِي غَمرَة الألمِ وَالضّياعِ..
لا نَجِدُ إلا رحمة الله وعطفه ولطفه فتتضَمّد بها جِراحَنا، تُمسَحُ بها مدَامعَنا، تَهَبُنا الأمان!..
فَلنسعَد... فَاللهُ (يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) و (يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)
http://sarayablog.net/wordpress/wp-files/uploads/2009/08/mohebboon.jpg
فوائدُ حبِّ الله..
** بِحُبّه..
أصبحتُ أستشعِر لُطفه وَرَحمتَه فِي مَصائبِ الأيَّام!..
وَألمِسُ الحُب بِالأرضِ..!
(إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) [ مريم 96]
"إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحبّه، فيحبّه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبّوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في أهل الأرض"
** بِحُبّه..
أدرَكتُ نُقطَة الارتِكَاز وَوِحدَة الإتِجاه وَتحَولَت حَيَاتِي مِن الفَوضَى إلَى النّظَام، مِن التّيه إلى القَصد..
فَلا النّفسُ وَلا سِواهَا.. لا اعتِبارَات.. لا شَاراتٍ.. لا قِيمًا من قِيَمِ هَذه الأرض التّي يَجري وَراءَها النّاس تَصلُح لتَكُون نَدًّا لله..!!
فَمن لامسَتِ الرّشوةُ وَالرّبَا وَغَيرُهَا شَيئًا من تعَامُلاتِه وَارتِبَاطاتِه وَأهَدافِه فَقد ظَلمَ نَفسه!
** بِحُبّه..
استَيقَظَ الضّمير فِي حَنَايَا القَلب وَاستَنارَتِ البَصيرَة..
فَكانَ الحُبّ منتَهى التّصور، الاعتِقادِ، المَشَاعِر، المَفاهِيم، السُلوكيات، الأعمالِ، الرّوابطِ وَالعَلاقَات..
"ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به"
** بِحُبِّهِ..
انخلع القلبُ من مألُوفاتِ الدّنيا وَتبرّأ من شوَائبها..
وَفُتّحَتْ أشرِعةُ النّفس عَاريّة الصدّر لِخيُوطِ العَقيدةِ وَأنوار الهِدايةِ مِنَ السّماءِ..
(كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) [يوسف : 24]
الإخِلَاصُ لا يُؤتَى إلّا للمُقَرّبين المُحِبين التّائِبين المُحسنِين، فَيصرِف الله بذلِك عَنهم السّوء وَالفَحشَاء
[انقطع القلبُ عنِ الدنيا وما فيها ومطالبها وخمدت من نفسه نيران الشهوات وأخبت قلبه إلى ربه وعكفت همته على الله ومحبته وايثار مرضاته.
انقشعت سحائب الظلمات وانكشفت عن قلبه الهموم والأحزان وعمر قلبه بالسرور والأفراح وأقبلتْ إليهِ وُفودُ التّهاني والبشائر من كل جانب، فإنهُ لا حزنَ أبداً معَ الله،
ولهذا قالَ تعالى حِكايةً عن نبيّهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّمَ أنّهُ قال لصاحبِهِ أبي بكر (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)]
* ابن قَيّم الجَوزية
** بِحُبّه..
أوقِن أنّي عَلى مَوعِدٍ لِرُؤيةِ وَجهه الكرِيم فِي جَنّةٍ عَرضُها السّماواتُ والأرض.!
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) [آل عمران: 31]
فالحَبيبُ لا يُعذب حَبيبَه! بَل كَما غَفَر لَنا وَسَتَرنَا فِي الدّنيا سَيعفُو عَنّا وَيرحَمُنا وَيُكرمُنا بكَرمِه اللامُتنَاهِي بِالسّماء!!
أفلا نشتَاقُ لقِيَامٍ لَيلٍ لِربّ العَالمِين..
دُموعُ شوقٍ وَحَنين لبَارئ السَماواتِ السبعِ وَالأرضين!
أمطَارُ ذُلّ وَخُشوعٍ فِي مَعاقِل الخُضٌوع وَالسجودِ وَالرّكُوع!!
أحَقًا نَحنُ لله مُحِبّون!
أمْ أننَا نلتَمسُ لأنفُسِنَا أعذاراً زائِفَة الظُنون!
هِي حَملةُ الوّد وَالقُرب وَالحُبّ..
شِعَارُها وَرِسَالتُها وَدُعاؤُها: [ اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك، اللهم ما رزقتني مما احب فأجعله قوة لي فيما تحب، وما زويت عني مما أحب فأجعله فراغاً لي فيما تحب، اللهم اجعل حبك أحبّ إليّ من أهلي ومالي ومن الماء البارد على الظمأ، اللهم حببني إلى ملائكتك وانبيائك ورسلك وعبادك الصالحين، اللهم اجعلني أحبك بقلبي كله وأرضيك بجهدي كله، اللهم اجعل حبي كله لك، وسعيي كله من مرضاتك ]
وَمن لم يكفه حب الله فلا شيء يكفيه، ومن لم يستغن بالله فلا شيء يغنيه.
وهذه عشرِيّة الجَوزية في جَلبِ أسبابِ المَحبّة:
1- قراءة القرآن بالتدبر لمعانيه وما أريد به: وَكَثرَةُ تِلَاوتِه بِعُمقٍ وَتَفَكّرٍ لَا سِيّما الآيَاتِ المُتَضَمّنَة لأسمَاءِ الله وَصِفَاتِه وَمَحبّةُ ذلِك يَستَوجِبُ بِه العَبدُ مَحَبّة الله وَمَحبّة الله له..!
2- التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض كما في الحديث القدسي "ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه" رواه البخاري.
3- دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال فنصيبه من المحبة على قدر هذا: كثرة ذكر الله تعالى فمن أحب شيئا أكثر من ذكره وبذكر الله تطمئن القلوب، ومن علامة المحبة لله دوام الذكر بالقلب واللسان.
4- إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى: معاملة الله بالصدق والإخلاص ومخالفة الهوى فإن ذلك سبب لفضل الله على عبده وأن يمنحه محبته.
5- مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة وميادينها: فَمنِ عَرَف الله أحبّه وَمن أحَبّ الله أطاعَه وَمنْ أطَاع الله أكرمَهُ وَمنْ أكرَمهُ الله أسْكَنهُ فِي جِوارِه فَطُوبَى له!..
وَالتّفكرِ فِي مَلكوتِ السّموات وَالأرضِ وَما خَلقَ الله مِن شَيء وَفي القُرآن شيءٌ كثيرٌ مِن التّذكيرِ بآياتِ الله الدّالةِ علَى عظَمته وَقدرَتهِ وَجَلاَلِه وَكَمالِه وَكبرِيائِه وَرأفَتِه وَرَحمَته وَبطْشِه وَقهْره وَانتِقامِه إلى غيْر ذَلكَ مِن أسْمائهِ الحُسنَى وَصِفاتِه العُليَا، فَكلمَا قَويتْ مَعرفة العبدِ بالله قويت محبته له ومحبته لطاعته وحصلت له لذة العبادة من الصلاة والذكر وغيرهما على قدر ذلك.
6- مشاهدة بره وإحسانه ونعمه الظاهرة والباطنة: فَآلَاءُ الله عَلَى عِبَادِه لَا تُعَدُ وَلَا تُحصَى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) وَقَد جُبِلَتِ القُلُوبُ عَلَى مَحَبّةِ مَن أحسَن إلَيهَا وَالحبُ علَى النّعم منِ جُملةِ شُكرِ المُنعِم!..
7- وهو أعجبها.. انكسار القلب بين يديه.
8- الخلوة به وقت النزول الإلهي آخر الليل وتلاوة كتابه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
9- مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم، ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيدا لحالك ومنفعة لغيرك.
10- مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل، فمن هذه الأسباب العشرة وصل المحبون إلى منازل المحبة ودخلوا على الحبيب.
سفر القحطاني
03-01-2010, 12:06
كاتبتنا الرائعه شام
أثابك الله ثواب الصالحين ودمتي ودام قلمك الحر والصادق والذي يتدفق علم ومعرفه وادب
لاهنتي اختي الكريمه ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كما اشكر طارح الموضوع اخي ابوضاري ,,,,,,,,,,,
كاتبتنا الرائعه شام
أثابك الله ثواب الصالحين ودمتي ودام قلمك الحر والصادق والذي يتدفق علم ومعرفه وادب
لاهنتي اختي الكريمه ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كما اشكر طارح الموضوع اخي ابوضاري ,,,,,,,,,,,
تسلم أخي الفاضل سفر القحطاني
بارك الله بك وحفظك ورعاك
دمت بحفظ الرحمن
ابو ضاري
03-01-2010, 17:00
اللهم انت ربي وانا عبدك وانا علي عهدك ووعدك ما اعوذ بك من شر ما صنعت وابوء بذنبي وابوء لك بنعمتك واتوب اليك
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:
لا بد أن تكون الموعظة مصاحبة للقلب الذي يتقلب بين حين وآخر، ولا بد للمؤمن أن يوطن نفسه على حضور مجالس الوعظ ففي ذلك ثبات له بإذن الله وإغاظة للشيطان الذي هو قريب من الواحد بعيد عن الجماعة، وقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء كما أخبر النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif بل قال: { اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك }. فإذا كان رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif لا يأمن على نفسه فكيف بنا نحن خاصة مع تلاطم أمواج الفتن في هذا الزمان، وإن القرآن الكريم من أكبر المواعظ الذي توعظ بها القلوب كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ [يونس:57]، ولقد كان رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يجلس مع أصحابه ليعظهم ويذكّرهم ويرغّبهم ويرهّبهم بهذا القرآن العظيم، قال أبو هريرة رضي الله عنه: قلنا يا رسول الله، ما لنا إذا كنا عندك رقّت قلوبنا وزهدنا في الدنيا وكنا من أهل الآخرة، فإذا خرجنا من عندك وآنسنا أهلنا وأولادنا أنكرنا أنفسنا ولهونا؟ فقال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { لو أنكم إذا خرجتم من عندي كنتم على حالكم ذلكم لزارتكم الملائكة في بيوتكم }.
والقرآن يرقق القلوب بل يرقق الحجر، قال تعالى: وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:74]. وقال تعالى: لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ [الحشر:21].
يخبر الله تعالى عن عظمة القرآن وفضله وجلاله، وأنه لو خوطب به صم الجبال لتصدّعت من خشية الله. فهذه حال الجبال وهي الحجارة الصلبة، وهذه رقتها وخشيتها وتدكدكها من جلال الله ربّها وعظمته وخشيته. فيا عجباً من مضغة لحم كانت أقسى من هذه الجبال تخاف من سطوة الجبار وبطشه، فلا ترعوي ولا ترتدع، وتسمع آيات الله تتلى عليها فلا تلين ولا تخشع ولا تنيب، فليس بمستنكر على الله عز وجل، ولا يخالف حكمته أن يخلق لها ناراً تذيبها إذا لم تلن بكلامه وزواجره ومواعظه، فمن لم يلن قلبه لله في هذه الدار، ولم ينب إليه ولم يذبه بحبه والبكاء من خشيته، فليتمتع قليلاً، فإن أمامه الملين الأعظم، وسيردّ إلى عالم الغيب والشهادة فيرى ويعلم.
فيا أيها الغافل عن تدبّر القرآن! إلى متى هذه الغفلة؟ قل لي وتكلم، حنانيك بادر بصالح الأعمال قبل أن تندم.
نشكو إلى الله القلوب التي قست *** وران عليها كسب تلك المآثم
من خشية المولى هوى الجبل الذي *** بالطور لانت قسوة الأحجار
أولم يئن وقت الخشوع فلا *** تغرن الحياة سوى مغرار
ورقة القلب تنشأ عن الذكر والقرآن لأن ذلك يوجب خشوع القلب وصلاحه ورقته ويذهب بالغفلة عنه قال الله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال:2]، وقال تعالى: وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا [الحج:35،34]، وقال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد:16]، وقال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الزمر:23].
بذكر الله ترتاح القلوب *** ودنيانا بذكراه تطيب
ولكن لم يتعظ بهذه الموعظة إلا القليل من الناس الذين رقت قلوبهم للقرآن واستجابوا لنداء الرحمن كما أخبر تعالى بقوله: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ [ق:37].
لقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يجتهدون في قراءة القرآن لا سيما في رمضان لأنهم يعلمون أن شهر رمضان هو شهر القرآن، كانوا يغلقون كتب العلم، ويتفرغون لهذا المنبع العظيم يروون به عطش قلوبهم، قدوتهم في ذلك نبي الرحمة http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif فقد كان يدارسه جبريل القرآن في رمضان، وكان لأصحابه مثالا يحتذى في قراءته، فهذا عثمان بن عفان http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif يختم القرآن كل يوم مرة.
وكان بعضهم يختمه في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم كل سبع، وبعضهم كل سبع، وبعضهم كل عشر، وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة، ولأبي حنيفة نحوه، وكان أحمد بن حنبل إمام أهل السنة يختم القرآن كل أسبوع، وكان قتادة يدرس القرآن في شهر رمضان ويختم في كل سبع دائماً، وفي رمضان كل ثلاث وفي العشر الأواخر في كل ليلة، وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: رمضان هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام.
قال ابن الحكيم: كان مالك بن أنس إذا دخل رمضان يفرّ من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف وكان لا يتشاغل إلا بالقرآن ويعتزل التدريس والفتيا والجلوس للناس ويقول: هذا شهر القرآن.
وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العباد وترك بعض العبادات وأقبل على قراءة القرآن.
وكانت عائشة رضي الله عنها تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان فإذا طلعت الشمس نامت.
كان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف وجمع إليه أصحابه وكان بعضهم يختم في كل يوم وليلة ختمة، وبعضهم يختم في اليوم والليلة ثلاث ختمات، فالله أكبر، كانوا يفتحون المصاحف ويحلون ويرتحلون مع القرآن الكريم، كان لبيوتهم دوي كدوي النحل تشع نوراً وتملأ سعادة، وكانوا يرتلونه ترتيلاً ويقفون عند عجائبه ويبكون من عظاته ويفرحون بشاراته ويأمرون بأمره وينتهون بنهيه.
فهذه حال السلف الصالح، يدمنون تلاوة القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها، إذاً فتلاوة القرآن مطلوبة في كل وقت ولا سيما في هذا الشهر.
فهذه حال القوم، فمن أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى من النوافل كثرة تلاوة القرآن واستماعه بتفكر وتدبر وتفهم.
قال خبّاب بن الأرت رحمه الله لرجل: تقرب إلى الله تعالى ما استطعت، واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه.
وقال عثمان بن عفان: من أحب القرآن أحب الله ورسوله، فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره، ولا شيء عند المحبين أحلى من كلام محبوبهم، فهو لذة قلوبهم وغاية مطلوبهم، كما قال بعض السلف: ( إذا أردت أن تعرف قدرك عند الله فانظر إلى قدر القرآن عندك ).
وكان بعضهم يكثر من تلاوة القرآن ثم اشتغل عنه بغيره فرأى في المنام قائلاً يقول له:
إن كنت تزعم حبي *** فلم جفوت كتابي؟
أما تأملت ما فيه من عير *** وما فيه من لذيذ خطابي
ولم يكونوا يقرؤونه ليقال إنهم يقرؤونه ولا يهذّونه هذّ الشعر كما الناس يفعلون، وإنما كانوا يتدبرون معانيه ويتأثرون بألفاظه فيحركون به قلوبهم ويرسلون به مدامعهم يتأملون عبره ويعيشون أنداءه ويسرحون طرف أفئدتهم في خمائله ويطلقون أكف الحب في كنوزه.
وليس الذي يجري في العين ماؤها *** ولكنها روح تسيل فتقطُرُ
ويستحب البكاء عند تلاوة القرآن، وهو صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين، قال الله تعالى في وصف الخاشعين من عباده عند تلاوة كتابه: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الزمر:23].
سمعتك يا قرآن والليل غافل *** سريت تهز القلب سبحان من أسرى
فتحنا بك الدنيا فأشرق صبحها *** وطفنا ربوع الكون نملؤها أجرا
وقد كان صحابة رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يتلون كتاب الله ويتأثرون يآياته فتلين جلودهم، وتدمع عيونهم وتخشع قلوبهم، فيرفعون أكفهم إلى ربهم ضارعين يسألونه قبول الأعمال ويرجونه غفران الزلات، ويتشوقون الى ما عنده من النعيم المقيم.
روي أن أبا بكر http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif ابتنى مسجداً بفناء داره فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم وهم يتعجبون منه وينظرون إليه، وكان رجلاً بكّاءً لا يملك دموعه إذا قرأ.. وكان عمر بن الخطاب http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif يصلي بالناس فبكى في قراءته حتى انقطعت قراءته وسمع نحيبه من وراء ثلاثة صفوف.
وكان عمر أيضاً إذا اجتمع الصحابة قال: يا أبا موسى ذكّرنا ربنا، فيندفع أبو موسى يقرأ بصوته الجميل وهم يبكون.
وإني ليبكيني سماع كلامه *** فكيف بعيني لو رأت شخصه بدا
تلا ذكر مولاه فحنّ حنينه *** وشوق قلوب العارفين تجددا
وللأسف لما أفسدت أمزجة المتأخرين عن سماع كلام رب العالمين، ظهرت التربية معوجة والفطرة منكوسة، والأفهام سقيمة.
ولما استبدل القرآن الكريم بغيره حل الفساد، وكثر البلاء، واضطربت المفاهيم وفشلت العزائم.
أسأل الله أن يهدينا ويصلح أحوالنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
رُوِي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كَثْرَة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإن أبعدَ الناس عن الله القلبُ القاسي) [الترمذي].
يقول تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون . كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} [الصف: 2-3].
شموخ شمالية
15-01-2010, 03:12
جزاكم الله كل خير وأثابكم
وان شاءالله تكتب لك حسنات كل حرف كُتب هنااا
ابوضاري
أرحت قلبي بِما كتبت في فوائد الذكــر
ريــّح الله قلبك وفتح لك أبواب الخير والرزق الحلال وأطال الله عمرك على طاعته
ماأعظم فضل ربي ورحمته بِنا //ولكن نحن مقصرين والله.... الله يرحمنا برحمته يغفر لنا
دمت في رعاية المولى أستاذي القدير
هل تتعامل برحمة مع من حولك؟*
خلق نعرفه جميعا، ونعرف معناه، ولكنه أصبح غير موجود بيننا، لقد غاب هذا الخلق عن البشرية وصارت الأرض تفتقده، العالم كله في أشد الاحتياج لهذا الخلق، فبغيابه انتشرت الجريمة، وصارت المدافع تدوي هنا وهناك، الملايين يقتلون في لحظة.
انه خلق الرحمة الذي أصبح وجوده نادرا في دنيا البشر، ألست معي في ذلك..!؟
أما تحب أن ترحم يوم القيامة..!؟
ولذلك فخلق الرحمة ليس المطلوب معرفته فقط، بل إجادته وتطبيقه في الحياة؛ لأننا لو أوجدناه وطبّقناه كما ينبغي سنضمن الرحمة يوم القيامة بمشيئة الله.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" انما يرحم الله من عباده الرحماء" رواه البخاري ومسلم
أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نبكي عند قراءتنا للقرآن الكريم، فان لم نستطع البكاء فلنتباك..!! كذلك الرحمة: المطلوب أن نفتعلها افتعالا، فالراحمون يرحمهم الله.. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، ألا تحب أن ترحم يوم القيامة..!!
كيف ترحم الكبار.. كيف ترحم والديك.. النساء..الأطفال.. الأقارب..الخدم. ولكنني وجدت أنني لو بدأت بهذه النماذج العملية لن تكون متيقظا معي بدرجة كاملة.. فقلت: ما المبدأ الجميل الذي أبدأ به..؟
فوجدت أن
و أفضل ما نبدأ به الموضوع هو:
رحمة الله بنا.. " كتب ربكم على نفسه الرحمة" فكّر في هذه الآية!! وانظر الى هذه الكلمة {كتب}. وسبحان الله! ان هذه الآية وردت مرتين في سورة الأنعام.
أما تشعر بالاطمئنان بعد هذه الآية..!!؟ لا تخف فقد {كتب ربكم على نفسه الرحمة}، فالأصل
في صفات الله الرحمة، أما غضب الله علينا فذلك نتيجة لأعمالنا وليس صفة لازمة، فصفته اللازمة والدائمة هي الرحمة.
" يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" لما خلق الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش: ان رحمتي تغلب غضبي" . إن الكون بأكمله يقوم على مبدأ الرحمة، الأم على طفلها، الزوج مع زوجته، حتى رحمة الإنسان على الحيوان، هذا هو أصل الكون.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" ما من أحد يدخله عمله الجنة"، فقيل: ولا أنت يا رسول الله؟ قال:" ولا أنا الا أن يتغمّدني ربي برحمته" يا الله.. قام الكون على الرحمة.. وخلق آدم ومعه الرحمة.. ولن يدخل أحد الجنة الا برحمة الله.. انظر قيمة الرحمة.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:"إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مئة جزء، أمسك عنده تسعة وتسعين، وأنزل الأرض رحمة واحدة يتراحم بها الخلائق، حتى الدابة ترفع حافرها عن وليدها خشية أن تصيبه.
رحمة واحدة في الدنيا!! كل هذا ، و رحمة واحدة!!كل الخلائق.. البشر، الحيوانات، الطيور، الحشرات... وادّخر لنا الله 99 رحمة يوم القيامة. يقول الإمام علي بن أبي طالب: لو قيل لي يوم القيامة سنجعل حسابك لأبيك وامك لرفضت؛ لأن الله سيكون ارحم بي من أمي وأبي.
هل ترحم الناس؟
والآن بعد أن رأينا رحمات الله.. جاء الوقت لنطبق ما فهمناه ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" من لا يرحم لا يرحم" ولذلك، وبعد كل هذا، نريد أن نسأل سؤالا..
هل تشعر الآن أنك من الذين يرحمون الناس..!؟أم أنك ممن اذا قدر على الناس أفرغ عليهم شروره؟
واذا رأيت انسانا في موقف ضعيف،هل ترحمه أم لا؟
و الآن هيا نطبق خلق الرحمة، وأول هذه الرحمات التي نحب أن نطبقها هي الرحمة بالوالدين.
إن الذي يصل بأبيه وأمه الى مرحلة البكاء.. هل هكذا رحمهم!؟
البنت التي وصلت بأبيها وأمها لمرحلة تعب الصدر، ووجع القلب.. هل هكذا رحمتهم!؟
الذي يرسب رغم أنه يعلم أن هذا سيتعب أباه وأمه تعبا شديدا.. هل فكّر أنه بعدم مذاكرته أنه ليس رحيما بهما
إن سيدنا ابراهيم رغم أن أباه كان كافراً،، الا أنه كان رحيما به، وكان حديثه له يبدأ: ( يا أبت).. تعلم من سيدنا ابراهيم.
والنوع الثاني من الرحمات التي نريد أن نطبّقها ونجيدها هي الرحمة بالأقارب، ورحمتك بهم أن تزورهم، و تعينهم على حوائجهم ، يقول تعالى:" أنا الله الرحمن خلقت الرحم، وشققت لها اسما من اسمي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته"...فهل سنزور أقاربنا ونصل رحمنا ونكون من الرحماء؟
والنوع الثالث من الرحمات هو الرحمة بالأطفال،
ينظر أعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقبّل أولاده.. فيقول الأعرابي: أتقبلون أولادكم..!؟ فنظر اليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له:" ما أملك أنّ نزع الله من قلبك الرحمة"
بل أكثر من ذلك.. فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل في الصلاة فيريد أن يطيل فيها فيقول:" فأسمع بكاء الصبي فأخفف الصلاة".
وإليك هذه القصة.... كان هناك طفل صغير في المدينة اسمه: عمير، كان دائما معه عصفور
يلعب به.. النبي صلى الله عليه وسلم سمّى هذا العصفور: النغير فكان النبي صلى الله عليه وسلم كلما رأى عميرا يقول له:" يا عمير ما فعل النغير؟" وفي يوم من الأيام رأى النبي صلى الله عليه وسلم عميرا يبكي فقال:"ما يبكيك يا عمير" فقال: يا رسول الله لقد مات النغير.
فجلس النبي صلى الله عليه وسلم ساعة يلاعبه.. فمرّ الصحابة فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم يلاعب عميرا، فنظر اليهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال:" مات النغير فأردت أن ألاعب عمير."
هل تستطيع أن تكون رحيما بالناس هكذا..!؟
ومن الرحمات التي نريد أن نطبّقها في حياتنا.. هي الرحمة بالنساء. خرج النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وكان معهم الحمال يركب عليها الصحابيات، وكان من ضمن الصحابة صحابي اسمه: أنجشه، كان يقود الابل، وكان له صوتا جميلا، فبدأ ينشد الأناشيد الاسلامية بصوت عذب رقيق،ومن حلاوة الصوت بدأت تتمايل الجمال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير" ،القارورة: قطعة الزجاج.
وانظر الى وصف النبي للمرأة بالقارورة.. من يقول بعد ذلك أن الاسلام لم يحترم المرأة..
الرحمة بالحيوان
وكذلك من أنواع الرحمة.. الرحمة بالحيوان.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" بينما رجل يمشي اشتد عليه العطش، فنزل بئرا وشرب، ثم خرج، فاذا هو ب*** يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: قد بلغ هذا مثل الذي بلغ مني، فنزل فملأ خفه، ثم صعد فسقى ال*** فشكر الله له فغفر له".
سبحان الله!! كيف لا نفخر بديننا، وكيف لا نفخر بأننا مسلمون.. دين يحافظ على الحيوان ويرحمه، فكيف يكون الحال مع الإنسان..!!
واليك هذه الرحمة العجيبة.. وهي الرحمة بالعصاة: يقول الله تبارك وتعالى:{ كذلك كنتم من قبل فمنّ الله عليكم} النساء 94. اياك أن تنسى ماضيك.. هل نسيت ماذا كنت من قبل؟ ستهزأ بالناس الآن وتسخر منهم لمعاصيهم، ونسيت نفسك، فنصيحتي لك أن تبدأ مع الناس من حيث بدأت لا من حيث انتهيت فعامل العصاة.. برفق..وكن رحيما بهم، لا تدعو عليهم، بل ادعوا لهم بالهداية كما هداك الله.
و لا تظن أنه لا أمل فيهم.. وتذكر أن الصحابة كانوا يقولون: لو آمن **** الخطاب ما آمن عمر!!.
ومن أنواع الرحمة.. الرحمة بالمسلمين المضطهدين في بقاع الأرض.. في الشيشان.. في كشمير.. في فلسطين.. في الهند، فرحمتنا بهم أن ندعو لهم ليل نهار.. في كل وقت.
ومن رحمتنا بهم أن نكون موصولين بالله طائعين له، حتى لا تتكرر هذه المآسي في أي بلد أخرى.
آخر نوع من أنواع الرحمات التي نريد أن نطبقها في حياتنا؛ بل نجيدها: الرحمة بالناس أجمعين.. كيف ذلك!؟ ما عليك الا أن تفتح لي قلبك الآن.. عامل الناس برقة، وحاول أن تنتهز الفرص: تعطف على مسكين، تعفو عمن ظلمك، تبتسم لولد فقير مسكين.. والله انها أشياء كثيرة تستطيع بها أن ترحم الناس، كل الناس، فهي من علامات رحمة لقلب، لم تحاول يوما أن تنزل ومعك بعض النقود لتعطيها لمسكين، لم تجرب يوما و أنت في البيت تأكل طعاما طيبا، فمن رحمتك أنك أخذت جزءا من هذا الطعام، ونزلت من بيتك لتعطيه لفقير.. ان من رحمتك بالناس أنك تبحث عن هذه الفرص.. انسان يحتاج منك مالا فمن رحمتك به أن تفرّج عنه هذه الكربة..
قال صلى الله عليه وسلم:" من فرّج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرّج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة".
إنك لو طبقت كل هذه الرحمات وأجدتها واتقنتها ستجد شيئا عجيبا ألا وهو.. أن دمعة عينيك ستصبح قريبة جدا وقلبك سيصبح رقيقا وحساسا، سبحان الله.. علاقة غريبة بين المسح على رأس اليتيم وكفالته والدعاء للمستضعفين والرحمة بالفقراء والمساكين والرحمة بالحيوان، وبين رقة القلب.
هنيئا لك يا من نويت الآن أن تطبق الرحمة.. هنيئا لك رقة القلب ودمعة العين فانها ستغسل الذنوب باذن الله.
اللهم اقذف في قلوبنا الرحمة واجعلنا نتصف بها دائما وأبدا.. اللهم آمين
*من كتاب الأخلاق للأستاذ عمرو خالد
قال تعالى: ( كل نفس ذائقة الموت )
وقال جل من قائل : (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت )
بما أن الموت حق وأمر لا بد منه على كل نفس
وبما أن البعث حق والحساب حق والساعة آتية لا ريب فيها فلماذا كل منا يتغافل ويتشاغل ويتصامّ عن سماع أو التفكير بهذه الأمور؟؟
علينا أن نجدد العهد ونضع الموت نصب أعيننا في كل لحظة وفي كل سكنة ونمضي في ما تبقى من حياتنا على هذا النحو وكما خاطب الصحابيّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه نفسه قائلاً:( كفى بالموت واعظا يا عمر )
فهيا بنا نردد هذه المقولة ونستشعر قرب الأجل وقصر الحياة الدنيا فندعو الله تعالى من بيده القلوب والأفئده ومن لا يرد سائلا دعاه وتضرع وألحّ
اللهم نسألك بأسماءك الحسنى وصفاتك العلا , اللهم انا نسألك باسمك الأعظم الذي إذا سؤلت به أجبت وإذا دعيت به أعطيت
اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفُواً أحد أن تجعل خير أعمالنا آخرها وخير أيامنا يوم لقاك يا رحمن
اللهم ارزقنا توبة صالحة صادقة تقية ومتقبلة قبل الممات يا غفور
اللهم منّ علينا بميتة سوية ومرد غير مخز ولا فاضح يا ستّير
اللهم ارزقنا الشوق إلى لقاءك (فإنه من أحبّ لقاء الله أحب الله لقاءه)
اللهم توفنا وأنت راضٍ عنا يا كريم
اللهم أحينا ما علمت الحياة خير لنا وتوفنا اذا علمت الوفاة خير لنا يا لطيف
اللهم نعوذ بك من موت الفجأة يا ودود
اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك واحشرنا مع الشهداء والنبيين والصالحين وحَسُن أولئك رفيقا , قال عليه الصلاة والسلام: (من مات ولم يغزُ ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق)
اللهم أطل عمرنا في طاعتك وأحسن عملنا واجعلنا هداة مهديين يا هادي
اللهم اذا أردت فتنة قوم فتوفنا غير مفتونين
اللهم خفف عنا سكرات الموت يا قدير
اللهم اجعل الشهادة ولا إله إلا الله آخر ما نقول
اللهم يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولاتكلني إلى نفسي قرة عين
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين.
من الأدعية المستجابة دعاء الوالدين وذلك من صفات الأنبياء وأعمال الأتقياء
دعا إبراهيم عليه السلام {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام}
وقال هو وإسماعيل عليهما السلام {ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك}
ومن دعاء من تقبل الله عمله وتجاوز عن سيئاته {وأصلح لي في ذريتي}
ومن دعاء عباد الرحمن {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرةأعين}
قال ابن الجوزى - رحمه الله - :
إنا فى روضة ؛ طعامنا فيها الخشوع ،
و شرابنا فيها الدموع .
اذا كنت ترى جسم الخاشع على كوكب الأرض ،
فروحه فى الحقيقة تجول و تسبح فى مكان آخر...
أتدرى أين تذهب روحه ؟؟
روحه تحوم حول العرش..عرش الرحمن
كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية
انها أحلى عبــــادة فى العالم
التى اذا انتهيت منها...
تحس براحة... و انك فعلا قد ارتويت
شىء عجيـــــــــب
متى تأتى هذه اللذة ؟
و من أين تأتى ؟
و متى تُسلب ؟
و كيف تذهب ؟
و اذا أتت فلماذا لا تستمر؟
و كيف أجعلها تستمر ؟
انها..................
سر من الأسرار .
أظنكم عرفتموها ...
أخى الكريم / أختى الكريمة
أدعوكم الى صلاة لذيذة
تشفى الصدور
تطرد الهموم
تزيل الغموم
تريــــــــحك
معا... لتتغير صلاتـــنــــا
و كما قال رسولناhttp://www.manhag.net/mam/components/com_fireboard/template/default/images/english/emoticons/salla.gif (http://www.manhag.net/mam/components/com_fireboard/template/default/images/english/emoticons/salla.gif)
" أرحنــــــا بها يـــــا بلال "
أنت تحتاج أن تريح قلبك
و تسعد فؤادك من ضغوط الحياة و العمل و المشاكل الاجتماعية
و لن تجد أحدا يعطيك الراحة...
الا الذى يملك الراحة
من يملكها ؟؟؟
الذى يملكها هو الله
نبدأ...
هناك شىء يجب أن تغيّره فى صلاتك....
كثير من الناس يظن أن الخشوع فى الصلاة هو فقط
أن تكون حاضر القلب..غير شارد الذهن.
لا
يجب أن نغيّر هذه الفكرة.
يجب ان تعلم أن حضور القلب و عدم السرحان..
هذا فقط أول الخط
أول معنى من المعانى لأسباب الصلاة و لذتها
و هناك بعد ذلك أعماق و أعماق
قـــــــلنـــا...
حضور القلب هو أول هذه المعانى و المشاعر
أول شعور من مشاعر الصلاة هو حضور القلب..يعنى ألا تسرح
كثير من الناس يجاهد لحضور القلب
و لكن..
هل تحتاج حقا أن تجاهد عليه؟!!!
الاجابة
:::
لا
لماذا ؟
لأنه ببساطة ..
لذة حضور القلب مع الله،،، أعذب بكثير من لذة السرحااان
ما الفرق بين صلاة من يعيش حالة من أحوال أهل الجنة فى الخشوع و اللذة و الراحة و بين صلاة غير الخاشع ؟؟؟؟
كلهم يفعلون نفس الحركات و يأخذون نفس الوقت...
ما الفرق؟
الفرق هو حضور القلب
اذاً احضر قلبك ...10 دقائق فقط...احضر قلبك فيها
لا تفكر فى الدنيا 10 دقائق
نحن نصلى 5 صلوات فى اليوم ، و نفترض ان كل صلاة 10 دقائق...يعنى 50 دقيقة فى اليوم
أقل من ساعة لله!!!
و أكثر من 23 ساعة لك
طيب..أحضرت قلبى..
تريد منى شيئا آخر ؟
نعم.. بعد حضور القلب هناك عمق آخر
أكثر خشوعا و أكثر لذة ...
بعض الناس حاضر القلب لكن لا يفهم ما يقول و يحفظ
لا يفهم معنى تبارك اسمك و تعالى جدك ...التحيات لله و الصلوات و الطيبات
المشكلة اننا نردد كلمات لا نعرفها ثم نتسائل ...لماذا لا نخشع ؟!!
ليس فقط أكبر هدفك هو ألا تسرح..هذا أول عمق
الأمر الآخر ..أن تفهم
سنكشف عن هذه الأسرار و معانيها
بعدها سيتغير شعورك و بالتالى صلاتك
لا تقل .. لا أستطيع
كثير من الناس يشاهد الأفلام و المسلسلات ثم بعد ذلك..
هل يوجد واحد منهم ما فهم القصة لأنه سرحان؟
مســـــــــتــحــــيــــــل
أخى الكريم / أختى الكريمة
أدعوك أن تجتهد و أبشر فإن الله عزوجل كريم ، أكرم مما تتصور ، و أعظم مما تتخيل ..
يعطيك تلك اللذة اذا رآك فعلا تريدها و استعنت به يعطيك اياها
بعد دخولك فى هذه الأبعاد ....
ستصل الى مرحلة تتمنى ألا تنتهى الصلاة ...
و تتمنى ان تبقى فيها أكثر ...
و سوف تشاهد ذلك فعلا ، و لكن المسألة تحتاج الى عزم
على قدر أهل العزم تأتى العزائم
و تأتى على قدر الكرام المكارم
يتبع ..بإذن الله
حبيباتى الموضوع منقول فلا تنسوا الدعاء لمن اجتهدوا
لتحصيل الاجر...
افضل الاعمال تلك التي تقوم بها وحدك
فإن افتقدت الاحبة و الصحبة
ستجد ان الله معك ...
ومن وجد الله وجد كل شيء
تحدثنا عن حضور القلب و فهم معانى الكلمات
و هناك شعور ثالث ..عبادة زائدة ...طعم الذّ
و هذا الشعور لابد أن تدخله فى صلاتك.
كثير من الناس يصلى و لكن ليس لديه أى مشاعر ، ربما يكون حاضر القلب و يفهم و يسمع و لكن لا يشعر بشىء أثناء الصلاة ..
على عكس لو قابل صديقه او حبيبه...
كل المشاعر تتولد
أما لو قابل الله فى الصلاة:::: فإنه لا يحس بشىء
صلاته باردة.. لا مشاعر فيها ..و لا شىء
مجرد حركات ، كلمات ..
لذلك بعد الصلاة ، لا يشعر أن شيئا اختلف فى حياته
لابد أن تتغير
يا رب ان عظمت ذنوبى كثرة فقد علمت أن عفوك أعظم
ان كان لا يرجوك الا محسن فبمن يلوذ و يستجير المجرم
أدعوك ربى كما أمرت تضرعا فإذا رددت يدى فمن ذا يرحم
هو شعور الرجاء...
أن ترجو رحمة الله..و أنت فى الصلاة
أتيتك يا رب و انا أرجوك أن ترحمنى
أرجوك أن تحبنى
أرجوك أن تعفو عنى
و ظنك بالله أنه سيقبلك و يرضيك
هذا شعور الرجاء...." عبادة قلبية "
طيب، كيف أحس بهذا الشعور ؟
تحس به اذا عرفت الله..
كلما عرفت الله أكثر ، زاد رجاؤك فى الصلاة أكثر
لن تجد أحدا أرجى لك من الله
و من شدة قرب رجاء الله منك...
فليس عليك سوى أن تظن بالله أى شىء تحبه ، و سيكون لك عند حسن ظنك.
استمع الى الحديث القدسى :
يقول صلى الله عليه و على آله و سلم : قال الله تعالى : انا عند ظن عبدى به ، فليظن بى ما شاء
اذا دخلت بهذا الشعور ..حتما ستتغير صلاتك
و أبشر ..
أن الله سيعطيك
قال تعالى : " و قال ربكم ادعونى استجب لكم "
ليس احتمال..ربما يستجيب لى....
لا
بل يقين تام
يقول النبى - صلى الله عليه و سلم -
" ادعوا الله و أنتم موقنون بالإجابة "
اذا فعلت ذلك، أعطاك أكثر مما ترجوه و تريده منه لكن بشرط....
*
*
طريـق السعـادة
لكي يصل الإنسان إلى طريق السعادة، وبعد أن أدرك حقائق الوجود الكبرى، عليه أن يتطلع إلى الكشف عن الطريقة السليمة للتعامل مع المحاور الرئيسية لهذا الوجود،
وهي: الله جل وعلا، الإنسان، والكون[3].
ونبدأ بالموجود الأول الذي تخضع له كل الموجودات،
فبعد أن يتعرف الإنسان إلى الله سبحانه من خلال ما ورد عنه في كتابه الكريم وفي سنة رسوله الخاتم صلى الله عليه وسلم، أو من خلال الأدلة البرهانية التي أبدعها علماء الكلام بطريق المنطق والفلسفة، فإنه سيستنتج بالبداهة حقيقة الوجود الأولى، وهي أن السعادة في الدارين منوطة برضاه تعالى والامتثال لأوامره والوقوف عند حدوده.
أما المحور الثاني وهو الإنسان،
فلعله من أكثر الألغاز استغلاقا على العقول منذ القدم، ولا يقتصر ذلك على مرحلة ما بعد سقراط الذي صرف الفلاسفة عن البحث في الكون إلى البحث في الإنسان، بل إن البحث في الكون نفسه لم يكن عند القدماء الذي لم يصل إليهم نور الوحي إلا إسقاطا لطبيعة الإنسان على ما حوله من ظواهر الوجود، بدءاً من التصور الحيوي للطبيعة - وكأنها مخلوق عاقل- ووصولا إلى أنسنة الآلهة المتعددة.
أما القرآن الكريم فقد وضع للإنسان منهجا متكاملا ليتبصر ذاته عبر إدراكه للحقيقتين التاليتين:
1- أنه مخلوق تافه، أصله من تراب وماء مهين، ومصيره إلى جثة هامدة، وهو فيما بينهما يحمل النجاسة في جوفه، ويستقذر كل ما يخرج من بدنه. يقول الله تعالى: "قتل الإنسان ما أكفره، من أي شيء خلقه، من نطفة خلقه فقدره، ثم السبيل يسره، ثم أماته فأقبره" [عبس: 17- 21].
2- أنه مع ذلك مكرم على سائر المخلوقات الأخرى[4]، فقد أسجد الله الملائكة لجده آدم، وسخّر له الأرض والدواب، وأكرمه بالعقل الذي صنع به المعجزات. قال تعالى: " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا" [الإسراء: 70].
فجوهر الإنسان إذن لا يمكن فهمه إلا بتصور هاتين الحقيقتين معا، وبهذا التصور يستقيم التوازن القائم على الإيمان بأن كل ما يحققه الإنسان من مجد وعز ومال وعلم وغير ذلك
فإنه ليس إلا من فيض الله تعالى عليه،
أما الإنسان بذاته فليس إلا كتلة من اللحم والعظم تسمو بها نفسه التي يجب عليه تهذيبها وترويضها بالعلم النافع والعمل الصالح،
وأنه على الرغم من ضعفه وتفاهته إلا أن الله تعالى قد أكرمه بصفات تؤهله لحمل الأمانة التي لم تقدر عليها الكائنات الأخرى من حوله: " إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا" [الأحزاب: 72] .
وإذا أخل الإنسان في إيمانه بشرط التوازن بين الحقيقتين
فإما أن ينصرف ذهنه إلى حقيقته الأولى فلا يرى من نفسه إلا جسدا قذرا شهوانيا لا هدف له ولا غاية، فيقبل على ملذاته كالبهائم حتى يقضي على نفسه بإذلالها كما هو حال الماديين (الماركسيين) الذين لم يروا في الإنسان أكثر من آلة.
أو أن تطغى على فكره الحقيقة الثانية فتؤدي به إلى التكبر والتأله كما هو الحال عند الوجوديين[5].
*
*
*
*
وبعد أن يدرك الإنسان حقيقة وجوده، تتطلع نفسه للتأمل في كنه الحياة التي جُبل على التعلق بها، فهي الأساس الذي تقوم عليه كل ملذات الدنيا ومباهجها،
وعليها يقوم الأمل في تحصيل ما ترغب فيه النفس وتميل إليه.
وإذا عاد مرة أخرى إلى القرآن الكريم ليستشف منه تعريف الحياة فسيجد نفسه أمام منهج تربوي كامل يقوم على محورين:
الأول: أن الحياة ليست إلا جسرًا تمر عليه الكائنات في طريقها نحو الآخرة، وأن هذه الدنيا في قصرها وسرعة زوالها لا تساوي شيئا يذكر في جنب الخلود الذي سيعقبها،
كما أن الآخرة على امتدادها اللانهائي متوقفة على ما يكون عليه حال الإنسان في هذه الحياة الأولى،
فهو إذن في مرحلة امتحان دائم، وكل ما يراه من حوله من مباهج وملذات ومتع، أو من مآسي وجراح وكوارث،
فإن هذا كله ليس إلا أياما قليلة سرعان ما تنقضي، وستوضع بكل ما تحتويه في كفة الميزان لتحدد مصيره الأبدي،
قال تعالى: "وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب، وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون" [العنكبوت: 64].
أما المحور الثاني فهو مكمل لهذا الأول، إ
ذ يعمل على إعادة التوازن لهذه الرؤية، فلا تهون الحياة في نظر الإنسان، ولا ينصرف عن إعمار الأرض بالعلم والعمل إلى التقشف وانتظار الموت.
قال تعالى: "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها" [هود: 61]، "
ولا تنس نصيبك من الدنيا، وأحسن كما أحسن الله إليك" [القصص: 77]،
"من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة" [النحل: 97].
وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع:
"فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم"،
كما أعلن أن زوال الدنيا أهون عند الله من قتل امرئ مسلم.
وبهذه الرؤية المتكاملة تغدو الحياة في نظر المسلم كنزاً ثمينا يتوجب عليه استثماره،
فهي في جوهرها لا تستحق من الاهتمام أكثر من كونها جسرا للسعادة الأبدية،
كما أنه في الوقت نفسه مأمور بعدم التفريط فيها لقدسيتها وقيمتها العظيمة عند الله تعالى
"من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" [المائدة: 32].
أما المباهج وألوان المتع التي تصادفه فيها فليست إلا زخارف تتزين بها لإغواء ضعاف النفوس،
ولكنها لا تُكره أيضا لِـذاتها إذا ما أحسن استخدامها
"قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة" [الأعراف: 32].
وبهذا الفهم يخوض المسلم غمار الحياة بملذاتها واثق الخطى، بعد أن استيقن أن كل ما ملكه فيها غير باق،
فهو إذن في سعي دائم للاستمتاع بها دون إسراف، مع إيمان داخلي بأن ما امتلكه منها في قبضة يده وليس في قلبه
"لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم" ،
وهكذا فهم السلف الصالح الزهد بأنه قصر الأمل، ليس بأكل الغليظ ولا بلبس العباء[6].
*
*
*
*
وبهذا ينتقل المسلم في تأمله إلى المحور الثالث والأخير في فهمه للوجود،
وهو الكون الذي يحوي كل الكائنات المحيطة به، ويبدأ التأمل فيه من قوله تعالى:
"قل انظروا ماذا في السموات والأرض" [يونس: 101]،
ثم يمضي في دراسة عشرات الآيات التي تدعوه للتفكر في خلق الله وبديع صنعه، ليخرج منها بنتيجة مشابهة للتي حصل عليها من تأمله السابق في حقيقة وجوده وحياته،
وسيكتشف أن فهمه للكون يجب أن ينطلق أيضا من إدراك حقيقتين متكاملتين:
الأولى هي حقيقة أن الله تعالى قد سخّر له معظم ما يحيط به من كائنات، إذ أن تفضيله عليها ليس مقتصرا فقط على تمتعه ببعض الميزات،
بل يعدوه إلى تسخير هذه الكائنات لخدمته وتحقيق رفاهيته.
قال تعالى: "ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة" [لقمان: 20]،
"وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون" [النحل: 12]،
"هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور" [الملك: 15].
وسيجد المسلم في مزيد من الآيات دلائل باهرة على تسخير هذا الكون له وتمكينه منه، وفي هذا إشارة لطيفة إلى ضرورة استئناسه بهذا الكون،
واستبطانٌ للنهي عن الجزع مما قد يلاقيه فيه من كوارث ونوازل قد تحل به،
فالطبيعة إذن ليست في تحدٍ دائم مع الإنسان الضعيف، والإنسان أيضا ليس في صراع مستمر للتغلب على طغيان الطبيعة.
أما الحقيقة الثانية فهي أن الكون لم يكشف للإنسان كل أسراره بعد، فعلى الرغم من التسخير والتمكين إلا إن طائفة أخرى من المكوَّنات ما زالت غائبة عن إدراك الإنسان أو خارجة عن سيطرته،
فالكون يضج بالملائكة والجان، وقد يحتوي أيضا على مخلوقات أخرى ليس في مُكنة الإنسان التعرف على حقيقتها أو حتى العلم بوجودها.
ووجود الإنسان فيه لا يعدو أن يكون ذرة صغيرة لا تكاد تذكر أمام عظمة هذا الكون واتساعه.
وبهاتين الحقيقتين تتكامل رؤية المسلم للكون المحيط، فهو مدرك تماما لمكانته المتميزة بين كافة المخلوقات، حيث جعله الله تعالى مركز الوجود الذي تُسخر له معظم الموجودات الأخرى،
وهو في الوقت نفسه مدرك لحقيقة استغلاق بعض الأبواب عليه، وأن قدراته العجيبة مهما بلغت من سمو فإنها لن تطرق تلك الأبواب،
ولكنه مع ذلك مدعوّ للبحث والفضول،
فقد حث القرآن الكريم على التساؤل والنظر، وهذا ما فهمه إبراهيم الخليل عليه السلام عندما سأل ربه أن يريه كيفية إحياء الموتى،
لعلمه بأن التطلع إلى معرفه هذه الأسرار لا يتناقض مع الإيمان بها على الرغم من استغلاقها.
*
*
*
*
النتيجـة
بهذا الإيمان يتصالح المسلم مع خالقه ونفسه والكون الذي من حوله،
فهو مدرك أولا لحقيقة عبوديته لله تعالى وقائم بما يلزم عنها من واجبات،
ومدرك ثانيا لقيمة نفسه كمخلوق أكرمه الله بتسخير الكائنات له، وأنه قد هبط إلى الأرض ليمتحن فيها قبل أن يعود إلى الجنة التي خُلقت له،
فهو مكلف بإعمار هذه الأرض "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها" [هود: 61]،
ومكلف أيضا بترويض نفسه للأخذ من الشهوات ضمن قيود الشرع وحدود الحاجة.
فإذا انتهينا إلى هذا الفهم المتكامل للخالق سبحانه وللنفس والكون، فقد حقّ لنا الآن أن نتساءل عن النتيجة العملية التي يمكن أن نجنيها من تطبيق هذا المفهوم،
ولعل خير إجابة عن هذا السؤال تتخلص في استقراء الواقع الذي عايشه أشخاص سبق لهم وأن طبّقوه، ولن نجد مثالا أفضل من الصحابة رضي الله عنهم.
لقد نشأ الرعيل الأول من أمة الإسلام على تربية قرآنية فريدة، فهي لا تقتصر في عرض المفهوم الشامل للوجود -السالف بيانه- على الجانب الفكري فحسب،
بل تخاطب كلا من العقل والوجدان في تناسق بديع معجز.
وقد لخص أبو بكر الصديق رضي الله عنه هذا المنهج في وصيته لخليفته عمر بقوله:
"ألم تر يا عمر، إنما نزلت آية الرخاء مع آية الشدة، ونزلت آية الشدة مع آية الرخاء، ليكون المؤمن راغبا راهبا،
لا يرغب رغبة يتمنى فيها على الله ما ليس له، ولا يرهب رهبة يلقي فيها بيديه" [7]
، فكان الصحابة يقرءون القرآن على حال من الرغبة والرهبة، وقلوبهم تتفطر شوقا إلى لقاء الله وخوفا منه في آن معا[8].
وكان القرآن الكريم يتنزل تبعا لتدرجهم في هذه التربية، فبعد أن انتصروا في أول غزوة لهم في بدر ووجدوا بين أيديهم الكثير من الغنائم،
وكانوا قد تركوا لقريش أموالهم وهاجروا إلى يثرب محتسبين أجرهم على الله،
عندها تنازع الشيوخ الذين بقوا تحت الرايات مع الشباب المحاربين في اقتسام الغنائم،
فما أن لجأوا إلى رسول الله ليقسم بينهم حتى تنزل الوحي ينهرهم:
"يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين،
إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون،
الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون، أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم" [الأنفال: 1-4]
، عندئذ ارتدعوا جميعا -رضي الله عنهم- وتركوا الغنائم للرسول فرحين بنصر الله تائبين إليه،
وما أن عادت الطمأنينة إلى قلوبهم الطاهرة وطردوا عنها علائق الدنيا حتى تنزل الوحي بقسمة الغنائم:
"واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل..." الآية [الأنفال: 41].
وما أن نضج المفهوم المتكامل للإيمان في قلوب تلك الأمة حتى خرجوا ليفتحوا مشارق الأرض ومغاربها، غير آبهين بزخارف الدنيا التي انبسطت تحت أقدامهم،
إلى أن دخل ربعي بن عامر بثوبه المرقع على قائد الفرس رستم وهو يمزق البُسط الفاخرة برأس رمحه،
ويقف رافع الرأس وهو يتحسر على الرعية التي طأطأت الرؤوس للقائد قائلا: "أتينا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدالة الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة"،
فيتهامس الجلوس من كبار القوم: "والله لقد تحدث بكلام طالما تطلع إليه عبيدنا".
أما اليوم، فلن نفاجأ كثيرا بنتائج الاستقصاء الذي أجرته مجلة النيوزويك الأمريكية حول أكثر شعوب العالم سعادة،
حيث تربّع الشعب النيجيري الفقير ذو الأغلبية المسلمة على رأس القائمة التي تضم خمسا وستين دولة،
وتلته شعوب كل من المكسيك، فنزويلا، سلفادور وبورتوريكو،
بينما احتلّت الدول المتقدمة - أمام دهشة معدّي التقرير- مراكز متأخرة على سلم السعادة.
ولكننا قد نقف طويلا أمام اعتراف معظم الأمريكيين المستجوبين في التقرير بأن السعادة لا تتعلق بالغنى والمال[9]،
وهو ما يبدو مستغربا في مجتمع براغماتي قام في تأسيسه على أكثر أشكال الرأسمالية تطرفا.
الأمر الذي دفع المجلة ذاتها فيما بعد لتقصي ظاهرة عودة الدين للانتشار في الولايات المتحدة[10]،
لتدور التساؤلات من جديد حول السعي اللاهث للأمريكيين في البحث عن السعادة، عبر وصفات التأمل العابرة، والتي تؤخذ كجرعات لعلاج النفوس المتعبة.
أما التساؤل الذي لم يتجرأ أحدهم على طرحه فهو:
ماذا عن العلاج المتكامل الذي يفي بحاجات كل من الروح والجسد والمجتمع عامة في تناسق تام ويهدي الإنسان إلى طريق السعادة الحقيقية في هذه الحياة، ثم يضمن له السعادة الأبدية في ما بعدها؟
هذا هو السؤال الذي ما زال الإنسان مصرّاً على التفلسف حوله، وبعيدا عن مصدره الأصيل.
قال تعالى: "يا حسرة على العباد، ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون" [يس: 30].
*
*
*
*
المصدر صيد الفوائد
نفعنا الله واياك بما تقدم ابو ضارى
احترامى
*
*
من البديهي أن تحدث المنكرات
و يكثر المتسلقون
اذ طالما ليس لدينا ثبات على الكلمة والموقف
طريق السعادة ليست حروف تقال
وليس عبارات يتم رسمها
بل هو طريق لمن اهتدى واتقى
طريق السعادة طريق العارفين
و منال السائلين
وليس لمن باع دينه ودنياه بدينار
طريق السعادة
جهد فردي و عالم لا يعرفه الكثير من الناس
و هنيئاً لمن عمل بالخفاء
وقدم للغير خير الاعمال
وشكر غيره
الموضوع كله بقلم لا يعرف سوى النقاء
قلم أجحده من حوله فتحول الطريق الى طريق شقاء
http://www.muslma1.net/vb/images/icons/icon3.gif ثناء المرء على نفسه له 4 حالات:
- أن يريد بذلك التحدث بماأنعم الله عليه من الإيمان
- أن يريد تنشيط أمثاله لماهو عليه
فهاتان الحالان محمودتان لما تشتملان عليه من هذه النيةالحسنة
- أن يريد الفخر والتباهي على الله تعالى بماهو عليه من الإيمان فهذا غيرجائز
- أن يريد مجردالخبر عن نفسه بماهو عليه من الإيمان؛فهذا جائز وتركه أولى
[ابن عثيمين]
قبل أن تعلقي على أي شائعة عن إحدى النساء"اجعلي نفسك
مكانها"،واتخذي حسن الظن والورع حماية
http://www.muslma1.net/vb/images/icons/icon35.gif
قالت امرأة أبي أيوب له : أما تسمع ما يقول الناس في عائشة[بشأن
الإفك]؟قال :نعم ،وذلك الكذب، أكنت فاعلة ذلك؟ قالت:لا، قال:
فعائشة خير منك
وسأل صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش عن ذلك
[مع كونها ضرتها]
فقالت:أحمي سمعي وبصري ، ما علمت إلا خيرا
[ينظر:ابن كثير]
ابو ضاري
29-01-2010, 16:23
نعلم كل العلم ان السعاده هي
مطلب كل انسان في هذا الوجود ...واعظم سعاده
هي السعاده الروحيه ..المتمثله في اعماق النفس ...
واليكم بعض اسباب السعاده الحقيقيه .....
"فكر واشكر"
والمعني ان تذكر نعم الله عليك فاذا هي تغمرك من
فوقك ومن تحت قدميك(وان تعدوا نعمه الله لا تحصوها)
صحه في بدن, امن في وطن, غذاء وكساء, وهواء وماء,
لديك الدنيا وانت لا تشعر, تملك الحياه وانت لا تعلم.
عندك عينان ولسان وشفتان ويدان ورجلان هل هي مسالة
سهله ان تمشي علي قدميك, وقد بترت اقدام,
وان تعتمد علي ساقيك, وقد قطعت سوق, احقير ان تنام ملء
عينيك وقد اطار الالم نوم الكثير, وان تملا معدتك
من الطعام الشهي, وان تكرع من الماء البارد وهناك من
عكر عليه الطعام, ونغص عليه الشراب بامراض واسقام.
تفكر في سمعك وقد عوفيت من الصمم,وتامل في نظرك
وقد سلمت من العمي , وانظر الي جلدك وقد نجوت
من البرص والجذام, والمح عقلك وقد انعم عليك بحضوره
ولم تفجع بالجنون والذهول.فكر في نفسك, واهلك, وبيتك,
وعملك, وعافيتك, واصدقائك, والدنيا من حولك فكر واشكر.
*
*
السعادة
السعادة ليست احجية او معترك صعب اختراقه او هدف مستحيل الوصول اليه
السعادة نصل اليها بكل يسر حين نضع الله بقلوبنا ونصب اعيينا فى كل امر وفكر وحركة
كلما اتبعنا شرائعه وادينا ما علينا من واجبات نحوه تعالى جل وعلا وكلما استوصينا ووصينا بما امر وامرنا به وانتهينا عن ما نها ونهينا عنه
نصل الى عمق السعادة وتلك الروحانية التى تتملكنا فلا نعد نشعر بعدها باى ضيق او حزن
ومن هنا نصل الى السعادة فى الدارين
*
*
*
*
وتكمن عمق السعادة فى العطاء
اعطاء النفس كل ما يجبلها على التقوى والايمان
اعطاء الاخرين من حولنا ما يمنحهم السعادة
ومساعدتهم فى كل شأن لهم ومعاونتهم على الوصول الى طريق السعادة
ودون الانتظار لمقابل لهذا العطاء
وهنا تصل الى سعادة لا متناهية من الاحساس بالشفافية والتخلص من الاسقاطات الدنيوية من المصالح والمقابل لكل عطاء
*
*
*
*
وللسعادة دروب قد تعترضها الاشواك
وللتخلص منها لابد ان نصل الى درجة من الصدق مع النفس تمكنا من تخطى كل العقبات التى تعترضنا للوصول الى السعادة
الصدق مع النفس من اهم اسباب الوصول الى السعادة
فان صدق الانسان مع نفسه يعنى صدقه مع ربه ومع من حوله
يصدق فى سره وفى علانيته
وما يقوم به بينه وبين نفسه يعلم يقينا ان الله ثانيه وثالثه واوله واخره
وان صدق مع ربه فلن يخاف او يخشى بنى البشر من حوله
وبهذا الصدق يصل الى درجة من النقاء لا تخوله معها اى احساس بخوف من شئ الا من خشية فقده لحب الله ورضاه
وهنا يصل الى مرتبة عليا من مراتب السعادةفى الدنيا والآخرة
*
*
*
*
ما كان منى بعض قبس من ذاتى
ربما اضاء دروب السعادة لى ولكم
شكرا ابو ضارى
*
*
الجنة درجات ، وكلٌ بحسب عمله وكسبه
في البخاري *عن أبي هريرة مرفوعاً " إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنَّه أوسط الجنة و أعلى الجنة و فوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة.
أخرج الإمام أحمد في مسنده و الترمذي في جامعه وصححه الألباني عن معاذ بن جبل أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ذر الناس يعملون فإن الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء و الأرض و الفردوس أعلاها درجة و أوسطها و فوقها عرش الرحمن و منها تفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس
امن شد عليه البلاء وعانى الآلام والأوجاع يامن تكالبت عليه الهموم وأثقلت كاهله الديون يامن ابتلي بالسحر او العين يامن قيد بالمس من الشياطين يا من تسلط عليه الخلق بالايذاء يامن فقد بهجة الحياة يا من أغلقت أمامه الأبواب وأظلمت أمامه الدنيا الى كل هؤلا أهتف وأصرخ وأنادي هلموا الى الله أقبلوا على الله تضرعوا اليه أشكو همومكم وألامكم اليه ابكوا وتذللوا وألحوا عليه هو وحده يسمع شكواكم ويجيركم وينصركم ويدفع عنكم ولو بعد حين لا تستعجلو وأعلموا أن النصر مع الصبر ولا تيأسو وثقوا بالله فهؤلاء رسل الله شد عليهم البلاء وزاد العناءوتكالب عليهم الأعداء فجأرو الى الله هو من أصطفاهم وكلفهم تبليغ الدين فكيف يتخلى عنهم ويخذلهم حاشا له سبحانه ومع ذلك استبطأوا النصر وتأملو ا حالهم "حتى اذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جائهم نصرنا "وهذا هو وعد الله بالنصر والعون واجابة الدعاءودفع البلاء مقابل رفع اليدين والشكوى اليه وكما ورد في الحديث أن الله يستحي أن يرد يدا عبده اذا دعاه أن يردهما صفرا لا اله الا الله الكبير العظيم مالك الكون أجمع يستحي مني ومنك اذا دعوناه أن يخذلنا ماأعظمك وماأكرمك يالله لن يرد سائلا دعاه مهماأساء وقصر في جنب الله
فيا أصحاب الحاجات ويامن قلت حيلتكم وضعفت عزائمكم وشدت ألامكم وتنوعت أسقاكم اجأروا الى الله انطرحوا على عتبات بابه داعين باكين متذللين فهو سميع قريب مجيب يسمع شكوانا ويرحم ضعفنا وجبر كسرنا ويجيرنا ويدافع عنا كل الأبواب تغلق الا بابه والله والله لن يرد سائلا دعاه ولن يخيب من رجاه فعل العبد أن يدمن قرع الباب ويلح في الدعاء فانه تعالى يحب العبد الملحا في الدعاء تلذذوا بسؤاله ومناجاته وأكثروا من دعائه فهو يحب سماع صوت عبده اذ ادعاه ويهتف الى ملائكته صوت معروف من عبد معروف لا تيأسو وتستعجلوا فنصر الله آت وفرجه قريب
نسأل الله الذي سمع شكوانا أن يكشف ضرنا ويزيل بأسنا ويخفف ألامنا ويشفي أسقامنا آمين آمين أمين..
الحمــد لله الــذي أمـر بالصدق في الأقوال والأفعال ،
وأثنى على الصادقين بالفضل والكمال . وأشهــد أن
لا إلـه إلا الله الكبير المتعال وأشهد أن محمدا عبده
ورسولـه أفضل من نطق وقال ، اللهـم صـل وسلم
على محمد وعلى آله وأصحابه خير صحب وآل .
أما بعــد ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ
الصَّادِقِينَ ) قــد أمــر الله بالصدق فــي عـدة آيات ،
وأثنى عــلى الذين يرعون العهد والأمانات ، وأخبر
بمــا لهم من الثواب الجسيم ، فقال ( هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ
الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْـــرِي مِــن تَحْتِهَـــا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ
عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) .
وقال صلى الله عليه وسلـم « عليكـم بالصدق فــإن
الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلــى الجنة ،
وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب
عند الله صديقا » رواه مسلم . فأخــبــر صــلى الله
عـليه وسلم أن الصدق يهدي إلى البر ، والبر اسم
جامع لكل خيـر وطاعــة وإحسان إلـــى الخلـــق ،
والصـــدق عنوان الإسلام وميزان الإيمان وعلامة
الكمال ، وإن لصاحبه المقام الأعــلى عنـــد الملك
المتعال ، بالصدق يصل إلى منازل الأبرار ، وبــه
تحصل النجاة من الآفات وعذاب القبــر وعـــذاب
النار ، بالصدق يكون العبد معتبرا عند الله وعند
الخلق .
قال صلى الله عليه وسلم «البيعان بالخيار ما لـــم
يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهـما في بيعهما وإن
كذبا وكتما محقت بركة بيعهما » رواه البخـاري ،
فالبركة مقرونة بالصدق والبيان ،والتلف والمحق
مقرون بالكذب والكتمان ، والمشاهدة أكبر شاهد
على ذلك والعيان .
لا تجــد صـــادقــا إلا مرموقا بيــن النـاس بالمحبة
والثناء والتعظيم ، ولا كذابا إلا ممقوتا بهذا الخلق
الأثيم ، الصادق يطمئن إلى قوله العدو والصديق ،
والكاذب لا يثق به بعيد ولا قريب ،الصادق الأمين
مؤتمن عــلى الأموال والحقوق والأسرار ، ومتـى
حصــل منــه كبوة أو عثرة فصدقه يقيــه العثار ،
والكاذب لا يؤمن عـلى مثقال ذرة ، ولـــو فــرض
أحيانا لم يحصل بــه الثقة والاستقرار ، ما كـــان
الصدق فـــي شيء إلا زانه ، ولا الكذب في شيء
إلا شانه ، الصـدق طريق الإيمان ، والكذب بريد
النفاق ، اللهـم تفضل علينا بالصدق فـي أقوالنا
وأفعالنا وجميع أحوالنا ، إنك جواد كريـــم ،
رؤوف رحيم .
الشيخ : عبد الرحمن السعدي
دخل حنظلة على الرسول صلوات الله وسلامه عليه يشتكى النفاق
يشتكى انهم اذا كانوا بين ايديه كأنهم يصافحون الملائكة واذا انصرفوا شغلتهم اعمالهم واهليهم
غريب الامر جدا نافق لانه ساعة يشعر بمنتهى اللذة بطعم الايمان وساعة تغلبه الدنيا
سبحان ربى
هذا نفاق حنظلة عريس السماء
إذا كان هذا نفقاكم...فوالله الذى خلقك ياحنظلة لكلنا منافق
انت تستشعر اللذة يوم بعد يوم
ونحن
متى اخر لحظة استشعرنا فيها لذة الطاعة؟؟
رمضان الفائت؟؟ او ربما مر رمضان ولم نشعر بها!!
لربما انشغلنا بحياتنا وقولنا نعم سوف انتبه الليلة .. طيب غدا ابدأ من الغد
متى اخر مرة انطرحنا فيها بين ايدى الله وجلين محبين
نعم انطرحت يوم ان كنت فى محنة وابتلاء
ليس عن هذا اسأل يامسكين انطرحت حبا وشوقا الى مولاك وليس لانك ذو حاجة
فكر لحظة بالذى بينك وبين خالقك
تحتاج اليه فى امور الدنيا ولما تغرق فى البلايا والنكبات فإذا بك ترهول اليه انجدنى اغثنى
واذا غرقت فى بحارالنعم فإذا بالحجود يملأك حتى تنسى من الذى اغدق عليك النعم وتقول ما اتانى فبفضل منى
ارى كلامى لا يعجبك
حسنا فلتجيب علىّ اذن
اخر مرة دخلت على ربك خاشعا والحب يملأ قلبك ومتلهفا لعناقك الى الارض كى تخبره عما بداخلك من حب ووجل ؟؟؟
اخر مرة مسكت بقلبك قبل يديك كتابه تقول لنفسك فلنظر بما سيحدثنى المولى ؟؟
اخر مرة اغلقت عليك بابك تقول سوف اذكرك يامولاى ساعة؟؟
اخر مرة دمعت عيناك من خشيته وقولت ياارب انت شاهدى وناظرى ورقيبى؟؟
اخر يوم صمته وقولت هذا لله
ماذا؟
اراك تقول تعب الحياة وانشغالنا باعمالنا واهلينا
وهذه سنن يااختى نحن نؤدى الفرائض فلا تثقلى علينا وتحملينا مالا طاقة لنا به فالله ارحم
تلك الكلمة كم اكرهها
سنن وروتب نعم ولكن الله يحبها
الله يحب ان تتقرب اليه
هل هذا السبب لا يشغل بالك؟؟
هل لا يشغلك اكان الله يحب ان يراك تفعل ما يحبه
وتبا لتلك الكلمة ايضا مشغولون
العمل والارهاق
وماذا عن عبادتك
ذلك السبب الذى خلقت من اجله
سبحان ربى ربما تجلس يوما باكمله على النت وتقول انا استفيد اضع الخير لا افعل مثلما يفعل البعض اباحيات وغيرها
نعم صح انت لا تفعل مثلهم
ولكن هل فكرت أ الله راض ام لا عن كل هذاالوقت الذى تقضيه بالنت
وانت هنا على النت ربما اذن للصلاة واعرف انك تصلى ولكن هل ذهبت الى المسجد لتصلى
انت تعرف انه الله يحب ان تصلى فى بيته
ياانتى المسجد بعيد
فعلا المسجد بعيد؟ ام انك انت البـعـيـد؟؟؟
لو قيل ان ستقابل شخص اولربما بنت تحبها لاشتريت سيارة مخصوصا لتذهب
ارأيت تبدى حب اى شئ على حب الله
او لربما اذن للصلاة وانت تحادث فتايات على النت او تكلمين شبابا
وتؤجل الصلاة حتى ينتهى حوارك وربما تخلل الحوار بعض الكلمات التى تغضب الله
او ربما تقرأ مالايفيد
العاب ونكات وغيرها
ياااربى
كم سيمتلئ ذلك الكتاب الذى لا يغادر صغيرة ولا كبيرة بالبلاوى التى كان من السهل الا تكون موجودة
كم سيقع لحم اللوجوه خجلا مما سيعاتبنا عليه الله
ياالله كم سنأكل اصابعنا ندما عندما نرى اناسا كانوا معنا سبقونا فقط لانهم اتقوا الله واحبوه واطاعوه واخلصوا له
واخجلاه مما قدمت
واخجلاه من اعمال الاقى بها ربى
واخجلاه من كلمات اغضبت ربى
واخجلاه من اوقات عصيت فيها ربى
واخجلاه ياانا كيف نسيت ربى
واخجلاه من قلب قسى وبعد عن ربى
واخجلاه من نفس لطالما اجتهدت فى عصيان ربى
استغفروا الله وراجعوا انفسكم
ابو ضاري
30-01-2010, 16:55
كل ما فى هذه الدنيا متع زائلة وكل من يجرى خلفها على أمل الوصول للسعادة فيها يضيع وقته وعمره وجهده … ولا يصيبه إلا التعب والمعاناه ولا يصل للسعادة بهذه الطريقة أبدأ .
حدثنا الله سبحانه عن أن الذين سعدوا فى الجنة وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ
خَالِدِينَ فِيهَا
مناقب الشام وأهله لشيخ الإسلام ابن تيمية [1]
ثبت للشام وأهله مناقب بالكتاب والسنة وآثار العلماء، وهي أحد ما اعتمدته في تحضيضي على غزو التتار، وأمري لهم[2] بلزوم دمشق، ونهيي لهم عن الفرار إلى مصر، واستدعائي للعسكر المصري إلى الشام، وتثبيت العسكر الشامي فيه، وقد جرت في ذلك فصول متعددة.[3]
وهذه المناقب أمور: احدها البركة فيه، ثبت ذلك بخمس آيات من كتاب الله تعالى:
1- قوله تعالى في قصة موسى: (قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يُهلِك عدوَّكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون. ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذّكّرون. فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطّيّروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله، ولكن أكثرهم لا يعلمون. وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين. فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمّل والضفادع والدم آيات مفصّلات فاستكبروا وكانوا قوماً مجرمين. ولما وقع عليهم الرجزُ قالوا يا موسى ادعُ لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفتَ عنا الرجز لنؤمننّ لك ولنرسلنّ معك بني إسرائيل. فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون. فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليمّ بأنّهم كذّبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين. وأورثنا القومَ الذين كانوا يُستضعفونَ مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمّت كلمةُ ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ..) [الأعراف: 129-137] ومعلوم أن بني إسرائيل إنما أورثوا مشارق أرض الشام ومغاربها بعد أن أغرق فرعون في اليم.
2- وقوله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) [الإسراء: 1] وصوله إلى أرض الشام.
3- وقوله تعالى في قصة إبراهيم: (وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين. ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين) [الأنبياء: 70-71] ومعلوم أن إبراهيم إنما نجاه الله ولوطاً إلى أرض الشام من أرض الجزيرة والعراق.
4- وقوله تعالى: (ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين) [الأنبياء: 81] وإنما كانت تجري إلى أرض الشام التي فيها مملكة سليمان.
5- وقوله تعالى في قصة سبأ: (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرىً ظاهرة وقدّرنا فيها السير سيروا فيها ليالَ وأياماً آمنين) [سبأ: 18] وهو ما كان بين اليمن وبين قرى الشام من العمارة القديمة كما ذكره العلماء.
فهذه خمسة نصوص حيث ذكر الله أرض الشام، في هجرة إبراهيم إليها، ومسرى الرسول إليها، وانتقال بين إسرائيل إليها، ومملكة سليمان بها، ومسير سبأ إليها، وصفها بأنها الأرض التي باركنا فيها.
وأيضاً ففيها الطور الذي كلم الله عليه موسى والذي أقسم الله به في سورة الطور، وفي: (والتين والزيتون. وطور سينين) [التين: 1-2]، وفيها المسجد الأقصى، وفيها مبعث أنبياء بني إسرائيل، وإليها هجرة إبراهيم، وإليها معراج ومسرى نبينا [صلى الله عليه وسلم]، ومنها معراجه، وبها مُلكه، وعمود دينه وكتابه، والطائفة المنصورة من أمته، وإليها المحشر والمعاد.
كما أن من مكة المبدأ، فمكة أم القرى من تحتها دحيت الأرض.
والشام إليها يحشر الناس كما في قوله: (لأول الحشر) [الحشر: 3] نبّه على الحشر الثاني، فمكة مبدأ وإيلياء[4] معاد في الخلق، وكذلك بدأ الأمر. فإنه أسرى بالرسول [صلى الله عليه وسلم] من مكة إلى إيلياء، ومبعثه ومخرج دينه من مكة، وكمال دينه وظهوره وتمامه حتى يملكه المهدي بالشام. فمكة هي الأول، والشام هي الآخر في الخلق والأمر، في الكلمات الكونية والدينية.
ومن ذلك أن بها الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة التي ثبت فيها الحديث في الصحاح من حديث معاوية وغيره: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة".[5]
وفيهما[6] عن معاذ بين جبل قال: "وهم بالشام". وفي تاريخ البخاري مرفوعاً قال: "وهم بدمشق". وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يزال أهل الغرب ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة".[7]
وقال أحمد بن حنبل: أهل المغرب هم أهل الشام. وهو كما قال لوجهين:
أحدهما: أن في سائر الحديث بيان أنهم أهل الشام
الثاني: أن لغة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل مدينته في (أهل الغرب) هم أهل الشام، ومن يغرب عنهم، كما أن لغتهم في (أهل المشرق) هم أهل نجد والعراق، فإن المغرب والمشرق من الأمور النسبية، فكل بلد له غرب قد يكون شرقاً لغيره، وله شرق قد يكون غرباً لغيره، فالاعتبار في كلام النبي صلى الله عليه وسلم، لما كان غرباً وشرقاً له حيث تكلم بهذا الحديث وهي: المدينة.
ومن علم حساب الأرض بطولها وعرضها علم أن: حرّان، والرقة، وسميساط على سمت مكة، وأن الفرات وما على جانبيها من البيرة على سمت المدينة بينهما في الطول درجتين لتبين فما كان غربي الفرات فهو غربي المدينة، وما كان ثَمّ شرقيها فهو شرقي المدينة.
فأخبر (صلى الله عليه وسلم) أن أهل الغرب لا يزالون ظاهرين، وأما أهل الشرق فقد يظهرون تارة، ويُغلَبون أخرى، وهكذا هو الواقع، فإن الجيش الشامي ما زال منصوراً.
وكان أهل المدينة يسمون الأوزاعي: إمام أهل الغرب،ويسمون الثوري شرقياً، ومن أهل الشرق.
ومن ذلك أنها خيرة الله الأرض، وأن أهلها خيرة الله وخيرة أهل الأرض، واستدل أبو داود في سننه على ذلك بحديث كثير (مثل):
حديث عبد الله بن حوالة الأزدي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "ستجندون أجناداً؛ جنداً بالشام، وجنداً باليمن، وجنداً بالعراق". فقال الحوالي: يا رسول الله، اخترْ لي. قال: "عليك بالشام، فإنها خيرة الله من أرضه، يجتبي إليها حزبه من عباده، فمن أبي فليلحق بيمنه، وليَسْقِ من غُدْره، فإن الله تكفّل لي بالشام وأهله".[8]
وكان الحوالي (راوي الحديث) يقول: من تكفّل الله به فلا ضيعة عليه. ففي هذا الحديث مناقب المهاجرة.
وحديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قل: "سيكون هجرة بعد هجرة، فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم، ويبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضوهم، وتقذرهم نفس الرحمن، وتحشرهم النار مع القردة والخنازير[9]، تبيت معهم حيثما كانوا، وتقيل معهم حيثما قالوا."
فقد أخبر أن خيار أهل الأرض من ألزمهم مهاجر إبراهيم، بخلاف من يأتي إليه ثم يذهب عنه، ومهاجر إبراهيم هي الشام.
وفي هذا الحديث بشرى لأصحابنا الذين هاجروا من حرّان[10] وغيرها إلى مهاجر إبراهيم، واتبعوا ملة إبراهيم، ودين نبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وبيان أن هذه الهجرة التي لهم بعد هجرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة، لأن الهجرة إلى حيث يكون الرسول وآثاره، وقد جعل مهاجر إبراهيم تعدل مهاجر نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، فإن الهجرة إلى مهاجره انقطعت بفتح مكة[11].
ومن ذلك أن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها على الشام، كما في الصحيح[12] من حديث عبد الله بن عمر.
ومن ذلك أن عمود الكتاب والإسلام بالشام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيتُ كأن عمود الكتاب أخِذ من تحت رأسي، فأتبعتُه بصري فذُهِب به إلى الشام"[13].
ومن ذلك أنها عقرر دار المؤمنين، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "وعقر دار المؤمنين بالشام"[14].
ولهذا استدللتُ لقوم من قضاة القضاة[15] وغيرهم في فتن قام فيها علينا قوم من أهل الفجور والبدع الموصوفين بخصال المنافقين، لما خوّفونا منهم، فأخبرتُهم بهذا الحديث: "وأن منافقينا لا يغلبوا مؤمنين"[16].
وقد ظهر مصداق هذه النصوص النبوية على أكمل الوجوه في جهادنا للتتار، وأظهر الله للمسلمين صدق ما وعدناهم به، وبركة ما أمرناهم به، وكان ذلك فتحاً عظيماً ما رأى المسلمون مثله، مثل صرح مملكة التتار –التي أذلت أهل الإسلام، فإنهم لم يهزَموا أو يُغلَبوا كما غُلِبوا على باب دمشق في الغزوة الكبرى التي أنعم الله علينا فيها من النعم بما لا نحصيه خصوصاً وعموماً.
والحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً، كما يحب ربنا ويرضاه، وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله.
قال رجل لإياس بن معاوية : لو أكلت العنب تضربني ؟
قال : لا .
قال: لو شربت قدرا من الماء تضربني ؟
قال : لا .
قال : شراب النبيذ أخلاط منها فكيف يكون حراما ؟
قال إياس : لو رميتك بالتراب أ يوجع ؟
قال : لا .
قال : لو صببت عليك قدرا من الماء أينكسر منك عضو ؟
قال : لا .
قال : لو صنعت من الماء والتراب طوبا ، فجفَّ في الشمس فضربت به رأسك ، كيف يكون ؟
قال : ينكسر الرأس .
قال : ذاك مثل هذا .
المصدر : زاد
ابو ضاري
31-01-2010, 19:03
إن من أسباب سعادة المؤمنين ما أخبر الله عنه بقوله :
" ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا "
وقوله:" أمّن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه "
من أجمل لحظات الدنيا وأسعدها يوم أن يسجد العبد لمولاه ..
يدعوه ويناديه .. يخافه ويخشاه ..
فيتنور القلب
وينشرح الصدر
ويشرق الوجه ..
ان الصلة مع الله ..
مفتاح الكنز الذي يفيض سعادة وطمأنينة ..
إنها اللمسة الحانية للقلب المُتعب المكدود ..
إنها زاد الطريق
ومدد الروح
وجلاء القلوب
لاتحرم نفسك أجمل لحظات الدنيا
وهي لحظات السجود وتمريغ الجبين للرب المعبود
لاتحرم نفسك أعظم اللذات : لذة المناجاة .. ولذة التذلل والخضوع ..
إنك تملك أغلى شيئ في هذا الوجود ..
تملك كنزا من كنوز الدنيا :
الصلوات الخمس
الثلث الأخير من الليل
ساعات الاستجابة
قال ابن القيم :
"وأي عضو كثرت رياضته قوي...بل كل قوة فهذا شأنها فإن من استكثر من الحفظ قويت حافظته ، ومن استكثر من الفكر قويت قوته المفكره ، ولكل
عضو رياضة تخصه .... ورياضة النفوس بالتعلم والتأدب والفرح والسرور والصبر والإقدام وفعل
الخيرات ونحو ذلك مما ترتاض به
النفوس"
قيل للحسن : ألا يستحي أحد من ربه ؛ يستغفر من ذنوبه
ثم يعود ثم يستغفر ثم يعود؟!
فقال : (( ود الشيطان لو ظفر منكم بهذا ؛ فلاتملوا من الاستغفار ))
العمل حين يشتد عليك الألم :
في الحديث "ضع يدك على مكان الألم من جسدك وقل : بسم الله
ثلاثا وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقدرته من شر ماأجد وأحاذر"
قال أبو حازم : "إذا رأيت ربك
يتابع نعمه عليك وأنت تعصيه فاحذره ؛ وإذا أحببت أخا في
الله فأقلل مخالطته في دنياه"
قال بعض الحكماء :
( الناس ثلاثه : منهم كالغذاء لابد
منه ، ومنهم كالدواء يحتاج إليه
حال المرض ، ومنهم كالداء
مكروه على كل حال )
مداعبة الأطفال بالكلمات الطيبة وسيلة تربوية لغرس معانيها في نفوسهم
كانت هند بنت عتبة ترقص ابنها معاوية وتقول:
إن يك ظني صادقا في ذا الصبي*ساد قريشا مثل ما ساد أبي
وكان الزبير بن عبد المطلب يرقص العباس ويقول:
إن ابني العباس عف ذو كرم
يرتاح للمجد ويوفي بالذمم
أكرم بأعراقك من خال وعم
[العيال لابن أبي الدنيا]
الحصاد المر:
بحسب مجلة [جود نيوز تي في] المتخصصة في عالم الفضائيات فإن الفضائيات العربية عرضت 104 مسلسلا في شهر رمضان.
ترى كم علمت من فضيلة, أوبثت من وعي, أوحثت على طاعة, أوذكرت بقضية إسلامية منسية؟ كيف خرج الناس بعدها من رمضان؟!
ينصح المختصون من يصيبه أرق بعدم النوم نهارا إلا القيلولة وترك المنبهات والقيام بمجهود قبيل النوم كالمشي وتقليل الأكل وتناول ما يساعد على النوم كالحليب
ومن استقيظ ليلا فقال:لاإله إلا الله وحده لاشريك له،له الملك وله الحمد وهوعلى كل شيء قدير،الحمد لله وسبحان الله ولاإله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوةإلا بالله، ثم دعا استجيب له.
رأيت أولادك يفعلون الخير من غير تذكير منك فأبشري بنجاحك في مادة التربية الأسرية
أوصت امرأة من السلف أولادها فقالت: تعودوا حب الله وطاعته، فإن المتقين ألفوا الطاعة فاستوحشت جوارحهم من غيرها، فإن عرض لهم الشيطان بمعصية، مرت المعصية بهم محتشمة فهم لها منكرون.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: "تعودوا الخير فإنما الخير بالعادة"
أذكار الصباح والمساء تذكر المؤمنة بعظمة الله وأسمائه وصفاته وتمدها بما لا تستغني عنه في يومها وليلتها من العصمة من وساوس الشيطان والسحر والعين، وتكفيها شر الهم والغم،وتعينها على قضاء حوائجها، وهي سبب لدخول الجنة ففي الحديث الحسن(من قال إذا أصبح:رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا فأنا الزعيم لآخذن بيده حتى أدخله الجنة)
من نظر في سنته صلى الله عليه وسلم وجد حرصه على عدم اختلاط الرجال بالنساء حتى في أماكن العبادة فضلا عن غيرها فقد رغب في تباعد الصفوف بينهما في المسجد فقال(خير صفوف الرجال أولها..خير صفوف النساء آخرها) ومنع التزاحم دخولا وخروجا وقال(لو تركنا هذا الباب للنساء) وكان إذا سلم مكث لينصرف النساء وقال لهن(عليكن بحافات الطريق)
http://www.muslma1.net/vb/images/icons/icon35.gif "والله ما يستاهل"! http://www.muslma1.net/vb/images/icons/icon35.gif
كلمة يقولها بعض الناس إذا ابتلي أحد الأخيار بمصيبة، ولا يجوز هذا لما فيها من "اعتراض على الله في حكمه وقضائه ؛ إذ معناها أن ما أصاب فلانا من مرض أو محنة أو موت ونحو ذلك لا يستحقه ، وهذا طعن في حكمة الله" [اللجنة الدائمة]
والواجب الرضا بقضاء الله والعلم بأن كل مايصيب المؤمن خير له, بل إن أشد الناسب بلاء هم الأنبياء
قال صلى الله عليه وسلم (من سن في الإسلام سنةحسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده) مسلم
يشمل هذا الحديث من :
- ابتدأت بفعل خير فاقتدى بها غيرها
- أحيت سنة قد تركها الناس
- جعلت وقفا أو غيره يلحقها ثوابه بعد موتها
فلها من هذا الحديث نصيب وافر إذا كانت قدوة لأهلها وأبنائها في الاجتهاد في هذه العشر بالأعمال الصالحة من ذكر وتكبير وصيام
ضمانات نبوية :
- سيد الاستغفار(من قالها من النهار موقنا بها،فمات من يومه قبل أن يمسي ، فهو من أهل الجنة..) وكذا من قالها من ليلته
- (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت) صححه الألباني
- (من قال إذا أصبح : رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ، فأنا الزعيم [الضامن] لآخذن بيده حتى أدخله الجنة) حديث حسن
تفرح المؤمنة لما يصيب المؤمنين من خير ، وتحزن لما يصيبهم من سوء ، و" كان صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر سرور أو بشر به خر ساجدا شاكرا لله " و " كان إذا رأى ما يحب قال : الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وإذا رأى ما يكرهه قال : الحمدلله على كل حال " صححه الألباني
وحزن لما بلغه مقتل أصحابه في بئر معونة حزنا لم يحزن مثله ، ومكث شهرا يدعو على القتلة
سمع النبي عليه السلام رجلا يدعو:
" اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لاإله إلاأنت،المنان بديع السموات والأرض يا ذاالجلال والإكرام ياحي ياقيوم"فقال(لقد دعاالله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب) صحيح أبي داود
من أسباب استجابة الدعاء أن يتقدمه هذا الثناء المتضمن لاسم الله الأعظم،فذكر الله والثناء عليه أنجح ماطلب به العبد حوائجه
[الوابل الصيب]
فلنعلـم أولادنا :
1- غسل اليدين قبل الطعام وبعده
2- التسمية
3 - الأكل جالسا
4- الأكل مما يليك
5- الأكل باليمين
6- يبدأ الأكبر
7- عدم الأكل من وسط الطعام
8- استحباب الأكل بثلاث أصابع لمايؤكل بذلك كالثريد
9- لعق الأصابع
10- حمدالله عند الانتهاءمن الطعام
11- الدعاءلصاحب الطعام
12- عدم عيب الطعام
13- عدم النفخ في الطعام
14- عدم الأكل متكئا
ابو ضاري
04-02-2010, 09:36
{ ياأيتها النفس المطمئنة أرجعي الى ربك راضية
مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي}
صدق الله العظيم
حينها فقط تستشعري لحظة السعادة الحقيقية
فانت النفس المطمئنة
هذه لحظة السعادة الحقيقية فلا بد من فعل الخيرات وترك المنكرات
وحب المساكين و الفوز بالجنة والنجاة من النار آمين
اصبح الجميع يبحث عن السعادة البعض يعتقد انها في جمع المال..والبعض يعتقد انها في الجاة والسلطة,ولكن وجدواالمال والجاة ولكن لم يحصلوا عليها.ولم يشعروا بها
اختي في الله السعادة هي شعور داخلي برضى..ولقد كثرة الشعارات عن السعادة.والباحثون عنها ولكن لن يصل الانسان الى اذا وضعها هدف امام عينية,وسعى للحصول عليها
واعلمي ان السعادة لن تطرق بابك,ولن تتسلل عبر نافذتك,لتصل الى قلبك,ولكن ابحثي عنهاوتاكدي ان السعادة ليست في الجمال
ولا المال.ولا الجاة..كم اناس حصلو عليهم وكانت سبب في تعاستهم
ولكن السعادة في رضى الله في طاعتة في التقرب منة
حافظ على الصلاوات في اوقاتها,,صليها بخشوع وتدبر وكانها اخر صلاة لك وبعدها تذهبين الى القبر وظلمتة..لا اهل ولا اصحاب انما تجد اعمالك تعرض عليك
حافظ على النوافل,,وعود نفسك على صلاتها.
المصحف مهجور من رمضان في مكتبك امسح الغبار عنة وعهده ان يكون رفيقك
بعد كل فرض اقرئ لن اقول جزء ولكن صفحة واحد ولكن داوم عليها خير الاعمال ادومها وان قل
لاتنسى الورد اليومي من الاذكارفهو جلاء للهموم
بين صلاتك والقراءن. والذكر .والتسبيح الاحزان سترحل وتودعك وتشعر بسعادة ورضى
عيد الحب :
دعوة إلى إشغال القلب بأمور تافهة وعشق محرم وغرام لا خير
فيه، بدعة في الإسلام وقدح في الشريعة الكاملة ، لا أساس له في
الملة.
http://www.muslma1.net/vb/images/icons/icon35.gif فلا يجوز الاحتفال به ولا يحل إحداث شيء من شعائر العيد فيه ، http://www.muslma1.net/vb/images/icons/icon35.gif
سواء كان في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي...
والمسلمة عزيزة بدينها ، معلية به رأسها ليست من أتباع كل ناعق.
بين عيد الحب وجحر الضب"
شعارات وحلويات على شكل قلوب
ورود حمراء
تهاني ومراسلات
حتى الليالي حمراء
مظاهر سنوية واحتفالية نصرانية ، تتكرر كل عام ، عيدا للحب
زعموا ، والمسلم عزيز بدينه ، ليس إمعة يتبع كل ناعق ، فلا يقر
بدعة ولا يعين عليها بمأكل أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو
إعلان أو غير ذلك وقد أفتت اللجنة الدائمة بمنع ذلك كله.
ابو ضاري
05-02-2010, 09:15
للدعوة الأثر الكبير في فلاح الأمم، وتسابقها في مضمار الحياة الزاهرة، وهذا ما يجعلها بالمكانة السامية في نظر الشارع الحكيم، وقد ألقى عليها الإسلام عناية شديدة فعهد إلى الأمة بأن تقوم طائفة منها على الدعوة إلى الخير، وإسداء النصيحة للأفراد والجماعات؛ قال تعالى: "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون" (سورة آل عمران: 104)
(( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ))
(الفرقان: من الآية58) .
نعم توكل عليه حق التوكل
ومعنى التوكل هو:
الاعتماد المطلق على الله تعالى في جميع الأمور من جلب المنافع و دفع المضار .
من لنا غيره يكشف الضر
من لنا غيره يجبر الكسر
من لنا غير خالقنا
ورازقنا
وكافينا عن خلقه
--[][]--
ركعتين في جوف الليل
وخلوه مع الله
وبكاء وتذلل بين يديه
وثقه بان الله لن يضيع عبداً لجأ اليه وناداه
[][]-----------------
مقوله أعجبتني كثيراً وهي :
قال بعض العارفين : المتوكل كالطفل لا يعرف شيئاً يأوي إليه إلا ثدي أمه ، كذلك المتوكل لا يأوي إلا إلى ربه سبحانه "
سبحان الله ما أروعه من تشبيه
يجب ان نكون كالطفل ونثق بان الله لن يضيعنا
:
مخرج:
قال ابن عباس رضي الله عنه :
حسبنا الله و نعم الوكيل قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار،
وقالها محمد عليه السلام حين قال له الناس إن الناس
قد جمعوا لكم فاخشوهم .
خلاصة درجة الحديث : صحيح
المحدث : البخاري
المصدر : الجامع الصحيح
الرقم/ الصفحة : 4563
ابو ضاري
06-02-2010, 08:18
السعادة تأتىمن داخل الانسان الى خارجه وليس من خارجه الى داخله
المراة الفاضلة اغلى جوهره فى العالم
لا سعادة بلا دين السعادة فى الدين
شديد حبك للطاعه وإقبال قلبك على مولاك وحضورك فى العباده دليل على سبق السعادة
ابو ضاري
07-02-2010, 10:32
بهذا الإيمان يتصالح المسلم مع خالقه ونفسه والكون الذي من حوله، فهو مدرك أولا لحقيقة عبوديته لله تعالى وقائم بما يلزم عنها من واجبات، ومدرك ثانيا لقيمة نفسه كمخلوق أكرمه الله بتسخير الكائنات له، وأنه قد هبط إلى الأرض ليمتحن فيها قبل أن يعود إلى الجنة التي خُلقت له، فهو مكلف بإعمار هذه الأرض "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها" [هود: 61]، ومكلف أيضا بترويض نفسه للأخذ من الشهوات ضمن قيود الشرع وحدود الحاجة
الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله!!!!
الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله
روي أن سيدنا طلحة الأنصاري رضي الله عنه كان يصلي في بستانه ذات يوم ورأى طيرا يخرج من بين
الشجر فتعلقت عيناه بالطائر حتى نسي كم صلى,
فذهب إلى الطبيب صلى الله عليه واله وسلم
يبكي ويقول : (( يا رسول الله , إني انشغلت بالطائر في البستان
حتى نسيت كم صليت , فإني أجعل هذا البستان صدقة في سبيل الله ..
فضعه يا رسول الله حيث شئت لعل الله يغفر لي((
وهذاأبو هريرة رضي الله عنه يقول : إن الرجل ليصلي ستين سنة ولا تقبل منه صلاة ,
فقيل له : كيف ذلك؟ فقال: لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا قيامها ولا خشوعها
ويقولسيدناعمر بن الخطاب رضي الله عنه : إن الرجل ليشيب في الاسلام ولم يكمل لله ركعةواحدة!! قيل : كيف يا أمير المؤمنين قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها
ويقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : يأتي على الناس زمان يصلون وهم لا يصلون
, وإني لأتخوف أن يكون الزمان هو هذا الزمان!!
فماذا لو أتيت إلينا يا إمام لتنظرأحوالنا ؟؟
ويقول الإمام الغزالي رحمه الله : إن الرجل ليسجد السجدة يظن أنه تقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى , ووالله لو وزع ذنب هذه السجدة على أهل بلدته لهلكوا ، سئل كيف ذلك ؟؟فقال : يسجد برأسه بين يدي مولاه , وهو منشغل باللهو والمعاصي والشهوات وحب الدنيا .. فأي سجدة هذه ؟؟
وانظرإلي الرسول صلى الله عليه واله وسلم... كانت عائشة رضي الله عنها تجده طول الليل يصلي وطول النهار يدعو إلى الله تعالى فتسأله : يا رسول الله أنت لا تنام؟؟فيقوللها (( مضى زمن النوم )) ويقول الصحابة : كنا نسمع لجوف النبي وهو يصلي أزيز كأزيزالمرجل من البكاء؟؟
وقالوا .. لو رأيت سفيان الثوري يصلي لقلت : يموت الآن ( من كثرة خشوعه )؟؟وهذاعروة بن الزبير (( واستمع لهذه)) ابن السيدة أسماء أخت السيدة عائشة رضي الله عنهم .. أصاب رجله داء الأكلة ( السرطان ) فقيل له : لا بد من قطع قدمك حتى لاينتشر المرض في جسمك كله , ولهذا لا بد أن تشرب بعض الخمر حتى يغيب وعيك . فقال : أيغيب قلبي ولساني عن ذكر الله ؟؟والله لا أستعين بمعصية الله علىطاعته . فقالوا : نسقيك المنقد ( مخدر) فقال : لا أحب أن يسلب جزء منأعضائي وأنا نائم , فقالوا : نأتي بالرجال تمسكك , فقال : أناأعينكم على نفسي . قالوا : لا تطيق . قال : دعوني أصلي فإذا وجدتموني لا أتحركوقد سكنت جوارحي واستقرت فأنظروني حتى أسجد , فإذا سجدت فما عدتفي الدنيا , فافعلوا بي ما تشاؤون !! فجاء الطبيب وانتظر, فلما سجد أتىبالمنشار فقطع قدم الرجل ولم يصرخ بل كان يقول : .. لا إله إلا الله .. رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا .. حتى أغشي عليه ولميصرخ صرخة ,, فلما أفاق أتوه بقدمه فنظر إليها وقال : أقسم بالله إني لمأمش بك إلى حرام , ويعلم الله , كم وقفت عليك بالليل قائما لله.. فقال له أحد الصحابة : يا عروة .. أبشر .. جزء من جسدك سبقك إلى الجنة فقال : والله ماعزاني أحد بأفضل من هذا العزاءوكان الحسن بن علي رضيالله عنهما إذا دخل في الصلاة ارتعش واصفر لونه .. فإذا سئل عن ذلك قال : أتدرون بين يدي من أقوم الآن ؟؟!! وكان أبوه سيدناعلي رضي الله عنه إذا توضأ ارتجف فإذا سئل عن ذلك قال : الآن أحمل الأمانةالتي عرضت على السماء والأرضوالجبال فأبين أن يحملها وأشفقن منها .. وحملتها أنا
وسئل حاتم الأصم رحمه الله كيف تخشع في صلاتك ؟؟قال : بأن أقوم فأكبر للصلاة .. وأتخيل الكعبة أمام عيني .. والصراط تحتقدمي ,, والجنة عن يميني والنار عن شمالي ,, وملك الموت ورائي ,, وأن رسول الله يتأمل صلاتي وأظنها آخر صلاة , فأكبر الله بتعظيم وأقرأ وأتدبر وأركع بخضوع وأسجد بخضوع وأجعل في صلاتي الخوف من اللهوالرجاء في رحمته ثم أسلمولا أدري أقبلت أم لا؟؟يقول سبحانه وتعالى : (( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )) يقول ابن مسعودرضي الله عنه : لم يكن بين إسلامنا وبين نزول هذه الآية إلا أربع سنوات ,, فعاتبنا الله تعالى فبكينا لقلة خشوعنا لمعاتبة الله لنا .. فكنا نخرج ونعاتب بعضنابعضا نقول: ألم تسمع قول الله تعالى : ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكرالله .. فيسقط الرجل منا يبكي على عتاب الله لنا .. فهل شعرت أنت يا أخي أن الله تعالى يعاتبك بهذه الآية:
الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله
مواقف ضحك فيها الرسول صلى الله عليه و سلم
سعد بن أبي وقاص قال استأذن عمر على رسول الله وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب فأذن له رسول الله ورسول الله يضحك فقال عمر أضحك الله سنك يا رسول الله قال عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب قال عمر فأنت يا رسول الله كنت أحق أن يهبن ثم قال أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله قلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله قال رسول الله والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك .
وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال انطلق نفر من أصحاب النبي في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم فقالوا يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه فهل عند أحد منكم من شيء فقال بعضهم نعم والله إني لأرقي ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ الحمد لله رب العالمين فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة قال فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه فقال بعضهم اقسموا فقال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي النبي فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله فذكروا له فقال وما يدريك أنها رقية ثم قال قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما فضحك رسول الله .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي كان يوما يحدث وعنده رجل من أهل البادية أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع فقال له ألست فيما شئت قال بلى ولكني أحب أن أزرع قال فبذر فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده فكان أمثال الجبال فيقول الله دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء فقال الأعرابي والله لا تجده إلا قرشيا أو أنصاريا فإنهم أصحاب زرع وأما نحن فلسنا بأصحاب زرع فضحك النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمعه يقول كان رسول الله يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته وجعلت تفلي رأسه فنام رسول الله ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت وما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة , قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها رسول الله ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك فقلت وما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأول قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين فركبت البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت .
عن عائشة رضي الله عنها أن رفاعة القرظي طلق امرأته فبت طلاقها فتزوجها بعده عبد الرحمن بن الزبير فجاءت النبي فقالت يا رسول الله إنها كانت عند رفاعة فطلقها آخر ثلاث تطليقات فتزوجها بعده عبد الرحمن بن الزبير وإنه والله ما معه يا رسول الله إلا مثل هذه الهدبة لهدبة أخذتها من جلبابها قال وأبو بكر جالس عند النبي وابن سعيد بن العاص جالس بباب الحجرة ليؤذن له فطفق خالد ينادي أبا بكر يا أبا بكر ألا تزجر هذه عما تجهر به عند رسول الله وما يزيد رسول الله على التبسم ثم قال لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك .
عن أنس بن مالك قال كنت أمشي مع رسول الله وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذ بردائه جبذة شديدة قال أنس فنظرت إلى صفحة عاتق النبي وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء .
وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى النبي يوم الجمعة وهو يخطب بالمدينة فقال قحط المطر فاستسق ربك فنظر إلى السماء وما نرى من سحاب فاستسقى فنشأ السحاب بعضه إلى بعض ثم مطروا حتى سالت مثاعب المدينة فما زالت إلى الجمعة المقبلة ما تقلع ثم قام ذلك الرجل أو غيره والنبي يخطب فقال غرقنا فادع ربك يحبسها عنا فضحك ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا مرتين أو ثلاثا فجعل السحاب يتصدع عن المدينة يمينا وشمالا يمطر ما حوالينا ولا يمطر منها شيء يريهم الله كرامة نبيه وإجابة دعوته
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا أتى رسول الله فقال يا رسول الله هلكت قال ويحك قال وقعت على أهلي في رمضان قال أعتق رقبة قال ما أجدها قال فصم شهرين متتابعين قال لا أستطيع قال فأطعم ستين مسكينا قال ما أجد فأتي بعرق فقال خذه فتصدق به فقال يا رسول الله أعلى غير أهلي فوالذي نفسي بيده ما بين طنبي المدينة أحوج مني فضحك النبي حتى بدت أنيابه قال خذه .
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال النبي إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا رجل يخرج من النار كبوا فيقول الله اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا فيقول تسخر مني أو تضحك مني وأنت الملك فلقد رأيت رسول الله ضحك حتى بدت نواجذه وكان يقول ذاك أدنى أهل الجنة منزلة .
عن عبد الله بن مسعود قال جاء رجل إلى النبي من أهل الكتاب فقال يا أبا القاسم إن الله يمسك السموات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر والثرى على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك أنا الملك فرأيت النبي ضحك حتى بدت نواجذه ثم قرأ وما قدروا الله حق قدره .
"(حـُــــಞــــب)"ಎ *~ وأيّما حُــب ~ಧ
صور من مشاعرحـಧ الصحابة للنبي ـ ـ
صور من مشاعرالحـಧ
๏عطش سيدنا أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ∫๏
يقول سيدنا أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ:
كنا في الهجرة وأنا عطشان جداً ، فجئت بمذقة لبن
فناولتها للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وقلت له :اشرب يا رسول الله،
يقول أبو بكر:
فشرب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى ارتويت !!
لا تكذّب عينيك !! فالكلمة صحيحة ومقصودة،
فهكذا قالها أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ..
هل ذقت جمال هذا الحب؟إنه حب من نوع خاص ..!!
أين نحن من هذا الحب!؟
وإليك هذه ولا تتعجب، إنه الحب..
حب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أكثر من النفس ..∫.
يوم فتح مكة أسلم أبو قحافة ( أبو سيدنا أبي بكر) ،
وكان إسلامه متأخراً جداً وكان قد عمي،
فأخذه سيدنا أبو بكر وذهب به إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليعلن إسلامه ويبايع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :" يا أبا بكر هلا تركت الشيخ في بيته،
فذهبنا نحن إليه ". فقال أبو بكرـ رضي الله عنه ـ:
لأنت أحق أن يؤتى إليك يا رسول الله ..
وأسلم أبو قحافة..فبكى سيدنا أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ، فقالوا له :
هذا يوم فرحة، فأبوك أسلم ونجا من النار فما الذي يبكيك؟
تخيّل .. ماذا قال أبو بكرـ رضي الله عنه ـ؟
قال: لأني كنت أحب أن الذي بايع النبي الآن ليس أبي ولكن أبو طالب،
لأن ذلك كان سيسعد النبي أكثر ..
سبحان الله ،،
فرحته لفرح النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أكبر من فرحته لأبيه ..
أين نحن من هذا؟
§/ثوبان ـ رضي الله عنه ـ∫∫
غاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ طوال اليوم عن سيدنا ثوبان خادمه
وحينما جاء قال له ثوبان: أوحشتني يا رسول الله وبكى،
فقال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " أهذا يبكيك"؟
قال ثوبان: لا يا رسول الله ولكن تذكرت مكانك في الجنة ومكاني
فذكرت الوحشة.
فنزل قول الله ـ تعالى ـ:
{وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ
وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}
[69] سورة النساء
سواد ـ رضي الله عنه ـ
سواد بن عزيّة يوم غزوة أحد واقف في وسط الجيش
فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للجيش :
" استووا، استقيموا ". فينظر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فيرى سواداً لم ينضبط ..
فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
"استو يا سواد"
فقال سواد: نعم يا رسول الله ووقف ولكنه لم ينضبط،
فجاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بسواكه ونغز سواداً في بطنه
قال: "استو يا سواد"،
فقال سواد: أوجعتني يا رسول الله، وقد بعثك الله بالحق فأقدني !
فكشف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن بطنه الشريفة وقال:
"اقتص يا سواد".
فانكب سواد على بطن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقبلها .
يقول: هذا ما أردت
وقال: يا رسول الله أظن أن هذا اليوم يوم شهادة
فأحببت أن يكون آخر العهد بك أن تمس جلدي جلدك
...ما رأيك في هذا الحب؟
وأخيرا لا تكن أقل من الجذع ....
كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخطب في مسجده
قبل أن يقام المنبر بجوار جذع الشجرة حتى يراه الصحابة..
فيقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يمسك الجذع،
فلما بنوا له المنبر ترك الجذع وذهب إلى المنبر
فسمعنا للجذع أنينا لفراق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ،
فوجدنا النبيـ صلى الله عليه وسلم ـ ينزل عن المنبر ويعود للجذع ويمسح عليه
ويقول له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" ألا ترضى أن تدفن هاهنا وتكون معي في الجنة "؟.
فسكن الجذع ..
اللهم صلي على محمد وعلى آلــــــــه وأصحابه الأخيار ما تعاقب الليل والنهار
السؤال:
ما مدى صحة الحديث القائل: "المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف" [رواه مسلم في صحيحه]؟ وإن كان صحيحًا فما معناه؟ وفي أي شيء تكون القوة؟
الجواب:
الحديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه، ومعناه: أن المؤمن القوي في إيمانه، والقوي في بدنه وعمله خيرٌ من المؤمن الضعيف في إيمانه أو الضعيف في بدنه وعمله، لأن المؤمن القوي ينتج ويعمل للمسلمين وينتفع المسلمون بقوته البدنية وبقوته الإيمانية وبقوته العملية ينتفعون من ذلك نفعًا عظيمًا في الجهاد في سبيل الله، وفي تحقيق مصالح المسلمين، وفي الدفاع عن الإسلام والمسلمين، وإذلال الأعداء والوقوف في وجوههم، وهذا ما لا يملكه المؤمن الضعيف، فمن هذا الوجه كان المؤمن القوي خيرًا من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم، فالإيمان كله خير المؤمن الضعيف فيه خير، ولكن المؤمن القوي أكثر خيرًا منه لنفسه ولدينه ولإخوانه المسلمين، فهذا فيه الحث على القوة، ودين الإسلام هو دين القوة ودين العزة ودين الرفعة دائمًا وأبدًا يطلب من المسلمين القوة، قال الله سبحانه وتعالى {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [سورة الأنفال: آية 60]، وقال تعالى: {ولِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [سورة المنافقون: آية 8]، وقال تعالى: {وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [سورة آل عمران: آية 139]، فالقوة مطلوبة في الإسلام: القوة في الإيمان والعقيدة، والقوة في العمل، والقوة في الأبدان، لأن هذا ينتج خيرًا للمسلمين.
الشيخ :
صالح بن فوزان الفوزان (http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=mufties&mufti_id=239)
------------------
http://www.muslma1.net/vb/images/icons/icon35.gif
::http://www.muslma1.net/vb/images/icons/icon35.gif:فضل المؤمن القوي ::http://www.muslma1.net/vb/images/icons/icon35.gif::
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان (http://**********:OpenHT('Tak/Hits24012935.htm'))) أخرجه مسلم.
الشرح:
نعم هذا الحديث: " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ولا تقل لو أني عملت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله (http://**********:OpenHT('Tak/Hits24012936.htm'))"
"قدر" خبر لمبتدأ محذوف، أي هذا قدر الله، " قدر الله وما شاء فعل (http://**********:OpenHT('Tak/Hits24002471.htm'))"
وهذا الحديث فيه فوائد عظيمة:
أولا: قوله "احرص" يقال: احرِص واحرَص، سمِع يسمَع، ويقال: احرص من حرَص يحرِص بالكسر، احرِص أو احرَص على ما ينفعك ولا تعجز، أو أنه "لا تعجزن".
"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف (http://**********:OpenHT('Tak/Hits24012037.htm'))" هذا في فضل المؤمن القوي، والقوة المراد بها هنا قوة العزيمة، قوة الإيمان الصدق الباطن، أن يدعو إلى أن يعمل وهذا هو المؤمن القوي، وقوة المؤمن في قلبه، وقوة المنافق في بدنه؛ ولهذا ترى كثيرا ممن قد يكون بلغ من السن شيئا كثيرا كبير السن، ومع ذلك ترى همته ونشاطه في عبادة الله -عز وجل- ويأتي إلى المسجد من مكان بعيد، ويعمل الأعمال الصالحة، ويحافظ على الصلوات في أوقاتها، ويحافظ على السنن، مع كبر سنه، وترى مثلا إنسانا مصحح البدن شابا قويا لا يعمل مثل عمل هذا بل قد لا يبلغ شيئا يسيرا من عمله؛ وذلك أن هذا قوة عمله قوته في قلبه، وهذا ربما ضعف قلبه وإن كان بدنه قويا.
وإن كان أيضا أن قوة البدن مطلوبة، وأن الحديث يظهر والله أعلم أن المراد به الأمران:
قوة العزيمة
و
قوة القلب،
وقوة البدن تابعة، حتى يجعل قوة بدنه فيما يرضي الله -عز وجل-؛ ولهذا جاء مدح القوة في كثير من المواضع، كما أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح حينما كانوا صائمين، فقال: " أفطروا فإن الفطر أقوى لكم على عدوكم (http://**********:OpenHT('Tak/Hits24012937.htm')).
فأمرهم بالفطر، والمراد به أن يتقووا بالفطر وتقوى أبدانهم على العمل.
حديث في الصحيحين حينما أفطروا، صام من صام وأفطر من أفطر، فالذين أفطروا سقوا الركاب وأقاموا الأبنية، فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: " ذهب المفطرون اليوم بالأجر (http://**********:OpenHT('Tak/Hits24012938.htm'))" لأنهم لما أفطروا قويت أبدانهم فنشطوا في العمل، فذهبوا بالأجر في ذلك اليوم، والصوام ناموا لأن الصوم أضعفهم، فالقوة مطلوبة في البدن. وإن كان المراد بالحديث هنا قوة العزيمة والقلب.
"خير وأحب" هذا يبين أن أهل الإيمان أن مراتبهم منه - سبحانه وتعالى- مختلفة، منهم من هو محبة الله تختلف، من تكون محبته أعظم من غيره، وهذا دلالة على اختلاف مراتب الإيمان، فمن كان إيمانه قويا كانت محبته لله، ومحبة الله له أقوى "خير وأحب" وفيه إثبات المحبة لله -عز وجل- "يحبهم ويحبونه" وهذا محل اتفاق من أهل العلم، في محبة الله -عز وجل- وفي قوة الإيمان وزيادته.
"من المؤمن الضعيف" الذي ضعف إيمانه وهذا قد يؤيد قول من قال: إن المراد هنا القوة قوة القلب لا قوة البدن، قال: المؤمن الضعيف، ولا شك أنه المراد بالشق الثاني هو الضعيف ضعيف القصد والعزيمة لا ضعيف البدن؛ ولهذا تقدم أن ضعيف البدن قد يكون أقوى وأفضل وأحب من قوي البدن، لكن هو مراد من جهة العموم إذا كان سائرا في القصد الأعظم وهو قوة الإيمان يجعل في سبيل مرضاة الله -عز وجل-.
"وفي كلٍ خير" هذا لأجل دفع ما يظن أن المؤمن الضعيف ليس فيه خير، لا. فالنبي -عليه الصلاة والسلام- أوتي جوامع الكلم، فيدفع التوهمات الباطلة، قال: وفي كل خير، يعني من المؤمن الضعيف والمؤمن القوي، لكن بين أن الخير في المؤمن القوي أتم وأكمل.
"احرص" أمر وهذه وصية منه -عليه الصلاة والسلام-، أمر، وما من طريق يقرب للجنة إلا وقد دلنا عليه -صلوات الله وسلامه عليه- ولا طريق يقرب للنار إلا حذرنا منه، "احرص" الحرص هو الهمة والاجتهاد"على ما ينفعك" وهذه كما قال ابن القيم -رحمه الله-: أصل سعادة الإنسان الحرص وعدم العجز: " احرص على ما ينفعك ولا تعجز (http://**********:OpenHT('Tak/Hits24012939.htm'))" تعجَز أفصح من تعجِز ولذا: " أعَجَزْتُ أنْ أكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ (http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=83&t=book96&pid=2&f=13bloogh00082.htm#)" وإن كان يجوز تعجِز، لكن تعجَز أفصح.
"احرص على ما ينفعك ولا تعجزن -أو ولا تعجز- (http://**********:OpenHT('Tak/Hits24012939.htm'))" وهذا كما تقدم هو أصل سعادة الإنسان، وهو حرصه على ما ينفعه واستعانته بالله -عز وجل- وعدم العجز، والإنسان لا قوة له ولا حول إلا بالله -عز وجل-، لا حول ولا قوة إلا بالله، " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=83&t=book96&pid=2&f=13bloogh00082.htm#)" فمن عمل بحوله فهو مخذول وعمله لا قيمة له.
"احرص" العمل جوارحك تجد وتعمل، لكن قلبك معلق بالله -عز وجل- وهذا هو حقيقة التوكل، الجمع بين قوة اليقين والصدق والتوكل وقوة العمل بالجوارح، وهذان هما ركنا التوكل، فمن فرط في واحد منهما فحصل له شيء فلا يلومن إلا نفسه "احرص على ما ينفعك" هذا عام في أمور دينه ودنياه.
وأعظم الحرص هو الحرص على ما ينفع عند الله -عز وجل- وذلك باتخاذ الأسباب الشرعية المشروعة، وهي أعظم الأسباب المنجية، والعمل بالأسباب من أعظم التوكل بالأسباب الشرعية والأسباب الحسية، المشروعة والمباحة.
"واستعن بالله" وهذان الأمران وهما: الحرص والاستعانة قرينان لا ينفصلان، ومن عمل بالحرص والاستعانة فإنه موفق مسدد ولو حصل ما حصل؛ لأنه بذل الجهد والوسع، وبعد ذلك لا عتب عليه.
"ولا تعجز" يعني أمر بالحرص مع أن مفهومه النهي عن العجز، لكن مع ذلك الناصح الأمين -صلوات الله وسلامه عليه- صرح بهذا المفهوم ولم يسكت عنه، ولا تعجز لأنه ربما يحرص تارة ويضعف تارة، فأمره أن يجد وأن يحرص في جميع أموره، ولا تعجزن ولا تعجز.
"وإن أصابك شيء فلا تقل (http://**********:OpenHT('Tak/Hits24002469.htm'))" وهذا بعد ما اجتهد في السبب فلا يقول ، والمكلف من عموم المكلفين من الرجال والنساء يكتنفه أمران: قبل المقدور وبعد المقدور، قبل المقدور: وهو العمل يحرص ويجتهد مع صدق التوكل على الله، هذا قبل حصول المقدور وقبل العمل فيما يريد أن يعمله في جميع أموره.
ثم بعد ذلك بعد المقدور إياه أن ينكث هذا العمل وذاك التوكل؛ يقول: لا ، لو أني فعلت كذا، لو أنني صنعت هذا الشيء لما حصل كذا، عند ذلك يفتح باب الشيطان. وإن أصابك شيء -بعد ذلك- فلا تقل -نهي- لو أني فعلت كان كذا وكذا" وعند ذلك يتحسر ويأتيه الشيطان.
"ولكن قل قدر الله -هذا قدر الله- وما شاء فعل - سبحانه وتعالى- (http://**********:OpenHT('Tak/Hits24012940.htm'))" وأمره نافذ، ولهذا ( لو ) في هذا الموطن منهي عنها، لأنها تفتح باب اللوم والتلوم والتسخط للقدر وعدم الرضا عن الله، وهذا أمر لا يجوز، والواجب حينما يجتهد ثم ينزل ما ينزل؛ فإنه يقول: قدر الله وما شاء فعل؛ ولهذا من فعل هذا فإنه ينزل عليه برد الإيمان واليقين، وربما كان الأمر الذي يكرهه خيرا من الأمر الذي يحبه.
يقول عمر : "وجدنا خير عيشنا بالصبر" ويقول هو أو غيره: "ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر" ولهذا يقول بعض السلف: واعلم أن ما يصيبك فيما تكرهه من الله -يعني مما لا حيلة لك فيه- خير مما يصيبك أو مما يحصل لك مما تحبه، لأن النفس عند المصيبة يحصل لها ذلٌّ وانكسار، وهذا مشاهد، كم من إنسان قادته مصيبة إلى نعم عظيمة، ثم حينما يقع فيها وكان كارها لها ثم بعد ذلك يلجأ إليه - سبحانه وتعالى- وينطرح وينكسر يسوق الله له - سبحانه وتعالى- من الخير والأنس واللذة ربما كره زوال هذه المصيبة.
ولهذا هذا هو مقام الشكر، لكنه مقام عالٍ "وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=83&t=book96&pid=2&f=13bloogh00082.htm#)" ومقام الرضا يليه، ومقام الصبر واجب، مقام الصبر كونه يكره، لكن ليس معنى ذلك أنه لا يحب زوالها، يحب زوال المصيبة وإن كرهها هذا لا عتب لكن لا يتسخط، لا يتسخط، وهذا قد يسيء بعض الناس يظن أن إرادة زوالها نوع من غير الرضا؛ لا. أو نوع من التسخط، التسخط شيء بالقول والفعل كونه يحب زوالها هذا لا بأس به لأن مقام الصبر هو الواجب.
ومقام الرضا هو أن يرضى بها، فلا يكره ولا يحب، لكن مقام الشكر هو محبتها؛ بمعنى أن ما أصابه مما لم يكن عيبا إنما مصيبة أصابته في نفسه أو في ماله أو في أهله أو في بدنه فإنه حينما يكون شاكرا لله -عز وجل- هذا مقام الشكر، وهو أعلى المقامات كما تقدم.
ولهذا نهى عن "لو" لكن يجوز من "لو" وهنا بحث كثير لأهل العلم في هذه المسألة وأنه يجوز من الـ"لو" فيما يكون تمنيا لخير أو طلبا له، وقد تكاثرت بذلك الأخبار عن النبي -عليه الصلاة والسلام- نعم.
:::شرح فضل المؤمن القوي (من شرح كتاب بلوغ المرام )
للشيخ : عبد المحسن بن عبد الله الزامل ::::
ابو ضاري
08-02-2010, 09:49
الإيمانُ باللهِ ، والعملُ الصالحُ هو الحياةُ الطيبةُ السعيدةُ .
من أراد الاطمئنان والهدوء والراحةَ ، فعليه بذكرِ اللهِ تعالى
هو أقل شيء يلزمني فعله ليكون نهاري في طاعة الله - عز وجل -؟.
عليك أن تحرص على أداء الواجبات وأن تحفظ لسانك وجوارحك عن محارم الله حتى تكون سعيداً موفقاً وتحرص على ما أوجب الله عليك من صلاة الفجر، ومن أداء حق أهل البيت من أولاد وزوجة، وحفظ جوارحك عما حرم الله من المعاصي في حق الله وفي حق عباده، وبهذا تكون ناجياً سليماً . وهكذا في الليل تحرص على أن تحفظ أوقاتك من سائر المعاصي وأن تعمرها بالطاعات، وأن تؤدي ما أوجب الله عليك من صلاة وغيرها هذا طريق النجاة هذا طريق السلامة الحرص على حفظ الوقت من ما حرم الله وعلى حفظه بأداء ما أوجب الله وعلى شغله بالأعمال الطيبة من الاستغفار والذكر وقراءة القرآن وسائر وجوه الخير مع أداء واجب أهل البيت وحقهم من النفقة والمعاشرة الطيبة وحق الجيران من إكرامهم والإحسان إليهم وكف الأذى عنهم. جزاكم الله خيراً.
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ.
شروط العمل الصالح
سؤال:
متى يقبل الله عمل العبد ؟ وما هي الشروط في العمل كي يكون صالحاً مقبولاً عند الله ؟.
الجواب:
الحمد لله
وبعد : فإن العمل لا يكون عبادة إلا إذا كمل فيه شيئان وهما : كمال الحب مع كمال الذل قال الله تعالى : ( والذين آمنوا أشد حبا لله ) البقرة/165 ، وقال سبحانه : ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) الأنبياء/90 .
فإذا علم هذا فليعلم أن العبادة لا تقبل إلا من المسلم الموحد كما قال تعالى عن الكفار : ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً ) الفرقان/23 .
وفي صحيح مسلم ( 214 ) عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ قَالَ لا يَنْفَعُهُ إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ" يعني أنه لم يكن يؤمن بالبعث ، ويعمل وهو يرجو لقاء الله .
ثم إن المسلم لا تقبل منه العبادة إلا إذا تحقق فيها شرطان أساسيان :
الأول : إخلاص النية لله تعالى : وهو أن يكون مراد العبد بجميع أقواله وأعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى دون غيره .
الثاني : موافقة الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يعبد إلا به ، وذلك يكون بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ، وترك مخالفته ، وعدم إحداث عبادة جديدة أو هيئة جديدة في العبادة لم تثبت عنه عليه الصلاة والسلام .
والدليل على هذين الشرطين قوله تعالى : ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدا ً) الكهف/110
قال ابن كثير رحمه الله : " ( فمن كان يرجوا لقاء ربه ) أي ثوابه وجزاءه الصالح ( فليعمل عملا صالحا ) أي ما كان موافقا لشرع الله ( ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له وهذان ركنا العمل المتقبل لابد أن يكون خالصا لله صوابا على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم .ا.ه
ـ
وكلما كان الإنسان أعلم بربه وأسمائه وصفاته كان أكثر إخلاصاً ، وكلما كان أعرف بنبيه صلى الله عليه وسلم وسنته كلما كان أكثر اتباعاً ، وبالإخلاص والمتابعة تحصل النجاة للعبد في الدارين . نسأل الله الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.
الشيخ محمد صالح المنجد
الاسلام سؤال وجواب
نور التوحيد
للشيخ صالح بن عواد المغامسي
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا . واشهد ان لاآله الله وحده لاشريك له ..خلق فسوى وقدر فهدى واخرج المرعى فجعله غثاءً أحوى ..واشهد ان سيدنا محمد عبده ورسوله بلغ عن الله رسالاته ونصح له في برياته ، ادى الآمانه وبلغ الرساله ونصح الأمه فجزاه الله بأفضل ماجزا به نبياً عن أمته ..اللهم صلي وسلم وبارك وانعم عليه وعلى آله وصحابه وعلى سائر من اقتفى اثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين ...أما بعد ..
فسبحانك اللهم ربنا وبحمدك لا آله إلا انت ماعبدناك حق عبادتك ..سبحانك اللهم وبحمدك لا آله إلا انت ماعرفنا قدرك وماقدرناك حق قدرك ...سبحانك اللهم وبحمدك لا آله إلا انت الحي الذي لايموت والإنس والجن يموتون ...سبحانك اللهم وبحمدك لا آله إلا انت تعلم مثاقيل الجبال ومكايل البحار وأنت الله لا آله إلا انت العزيز الجبار .. سبحانك اللهم وبحمدك لا آله إلا انت الخير كله بيديك والشر ليس إليك ..مصير كل أحدٍ عليك ورزق كل احدٍ عليك ..سبحانك اللهم وبحمدك لا آله إلا انت رددت موسى إلى أمه وأرجعت يوسف إلى أبيه ..ونجيت إبراهيم أغثت ذا النون وجمعت ليعقوب بنيه ..سبحانك اللهم وبحمدك لا آله إلا انت امرتنا فلم نأتمر ونهيتنا فلم ننزجر ولاحول ولاقوة لنا إلا بك ..سبحانك اللهم وبحمدك لا آله إلا انت لا نستطيع ان نأخذ إلا مااعطيتنا ولا ان نتقي إن لم تقينا ..انت خالقنا ورازقنا وربنا ومولانا لا آله إلا انت ...سبحانك اللهم وبحمدك لاعلم لنا إلا ماعلمتنا أنك انت العليم الحكيم خلقتنا ولا قدرة لنا ورزقتنا ولاقوة لنا وهديتنا إلى الإسلام من غير ان نسألك فلا تحرمنا اللهم الجنة ونحنُ نسألك ...سبحانك اللهم وبحمدك لا آله إلا انت حنت إليك قلوبنا واشتقت إلى لقاءك أفئدتنا نسألك اللهم بعز جلالك وكمال جمالك أن تغفر لنا في الدنيا والآخرة .....
ايها الاخوة المؤمنون ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..أمابعد .. فهذه موعظة قبل أن تكون محاضرة وتذكرة قبل أن تكون بيانا وتقرُباً إلى الله جل وعلا قبل ان يكون درسا ..جعلنا عنوانها ( نور التوحيد ) ولقد تأصل في قلوب العارفين والأئمة المهديين وعقول المنصفين من المؤمنين ..تأصل عند هؤلاء جميعا أنه لاشيئ أعظم من الحديث عن الله تبارك وتعالى وبما أن ربنا جل جلاله وعز شأنه لايعدله شي فإن الحديث عن الله تبارك وتعالى لايعدله شيئ ابدا ..( قل أي شيئ أكبر شهادةً قل الله شهيدٌ بيني وبينكم * وأوحي إلي هذا القرأن لإنذركم به ومن بلغ )...
ايها المؤمنون الحديث عن الرب تبارك وتعالى حديث تحبه قلوب المؤمنين فبه البلغه والموعظه والذكرى ، ونور التوحيد ..كما قلنا إنما هي موعظه وبلغه إلى الرب تبارك وتعالى ..نستفتح بالذي هو خير ..قال الإمام يحيى ابن عمار .. احد المحدثين رحمة الله تعالى .. قال ..العلوم خمسة ..علم هو حياة الدين وهو علم التوحيد ..وعلم هو قوت الدين وهو العظه والذكر..وعلم هو دواء الدين وهو علم الفقه ..وعلم هو داء الدين وهو ذكر أخبار ماوقع بين السلف ..وعلم هوهلاك الدين وهو علم الكلام ....وهذا التأصيل العلمي من هذا المحدث ظاهر الصحة بلا ريب ..فإن علم الكلام يخرج الإنسان مما اراده الله جل وعلا منه ..فيشتغل بأقوال الفلاسفه وتنظير أهل المنطق ويخوض ميمنة وميسره في عالم الفكر المتأرج بعيداً عن هدي الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم ..وكفى بذلك خيبةً وخسرانا ، وأما الإشتغال بإخبار السلف الصالح وماوقع بينهم رحمة الله تعالى عليهم جميعا ..فإنه يقسي القلب ويجعل من المرء القاسي البعيد زماناً ومكاناً عن اولئك الأخيار يجعله من حيث لايدري حكماً بين أئمة المهديين وصحابةٍ مرضيين واتباعٍ لهم في الدين سابقةٌ لاتُلحق ..ومثل هذا يقسي القلب وحسب المؤمن ان يستمع إلى أقول أمير المؤمنين علي إبن أبي طالب رضي الله عنه عندما قال ( إني لأرجوا الله أن أكون انا وعثمان وطلحة والزبير ممن قال الله جل وعلا فيهم ( ونزعنا مافي صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار) ) أما علم قال عنه دواء الدين وهوعلم الفقه ذلك أن الإنسان احوج مايكون إلى أن يعلم الحلال والحرام حتى يستبين له الحرام والمكروه فيجتنبه ويستبين له المباح فيخير فيه ويستبين له المسنون فيسابق إليه ويستبين له الواجب فيأتيه راضياً بقضاء الله جل وعلا وقدره مستسلماً لإمر الله تبارك وتعالى ونهيه ...ثم قال رحمة الله وعلم هو قوت الدين وهو العظة والذكر ..ذلك أن المؤمن
مهما بلغ حاله وصلح عمله في أحوج الأمر إلى ان يذكّر ويوعظ ولذلك قال الله جل وعلا لنبيه ( وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولاً بليغا ) وقال العرباض ابن ساريه رضي الله عنه ..وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منه القلوب وذرفت منها العيون
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عباس ان موسى عليه السلام وقف خطيباً يعظ في بني إسرائيل حتى إذا رقت القلوب وذرفت العيون ...إلى نهاية الحديث ....
والمقصود انه مامن مؤمن إلا وهو محتاج إلى الوعظ والتذكير وهذا الذي سماه المحدث يحيى إبن عمار ..سماه قوت القلوب ..وقال في أول الأمر رحمة الله ..وعلم هو حياة الدين الا وهو علم التوحيد ولاريب ان التوحيد هو حياة الدين كله ..لإنه أول شيئ يدخل به المرء المله ، بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى أهل اليمن وقال له فليكن أول ماتدعوهم إليه شهادة أن لا آله إلى الله ،لإنه لا يقبل أن يدخل انرءٌ في الدين فيجري عليه أحكام الشرع ويطالب بإمر وينتهي عن نهي حتى يقيم التوحيد اولاً فجعل الله جل وعلا القول بالتوحيد والنطق به والإعتقاد به المدخل الأعظم لدينه تبارك وتعالى ، كما جعل كما جعل في الخاتمه ان من كان آخر كلامه الإعتقاد بالتوحيد والتلفظ به كان حقاً على الله أن يدخله الجنه ..قال صلوات الله وسلامه عليه من كان آخر كلامه في الدنيا لا آله إلا الله دخل الجنه ..وعلى النقيظ من ذلك ..جعل النبي صلى الله عليه وسلم الشرك بالله جل وعلا وجعل الأنداد أعظم الكبائر وأعظم السيئات ، كما أن توحيد الله جل وعلا أعظم الحسنات بلا ريب ، قال صلى الله عليه وسلم وقد سأله عبدالله إبن مسعود يانبي الله أي الذنب أعظم ؟؟ قال أن تجعل لله نداً وقد خلقك ...
ولقد نعى الله على أهل الإشراك من اليهود والنصارى وكفار قريش وسائر الكفرة انهم جعلوا لله ندا ، كل ذلك نعى الله جل وعلا على من صنعه أعظم النعي ،يؤكد هذا أن الله مابعث نبياً ولارسولاً إلا وجعل التوحيد اعظم مايدعوا به اممهم ولهذا كانت الخصومه قائمه مابين الأمم وبين رسلهم في قضية توحيد الله وإفراده تبارك وتعالى بالعباده ، قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ ..اتدري ماحق الله على العباد ؟؟قال ..قلت ..الله ورسوله أعلم ، قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولايشركوا به شيئا ، ويؤكد هذا أن الله مابعث نبياً ولارسولاً إلا وألزمه هذا ..قال العلماء رحمهم الله عند تفسير قول الله جل وعلا ( وسأل من ارسلنا قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن آلةً يعبدون ) قالوا يروى عن إبن عباس وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم ، لما اسري به إلى المسجد الحرام تقدم جبريل فأذن قم أقام ثم أمر نبينا صلى الله عليه وسلم أن يصلي بالنبيين إماماً ، فصلى خلفه النبيون والمرسلون سبعة صفوف ...ثلاثةٌ منهم من صفوف المرسلين واربعة من الأنبياء خلفه مباشرة ..إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وموسى وعيسى عليهم أجمعين صلوات الله جل وعلا وسلامه ..
فلما انفتن صلى الله عليه وسلم من صلاته قال لهم إن الله قد أوحى إلي أن أسألكم ..هل ارسلكم الله جل وعلا أن يعبد أحدٌ غير الله ؟؟ فقال له انبياء الله ورسله وهم شهداءعلى ماوكل الله جل وعلا إليهم قالوا ..إن الله جل وعلا أوحى إلينا أن ندعوا بدعوةٍ واحدة أن لا آله إلا الله ( وأن مايدعون من دونهِ الباطل ) فتفقت كلمة الأنبياء والمرسلين من لدن أدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، على ان دين الخلائق كلهم الذي يقبله الله جل وعلا منهم هو توحيده تبارك وتعالى وإفراده بالعبادة وحده جل وعلا دون سواه ..قال إبن القيم رحمه الله ..
هو دين رب العالمين وشرعهُ *** وهو القديم وسيدُ الأديانِ
هو دينُ آدم والملائكِ قبلهُ *** هو دين نوحٍ صاحبِ الطوفانِ
هو دينُ إبراهيم وأبنيهِ معاً *** وبهِ نجا من لفحت النيرانِ
وبهِ فدا الله الذبيح من البلا *** لما فداهُ بأعظم القربانِ
هو دينُ يحيى مع أبيه وأمهِ *** نِعم الصبيُ وحبذا الشيخانِ
وكمال دين الله شرع محمدٍ *** صلى عليهِ مُنزل القرأنِ
فالرسل أجمعون والأنبياء معهم والصالحون والاخيار على هذا الطريق إلى أن يلقوا الله ، لإن الله جل وعلا
لايقبل من أحد صرفاً ولا عدلاً حتى يقيم توحيده تبارك وتعالى ، ولهذا كانت عناية الرسل والأنبياء والصالحين من بعدهم عند الموت أنهم يوصون من بعدهم بإن يفروا من الشرك وأن يلتزموا توحيد الله بالعباده وإفراده جل وعلا بالعباده دون سواه لعلم أولئك الأخيار والمتقين الأبرار أنه لاينفع عند الله جل وعلا عمل مالم يقيم العبد قول ومعنى ولفظ وعقيده توحيد الرب تبارك وتعالى ، قال سبحانه ( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ماتعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آباءك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهً واحداً ونحنُ له مسلمون ) اللهم آمنا بمثل ماآمنوا به ...
وماأكد اولئك الأبرار والمتقون الأخيار على هذا الأمر إلا لعلمهم ويقينهم وماعلمهم الله أياه أن أعظم الأمر وأجل السيئات وأكبرها الذي لايغفره الله جل وعلا أن يجعل أحداً من المخلوقين ، مخلوقاً غير الله تبارك وتعالى نداً ، ولهذا اثنى الله جل وعلى على ذاته العليه في كتابه وعرف خلقه تبارك وتعالى بإسماءه وصفاته حتى يعبدوه على بينةٍ من الأمر أخبرهم جل وعلا بكمال قدرته وعظيم صنعته ، وجلال مشيئته وبلغت حكمته حتى لايبقى عذر لمعتذر ولاحجه لمحتج ..في أن الله جل وعلا لم يبين لهم كثيراً من اسماءه وصفاته وإنما بينها الله حتى تقوم الحجه على العباد وينقطع عذر أهل الأعذار ويعلم كل أحدٍ ان الله جل وعلا لارب غيره ولا آله سواه يقول سبحانه منعياً على من اتخذ مع الله جل وعلا نداً ( قل ءأنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له اندادً * ذلك رب العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في أربعة ايام سواءً لسائلين * ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض أأتيا طوعاً أو كرها قالتا اتينا طائعين * فقاضهن سبع سماوات في يومياً وأوحى في كل سماءٍ أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا* ذلك تقدير العزيز العليم )
لا يقدر على هذا إلى الله وهذا من أعظم الأدله والبراهين على كمال صنعته وعظيم وحدانيته وجلال الوهيته لارب غيره ولا آله سواه ولذلك كان التوحيد نور يقذفه الله جل وعلا ويلقيه في قلوب من يشاء ..يقول الله جل وعلا ( الله نور السماوات والأرض مثل نورهِ كمشكاةٍ فيها مصباح * المصباح في زجاجة الزجاجه كأنها كوكبٌ دري يوقد من شجرةٍ مباركةٍ زيتونةٍ لاشرقيه ولاغربيه يكاد زيتها يضيئ ولم يمسسه نار نورٌ على نور يهدي الله لنورهِ من يشاء ) نسأل الله جل وعلا أن يهدينا وأياكم لنوره ..
ايها المؤمنون هذا هو التوحيد على وجه الإجمال ، إفراد الله تبارك وتعالى بالعباده وحده دون سواه وقد بينا انه اول ماطالبت به الرسل اممهم وأعظم ماختم به المتقون وصاياهم ..أن من كان آخر كلامه من الدنيا لا آله إلا الله دخل الجنه وبه يدخل المرء إلى دين الرب تبارك وتعالى وهو الخصومه التي قامت بين الرسل واممهم على رسل الله أفضل الصلاة والسلام ..
على انه ينبغي أن يعلم أن لهذا التوحيد لوازم ولهذا التوحيد نور يقذفه الله في القلوب ومن أعظم لوازم توحيد الرب تبارك وتعالى محبته جل وعلا محبتاً لا يقارن بها محبة غيره كائناً من كان ..قال الله جل وعلا ( ومن الناس من يتخذ من دون الله انداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله )
فبين جل وعلا أن صفاة عباده المتقين وأولياءه المؤمنين عظيم المحبة لربهم تبارك وتعالى ، وليس العجيب أن يحب العبد ربه ولكن المؤمل والفوز والسعادة أن يحب الرب عبده وأن عبداً أحبه الله لن تمسه النار أبدا ..قال الله جل وعلا في كتابه العظيم ( وقالت اليهود والنصارى نحنُ أبناء الله وأحباءه ) قال الله جل وعلا جواباً عليهم ( قل فلما يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشرٌ ممن خلق ) قال العلماء في تفسيرها لو كان أحباء الله لماعذبهم ، وقد جاء في الأثر الصحيح ( أن الله لايقلي حبيبه في النار ) وهذا لايقع من افراد الناس وآحاد العوام أنهم يعذبون من يحبون فكيف يقع من رب العالمين الرحمن الرحيم جل شأنه وعز ثناءه ..
والمقصود أن محبة الرب تبارك وتعالى تكون اولاً بمحبة العبد لربه جل وعلا ومحبة العبد لربه المنزله التي شمر إليها العاملون وتنافس فيها اولياء الله المتقون وتسابق فيها على مر الدهور وكر العصور الصارحون السابقون ، فمحبته جل وعلا تنال بإداء الفرائض على أكمل وجه ثم بإتيان النوافل ..وفي الحديث القدسي الصحيح
( ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها ) وهذه الأربع كلهن كناية عن كمال التوفيق من رب العالمين جل جلاله وإذا احب الله عبداً وفقه في الدنيا والآخرة ..رزقه الشهادة عند الموت ورزقه التوفيق وحسن الأختيار في طرائقه إلى الله جل وعلا ..الهمه الله الصبر على المحذور وبين الله جل وعلا له الحرام فيتقيه والواجب فيأتيه والسنن فيسابق إليها . أضاء الله جل وعلا له طريقه وانار الله جل وعلا له مسلكه وساقه الله جل وعلا إلأيه سوقاً جميلاً ، ومحبة الله قال العلماء أنما تنال بإن يحرص الإنسان على أتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أقواله وافعاله واخلاقه ( قل إن كنتم تحبون الله فتبعوني يحببكم الله ) فمن أكبر الدلائل وأجل القرائن على أن العبد يحب الله حرصه على إتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم إينما كانت وحيثما نزلت ، يتلبس بها في المنشط والمكره والعسر واليسر ، يسابق في ذلك قرناءه وخلانه ، ومن يراهم من الناس رجاء ماعند الله جل وعلا من الخير لإنه لايعدل الفوز بمحبة الرب تبارك وتعالى شيئ والعبد إذا احب الله جل وعلا كان مهيئاً إلى ان يحبه الرب تبارك وتعالى ، وهذا اعظم لوازم توحيد الله ، فإذا وقر في الإنسان محبة الله جل وعلا وفق ودل ذلك على أنه معظم لله موحد بربه سبحانه وتعالى ، وهذه منزله كلٍ يدعيها وكلنا يطلبها ولكن الحياة ميدان عمل ومركب شامل يتسابق فيه الأخيار ..فتسابقوا أيها المؤمنون والمؤمنات كل مايقربكم من الرب تبارك وتعالى ..ءاتو الفرائض بلا تون ، وتسابقوا في النوافل عل الله جل وعلا أن يحبكم فأن محبة الله جل وعلا منزلة وأي منزلة وهي أعظم مايطلبه الطالبون وأجل مايسعى إليه المؤملون ،لإنها من أعظم نورٍ يقذفه الله الله جل وعلا في قلوب الموحدين من عباده ..
ايها المؤمنون ، من لوازم التوحيد أن تعلم أن بالتوحيد ينجوا العبد في الدنيا والآخرة ، فلا منجي أعظم من التوحيد ..توحيد الله جل وعلا في القلوب ..وحسن الظن به تبارك وتعالى وصدق التوكل عليه مع حسن الإعتماد عليه جل وعلا في كل أمر هو من أعظم المنجيات ، الرب تبارك وتعالى له اولياء واعداء واولياءه واعداءه كلهم يقر أن الله جل وعلا هو المفزع عند حلول الكرب ..قال الله جل وعلا ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين ) وأنما التفرقه بين اولياء الله واعداءه عند عدم حلول الكرب فإن الله سلك الله بنا وبكم سبيلهم يحبون ربهم في كل آن وحين ويلجئون إليه في السراء والضراء يحمدونه على السراء ويلجئون إليه في الضراء ، أما أعداء الله فهم على أقسام عده لكن لايقال عدد إلا لمن كفر بالله اصلا ولم يدخل الدين ولم يؤمن بالله لارب غيره ولا آله سواه ..فهؤلاء رغم صنيعهم هذا إذا وقعوا في الكرب وحلت بهم النازلة وداهمهم الخطب لجئوا إلى الله جل وعلا ..قال الله جل وعلا يصور حالهم
( وإذا مس الإنسان ضرٌ دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضرٍ مسه ) أما أولياء الله المتقون فهم يفزعون إلى ربهم جل وعلا في كل آنٍ وحين ..التوحيد مستقر في قلوبهم في البر والبحر في العسر واليسر في المنشط والمكره في السراء والضراء وهم في المساجد وخارجها مابين أهلهم وعند قرائنهم في كل مكان يحلونه وكل زمان يمر عليهم والتوحيد باقٍ في قلوبهم ..يعلمون أنه لا ملجئ من الله جل وعلا إلا إليه ..حققه يونس لفظاً وحالاً ومقالا
( فنادى في الظلمات أن لا آله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) فستجاب الله دعاءه واحسن الله عاقبته وكشف الله كربته وآمن له قومه ..وقدمه الله جل وعلا أعظم تقديم وذكره في الكتاب الكريم إلي يوم الدين ..قدم توحيد الرب جل وعلا وهو يستغيث بربه صلوات الله وسلامه عليه وهذه سنن الاخيار وطرائق الأبرار
كما أن التوحيد منجي في الدنيا منجي في الآخرة ..يقول صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيح وغيره ( أن سيخلص رجل من أمتي على رؤوس الخلائق يُنشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر ، فيقول الرب جل وعلا له ياهذا أظلمك كتبتي الحافظون ؟؟فيقول لا يارب ..يقول الله أتنكر مماتراى شيئا ..يقول لا يارب ..يقول الله جل وعلا إن لك عندنا بطاقة ..فيقول يارب وماتغني هذه البطاقة أمام هذه السجلات ..فيقول الحي الذي لا آله إلا هو في البطاقة أشهد أن لا آله إلا الله وأن محمد رسول الله ..فيقول الرجل يارب وما تغني هذه البطاقة أمام هذه السجلات ..قال صلوات الله وسلامه عليه مخبراً وهو لاينطق عن الهوا فتوضع السجلات في كفه وتوضع البطاقة في كفه فطاشت السجلات ورجحت البطاقة ولا يثقل مع أسم الله شيئ ))
قال العلماء رحمهم الله في شرح هذا الحديث هذا دليل عظيم على أن هذا الرجل إن كان فردا حقق التوحيد في قلبه أعظم تحقيق وآمن حقاً أنه لا آله إلا الله وأنه لا ملجئ من الرب تبارك وتعالى إلا إليه وهذه منازل في القلوب يتفاوت الناس فيها ...
ألم يقل صلى الله عليه وسلم ( أن رجل ممن كان قبلكم أوصى بنيه انني إذا مت فحرقوني ثم ذروا ماحرقتموني أيه في الفلات والهواء ..ففعل بنوه مثل الذي اوصى ,,فجمع الله جل وعلا ماتفرق منه ثم أقامه بين يديه فقال له ربه جل وعلا وهو أعلم ياعبدي ماحملك على ماصنعت ,,قال يارب مخافتك وخشيتك فغفر الله جل وعلا له مع أن العمل الذي صنعه باطل بتفاق المسلمين ..لكن صلحت نيته وعظمة خشيته من الرب تبارك وتعالى فحقق بنيته مالم يحققه بعمله والله جل وعلا يقول
( يوم تبلى السرائر ) وتوحيد الله جل وعلا مكمنه القلوب تطوى عليه الأفئدة وتكنه الصدور ويوم القيامة يتبين من بكى ممن تباكى ..الم يقل الله جل وعلا ( يوم يدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعةً أبصارهم ترهقهم ذلة فقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ) يدعى قوم إلى السجود كما أمر الله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فيقبل الناس على ثلاثة طوائف ..قوم يرفظون بالبته وهذا والعياذ بالله صنيع أهل الكفر ..وقوم يقبلون تصنع ورياء ..وقوم يقبلون تقرباً إلى الله جل وعلا ..فإذا كان يوم القيامة وكشف الرب جل وعلا عن ساقه خر أهل الموقف سجدا ..على ثلاثة طوائف أما أهل الكفر فلا يسجدون اصلا ..وأما أهل الإيمان جعلنا الله وأياكم منهم فيسجدون ويمكنون من السجود وهذا من دلالة قبول الله لسجودهم في الدنيا ..وآخرون اعاذنا الله وأياكم يهمون أن يسجدوا فيجعل الله جل وعلا أظهرهم طبقاً واحدا فلا يتمكنون من السجود فهؤلاء المنافقون الذين كانوا يسجود لغير الله في الدنيا ..نعوذ بالله من الخذلان والحرمان ..ايها المؤمنون كما أن التوحيد من أعظم المنجيات في الدنيا والأخرة فإنه توحيد الله جل وعلا من أعظم مايحقق به المرء مقصوده في الدنيا والآخرة ..وعقلاً إذا كانت الجنة تنال بالتوحيد فمن باب أولى أن ينال مافي الدنيا من أماني وغايات بتوحيد الرب تبارك وتعالى ,,إذا كانت الجنة تنال بتوحيد الله فإنما أماني الدنيا أهون وأقل شأن من نعيم الجنة فدل ذلك عقلاً ونقلاً على أن كل غايات الدنيا تنال إذا أذن الله جل وعلا بتوحيد الرب تبارك وتعالى ..وللعلماء في قول الله جل وعلا على لسان نبيه يوسف
( قال اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين ) للعلماء أوجه عده في تفسير الآية منها ..أن يوسف عليه الصلاة والسلام أستعجل الخروج والفرج فقال للغالم الذي غلب على ظنه أنه سينجو أذكرني عند ربك أي عند الملك
من ذكرت عنده فلم يصل عليّ
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : كنت في حجرتي أخيط ثوباً لي فانكفأ المصباح وأظلمت الحجرة وسقط المخيط أي الإبرة ..
فبينما كنت في حيرتي أتحسس مخيطي إذ أطل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوجهه من باب الحجرة .. رفع الشملة
وأطل بوجهه .. قالت: فوالله الذي لا إله إلا هو، لقد أضاءت أرجاء الحجرة من نور وجهه .. حتى لقد التقطت المخيط من نور طلعته ..
ثم التفتُ إليه فقلت: بأبي أنت يا رسول الله .. ما أضوأ وجهك! فقال: "يا عائشة الويل لمن لا يراني يوم القيامة"، قالت :
ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟ قال: "الويل لمن لا يراني يوم القيامة"، قالت: ومن ذا الذي لا يراك يوم القيامة يا رسول الله؟ قال :
" من ذكرت عنده فلم يصل عليّ "
رواه الترمذي في (الحديث: 3546) - الإمام أحمد في الحديث: 1/201 …
يقول الله تعالى :
" إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً"
أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس
روى الطبراني وابن أبي الدنيا عن ابن عمر أن النبي قال: “أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور
يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في
هذا المسجد - يعني مسجد المدينة - شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه
رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام”.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه”.
عن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله قال: قام موسى عليه السلام خطيباً في بني اسرائيل: فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه: عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك. قال: يا رب كيف به؟ فقيل له: احمل حوتاً في مكتل فإذا فقدته فهو ثم، فذكر الحديث في اجتماعه بالخضر.
الى أن قال: فانطلقا يمشيان على ساحل البحر ليس لهما سفينة فمرت بهما سفينة، فكلموهم ان يحملوهما، فعرف الخضر فحملوهما بغير نول، فجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر، فقال الخضر: يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في هذا البحر.. إلخ. متفق عليه.
ابو ضاري
09-02-2010, 10:06
أنت تهدي الى صراد مستقيم، فمن أراد السعادة فليتبعك، ومن أحبّ الفلاح فليقتد بك، ومن رغب في النجاة فليهتد بهداك.
أحسن صلاة صلاتك، وأتمّ صيام صيامك، وأكمل حجّ حجك، وأزكى صدقة صدقتك، وأعظم ذكرك لربك.
وأنت تهدي الى صراط مستقيم.. من ركب سفينة هدايتك نجا، من دخل دار دعوتك أمن، من تمسّك بحبل رسالتك سلم. فمن تبعك ما ذلّ، وما ضلّ وزلّ وما قل، وكيف يذلّ والنصر معك؟ وكيف يضل وكل الهداية لديك؟ وكيف يزل والرشد كله عندك؟ وكيف يقلّ والله مؤيدك وناصرك وحافظك؟
وإنك لتهدي الى صراط مستقيم لأنك وافقت الفطرة وجئت بحنيفية سمحة، وشريعة غرّاء، وملة كاملة، ودين تام.
هديت العقل من الزيغ، وطهّرت القلب من الريبة، وغسلت الضمير من الخيانة، وأخرجت الأمة من الظلام، وحرّرت البشر من الطاغوت.
وإنك لتهدي الى صراط مستقيم، فكلامك هدى، وحالك هدى، وفعلك هدى، و مذهبك هدى، فأنت الهادي الى الله، الدال على طريق الخير، المرشد لكل برّ، الداعي الى الجنة.
ابو ضاري
10-02-2010, 09:17
- سيد الاستغفار وهو أفضلها، وهو أن يقول العبد:
(اللهم أنت ربي لا إله الا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت،أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي،فإنه لايغفر الذنوب إلا أنت).
ابو ضاري
17-02-2010, 01:09
طريق لا يسلكه الا المؤمنون و لا يعرفه الا العارفون
طريق يهدي لنا مشاعل النور من الكتاب و السنة
طريق هو حلمنا و سعينا في مصاعب الحياة
بهذا الإيمان يتصالح المسلم مع خالقه ونفسه والكون الذي من حوله، فهو مدرك أولا لحقيقة عبوديته لله تعالى وقائم بما يلزم عنها من واجبات، ومدرك ثانيا لقيمة نفسه كمخلوق أكرمه الله بتسخير الكائنات له، وأنه قد هبط إلى الأرض ليمتحن فيها قبل أن يعود إلى الجنة التي خُلقت له، فهو مكلف بإعمار هذه الأرض "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها" [هود: 61]، ومكلف أيضا بترويض نفسه للأخذ من الشهوات ضمن قيود الشرع وحدود الحاجة
أبــو عبدالعزيز
19-02-2010, 03:12
شكرا
ابو ضاري
22-02-2010, 00:09
عفوا
ابو ضاري
24-02-2010, 16:02
إن الصغائر تعظم.. وكم من صغيرة أدت بصاحبها إلى سوء الخاتمة.. والعياذ بالله.
فالمؤمن هو المعظم لجنايته يرى ذنبه ـ مهما صغر ـ كبيراً لأنه يراقب الله.. كما أنه لا يحقرن من المعروف شيئاً لأنه يرى فيه منّه وفضله.. فيظل بين هاتين المنزلتين حتى ينخلع من قلبه استصغار الذنب واحتقار الطاعة.. فيقبل على ربّه الغفور الرحيم التواب المنان المنعم فيتوب إليه فينقشع عنه هذا الحجاب.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir