المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( قتيــــل الحب ) من قصــصِ العـــرب .. !



الساطع
06-11-2009, 01:29
كثير ما نسمـــع عن هـــــــــذا البيت : تسائلُ عن حصين كلَ ركبٍ * وعند جهينة الخبرُ اليقينُ


فما هي قصتهُ ؟

أترككــــــــــــــــــــــــم مع القصة ..


أحدث الأخنس بن كعبٍ في قومه حدثاً ، فخرج هارباً ، فلقيه الحصينُ بن عمرو الكلابي ، فقال له: من أنت؟ ثَكلتك أُمك! فردد هذا القول حتى قال الأخنس: أنا الأخنس بنُ كعب، فأخبرني من أنت، وإلا أنفذت قلبك بهـذا السًَنان. فقال له الحصين: أنا الحصين ابن عمرو الكلابي .


فقال له الأخنس: فما الذي تريد؟ قال: خرجتُ لما يخرج له الفتيان . قال الأخنس: وأنا خرجتُ لمثل ذلك . فقال له الحصين : هل لك أن نتعاقد ألا نلقى أحداً من عشيرتك أو عشيرتي إلا سلبناه ؟ قال: نعم . فتعاقدا على ذلك ؛ وكلاهما فاتكٌ يحذَرُ صاحبه !


فلقيا رجلاً فسلباه ، فقال لهما : هل لكما أن تردّا عليّ بعضَ ما أخذتما مني وأدلَّكمـا على مغنـم؟ قالا : نعم .فقال : هــذا رجلٌ من لخم ، قد قدم من عند بعض الملوك بمغنم كثير ، وهو خلفي بموضع كذا وكذا . فردّا عليه بعض ماله ، وطلبا اللَّخمى، فوجداه نازلاً في ظل شجرةٍ وقدّامه طعام وشراب ، فحيياه وحياهما، وعرض عليهما الطعام ، فكره كلُّ واحدٍ أن ينزل قبل صاحبه فيفتك به،فنزلا جميعاً ، وأكلا وشربا مع اللخمى|.


ثم إن الأخنس ذهب لبعض شأنه ، فرجع واللخمى يتشحط في دمه. فقال الجهني ــ وهو الأخنس ــ وسل سيفه لأن سيف صاحبه كان مسلولاً : ويحك ! فَتكتَ برجل قد تحرمنا طعامه وشرابه ، فقال : أقعد يا أخا جهينة ؛ فلهذا وشبهه خرجنا . فشربا ساعة وتحدثا .


ثم إن الحصين قال: يا أخا جهينة؟ أتدري ما صعلةُ وصعل؟ قال الجهني : هذا يوم شرب وأكل ؛ فسكت الحصين حتى إذا ظن أَن الجهنيَ قد نسىَ ما يراد به قال: يا أخا جهينة؛ هل أنت للطير زاجر! قال: وما ذاك ؟ قال: ما تقول هذه العقاب الكاسر؟ قال الجهني : وأين تراها ؟ قال: هي ذه , وتطاول ورفع رأسه إلى السماء ، فوضع الجهني بادرة السيف في نحره ، فقال : أنا الزاجر والناحر ! واحتوى على متاعه ومتاع اللخمى ، وأنصرف راجعاً إلى قومه .


فمر ببطنين من قيس يقال لهمـا : مراح وأنمار ، فإذا هو بامرأة تنشُد الحصين ، فقال لها من أنتِ ؟ قالت : أنا صخرة أخت الحصين ، قال : أنا قتلتُه . قالت: كذبت ! ما مثلك يقتل مثله، أما والله لو لم يكن الحيُّ خِلواً ما تكلمتَ بهذا. فانصرف إلى قومه فأصلح أمرهم ثم جاءهم ، فوقف حيث يسمعهم وقال :





وكم من ضيغمٍ وَردٍ هموس ٍ أبي شبلين مسكنهُ العرينُ
علوتُ بياض مَفرِقِه بعضبٍ فأضحى في الفلاة له سكونُ
وأضحت عرسه ولها عليه ــ بُعَيد هدوءِ ليلتها ــ رنينُ
وكم من فارسٍ لا تزدريه إذا شخصت لموقعه العيونُ
كصخرة إذا تُسائِلُ في مراحٍ وأنمار وعلمهُما ظنونُ
تسائلُ عن حصين كلَ ركبٍ وعند جهينة الخبرُ اليقينُ
جهينةُ معشري وهمُو ملوكٌ إذا طلبوا المعالي لم يهونوا

الساطع
08-11-2009, 01:13
شكلكـــــــــــــــــــــــــــــــم عارفين القصـــــــة ! تذاكرووون من ورااانا:)

الشمـــ نور ــــري
09-11-2009, 23:40
^
^
لا انا مو مذاكره ولا اعرف القصه:)




يعطيك العافيه....:thumb:



شكراً نـــــــــــور على المــرور آمل أن أكون أفدت .. لك التحايا ،،،،،

سفر القحطاني
12-11-2009, 11:09
أحسنت ,,,,,,,,,

الساطع
17-11-2009, 03:13
قال أحمد بن داود :

ما رأيت رجلاً عُرضَ على الموت،ورأى النِّطع مفروشاً والسيفَ مسلولاً ، ولم يكترُ لذلك ، ولا عدل به عما أراد ألأّ تميمَ بنَ جميل؛ وقد كان خرج على المعتصم في أيام دولته ، ونزع يده من الطاعةِ ؛ وأنقطع إلى بعض النواحي ؛ وكان قد عظم أمره على المعتصم ؛ ولقد رأيتهُ وقد جىء به مكتوفاً أسيراً ، وقد أجتمع الناسُ من الآفاق والنواحي ينظرون كيف يقتلهُ المعتصم ، وكان المعتصم قد جلس له مجلساً ؛ وأمر الناس بالدخول .

ودخل تميم ، وحضر السيّاف وفرش النِّطع ، وكان تميمُ جميل الوجه تامَّ الخلقة ، عذب المنطق فرآه المعتصم غيرَ دَهِش ولا مُكترث لما نزل به . فأراد أن يستنطقه ليعلمَ أين عقله في ذلك الوقت ! فقال له : يا تميم ؛ إن كان لك عذر فأت به ، فقال : أما إذ أذن لي أمير المؤمنين ، فالحمدلله الذي جبرَ بك صدعَ الدين ، ولم بك شعث المسلمين ، وأنار بك سبيل الحقِّ ، وأخمدَ بكَ شِهاب الباطل ؛ إن الذُنوبَ تُخرِس الالسنةَ الفصيحة ، وتُعيى الأفئدة الصحيحة ، ووالله لقد كبُر الذنب ، وعَظُمت الجريرة ، وأنقطعت الحجَّة ، وساءَ الظن ، ولم يبق إلا عفوُك أو انتقامك ، وأنت إلى العفو أقرب ، وهو بك أشبه وأليق ، ثم أنشد :



أرى الموتَ بين السيفِ والنِّطع كامناً

يلاحظني من حيثما أتلفتُ

وأكبرُ ظني أنك اليوم قاتلي

وأيُّ امريء مما قضى الله يفلتُ

وما جزعي من أن أموت وإنني

لأعلم أنّ الموتَ شيء مؤقتُ

ولكن خلفي صبيةً قد تركتُهم

وأكبادُهم من حسرةٍ تتفتَّتُ

كأنّّي أراهم حين أنعى إليهمُ

وقد حمشوا تلك الوجوه وصوتوا

فإن عشتُ عاشوا سالمين بغبطةٍ

أذُودُ الرَّدى عنهم وإن متُّ موّتوا



قال : فبكى المعتصم حتى ابتلّت لحيته وقال : إن من البيانِ لسِحرا ، ثم قال : يا تميمُ ؛ كاد السيفُ أن يسبقَ العفو ، وقد وهبتكَ لله تعالى ولِصبيتك ، وغفرتُ لك الصَّبوة ، ثم أمر بفكّ قيوده وعقد له الولاية على موضعه الذى كان خرج منه ، ووصله بشىءٍ كثيـــــــر ،،،،،،،

لوليتا
09-12-2009, 15:33
*
*


رااائع ساطعنا

وقصص العرب بها الكثير من الحكمة
اثريتنا بما انتقيت هنااا

سلمت وطبت ساطعنا

*
*

الساطع
14-12-2009, 21:28
صحب رجلٌ كثيرُ المال عَبدَين في سفر ، فلما توسَّطا الطريق هما بقتلهِ ، فلما صحَّ ذلك عنده قال : أقسم عليكمـا__ إذا كان لا بدّ لكمـــــا من قتلي-أن تمضيا إلى داري ، وتنشدا هذا البيت بنتَّي هذا البيت! قالا: وما هو ؟ قال:
" من مبلغُ بنتيّ أن أباهما=لله درُّ كما ودرُّ أبيكمــا

فقال أحدهمــــا للآخر : ما نَرَى فيه بأساً .
فلما قَتَلاه جاءا إلى داره وقالا لابنته الكبرى : إن اباكِ قد لحقه ما يلحقُ الناسَ ، وآلى علينا أن نخبركما بهذا البيت . فقالت الكبرى : ما أرى فيه شيئاً تخبراني به ، ولكن اصبرا حتى أستدعي َ أختي الصغرى .

فاستدعتهــا فانشدتها البيتَ ، فخرجت حاسرة ، وقالت هذان قتلا أبي يا معشر العرب ، ما انتم الفصحاء ، قالوا : وما الدليل عليه؟ قالت: المصراع الأول يحتاج إلى ثان ، و الثاني يحتاج إلى ما يُكمّله ، ولا يليق أحدهما بالآخر. قالوا: فما ينبغي أن يكون؟ قالت: ينبغي أن يكون:


من مخبرٌ بنتيّ أنّ أباهما=أمسى قتيلاً بالفلاة مجندلا
لله درّكما و درّ أبيكما=لن يبرحَ العبدان حتى يُقتلا


فاستخبروهما ، فوجدوا الأمر على ما ذكرَت.

المشرف العام
14-12-2009, 23:58
بارك الله فيك

موضوع منوع .. وبه من الفائده الشيء الكثير

/

بمشاركه رقم 7

ورد البيت والقصه على انها للزير سالم [ ابو ليلي ] ، ربما تشابه في الابيات والقصه


دمت بخير

لوليتا
15-12-2009, 09:48
^
^

القصة تكررت على اوجه اخرى
ففى كتاب طبقات الشافعية الكبرى
وردت بشكل آخر




وحكى أن تاجرا سافر من مصر بعبدين فأرادا قتله في الطريق فقال لهما قولا لبنتي إذا دخلتما مصر قال لكما أبو كما

من مبلغ بنتي عني أنني ** لله دركما ودر أبيكما

فحفظاه ثم قتلاه ورجعا إلى مصر فلما كان بعد مدة تذكرا وصيته فجاءا إلى بيت بنتيه فقالا لإحداهما البيت فطلعت من باب الغرفة إلى عند أختها فحكت لها الحكاية فقالت أواه إن أبانا لمقتول قالت ومن أين لك قالت إنه يشير إلى قول الشاعر

من مبلغ بنتي عني أنني ** أصبحت مقتول الفلاة مجندلا

لله دركما ودر أبيكما ** لا يفلت العبدان حتى يقتلا

فأخذ العبدان واستقرا فأقرا بقتله حكاه صاحب بدائع البدائه



اعتقد القصة اختلفت باختلاف الرواة او ناقليها
لكن المعنى بها واحد
ذكاء من الاب وثقته بذكاء ابنتيه وغباء العبدين


:)


ابو منذر
القصص رائعة جدا والينا بالمزيد

سلمت اخى

*
*

الشبث
15-12-2009, 11:20
يابعد راسي يالساطع على هالقصص المميزه




وان كنت قد قرأة البيت مثلما قرأه ابو سلطان على انه للزير سالم



وهذا مكتوب في احد الروايات لقصة الزير سالم






مجهود جبار ورائع ومعلومات وحكم مميزه





استمر فنحن لك متابعون





وتقلد تحيتي

ســـعود
15-12-2009, 13:01
نعم هو الزير براسوه يوم يروحون معوه العبيد وطفشو منهوه بغو يذبحونه دراي بهم وعرف نيتهم وقالهم خلاص روحو للديرتنا
ما ابيكم بس وصلو ها البويتات الشعر هذولي معاكم
ولم يعلمان تلك الخادمان بانهم يحملون في رؤسهم الشي الذي سوف يقلعهاا لهم
تحياتي لك

ابو ضاري
15-12-2009, 13:04
لاهنت يالغالي

واظن الابيات كما اعلم انهافي قصه الزير سالم عندما غدرا به العبدان

والله اعلم

شامان
15-12-2009, 13:44
مشكور يا الساطع قصص ولا أروع


الا ( بصري ) وش دراك انها للزير براسوووه ... كنت حاضر والا شلون !!!

الساطع
21-12-2009, 20:52
المشرف العام حيالله ابو سلطان ، لوليتـــــــــــــــا ، الشبث ، بصري الوضيحي ، شامان ، ابو ضاري ، مروركم اثلج الصـــــــــدر ، بالنسبة لما علقتم عليه في قصة العبدين ، صدقتم فانا اول ما قرأتها كانت للزير وحفظتها كذلك ، لكن بعد اطلاعي على اكثر من عدة مراجع تعددَ من نُسبت إليه فأخترت مرجعاً وسطاً كما رأيتموها ،، ولا يمنع أن تكون حدثت للزير سالم فهذا هو المشهور ، شكراً لكـــــــــم من القلب

الطالع
26-04-2010, 08:05
سبحان الله
كنت احفظ هذين البيتين كالتالي:
من مبلغ الاقوال ان مهلهلا** لله دركما ودر ابيكما

الساطع
06-05-2010, 12:23
قال النعمان بن بشير :

استعملني معاوية على صدقات بَليِ ٍ وعذُرَة فإني لفي بعض مياههــم إذا أنا ببيتٍ منحردٍ ناحيةً ، وإذا بفنائهِ رجلٌ مُستلقٍ ، وعنده امرأةٌ ، وهو يقول ، أو يتغنَّى بهذه الابيات :

جعلتُ لعراف اليمامة حُكمَــــــــــه وعرَّاف نجـــــدٍ إن همــــا شفيانـي
فقالا : نعم نشفي من الداء كلـهِ وقامـــــا مــع العُــوَّاد يبتـــــــــــــدرانِ
فما تركا من رقيةٍ يعلمانهــــــــــــا ولا سلوةٍ إلا وقد سقيانـــــــــــــــي
فقالا : شفاكَ اللهُ ، والله مالنــــــا بما حُمّلت منك الضلوعُ يــــــــــــــدان

فقلتُ لهـا : ما قصتُهُ ؟ فقالت : هو مريضٌ ، ما تكلم بكلمةٍ ، ولا أنّ أنةً منذ وقت كــذا وكــذا إلى الساعة ، ثم فتح عينيــه وأنشأ يقول :

من كــان من أمهاتي باكياً أبـــداً فاليومَ إني أراني اليوم مقبوضــــــا
يسمعننيهِ ، فإني غيرُ سامعــــه إذا حُملتُ على الاعناقِ معروضــــا

ثم خَفَتَ فمات ، فغمضتهُ وغسَّلتُهُ ، وصليتُ عليه ودفنتُهُ ، وقلتُ للمرأةٍ : من هـــــذا ؟ فقالت : هـــذا قتيلُ الحب عُروة بن حزام !

شام
06-05-2010, 21:32
متصفح ثري وجميل جداً
شكراً لك مشرفنا الفاضل الساطع
وبانتظار المزيد ..
بارك الله بك

لوليتا
07-05-2010, 01:41
*
*

واضافة جديدة رائعة ساطعنا
ولا زالت قصصنا تحمل الكثير من القيمة

سلمت وطبت اخى


*
*