المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( الشيخ جبر ) نزف قلم : محمد سنجر



محمد سنجر
28-10-2009, 16:57
( نظرت لأعلى ،
انتابني خوف شديد من شدة صراخه ،
أخذ المنبر الخشبي يرتعد من تحته ،
حاولت استبيان ما يقول ،
لا فائدة ،
صراخه أخذ يتعالى و يتعالى )
ـ حرام عليكم ، حرااااااام عليـكــــــــــــــم ،
حرااااااام ، حرااااااااااام ،حرااااااااااااااااااااااااااام
( أخذ يصرخ بها حتى بح صوته ،
عندها تذكرت ما فعله بي ،
أليس ما فعلته أول أمس أيضا حرااااااااااااااام ؟
نظرت إلى الخطوط الزرقاء التي رسمها على كفي بعصاه ،
كل هذا الألم لأنني أخطأت في كلمة واحدة ؟
كلمة واحدة فقط وأنا أقرأ عليه ما حفظت من القرآن ،
أضررت يومها لإخفاء الأمر عن أبي خوفا من تزايد عدد الخطوط ،
نظرت إليه ،
وجهت كفي من مكانهما خلسة للسماء )
ـ إلهي يا رب المنبر اللي أنت واقف عليه يتكسر بك و تتدحرج من فوقه درجة درجة يا بعيد ، و ينزل على راسك يكسرها ما يعرفوا وشك من قفاك ،
و يا رب تكون بعد صلاة عشاء و أنت في المسجد لوحدك ما تلاقي حد يحوشك أو يساعدك أو يشيلك ، قادر يا كريم .
( أعادني صراخه مرة أخرى ،
نظرت إليه و أنا أرتعد من شدة الخوف ،
عيناه يتطاير منها الشرر ،
أخذ يتمايل يمينا و يسارا )
ـ أيها الخسيـــــــس ، أيها التعيــــــــــــــس ، أيها الحقيــــــــــــــــر ،
أيها الخنزيـــــــــــــــــر ، أيها ال....
( مددت يدي بجيب جلبابي خلسة ،
حاولت ألا يراني أبي الجالس إلى جواري ،
أخرجت قطعة من القطن الذي أحتفظ به لمثل هذه الظروف ،
فرقتها إلى نصفين ،
دسستهما بأذني ،
لا فائدة ،
ما زال صراخه يغتصب سمعي )
ـ أيها الزااااااااااااني ، أيها السااااااارق ، أيها الماااااااارق ،
أيها الفاااااااااااااااااااسق ، أيها ال...........
( لم أجد مفرا إلا بسد أذني بإصبعي السبابة ،
طاردتني العيون من حولي ،
نظرت إلى عيون أبي فإذا بسهام التوبيخ تنطلق تجاهي ،
نزعت أصابعي بسرعة من شدة الرعب ،
جاءني صوت الشيخ ثانية ، يدق رأسي دقا ،
يمزق طبلة أذني تمزيقا ،
يفترس كل ما بداخلي ،
أمواج من الألم تلاحقني )
ـ يا كااااااااافر ، يا فاااااااااااجر ، يا عااااااااهر ، يا خاااااااسر ، يا ماااااااجن ،
يا زنديـــــــــــق ، يا زنديــــــــــــــق ، يا زنديـــــــــــــــــق ، يا ............
( لااااااااااااااااااااااااااااا ،
سيطر على رأسي ألم رهيب رهيب ،
أحاول بكل ما أوتيت من قوة مقاومته و لا أستطيع ،
مستحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــل ،
بوق المجهر يكاد ينطلق إلى داخل أذني ،
جسدي يهتز بشدة من قوة ذبذباته ،
قلبي و أطرافي ترتعد من هول اهتزازاته ،
شيء عملاق أمسك بمطرقة مهولة و أخذ يدق رأسي دقا دقا ،
وضعت رأسي بين كفي أسد بهما أذني ثانية ،
باغتتني وكزة خاطفة من أبي ،
لم أجد أمامي إلا الفرار إلى دورات المياه ،
انطلقت أبحث عن ملاذ آمن ،
تعرقلت بأقدام المصلين ،
هويت مرتطما بأجسادهم ،
حاول البعض مساعدتي على الوقوف ،
وقفت بينما أحاول التخلص من بين أياديهم ، و انطلقت ثانية ،
بكاء شديد أخذ يغلي بصدري ،
خفت أن يسمع صوتي أحد ،
أسرعت إلى صنبور المياه ،
فتحته ،
وضعت رأسي تحته ،
أخذت أبكي وأبكي و أبكي ،
ذابت ملوحة دموعي و انطفأت سخونتها وسط برودة المياه العذبة ،
تلاشي صوت بكائي خلف هدير شلالات المياه المتساقطة ،
سحبتني بين دواماتها ،
لفتني ، أغرقتني ،
أخذتني بعيدا بعيدا ،
إلى حيث كنت اجلس إلى جدي ( الشيخ علي ) رحمة الله عليه ،
ما زالت صورته محفورة بعيني ،
يلون وجهه و لحيته الطويلة البيضاء ضوء المصباح الزيتي الصغير ،
ابتسامته التي لا تفارق شفتاه تكشف ستر بعض حبات اللؤلؤ المتبقية و التي تحاول الاختباء ،
يجلس في طمأنينة و سكينة إلى ( طبلية ) خشبية مستديرة ،
كان يجمعنا حولها كل مساء ، يحكي لنا الحكايات ،
يمسك بكتابه العتيق الذي خضب الزمن أوراقه البيضاء بالاصفرار ،
كم كنا نشتاق لسماع صوته كلما سكت للحظات ،
نتلذذ بمداعبة آذاننا بعذوبته ،
نطرب لشدو بلابل حروفه التي تتسلل في حنان و رقة إلى القلوب ،
وجدته يتطلع إلي بنظرة حانية ،
يعبق كياني طيب حروفه التي تنزل على سمعي بردا و سلاما ،
يدغدغ مشاعري بهمسه الحاني في أذني )
ـ ( و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )

لوليتا
28-10-2009, 23:37
*
*



( و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )




اثرت قضية مهمة جدااا ببساطة شديدة جدا
وتصارع نفسى مؤثر جدا وتصاعد الى اقصى ما يمكن بالصراع
ثم هدوء مفاجئ يصاحبه راحة بمجرد ذكرى وآية عظيمة


محمد سنجر


البناء جدااا ممتاز هناا
قصة قصيرة متكاملة من وجهة نظرى

انحناءة اعجاب وتقدير لك اخى الفاضل


*
*

محمد سنجر
29-10-2009, 09:38
*
*



( و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )




اثرت قضية مهمة جدااا ببساطة شديدة جدا
وتصارع نفسى مؤثر جدا وتصاعد الى اقصى ما يمكن بالصراع
ثم هدوء مفاجئ يصاحبه راحة بمجرد ذكرى وآية عظيمة


محمد سنجر


البناء جدااا ممتاز هناا
قصة قصيرة متكاملة من وجهة نظرى

انحناءة اعجاب وتقدير لك اخى الفاضل


*
*





شكرا جزيلا لك

أختي الفاضلة
لوليتا


على طيب ردك الذي عبق متصفحي


دمت بحفظ الله

و بارك الله فيكم و لكم