المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قلوب باردة...!!!



شام
13-09-2009, 04:04
كل شيء قابل للتغيير ، وكما تتغير كل الأشياء نتغير كذلك نحن بسهولة ..
نرتدي كل يوم عباءة مختلفة عن اليوم السابق كما نرتدي المبادئ المناسبة
لكل ساعة ولكل ساحة ولكل محادثة ...


أصبح ارتداء الثياب و المبادئ من الأشياء السهلة ممارستها على مدار العام
نصر دائماً على انتعال كل جديد و ارتداء كل جميل ولكن يسكن قلوبنا الباردة
شبح لإنسان قابل للسقوط ، إنسان معطوب ومرتجف كخيوط العنكبوت ..
يمر بنا رمضان تلو رمضان ويمنحنا رمضان فرصة لكي نتغير ولكن ...
لا يحدث هذا التغيير وذلك لآن انفسنا ذاتها لازالت تحمل ركام الأيام و السنوات.


في رمضان من كل عام و كطقس لدى شعوب وراء الواق يشترون أفئدة مستعارة
مخصصة لهذا الشهر لذلك يجب على الآخر أن لا يتعجب من بزوغ ايمانهم وورعهم
بشكل مفاجئ فالأفئدة الجديدة ألبستهم قناع الإيمان فاستبدلوا قنوات روتانا
و الـ MBC بقنوات اقرا و المجد و الرسالة ، وما إن ينادي المنادي بـ آذان المغرب
وبعد مضغة لبن أو سيجارة يتم خلع القلب المستعار البارد ليعود صاحبه
كما كان قبل رمضان وقبل شعبان وربما قبل رجب ..


في وسط ذلك كله لم يعد يهمهم النهي عن المنكر و الأمر بالمعروف
لم يعد يهمهم الفساد الإداري المنتشر في أعضاء الأمة و الوطن..
لم يعد أحد يتكلم عن أولئك الموتى خلف جدران العزل و القهر و التهويد ..
لم يعد هناك من يتكلم عن الازدحام أمام محلات و بقاليات شراء القوت اليومي
كما لم يعد هناك من ينصر المظلوم ويرد على الظالم .


قومي .. القابعون وراء الواق لم يعد يعني لهم أن يكون هناك مسلم أو مسلمة
مغلوب على أمره ، لم يعد يهمه أن يدافع عن الحق فلا يخشى إلا الله ...
قومي يرددون بلسان فصيح أشهد أن لا إله الا الله فقط وبالتالي لا يشهدون
بالتعاليم التي أتى بها الدين الحنيف و الرسل و الأنبياء .. لذلك أصبح الفرد
مواطن مؤمن مغفل الصلاحيات ومحدود الإمكانيات ... !!
فقد الإدراك بأن هناك فقراء و أرامل وثكالى ، فقد الادراك بأن هناك دماء لم تجف
في غزة و بأن آلاف الجثث تدفن في حدائق بغداد ..وبأن هناك أيتام ومعوقين ..
وغيرهم كثير .. لكن هو لا يرى الا نفسه و يحسب الساعات لفطوره ...
وما إن تشرق شمس عيد الأضحى وتتحرر الشياطين من تصفيدها
حتى يعود الى بنود العقد الموقع معهم إلى إشعار آآآخر ..


فكم وكم وكم تمنيت أن أهاجر الى تلك الصحراء في تلك البادية حيث يحيا
بعض الناس مثل رمضان لا يعرفون الفضائيات ونساءهم لا يعرفون الاسواق
أناس لا يلهيهم (باب الحارة ) عن الذكر و العبادة ...
فهلا الى هناك من سبيل ... !!!