عازف الليل
31-07-2002, 22:52
علمتني نفسي وأظهرت لي ان الحب ليس بميزة في المحب بل في المحبوب وقبل ان تعلمني نفسي كان الحب بي خيطا دقيقا مشدودا بين وترين اما الأن فقد تحول الى هالة اولها آخرها وآخرها اولها تحيط بكل كائن وتتوسع ببطء لتضم كل ما سيكون
علمتني نفسي ان ارى الجمال المحجوب بالشكل واللون والبشرة وأن احدق متبصرا بما يعده الناس شناعة حتى يبدو لي حسنا وقبل ان تعلمني نفسي كنت ارى الجمال شعلات مرتعشة بين اعمدة من الدخان وأضمحل فلم اعدارى سوى ما يشتعل
علمتني نفسي الاصغاء الى الأصوات التي لا تولدها الألسنة ولا تضج بها الحناجر وقبل ان تعلمني نفسي كنت كليل المسامع مريضها لا اسمع سوى الجلبة والصياح اما الأن فقد صرت استمتع بالسكينة فأسمع اصواتها منشدة اغاني الدهور مرتلة تسابيح الفضاء معلنة اسرار الغيب
علمتني نفسي لمس ما لم يتجسد ولم يتبلور وأفهمتني ان المحسوس نصف المعقول وأن ما نقبض عليه بعض ما نرغب فيه وقبل ان تعلمني نفسي كنت اكتفي بالحار ان كنت باردا والبارد ان كنت حارا اما الأن فقد انتشرت ملامسي المنكمشة وانقلبت ضابا دقيقا يخترق كل ما ظهر من الوجود ليمتزج بما خفي منه
علمتني نفسي ان اقول لبيّك عندما يناديني المجهول والخطر وقبل ان تعلمني نفسي كنت لا انهض الا لصوت يناديني اعرفه ولا اسير إلاّعلى طرق اختبرتها فاستهونتها اما الآن فقد اصبح المعلوم حصانا اركبه نحو المجهول والسهل سلما اتسلق درجاته لأبلغ الخطر
علمتني نفسي ألا اقيس الزمن بقولي كان بالأمس وسيكون غدا وقبل ان تعلمني نفسي كنت اتوهم الماضي عهدا لا يرد والآتي عصرا لن اصل إليه اما الآن فقد عرفت ان في اللحظة الحاضرة كل الزمن
علمتني نفس وأثبتت لي انني لست بأرفع من الصعاليك ولا ادنى من الجبابرة وقبل ان تعلمني نفسي كنت احسب الناس رجلين
رجلا ضعيفا ارق له وأشفق عليه
ورجلا قويا اتبعه او اتمرد عليه اما الآن فقد علمت انني كوّنتفردا مما كوِن البشر منه جماعة فعناصري عناصرهم ومنازعي منازعهم ومحبتي محبتهم فان اذنبوا فأنا ايضا مذنب وان احسنوا عملا فرحت بعملهم وان نهضوا نهضت وإياهم وإن تقاعدوا تقاعدت معهم
علمتني نفسي ان السراج الذي احمله ليس لي ولأغنية التي انشدها لم تتكون في احشائي فأنا وإن سرت بالنور لستبالنور وأنا وإن كنت عودا مشدود الأوتار فلست بالعواد
هكذا علمتني نفسي وهكذا تكلمت عما بي
اخوكم عازف الليل
علمتني نفسي ان ارى الجمال المحجوب بالشكل واللون والبشرة وأن احدق متبصرا بما يعده الناس شناعة حتى يبدو لي حسنا وقبل ان تعلمني نفسي كنت ارى الجمال شعلات مرتعشة بين اعمدة من الدخان وأضمحل فلم اعدارى سوى ما يشتعل
علمتني نفسي الاصغاء الى الأصوات التي لا تولدها الألسنة ولا تضج بها الحناجر وقبل ان تعلمني نفسي كنت كليل المسامع مريضها لا اسمع سوى الجلبة والصياح اما الأن فقد صرت استمتع بالسكينة فأسمع اصواتها منشدة اغاني الدهور مرتلة تسابيح الفضاء معلنة اسرار الغيب
علمتني نفسي لمس ما لم يتجسد ولم يتبلور وأفهمتني ان المحسوس نصف المعقول وأن ما نقبض عليه بعض ما نرغب فيه وقبل ان تعلمني نفسي كنت اكتفي بالحار ان كنت باردا والبارد ان كنت حارا اما الأن فقد انتشرت ملامسي المنكمشة وانقلبت ضابا دقيقا يخترق كل ما ظهر من الوجود ليمتزج بما خفي منه
علمتني نفسي ان اقول لبيّك عندما يناديني المجهول والخطر وقبل ان تعلمني نفسي كنت لا انهض الا لصوت يناديني اعرفه ولا اسير إلاّعلى طرق اختبرتها فاستهونتها اما الآن فقد اصبح المعلوم حصانا اركبه نحو المجهول والسهل سلما اتسلق درجاته لأبلغ الخطر
علمتني نفسي ألا اقيس الزمن بقولي كان بالأمس وسيكون غدا وقبل ان تعلمني نفسي كنت اتوهم الماضي عهدا لا يرد والآتي عصرا لن اصل إليه اما الآن فقد عرفت ان في اللحظة الحاضرة كل الزمن
علمتني نفس وأثبتت لي انني لست بأرفع من الصعاليك ولا ادنى من الجبابرة وقبل ان تعلمني نفسي كنت احسب الناس رجلين
رجلا ضعيفا ارق له وأشفق عليه
ورجلا قويا اتبعه او اتمرد عليه اما الآن فقد علمت انني كوّنتفردا مما كوِن البشر منه جماعة فعناصري عناصرهم ومنازعي منازعهم ومحبتي محبتهم فان اذنبوا فأنا ايضا مذنب وان احسنوا عملا فرحت بعملهم وان نهضوا نهضت وإياهم وإن تقاعدوا تقاعدت معهم
علمتني نفسي ان السراج الذي احمله ليس لي ولأغنية التي انشدها لم تتكون في احشائي فأنا وإن سرت بالنور لستبالنور وأنا وإن كنت عودا مشدود الأوتار فلست بالعواد
هكذا علمتني نفسي وهكذا تكلمت عما بي
اخوكم عازف الليل