المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عشائر الدغيرات- استشفاف الماضي واستشراف المستقبل- مقال فق عادات واعراف القبيلة



اخو كحلة
20-08-2009, 21:35
عشائر الدغيرات- استشفاف الماضي واستشراف المستقبل -
رؤية فلسفية جدلية اجتماعية حول عادات وأعراف العشيرة00


لقد كان هذا المقال كأحد إفرازات مقال سابق قمت بكتابته في أحد المنتديات بعنوان (عصيان عشيرة حسين المجلى بدخيلهم على ابن الرشيد)
وهو ليس سرد قصصي بقدر ما هو محاولة لإبداء وجهة نظر شخصية نقدية جدلية لبعض ما يورده البعض حول بعض العادات والتقاليد التي تشتهر بها القبيلة او العشيرة00
قال اخو كحلة رضي الله عنه تعالى:
بداية اشكر جميع الاخوة القراء الذين تجاوبوا مع مقالي السابق (عصيان الحسين بدخيلهم على ابن الرشيد) قراءةً، اوقراءةً وتعقيباً، أو تعقيباً بدون قراءة، والشكر موصول للأخ والراوي القدير/ حمد العطوني الذي كان السبب الرئيس في فكرة كتابة هذه الأسطر ،للإجابة على بعض تساؤلاته و تساؤلات بعض الأخوة الفضلاء التي وردتني عن طريق صندوق الرسائل الخاصة في هذا المنتدى والبريد الالكتروني حول صفة(المجلى) التي لازمت المسمى لهذه العشيرة وتمكنت منه حتى غلبت الصفة على المسمى عند التعريف بها؛ فيقال لهم (المجلى) ويقال (الحسين)، وقد يجمع بينهما فيقال (حسين المجلا)، لقد كانت مجموع هذه الأسئلة تدور على محورين :
المحور الأول:وهي تساؤلات تبحث عن إجابة في طبيعة صفة المجلى التي اتصفت بها عشيرة الحسين وكانت تدور تساؤلاتهم على النحو التالي:
متى بدأ تاريخ كون الحسين (مجلى)لعشائر شمر وغيرها ومتى انتهى؟ ، ومن هو الذي الزمهم بهذه المهمة ؟، وما هي الشروط التي فرضها عليهم؟ ، وما جزاء مخالفة هذه الشروط ؟ ، وهل الجربا يستطيع أن يعاقب هذه القبيله إذا أخلت بأحد هذه الشروط ؟ , ومن هو الكفيل على الحسين في حالة ما إذا تجاوزت العشيرة هذه الشروط المفروضة؟
أما المحور الثاني: فهي تساؤلات عن بعض أحداث قصة عصيان الحسين بدخيلهم على ابن الرشيد وكانت على النحو التالي:
لماذا يقوم ابن الرشيد ببتر( ذنب) الذلول الذي قدم عليه الدوح لمقابلته؟ ولماذا قام التمياط وابن طوالة بمعادات ابن الرشيد والتمرد عليه؟
وللاجابة على هذه التساؤلات اولاً :علينا ان نعي ان هناك فرقا بين القبيلة والقبائلية ، فالقبيلة قيمة اجتماعية وثقافية نشأت لضرورة معاشية وبيئية ، وهي حق اجتماعي وثقافي، وهي أمر واقع في الحياة الاجتماعية ، أما القبائلية فهي مفهوم انحيازي وعرقي يقوم على الإقصاء والتميز،مثل الطائفة والشعب، في مقابل الطائفية والشعوبية، فنحن في كل هذه الفلسفة الجدلية نسير على المفهوم الايجابي(القبيلة) وليس المفهوم السلبي(القبائلية)0
ثانيا: أرجو أن يتسع صدر القارئ على الإسهاب في بعض جونب هذا الموضوع والاستطراد فيه للإحاطة به وفهمه ،فهو بمثابة مقدمات تترتب عليها نتائج منطقية، فان كثيرا من النتائج المنطقية ،المبنية على احدث النظريات العلمية ،والنماذج التفسيرية لبعض الأحداث الاجتماعية ، التي حصلت في الزمن الماضي ،والتي نحاول ان نستشفها من خلال الروايات ،والشواهد الشعرية المتواترة ،التي يتناقلها الثقات العدول عن الثقات العدول ،والتي تتوافق مع الوثائق التاريخية المتاحة ،والمصادر الموثوقة سواء كانت مصاد أولية أو ثانوية ، من اجل الوصول الى الحقيقة المنشودة ،واستشرف المستقبل، فان الأمة التي تمتلك تاريخا ومجدا في السابق هي أكثر استطاعة على أن تبني حضارةً ونهضةً وقوةً وترابطاً وتضحيةً وتكاتفاً وقيماً اجتماعيةً جديدةً تواكب عصر النهضة والتطور0
ان المعايير والقيم الاجتماعية التي كانت سائدة بين في الزمن الماضي كانت بمثابة قوانين اجتماعية غير مكتوبة تقوم بدور الضبط الاجتماعي التي تنظم العلاقة بين أفراد العشيرة مع بعضهم ،وفي علاقاتها مع القبائل العربية الأخرى المجاورة لها بالمكان
وأعني بالمعايير والقيم هي تلك القواعد والأعراف الضرورية للحياة الاجتماعية المنتظمة ، كقيمة (الكرم )وقيمة (الشجاعة) وقيمة (اجارة المستجير) وقيمة الشهامة والنخوة(التي طبقها عمليا سيف الشمري وراشد الشمري بإنقاذ السيدة من الغرق في السيل الجارف)00الخ 0
فمثلا لنأخذ قيمة (الكرم وإقراء الضيف) كانت قيمة اجتماعية ضرورية للحياة الاجتماعية في ذلك الوقت ،أي ان المجتمعات القبلية في ذلك الوقت لو لم تجعل قيمة للكرم وإقراء الضيف لما استطاعت البقاء ،ولمسها الحرج والمشقة في حياتها، فهي بحاجة ضرورية وماسة لهذه القيمة ؛ من أجل ان يستطيع الناس التنقل والسفر دون الخوف من الموت والهلاك جوعا، فلقد كان الرجل يسير في طريقه وما ان يحس بالجوع حتى يقوم باستضافة اقرب العرب اليه، ليقوم المستضاف بواجب الضيافة وتقديم الطعام له ، وهذه القيمه بمثابة قانون مدني عام معترف به عند جميع القبائل العربية، دعتهم ضرورة الحياة الى الاعتراف به وقبوله ، والناس يتفاوتون في القيام بواجب الضيافة على الوجه الاكمل بحسب الاستطاعة والمقدرة والدوافع والرغبات الفردية الفطرية والمكتسبة، فمستقل في هذا الأمر ومستكثر بحسب دافع الكرم والشح عند ذات الفرد (المستضاف) ،ولهذا فانه في ذالك الوقت لايقدم الشخص البخيل او محدود الموارد على تكبير منزله(بيته من الشعر) اوان ينصب بيته في مكان نائ عن البيوت خشية ان يطرقه الضيفان ، وانما ينصب بيته في وسط النزل ، ليقوم المستطيع الكريم ببناء بيته الذي عادة ما يكون كبير الحجم بمكان ناءٍ ومرتفع ليراه الضيوف ويقدمون على ضيافته0
لقد كان الكرم لا يقف عند إقراء الضيف فقط ، وإنما يشمل من باب أولى إكرام الجيران وأولي القربى وأبناء العمومة (أفراد العشيرة)، فلقد كان الناس يتفقد بعضهم بعضا ،فلا ينام الرجل شبعان وأخيه جائع بطريقة هي من أروع أنواع التكافل والتضامن الاجتماعي، بل ان البعض بلغ به الكرم مبلغا أن يتعاطف حتى مع الحيوانات المفترسة كما هو الشأن في قصة الشيخ مكازي ابن سعيد(معشي الذيب) عندما سمع عواء ذئب ،وسأل عنه، فقيل له إنه ذئب جائع ، لتأخذه الرأفة والرحمة بهذا الذئب، وتتحرك فيه غريزة الكرم الفطرية ،فيأمر بان تربط له شاة ليأكلها، في زمن كان الرجل يبخل فيه بحفنة من حشف التمر، ان هذه الشهرة التي عمت اصقاع الجزيرة العربية (لابن سعيد) لم تأت من فراغ ،فهي ليست حدثا عابرا، وقصة عارضة، طويت صفحتها وانتهت ،وإنما تحمل في مضامينها قيماً ومعانٍ رائعةٍ على البذل والعطاء والرحمة والتكافل والتماسك الاجتماعي كما اسلفنا، فمن يطعم الذئب ويشفق عليه ويرخص فيه شاةً لعشاء ليلة ؛هو لغيره من سائر الناس أكثر جودا وبذلا وعطاء وشفقة وتضامناً0
ومن الواضح ان سمة الكرم التي اتصف بها هذا الشيخ- رغم ان الثقافة العامة والفكر الجمعي يدعوا اليها- نابعة من دوافع فطرية بحتة وأخرى مكتسبة ورثها عن ابائه وأجداده الذين أخذوها عن جدهم الأول (حاتم الطائي)، وتوارثها أبنائه من بعده بشكل يثير الدهشة والذهول ، ولهذا فانه عندما خرج ابن زيدان الجربا من العراق واخذ يتجول بين عشائر شمرفي بادية نجد، اقام بالقرب من الشيخ( دغيم بن سعيد) ومن معه من الدغيرات في صحراء النفود في فصل الربيع، وكانت عادته انه إذا أقام عند قوم أن يقوم هو بسبق الضيافة ودعوة جميع رجالات هذه العشيرة ، لقد أمر بذبح عشرين خروفا من الضأن ودعا لها جمع الدغيرات ، ومن الغد دعاه الشيخ دغيم ابن سعيد على الغداء تكريماً له ، وقام بذبح عشرين كبشاً من الضأن وجزورين، حتى أن نساء الدغيرات لم يجدن مايكفي من الأثافي (الهوادي) لقدور الطبخ، فأشار إليهن بان يضعن رؤوس الخراف كأثافي(هوادي) لها، ان هذا الصنيع لم يرق للجربا الذي يقال انه لم يأكل من الطعام شيئا؛ لأنه شعر أن ابن سعيد سبقه بالكرم بالزيادة عليه ، لقد لقب الشيخ دغيم ابن سعيد من ذلك اليوم بـ (مهودي الروس) لانه جعل من الرؤوس هوادي لقدور الطبخ0
ان احترام هذه القصة(معشي الذيب، ومهودي الروس) وأصحابها لما تحمله من معانٍ وقيم اجتماعية نبيلة ينبغي أن تكون هي السائدة في وقت نحن بأمس الحاجة فيه الى مثل هذه القيم في وقت انتشار الشح والبخل، والطمع والأنانية، وغياب التماسك والتضامن الاجتماعييين0
كثيرٌ من الناس لا يملكون مثل هذه القصة في الزمن الماضي( الذي كان الناس بحاجة فيه إلى مثل هذه القيمة )،فيحاول بعضهم أن يصنع لنفسه قصة مماثلة في وقت لم تعد هذه القيمة مجدية كما هو الشأن في السابق ،
فلا يلقى صنيعه رواجاً ، وذلك لأنه لم تعد هناك ضرورة اجتماعية لهذه (القيمة) في الوقت الحالي إلا على نطاق ضيق ، فمن يسافر الآن يجد في طريقه الكثير من الفنادق المخصصة للمبيت ، والمطاعم التي تقدم أشهى أنواع المأكولات الشرقية والغربية، والحوانيت والدكاكين التي تقدم كل ما يحتاجه عابروا السبيل 0
لقد أوجدت المجتمعات الحديثة بدائل لهذه القيمة (إكرام الضيف) فلم تعد الحاجة ماسة إليها كما هو الشأن في السابق 0


وعليه فإننا نصل الى نتيجة حتمية وهي أن هذه القيم (قيمة الكرم ،او قيمة إجارة المستجير00الخ) هي عادات وتقاليد وأعراف يفرضها المجتمع بالدرجة الأولى لأن هناك حاجة ملحة وضرورية إليها، وتقل درجة أهميتها بحسب استغناء الناس عنها، ويتفاوت الناس في مدى الاستجابة لهذه القيمة بحسب دوافعهم ورغباتهم الفردية ،فمنهم من يده مغلولة الى عنقه ،ومنهم من هو أجود من الريح المرسلة، ومن هو بين ذلك ،وكذلك الحال في قيمةاجارة المستجير0
إذا تقرر هذا فإذا جاءك في القرن الواحد والعشرين (وفي ظل إصابة الناس بشتى الأمراض من الشبع والتخمة )من يسألك وهو يقضم تفاحة في يده ويقول لك من هو الشخص الذي نصب ابن سعيد بان يكون كريما وملقباً بهذه الالقاب( معشي الذيب، مهودي الروس)؟ وكيف حاز (الكرم) دون غيره؟ وهل لا يوجد الا هو متصفا بالكرم؟ وما هي الشروط التي يجب عليه لممارسة الكرم؟فانك حتماً ستقابل سؤاله بالسخرية! أليس كذلك! وما ذاك الا لان هذه القيمة( الكرم) من القيم التي شجع عليها العقل الجمعي او الظمير الجمعي (البناء الثقافي) في المجتمعات السابقة، فالبناء الثقافي في المجتمع القبلي هو من شجع عليها لحاجته الضرورية لها، والناس يتفاوتون في الاستجابة لهذه القيمة( الكرم) وابن سعيد كانت دوافعه الشخصية والفطرية والمكتسبة هي الأقوى في محيطه البيئي؛ فأظهر كرما منقطع النظير، وتكرر منه ذلك مرة بعد مرة حتى بلغ به الحد في الكرم إلى أن يطعم الذئب الجائع، فذاع كرمه بين الناس وأصبح يقصده الجائع إلى أن أصبح عرفا وتقليداً سائدا عند هذه العائلة، في وقتٍ كانت ثقافة المجتمع تشجع على إظهار هذه القيمة لحاجته إليها0
اذن النتيجة هي معادلة مكوّنة من مقدمتين ونتيجة كالتالي:
1- المقدمة الاولى : المجتمع هو من شجع على قيمة الكرم لحاجته الضرورية اليها 0
2- المقدمة الثانية : (ابن سعيد) تجاوب لتشجيع المجتمع من منطلق الدوافع الفطريه والمكتسبة، وتكرر منه المحافظة على هذه القيمة حتى ذاع ذلك وأصبح عرفاً0
*إذن النتيجة هي: إنّ التزام (ابن سعيد) بتقاليد وعادات مجتمعه هو من قلّده شرف وصفه بهذه الصفة أو القيمة( الكرم) ، بمعنى آخر( فعله هو من وصفه بصفة الكرم) 0
وبهذه النتيجة تبطل مقولة من يربط اشتهار الرجل أو العشيرة بالتمسك بالقيم والمعايير الاجتماعية (كالكرم ، وإجارة المستجير، والشجاعة) بأنها تعيين من قبل أشخاص أياً كانت صفة هؤلاء الأشخاص ،بل ان الفعل وعرف الناس هما الحكم ، والعادة محكمة 00ولكن هذا لا يمنع أن يستفيد من هذا العرف - من يملك نفوذا- ليقره ويؤيده، كما فعل الجربا في اقرار الحسين على إجارة المستجير كما سيأتي بيانه0


فان قيل ألا يوجد غير(ابن سعيد) يشترك معه في الكرم؟ قلنا بل يشترك معه غيره بحسب استجابة دوافع هذا الآخر وغرائزه الفطرية والمكتسبة ، فمقل في ذلك ومستكثر، والأمر ليس حكراً على أحدٍ دون الاخر0
فان قيل هل هناك شروطا على ابن سعيد من قبل الجربا بان لايتجاوز في نحر الجزور عددا محددا وان تجاوزه فعليه جزاء؟ قلنا إن هذا السؤال يدل على عدم فهم لأيدلوجية المجتمعات القبلية في الماضي ، ومن فهم ما سبق ذكره سيحسن الإجابة على ذلك ،حيث انه لا يستطيع أي شخص مهما كان نفوذه ومكانته في القبيلة أن يفرض رأيه على (المعايير والقيم) الاجتماعية أوأن يقيد وسائل تحقيقها بشروط محدده ؛ لأن ذلك خارج عن اختصاصه ، فهو من اختصاص المجتمع وحده بثقافته وفكره الجمعي ، فالمعايير والقيم الاجتماعية في المجتمعات القبلية السابقة بمثابة الدستور الأعلى للدولة ليس للحاكم أن يسن من القوانين مايخالفه ، فان فعل طُعن بعدم شرعية القانون وأصبح غير ملزم للشعب، فكذلك الحال لشيخ القبيلة لا يستطيع أن يفرض شروطا على الناس في تحديد استجابتهم لقيمة الكرم او إجارة المستجير لعدم شرعية مثل هذا الإجراء ثقافياًواجتماعياً، وان فعل لا يأبه بشروطه لمخالفته الدستور الاجتماعي (المعايير والقيم)، ولهذا فأن الجربا لم يرق له فعل ابن سعيد في الزيادة عليه بذبح الجزور،ولم يستطع ان يفرض شروطا او تحديدا من شأنه ان يضيق من الوسائل المشروعة في تحقيق هذه القيمة(الكرم) ، ولو فعل لم يلق فعله قبولا عند عامة شمر لمخالفة هذا التقييد للثوابت الاجتماعية التي هي بمثابة الدستور كما اوضحنا0
ولو فرضنا جدلاً ان شيخ العشيرة في ذلك الوقت يملك قوة جبارة تؤهله الى ان يقدم على الزام الاخرين بوسائل من شأنها ان تعيق او تعلق او تحدد من تحقيق الاهداف التي ينشدها المجتمع، وهي القيم والمعايير الاجتماعية( كالكرم واجارة المستجير) فان ذلك من شأنه ان يحدث حالة من (اللامعيارية) والتخبط عند افراد القبيلة ،الذي يؤدي الى التمرد، والتفكك القبلي، والانهيار الكبير للقبيلة ؛ بكل ما تعنيه كلمة الانهيار من معنى ؛ وذلك لحصول التعارض والتصادم بين شيئين هما (البناء الثقافي) الذي يشجع على المعايير والقيم، وبين(البناء الاجتماعي) الذي يحاول ان يفرضه شيخ القبيلة لتحديد وتعليق الوسائل لتحقيق هذه القيم، وهذا الانهيارلا يريده شيخ القبيلة وافرادها ككل لان الفكر الجمعي هو السائد في تلك المجتمعات في ذلك الوقت،وشيخ القبيلة يعمل في منظومة الية مكانيكية مع افراد العشيرة بما يخدم العشيرة ومصالحها العظمى0
وبالنسبة لقيمة اجارة المستجير (ادخال الدخيل)فاننا نطبق عليها نفس النظرية السابقة في قيمة (الكرم)،حيث انها من المعايير التي كانت سائدة في الزمن الماضي، والتي كانت المجتمعات القبلية تحرص على أن تجعل منها قيمة اجتماعية واجبة الاحترام ؛ لضرورة الحياة الاجتماعية لها في وقت غياب الدولة والقانون، وفقدان العدالة الجنائية ، والأمن بمفهومه الشامل، فلو لم تكن المجتمعات القبلية في ذلك الوقت قد جعلت قيمة واهمية لها؛ لمس الناس مشقة وحرج ولما استقامت حياتهم، فانه لايوجد مجتمع على الاطلاق مهما كانت ثقافته وطبيعته خالٍ من الجريمة والانحراف السلوكي تماما، ولايمكن ان يوجد الى يوم الدين، فوجود(الانحراف- الجريمة) في المجتمع طبيعي وعادي0
فان قيل لنا متى يكون المجتمع خالٍ من الجريمه والانحراف؟ قلنا في حالة واحده وهي (اذا لم يكن هناك تفاعل ) أي كل فرد من أفراد المجتمع يعيش لوحده ولا يتعامل مع أي شخص آخر، أو كل فرد جالس لوحده لايتحرك (متسمر)، كم اننا نقول"لايمكن ان يكون هناك مجتمع خالٍ من حوادث المرور،الا في حالة واحده ،وهي عندما لايكون هناك حركة سير(ليس هناك تفاعل)، فالجريمة او الانحراف السلوكي كذلك0
اذا تبين لنا ان الانحراف السلوكي والجنايات والاعتداء على الاخرين لاي سبب من الاسباب لايمكن ان يختفي من أي مجتمع من المجتمعات ، فقد يقدم أي شخص في أي لحظة على اصابة جناية بحق احد ابناء عمومته من أفراد العشيرة أو من العشائر الأخرى ، أو ينشب في ورطة ما مع آخر، فقد تعاملت العشائر العربية مع هذه الحقيقة عن طريق تشجيع قيمة إجارة من يطلب الأمان ) فتوفر له الحماية اللازمة عمن يتربص به الدوائر ليجبر هذا المتربص من سلوك مسلك اخر في المطالبة بحقه بشكايته عند العوارف الذين يحكمون له وفق عادات التقاضي في ذلك الزمان ، وقد جُعِل للبيت حرمة خاصة فلا يستطيع احد ان يعتدي على اخر في بيت رجل اخر حتى يخرج من بيته ، ولهم تفصيل في حرمة البيت، وطريقة اللجوء ليس هذا مجال تفصيلها، وهذه القيمه معترف بها عند جميع القبائل العربية، دعتهم ضرورة الحياة الى الاعتراف بها وقبولها ، والناس يتفاوتون في القيام بهذه القيمة بحسب الاستطاعة والمقدرة، والدوافع والرغبات الفردية الفطرية والمكتسبة، فمستقل في هذا الأمر ومستكثر بحسب دافع القوة والشجاعة عند ذات الفرد المجير،اذا تقرر هذا كما سبق ان اوضحنا، فان عشيرة الحسين اشتهرت بالمحافظة على هذه القيمة،ومن ضمن القصص الموثوقة في هذا المعنى انه حدث أن جاء رجل كبير في السن ضعيف الحال، ليسقي فوجد على الماء أمةً من شمر يسقون، ولم يمكّن من السقاية حتى ينتهي هذا الجمع الغفير من الناس ، وكانت ابل الشيخ الحميدي الجرباء هي التي تبدأ بالسقاية ثم بقية اباعر شمر، فنظر الرجل الى هؤلاء القوم فرأى سبعة فرسان أشداء، بهم من الأنفة والإباء ما يظهر على وجوههم ،عندما يسقون يهابهم الجميع ، لقد كانوا أبناء ابن عتقاء السبعة الذين بلغت بهم الشجاعة والفروسية مبلغا جنونياً ، فنزل الرجل بالقرب منهم، وقال إني أدخل بجواركم ،وان أُبيلتي هذه لم ترد الماء منذ كذا وكذا ، وكلما قدمت لأسقي انتهرني القوم،وإنني والله بلغت من الكبر والجهد
ما لايعلمه إلا الله ، وليس عندي من الولد من ينصرني ويقوم بالسقاية لي، فقالوا: قد قدمت على من هم اهلٌ، والله لاتضام ابداً، وانطلقوا على الفور للسقاية له، فتزامن وقت سقايتهم مع وقت سقاية الجرباء فتقدم الفرسان السبعة باباعر المستجير حتى خاضت في وسط الماء، فشاهد ذلك الجرباء ،وغضب غضبا شديدا ان تجاسروا عليه، فقال من هؤلاء ،فقيل له انهم ابناء ابن عتقاء يسقون لرجل استجار بهم ، فسكت0
وتكرر من الحسين إجارة من يستجير بهم ، حتى أصبح تقليداً متوارثا خاصاً بهم لا يمكن ان تتركه العشيرة مهما كلفها ذلك من ثمن، فذاع ذلك عند قبيلة شمر وغيرها من القبائل العربية فكان كل من ضيم من قومه ، أو نشب في ورطة مع أقاربه يلجأ اليهم ،لانه سيجد حصنا منيعا يلوذ به، لكونهم أصحاب قوة ومنعة، ولشدة بأسهم في القتال ، كما أن فيهم حكمة وحلما ، ورجاحة في العقل ، تؤهلهم للتصرف السليم وحسن ادارة مثل هذه الامور0
وعليه اذا تقرر هذا فان قيل لنا: من هو الذي الزم عشيرة الحسين بهذه المهمة ؟، وما هي الشروط التي فرضها عليهم؟ ، وما جزاء مخالفة هذه الشروط ؟ فاننا سنقابل سؤاله بنوع من السخرية كما سخرنا من سؤال من سألنا عن قيمة (الكرم) ونجيب عليه بنفس تلك الاجابة، لان هذه القيمة(اجارة المستجير) من القيم التي شجعت عليها المجتمعات القبلية السابقة، فالبناء الثقافي في المجتمع القبلي هو من شجع عليها لحاجته الضرورية لها، والناس يتفاوتون في الاستجابة لهذه القيمة( الاجارة) وعشيرة الحسين كانت دوافعهم الشخصية والفطرية والمكتسبة هي الأقوى في محيطهم البيئي؛ فأظهروا منعة واجارة لمن يستجير بهم منقطعة النظير، وتكرر منهم ذلك مرة بعد مرة ، فذاع صيتهم بين الناس وأصبح يقصدهم الجاني ومن أصابه ضيم أو ظلم ،إلى أن أصبح عرفا وتقليداً سائدا عنهم يعلمه الآباء للأحفاد، في وقتٍ كانت ثقافة المجتمع تشجع على إظهار هذه القيمة لحاجته إليها0
اذن النتيجة هي معادلة مكوّنة من مقدمتين ونتيجة كالتالي:
3- المقدمة الاولى : المجتمع هو من شجع على قيمة (ادخال الدخيل) لحاجته الضرورية اليها 0
4- المقدمة الثانية : (عشيرة الحسين) تجاوبوا لتشجيع المجتمع من منطلق الدوافع الفطريه والمكتسبة لديهم، وتكرر منهم المحافظة على هذه القيمة حتى ذاع ذلك وأصبح عرفاً0
*إذن النتيجة هي: إنّ التزام (الحسين) بتقاليد وعادات مجتمعهم هو من قلّدهم شرف وصفهم بهذه الصفة أو القيمة(إدخال الدخيل ) ، بمعنى آخر( فعلهم هو من وصفهم بهذه الصفه) 0
وبهذه النتيجة تبطل مقولة من يربط اشتهار الرجل أو العشيرة بالتمسك بالقيم والمعايير الاجتماعية (كالكرم ، وإجارة المستجير، والشجاعة) بأنها تعيين من قبل أشخاص أياً كانت صفة هؤلاء الأشخاص ،بل ان الفعل وعرف الناس هما الحكم ، والعادة محكمة0
فان قيل هل ان هذه القيمة حكرا على الحسين لايفعلها غيرهم؟ قلنا بل يشترك معهم غيرهم ، والأمر ليس حكراً على أحدٍ دون الآخر كما سبق أن أوضحنا، إلا أن الحسين إضافة إلى اشتهارهم عرفا بشدة تمسكهم بهذه القيمة ، فقد أيدهم شيخ شمر مطلق الجرباء بهذا الأمر لما رآه من صفات فيهم تجمع بين القوة والحكمة؛ فاضفا ذلك مزيدا من الشرعية لفعلهم ؛لان الشرعية الأساسية أخذوها من تمسكهم (بالمعايير والقيم) المفروضة أصلا من المجتمع كما سبق أن أوضحنا، وهناك من يقول أن من أيدهم هو أخوه الحميدي الجرباء، ولقد ذكر البعض ان من ايدهم هو حاكم جبل شمر في وقته الأمير ابن علي ،وليس هناك أي ثمرة من الاختلاف في هذا الأمر لما عرفنا من أن اشتهار كونهم مجلي هو قبل ذلك التأييد 0
فان قيل هل هناك شروطا على (الحسين) من قبل الجربا ليمارسوا هذه القيمة وان تجاوزوها فعليهم جزاء؟ قلنا إن هذا السؤال يدل على عدم فهم لأيدلوجية المجتمعات القبلية في الماضي ، ومن فهم ما سبق ذكره سيحسن الإجابة على ذلك ، وهي نفس الاجابة على وضع شروط على قيمة الكرم السابق ذكرها0حيث انه لا يستطيع أي شخص مهما كان نفوذه ومكانته في القبيلة أن يفرض رأيه على (المعايير والقيم) الاجتماعية أوأن يقيد وسائل تحقيقها بشروط محدده ؛ لأن ذلك خارج عن اختصاصه ، فهو من اختصاص المجتمع وحده بثقافته وفكره الجمعي ، ولهذا فأن الجربا لم يرق له فعل ابناء ابن عتقا السبعة ،ولم يستطع ان يفرض شروطا او تحديدا من شأنه ان يضيق من الوسائل المشروعة في تحقيق هذه القيمة(إدخال الدخيل) ، ولو فعل لم يلق فعله قبولا عند عامة شمر؛ لمخالفة هذا التقييد للثوابت الاجتماعية التي هي بمثابة الدستور كما اوضحنا سابقا0
ولو فرضنا جدلاً ان شيخ العشيرة في ذلك الوقت يملك قوة جبارة تؤهله الى ان يقدم على إلزام الآخرين بوسائل من شأنها ان تعيق او تعلق او تحدد من تحقيق الأهداف التي ينشدها المجتمع، وهي القيم والمعايير الاجتماعية
( كإجارة المستجير) فان ذلك من شأنه ان يحدث حالة من (اللا معيارية) والتخبط عند أفراد القبيلة ،الذي يؤدي الى التمرد، والتفكك القبلي،الذي ظهرت بوادره عندما حاول ابن الرشيد ان يمنع الحسين من إجارة من لجأ إليهم ، والضغط على (الدوح) من اجل التسليم فقوبل طلبه بالعصيان التام ، والرحيل من المنطقة، وهوانفصال وتمرد من عشيرة لها ثقلها الاجتماعي،وهو مؤشر خطير بالانهيار الكبير للإمارة الرشيدية ان هي استمرت في الضغط بهذا الاتجاه(اعني اتجاه تقييد الوصول إلى القيم والمعايير التي يريدها المجتمع لحاجته الضرورية اليها في ظل غياب البديل) وهذا الانهيار لا يريده ابن الرشيد ، لان الفكر الجمعي هو السائد في تلك المجتمعات في ذلك الوقت،والإمارة الرشيدية في بداياتها تعمل في منظومة آلية ميكانيكية مع أفراد العشيرة بما يخدم العشيرة ومصالحها العظمى0
لقد حاولت بعض الاقلام - في هذا الزمن الذي انعم الله به علينا بنعمة الأمن والأمان في ظل قيادة ولاة أمرنا أدام الله عزهم ووفقهم لما فيه صلاح البلاد والعباد – حاول البعض أن يسئ لهذه العشيرة ، ويصور مجدها بأنه إجرام وانحراف اجتماعي خطير في مقالات نشرت في بعض الصحف والمجلات الاعلامية باعتبار أن تمسك (الحسين)بهذه التقليد هو عبارة عن إيواء للمجرمين والجناة وقطاع الطرق، متجاهلين الضمير الجمعي في السابق الذي كان يعتبرها ضرورة حياتية لا يستقيم أمر المجتمعات إلا بها في ظل غياب البديل 0
ولقد أوجدت المجتمعات الحديثة بدائل لهذه القيمة (إدخال الدخيل)،وهي الدولة الحديثة التي تكفل الحقوق والواجبات عن طريق المحاكم الشرعية والقنوات الإدارية لمن عنده أي مظلمة إدارية أو مدنية أو جنائية، فلم تعد الحاجة ماسة إليها كما هو الشأن في السابق0
لكن لايمكن ان يقال إنها انتهت! بل هي موجودة كقيمة من القيم العربية الأصيلة، ولكن تطبيقها في ظل قيام الدولة محدود، وفي نطاق ضيق جداً؛ لاستغناء المجتمع الحالي عن هذه القيمة حالياً؛ لوجود البديل كما أسلفنا ، فالمجتمع الحديث لا يرى أن هناك ضرورة حياتية لهذه القيمة في الوقت الحالي، لكنها تصبح كذلك في حال الأزمات وانهيار الأنظمة الحكومية، كما حصل في العراق عندما سقط النظام السابق،أصبح المجتمع فجأة بحاجةٍ إلى هذه القيمة في ظل الفراغ القانوني 0
كما ان هذه العشيرة( الحسين) تعرضت لهجوم شرس آخر وغير مبرر من قبل بعض أبناء جلدتها في تحريف بعض القصص التي حصلت لها، فترى بعضهم يروي أن الحسين في قصة عصيانهم على ابن الرشيد (بدخيلهم) قاموا بتخبئة وإخفاء هذا الدخيل، وأنهم أنكروا وجوده بينهم ، ويزيد آخرون بأنه حلف خمسون رجلا من الحسين بالله العظيم أنهم لا يعلمون مكان الدخيل ، كما حلفت يهود بني قريضة في دم احد المسلمين، وهي أيمان القسامة التي لا تطبق إلا على قوم تم اتهامهم بقتل آخر بينهم وبينه عداوة، وللأسف انطلى هذا الكذب على بعض فضلاء قومنا ليقوموا بالرواية على هذا النحو، ، ألم يسمع هؤلاء ما قاله الهقاز وهو ينقل وجهة النظر الرسمية لقومه عندما يقول:
يالدوح واضاري نجدن محنّـا * محن الحريم اللي عليهن دناويه
اللي عمل به مقحم صار حنّــا * واللي عملنا به من الطيب ناسيه


أي :" لماذا يا ابن الرشيد تفعل هذا بنا، وتمارس علينا ضغوطا لتسليم دخيل بيوتنا، وكأننا نساء نلبس الشال، الم تعلم من نحن !! هل نسيت اننا نحن الذين فعلنا لك ما فعلنا من خدمات ومساعدات في تدعيم أركان إمارتك ، هل هذا جزاء ما قدمناه لك ! هل هذا جزائنا اذ ساعدناك وقويناك، أهكذا ترد صنائع المعروف!! أهكذا هي منقلبة عندك الموازين ان تكرم من ناصبك العداء وكاد أن يسقط إمارتك ، وتعادي من صنع معك معروفا"0


هل هذه اللغة التي نقلها الهقازعن قومه لإيصالها لابن الرشيد لغة من يخبأ (دخيله) ويحلف الإيمان المغلظة انه ليس عنده دخيل في بيته!!أليس فيمن يصرعلى هذه الأكاذيب رجلٌ رشيد!!
ثم إذا كانوا يخبئون دخيلهم فلماذا يرحلون من منطقة نفوذ ابن الرشيد الى ابن سعدون ، لايمكن أن ترحل عشيرة عن بكرة أبيها وهي تخفي عصيانها0
ولهذا لما علم الأمير برحيلهم وأنهم عازمون على المضي قدما في عصيانهم ،استشار بطانته ومستشاريه، فقالوا له: "لقد كسر جناحك برحيلهم أيها الأمير"، فأرسل على الفور إلى (عبد العزيز الدوح) من يخبره بان الأمير يحترم موقفهم، وأنه آلمه رحيلهم، فهم أبناء العم والعشيره، وأنه لن يفرط فيهم، وطالبه بالرجوع والعدول عن قرار الرحيل، وأن لهم مايريدون 0
الأمر لايحتمل المغالطات والتأويلات فلماذا تلوى أعناق الشواهد الشعرية وتحرف القصص 0
واما الرواية التي تقول بان ابن الرشيد قام بقطع ذنب ذلول الدوح عندما لم يستجب لطلبه بالتسليم ، فليس فيها اهانة لاحد ؛وكم من عائب قولا سليما وافته من الفهم السقيم، فهذه الروايه كانت كنايات واشارات بين ابن الرشيد والدوح، فالاميرعبد الله الرشيد رحمه الله قام بقطع زيل الذلول كناية على ان( الذنب )اذا لم يستجب لاوامر وارادة (الرأس)فانه سيقطع، وقام بقطعه، كناية على ان الحسين تبع للرأس الذي هو ابن الرشيد، فان لم يسيروا على امره سيقطعون، وكان رد الدوح واضحا بان قطع الذنب(الاتباع) سيؤدي الى سهولة نحر الرأس، وان الجمل اذا فقد ذنبه(الاتباع) ستقل قيمته جدا ويكون نحره رخيصا، وقام بنحره وهي على كل حال رواية0 نسمع بها كسائر الروايات0
واما السبب في العداء الذي كان بين التمياط وابن طوالة من جهة وابن الرشيد من جهة أخرى في بداية انقلاب عبد الله الرشيد على ابن علي انه لم تكن شمر كلها موافقة على هذا الانقلاب ، فقد كان ابن طواله والتمياط يرتبطان بحلف مع ابن علي تعهدا فيه بالولاء له0
فان قيل لنا نحن ندرك كل ما ذكرت! ولكننا نتكلم عن الشروط التي يجب على الحسين أن يتقيدوا بها في حالة ما إذا عدا المتربص بدخيلهم وقتله؟0
قلنا هناك من ابتدع من بنيّات افكاره شروطا محددة كأن لا يقوموا باللحاق بمن يقتل جارهم إلا على نوعية من (الركايب) رديئة السرعة، وانه عليهم أن يلحقوا بمن اعتدى على من بجوارهم الى وقت الظهيره ،وانه ليس لهم أن يواصلوا مسيرهم بعد ذلك 00إلى غير ذلك من الاقاويل
والعقل والواقع يخطئان هذه الاقاويل:
- اماالدليل العقلي: ان من شأن هذه الشروط ان سلمنا جدلا بوجودها فانها تؤدي الى أن يتجاسر الآخرون(المتربصون) على الدخيل الذي بجوار (الحسين) فما عليه سوى ان يتخفى ويقتل (الدخيل) الذي يطلبه دماً، ثم يهرب على جواده السريع ،لان الحسين لن يلحقوا به الا على نوعية معينة من الركايب البطيئة، وليس على الهارب إلا أن يستمر في الهروب على جواده إلى وقت الظهيرة ، لكي ينجو0
إن هذا الشروط أن سلمنا بوجودها فهي معاول هدم لهذه (القيمة) التي يحرص عليها المجتمع، وان أي مساس (بالمعايير والقيم) من قبل أي شخص فانه يعد باطلا ؛لأنها كالدستور كما قلنا لا عبرة بما يخالفها0
واما الدليل من الواقع: فهي قصص كثيرة متواترة من ضمنها قصة الحسين عندما عدا على (دخيلهم) الاسيمر من عشيرة الجري، وقام بقتله وهو بجوار الحسين وولى هاربا لايلوي على شيئ ، قام الحسين بتعقبه لمدة ثلاثة أيام على التوالي وكلما جاءوا إلى بيته يهرب ولا يجدوا إلا اباعره ، فقاموا في اليوم الثالث بقتل جميع نوقه الأربعين ، لم يرق هذا الصنيع لكثير من عبدة ، وقاموا بشكاية الحسين الى ابن الرشيد ، وتحاج الطرفان عند ابن الرشيد ، وتمسك الحسين بدليل العرف والعادة ، وكانت الحجة للحسين 0
والشاهد من هذا ان الحسين لم يتقيدوا بأي شروط ،وتعقبوا الاسيمر لمدة ثلاثة أيام على التوالي حتى قاموا بقتل جميع ما يملك من النوق 0
-ثانيا:في قصة ابن عنقاء عندما اعتدى على منيع الدوح وأخذ فرسه ، اخذ الدوح يبحث عنه فلما علم ابن عنقاء بتعقب الدوح له ضاقت به مهالك ومدراك نجد حتى قام بالنزول الى جوار هجر الجرباء وجزاع الجرباء ونصب بيته بين بيتيهما، وبعد تعقب دام لاكثر من اربعة اشهر صدفه الدوح في بيت هجر العمرو الجرباء، فساله الدوح قائلاً: وين نازل يابن عنقاء؟زفسكت ولم يجبه، فأعاد عليه مرارا وفي الثالثةاجابه بهذه الابيات:
منزل هلي مابين هجرن وجزاع * ميهافتن يالدوح دونه مزله
يالدوح كني بالسما وانت بالقاع * وحنـا جلـوس كلنـا عنـد دلـه
ما دام اخو بقشه يومي بالاصباع * من يمكم ما طب قلبي مذله
فقام الجرباء بدور الوساطة واعطى الدوح اربعة من الخيل، فأخذه الدوح واعطاها منيعه الذي اخذ فرسين واهدى للدح فرسين0
والشاهد من القصة ان الدوح تعقب من سلب منيعه اربعة اشهرحتى حل الامر بوساطة الجرباء0
بقي ان ابين ان ما طرحته في هذا المقال هو رؤية شخصية لاتمثل الا الكاتب ، واتقبل النقد الموضوعي الذي يهدف الى بيان الحقائق التاريخية ويساهم في اثراء وتنوير عقلية القاري الكريم 000
هذا وان كنت قد اصبت فمن الله00 وان اخطأت فمني والشيطان والحمدلله رب العالمين00


وكتبه/اخو كحلة

ابو احمد الدغير
21-08-2009, 07:32
الاخ الفاضل اخو كحلة والف مليون نعم بن سعيد معشي الذيب
الاخ الفاضل اخو كحلة والف مليون نعم من الحسين المجلا
الاخ الفاضل مشاركتي لا تمثل اعتراض على الحسين المجلا فهم كوضوح الشمس وكذلك كرم معشي الذيب شيخ الدغيرات كما وضوح الشمس مداخلتي هي من اجل النقاش الهادف حول عنوان الموضوع يعني الفلسفة الجدلية الافتراضية وارجو ان لا تكون كمثل الذي انطبق علية المثل طير بن برمان فانت تقول ان الثقاغة الجمعية هي سبب التزام الشيخ مكازي بن سعيد بالكرم وان الضرورة قضت بذلك في وقت كانت تشح بة الناس بحشفة تمر وتفترض وتبني الواقع على افتراضك وتعود وتقول انتهت الحاجة في عصرنا الحالي للكرم بسبب التخمة هذة هي فلسفتك الجدلية القائمة على افتراض
اخي الفاضل ان الفلسفة الحقيقية من وجهة نظرنا لكرم شيخ الدغيرات معشي الذيب هي الاستمرار وليس الالتزام الافتراضي كما ذكرت والاستمرار هونتيجة ارث ضخم لابن سعيد وهو مستمر حتى الان في ذريتة وهم مشهورين بذلك كرم عفوي غير متصنع ليس لة علاقة بالجدلية والافترلضية بل هو ارث ضخم لنجباء من نجباء على مدى كل العصور وهناك مثل وفية من الفلسفة الكثير من شب على شيئ شب علية======
وكلن على بذرة يحصل بذارة هذة هي الفلسفة الواقعية وبدون هرطقة
وكانك تحثنا على تعليم اولادنا بعدم الكرم واغاثة المضيوم والبر بالجار لانها مسميات في نظرك لم يعد لها حاجة بسبب التطور والتخمة والقوانين الحكومية ونسيت اننا عرب ونمتلك هذا الارث فطريا فهذا الموروث وان هذا الموروث هوسبب استمرار قبيلة شمر حتى الان وحينما اذكر كلمة استمرار بمعنى ان شمر تمارس عاداتها بحميع المسميات الكرم والشجاعة والبر بالجار والاحسان
اخي الفاضل لا اريد الا طالة انما الفلسفة في استمرار وشهرة الدغيرات بين القبايل هي ممارستهم العفوية الفطرية لموروث الاجداد والتفافهم الطوعي والفطري لشيخهم راعي الكرم والشجاعة واجتماعهم ووحدتهم في جمعن واحد اسمة السبع جموع او اولاد علي
اما عن عقال راسي الحسين ففعلهم وشهرتهم لا تحتاج الى فلسفة جدلية او حقيقة افتراضية دولا الهيافا طال عمرك وانت منهم الهيافا بيارق ترفرف في سماء جميع القبايل
عزيزي قمة الفلسفة هي فعل الشيخ مفتاح الغيثي حامي السوادين فعل يترجم الى فلسفة حت هذة اللحظة فالواقع يقول لولا الشيخ مفتاح وفلسفتة بحماية السوادين لخسرت شمر ارثها المادي في نجد والحجاز كما خسرة الذين ظلوا في العراق
اخي الفاضل ارجو ان يتسع صدرك فما حئت بة في الفلسفة الجدلية انما هو هرطقة
ارجو ان تقبل تحياتي

مشعل السعيّد
21-08-2009, 14:59
اخوي الكريم اخو كحله

الله يعطيك العافيه على مشاركاتك الطيبه وهو مقال تاريخي مميز باسلوب راقي قائم على حقايق وواقع تاريخي

واشكرك اخوي ابو احمد الدغير

على ماضفته من رائي

والكل يعتبر تاريخ مضيئ من تاريخ شمر
حيث ان الكرم والشجاعه وحماية الدخيل من اهم الصفات التي يهتم بها القبائل العربيه الاصيله

ولكن عرف عند جميع القبائل ان قبيلة الحسين من عبده هم مجلا لشمر وايضا غير شمر
وهذا تاريخ معروف وواقع تاريخي لاينكره الشخص الملم بتاريخ شمر

اخو كحلة
22-08-2009, 02:15
الاخ الفاضل اخو كحلة والف مليون نعم بن سعيد معشي الذيب
الاخ الفاضل اخو كحلة والف مليون نعم من الحسين المجلا
الاخ الفاضل مشاركتي لا تمثل اعتراض على الحسين المجلا فهم كوضوح الشمس وكذلك كرم معشي الذيب شيخ الدغيرات كما وضوح الشمس مداخلتي هي من اجل النقاش الهادف حول عنوان الموضوع يعني الفلسفة الجدلية الافتراضية وارجو ان لا تكون كمثل الذي انطبق علية المثل طير بن برمان فانت تقول ان الثقاغة الجمعية هي سبب التزام الشيخ مكازي بن سعيد بالكرم وان الضرورة قضت بذلك في وقت كانت تشح بة الناس بحشفة تمر وتفترض وتبني الواقع على افتراضك وتعود وتقول انتهت الحاجة في عصرنا الحالي للكرم بسبب التخمة هذة هي فلسفتك الجدلية القائمة على افتراض
اخي الفاضل ان الفلسفة الحقيقية من وجهة نظرنا لكرم شيخ الدغيرات معشي الذيب هي الاستمرار وليس الالتزام الافتراضي كما ذكرت والاستمرار هونتيجة ارث ضخم لابن سعيد وهو مستمر حتى الان في ذريتة وهم مشهورين بذلك كرم عفوي غير متصنع ليس لة علاقة بالجدلية والافترلضية بل هو ارث ضخم لنجباء من نجباء على مدى كل العصور وهناك مثل وفية من الفلسفة الكثير من شب على شيئ شب علية======
وكلن على بذرة يحصل بذارة هذة هي الفلسفة الواقعية وبدون هرطقة
وكانك تحثنا على تعليم اولادنا بعدم الكرم واغاثة المضيوم والبر بالجار لانها مسميات في نظرك لم يعد لها حاجة بسبب التطور والتخمة والقوانين الحكومية ونسيت اننا عرب ونمتلك هذا الارث فطريا فهذا الموروث وان هذا الموروث هوسبب استمرار قبيلة شمر حتى الان وحينما اذكر كلمة استمرار بمعنى ان شمر تمارس عاداتها بحميع المسميات الكرم والشجاعة والبر بالجار والاحسان
اخي الفاضل لا اريد الا طالة انما الفلسفة في استمرار وشهرة الدغيرات بين القبايل هي ممارستهم العفوية الفطرية لموروث الاجداد والتفافهم الطوعي والفطري لشيخهم راعي الكرم والشجاعة واجتماعهم ووحدتهم في جمعن واحد اسمة السبع جموع او اولاد علي
اما عن عقال راسي الحسين ففعلهم وشهرتهم لا تحتاج الى فلسفة جدلية او حقيقة افتراضية دولا الهيافا طال عمرك وانت منهم الهيافا بيارق ترفرف في سماء جميع القبايل
عزيزي قمة الفلسفة هي فعل الشيخ مفتاح الغيثي حامي السوادين فعل يترجم الى فلسفة حت هذة اللحظة فالواقع يقول لولا الشيخ مفتاح وفلسفتة بحماية السوادين لخسرت شمر ارثها المادي في نجد والحجاز كما خسرة الذين ظلوا في العراق
اخي الفاضل ارجو ان يتسع صدرك فما حئت بة في الفلسفة الجدلية انما هو هرطقة
ارجو ان تقبل تحياتي
اخي العزيز اباراكان المعجل رئيس منتديات الدغيرات الرسمية
اولا اشكر لكم اهتمامكم وتعقبكم لمقالاتي في هذا المنتدى بعد قيامك بحذفها في منتدى الدغيرات 0
ثانيا ارجو منك ان تكتب باسمك ولاتكتب بمعرف اخي العزيز ابا احمد الدغيري الذي اوجه له تحية خاصة 0
ثالثا: ونعم بابناء عمومتي الغيثه الكرام وكم اشعر بالفخر والاعتزاز ببطولات مفتاح الغيثي
رابعا : عليك ان لاتعادي هذا المقال لانني لم اذكر الشيخ مفتاح الغيثي رحمه الله ، فانا اقتصرت على قيمتين هما قيمة الكرم وقيمة ادخال الدخيل ، وسأكمله في الجزء الثاني عن قيمة الشجاعة والحمية والحلم والحكمة وسأذكر خلقا كثيرا من الدغيرات خصوصا وشمر عموما وعلى رأسهم مفتاح الغيثي0
خامسا: من خلال تعليقاتك السابقة وتبيانك لما فهمته من مقالي اتضح لي جهلك الذريع وعدم فهمك لما كتبته في هذا المقال ، فانصحك بان تعيد قرائته بتأن وتمعن مرارا حتى تفهمه وان احضرت معك من يشرح لك ما يلتبس عليك من عباراته ، ويوضح لك غموض مفرداته فهذا حسن، فان لم تفهمه بعد ذلك واحسست ان به فلسفة وهرطقة كما تذكر فهذا يدل على ان مداركك العقلية لاترقى لبلوغ مرامه ومعرفة غاياته واهدافه ،والناس يتفاوتون في قدراتهم العقلية واهليتهم الذهنيه ، فما عليك الا ان تتركه لغيرك ممن يفهمه00
الى ان نلتقي في الجزء الثاني من مقال "الدغيرات استشفاف الماضي واستشراف المستقبل- رؤية فلسفية جدلية اجتماعية حول عادات واعراف القبيلة الجزء2" هاهو اخو كحلة يحييك ويكرر شكره لك وللقراء جميعا00

ابو احمد الدغير
22-08-2009, 03:08
اخي الفاضل اخو كحلة اقسم بالله العظيم اني ابو احمد الدغيري ولست ابو راكان المعجل وانت تاكدت من ذلك عبر اتصالك التليفوني اخي الفاضل انا اواحمدددددددددددددددددددد
لاحول ولا قوة الا بالله

اخو كحلة
25-08-2009, 02:35
ابو احمد شكرا جزيلا لك

الحياوي
26-08-2009, 03:33
((1- المقدمة الاولى : المجتمع هو من شجع على قيمة الكرم لحاجته الضرورية اليها 0
2- المقدمة الثانية : (ابن سعيد) تجاوب لتشجيع المجتمع من منطلق الدوافع الفطريه والمكتسبة، وتكرر منه المحافظة على هذه القيمة حتى ذاع ذلك وأصبح عرفاً0))

حض الاسلام على الايثار ورغب فيه واعتبر قمة الايثار الجود بما يكون الانسان في حاجة شديدة اليه فقد مدح القرآن الانصار بقوله " يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة " ( الحشر 9 ) ولأن النفس مجبولة على الشح والحرص على المال فقد جعل الله اختبار النفس بالايثار من خصائص المحسنين " ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون" ( الحشر 9) .

ففي الحديث الشريف" ما نقصت صدقة من مال" وقد وعد الله تعالى فاعل الخير بالجزاء العظيم "الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " ( البقرة 274)

لا جدال عليه فعل الخير امر مستحسن ومحمود والشيخ ابن سعيد في افعاله الكريمه قد يشجع الناس
على فعل الخير والكرم .

(( فنظر الرجل الى هؤلاء القوم فرأى سبعة فرسان أشداء، بهم من الأنفة والإباء ما يظهر على وجوههم ،عندما يسقون يهابهم الجميع ، لقد كانوا أبناء ابن عتقاء السبعة )) والله وستين الف نعم بالهيافا انا اشهد انكم اذيابا
كفو كفو بالعزوه استمتعت كثيراً وانا اقراء تلك البطولات والقصص والقصيد
والله لكم الفخر في (( استشراف المستقبل )) ..

تحيتي لك
اخوك / الحياوي العبدي الشمري

اخو كحلة
27-08-2009, 03:20
اخي العزيز الحياوي 000اشكرك جزيل الشكر
واسعدني مروركم وتعليقاتكم القيمة

ناصرالناصر
27-08-2009, 07:56
اخو كحله
لا جديد مبدع وفكر لا يجارى

موضوع ينبئ ان الفكر والعقل العربي بخير

دام نبضك وزاد فكرك وشاع قلمك

والله انك مرجعية قبلية لعادات
وتقاليد واعراف كان اجدادنا
خطوها لاستمرار حضارتهم القبلية

نعم من بين سطورك
اسشفينا ماضينا العريق
وسنستشرق حاضرنا

اخو كحله انت تتكلم عن جانب
حضاري قبلي قام ولا زال
يعيش في دواخلنا

انتضرك وكلي لهفة لجزئك الاخر

عزيزي اطالبك بالتركيز على جميع جوانبنا الحضارية

فانت تأتي لنا بتاريخنا وحضارتنا من خلال قرائة جديدة لتاريخ قبيلتنا

سلمت اناملك ولامس قلمك السحاب ليهطل لنا بافكارك النيرة

محبك ومتابع قلمك ...... دمت اخو كحله

اخو كحلة
28-08-2009, 01:23
ناصر الناصر كم اسعدني مروركم الكريم على متصفحي
وكم سعدت بتعليقاتكم القيمة 00ولي شرف ان ينال هذا المقال اعجابك00
وانا كلي اذن صاغية لنقد كم البناء والهادف ، بارك الله فيكم وكثر من امثالكم