عبدالله 100
18-08-2009, 08:12
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله :
قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
{ و أمّا الصوم فناهيك به من عبادة تكفّ النفس عن شهواتها و تخرجها عن شبه البهائم إلى شبه الملائكة المقرّبين فإنّ النفس إذا خلّيت و دواعي شهواتها التحقت بعالم البهائم فإذا كفّت شهواتها لله ضيّقت مجاري الشيطان وصارت قريبة من الله بترك عادتها و شهواتها محبّة له و إيثارا لمرضاته و تقربا إليه فيدع الصائم أحبّ الأشياء إليه و أعظمها لصوقا بنفسه من الطعام و الشراب و الجماع من أجل ربّه فهو عبادة و لا تتصور حقيقتها إلا بترك الشهوة لله فالصائم يدع طعامه و شرابه و شهواته من أجل ربّه و هذا معنى كون الصوم له تبارك و تعالى و بهذا فسّر النبي صلى الله وعليه و آله و سلم هذه الإضافة في الحديث فقال يقول الله تعالى :( كلّ عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشرة أمثالها قال الله إلاّ الصّوم فإنّه لي و أنا أجزي به يدع طعامه و شرابه من أجلي ) حتى أنّ الصّائم ليتصوّر بصورة من لا حاجة له في الدنيا إلاّ في تحصيل رضى الله و أيّ حسن يزيد على حسن هذه العبادة التي تكسر الشهوة و تقمع النفس و تحي القلب و تفرحه و تزهد في الدنيا و شهواتها و ترغّب فيما عند الله و تذكر الأغنياء بشأن المساكين و أحوالهم و أنّهم قد أخذوا بنصيب من عيشهم فتعطف قلوبهم عليهم و يعلمون ما هم فيه من نعم الله فيزدادوا له شكرا }
--------------------
[مفتاح دار السعادة : ( 2/ 322 ـ 323 ) ]
_________________________
{سنتان من سنن الصوم النافعة}
الأولى : الفطر على التمر إن وجد ، فإن لم يوجد فعلى حسوات من ماء فإنه طهور ، لما رواه أحمد وأبو داود والترمذي عن أنس بن مالك قال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء "
والثانية : مشروعية الدعاء للصائم على العموم وعند فطره على وجه الخصوص ، فقد روى الترمذي في جامعه بسنده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - حديثاً طويلاً وفيه : " ثلاث لا ترد دعوتُهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم تحمل فوق الغمام وتُفتح لها أبواب السماوات ويقول الرب وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ".
قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
{ و أمّا الصوم فناهيك به من عبادة تكفّ النفس عن شهواتها و تخرجها عن شبه البهائم إلى شبه الملائكة المقرّبين فإنّ النفس إذا خلّيت و دواعي شهواتها التحقت بعالم البهائم فإذا كفّت شهواتها لله ضيّقت مجاري الشيطان وصارت قريبة من الله بترك عادتها و شهواتها محبّة له و إيثارا لمرضاته و تقربا إليه فيدع الصائم أحبّ الأشياء إليه و أعظمها لصوقا بنفسه من الطعام و الشراب و الجماع من أجل ربّه فهو عبادة و لا تتصور حقيقتها إلا بترك الشهوة لله فالصائم يدع طعامه و شرابه و شهواته من أجل ربّه و هذا معنى كون الصوم له تبارك و تعالى و بهذا فسّر النبي صلى الله وعليه و آله و سلم هذه الإضافة في الحديث فقال يقول الله تعالى :( كلّ عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشرة أمثالها قال الله إلاّ الصّوم فإنّه لي و أنا أجزي به يدع طعامه و شرابه من أجلي ) حتى أنّ الصّائم ليتصوّر بصورة من لا حاجة له في الدنيا إلاّ في تحصيل رضى الله و أيّ حسن يزيد على حسن هذه العبادة التي تكسر الشهوة و تقمع النفس و تحي القلب و تفرحه و تزهد في الدنيا و شهواتها و ترغّب فيما عند الله و تذكر الأغنياء بشأن المساكين و أحوالهم و أنّهم قد أخذوا بنصيب من عيشهم فتعطف قلوبهم عليهم و يعلمون ما هم فيه من نعم الله فيزدادوا له شكرا }
--------------------
[مفتاح دار السعادة : ( 2/ 322 ـ 323 ) ]
_________________________
{سنتان من سنن الصوم النافعة}
الأولى : الفطر على التمر إن وجد ، فإن لم يوجد فعلى حسوات من ماء فإنه طهور ، لما رواه أحمد وأبو داود والترمذي عن أنس بن مالك قال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء "
والثانية : مشروعية الدعاء للصائم على العموم وعند فطره على وجه الخصوص ، فقد روى الترمذي في جامعه بسنده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - حديثاً طويلاً وفيه : " ثلاث لا ترد دعوتُهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم تحمل فوق الغمام وتُفتح لها أبواب السماوات ويقول الرب وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ".