سيدة القـــــلم
17-08-2009, 17:40
ليس من الأئٌق انْ احدّثكم عَن " الصُبح "
ثُمَّ اسألكم هَل رأيتُم " نُوْرَة " ..؟!!
و مشْعَل بن حويد بلا شَك هُوَ " صُبح " تَتَدلّى منهُ " الأصباح "
سأحدِثُكم عَن هَذا الصُبح ولَكُم ان تَسْتَشعرواْ " نُوْرَة "
.
.
يُشعرك وكأنهُ يَحيَى للشعر والشِعرُ يَحْيَى "به " و " له "
وإن ألتَقَى هوَ والشِعر لاْ تَدْرِيْ ايُهما سَبَق الأخَر وَقَال " آهـــلاً"
كُلَّ شِعراً لَديهِ بِـ " ميْقَات "
لا الفِكْرَة تَسبُق " الهيئه " التصويريّة
ولا الهَيئَة تَسْبق " الفِكْرَة "
لذَلك تَشعُر حيناً وانت تَقرأ له بأنك تَتَكيء عَلَى إحَدى " وَسَائدة " الخَاصة
وحيْنا تَشْعُر بأنه تَرك البَاب " موارباً " بيْنَة وبينك وكأنه قَاصِداً ذَلك
مُختلف ..
مُتَزن ..
مُستَبد ..
يَثقُب الغِيم وَيَقنتص " الفِكرة " من وَرائة
غَير تَقليدي ..
وعندَما اقولُ غير تَقليدي فَهذا يَعني بأني أجزمُ عَلى " إختلافة "
لِئن تَغزّل فِيْ شِعْرة خيّل إليك أنك لا تَقرأ قَصِيْدَة .. بَلْ طَبيعتُك تُلامسها
" انْفَاس عَاْشِقَة "
هَذة العَاشِقَة رَقَصت لَك غَنَجاً حتّى إنْزَلق " خمارهاْ "
فَـ يبدو لك ما كان يَجِب ان تُبدية
فَـ تَتَخضّع لك وَتَتَكسّر لِـ " تُدلّهك " عَن أمْراً كَانَ يُغنيك
تُشغلك في تَفَاصيلُها لِـ تَعيش أدقَ مَعَانيهاْ
هَذا الشَاعِر لديه قُدْرَة عَجيبة بأن يَجمَعُك بِـ أنْثَى " خَارج إيطَار الجَسَد "
عَجيباً وربي .. اليسَ كَذَلك ..؟!!:xsmile:
والأكْثَر عَجَباً إن هُوَ اظْهَر حُزناً اقْسَمت بِحق السَمَاء إنه "أفْصَح من نَطَق الآه "
بِلا شَك هوَ افْصَح من " البُكَاء "
وابْلَغ من " الوَجَع "
وكأن وَجعاً يَحتضنً " وَجع "
وإن هُوَ اظْهَر سَطْوَة خيّل إلِيك بأنه يلوّح لك بِـ " الصَمصامه"
لا ابَالِغ .. وعندَما اقُولُ لا ابَالغ فأني اعني مَاقُول
مَامن شَاعِر يَقف امَامه إلأ وَيشَعر بأنه " نِصف " شاْعر:xsmile:
.
.
.
الود ودي لو ابرحل عن الود
بس انت قلي وين اودية ودي
" هـّــوة " سَحيقَة تَفصل بين الشَاعر وَرَغبته
فَـ عندَما ييشتَد عّذاب الحُب فِي غلوائة لايَسع المعذّب إلا التفكير في الهروب
تَحتَدم المَشاعر في الرُوح ويُبرز رَغبته في الهروب والرَحيل عَبر الأفق
مُستَعيناً بسؤالهاْ " وين اودية "
فَـ كيف له الرحيل ..؟!!
مانته بقدي لا طرى الخال والجد=بس الهوى ملعون الاسلاف قدي..!
مَاتعجَز عنه الرجَال والقَبَائل
يقوى عَلية " الحُب "
لا تتزّن كَفتهاْ مَع كفّته لِئن طَرى أفعال الأوائل وبطولاتهم
وسُلالته القبليّة الموغلة بِـ أمجادها
بيد ان الحُب وميل القلب لا يؤمن بِـ خَالٍ ولا جدّ
يؤمن بِـ " الإنقياد " فقط
.
ماتت مشاعر وواسود البعد ماعد=الا جيوش تدفع الحزن ضدي
اضْحَت المِشاعر مُهترئة ..!!
وعندَما تَهتريء المشاعر فأن الدمُوع تنسَلخ من طَبيعتها المَالحة وتَدمع " الحُزن " المُرّ
وهُنا تَصوير بَياني جداً رَائع
صُوّر آلم " البُعد " بأنه جِيشاً له زَفيف يطحَن الرُوح طَحن الرَحَى
ويَستَبد وَبَستَعمر القَلب
كل الغيوم الداله لا ضما.. خد=جت لك تبين للملاهيف..مدي ..!
إستعارة مكنيّة شبّة العيُون بالغيُوم
كُلما غَفت العِين عَن ما يُسيّل مَاؤها إشتَعل فِي الخَاطر مايُبيّن الخَافي
خذها صريحه لا ضما القلب ..واحتد
انته عذاب وبيح الوقت سدي
تَكرّر لفظ ضمأ بِشكل جميل جداً دون ان يُخل بجماليات الابيات
بكل اريحيّة الشاعر المُحتد يًصرّح مشعل
عندماْ ضمأ القلب ويبسَت عروقة واحتدّت مشاعرة
بأنها هي عذاب القلب وآلمه والوَقت كَفِيلاً بِهَذا التأزم العَاطِفي فَقَد
اضحَى جَليّاً للآخَرين مَاكَان يَخفَى عَلى الآخَرين
اغفى على خـد الرجـاء واصحالـك "=" لاصـب بعـروق الضمايـاء مـيّـك
تَتأرجَح المَشَاعر " الرَاجية " مَابين الغَفوة تَاْرَة والصَحوة تَارَة أْخْرَى
إلا إنه يؤكّد صَحوه رَجَائة كُلّما مدّت لهُ حَبل الوِصَال
يبْدو لِي انْها بَخيلَة جداً في وِصَالها وإلاّ مَا تَرَكت عُروق مشْعل " ضَمايا " :xsmile:
ا
خـل الليـالـي تهـتـدي لكحـالـك "=" وتشوف فـي عيـن البقايـاء ضيّـك
وكأن الكحل المُغرم بهِ شَاعرنا إسْتَرِق منه الليل ظُلمته وَسوَاده
وكأنه يُريد القُول إن الليل يَسْكُن " مَحَاجرها "
والُصُبح يستوطِنُ " خدّهــاْ "
غَريْبَة هَذة الأنْثَى جَمَعت بِين " آيتِين " من أيَات الله فِيْ وجْهها
ولا يَستَطيعُ الجمع بِين أيتين مُتناقضتين في الوَصف إلاّ شَاعر " آية " في الشعر
.
ابطيـت مابيـن الرجـاء ومحـالـك "=" اطوي على صحـف الملاقـاء طيّـك
ايْضاً يبدو تأرجح المَشاعِر هُنا
يَشكو تَبَاريح الشُوق وَغَصصة وهوَ مُقيماً بِين " الرَجَاء "
و " إستحَالة اللقَاء "
وكأنه فِيْ الشطر الأخير يُعلن يأسة من اللقَاء
امممممم
قَد قُلتُ سَابقاً بأنهاْ " بَخيلة " في الوَصل "
.
نمتي وفاق الولـه فـي مرقـد اهدابـي=يقرى على مؤمن اشواقـي ..تراتيلـك
هُنا إستخدم الشَاعِر الإستعارة المكنيّة
وهَذا تَشبية جداً بليغ
يَبدو أن لِهذا البِيت ظَرفاً " خَاص "
ولُو دَرَت وَسَائدهاْ عَن شُوق مشعل لِـ أعلَنت " الحداد "
عبّر الشَاعر عَن عَدَم مُبَالاتِها بِـ " النُوم "
هِيَ تَنام وهوَ يَصحو لِـ تحتَفل ذَاكرته بتراتيلها
وكأنهُ مُعاتباً لها
كيفَ لكِ ان تنامِي وقلبي يَحترق بصحوته ..؟!! :xsmile:
ادري سحابي.. يصـب الحـب لترابـي=وانتي بياضك ...يغطي عن خطا ليلـك
فِيْ البيت الأوّل يبدو الغموض جَليّاً واخشى ان شَرح الغَامِض فَـ يزدادُ غموضة
ويبدو من ظَاهِرة أن سَحَابة حُبّة تسَحُ خيرها عَلَى تُرَابة فَقَط
ايْضاً إستعَارة مكنيّة حِيثُ شبّة " الذَات " بِـ " التُراب "
اي إنهُ حُب من طَرَف وَاحد .. هَذا تَفْسير
والتَفْسِير الأخَر
انْ عَائِد عِلاقَته مَعهاْ هِيَ السَعَادَة الوجدَانيّة والحُب
ومَهماْ عَلتْهاْ الأخْطَاء فأن بِيضاهاْ يَجْعَلهُ يَتَغاضى عن سَوادهاْ
بس المسافه مابيـن الحبـر... وكتابـي=اقرب من اللي يطري لي مواويلـك...!
يصوّر الشَاعِر سُرعه ودقّة إرتكَابة لِـ جَريمة " الكِتَابة "
بأنها اقرب من خَيَالاته بهاْ
وهَذه دِلاله وَاضحه عَلى إلتِصَاق روحين مَسكونتين بِـ شُحنه الحُب
.
يابنت عشقي.. ولـو خالفتـي انسابـي=تبقى تفاصيلي اعرق فـي.. تفاصيلـك
هُنا تَتَجلّى إنسانيّة الشَاعر بتهميشة للعُنصر القَبَلي
وَترسيخَة للعُنصر الوجدَاني
ويؤكّد " مشعل " ان كل تَفاصيلة ومَعانية ومدلولاته
تضرب أطنبابهاْ في العُمق لئن إختَلطت مِشاعرهما وإنسَجمت مَع بَعضهاْ
وهمسـاتـك " الـجـردا ..! " لـبـارد عـرايـاه=و أشواقـك " الملفـا " .. لـنـازح كيـانـي ..!
حِينَ تَهمسُ الشِفه لِـ الشِفة
لا بُد ان تَكونُ رُوحهاْ " مَلْفَى "
هِيَ الدفء
هِيَ الوَطَن فِيْ عِين الشَاعر
وهُنا تَشبية تَمثيلي جَميل جداً
يؤكّد فيها الشَاعر أنها كُل الكُل له
وضحكاتك " الرحمـه "..لوجـه المواسـاه..!=ودمـوعــك " السـقـيـا " لـخــد الأمـانــي ..
بِـ قَدر مَاتكون ضحكتهاْ رَحمه للمُعَاناة والأسَى
تَكونُ دُموعهاْ سِيْلاً سَاقياً تُزهر عَلى حوافة نواوير الآمَاني
بِـ بَلاغَة فذّة إستَعار الشَاعر للمَواسَاة وجْهاً كَـ الصِفَة الآدميّة
لـِ يُظْهِر حَجم تُأثير ضِحكتها عَلَى " الوَجَع " الإنْسَاني
.
كنت " البحر " ..لاحد موجه على أقصاه ..!=يـرمـي عـلـى جـــال المـعـانـي " مِـعـانـي "
ثَائِراً يَامشعل كَـ " البَحر "
زَاخِراً بِـ المَعَاني
وَتَشبيهك التَمثيلي هُنَا مُطَابقاً لِـ " انت "
ولا ابَالغ أن قُلت باني اشِعُر وكأنّك " جُزء من البَحَر "
.
.
ماللقصيـد بغيبـتـك .. " حـلـق .. وشـفـاه "=دِفـنــت تفاصـيـلـه .. " بـقـبـر المـحـانـي "
أنَذرتَ لغيابِهاْ صمتاً ..؟ََ
فَـ القَصَائِد تفقد رُوحهاْ وهَمْسِها وكُلَّ مَلامِحهاْ
وَتَبْقَى المَعَاني الموْجِعه دَفِيْنَة صَدر الشَاعر
فَلم تَعُد للقَصَائد قِيْمَة تُذكر فِيْ غِيابها
فَـ هُنا تَبلغ النفس ذَروة أوجَاعهاْ وخُذلانهاْ
طاح الشعر دمعه.. على خد رجال= خل المسا.. يطلق لحبك صراحه
اتُرِيد القول أن القَصَاْئِد " دُموع " الرِجَال ..؟!!
تَشبية تَمثِيلِيْ غَاْيَة فِيْ البَلاغه والرَصَانه
فَـ حينَما تنْدَرج دَمعه عَلى خدّ الرَجُل فأنها تًعترض كُلَّ مَادب ودَرَج في النَفَس ومَاعَلِقَ بهاْ
فَـ الشِعر كَـ المُهديء النَفْسِيْ لِـ مَن أعتاد ان يبث همّة عَبر قَصائدة
لِئن كَانت القَصَائد دَمعاً لِـ شَاعِرهاْ
فَـ لمَ لا يَكونُ مشعل كَثير البُكاء..؟!!
.
ما سال.. فيض الصبر.. بس الفكر.. سال=واضفى على جرد الفيافي .. جناحه..!
مَازَال مُحتفظاً ببقاياْ صَبرة من الإنسكاب ويؤكد ذَلك بلفظ تأكيدي نَافية
و مؤكِداً بصيغَة جَازِمه ان الإنسكاب كَان من نَصيب الفِكر وإنفجَار القَرِيْحَة مُضللاً بِجناحَة جرد الفَيَافي
.
ماكنّك.. الا.. موجةٍ.. تنكر الجال= لاهاض.. بحر الجرح.. واطلق نياحه
كَـ موجَة ثَاْئِرة لا تَرسُو ولا تُلامِس جَاْلهاْ
وكأنه يُريد تأكيد طَبَائعها المُتذبْذِبة والمُضطربة فِيْ آن
حِيْنَ يوغّل الجُرح فِيْ الوَجَع فأنه يُمَارس الحِزن والنيَاحَة
.
ضحل الشعر ..نظم القصيد الواهـي=ماصاغتـه ..قريحـتـي لشفـاهـي
لوتهت في وصف الزمان.. ودربـه=فكري على درب الشعـر.. ماتاهـي
بِكُل إسْتِعْلاء ويحقُ لَه ذَلك
يؤكّد الشَاعر بصيْغه الجَازم مَقدرته الشِعريّة
فَهوَ يَقتَنص الفكِرة المُذهلة ويصوغها فِيْ قالب حُدَاثي غَايَة فِيْ الحُسن
يطير ..من وكر المشاعر .." شاعر "=ويسمّعـك بـدع القصيـد الراهـي
بَعد تأكيد شَاعريّته
إنْتَقل إلَى مَكمن الشِعر ومْحرَاب المَشَاعر
المَحَاني وَكر لصقُور الشِعر
يَستَفزع شِعراً لِـ يُسمعها ابلَغ القَصيد واغْزَرَة مَعنى
احيـان احـس انـي.. ليـا بيحتـه..
ماكن في كـف البسيـط اشباهـي
اهـذبــه مـنـشـان لاغنـيـتـه..
ينزع من ايدين التوجـد .. "اهـي "
"
هَنا يُحدثنا الشَاعِر عن " نَشوة " الشِعر
لِـ فَرط نَشوته وكأنه يستوطن الأرضِ لا شَبيهاً له
ثُم يُبرّر حُرصة عَلى تَهذيب شِعرة
فيأتي بِـ السَبَب
فهوَ يُغنية لِـ يُبعد عَنه مَاْغَشَاة من لوْعَة الجوى
فَـ الغِنَاء الشِعري احد اشْكَال " الفضفَضة "
التي تُزيح عن النَفسِ اكدَارهاْ
يُغنّي الشَاعِر لانه يُريد إشغال نّفسة عَن شيء يُتعبهاْ :xsmile:
ايوالله اني من غـرام " الجـوزاء "=ماكن فوقي من النجـوم الا " هـي "
يُقسم لِـ فَرط عِشقة لهَاْ
كأنه " عُميَ " عَن كُل نِسَاء العالمين ولا يَرَى سِواهاْ
وهَذة حَالة شُعوريّة تًصاحب من وَصَل إلى مَرَاحل مُتقدّمة من العِشق
ياوجه صبـحٍ يحتمـي مـن دونـي=لاقـام ليلـي بالظـلام ايضـاهـي
من يَشعُ من وجْههاْ بيَاض " الصُبح "
فهي تَستحقُ بلا شَك ان تَبقى َداخل " رَبقة " الشِعر
لِـ يُقال بها مثل هَذا البيت المشحون بِـ الجَماليات البلاغيّة والتصويرية
ثُمَّ اسألكم هَل رأيتُم " نُوْرَة " ..؟!!
و مشْعَل بن حويد بلا شَك هُوَ " صُبح " تَتَدلّى منهُ " الأصباح "
سأحدِثُكم عَن هَذا الصُبح ولَكُم ان تَسْتَشعرواْ " نُوْرَة "
.
.
يُشعرك وكأنهُ يَحيَى للشعر والشِعرُ يَحْيَى "به " و " له "
وإن ألتَقَى هوَ والشِعر لاْ تَدْرِيْ ايُهما سَبَق الأخَر وَقَال " آهـــلاً"
كُلَّ شِعراً لَديهِ بِـ " ميْقَات "
لا الفِكْرَة تَسبُق " الهيئه " التصويريّة
ولا الهَيئَة تَسْبق " الفِكْرَة "
لذَلك تَشعُر حيناً وانت تَقرأ له بأنك تَتَكيء عَلَى إحَدى " وَسَائدة " الخَاصة
وحيْنا تَشْعُر بأنه تَرك البَاب " موارباً " بيْنَة وبينك وكأنه قَاصِداً ذَلك
مُختلف ..
مُتَزن ..
مُستَبد ..
يَثقُب الغِيم وَيَقنتص " الفِكرة " من وَرائة
غَير تَقليدي ..
وعندَما اقولُ غير تَقليدي فَهذا يَعني بأني أجزمُ عَلى " إختلافة "
لِئن تَغزّل فِيْ شِعْرة خيّل إليك أنك لا تَقرأ قَصِيْدَة .. بَلْ طَبيعتُك تُلامسها
" انْفَاس عَاْشِقَة "
هَذة العَاشِقَة رَقَصت لَك غَنَجاً حتّى إنْزَلق " خمارهاْ "
فَـ يبدو لك ما كان يَجِب ان تُبدية
فَـ تَتَخضّع لك وَتَتَكسّر لِـ " تُدلّهك " عَن أمْراً كَانَ يُغنيك
تُشغلك في تَفَاصيلُها لِـ تَعيش أدقَ مَعَانيهاْ
هَذا الشَاعِر لديه قُدْرَة عَجيبة بأن يَجمَعُك بِـ أنْثَى " خَارج إيطَار الجَسَد "
عَجيباً وربي .. اليسَ كَذَلك ..؟!!:xsmile:
والأكْثَر عَجَباً إن هُوَ اظْهَر حُزناً اقْسَمت بِحق السَمَاء إنه "أفْصَح من نَطَق الآه "
بِلا شَك هوَ افْصَح من " البُكَاء "
وابْلَغ من " الوَجَع "
وكأن وَجعاً يَحتضنً " وَجع "
وإن هُوَ اظْهَر سَطْوَة خيّل إلِيك بأنه يلوّح لك بِـ " الصَمصامه"
لا ابَالِغ .. وعندَما اقُولُ لا ابَالغ فأني اعني مَاقُول
مَامن شَاعِر يَقف امَامه إلأ وَيشَعر بأنه " نِصف " شاْعر:xsmile:
.
.
.
الود ودي لو ابرحل عن الود
بس انت قلي وين اودية ودي
" هـّــوة " سَحيقَة تَفصل بين الشَاعر وَرَغبته
فَـ عندَما ييشتَد عّذاب الحُب فِي غلوائة لايَسع المعذّب إلا التفكير في الهروب
تَحتَدم المَشاعر في الرُوح ويُبرز رَغبته في الهروب والرَحيل عَبر الأفق
مُستَعيناً بسؤالهاْ " وين اودية "
فَـ كيف له الرحيل ..؟!!
مانته بقدي لا طرى الخال والجد=بس الهوى ملعون الاسلاف قدي..!
مَاتعجَز عنه الرجَال والقَبَائل
يقوى عَلية " الحُب "
لا تتزّن كَفتهاْ مَع كفّته لِئن طَرى أفعال الأوائل وبطولاتهم
وسُلالته القبليّة الموغلة بِـ أمجادها
بيد ان الحُب وميل القلب لا يؤمن بِـ خَالٍ ولا جدّ
يؤمن بِـ " الإنقياد " فقط
.
ماتت مشاعر وواسود البعد ماعد=الا جيوش تدفع الحزن ضدي
اضْحَت المِشاعر مُهترئة ..!!
وعندَما تَهتريء المشاعر فأن الدمُوع تنسَلخ من طَبيعتها المَالحة وتَدمع " الحُزن " المُرّ
وهُنا تَصوير بَياني جداً رَائع
صُوّر آلم " البُعد " بأنه جِيشاً له زَفيف يطحَن الرُوح طَحن الرَحَى
ويَستَبد وَبَستَعمر القَلب
كل الغيوم الداله لا ضما.. خد=جت لك تبين للملاهيف..مدي ..!
إستعارة مكنيّة شبّة العيُون بالغيُوم
كُلما غَفت العِين عَن ما يُسيّل مَاؤها إشتَعل فِي الخَاطر مايُبيّن الخَافي
خذها صريحه لا ضما القلب ..واحتد
انته عذاب وبيح الوقت سدي
تَكرّر لفظ ضمأ بِشكل جميل جداً دون ان يُخل بجماليات الابيات
بكل اريحيّة الشاعر المُحتد يًصرّح مشعل
عندماْ ضمأ القلب ويبسَت عروقة واحتدّت مشاعرة
بأنها هي عذاب القلب وآلمه والوَقت كَفِيلاً بِهَذا التأزم العَاطِفي فَقَد
اضحَى جَليّاً للآخَرين مَاكَان يَخفَى عَلى الآخَرين
اغفى على خـد الرجـاء واصحالـك "=" لاصـب بعـروق الضمايـاء مـيّـك
تَتأرجَح المَشَاعر " الرَاجية " مَابين الغَفوة تَاْرَة والصَحوة تَارَة أْخْرَى
إلا إنه يؤكّد صَحوه رَجَائة كُلّما مدّت لهُ حَبل الوِصَال
يبْدو لِي انْها بَخيلَة جداً في وِصَالها وإلاّ مَا تَرَكت عُروق مشْعل " ضَمايا " :xsmile:
ا
خـل الليـالـي تهـتـدي لكحـالـك "=" وتشوف فـي عيـن البقايـاء ضيّـك
وكأن الكحل المُغرم بهِ شَاعرنا إسْتَرِق منه الليل ظُلمته وَسوَاده
وكأنه يُريد القُول إن الليل يَسْكُن " مَحَاجرها "
والُصُبح يستوطِنُ " خدّهــاْ "
غَريْبَة هَذة الأنْثَى جَمَعت بِين " آيتِين " من أيَات الله فِيْ وجْهها
ولا يَستَطيعُ الجمع بِين أيتين مُتناقضتين في الوَصف إلاّ شَاعر " آية " في الشعر
.
ابطيـت مابيـن الرجـاء ومحـالـك "=" اطوي على صحـف الملاقـاء طيّـك
ايْضاً يبدو تأرجح المَشاعِر هُنا
يَشكو تَبَاريح الشُوق وَغَصصة وهوَ مُقيماً بِين " الرَجَاء "
و " إستحَالة اللقَاء "
وكأنه فِيْ الشطر الأخير يُعلن يأسة من اللقَاء
امممممم
قَد قُلتُ سَابقاً بأنهاْ " بَخيلة " في الوَصل "
.
نمتي وفاق الولـه فـي مرقـد اهدابـي=يقرى على مؤمن اشواقـي ..تراتيلـك
هُنا إستخدم الشَاعِر الإستعارة المكنيّة
وهَذا تَشبية جداً بليغ
يَبدو أن لِهذا البِيت ظَرفاً " خَاص "
ولُو دَرَت وَسَائدهاْ عَن شُوق مشعل لِـ أعلَنت " الحداد "
عبّر الشَاعر عَن عَدَم مُبَالاتِها بِـ " النُوم "
هِيَ تَنام وهوَ يَصحو لِـ تحتَفل ذَاكرته بتراتيلها
وكأنهُ مُعاتباً لها
كيفَ لكِ ان تنامِي وقلبي يَحترق بصحوته ..؟!! :xsmile:
ادري سحابي.. يصـب الحـب لترابـي=وانتي بياضك ...يغطي عن خطا ليلـك
فِيْ البيت الأوّل يبدو الغموض جَليّاً واخشى ان شَرح الغَامِض فَـ يزدادُ غموضة
ويبدو من ظَاهِرة أن سَحَابة حُبّة تسَحُ خيرها عَلَى تُرَابة فَقَط
ايْضاً إستعَارة مكنيّة حِيثُ شبّة " الذَات " بِـ " التُراب "
اي إنهُ حُب من طَرَف وَاحد .. هَذا تَفْسير
والتَفْسِير الأخَر
انْ عَائِد عِلاقَته مَعهاْ هِيَ السَعَادَة الوجدَانيّة والحُب
ومَهماْ عَلتْهاْ الأخْطَاء فأن بِيضاهاْ يَجْعَلهُ يَتَغاضى عن سَوادهاْ
بس المسافه مابيـن الحبـر... وكتابـي=اقرب من اللي يطري لي مواويلـك...!
يصوّر الشَاعِر سُرعه ودقّة إرتكَابة لِـ جَريمة " الكِتَابة "
بأنها اقرب من خَيَالاته بهاْ
وهَذه دِلاله وَاضحه عَلى إلتِصَاق روحين مَسكونتين بِـ شُحنه الحُب
.
يابنت عشقي.. ولـو خالفتـي انسابـي=تبقى تفاصيلي اعرق فـي.. تفاصيلـك
هُنا تَتَجلّى إنسانيّة الشَاعر بتهميشة للعُنصر القَبَلي
وَترسيخَة للعُنصر الوجدَاني
ويؤكّد " مشعل " ان كل تَفاصيلة ومَعانية ومدلولاته
تضرب أطنبابهاْ في العُمق لئن إختَلطت مِشاعرهما وإنسَجمت مَع بَعضهاْ
وهمسـاتـك " الـجـردا ..! " لـبـارد عـرايـاه=و أشواقـك " الملفـا " .. لـنـازح كيـانـي ..!
حِينَ تَهمسُ الشِفه لِـ الشِفة
لا بُد ان تَكونُ رُوحهاْ " مَلْفَى "
هِيَ الدفء
هِيَ الوَطَن فِيْ عِين الشَاعر
وهُنا تَشبية تَمثيلي جَميل جداً
يؤكّد فيها الشَاعر أنها كُل الكُل له
وضحكاتك " الرحمـه "..لوجـه المواسـاه..!=ودمـوعــك " السـقـيـا " لـخــد الأمـانــي ..
بِـ قَدر مَاتكون ضحكتهاْ رَحمه للمُعَاناة والأسَى
تَكونُ دُموعهاْ سِيْلاً سَاقياً تُزهر عَلى حوافة نواوير الآمَاني
بِـ بَلاغَة فذّة إستَعار الشَاعر للمَواسَاة وجْهاً كَـ الصِفَة الآدميّة
لـِ يُظْهِر حَجم تُأثير ضِحكتها عَلَى " الوَجَع " الإنْسَاني
.
كنت " البحر " ..لاحد موجه على أقصاه ..!=يـرمـي عـلـى جـــال المـعـانـي " مِـعـانـي "
ثَائِراً يَامشعل كَـ " البَحر "
زَاخِراً بِـ المَعَاني
وَتَشبيهك التَمثيلي هُنَا مُطَابقاً لِـ " انت "
ولا ابَالغ أن قُلت باني اشِعُر وكأنّك " جُزء من البَحَر "
.
.
ماللقصيـد بغيبـتـك .. " حـلـق .. وشـفـاه "=دِفـنــت تفاصـيـلـه .. " بـقـبـر المـحـانـي "
أنَذرتَ لغيابِهاْ صمتاً ..؟ََ
فَـ القَصَائِد تفقد رُوحهاْ وهَمْسِها وكُلَّ مَلامِحهاْ
وَتَبْقَى المَعَاني الموْجِعه دَفِيْنَة صَدر الشَاعر
فَلم تَعُد للقَصَائد قِيْمَة تُذكر فِيْ غِيابها
فَـ هُنا تَبلغ النفس ذَروة أوجَاعهاْ وخُذلانهاْ
طاح الشعر دمعه.. على خد رجال= خل المسا.. يطلق لحبك صراحه
اتُرِيد القول أن القَصَاْئِد " دُموع " الرِجَال ..؟!!
تَشبية تَمثِيلِيْ غَاْيَة فِيْ البَلاغه والرَصَانه
فَـ حينَما تنْدَرج دَمعه عَلى خدّ الرَجُل فأنها تًعترض كُلَّ مَادب ودَرَج في النَفَس ومَاعَلِقَ بهاْ
فَـ الشِعر كَـ المُهديء النَفْسِيْ لِـ مَن أعتاد ان يبث همّة عَبر قَصائدة
لِئن كَانت القَصَائد دَمعاً لِـ شَاعِرهاْ
فَـ لمَ لا يَكونُ مشعل كَثير البُكاء..؟!!
.
ما سال.. فيض الصبر.. بس الفكر.. سال=واضفى على جرد الفيافي .. جناحه..!
مَازَال مُحتفظاً ببقاياْ صَبرة من الإنسكاب ويؤكد ذَلك بلفظ تأكيدي نَافية
و مؤكِداً بصيغَة جَازِمه ان الإنسكاب كَان من نَصيب الفِكر وإنفجَار القَرِيْحَة مُضللاً بِجناحَة جرد الفَيَافي
.
ماكنّك.. الا.. موجةٍ.. تنكر الجال= لاهاض.. بحر الجرح.. واطلق نياحه
كَـ موجَة ثَاْئِرة لا تَرسُو ولا تُلامِس جَاْلهاْ
وكأنه يُريد تأكيد طَبَائعها المُتذبْذِبة والمُضطربة فِيْ آن
حِيْنَ يوغّل الجُرح فِيْ الوَجَع فأنه يُمَارس الحِزن والنيَاحَة
.
ضحل الشعر ..نظم القصيد الواهـي=ماصاغتـه ..قريحـتـي لشفـاهـي
لوتهت في وصف الزمان.. ودربـه=فكري على درب الشعـر.. ماتاهـي
بِكُل إسْتِعْلاء ويحقُ لَه ذَلك
يؤكّد الشَاعر بصيْغه الجَازم مَقدرته الشِعريّة
فَهوَ يَقتَنص الفكِرة المُذهلة ويصوغها فِيْ قالب حُدَاثي غَايَة فِيْ الحُسن
يطير ..من وكر المشاعر .." شاعر "=ويسمّعـك بـدع القصيـد الراهـي
بَعد تأكيد شَاعريّته
إنْتَقل إلَى مَكمن الشِعر ومْحرَاب المَشَاعر
المَحَاني وَكر لصقُور الشِعر
يَستَفزع شِعراً لِـ يُسمعها ابلَغ القَصيد واغْزَرَة مَعنى
احيـان احـس انـي.. ليـا بيحتـه..
ماكن في كـف البسيـط اشباهـي
اهـذبــه مـنـشـان لاغنـيـتـه..
ينزع من ايدين التوجـد .. "اهـي "
"
هَنا يُحدثنا الشَاعِر عن " نَشوة " الشِعر
لِـ فَرط نَشوته وكأنه يستوطن الأرضِ لا شَبيهاً له
ثُم يُبرّر حُرصة عَلى تَهذيب شِعرة
فيأتي بِـ السَبَب
فهوَ يُغنية لِـ يُبعد عَنه مَاْغَشَاة من لوْعَة الجوى
فَـ الغِنَاء الشِعري احد اشْكَال " الفضفَضة "
التي تُزيح عن النَفسِ اكدَارهاْ
يُغنّي الشَاعِر لانه يُريد إشغال نّفسة عَن شيء يُتعبهاْ :xsmile:
ايوالله اني من غـرام " الجـوزاء "=ماكن فوقي من النجـوم الا " هـي "
يُقسم لِـ فَرط عِشقة لهَاْ
كأنه " عُميَ " عَن كُل نِسَاء العالمين ولا يَرَى سِواهاْ
وهَذة حَالة شُعوريّة تًصاحب من وَصَل إلى مَرَاحل مُتقدّمة من العِشق
ياوجه صبـحٍ يحتمـي مـن دونـي=لاقـام ليلـي بالظـلام ايضـاهـي
من يَشعُ من وجْههاْ بيَاض " الصُبح "
فهي تَستحقُ بلا شَك ان تَبقى َداخل " رَبقة " الشِعر
لِـ يُقال بها مثل هَذا البيت المشحون بِـ الجَماليات البلاغيّة والتصويرية