نايف الصنيدح
15-08-2009, 23:18
(( معركة الصريف الأولى ))
او معركة ابرق السيح
( بين الضياغم والسلطان مارد )
المتابع لقصص الضباغم يرى أنه عندما شد الخلاف بين عرار وعمير كما في القصص السابقة
ذهب عمير وجماعته ومن المؤيدين إلى الشمال من ديارهم التي كنوا يقطنونها وتقريبا في الأسياح بمنطقة القصيم حاليا وكانت ديار الضياغم بعد نزوحهم من منطقة تثليث في جنوب الجزيرة العربية هي منطقة القويعية حاليا مابين حصاة قحطان إلى جنوب منطقة الدوادمي تقريبا وكان وقتها حاكم المنطقة( الاسياح ) يدعى السلطان مارد حيث صارت له القوة الضاربة في المنطقة فقام بحبس مسايل الماء والعيون ونظم طريق الحجاج واثار قصره باقبة الى الان
و كانت أواصر المحبه والموده قد توطدت ورسخت بين عمير بن راشد وسلطان مارد من قبل
ولكن عرار لم يرقه الأمر وكان يتتبع عمير, وأراد ان يعكر صفو هذه المحبه وتلك الصداقه , وأن ينال من عمير
حيث أنهم يتنازعون الشيخة فيما بينهم
وكلن له مؤيد
وكان عرار قد زوج اخته ميثاء لعمير , وعرار ايضا تزوج اخت عمير عميره وكان الزواج قبل النزاع.
القصة لها روايتين
الرواية الأولى .:
ذهب عرار الى سلطان مآرد , وكان معه غزال جميل الشكل بدرجة كبيره . ولما شاهد سلطان مارد
هذا الغزال الجميل مع عرار , ودار الحديث بين الأثنين عن الجمال والملاحه سأل سلطان مارد عرار
هل لديكم بين نسآئكم ما يماثل جمال هذا الغزال؟
وأجابه عرار من فوره : نعم لدينا.... بل أكثر جمالأً وملاحه من هذا الغزال وهي قريبه منك !
ودهش سلطان مارد , وسأل عرارقا ئلاً : ومن تكون تلك المرأه التي تفوق هذا الغزال جمالاً وملاحه؟
أجابه عرار: إنها ميثاء زوجة صديقك عمير . وقال سلطان مارد : وما هو السبيل للحصول عليها ؟
قال عرار: أمر بسيط .. إذا جاءك عمير وجماعته يبغون أن يتزودوا بالمؤن والماء إمنعها عنهم حتى
يتخلون لك عن ميثاء! اما بالطلاق او غيره
الرواية الثانية :
وأظنها الأقرب
كان السلطان مارد يسبح في الصيف هو وعرار في أحد العيون ( عين بن فهيد حاليا بالأسياح ) فأعجب السلطان بجمال عرار لما شاف ( مصلخه ) جمبل
وسأله إن كان لديه اخت فقال نعم وانها جميلة وحكيمة قال كيف الحصول عليها قال له إذا جاءك عمير قل له ((ضيغمية )) واطلب يعطيك ماتريد
وهي الطلب الذي لايرد مهما كان السبب عند الأولين ولو على قطع رأسه وردها فيه منقصة ومعيبة إلى الأبد
وبما أن السلطان مارد ليس عربي ولايعرف بعادات العرب وأخلاقهم شيئا وخصوصا الضياغم إستحسن هذا الرأي لكي يحصل على ميثاء , وقد بهره حديث عرار عن جمالها وملاحتها. ومقصد عرار أنه لما عجز عن عمير وجماعته حيث كانوا يتنازعون الإمارة أراد أن يسلّط عليه من هو أقوى منه بحيلته هذه التي عادت عليه بالخسران
ولما حضر عمير وجماعته لكي يتزودوا بالمؤن والماء رفضوا السماح لهم الا بأمر السلطان .
وكان سلطان مارد يجلس مع بعض خلصائه وندمائه في مجلسه كالعادة ...وكان من بينهم عرار صاحب تلك المؤامره .
فوجئ عمير بطلب السلطان أمام الحضور فغضب غضباً شديداً , ولكنه حاول أن يخفي غضبه , وتظاهر بالقبول ,والانسحاب إلى جماعته
لكي يعدون العده لاجابة رغبة السلطان مارد في ظاهر الامر . وقال للسلطان بعد أن عرف من وراء هذه المؤامرة ((تم لك ميثاء ولكن ماتقر عندكم وحنا موجودين )).
أي موجودين على الأرض,بعنى نموت ولاتجيكم ميثاء وكان عرار موجود وفهم ماقاله عمير بعكس السلطان الذي فهم أنهم سيرسلونها من غير حضورهم
وكان عمير يرتدي فوق ثيابه جوخته الحمراء التي يصل ذيلها إلى كعبيه.
ولكنه عندما عاد إلى جماعته رأت ميثاء أن جوخته قد إرتفعت , وأصبحت
بالكاد تصل إلى مابعد ركبته . كان الغضب من طلب سلطان مارد المشين
قد ملأ جوانحه حتى أوشك صدره على الانفجار .
وقالت ميثاء لجماعتها : لابد وأن شيئاً قد حدث وأغضب عمير.
وروى عمير لجماعته ما حدث , وكيف أن صديقه الحميم سلطان مارد
يطمع في ميثاء, وقد جعل الحصول عليها شرطاً لحصولهم على المؤونه والماء!
وأن عرار وراء تلك المؤامرة .
وكان بين الجماعه فارس أبكم أصم وهو حميدان بن راشد أخو عمير, لا يسمع ولا يتكلم , ولكنه على قدر من الشجاعه والشهامه والإقدام .
لم يكد حميدان , لم يكد يفهم قول عمير حتى فغر فاه من الدهشه
والغضب, وإنتفخت أوداجه وانقذف من أذنه سيل من الدم والصديد,ونطق لسانه
باإسم ميثاء. فقال ( ميثاء لا ميثاء لا ) ولم ينطق بعدها أبدا ثم صارت مثلا
لقد جعله طلب الحاكم المخزي يسمع ويتكلم من فرط الغيض.
ارتدى حميدان والجماعه عدة الحرب والطعان , فقد أيقنوا أنه لابديل
لهم عن القتال , ولكنهم كانو يدركون أن الشجاعه وحدها لا تكفي , وأن عليهم
أن يلجأوا أيضاً إلى الحيله , فهم ازاء سلطان ذي سطوه وقوه ,وله جنود وأعوان , وهم قله.
ولجأوا إلى حيله طريفه.
لقد جاءوا بعبده لعمير إسمها ميثاء لكي يفي بالوعد حسب رأي أخوه عقيل بن راشد ووضعوها في هودج
فوق أحد الجمال وإتجهوا بها إلى القصر..قصر الحاكم.
موجودة آثاره إلى اليوم ( قصر مارد )
وكان السلطان يجلس مبتهجاً في إنتظار وصول ميثاء, وهو يمني النفس بقرب حصوله على أجمل نساء
البدو وأكثرهن ملاحه.
وابتعد عمير وجماعته إلى منطقة إسمها قويرات الصريف ( موجودة في القصيم ) التي دارت فيها المعركة
ولكن عرار أراد أن يكمل الوشاية وقال للسلطان أن عمير لن يعطيك ميثاء مهما فعلت .
لأنه يعرف ابن عمه جيدا فكم مرة ألتقوا على ظهور الخيل
فقال له السلطان : ولكن ها أنذا أرى هودجها يقترب من القصر!
فقال له عرار:إذهب بنفسك واكشف عن مافي الهودج وسترى صدق قولي.
وفعل السلطان ماقال له عرار, ولم يكن يمد يده ويكشف الستر عن
الهودج حتى راى أمامه عبدة صفراء العينين, منتفخه الشدقين...
فصرخ يدعوا فرسانه للحاق بعمير وجماعته.
ودار معركه حاميه بارز خلالها حميدان سلطان مارد , ولم يكن حميدان
يضع على جسمه دروعاً. وكان حميدان من شدة الغضب أخذ فرس عمير
الدهما أم عامر المشهورة وانطلق بها على عجل بدون علم عمير من شدة الغضب ولم يلبس درعه ( وهي من آصل الخيول عند العرب. وهي التي ذكرنا سابقا في معركة الضياغم مع الشريف )
وتقابل مع السلطان تحديا له
رفع حميدان الشلفاء وهوى بها على السلطان بقوة فاخترقت درعه وغاصت
في جسده وأردته قتيلاً.
وفي نفس الوقت كان السلطان قد هوى بضربه مماثله على حميدان .
وسقط الاثنان قتيلين .
وتراجع جنود السلطان منهزمين بعد مقتل قائدهم المتجبر
وبعدها دبت الفوضى بجماعة السلطان فهزمهم عمير وجماعته وهرب الترك ولايوجد تفاصيل أكثر عن المعركة الأ التى في القصيدة
وقتل عمير في هذه المعركة اكثر من 90 فارس وغير الفرسان لايغلم عددهم كما قال في القصيدة متمنيا انه على فرسه حيث لم يجد الا مهرة صغيرة لم تتدرب على القتال فأخذها وقاتل قتال الابطال وبعد ذلك لامه من جماعته الكثير بأنه لم يقتل الا القليل وايضا يذكر فرسان الضياغم ومنهم عقيل بن راشد وفعله العجيب بهم وايضا حسن وحجاب وانهم يلتجئون به كالجبل
ويقول من هول المعركة ان الرجال الذين حضروها تمنوا انهم غياب
وقال عمير بن راشد هذه القصيدة التي تعتبر ملحمة يفصل فيها المعركة وهي قصيدة حماسية
فيها شجاعة ونخوه وحميه وتضحية
حيث يذكر بأن شيخهم ويقصد عرار هو من جلب لهم المضرة وانه هو المتسبب فى المعركة وإغراء السلطان بميثاء
يقول عمير بن راشد :
واشيخـنـا يمـشـي عـلـى الـلـي يـضـرنـا
وهــو بالعـيـا مــن يــوم شــب وشـــاب
حــدّه عليـنـا الـتـرك مــن غـيــر جـابــه
والـشّــي مـــن عـنــد الآلــــه أســبــاب
يـأمــر علـيـنـا الـتــرك تـأخــذ حريـمـنـا
وانـاأشـهــد أنــهــا بـلــشــه وعـــــذاب
لحـقـونـا يـبــون مـيـثـا غـصـبـاً علـيـنـا
ودون مـيـثـاء صـبـيـانن تـســن حـــراب
تـــرى كـــل جـيــران لـبــاب لـجـارهــم
يــاعـــنـــك مـاجـيــرانــنــا بـــلـــبـــاب
تــقــول مـيـثــا يـاهــلــي ارخـصــوبــي
عـلــى الـتــرك لايـغــدي لـكــم ارقــــاب
يـقــول عـقـيـل لــــو ذهـبـنــا وخـيـلـنـا
عـلـيّ الـجـوار مـايـصـك دونـــك بـــاب
حنـا خمسـه فـوق خـمـس يــا آل راشــد
أهـــل خـمــس مانـثـنـي لـهــن رقــــاب
لابـــان نـــور الـصـبـح كــلــن تــأهــب
مــن فــوق عـلـطـات الـرقــاب عِـــراب
إيـــــلا حــدونـــا والـحـقــونــا ظــعــنــا
زغـــرت لـنــا حـــدر الـحـنـي إعــــذاب
يـنـخـنــنــا بـحـسا ســنــا عـارفــاتــنــا
واحسـاسـنـا تـحــت الـعـجــاج صــــلاب
تـقــول مـيـثـاء يـاهـلـي يــــاآل راشــــد
الـــــروم لـحـقـونــا بـغــيــر حـــســـاب
لـكــن أذيـــال الـدُهــم خـيــل آل راشـــد
شـقـايـق ريـــح فـــي وجـيــه ســحــاب
وأول مــايــردّه عـقـيــل بــــن والــــدي
وحـســن وزبــــن الـجـاذيــات حــجــاب
وتــرى حـجـاب حـجـاب للخـيـل والـقـنـا
نلـوذ بـه كـمـا وعـلـن بــروس هـضـاب
والـخـيـل لاسـمـعـت عـقـيــل تـرايـعــت
تـريــاع سـيــل فــــي مـحـيــر رغــــاب
أنـا كمـا حبـس المـاء إلـى أقفـن وأقبلـن
وإلا مـــلــــم الـشــروتــيــن حـــجــــاب
والا عـقـيــل فـخـيـلـنـا تـلــتــوي بـــــه
كـمـا حجـلـن لـيــدي تـلـتـوي بـهـضـاب
تهـيـأ لـنـا عـنـد أبــرق السـيـح عـركــة
تمـنـى بـهــا حـضّــار الـرجــال غـيــاب
وتـنـاطـح حـمـيـدان وسـلـطــان مــــارد
وكلـن حصـل لــه مــن كــف ذا صــواب
وضــربــه حـمـيــدان بـشـلـفـا سـنـيـنـه
عـريـنـيّـة تــــودع الــــدروع خـــــراب
وضـــرب حـمـيـدان بـرمـحــن مــــذَّرب
وخــلا سـمـح الـوجـه شــارعِ بـالـتـراب
والله لـو حسبـت حميـدان نطـيـح لـمـارد
كان شريت له مـن غالـي الـدروع ثيـاب
وتلاقينا بحد الدمث من الرمث من الغضا
والسـيـف يـصـلـخ بالـصـريـف أرقـــاب
ولاينـفـع المظـيـوم كـــون ابـــن عـمــه
إيـلا عــضّ بــه مــن غـيـر نـابـه نــاب
تـسـمـع جـلـبـة الـخـيـل قـــدَّام سـابـقــه
هـمـالـيـل صـيـفــن مقـتـفـيـه ســحـــاب
يلومونـي وأنــا عـلـى مـهـرة زغزغـيـه
صـغـيــرتــن ولاضـــرِّيـــه الألـــعــــاب
واللـي ذبـحـت بالسـنـدا تسعـيـن مِلـبـس
وإلا الــعــرايـــا مــالــهـــم حــــســــاب
والله لــو إنــي عـلـى الدهـمـا أم عـامــر
إنــي مخلِّيـهـم جـنـب والـعـبـاة أجـنــاب
وأضـف الصبايـا والسبايـا إيـلا أوجهـوا
كمـا ضــف مــن حــوم الطـيـور عـقـاب
وأســـل ســيــف الـهـنــد وألــكــد بــــه
وماينكـس مـن الـروم مـن يــرد جــواب
كــلــه لـعـيــن بـيـضــا تـنـتـخــي بــنـــا
الــلـــي تــمـــاري بـفـعـلـنـا الأجــنـــاب
وإذا قضـبـت السـيـف بـالـكـف لاتـخــف
علـى الـزمـل لـوكـان الجـمـوع هـضـاب
أنــا شــوق ميـثـاء عمـيـر بــن راشـــد
أنـــا كـــل عــمــري لـلـرجــال عــــذاب
أنـــا جـامــع قـصــر بـبـصـر بـمـرجـلـة
وأورد طــعــنــات مــالــهــن حـــســـاب
أنــا كـمــا نـجـمـن لـفــا مـــن الـسـمـاء
يــودع حـصـا الـضـلـع الكـبـيـر تـــراب
[/poem]
آمل تكرار قراءة القصيدة فهي توضح تفصيل المعركة
وهذا ما استطعت جمعه لهذه القصة والقصيدة حيث ندرة المراجع وكثرة الاقوال ونحن نسدد ونقارب والله اعلم
اخوكم نايف الصنيدح الشمري
المراجع
كتاب تلويحات لأحمد العريفي
كتاب عرار وعمير( الضياغم )
كتاب شعراء وفرسان من الصحراء
من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية
شهوان بن منصور زعيم الضياغم بالقرن السابع الهجري
ومراجع عديدة متفرقة وكذلك من أفواه كبار السن من القبيلة
او معركة ابرق السيح
( بين الضياغم والسلطان مارد )
المتابع لقصص الضباغم يرى أنه عندما شد الخلاف بين عرار وعمير كما في القصص السابقة
ذهب عمير وجماعته ومن المؤيدين إلى الشمال من ديارهم التي كنوا يقطنونها وتقريبا في الأسياح بمنطقة القصيم حاليا وكانت ديار الضياغم بعد نزوحهم من منطقة تثليث في جنوب الجزيرة العربية هي منطقة القويعية حاليا مابين حصاة قحطان إلى جنوب منطقة الدوادمي تقريبا وكان وقتها حاكم المنطقة( الاسياح ) يدعى السلطان مارد حيث صارت له القوة الضاربة في المنطقة فقام بحبس مسايل الماء والعيون ونظم طريق الحجاج واثار قصره باقبة الى الان
و كانت أواصر المحبه والموده قد توطدت ورسخت بين عمير بن راشد وسلطان مارد من قبل
ولكن عرار لم يرقه الأمر وكان يتتبع عمير, وأراد ان يعكر صفو هذه المحبه وتلك الصداقه , وأن ينال من عمير
حيث أنهم يتنازعون الشيخة فيما بينهم
وكلن له مؤيد
وكان عرار قد زوج اخته ميثاء لعمير , وعرار ايضا تزوج اخت عمير عميره وكان الزواج قبل النزاع.
القصة لها روايتين
الرواية الأولى .:
ذهب عرار الى سلطان مآرد , وكان معه غزال جميل الشكل بدرجة كبيره . ولما شاهد سلطان مارد
هذا الغزال الجميل مع عرار , ودار الحديث بين الأثنين عن الجمال والملاحه سأل سلطان مارد عرار
هل لديكم بين نسآئكم ما يماثل جمال هذا الغزال؟
وأجابه عرار من فوره : نعم لدينا.... بل أكثر جمالأً وملاحه من هذا الغزال وهي قريبه منك !
ودهش سلطان مارد , وسأل عرارقا ئلاً : ومن تكون تلك المرأه التي تفوق هذا الغزال جمالاً وملاحه؟
أجابه عرار: إنها ميثاء زوجة صديقك عمير . وقال سلطان مارد : وما هو السبيل للحصول عليها ؟
قال عرار: أمر بسيط .. إذا جاءك عمير وجماعته يبغون أن يتزودوا بالمؤن والماء إمنعها عنهم حتى
يتخلون لك عن ميثاء! اما بالطلاق او غيره
الرواية الثانية :
وأظنها الأقرب
كان السلطان مارد يسبح في الصيف هو وعرار في أحد العيون ( عين بن فهيد حاليا بالأسياح ) فأعجب السلطان بجمال عرار لما شاف ( مصلخه ) جمبل
وسأله إن كان لديه اخت فقال نعم وانها جميلة وحكيمة قال كيف الحصول عليها قال له إذا جاءك عمير قل له ((ضيغمية )) واطلب يعطيك ماتريد
وهي الطلب الذي لايرد مهما كان السبب عند الأولين ولو على قطع رأسه وردها فيه منقصة ومعيبة إلى الأبد
وبما أن السلطان مارد ليس عربي ولايعرف بعادات العرب وأخلاقهم شيئا وخصوصا الضياغم إستحسن هذا الرأي لكي يحصل على ميثاء , وقد بهره حديث عرار عن جمالها وملاحتها. ومقصد عرار أنه لما عجز عن عمير وجماعته حيث كانوا يتنازعون الإمارة أراد أن يسلّط عليه من هو أقوى منه بحيلته هذه التي عادت عليه بالخسران
ولما حضر عمير وجماعته لكي يتزودوا بالمؤن والماء رفضوا السماح لهم الا بأمر السلطان .
وكان سلطان مارد يجلس مع بعض خلصائه وندمائه في مجلسه كالعادة ...وكان من بينهم عرار صاحب تلك المؤامره .
فوجئ عمير بطلب السلطان أمام الحضور فغضب غضباً شديداً , ولكنه حاول أن يخفي غضبه , وتظاهر بالقبول ,والانسحاب إلى جماعته
لكي يعدون العده لاجابة رغبة السلطان مارد في ظاهر الامر . وقال للسلطان بعد أن عرف من وراء هذه المؤامرة ((تم لك ميثاء ولكن ماتقر عندكم وحنا موجودين )).
أي موجودين على الأرض,بعنى نموت ولاتجيكم ميثاء وكان عرار موجود وفهم ماقاله عمير بعكس السلطان الذي فهم أنهم سيرسلونها من غير حضورهم
وكان عمير يرتدي فوق ثيابه جوخته الحمراء التي يصل ذيلها إلى كعبيه.
ولكنه عندما عاد إلى جماعته رأت ميثاء أن جوخته قد إرتفعت , وأصبحت
بالكاد تصل إلى مابعد ركبته . كان الغضب من طلب سلطان مارد المشين
قد ملأ جوانحه حتى أوشك صدره على الانفجار .
وقالت ميثاء لجماعتها : لابد وأن شيئاً قد حدث وأغضب عمير.
وروى عمير لجماعته ما حدث , وكيف أن صديقه الحميم سلطان مارد
يطمع في ميثاء, وقد جعل الحصول عليها شرطاً لحصولهم على المؤونه والماء!
وأن عرار وراء تلك المؤامرة .
وكان بين الجماعه فارس أبكم أصم وهو حميدان بن راشد أخو عمير, لا يسمع ولا يتكلم , ولكنه على قدر من الشجاعه والشهامه والإقدام .
لم يكد حميدان , لم يكد يفهم قول عمير حتى فغر فاه من الدهشه
والغضب, وإنتفخت أوداجه وانقذف من أذنه سيل من الدم والصديد,ونطق لسانه
باإسم ميثاء. فقال ( ميثاء لا ميثاء لا ) ولم ينطق بعدها أبدا ثم صارت مثلا
لقد جعله طلب الحاكم المخزي يسمع ويتكلم من فرط الغيض.
ارتدى حميدان والجماعه عدة الحرب والطعان , فقد أيقنوا أنه لابديل
لهم عن القتال , ولكنهم كانو يدركون أن الشجاعه وحدها لا تكفي , وأن عليهم
أن يلجأوا أيضاً إلى الحيله , فهم ازاء سلطان ذي سطوه وقوه ,وله جنود وأعوان , وهم قله.
ولجأوا إلى حيله طريفه.
لقد جاءوا بعبده لعمير إسمها ميثاء لكي يفي بالوعد حسب رأي أخوه عقيل بن راشد ووضعوها في هودج
فوق أحد الجمال وإتجهوا بها إلى القصر..قصر الحاكم.
موجودة آثاره إلى اليوم ( قصر مارد )
وكان السلطان يجلس مبتهجاً في إنتظار وصول ميثاء, وهو يمني النفس بقرب حصوله على أجمل نساء
البدو وأكثرهن ملاحه.
وابتعد عمير وجماعته إلى منطقة إسمها قويرات الصريف ( موجودة في القصيم ) التي دارت فيها المعركة
ولكن عرار أراد أن يكمل الوشاية وقال للسلطان أن عمير لن يعطيك ميثاء مهما فعلت .
لأنه يعرف ابن عمه جيدا فكم مرة ألتقوا على ظهور الخيل
فقال له السلطان : ولكن ها أنذا أرى هودجها يقترب من القصر!
فقال له عرار:إذهب بنفسك واكشف عن مافي الهودج وسترى صدق قولي.
وفعل السلطان ماقال له عرار, ولم يكن يمد يده ويكشف الستر عن
الهودج حتى راى أمامه عبدة صفراء العينين, منتفخه الشدقين...
فصرخ يدعوا فرسانه للحاق بعمير وجماعته.
ودار معركه حاميه بارز خلالها حميدان سلطان مارد , ولم يكن حميدان
يضع على جسمه دروعاً. وكان حميدان من شدة الغضب أخذ فرس عمير
الدهما أم عامر المشهورة وانطلق بها على عجل بدون علم عمير من شدة الغضب ولم يلبس درعه ( وهي من آصل الخيول عند العرب. وهي التي ذكرنا سابقا في معركة الضياغم مع الشريف )
وتقابل مع السلطان تحديا له
رفع حميدان الشلفاء وهوى بها على السلطان بقوة فاخترقت درعه وغاصت
في جسده وأردته قتيلاً.
وفي نفس الوقت كان السلطان قد هوى بضربه مماثله على حميدان .
وسقط الاثنان قتيلين .
وتراجع جنود السلطان منهزمين بعد مقتل قائدهم المتجبر
وبعدها دبت الفوضى بجماعة السلطان فهزمهم عمير وجماعته وهرب الترك ولايوجد تفاصيل أكثر عن المعركة الأ التى في القصيدة
وقتل عمير في هذه المعركة اكثر من 90 فارس وغير الفرسان لايغلم عددهم كما قال في القصيدة متمنيا انه على فرسه حيث لم يجد الا مهرة صغيرة لم تتدرب على القتال فأخذها وقاتل قتال الابطال وبعد ذلك لامه من جماعته الكثير بأنه لم يقتل الا القليل وايضا يذكر فرسان الضياغم ومنهم عقيل بن راشد وفعله العجيب بهم وايضا حسن وحجاب وانهم يلتجئون به كالجبل
ويقول من هول المعركة ان الرجال الذين حضروها تمنوا انهم غياب
وقال عمير بن راشد هذه القصيدة التي تعتبر ملحمة يفصل فيها المعركة وهي قصيدة حماسية
فيها شجاعة ونخوه وحميه وتضحية
حيث يذكر بأن شيخهم ويقصد عرار هو من جلب لهم المضرة وانه هو المتسبب فى المعركة وإغراء السلطان بميثاء
يقول عمير بن راشد :
واشيخـنـا يمـشـي عـلـى الـلـي يـضـرنـا
وهــو بالعـيـا مــن يــوم شــب وشـــاب
حــدّه عليـنـا الـتـرك مــن غـيــر جـابــه
والـشّــي مـــن عـنــد الآلــــه أســبــاب
يـأمــر علـيـنـا الـتــرك تـأخــذ حريـمـنـا
وانـاأشـهــد أنــهــا بـلــشــه وعـــــذاب
لحـقـونـا يـبــون مـيـثـا غـصـبـاً علـيـنـا
ودون مـيـثـاء صـبـيـانن تـســن حـــراب
تـــرى كـــل جـيــران لـبــاب لـجـارهــم
يــاعـــنـــك مـاجـيــرانــنــا بـــلـــبـــاب
تــقــول مـيـثــا يـاهــلــي ارخـصــوبــي
عـلــى الـتــرك لايـغــدي لـكــم ارقــــاب
يـقــول عـقـيـل لــــو ذهـبـنــا وخـيـلـنـا
عـلـيّ الـجـوار مـايـصـك دونـــك بـــاب
حنـا خمسـه فـوق خـمـس يــا آل راشــد
أهـــل خـمــس مانـثـنـي لـهــن رقــــاب
لابـــان نـــور الـصـبـح كــلــن تــأهــب
مــن فــوق عـلـطـات الـرقــاب عِـــراب
إيـــــلا حــدونـــا والـحـقــونــا ظــعــنــا
زغـــرت لـنــا حـــدر الـحـنـي إعــــذاب
يـنـخـنــنــا بـحـسا ســنــا عـارفــاتــنــا
واحسـاسـنـا تـحــت الـعـجــاج صــــلاب
تـقــول مـيـثـاء يـاهـلـي يــــاآل راشــــد
الـــــروم لـحـقـونــا بـغــيــر حـــســـاب
لـكــن أذيـــال الـدُهــم خـيــل آل راشـــد
شـقـايـق ريـــح فـــي وجـيــه ســحــاب
وأول مــايــردّه عـقـيــل بــــن والــــدي
وحـســن وزبــــن الـجـاذيــات حــجــاب
وتــرى حـجـاب حـجـاب للخـيـل والـقـنـا
نلـوذ بـه كـمـا وعـلـن بــروس هـضـاب
والـخـيـل لاسـمـعـت عـقـيــل تـرايـعــت
تـريــاع سـيــل فــــي مـحـيــر رغــــاب
أنـا كمـا حبـس المـاء إلـى أقفـن وأقبلـن
وإلا مـــلــــم الـشــروتــيــن حـــجــــاب
والا عـقـيــل فـخـيـلـنـا تـلــتــوي بـــــه
كـمـا حجـلـن لـيــدي تـلـتـوي بـهـضـاب
تهـيـأ لـنـا عـنـد أبــرق السـيـح عـركــة
تمـنـى بـهــا حـضّــار الـرجــال غـيــاب
وتـنـاطـح حـمـيـدان وسـلـطــان مــــارد
وكلـن حصـل لــه مــن كــف ذا صــواب
وضــربــه حـمـيــدان بـشـلـفـا سـنـيـنـه
عـريـنـيّـة تــــودع الــــدروع خـــــراب
وضـــرب حـمـيـدان بـرمـحــن مــــذَّرب
وخــلا سـمـح الـوجـه شــارعِ بـالـتـراب
والله لـو حسبـت حميـدان نطـيـح لـمـارد
كان شريت له مـن غالـي الـدروع ثيـاب
وتلاقينا بحد الدمث من الرمث من الغضا
والسـيـف يـصـلـخ بالـصـريـف أرقـــاب
ولاينـفـع المظـيـوم كـــون ابـــن عـمــه
إيـلا عــضّ بــه مــن غـيـر نـابـه نــاب
تـسـمـع جـلـبـة الـخـيـل قـــدَّام سـابـقــه
هـمـالـيـل صـيـفــن مقـتـفـيـه ســحـــاب
يلومونـي وأنــا عـلـى مـهـرة زغزغـيـه
صـغـيــرتــن ولاضـــرِّيـــه الألـــعــــاب
واللـي ذبـحـت بالسـنـدا تسعـيـن مِلـبـس
وإلا الــعــرايـــا مــالــهـــم حــــســــاب
والله لــو إنــي عـلـى الدهـمـا أم عـامــر
إنــي مخلِّيـهـم جـنـب والـعـبـاة أجـنــاب
وأضـف الصبايـا والسبايـا إيـلا أوجهـوا
كمـا ضــف مــن حــوم الطـيـور عـقـاب
وأســـل ســيــف الـهـنــد وألــكــد بــــه
وماينكـس مـن الـروم مـن يــرد جــواب
كــلــه لـعـيــن بـيـضــا تـنـتـخــي بــنـــا
الــلـــي تــمـــاري بـفـعـلـنـا الأجــنـــاب
وإذا قضـبـت السـيـف بـالـكـف لاتـخــف
علـى الـزمـل لـوكـان الجـمـوع هـضـاب
أنــا شــوق ميـثـاء عمـيـر بــن راشـــد
أنـــا كـــل عــمــري لـلـرجــال عــــذاب
أنـــا جـامــع قـصــر بـبـصـر بـمـرجـلـة
وأورد طــعــنــات مــالــهــن حـــســـاب
أنــا كـمــا نـجـمـن لـفــا مـــن الـسـمـاء
يــودع حـصـا الـضـلـع الكـبـيـر تـــراب
[/poem]
آمل تكرار قراءة القصيدة فهي توضح تفصيل المعركة
وهذا ما استطعت جمعه لهذه القصة والقصيدة حيث ندرة المراجع وكثرة الاقوال ونحن نسدد ونقارب والله اعلم
اخوكم نايف الصنيدح الشمري
المراجع
كتاب تلويحات لأحمد العريفي
كتاب عرار وعمير( الضياغم )
كتاب شعراء وفرسان من الصحراء
من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية
شهوان بن منصور زعيم الضياغم بالقرن السابع الهجري
ومراجع عديدة متفرقة وكذلك من أفواه كبار السن من القبيلة