عبدالله 100
14-08-2009, 09:02
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين . أما بعد :
فلقد اهتمأرباب الفكر الإسلامي وأصحاب الغرة الإسلامية وأصحاب التفكر الكثير بحال المسلمينوما آل إليه أمرهم . .
لقد شغلهم هذا الأمر كثيرا وفكروا كثيرا في أسباب ضعف المسلمين وفي أسباب تأخرهم أمام عدوهم وفي أسباب تفرقهم واختلافهم ، وفي أسبابتسليط العدو عليهم حتى أخذ بعض بلادهم .
ثم بعد أن عرفوا الأسباب - وهي واضحة - اهتموا أيضا بأن يعرفوا العلاج لهذه الأسباب التي أوجبت التأخر والضعف وهي معلومة أيضا ، ولكن يجب أن تنشر وأن تبين ، فإن وصف الداء ثم الدواء من أعظم أسباب الشفاءوالعافية .
فإن المريض متى عرف داءه وعرف دواءه فهو جدير بأن يبادر إلى أخذ الدواء ثم يضعه على الداء .
هذه طبيعة الإنسان العاقل الذي يحب الحياة ويحبالخلاص من الأمراض ، يهمه أن يعرف الداء وأن يعرف الدواء .
ولكن بعض الناس قديغلب عليه الداء ويستولي عليه حتى يرضى به ويستلذ وحتى يموت شعوره ، فلا يبالي بمنيصف له الدواء لأن الداء صار سجية وطبيعة له يرتاح له ويقنع بالبقاء معه لانحرافمزاجه وضعف بصيرته وغلبة الهوى عليه وعلى عقله وقلبه وتصرفاته كما هو الواقع فيأكثر الناس بالنسبة للأدواء الدينية وعلاجها .
فقد استلذ الأكثر وطاب له البقاء على أمراضه وسيئاته التي أضعفته وعطلت حركاته وجعلته لا يحس بالداء في الحقيقة ولايحس بنتائجه ولا بما يترتب عليه في العاجل والآجل ولا ينشد الدواء ولا يحرص عليهولو وصف له وبين له ولو كان قريبا منه؛ لأنه لا يهم ذلك ، وما ذاك إلا لاستحكام الداء وارتياح النفس له وخفاء ضرره عليه وعدم الهمة العالية لتحصيل المطالب العالية .
وقد بين العلماء وأصحاب الفكر النير وأرباب البصيرة النافذة والخبرة بأحوال الأمم في هذا العصر وقبله بعصور أسباب ضعف المسلمين وتأخرهم ، كما بينوا وسائل العلاج الناجع ونتائجه وعاقبته إذا أحسن استعمال الدواء .
وترجع أسباب الضعفوالتأخر وتسليط الأعداء إلى سبب نشأت عنه أسباب كثيرة وعامل واحد نشأت عنه عواملكثيرة ، وهذا السبب الواحد والعامل الواحد هو : الجهل؛ الجهل بالله وبدينه وبالعواقب التي استولت على الأكثرية ، فصار العلم قليلا والجهل غالبا .
وعن هذا الجهل نشأت أسباب وعوامل منها حب الدنيا وكراهية الموت ، ومنها إضاعة الصلواتواتباع الشهوات ، ومنها عدم الإعداد للعدو والرضى بأخذ حاجاتهم من عدوهم وعدم الهمةالعالية في إنتاج حاجاتهم من بلادهم وثرواتهم ، ونشأ عن ذلك أيضا التفرق والاختلاف وعدم جمع الكلمة وعدم الاتحاد وعدم التعاون .
فعن هذه الأسباب الخطيرة وثمراتهاوموجباتها حصل ما حصل من الضعف أمام العدو والتأخر في كل شيء إلا ما شاء اللهوالإقبال على الشهوات المحرمة والشغل بما يصد عن سبيل الله وعن الهدى وعدم الإعداد للعدو لا من جهة الصناعة ولا من جهة السلاح الكافي الذي يخيف العدو ويعين على قتالهوجهاده وأخذ الحق منه وعدم إعداد الأبدان للجهاد وعدم صرف الأموال فيما ينبغي لإعداد العدة للعدو والتحرز من شره والدفاع عن الدين والوطن .
ونشأ عن ذلك المرض الحرص على تحصيل الدنيا بكل وسيلة وعلى جمعها بكل سبب وأصبح كل إنسان لا يهمه إلا نفسه وما يتعلق ببلاده وإن ذهب في ذلك دينه أو أكثره . هذا هو حال الأكثرية وهذا هو الغالب على الدول المنتسبة للإسلام اليوم بل يصح أن نقول إن هذا هو الواقع إلا ما شاء الله جل وعلا من بعض الإعداد وبعض التحرز على وجه ليس بالأكمل وليسب المطلوب من كل الوجوه .
كتبه الإمام عبد العزيز بن باز
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
فلقد اهتمأرباب الفكر الإسلامي وأصحاب الغرة الإسلامية وأصحاب التفكر الكثير بحال المسلمينوما آل إليه أمرهم . .
لقد شغلهم هذا الأمر كثيرا وفكروا كثيرا في أسباب ضعف المسلمين وفي أسباب تأخرهم أمام عدوهم وفي أسباب تفرقهم واختلافهم ، وفي أسبابتسليط العدو عليهم حتى أخذ بعض بلادهم .
ثم بعد أن عرفوا الأسباب - وهي واضحة - اهتموا أيضا بأن يعرفوا العلاج لهذه الأسباب التي أوجبت التأخر والضعف وهي معلومة أيضا ، ولكن يجب أن تنشر وأن تبين ، فإن وصف الداء ثم الدواء من أعظم أسباب الشفاءوالعافية .
فإن المريض متى عرف داءه وعرف دواءه فهو جدير بأن يبادر إلى أخذ الدواء ثم يضعه على الداء .
هذه طبيعة الإنسان العاقل الذي يحب الحياة ويحبالخلاص من الأمراض ، يهمه أن يعرف الداء وأن يعرف الدواء .
ولكن بعض الناس قديغلب عليه الداء ويستولي عليه حتى يرضى به ويستلذ وحتى يموت شعوره ، فلا يبالي بمنيصف له الدواء لأن الداء صار سجية وطبيعة له يرتاح له ويقنع بالبقاء معه لانحرافمزاجه وضعف بصيرته وغلبة الهوى عليه وعلى عقله وقلبه وتصرفاته كما هو الواقع فيأكثر الناس بالنسبة للأدواء الدينية وعلاجها .
فقد استلذ الأكثر وطاب له البقاء على أمراضه وسيئاته التي أضعفته وعطلت حركاته وجعلته لا يحس بالداء في الحقيقة ولايحس بنتائجه ولا بما يترتب عليه في العاجل والآجل ولا ينشد الدواء ولا يحرص عليهولو وصف له وبين له ولو كان قريبا منه؛ لأنه لا يهم ذلك ، وما ذاك إلا لاستحكام الداء وارتياح النفس له وخفاء ضرره عليه وعدم الهمة العالية لتحصيل المطالب العالية .
وقد بين العلماء وأصحاب الفكر النير وأرباب البصيرة النافذة والخبرة بأحوال الأمم في هذا العصر وقبله بعصور أسباب ضعف المسلمين وتأخرهم ، كما بينوا وسائل العلاج الناجع ونتائجه وعاقبته إذا أحسن استعمال الدواء .
وترجع أسباب الضعفوالتأخر وتسليط الأعداء إلى سبب نشأت عنه أسباب كثيرة وعامل واحد نشأت عنه عواملكثيرة ، وهذا السبب الواحد والعامل الواحد هو : الجهل؛ الجهل بالله وبدينه وبالعواقب التي استولت على الأكثرية ، فصار العلم قليلا والجهل غالبا .
وعن هذا الجهل نشأت أسباب وعوامل منها حب الدنيا وكراهية الموت ، ومنها إضاعة الصلواتواتباع الشهوات ، ومنها عدم الإعداد للعدو والرضى بأخذ حاجاتهم من عدوهم وعدم الهمةالعالية في إنتاج حاجاتهم من بلادهم وثرواتهم ، ونشأ عن ذلك أيضا التفرق والاختلاف وعدم جمع الكلمة وعدم الاتحاد وعدم التعاون .
فعن هذه الأسباب الخطيرة وثمراتهاوموجباتها حصل ما حصل من الضعف أمام العدو والتأخر في كل شيء إلا ما شاء اللهوالإقبال على الشهوات المحرمة والشغل بما يصد عن سبيل الله وعن الهدى وعدم الإعداد للعدو لا من جهة الصناعة ولا من جهة السلاح الكافي الذي يخيف العدو ويعين على قتالهوجهاده وأخذ الحق منه وعدم إعداد الأبدان للجهاد وعدم صرف الأموال فيما ينبغي لإعداد العدة للعدو والتحرز من شره والدفاع عن الدين والوطن .
ونشأ عن ذلك المرض الحرص على تحصيل الدنيا بكل وسيلة وعلى جمعها بكل سبب وأصبح كل إنسان لا يهمه إلا نفسه وما يتعلق ببلاده وإن ذهب في ذلك دينه أو أكثره . هذا هو حال الأكثرية وهذا هو الغالب على الدول المنتسبة للإسلام اليوم بل يصح أن نقول إن هذا هو الواقع إلا ما شاء الله جل وعلا من بعض الإعداد وبعض التحرز على وجه ليس بالأكمل وليسب المطلوب من كل الوجوه .
كتبه الإمام عبد العزيز بن باز
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته