العَـــروب
21-06-2009, 20:21
(ســعود بادي)
شاعر مميز .. عذب .. متمكن ..
صافحنا بروائعه في مضايفنا مرارا ..
كلّما أطلّ علينا .. نجده حاملاً للشعر بين يديه ليهديه لنا ، فننهل منه أعذبه
وقفة مع أحد نصوص شاعرنا المبدع .. نص حمل من الجمال الشيء الكثير
كان بصدق كلماته، اتساع خيالاته وتسلسل أفكاره المُتقن منبعاً للجمال والتميّز
"التـــداول والسيـــولة"
انا ونجمي في ضياه وافوله "=" لارايحٍ يسجي ولاخاطراً راق
للبال بيداً فيه تركض خيوله "=" ياقف لها خيَال فكري على ساق
يطق في بال السوالف طبوله "=" وتفتح له ابواب المعاليق الأعماق
وش ينحكى فاللي تقول ونقوله "=" الا حكى من خافقه كل صداق
والليل في قلب التعب كيف طوله "=" ياباري لحون السهر فوق الأوراق
بين السواد السرمدي وخموله "=" اجاذب الونات مع كل خفاق
ودي تمربي الدقايق عجوله "=" لاعزت النومه على هاك الاحداق
سعر الضمير بما يحيك وقبوله "=" تنفخ له افواه المشاره فالابواق
بين التداول فالغلا والسيوله "=" تاقف على تجريح الأعماق الأسواق
اسوق قلبي في هواه لميوله "=" الين نَسبت الهواء وجد وإرهاق
يسريني الهاجس وييشعب ذلوله "=" في رحلةٍ فيها تباريح الاشواق
اشتاق للماضي وعمر الطفوله "=" عهداً مضى طعم الشهد فيه ينذاق
قدام يرميلي زماني حموله "=" وابرك لها لين النفس داخلي ضاق
ودي وودي طال وازريت اطوله "=" ولولا الأمل كان الصبر كيف ينطاق
الأدمي لو كل مطلب ينوله "=" ماتعبت اقدامٍ ولانشفت أرياق
لكن كلٍ يجتهد في فعوله "=" والله بايدينه مفاتيح الارزاق
..................
انا ونجمي في ضياه وافوله "=" لارايحٍ يسجي ولاخاطراً راق
استهل الشاعر ابياته بهذا المطلع المميز ..
حيث يصف حاله أثناء كتابته للأبيات، وكيف انه لا يجد هناء باله او سكونه
قد يكون النجم رمزاً لهناء البال
وهو كما وصفه .. بين ضياء وأفول
للبال بيداً فيه تركض خيوله "=" ياقف لها خيَال فكري على ساق
من اجمل الصور .. كيف ان للبال بيداً ( توحي بعظم المساحة )
وفي هذا البيد الواسع تجري خيول البال التي يروضها خيّال فكره
الخيول ترمز إلى الأفكار .. وترويض خيّاله لها يرمز لسهولة اقتناصها
صورة حديثة وخلّابة ..!
يطق في بال السوالف طبوله "=" وتفتح له ابواب المعاليق الأعماق
الجمال هنا في الايحاء باتصال بال الشاعر باعماقه ..
حيث ان الخيّال يضرب الطبول بالبال .. فتكون الاستجابة من الاعماق ..
مذهل ..!
وش ينحكى فاللي تقول ونقوله "=" الا حكى من خافقه كل صداق
والليل في قلب التعب كيف طوله "=" ياباري لحون السهر فوق الأوراق
بين السواد السرمدي وخموله "=" اجاذب الونات مع كل خفاق
ودي تمربي الدقايق عجوله "=" لاعزت النومه على هاك الاحداق
الليل - التعب - السهر - الخمول - الونات .. الخ
هالة تحيط بالشاعر تدفعه لتمني مرور الوقت بسرعة .. لا سيّما وأن النوم والسكون يبدوان بعيدا المنال
في هذه الابيات وصف دقيق ورائع لتفاصيل تلك الليلة الطويلة والمرهِقة للمشاعر ..
بليلها الاسود الخامل .. والونات التي تصدر مع كل خفقة قلب ..
رائع جدا، دقيق، ومعبّر ..
سعر الضمير بما يحيك وقبوله "=" تنفخ له افواه المشاره فالابواق
هنا بدا قلب النص ..
حكم الضمير بين القبول والـ " مشاره " هو ما سجن شاعرنا في تلك الحالة السابقة
بين التداول فالغلا والسيوله "=" تاقف على تجريح الأعماق الأسواق
اسوق قلبي في هواه لميوله "=" الين نَسبت الهواء وجد وإرهاق
يسريني الهاجس وييشعب ذلوله "=" في رحلةٍ فيها تباريح الاشواق
هنا قلب النص فعلاً
في هذه الأبيات الثلاث يصف الشاعر معاناته وآلامه الناتجة عن جرحٍ في اعماقه سبّبه " الغلا "
في ثلاث صور منفصلة ومُعبرة تحمل من الخيال الجميل الشيء الكثير
وعندما استخدم كلمة ( أسوق ) .. [ أسوق قلبي في هواه لميوله ]
أوحى لنا بأنه اندفع نحو "غلاه" وساق له قلبه رغم أن هناك شيئاً بداخله يحدّثه ألا يفعل!
قد يكون هذا الأمر متصلا بذلك الجرح
بين التداول فالغلا والسيوله "=" تاقف على تجريح الأعماق الأسواق
هنا تحديداً :
صورة من أروع ما يكون للتعبير عن عزة نفس الشاعر وكرامته
فقد أوقف التداول فالغلا .. بل أوقف الاسواق كلها .. بمجرد ان جُرحت أعماقه
نبرة حديثه هنا أوحت لي ببعض الندم .. ولا أعلم حقيقة إن كان هذا صحيحاً !
اشتاق للماضي وعمر الطفوله "=" عهداً مضى طعم الشهد فيه ينذاق
بعد رحلة التعب تلك .. وفي غمرة تعبه وآلامه .. تنزح ذكريات الشاعر نحو تلك الأيام البريئة والجميلة
أيام الطفولة التي كان يذوق بها " الشهد " ولم يجد بها للهموم طريقاً ..
وكأنه بذلك يهرب بعيدا عن حزنه وألمه نحو ذلك العهد الجميل ..
وهذا ما يحدث غالباً عند مرور الإنسان بحالة من الضيق ، فالفكر ينتقل تلقائيا نحو فترات الحياة الجميلة
وتتمنى نفس المرء أن يعود الزمن الى فترات الهناء تلك ..
الشاعر هنا يشتاق الى تلك الايام ويتمنى عودتها .. ولكنها مجرد أمنيات لم تتحقق وهذا ما شرحه في الأبيات التالية ..
قدام يرميلي زماني حموله "=" وابرك لها لين النفس داخلي ضاق
يشتد الألم والتعب بالشاعر إلى الحد الذي يدفعه للبحث عن انفاسه فلا يجدها
لم يتهرب الشاعر من حمل تلك الهموم الثقيلة
بل صبر عليها وتحمّل ثقلها .. ولكن ازداد ثقلها حتى أصبح فوق الاحتمال ..
ودي وودي طال وازريت اطوله "=" ولولا الأمل كان الصبر كيف ينطاق
لا تتحقق امنيات الشاعر .. ولا يجد نتيجة ترضيه ..
ولكن عزاءه هنا بالامل الذي يجعله قادراً على الاستمرار
في هذا البيت ينفي الشاعر تسلل اليأس الى نفسه .. أو أنه ينكر وجوده ..
ويصر على أن الأمل موجود .. ومعه الاستمرار ..
الأدمي لو كل مطلب ينوله "=" ماتعبت اقدامٍ ولانشفت أرياق
لكن كلٍ يجتهد في فعوله "=" والله بايدينه مفاتيح الارزاق
خِتاماً :
يبرر الشاعر لنفسه عدم الوصول الى المبتغى رغم كل هذا الاجهاد والاعياء والتعب أثناء محاولة الوصول،
بان الانسان لا يمكن له الحصول على كل ما ابتغاه .. فهذه سنة الحياة ..
علينا الاجتهاد .. ونتيجة جهدنا بيد الله سبحانه ..
قراءة سريعة ومتواضعة لنص يفوق الجمال جمالاً ..
لشاعِره (سعود بادي) الشكر على ما خطّت روحه ..
ولكم مني كل تقدير
أم يـــوسف
شاعر مميز .. عذب .. متمكن ..
صافحنا بروائعه في مضايفنا مرارا ..
كلّما أطلّ علينا .. نجده حاملاً للشعر بين يديه ليهديه لنا ، فننهل منه أعذبه
وقفة مع أحد نصوص شاعرنا المبدع .. نص حمل من الجمال الشيء الكثير
كان بصدق كلماته، اتساع خيالاته وتسلسل أفكاره المُتقن منبعاً للجمال والتميّز
"التـــداول والسيـــولة"
انا ونجمي في ضياه وافوله "=" لارايحٍ يسجي ولاخاطراً راق
للبال بيداً فيه تركض خيوله "=" ياقف لها خيَال فكري على ساق
يطق في بال السوالف طبوله "=" وتفتح له ابواب المعاليق الأعماق
وش ينحكى فاللي تقول ونقوله "=" الا حكى من خافقه كل صداق
والليل في قلب التعب كيف طوله "=" ياباري لحون السهر فوق الأوراق
بين السواد السرمدي وخموله "=" اجاذب الونات مع كل خفاق
ودي تمربي الدقايق عجوله "=" لاعزت النومه على هاك الاحداق
سعر الضمير بما يحيك وقبوله "=" تنفخ له افواه المشاره فالابواق
بين التداول فالغلا والسيوله "=" تاقف على تجريح الأعماق الأسواق
اسوق قلبي في هواه لميوله "=" الين نَسبت الهواء وجد وإرهاق
يسريني الهاجس وييشعب ذلوله "=" في رحلةٍ فيها تباريح الاشواق
اشتاق للماضي وعمر الطفوله "=" عهداً مضى طعم الشهد فيه ينذاق
قدام يرميلي زماني حموله "=" وابرك لها لين النفس داخلي ضاق
ودي وودي طال وازريت اطوله "=" ولولا الأمل كان الصبر كيف ينطاق
الأدمي لو كل مطلب ينوله "=" ماتعبت اقدامٍ ولانشفت أرياق
لكن كلٍ يجتهد في فعوله "=" والله بايدينه مفاتيح الارزاق
..................
انا ونجمي في ضياه وافوله "=" لارايحٍ يسجي ولاخاطراً راق
استهل الشاعر ابياته بهذا المطلع المميز ..
حيث يصف حاله أثناء كتابته للأبيات، وكيف انه لا يجد هناء باله او سكونه
قد يكون النجم رمزاً لهناء البال
وهو كما وصفه .. بين ضياء وأفول
للبال بيداً فيه تركض خيوله "=" ياقف لها خيَال فكري على ساق
من اجمل الصور .. كيف ان للبال بيداً ( توحي بعظم المساحة )
وفي هذا البيد الواسع تجري خيول البال التي يروضها خيّال فكره
الخيول ترمز إلى الأفكار .. وترويض خيّاله لها يرمز لسهولة اقتناصها
صورة حديثة وخلّابة ..!
يطق في بال السوالف طبوله "=" وتفتح له ابواب المعاليق الأعماق
الجمال هنا في الايحاء باتصال بال الشاعر باعماقه ..
حيث ان الخيّال يضرب الطبول بالبال .. فتكون الاستجابة من الاعماق ..
مذهل ..!
وش ينحكى فاللي تقول ونقوله "=" الا حكى من خافقه كل صداق
والليل في قلب التعب كيف طوله "=" ياباري لحون السهر فوق الأوراق
بين السواد السرمدي وخموله "=" اجاذب الونات مع كل خفاق
ودي تمربي الدقايق عجوله "=" لاعزت النومه على هاك الاحداق
الليل - التعب - السهر - الخمول - الونات .. الخ
هالة تحيط بالشاعر تدفعه لتمني مرور الوقت بسرعة .. لا سيّما وأن النوم والسكون يبدوان بعيدا المنال
في هذه الابيات وصف دقيق ورائع لتفاصيل تلك الليلة الطويلة والمرهِقة للمشاعر ..
بليلها الاسود الخامل .. والونات التي تصدر مع كل خفقة قلب ..
رائع جدا، دقيق، ومعبّر ..
سعر الضمير بما يحيك وقبوله "=" تنفخ له افواه المشاره فالابواق
هنا بدا قلب النص ..
حكم الضمير بين القبول والـ " مشاره " هو ما سجن شاعرنا في تلك الحالة السابقة
بين التداول فالغلا والسيوله "=" تاقف على تجريح الأعماق الأسواق
اسوق قلبي في هواه لميوله "=" الين نَسبت الهواء وجد وإرهاق
يسريني الهاجس وييشعب ذلوله "=" في رحلةٍ فيها تباريح الاشواق
هنا قلب النص فعلاً
في هذه الأبيات الثلاث يصف الشاعر معاناته وآلامه الناتجة عن جرحٍ في اعماقه سبّبه " الغلا "
في ثلاث صور منفصلة ومُعبرة تحمل من الخيال الجميل الشيء الكثير
وعندما استخدم كلمة ( أسوق ) .. [ أسوق قلبي في هواه لميوله ]
أوحى لنا بأنه اندفع نحو "غلاه" وساق له قلبه رغم أن هناك شيئاً بداخله يحدّثه ألا يفعل!
قد يكون هذا الأمر متصلا بذلك الجرح
بين التداول فالغلا والسيوله "=" تاقف على تجريح الأعماق الأسواق
هنا تحديداً :
صورة من أروع ما يكون للتعبير عن عزة نفس الشاعر وكرامته
فقد أوقف التداول فالغلا .. بل أوقف الاسواق كلها .. بمجرد ان جُرحت أعماقه
نبرة حديثه هنا أوحت لي ببعض الندم .. ولا أعلم حقيقة إن كان هذا صحيحاً !
اشتاق للماضي وعمر الطفوله "=" عهداً مضى طعم الشهد فيه ينذاق
بعد رحلة التعب تلك .. وفي غمرة تعبه وآلامه .. تنزح ذكريات الشاعر نحو تلك الأيام البريئة والجميلة
أيام الطفولة التي كان يذوق بها " الشهد " ولم يجد بها للهموم طريقاً ..
وكأنه بذلك يهرب بعيدا عن حزنه وألمه نحو ذلك العهد الجميل ..
وهذا ما يحدث غالباً عند مرور الإنسان بحالة من الضيق ، فالفكر ينتقل تلقائيا نحو فترات الحياة الجميلة
وتتمنى نفس المرء أن يعود الزمن الى فترات الهناء تلك ..
الشاعر هنا يشتاق الى تلك الايام ويتمنى عودتها .. ولكنها مجرد أمنيات لم تتحقق وهذا ما شرحه في الأبيات التالية ..
قدام يرميلي زماني حموله "=" وابرك لها لين النفس داخلي ضاق
يشتد الألم والتعب بالشاعر إلى الحد الذي يدفعه للبحث عن انفاسه فلا يجدها
لم يتهرب الشاعر من حمل تلك الهموم الثقيلة
بل صبر عليها وتحمّل ثقلها .. ولكن ازداد ثقلها حتى أصبح فوق الاحتمال ..
ودي وودي طال وازريت اطوله "=" ولولا الأمل كان الصبر كيف ينطاق
لا تتحقق امنيات الشاعر .. ولا يجد نتيجة ترضيه ..
ولكن عزاءه هنا بالامل الذي يجعله قادراً على الاستمرار
في هذا البيت ينفي الشاعر تسلل اليأس الى نفسه .. أو أنه ينكر وجوده ..
ويصر على أن الأمل موجود .. ومعه الاستمرار ..
الأدمي لو كل مطلب ينوله "=" ماتعبت اقدامٍ ولانشفت أرياق
لكن كلٍ يجتهد في فعوله "=" والله بايدينه مفاتيح الارزاق
خِتاماً :
يبرر الشاعر لنفسه عدم الوصول الى المبتغى رغم كل هذا الاجهاد والاعياء والتعب أثناء محاولة الوصول،
بان الانسان لا يمكن له الحصول على كل ما ابتغاه .. فهذه سنة الحياة ..
علينا الاجتهاد .. ونتيجة جهدنا بيد الله سبحانه ..
قراءة سريعة ومتواضعة لنص يفوق الجمال جمالاً ..
لشاعِره (سعود بادي) الشكر على ما خطّت روحه ..
ولكم مني كل تقدير
أم يـــوسف