فواز الغسلان
11-06-2009, 01:16
(( مناخ ظفره الشهير عام 1243 ))
مناخ ظفره عام 1243 للهجره والذي
استمر خمسة واربعون يوما كانوا يتطاردون في النهار ويعودون في المساء واكثر
الروايات والحوادث التي تروى بين الطرفين حدثت في هذا المناخ
ومنها رواية سقوط عقاب العواجي اثناء مطاردته مع عدوان بن طواله
والتي اشار لها التبيناوي في قوله:
ياحـيف ياعـدوان ياحـيف ياحـيف=اعـتقت ناسن عقب ماطـيرهـم حام
لو انت ياعـدوان فـي ذاري الهـيـف=ودعـت راسـه ماقع(ن) مـنه ماقـام
اعـتقت ربـع كـللـوا شـذرة السيف=من يـبذر الحـسناء بقـطاع الارحـام
وسوف نتطرق للقصيده لاحقا في موضعها0
وقد اختلف الطرفان من عنزه وشمر في قبول رواية سقوط عقاب العواجي
امام عدوان الطواله على النحو التالي:
1- شمر تثبتها وتزيد رواية العوام منهم ان عقاب توسل لعدوان بن طواله وهذه روايه
غير موثقه ومستبعده جدا بالنظر الى شيمة وعزة نفوس الفرسان في ذلك الوقت
والذين كانوا يفضلون الموت عن اهانة النفس وذلها 0وهناك من قال انه أسره أسر
وهذا فيه مبالغه في الروايه مبالغة غير مقبوله0
2- عنزه يـنـفـي بعض رواتها هذه الروايه نفيا باتا لكونها ترى في ذلك نقيصه من قدر
عقاب وفروسيته وشجاعته0
ومنهم من يوافق رواية سقوط عقاب ولكنه يرفض القول انه تم أسره او انه توسل
لاحد 0
ومنهم من يقول اننا لم نسمع بها اطلاقا من رواتنا السابقين0
والحقيقه ان وقوع الفارس امام الفارس لايعني باللزوم ضعفه او ضعف شجاعته لان
الدنيا حظ وسعد واحيانا لايكون الشخص في اسعد ايامه0 وكذلك لاننسى ان
هناك اسباب كثيره احيانا لاتعين الفارس اثناء النزال الحربي مثل الفرس
في ذلك الوقت كان لها دورا مهما في بروز الفارس واحيانا لايكون على جواده المعروف
اما بسبب اصابته او مرضه وغير ذلك 0 اما الرواة فمن المعلوم ان كل قبيله يتحدثون
دائما عن مفاخرهم وايجابياتهم في مجالسهم ولايتحدثون عن مفاخر الخصم الا نادرا
وهناك وقائع لمصلحة عنزه ومشتهره في مجالس عنزه ومع رواتها ولانسمعها في مجالس
شمر والعكس صحيح ايضا 00
اما من جهة من قال اننا لم نسمع بالابيات الشعريه التي قالها
التبيناوي فهذه ليست مستمسكا وذلك ان الكثيرين من قبيلة عنزه لم يسمعوا
اصلا بقصيدة عقاب والتي مطلعها:
ياعـيال ياللي جالسين(ن) على كيف=يامن يـباصرني بحالي من الـعام
حالي كما عود(ن) برتها النحاحيف=والا كسير العرش من خلف الاقدام
التي كانت سبب رد التبيناوي فخفاء قصيدة عقاب الذي هو
فارس القبيله الاول (لكونه قالها اثناء احتجازه عند الاتراك في
سوريا بعد اقتحامه لسجنهم واطلاق سراح سبع سجناء من
شيوخ الفدعان فقالها متضايقا من الوضع الذي اصبح فيه)
هو الذي يعتبر غريبا جدا ومن هنا يقال انه لاغرابة في عدم
سماع ابيات التبيناوي طالما ان البعض لم يسمع بقصيدة عقاب
العواجي00ولذلك لامجال لرفض هذه الروايه بعد ثبوت صحة
روايتها وانها غير ملفقه لكي لايدفع ذلك لانكار الكثير من
الحوادث التي ثبتت صحة الروايه لها في الاشعار القديمه0
وقد سألت الراوي محارب بن لعاق الدهمشي العنزي عن قصيدة
عقاب هذه فقال نعم اسمعها منذ ان كنت صغيرا0 وهذا تأكيد لثبوتها
وعدم تزويرها0
ولكن الذي يشكل علي هو كون الابيات التي قالها التبيناوي لاتشير الى ان المقصود
هو عقاب بالذات وذلك لان قوله ( اعتقت ناس عقب ماطيرهم حام ) فهو لم يظهر
المقصود بالضبط وهذه نقطه قويه لمن يرى عدم ثبوت هذه الروايه والله اعلم
كانت الامور في مناخ ظفره تسير لمصلحة عنزه والتي قتلت
الكثير من مقاتلي شمر ومن ضمن من قتلوا في ظفره من
فرسانهم فريح ولد مبيريك التبيناوي وهذا من الاسباب التي
تدفع التبيناوي للقسوه نوعا ما في اشعاره0
واستمر هذا النزال والقتال بين الطرفين لمدة شهر ونصف والفرسان في قتال
طيلة النهار حتى يعزلهما الليل وهكذا من الغد 0
الا انه تمت اتفاقيه في الخفاء بين الاسلم من شمر وشيخ
الشملان صلال الشملاني للانسحاب من المعركه مقابل قطعة
ارض معروفه تسمى ( القطعى ) وهي ظلع معروفه جنوب شرق
مدينة حائل بما يقارب خمسين كيلوا مترا 0
لينسحب صلال بالشملان والخماعله من المعركه في وقت متأخر
من الليل ليتسبب هذا الانسحاب المفاجئ بارباك الفرسان في
صفوف عنزه الذين لايعلمون حقيقة الامر لاسيما انه كانت هناك
اشاعات ان الجربان عادوا من العراق للمشاركه في هذه
الحروب ليرتبك الفرسان وتدب الفوضى في صفوف عنزه وتبدأ
بالانسحاب لتلحق بهم جموع شمر وتقتل منهم بعض الفرسان
وينقلب التقدم على ارض الواقع في المعركه الى انهزام وتراجع
للوراء وانقلاب الميزان ولو لفتره وجيزه ريثما يستطلع القاده
مالذي حدث لهم0
ولتترك عنزه المتاع والغنم وابل الاحمال التي تحمل متاع البيوت
وهي المقصوده في ( جمل نوت ) في قول عقلا الجهيلي من الخرصه الذي كان وقتها في الجزيره في العراق:
مبيريك هي صـدقٍ علـومٍ لفتنا=ياخوي ما تاقف وتزعج لنا الصوت
دنيـاك هـذي بالجزيـره رمتـنا=كسبي ونيني وأنت كسبك جمل نوت
ياما على هـاك الجـزايـر نهتنـا=وإبن آدمٍ ما يشـبع الاّ مـن الموت
ووهي سبب قول الشاعر من عنزه الذي وان اختلف فيه الا اني اسمع عند
التبانا ورواتهم انه عايد الومد ولم اسمع غيره لدى رواة شمر والتبانا خاصه
الا ان عنزه والجعافره بالذات يرون انها للشاعر ابالنعم العواجي وهذا هو الاقوى
لكون الومد ساجل حسن التبيناوي بعد هذه الفتره بستين عام تقريبا 00
فقال ابالنعم العواجي :
انشدك بالله يامبيريك وش صار=اياتنـا مـودع خويــه دمـارا
اي الذي صيده قراقير وجفـار=والا الذي صيده عيـالاً سكـارا
جتنا جموعك يامبيريـك سيـار=مثل الهضـاب معزلينـه تبـارا
احسبك ثقيل الجمع واثريك فشار=اسرع من رفة جنـاح الحبـارا
ان ماعديت الصدق ابوك للنـار=والا تطيح بـوجـهنـا بالمـثـارا
ورد مبيريك التبيناوي:
عسى عجوزاً جابتك لاوسط النار=ياللي تدور من خصيمـك قـرارا
كان انت ذابح راعياً بالف صنقـار=ايـّه ويــومــاً تغـتنـي بـه فقــارا
ومناخ ظفره وان كان صلال قد تسبب في انسحاب جموع عنزه
من هذا المناخ مما جعل الفارس عقاب العواجي يتوعد صلال بلهجة شديده عندما قال:
من ناسب الشملان يوخذ حلاله=ياعل ماتـقـنى مرتهم مع المال
يالعـنـبوا صلال لآبـو رجـاله=لأبو رجال مايلوطون صلال
وهناك من زعم ان عقاب العواجي قتل صلال فيما بعد الا اني لم اجد دليلا قويا على
ذلك يثبته ويبدو ان ذلك من رواية بعض العوام فقط وذلك لكون صلال اختفى امره
اطلاقا بعد هذه الحادثه فلا نكاد نسمع له اي ذكر بعدها 0
وارى ان الواقع على الارض بعد المعركه والمناخ الرهيب في ظفره يفيد بميول الكفه
لصالح قبيلة عنزه ويفيد ان القتل بصفوف شمر كان كثيرا والدليل على ذلك ان جموع
قبيلة عنزه بعد هذا المناخ كانت ابلهم ترعى في اطراف مدينة حائل وفي مراعيها
القريبه حتى كان الرعيان من اهالي حائل يخافون الابتعاد كثيرا
عن المدينه خوفا من جحافل عنزه بل ان ابلهم كانت ترتع في مزارع القرى القريبه
من حائل كما حدث في بلدة موقق الواقعه غرب حايل وهو دلالة واضحه الى ان
انتصار شمر في مناخ ظفره كان معنويا ومتمثلا في استطاعتهم الثبات بعددهم القليل
امام جموع عنزه وهو انتصار بحد ذاته بعد ان كان الاكثريه منهم يبدون رغبتهم
باللحاق بمن سبقهم من شمر مع شيخهم الجربا000
وكانت قبيلة عنزه ترى انها هي المنتصره قياسا بكثرة القتلى بصفوف خصمهم وتمكنهم
من استحلال اراضيهم القريبه من عاصمتهم الابديه مدينة حائل وهذا هو السبب
الذي جعل كلا من الفريقين يرى انه هو المنتصر حسب ماذكره شعرائهم بعدها 00
فقال الشاعر دايس الهقاز الحسيني من الدغيرات من عبده بهذه الموقعه:
ياديرة ابو سميط خلاك ياحيف=فرز الوغى ذباح عجفا سنامـي
اقفى ولا خلى بنجــد تحاسـيف=نسل الشيوخ مخربـين الـطعامي
يامزنة غرا نـشـت له رفاريف=تمطر على ظفرة مطرها انهشامـي
زبيديها روس المهار المزاغـيف=وعشبه قرون مسيحـين الايدامي
نهجت اسر جموعهم بالـتواقيـف=يامار وجـه جموعـهم بانخدامي
ونحرت ربعي عايزين التواصيف=للخـيل بالـزهام والجـمـع زامـي
اولاد على ذربت الحرب والـكيف=حـريـبــهــم مايـهــتـني بالـمـنــامي
ياقـل مير قـفـوشهن والتـطـاريف=ردوا لـنصل مصـقــلات اللجـامي
صارت العوجان مآبه تحاريف =مـاغـيــر لزامــاً وخـطــو ألغـلامـي
صارت على ذباحة الكبش للضيـف=صارت على هكا الوجيـه ألكرامــي
وانااشهد ان أقلوبهم صمع ياخليف=يردون حوض الموت ورد الضوامي
وضرب بعيدان الـبلـنزي وتنجيف=ياما أدبروا عـنا خروق الجلامـي
وياما ذبحنا بـين الاثماد وهييـف=تسعرت دونـه عمـارا" تسامـي
ومن الواضح ان الهقاز الحسيني الدغيري العبدي جعل المدح في قصيدته لاولاد
علي وهم الدغيرات متناسيا الاسلم وزوبع وهو شي اثار في نفوسهم شيئا بلا شك 00
هذه القصيده لدايس الهقاز الحسيني من الدغيرات من عبده ضايقت الشاعر عقلا الجهيلي
الذي كان وقتها في الجزيره والذي رد عليها بعد ثلاثة اعوام بعد قمعه 00
مناخ ظفره عام 1243 للهجره والذي
استمر خمسة واربعون يوما كانوا يتطاردون في النهار ويعودون في المساء واكثر
الروايات والحوادث التي تروى بين الطرفين حدثت في هذا المناخ
ومنها رواية سقوط عقاب العواجي اثناء مطاردته مع عدوان بن طواله
والتي اشار لها التبيناوي في قوله:
ياحـيف ياعـدوان ياحـيف ياحـيف=اعـتقت ناسن عقب ماطـيرهـم حام
لو انت ياعـدوان فـي ذاري الهـيـف=ودعـت راسـه ماقع(ن) مـنه ماقـام
اعـتقت ربـع كـللـوا شـذرة السيف=من يـبذر الحـسناء بقـطاع الارحـام
وسوف نتطرق للقصيده لاحقا في موضعها0
وقد اختلف الطرفان من عنزه وشمر في قبول رواية سقوط عقاب العواجي
امام عدوان الطواله على النحو التالي:
1- شمر تثبتها وتزيد رواية العوام منهم ان عقاب توسل لعدوان بن طواله وهذه روايه
غير موثقه ومستبعده جدا بالنظر الى شيمة وعزة نفوس الفرسان في ذلك الوقت
والذين كانوا يفضلون الموت عن اهانة النفس وذلها 0وهناك من قال انه أسره أسر
وهذا فيه مبالغه في الروايه مبالغة غير مقبوله0
2- عنزه يـنـفـي بعض رواتها هذه الروايه نفيا باتا لكونها ترى في ذلك نقيصه من قدر
عقاب وفروسيته وشجاعته0
ومنهم من يوافق رواية سقوط عقاب ولكنه يرفض القول انه تم أسره او انه توسل
لاحد 0
ومنهم من يقول اننا لم نسمع بها اطلاقا من رواتنا السابقين0
والحقيقه ان وقوع الفارس امام الفارس لايعني باللزوم ضعفه او ضعف شجاعته لان
الدنيا حظ وسعد واحيانا لايكون الشخص في اسعد ايامه0 وكذلك لاننسى ان
هناك اسباب كثيره احيانا لاتعين الفارس اثناء النزال الحربي مثل الفرس
في ذلك الوقت كان لها دورا مهما في بروز الفارس واحيانا لايكون على جواده المعروف
اما بسبب اصابته او مرضه وغير ذلك 0 اما الرواة فمن المعلوم ان كل قبيله يتحدثون
دائما عن مفاخرهم وايجابياتهم في مجالسهم ولايتحدثون عن مفاخر الخصم الا نادرا
وهناك وقائع لمصلحة عنزه ومشتهره في مجالس عنزه ومع رواتها ولانسمعها في مجالس
شمر والعكس صحيح ايضا 00
اما من جهة من قال اننا لم نسمع بالابيات الشعريه التي قالها
التبيناوي فهذه ليست مستمسكا وذلك ان الكثيرين من قبيلة عنزه لم يسمعوا
اصلا بقصيدة عقاب والتي مطلعها:
ياعـيال ياللي جالسين(ن) على كيف=يامن يـباصرني بحالي من الـعام
حالي كما عود(ن) برتها النحاحيف=والا كسير العرش من خلف الاقدام
التي كانت سبب رد التبيناوي فخفاء قصيدة عقاب الذي هو
فارس القبيله الاول (لكونه قالها اثناء احتجازه عند الاتراك في
سوريا بعد اقتحامه لسجنهم واطلاق سراح سبع سجناء من
شيوخ الفدعان فقالها متضايقا من الوضع الذي اصبح فيه)
هو الذي يعتبر غريبا جدا ومن هنا يقال انه لاغرابة في عدم
سماع ابيات التبيناوي طالما ان البعض لم يسمع بقصيدة عقاب
العواجي00ولذلك لامجال لرفض هذه الروايه بعد ثبوت صحة
روايتها وانها غير ملفقه لكي لايدفع ذلك لانكار الكثير من
الحوادث التي ثبتت صحة الروايه لها في الاشعار القديمه0
وقد سألت الراوي محارب بن لعاق الدهمشي العنزي عن قصيدة
عقاب هذه فقال نعم اسمعها منذ ان كنت صغيرا0 وهذا تأكيد لثبوتها
وعدم تزويرها0
ولكن الذي يشكل علي هو كون الابيات التي قالها التبيناوي لاتشير الى ان المقصود
هو عقاب بالذات وذلك لان قوله ( اعتقت ناس عقب ماطيرهم حام ) فهو لم يظهر
المقصود بالضبط وهذه نقطه قويه لمن يرى عدم ثبوت هذه الروايه والله اعلم
كانت الامور في مناخ ظفره تسير لمصلحة عنزه والتي قتلت
الكثير من مقاتلي شمر ومن ضمن من قتلوا في ظفره من
فرسانهم فريح ولد مبيريك التبيناوي وهذا من الاسباب التي
تدفع التبيناوي للقسوه نوعا ما في اشعاره0
واستمر هذا النزال والقتال بين الطرفين لمدة شهر ونصف والفرسان في قتال
طيلة النهار حتى يعزلهما الليل وهكذا من الغد 0
الا انه تمت اتفاقيه في الخفاء بين الاسلم من شمر وشيخ
الشملان صلال الشملاني للانسحاب من المعركه مقابل قطعة
ارض معروفه تسمى ( القطعى ) وهي ظلع معروفه جنوب شرق
مدينة حائل بما يقارب خمسين كيلوا مترا 0
لينسحب صلال بالشملان والخماعله من المعركه في وقت متأخر
من الليل ليتسبب هذا الانسحاب المفاجئ بارباك الفرسان في
صفوف عنزه الذين لايعلمون حقيقة الامر لاسيما انه كانت هناك
اشاعات ان الجربان عادوا من العراق للمشاركه في هذه
الحروب ليرتبك الفرسان وتدب الفوضى في صفوف عنزه وتبدأ
بالانسحاب لتلحق بهم جموع شمر وتقتل منهم بعض الفرسان
وينقلب التقدم على ارض الواقع في المعركه الى انهزام وتراجع
للوراء وانقلاب الميزان ولو لفتره وجيزه ريثما يستطلع القاده
مالذي حدث لهم0
ولتترك عنزه المتاع والغنم وابل الاحمال التي تحمل متاع البيوت
وهي المقصوده في ( جمل نوت ) في قول عقلا الجهيلي من الخرصه الذي كان وقتها في الجزيره في العراق:
مبيريك هي صـدقٍ علـومٍ لفتنا=ياخوي ما تاقف وتزعج لنا الصوت
دنيـاك هـذي بالجزيـره رمتـنا=كسبي ونيني وأنت كسبك جمل نوت
ياما على هـاك الجـزايـر نهتنـا=وإبن آدمٍ ما يشـبع الاّ مـن الموت
ووهي سبب قول الشاعر من عنزه الذي وان اختلف فيه الا اني اسمع عند
التبانا ورواتهم انه عايد الومد ولم اسمع غيره لدى رواة شمر والتبانا خاصه
الا ان عنزه والجعافره بالذات يرون انها للشاعر ابالنعم العواجي وهذا هو الاقوى
لكون الومد ساجل حسن التبيناوي بعد هذه الفتره بستين عام تقريبا 00
فقال ابالنعم العواجي :
انشدك بالله يامبيريك وش صار=اياتنـا مـودع خويــه دمـارا
اي الذي صيده قراقير وجفـار=والا الذي صيده عيـالاً سكـارا
جتنا جموعك يامبيريـك سيـار=مثل الهضـاب معزلينـه تبـارا
احسبك ثقيل الجمع واثريك فشار=اسرع من رفة جنـاح الحبـارا
ان ماعديت الصدق ابوك للنـار=والا تطيح بـوجـهنـا بالمـثـارا
ورد مبيريك التبيناوي:
عسى عجوزاً جابتك لاوسط النار=ياللي تدور من خصيمـك قـرارا
كان انت ذابح راعياً بالف صنقـار=ايـّه ويــومــاً تغـتنـي بـه فقــارا
ومناخ ظفره وان كان صلال قد تسبب في انسحاب جموع عنزه
من هذا المناخ مما جعل الفارس عقاب العواجي يتوعد صلال بلهجة شديده عندما قال:
من ناسب الشملان يوخذ حلاله=ياعل ماتـقـنى مرتهم مع المال
يالعـنـبوا صلال لآبـو رجـاله=لأبو رجال مايلوطون صلال
وهناك من زعم ان عقاب العواجي قتل صلال فيما بعد الا اني لم اجد دليلا قويا على
ذلك يثبته ويبدو ان ذلك من رواية بعض العوام فقط وذلك لكون صلال اختفى امره
اطلاقا بعد هذه الحادثه فلا نكاد نسمع له اي ذكر بعدها 0
وارى ان الواقع على الارض بعد المعركه والمناخ الرهيب في ظفره يفيد بميول الكفه
لصالح قبيلة عنزه ويفيد ان القتل بصفوف شمر كان كثيرا والدليل على ذلك ان جموع
قبيلة عنزه بعد هذا المناخ كانت ابلهم ترعى في اطراف مدينة حائل وفي مراعيها
القريبه حتى كان الرعيان من اهالي حائل يخافون الابتعاد كثيرا
عن المدينه خوفا من جحافل عنزه بل ان ابلهم كانت ترتع في مزارع القرى القريبه
من حائل كما حدث في بلدة موقق الواقعه غرب حايل وهو دلالة واضحه الى ان
انتصار شمر في مناخ ظفره كان معنويا ومتمثلا في استطاعتهم الثبات بعددهم القليل
امام جموع عنزه وهو انتصار بحد ذاته بعد ان كان الاكثريه منهم يبدون رغبتهم
باللحاق بمن سبقهم من شمر مع شيخهم الجربا000
وكانت قبيلة عنزه ترى انها هي المنتصره قياسا بكثرة القتلى بصفوف خصمهم وتمكنهم
من استحلال اراضيهم القريبه من عاصمتهم الابديه مدينة حائل وهذا هو السبب
الذي جعل كلا من الفريقين يرى انه هو المنتصر حسب ماذكره شعرائهم بعدها 00
فقال الشاعر دايس الهقاز الحسيني من الدغيرات من عبده بهذه الموقعه:
ياديرة ابو سميط خلاك ياحيف=فرز الوغى ذباح عجفا سنامـي
اقفى ولا خلى بنجــد تحاسـيف=نسل الشيوخ مخربـين الـطعامي
يامزنة غرا نـشـت له رفاريف=تمطر على ظفرة مطرها انهشامـي
زبيديها روس المهار المزاغـيف=وعشبه قرون مسيحـين الايدامي
نهجت اسر جموعهم بالـتواقيـف=يامار وجـه جموعـهم بانخدامي
ونحرت ربعي عايزين التواصيف=للخـيل بالـزهام والجـمـع زامـي
اولاد على ذربت الحرب والـكيف=حـريـبــهــم مايـهــتـني بالـمـنــامي
ياقـل مير قـفـوشهن والتـطـاريف=ردوا لـنصل مصـقــلات اللجـامي
صارت العوجان مآبه تحاريف =مـاغـيــر لزامــاً وخـطــو ألغـلامـي
صارت على ذباحة الكبش للضيـف=صارت على هكا الوجيـه ألكرامــي
وانااشهد ان أقلوبهم صمع ياخليف=يردون حوض الموت ورد الضوامي
وضرب بعيدان الـبلـنزي وتنجيف=ياما أدبروا عـنا خروق الجلامـي
وياما ذبحنا بـين الاثماد وهييـف=تسعرت دونـه عمـارا" تسامـي
ومن الواضح ان الهقاز الحسيني الدغيري العبدي جعل المدح في قصيدته لاولاد
علي وهم الدغيرات متناسيا الاسلم وزوبع وهو شي اثار في نفوسهم شيئا بلا شك 00
هذه القصيده لدايس الهقاز الحسيني من الدغيرات من عبده ضايقت الشاعر عقلا الجهيلي
الذي كان وقتها في الجزيره والذي رد عليها بعد ثلاثة اعوام بعد قمعه 00