المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خلطبيطة ( بقلم : محمد سنجر )



محمد سنجر
04-06-2009, 10:26
فتحت عيني مذعورا ،
تأخرت ؟
حاولت استبيان الوقت من خلال عقارب ساعة الحائط ،
الصورة ضبابية بعيني ،
لا فائدة ،
تحسست مفتاح الإضاءة بجانبي ،
ضغطته ،
عم الظلام المكان ،
ما هذا ؟
انقطعت الكهرباء ؟
لا حول و لا قوة إلا بالله ،
أغمضت عيني و فتحتها مرة أخرى ،
بالكاد لمحت عقارب الساعة متدلية ،
معقول ؟
الساعة الآن السادسة و النصف ؟
لا ، غير معقول ،
دققت النظر ،
أين عقرب الثواني ؟
لمحته يتدلى بجوار أقرانه دون حراك ،
أظن أن الساعة تعطلت أثناء نومي ،
تحسست أعلى الطاولة بجوار السرير ،
أبحث عن هاتفي المحمول ،
سمعت صوت سقوطه أرضا ،
فتشت بأطراف أصابعي أسفل الطاولة ،
لملمت أجزاءه المبعثرة هنا و هناك ،
جلست أزيح غطاء الكسل عني ،
في لمح البصر أقوم بتركيب الهاتف مرة أخرى ،
بسرعة ضغطت مفتاح التشغيل ،
لا فائدة ،
يبدو أن البطاريات فارغة ،
تنهدت ضجرا ،
استغفر الله العظيم ،
ما هذا ؟
مددت يدي تجاه زوجتي أوقظها ،
غاص كفي بالفراغ ،
أين زوجتي ؟
لابد أنها ذهبت تستيقظ الأولاد ،
مددت يدي تحت الوسائد ، أبحث عن هاتفها ،
لا أثر له ،
ارتفعت حدة التوتر و القلق بداخلي ،
انتفضت وقوفا أبحث عن شاحن البطارية ،
وجدته مثبت بلوحة الكهرباء ،
سحبت أسلاكه ،
تناولت طرف التوصيل ،
طعنت به هاتفي بعصبية ،
و لكن ،
لا حياة لمن تنادي ،
آه ه ه ه ه ،
لقد نسيت ،
انقطعت الكهرباء ،
توجست خيفة ، توالت الأسئلة تباعا ،
جريت إلى النافذة ،
أزحت هذه الستائر الثقيلة القابعة فوق صدري ،
حاولت استبيان الوقت ،
لا حول و لا قوة إلا بالله ،
أين الشمس ؟
غيوم رمادية لبدت السماء ،
دخلت مسرعا أبحث عن بارقة أمل أتعرف بها على الوقت ،
فتحت باب غرفتي )
أخذت أنادي :
ـ هـــــدى ، هــــــــــدى .
( أجابني السكون ،
جريت إلى المطبخ ،
لا أحد ،
نظرت داخل دورة المياه ،
لا فائدة ،
طرقت باب غرفة الأولاد ،
فتحت الباب ،
ارتدت أبواب خيبة الأمل بوجهي ،
ماذا حدث ؟
أين زوجتي ؟ أولادي ؟
جريت التقط سماعة هاتفي الأرضي ،
قربته مترددا لأذني ،
أجابني صوت صفير الرياح ،
عدت مسرعا إلى النافذة ،
أزحت مصراعيها من طريقي ،
نظرت يمينا و يسارا ،
ماذا حدث ؟
جميع النوافذ غلقت ،
نظرت إلى الأعلى ،
لا أحد ،
مددت رقبتي للخارج ألتمس أحدا بالشارع ،
أين الناس ؟ أين السيارات ؟
أين أنا ؟
لابد أنني أحلم ،
جريت إلى باب شقتي ،
أزحت الباب ،
أخذت أطرق باب أخي بجنون )
أنادي بأعلى صوتي :
ـ حــــازم ، حــــــــــــازم .
( تردد صوت الغربان بين الجدران ،
جحظت عيني ،
بدأت الدماء تتفجر برأسي ،
أخذتني الظنون فوق جناحيها ،
قذفتني أتقلب بين ملايين من علامات الاستفهام ،
جريت إلى باب جاري ،
دققته بكل ما أوتيت من قوة ،
أخذت أدق و أدق ،
فجأة ،
انفتح الباب ،
سكون خيم على المكان ،
اختلست النظرات داخل الشقة )
همست :
ـ أبو ســــــــــارة ، أبو ســـــــــــــــــــــــارة .
( دفعت الباب بأطراف أصابعي بحذر شديد ،
صم أذني صوت صرير مفاصله ،
رفعت صوتي قليلا )
أنادي :
ـ بنت يا ســــــارة ، ولد يا أبو ســـــــــــــارة .
( فجأة ،
قفزت قطة سوداء بوجهي ،
صرخت ،
كاد توازني أن يختل ، أمسكت بنفسي بصعوبة ،
جريت إلى أحد الغرف أفتح بابها )
أنادي :
ـ أبو ســــــــــــارة .
( لا أحـــــــد ، لا أحــــــــــــــــــــــــد ،
معقول ؟
هل انتشرت أنفلونزا الخنازير بينما كنت أغط في نومي العميق ؟
لدغتني خواطري المجنونة ،
تملكني الرعب ، خوف سيطر على كياني ،
ارتجفت أطرافي ، سمعت اصطكاك أسناني من هول الخوف و الذعر ،
انطلقت مسرعا ،
جريت ناحية المصعد ،
ضغطت أزراره ،
انتظر إجابة ،
ضغطتها ثانية و ثالثة ،
لا فائدة ،
جريت أنزل درجات السلم ،
تعثرت قدماي ،
تدحرجت متكورا أتخبط بأطراف الدرجات الصلبة ،
تدافعتني الآلام يمينا و يسارا ،
سكون سيطر على المكان حولي ،
سالت الدماء تغلق عيني ،
مسحتها بأطراف ملابسي ،
استندت إلى سور السلم محاولا النهوض ،
أخيرا نجحت ،
نزلت أتلفت حولي ، لعلي أجد من يهديني ،
و لكن لا فائدة ،
أخيرا وصلت إلى الشارع ،
لا أثـــــــــر لإنسان أو حيوان ،
نظرت لنوافذ و شرفات المنازل من حولي ،
لا أحـــــــــــــــــــد )
أخذت أنادي :
ـ يا خـــــــــــالد ، يا سعيـــــــــــد ، يا وائـــــــــل ، ، يا أميــــــــرة ،
يا حســــــــــن ، يا عبـــــــــــده ، يا مهـــــــــا ، يا كمـــــــال ، يا عــــــالم ، يا هـــــــــــــوه ،
ألا يوجــــــد أحــــــد هنـــــــــــا ؟
مــــاذا حـــــدث بالله عليكــــــــــــــم ؟
ألا يوجد منكم أحد ليجيب على تساؤلاتي ؟
مــــــــــــــاذا هنــــــــــــــاك ؟؟؟؟
( ضربة قوية على رأسي أفقدتني الوعي ،
أفقت لأجد نفسي ممددا فوق سرير ،
اللون الأبيض ينتشر هنا و هناك ،
حاولت استبيان المكان من حولي ،
و إذا بصورتي تتوسط إحدى الصحف على الطاولة بجواري ،
مددت يدي ألتقطها ،
فإذا بالقيد الحديدي و قد أدمى معصمي ،
حاولت التقاطها بيدي اليسرى حتى نجحت ،
قفزت عيني فوق الحروف القابعة فوق صورتي باللون الأحمر ،
( القبض على إرهابي حاول اقتحام المنطقة المحظورة لموكب السيد ( جرجس أحمد كوهين ) سفير النوايا الحسنة )

سيف الدولة
04-06-2009, 11:39
محمد سنجر

تمتعت بهذه الخلطبيطة

كقصه

شكرررا لك هنااا

منصور الغايب
04-06-2009, 20:01
ياااااااااااااااااااااه ...


أحسست بالخوف وأنا أقرأ ...


شكرا لك ... عشنا معك ..

هند عبد الله
04-06-2009, 23:47
شكرا لك سيدي
جعلتنا نعيش المشهد.
تقديري.

محمد سنجر
05-06-2009, 07:01
محمد سنجر

تمتعت بهذه الخلطبيطة

كقصه

شكرررا لك هنااا


شكرا جزيلا لك
أخي الحبيب
سيف الدولة

دمت بكل خير

محمد سنجر
05-06-2009, 07:02
ياااااااااااااااااااااه ...


أحسست بالخوف وأنا أقرأ ...


شكرا لك ... عشنا معك ..


تقبل تقديري و احترامي
أخي العزيز
منصور الغايب

محمد سنجر
05-06-2009, 07:03
شكرا لك سيدي



جعلتنا نعيش المشهد.


تقديري.


بارك الله فيكم و لكم

أختنا الفاضلة
هند عبد الله

دمتم بخير

لوليتا
10-06-2009, 02:52
*
*

جرجس
احمد
كوهين


وارتسمت ابتسامة ساخرة على وجهى
بعد نوبة الهلع والاستفهام التى غمرتى عقلى خلال قراءتى

لم يعد هناك شئ معقول
ولم يعد هناك قاعدة
كل شئ استثناءات

والشاذ عن القاعدة هو فقط من يبقى ويصبح له صوت

جرجس احمد كوهين .. خلطبيطة لكنها غير ممكنه الترتيب مع امكانية الوقوع


تقديرى لنزف حرفك سنجر

*
*

محمد سنجر
10-06-2009, 07:46
*
*

جرجس
احمد
كوهين


وارتسمت ابتسامة ساخرة على وجهى
بعد نوبة الهلع والاستفهام التى غمرتى عقلى خلال قراءتى

لم يعد هناك شئ معقول
ولم يعد هناك قاعدة
كل شئ استثناءات

والشاذ عن القاعدة هو فقط من يبقى ويصبح له صوت

جرجس احمد كوهين .. خلطبيطة لكنها غير ممكنه الترتيب مع امكانية الوقوع


تقديرى لنزف حرفك سنجر

*
*
جرجس أحمد كوهين
خلطبيطة لكنها ممكنة الترتيب في عصرنا هذا
و الدليل
براك حسين أوباما