فواز الغسلان
19-03-2009, 22:58
( المقصوره في الشعر واللغه )
والمقصوره هي الكلمه التي تنتهي بالالف المقصوره 0 وذلك ان كثيرا من الناس يخطئ
بين المقصوره والممدوده ولذلك فقد نظم بعض الشعراء قصائد وقافيتها على الالف المقصوره
بقصد جمع الكلمات التي تنتهي بها ولعزلها عن الكلمات التي تنتهي بالالف الممدوده ومن اشهرهم
(ابن دريد )وهو أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي من أزد عمان.
ولد في البصرة سنة 233هـ، وأخذ العلم عن أبي عثمان الإشنانداني وأبي حاتم السجستاني وغيرهما،
وذهب إلى الأهواز وصحب واليها عبدالله بن ميكال مؤدباً لابنه إسماعيل،
وأصيب بالفالج في آخر عمره وتوفي سنة 321هـ.
ومن طريف شعره ما حصل بينه وبين نفطويه النحوي الذي هجاه فقال فيه نفطويه:
ابـــن دريـــــد بــقــــرة=وفــيـــه عـــي وشــره
ويــدعـي مــن حـمـقه=وضــع كـتـاب الـجمهره
وهو كــتـــاب الـعــيـــن=لكــنـــه قـــد غــيـــره
فقال فيه ابن دريد:
لو أنزل الوحي على نفطويه=لكان هذا الوحي سخطاً عليه
وشاعر يدعى بنصف اسمه=مستأهل للصفع في أخدعيه
أف عـلى الـنحـــو وأربابه=قد صار من أربـابــه نـفـطـويه
أحـرقــه الله بـنـصــف اسـمه=وصير الـبــاقــي صراخاً عليه
نصف اسمه يعني(نفط) والباقي يقصد ( ويه ) وهي تستعمل للصراخ0
وسميت بالمقصورة ويقال: إنه أحاط فيها بأكثر المقصور،
ونظمها يمدح الشاه ابن ميكال وولده. وهي قريبه من المائه والخمسين بيتا 0
ومطلعها:
يا ظَـبـيَــةً أَشبَــه شَيءٍ بِالـمـَهــا=تَرعى الخُزامى بَينَ أَشجارِ النَقا
إِمّا تَــرَي رَأسِيَ حــاكـى لَــونُهُ=طُــرَّةَ صُبحٍ تَحتَ أَذيالِ الدُجى
وَاِشتَعَلَ المُبيَضُّ في مُسوَدِّهِ=مِثلَ اِشتِعالِ النارِ في جَزلِ الغَضى
فَكانَ كَالـلَــيــلِ الـبَـهــيمِ حَـلَّ في=أَرجــائِهِ ضَــوءُ صَباحٍ فَاِنجَلى
وَغاضَ ماءَ شِــرَّتي دَهـرٌ رَمى=خَواطِرَ الـقَــلـــبِ بِتَبريحِ الجَوى
وَآضَ رَوضُ اللَهوِ يَبساً ذاوِياً=مِن بَعدِ ما قَد كانَ مَجّاجَ الثَرى
وَضَرَّمَ الـنَـــأيُ الـمُـشِتُّ جَـذوَةً=ما تَأتَلــي تَسـفَــعُ أَثناءَ الحَشى
وَاِتَّخــَذَ التَسهـيــدُ عَـيــنــي مَألَـفاً=لَمّا جفا أَجفانَها طَيفُ الكَرى
وعارضها صريع الدلاء محمد بن عبدالواحد بقصيدة طريفة منها قوله:
مـن لـم يـرد أن تـنـتـقـب نعاله=يـحـملها فـي كـفــه إذا مـشى
ومـن أراد أن يـصون رجله=فلبــسه خـير لـه مـن الـحـفـى
ومـن دخـلت فـي عـينه مسلة=فـاسأله مـن سـاعته عن العمى
مـن أكـل الـفحم يـســود فـمه=وراح صـحن خـبره مثل الدجى
مـن صـفع الـناس ولـم يدعـهــم=أن يـصـفـعــوه فـعـلـيـهم اعـتدى
مـن نـاطح الـكبش يفجر رأسه=وسـال فـي مـفرقه شـبه الدما
ومن اشهر القصائد على هذا النحو قصيدة الشريف الرضي 359 - 406 هـ / 969 - 1015 م
وهو محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.
أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم.
توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.
ومن الطريف في سيرته ماحدث بينه وبين ابو العلاء المعري 0وكان سبب الخلاف أن الشريف الرضي
كان يشتم الشاعر المتنبي ويقول انه ليس بشاعر. فما كان من ابو العلاء الا ان قال
لو لم يكن للمتنبي غير قصيدته التي اولها:
لكِ يا منازل في القلوب منازل000 أقفرتِ أنتِ وهن منكِ أواهل.
فما كان من الشريف الرضي الا أن طرد ابوالعلاء ونعته,
فلما خرج ابوالعلاء دهش الحضور فقالوا ياأمير لماذا طرته فما قال شيئا يستوجب الطرد.
فقال الشريف الرضي لقد قصد اللعين البيت الذي ذكره المتنبي في نفس القصيدة:
و إذا أتتك مذمتي من ناقص......فهي الشهادة لي بأنـي كامل
وقصيدته المقصوره والتي رثى فيها مقتل ال البيت في كربلاء بطريقة حزينه جدا ومؤثره
والتي يتركها البعض تخوفا لكونها اصبحت من القصائد ذات المكانه لدى شيوخ الشيعه
الا انها لاتحتوي على محاذير عقائديه او تجاوزات شرعيه حسب مايتضح لي
سوى قوله:
أنتم الشافون من دآ العمى=وَغداً ساقُونَ مِنْ حوْضِ الرّوَا
وهو وان قالها مجازا ويقصد انكم بدينكم وايمانكم وقدركم اذا رقيتم المريض يشفى
بأذن الله وكذلك بشفاعتكم يوم القيامه هناك من يدخل بسببها الجنه بل ان
حب النبي صلى الله عليه وسلم وحب اهل بيته من اعظم اسباب دخول الجنه
ولكنه الحب المشروع الذي لايصفهم بالصفات التي لايوصف بها سوى الله تعالى
وهنا لابد من التوسط وعدم الافراط والتفريط 0
وهنا في هذا البيت جعل الشفاء ودخول الجنه منهم وهذا ليس صحيحا والصحيح
ان ذلك يكون بسببهم فحبذا لو ابتعد عن المجاز هنا لدفع الالتباس في الفهم0
واما مذبحة كربلاء المحزنه في العاشر من محرم عام 61 هجريه بين الامام الحسين
بن علي بن ابي طالب وانصاره وعددهم 72 شخصا معظمهم من اهل بيت النبوه
ضد جيش يزيد بن معاويه وعدده 4000 مقاتل والتي قتل فيها العديد من اهل بيت النبي صلى الله
عليه وسلم ولم ينج سوى علي بن الحسين رضي الله عنه الذي حفظ نسل هذا البيت المبارك
فتعتبر من فجائع الامه بلاشك وهي نقطة سوداء في تاريخ الدوله الامويه
وسوف يتقاضون عند الله يوم القيامه وكل نفس ستجد مافعلت شانها شان غيرها
من الخلائق ولكن لاينبغي التهوين منها ومن وقعها على جسم الاسلام واهله غير ماانتجته هذه
الموقعة اللعينة من فرقة وخلافات سياسيه وعقائديه واجتماعيه في صفوف الاسلام واهله
مابين الغلو المتجاوز والافراط المتساهل فيما حدث 0
الا انه يجب الانتباه والحذر من العديد من الروايات المنتشره لهذه الموقعة والتي لاتعتبر
موثقة لكون الكثير منها وان تم ذكره في كتب المؤرخين القدامى الا انهم ذكروا اسانيدها
التي تحتوي مجاهيل الروات 0
وتعتبر من عيون الشعر العربي وهي:
كــرْبَــلا، لا زِلْــتِ كَــرْباً وَبَلا=ما لقي عندك آل المصطفى
كَمْ عَـلـى تُـرْبِـكِ لـمّــا صُرّعُوا=من دم سال ومن دمع جرى
كَمْ حَصَانِ الذّيلِ يَرْوِي دَمعُها=خَــدَّهَا عِـنــدَ قَـتـيــلٍ بالظّمَا
تـمسح الـتــرب على أعـجالها=عَنْ طُلَى نَـحْــرٍ رَمِيلٍ بالدّمَا
وضـــيــوف لـفــــلاة قــفـــــرة=نـزلــوا فـيــهـا على غـيـــر قرى
لم يذوقوا الماء حتى اجتمعوا=بحدى السيف على ورد الردى
تكسف الشمس شموس منهم=لا تدانــيـهـا ضـيــــاءً وعــلا
وتنوش الوحش من أجسادهم=أرْجُلَ السّبْقِ وَأيْمَانَ النّدَى
وَوُجُـوهـاً كَالـمَـصــابـيــحِ، فَمِنْ=قَـمَــرٍ غــابَ، وَنَجْمٍ قَدْ هَوَى
غَـيّــرَتْــهُــنّ اللّـيَـــالـــي، وَغَـــدَا=جــايــر الحكـم عـلـيهن البلا
يا رسول الله لــو عـايـنـتــهم=وهــم ما بـيــن قـتــلى وسبا
من رمـيــض يـمـنع الظل ومن=عاطش يسقى أنابيب القنا
ومـســوق عـاثــر يـســعــى به=خلف محمول على غير وطا
متعب يشكو أذى السير على=نَـقبِ المَنسِمِ، مَجزُولِ المَطَا
لَــرَأتْ عَـيْــنَـــاكَ مِـنــهُـمْ مَنْظَراً=للحَشَى شَـجْواً، وَللعَينِ قَذَى
ليــس هـــذا لــرســـول الـلــه يا=أمة الطــغــيــان والبغي جزا
غـارِسٌ لــمْ يَألُ في الـغَـرْسِ لهُمْ=فَأذاقُـــوا أهْــلَـهُ مُــرّ الجَنَى
جــزروا جــزر الأضــاحي نسله=ُثــمّ سَاقُوا أهلهُ سَوْقَ الإمَا
معـجــلات لا يـواريــن ضـحــى=سنن الوجه أو بيض الطلى
هاتـفـــات برســـول الـلـــه فـــي=بُهَرِ السّعْيِ، وَعَثرَاتِ الخُطَى
يَــوْمَ لا كِــسْــرَ حِـجَـابٍ مَانِــعٌ=بذلــة الـعــين ولا ظــل خبا
أدْرَكَ الكُــــفْــرُ بِـهِـــمْ ثـَارَاتِـــهِ=وَأُزِيلَ الــغـَيّ مِـنْـهُمْ فاشتَفــَى
يا قَـتــيــلاً قَــوّضَ الــدّهْرُ بِهِ=ُعـمُــدَ الـدّيـنِ وَأعْلامَ الهُدَى
قـتــلــوه بـعــد عـلــم مـنـهـــم=أنه خامس أصـحـاب الكسا
وصـريـعــا عـالـج الموت بلا=شــد لحـيـــيــن ولا مـد ردى
غَـسَـلُـــوهُ بِدَمِ الطّعْنِ، وَمَا=كَـفّـنُــوهُ غَـيــرَ بَـوْغَــاءِ الثّرَى
مرهـقــا يـدعـو ولا غوث له=بِــأبٍ بَــرٍّ وَجَــدٍّ مُصْــطَــفَى
وَبِـــأُمٍّ رَفَـــــعَ الـلَّــــهُ لــــهَـــا=علـمـا ما بـيـــن نسوان الورى
أيُّ جَــــدٍّ وَأبٍ يَـدْعُـــوهُـمَا=جَدّ، يا جَـــدّ، أغِـثْـني يا أبا
يا رســول الـلـــه يـافــاطــمـة=يا أمِيرَ المـُؤمِـنِــيـنَ الـمـُرْتَضَى
كيف لم يستعجل الله لهم=بانقلاب الأرض أو رجم السما
لو بسبطي قيصر أو هرقل=فَعـَلُــوا فِـعْــلَ يَزِيدٍ، مَا عَدَا
كــم رقاب من بني فاطمة=عُرِقتْ ما بينَهمْ، عَرْقَ المِدَى
وَاختَلاها السّيفُ حَتّى خِلْتَها=سلم الأبرق أو طلح العرا
حَـمَــلُــوا رَأساً يُـصَــلّــونَ عَلى=جـده الأكـرم طـوعــا وإبا
يـتــهــادى بـيـنــهــم لم ينـقــضوا=عمم الهام ولا حلو الحبى
مَـيّــتٌ تَـبْــكــي لَــهُ فَـــاطِــــمَــة=وأبـوهـــا وعـلــي ذو العلى
لَوْ رَسُــولُ الـلَّــهِ يَـحْــيَـــا بَـعْــدَهُ=قـعــد الـيــوم علـيــه للعزا
معشر منهم رسول الله والـ= كاشف الكرب إذا الكرب عرا
صِـهْــرُهُ الـبَــاذِلُ عَـنْــهُ نَفْسَهُ=وحسام الله في يوم الوغى
أوّلُ النّاسِ إلى الدّاعي الّذِي=لـم يـقــدم غـيـره لـمـا دعا
ثــُمّ سِـبْــطَــاهُ الشّهِيدانِ، فَذا=بحسا الـسـم وهـذا بالظبى
وَعَليّ، وَابنُهُ الـبَــاقِــرُ، وَالصّـ=ـادِقُ القَوْلِ،وَموسَى،وَالرّضَا
وَعَـــلـــيّ، وَأبُـــوهُ وَابْــــنُـــــهُ=وَالـــذِي يَـنْــتَـــظِــرُ القَوْمُ غَدَا
يا جـبـــال الـمجد عزا وعلا=وبــدور الأرض نـــورا وسنا
جــعـــل الـلـــه الــذي نـابـكـم=سبب الوجد طويلا والبكا
لا أرَى حُزْنَكُمُ يُنسَى، وَلا=رُزْءَكم يُسلى، وَإنْ طالَ المَدَى
قد مضى الدهر وعفى بعدكم=لا الجَوَى باخَ، وَلا الدّمعُ رَقَا
(أنتم الشافون من دآ العمى=وَغداً ساقُونَ مِنْ حوْضِ الرّوَا)
نــزل الــديـن علـيـكـم بيـتــكم=وتخـطــى الـنـاس طرا وطوى
أيــن عـنـكـم للذي يـبغى بكم=ظـل عـدن دونـهــا حر لظى
أين عـنـكم لـمـضــل طــالــب=وضح السبل وأقمار الدجى
أين عـنـكــم لـلــذي يرجو بكم=مَعْ رَسُولِ اللَّهِ فَوْزاً وَنَجَا
يوم يـغــدو وجـهـه عـن مـعشر=مُعرِضاً مُمْتَنِعاً عِندَ اللّقَا
شاكيا مـنــهــم إلـى الله وهل=يُفلِحُ الجِيلُ الّذي مِنْهُ شَكَا
رَبّ! ماحامَوْا،وَلا آوَوْا،وَلا=نَصَرُوا أهْلي،وَلا أغْنَوْا غَنَا
بَدّلُـوا دِيني، ونَالُـوا أُســرَتي=بالعَظيماتِ، وَلمْ يَرْعَوْا أَلَى
نَقَـضُــوا عَـهدي، وَقَدْ أبرَمْتُهُ=وَعُرَى الدّينِ، فَما أبقَوْا عُرَى
حـرمــي مـســتــردفـات وبـنـو=بِــنـْتِيَ الأدْنَوْنَ ذِبْحٌ للعِدَى
أتــرى لست لــديهم كـامرء=خلـفــوه بـجـمـيــل إذ مضى
رَبّ! إنّي اليَوْمَ خَـصْــمٌ لَهُمُ=جئت مظلوما وذا يوم القضا
والمقصوره هي الكلمه التي تنتهي بالالف المقصوره 0 وذلك ان كثيرا من الناس يخطئ
بين المقصوره والممدوده ولذلك فقد نظم بعض الشعراء قصائد وقافيتها على الالف المقصوره
بقصد جمع الكلمات التي تنتهي بها ولعزلها عن الكلمات التي تنتهي بالالف الممدوده ومن اشهرهم
(ابن دريد )وهو أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي من أزد عمان.
ولد في البصرة سنة 233هـ، وأخذ العلم عن أبي عثمان الإشنانداني وأبي حاتم السجستاني وغيرهما،
وذهب إلى الأهواز وصحب واليها عبدالله بن ميكال مؤدباً لابنه إسماعيل،
وأصيب بالفالج في آخر عمره وتوفي سنة 321هـ.
ومن طريف شعره ما حصل بينه وبين نفطويه النحوي الذي هجاه فقال فيه نفطويه:
ابـــن دريـــــد بــقــــرة=وفــيـــه عـــي وشــره
ويــدعـي مــن حـمـقه=وضــع كـتـاب الـجمهره
وهو كــتـــاب الـعــيـــن=لكــنـــه قـــد غــيـــره
فقال فيه ابن دريد:
لو أنزل الوحي على نفطويه=لكان هذا الوحي سخطاً عليه
وشاعر يدعى بنصف اسمه=مستأهل للصفع في أخدعيه
أف عـلى الـنحـــو وأربابه=قد صار من أربـابــه نـفـطـويه
أحـرقــه الله بـنـصــف اسـمه=وصير الـبــاقــي صراخاً عليه
نصف اسمه يعني(نفط) والباقي يقصد ( ويه ) وهي تستعمل للصراخ0
وسميت بالمقصورة ويقال: إنه أحاط فيها بأكثر المقصور،
ونظمها يمدح الشاه ابن ميكال وولده. وهي قريبه من المائه والخمسين بيتا 0
ومطلعها:
يا ظَـبـيَــةً أَشبَــه شَيءٍ بِالـمـَهــا=تَرعى الخُزامى بَينَ أَشجارِ النَقا
إِمّا تَــرَي رَأسِيَ حــاكـى لَــونُهُ=طُــرَّةَ صُبحٍ تَحتَ أَذيالِ الدُجى
وَاِشتَعَلَ المُبيَضُّ في مُسوَدِّهِ=مِثلَ اِشتِعالِ النارِ في جَزلِ الغَضى
فَكانَ كَالـلَــيــلِ الـبَـهــيمِ حَـلَّ في=أَرجــائِهِ ضَــوءُ صَباحٍ فَاِنجَلى
وَغاضَ ماءَ شِــرَّتي دَهـرٌ رَمى=خَواطِرَ الـقَــلـــبِ بِتَبريحِ الجَوى
وَآضَ رَوضُ اللَهوِ يَبساً ذاوِياً=مِن بَعدِ ما قَد كانَ مَجّاجَ الثَرى
وَضَرَّمَ الـنَـــأيُ الـمُـشِتُّ جَـذوَةً=ما تَأتَلــي تَسـفَــعُ أَثناءَ الحَشى
وَاِتَّخــَذَ التَسهـيــدُ عَـيــنــي مَألَـفاً=لَمّا جفا أَجفانَها طَيفُ الكَرى
وعارضها صريع الدلاء محمد بن عبدالواحد بقصيدة طريفة منها قوله:
مـن لـم يـرد أن تـنـتـقـب نعاله=يـحـملها فـي كـفــه إذا مـشى
ومـن أراد أن يـصون رجله=فلبــسه خـير لـه مـن الـحـفـى
ومـن دخـلت فـي عـينه مسلة=فـاسأله مـن سـاعته عن العمى
مـن أكـل الـفحم يـســود فـمه=وراح صـحن خـبره مثل الدجى
مـن صـفع الـناس ولـم يدعـهــم=أن يـصـفـعــوه فـعـلـيـهم اعـتدى
مـن نـاطح الـكبش يفجر رأسه=وسـال فـي مـفرقه شـبه الدما
ومن اشهر القصائد على هذا النحو قصيدة الشريف الرضي 359 - 406 هـ / 969 - 1015 م
وهو محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي.
أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم.
توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.
ومن الطريف في سيرته ماحدث بينه وبين ابو العلاء المعري 0وكان سبب الخلاف أن الشريف الرضي
كان يشتم الشاعر المتنبي ويقول انه ليس بشاعر. فما كان من ابو العلاء الا ان قال
لو لم يكن للمتنبي غير قصيدته التي اولها:
لكِ يا منازل في القلوب منازل000 أقفرتِ أنتِ وهن منكِ أواهل.
فما كان من الشريف الرضي الا أن طرد ابوالعلاء ونعته,
فلما خرج ابوالعلاء دهش الحضور فقالوا ياأمير لماذا طرته فما قال شيئا يستوجب الطرد.
فقال الشريف الرضي لقد قصد اللعين البيت الذي ذكره المتنبي في نفس القصيدة:
و إذا أتتك مذمتي من ناقص......فهي الشهادة لي بأنـي كامل
وقصيدته المقصوره والتي رثى فيها مقتل ال البيت في كربلاء بطريقة حزينه جدا ومؤثره
والتي يتركها البعض تخوفا لكونها اصبحت من القصائد ذات المكانه لدى شيوخ الشيعه
الا انها لاتحتوي على محاذير عقائديه او تجاوزات شرعيه حسب مايتضح لي
سوى قوله:
أنتم الشافون من دآ العمى=وَغداً ساقُونَ مِنْ حوْضِ الرّوَا
وهو وان قالها مجازا ويقصد انكم بدينكم وايمانكم وقدركم اذا رقيتم المريض يشفى
بأذن الله وكذلك بشفاعتكم يوم القيامه هناك من يدخل بسببها الجنه بل ان
حب النبي صلى الله عليه وسلم وحب اهل بيته من اعظم اسباب دخول الجنه
ولكنه الحب المشروع الذي لايصفهم بالصفات التي لايوصف بها سوى الله تعالى
وهنا لابد من التوسط وعدم الافراط والتفريط 0
وهنا في هذا البيت جعل الشفاء ودخول الجنه منهم وهذا ليس صحيحا والصحيح
ان ذلك يكون بسببهم فحبذا لو ابتعد عن المجاز هنا لدفع الالتباس في الفهم0
واما مذبحة كربلاء المحزنه في العاشر من محرم عام 61 هجريه بين الامام الحسين
بن علي بن ابي طالب وانصاره وعددهم 72 شخصا معظمهم من اهل بيت النبوه
ضد جيش يزيد بن معاويه وعدده 4000 مقاتل والتي قتل فيها العديد من اهل بيت النبي صلى الله
عليه وسلم ولم ينج سوى علي بن الحسين رضي الله عنه الذي حفظ نسل هذا البيت المبارك
فتعتبر من فجائع الامه بلاشك وهي نقطة سوداء في تاريخ الدوله الامويه
وسوف يتقاضون عند الله يوم القيامه وكل نفس ستجد مافعلت شانها شان غيرها
من الخلائق ولكن لاينبغي التهوين منها ومن وقعها على جسم الاسلام واهله غير ماانتجته هذه
الموقعة اللعينة من فرقة وخلافات سياسيه وعقائديه واجتماعيه في صفوف الاسلام واهله
مابين الغلو المتجاوز والافراط المتساهل فيما حدث 0
الا انه يجب الانتباه والحذر من العديد من الروايات المنتشره لهذه الموقعة والتي لاتعتبر
موثقة لكون الكثير منها وان تم ذكره في كتب المؤرخين القدامى الا انهم ذكروا اسانيدها
التي تحتوي مجاهيل الروات 0
وتعتبر من عيون الشعر العربي وهي:
كــرْبَــلا، لا زِلْــتِ كَــرْباً وَبَلا=ما لقي عندك آل المصطفى
كَمْ عَـلـى تُـرْبِـكِ لـمّــا صُرّعُوا=من دم سال ومن دمع جرى
كَمْ حَصَانِ الذّيلِ يَرْوِي دَمعُها=خَــدَّهَا عِـنــدَ قَـتـيــلٍ بالظّمَا
تـمسح الـتــرب على أعـجالها=عَنْ طُلَى نَـحْــرٍ رَمِيلٍ بالدّمَا
وضـــيــوف لـفــــلاة قــفـــــرة=نـزلــوا فـيــهـا على غـيـــر قرى
لم يذوقوا الماء حتى اجتمعوا=بحدى السيف على ورد الردى
تكسف الشمس شموس منهم=لا تدانــيـهـا ضـيــــاءً وعــلا
وتنوش الوحش من أجسادهم=أرْجُلَ السّبْقِ وَأيْمَانَ النّدَى
وَوُجُـوهـاً كَالـمَـصــابـيــحِ، فَمِنْ=قَـمَــرٍ غــابَ، وَنَجْمٍ قَدْ هَوَى
غَـيّــرَتْــهُــنّ اللّـيَـــالـــي، وَغَـــدَا=جــايــر الحكـم عـلـيهن البلا
يا رسول الله لــو عـايـنـتــهم=وهــم ما بـيــن قـتــلى وسبا
من رمـيــض يـمـنع الظل ومن=عاطش يسقى أنابيب القنا
ومـســوق عـاثــر يـســعــى به=خلف محمول على غير وطا
متعب يشكو أذى السير على=نَـقبِ المَنسِمِ، مَجزُولِ المَطَا
لَــرَأتْ عَـيْــنَـــاكَ مِـنــهُـمْ مَنْظَراً=للحَشَى شَـجْواً، وَللعَينِ قَذَى
ليــس هـــذا لــرســـول الـلــه يا=أمة الطــغــيــان والبغي جزا
غـارِسٌ لــمْ يَألُ في الـغَـرْسِ لهُمْ=فَأذاقُـــوا أهْــلَـهُ مُــرّ الجَنَى
جــزروا جــزر الأضــاحي نسله=ُثــمّ سَاقُوا أهلهُ سَوْقَ الإمَا
معـجــلات لا يـواريــن ضـحــى=سنن الوجه أو بيض الطلى
هاتـفـــات برســـول الـلـــه فـــي=بُهَرِ السّعْيِ، وَعَثرَاتِ الخُطَى
يَــوْمَ لا كِــسْــرَ حِـجَـابٍ مَانِــعٌ=بذلــة الـعــين ولا ظــل خبا
أدْرَكَ الكُــــفْــرُ بِـهِـــمْ ثـَارَاتِـــهِ=وَأُزِيلَ الــغـَيّ مِـنْـهُمْ فاشتَفــَى
يا قَـتــيــلاً قَــوّضَ الــدّهْرُ بِهِ=ُعـمُــدَ الـدّيـنِ وَأعْلامَ الهُدَى
قـتــلــوه بـعــد عـلــم مـنـهـــم=أنه خامس أصـحـاب الكسا
وصـريـعــا عـالـج الموت بلا=شــد لحـيـــيــن ولا مـد ردى
غَـسَـلُـــوهُ بِدَمِ الطّعْنِ، وَمَا=كَـفّـنُــوهُ غَـيــرَ بَـوْغَــاءِ الثّرَى
مرهـقــا يـدعـو ولا غوث له=بِــأبٍ بَــرٍّ وَجَــدٍّ مُصْــطَــفَى
وَبِـــأُمٍّ رَفَـــــعَ الـلَّــــهُ لــــهَـــا=علـمـا ما بـيـــن نسوان الورى
أيُّ جَــــدٍّ وَأبٍ يَـدْعُـــوهُـمَا=جَدّ، يا جَـــدّ، أغِـثْـني يا أبا
يا رســول الـلـــه يـافــاطــمـة=يا أمِيرَ المـُؤمِـنِــيـنَ الـمـُرْتَضَى
كيف لم يستعجل الله لهم=بانقلاب الأرض أو رجم السما
لو بسبطي قيصر أو هرقل=فَعـَلُــوا فِـعْــلَ يَزِيدٍ، مَا عَدَا
كــم رقاب من بني فاطمة=عُرِقتْ ما بينَهمْ، عَرْقَ المِدَى
وَاختَلاها السّيفُ حَتّى خِلْتَها=سلم الأبرق أو طلح العرا
حَـمَــلُــوا رَأساً يُـصَــلّــونَ عَلى=جـده الأكـرم طـوعــا وإبا
يـتــهــادى بـيـنــهــم لم ينـقــضوا=عمم الهام ولا حلو الحبى
مَـيّــتٌ تَـبْــكــي لَــهُ فَـــاطِــــمَــة=وأبـوهـــا وعـلــي ذو العلى
لَوْ رَسُــولُ الـلَّــهِ يَـحْــيَـــا بَـعْــدَهُ=قـعــد الـيــوم علـيــه للعزا
معشر منهم رسول الله والـ= كاشف الكرب إذا الكرب عرا
صِـهْــرُهُ الـبَــاذِلُ عَـنْــهُ نَفْسَهُ=وحسام الله في يوم الوغى
أوّلُ النّاسِ إلى الدّاعي الّذِي=لـم يـقــدم غـيـره لـمـا دعا
ثــُمّ سِـبْــطَــاهُ الشّهِيدانِ، فَذا=بحسا الـسـم وهـذا بالظبى
وَعَليّ، وَابنُهُ الـبَــاقِــرُ، وَالصّـ=ـادِقُ القَوْلِ،وَموسَى،وَالرّضَا
وَعَـــلـــيّ، وَأبُـــوهُ وَابْــــنُـــــهُ=وَالـــذِي يَـنْــتَـــظِــرُ القَوْمُ غَدَا
يا جـبـــال الـمجد عزا وعلا=وبــدور الأرض نـــورا وسنا
جــعـــل الـلـــه الــذي نـابـكـم=سبب الوجد طويلا والبكا
لا أرَى حُزْنَكُمُ يُنسَى، وَلا=رُزْءَكم يُسلى، وَإنْ طالَ المَدَى
قد مضى الدهر وعفى بعدكم=لا الجَوَى باخَ، وَلا الدّمعُ رَقَا
(أنتم الشافون من دآ العمى=وَغداً ساقُونَ مِنْ حوْضِ الرّوَا)
نــزل الــديـن علـيـكـم بيـتــكم=وتخـطــى الـنـاس طرا وطوى
أيــن عـنـكـم للذي يـبغى بكم=ظـل عـدن دونـهــا حر لظى
أين عـنـكم لـمـضــل طــالــب=وضح السبل وأقمار الدجى
أين عـنـكــم لـلــذي يرجو بكم=مَعْ رَسُولِ اللَّهِ فَوْزاً وَنَجَا
يوم يـغــدو وجـهـه عـن مـعشر=مُعرِضاً مُمْتَنِعاً عِندَ اللّقَا
شاكيا مـنــهــم إلـى الله وهل=يُفلِحُ الجِيلُ الّذي مِنْهُ شَكَا
رَبّ! ماحامَوْا،وَلا آوَوْا،وَلا=نَصَرُوا أهْلي،وَلا أغْنَوْا غَنَا
بَدّلُـوا دِيني، ونَالُـوا أُســرَتي=بالعَظيماتِ، وَلمْ يَرْعَوْا أَلَى
نَقَـضُــوا عَـهدي، وَقَدْ أبرَمْتُهُ=وَعُرَى الدّينِ، فَما أبقَوْا عُرَى
حـرمــي مـســتــردفـات وبـنـو=بِــنـْتِيَ الأدْنَوْنَ ذِبْحٌ للعِدَى
أتــرى لست لــديهم كـامرء=خلـفــوه بـجـمـيــل إذ مضى
رَبّ! إنّي اليَوْمَ خَـصْــمٌ لَهُمُ=جئت مظلوما وذا يوم القضا