المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلا والصبح إذا أسفر- قصيدة جديدة لاحمد مطر



القلم الهارب
14-07-2002, 14:42
كُـرَةُ الثّلجِ إذا ما كَرَّتْ

كَبُرَتْ أكثَرْ

وانحدَرَت وَفْـقَ طـرائِقها

جاعِلةً كُـلَّ عوائِقها

مَعَها مُذعـِنَةً تَتحـدَّر!

كُرةُ النّار إذا ما كرَّتْ

صارتْ أكبَرْ

وَجَرَتْ في كُلِّ مَفارِقِها

تَفْغَـرُ أفواهَ حَرائِقها

لِتَسَـفَّ اليابِسَ والأخضـر!

وقَضيّتُنا مُنذُ ابتدأتْ

كُرَةٌ يتقاذَفُها الَسكَر.

فلماذا كَـرُّ قَضِيَّتِنا

يَتضاءَلْ مهما يتكرَّرْ ؟!

ولماذا شِبرُ تَقدُّمِها

خمسينَ ذِراعاً يتأخَّرْ ؟!

***

في البَدْءِ قَضِيّتُنا ( وطـن)

كُنّا نَدعُـوهُ ( فلسطين)

ألقَتْهُ مَخالِبُ مُحتالٍ

بَينَ بَراثِنِ مُحتَلّين.

فكتَبْنا بدِمانا عَهْـداً

أن نَفْنَى، أو أن يَتحرَّر.

لكنَّ ( صلاحاتِ الدِّين)

جَمَعوا أسلحةَ الإسكندَرْ

وأَغاروا.. بعَصا أَيُّوب!

واقتَحموا الميدانَ كعنتَرْ

وانسَحبوا مِنه كَيْبوب!

بالإنقاذِ.. أضاعُوا نِصْفَه.

بالغَوْثِ.. أحاُلُوهُ لِضفَّه.

بالرَّفضِ.. اختصروهُ لِمَخفر.

وَبحكمةِ مِلِّيمِ الأصغَرْ

وَبَصيرةِ منظارِ الأَعوَرْ

وَصُمودِ زَرافَةِ مَدْغَشقَرّ

أمسى تعريفُ قَضيَّتِنا

مُختصراً..بعَريفِ المخفَر.

***

ألِهذي الوَهْـدةِ ياحَمْقـى

كُنّا نَرقـى ؟!

أحَسِبتُم أنَّ مقاعِدَكُمْ

بزوالِ فَلسطينَ سَتبقـى ؟

أيُقايَضُ مِلْكُ سِيادَتِنا

بقَضيّةِ عَبْدٍ مُستأجَرْ ؟!

كلاّ.. ولصُّبْحِ إذا أَسفَرْ

وَبطُهْرِ دِماءِ ضحايانا,

وتُرابُ مَواضِع أرجُلِهمْ

مِن هامَةِ أطهرِكُمْ أطَهَر.

سَنُريكُمْ سُودَ لياليكُم

في رابعَةِ الظُهرِ الأحمَر.

وَسَنَسْقيكُمْ كأسَ حَياةٍ

هِيَ مِن كأسِ المِيتَةِ أخطَر.

مِمَّ نخافُ ؟ وَِمَّـمَ سنَحـذَرْ ؟

أطبقْتُمْ بالمَوتِ عَلَيْنا

فإذا مِتْنا..ماذا نَخسَرْ ؟!

كُلُّ فَتـىً مِنّا قُنبلَةٌ

فانتظِروا.. حتّى نَتفَّجر!





أحمد مطر

يـوم السبت 1-6-2002
****************************************************************

القلم الهارب

سري للغايه
15-07-2002, 10:14
رائعه نعم

فقط اكثر من ذلك


سري للغايه

العذب
16-07-2002, 03:30
أحمد مطر ...

ذلك الشاعر الساخر الماكر ...

يضحكك ، ويدس السم في الدسم


وأنا من أكثر المتابعين لشعره



يسحرك بطرفة تقتل الجمل ، ويشربك ماء الفن في كأس الملل ...


هو عجيب وأنت أيها القلم الهارب اعجب ..

إذ كيف سقطت على هذ ه القصيدة الرائعة ..

أهو هروبك من الواقع ، أم هروبك إلى الواقع ...

لا فرق .. المهم أنك لا تزال هارباً في مفازة الإبداع ...


فأهلا بك في بي الأمان ..


وعلى المحبة ,,,