شام
10-02-2009, 14:07
http://www.7c7.com/vb/uploaded/42688_01233141690.gif
الذي أمضى عمره و وقته معلما و مربيا و مفسرا لكتاب الله
امام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة
.
.
.
.
استقر لدى أهل الفطنة والمعرفة أن أشرف العلوم وأجلها ما كان متعلقا
بكتاب الله تعالى تعلماً وتعليماً، وأعظم العلوم التي لها صلة بالقرآن علم التفسير
وهو العلم الجليل العظيم الذي دعا النبي صلى الله عليه وسلم لأبن عمه عبد الله
بن عباس رضي الله عنهما أن يرزقه الله تعالى إياه فقال ( اللهم علمه التأويل )
والتأويل أو التفسير علم عظيم جليل القدر ، قل رواده على مر العصور ، وعز قاصدوه
لأمور عديدة لا تخفى على مطلع..
غير أن المتتبع لحال المبرزين منهم يجد أنهم حصلوا أطراف هذا العلم ، وألموا
بقواعده ، وأطلعوا على مكنونه وغوامضه ، لأن أنصاف العلم فيه لا تظهر صاحبها
ولا تبرز حاملها بخلاف العلوم الأخرى.
ومن هنا قل المفسرون في العصور المتأخرة ، وكادوا ينقرضون في عصرنا هذا
إلا بقية قليلة هنا وهناك تحمل أطرافه وتهتم بعدد من جوانبه..
ومن أولئكم النفر ولا أزكي على الله أحدا الشيخ الجهبذ صالح المغامسي
نزيل المدينة المنورة ، والذي برز علمه وظهر نجمه قبل سنوات عديدة باهتمام
واضح وملحوظ بعلم التفسير ، فخرجت له أشرطة صوتية ثم شارك في بعض
وسائل الإعلام التي قدمته للناس وخيراً صنعت..
فسمع المتابعون إبداعا وتحليقا بهم في سماء التفسير ، وأحب الناس تلك
الوقفات العظيمة التي يتلقونها منه بين الحين والآخر..
واليكم غيض من فيض هذا الشيخ
بسم الله نبدأ
http://almobile.maktoob.com/org/uploads/8aff6408c8.mp3
(لم) و(لما)
قال جل وعلا: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء
وَالضَّرَّا وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ) (البقرة:214)
(لَمَّا) أختٌ لـ(لم) إلا أن الفرق بينهما:
أن (لم) نفيٌ للشيء الذي لا يُترقب وقوعه،
في حين أن (لمّا) نفيٌ لحصول الشيء الذي يُترقب وقوعه،
فكون هذه الأمة ستُبتلى بالبأساء والضراء مما يُترقب وقوعهُ.
محاسن التأويل / سورة البقرة
http://www.7c7.com/vb/uploaded/42688_11233141690.gif
الفعل (جعل)
قال تعالى في سورة الزخرف: (حم *وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
هذه الآية تمسك بها المعتزلة بأن القرآن مخلوق إذ قالوا بأن:
"جعل " بمعنى "خلق " واحتجوا بأن الله جل وعلا قال :
(وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّور)
والمعنى: خلق الظلمات والنور، وهذا القول الذي ذهبوا إليه باطل من وجوه:
وهو أنه قبل أن نشرع في بيانها نأخذ نظير لها ثم نطبق هذا النظير على هذه الآيات التي بيننا،
ثمة أفعال لا يتضح معناها إلا من سياقها،
فمثلا قال الله جل وعلا: (انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ)
وأخبر الله بهذا والمقصود به العين الباصرة، لأن الفعل "نظر" هنا تعدى بحرف جر،
قال الله جل وعلا: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ *إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) فالفعل "نظر":
* إذا تعدى بحرف الجر "إلى" المعنى منه النظر بالعين الباصرة،
*وإذا تعدى بحرف الجر "في" فإن المقصود به التدبر والتأمل،
يقول أحدكم: نظرت في أمري أي تفكرت فيه، ولو كان لا يرى بالعين في المعنويات،
* وقال الله جل وعلا عن أهل النفاق أنهم يقولون يوم القيامة:
(انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ) فلم يتعدى الفعل هنا لا بحرف الجر لا بـ"إلى "ولا بـ"في" ، فيصبح معناه "انظرونا " أي أمهلونا،
من هنا نفهم أن الفعل أمهات الأفعال لا تعرف إلا في سياقها وما تعدت به،
وكذلك الفعل "جعل" جاء في القرآن على أضرب عدة :
* جاء بمعنى سمى قال الله جل وعلا : (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً)
أي سموا الملائكة إناثا، ويدل عليه قول الله جل وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَى).
*ويأتي بمعنى صير، منه قول الله جل وعلا حكاية عن القرشين في "ص":
(أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً) فجاء الرب هنا بالفعل جعلوا معلوم أن القرشين لا يقصدون بقولهم عن نبينا صلى الله عليه وسلم
(أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً) أنه خلقها ،
وإنما قصدوا أنه صيرها ألها واحدا .
* وجاء جعل في القرآن بمعنى خلق قال الله جل وعلا :
(وَجَعَلَ مِنْهَا زوجها) أي وخلق.
يتحرر من هذا وفق قواعد العرب، أن الفعل "جعل" إذا تعدى إلى مفعولين يكون بمعنى التصيير،
وإذا تعدى إلى مفعول واحد يكون بمعنى الخلق، فقول الله جل وعلا هنا: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً)
تعدى إلى مفعولين فلا يكون بمعنى الخلق، فلا يصبح هناك حجة لمن زعم أن القرآن مخلوق،
هذا إذا استصحبنا كذلك الأصل العظيم وهو أن الله جل وعلا أخبر في قرآنه في آيات غير معدودة
في آيات عديدة أن هذا القرآن منزل من عند ربنا تبارك وتعالى.
محاضرة فتنة المسيح الدجال
http://www.7c7.com/vb/uploaded/42688_11233141690.gif
فائدة في التقديم والتأخير
قال الله تعالى عن طعام أهل الجنة:
(وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) {الواقعة:21-20}
قدم الفاكهة على اللحم ومعروف أن سنن الناس في طعامها أنهم يقدمون اللحم على الفاكهة،
لكن الفرق بين الحالين أن أهل الدنيا إنما يأكلون في الأصل لسد الجوع،
أما في جنات النعيم؛ فإن أهل الجنة لا يأكلون لسد الجوع وإنما يأكلون للتلذذ؛
لأن الجنة لا جوع فيها، فلا يأكلون لسد الجوع وإنما يأكلون للتفكه والتلذذ،
فلما كان أكلهم الأصل فيه أنه للتلذذ والتفكه جعل الله جل وعلا الفاكهة مقدمة على عين الطعام
قال تعالى: وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ).
ونص ربنا وخص لحم الطير دون غيره؛ لأن الناس جرت أعرافهم وتقاليدهم على أنهم يأكلون من بهيمة الأنعام،
ولحم الطير عزيز لا يناله كل أحد، إنما يحصل للملوك غالبا إذا نزهوا أو ذهبوا للصيد،
فأخبر الله جل وعلا أن ذلك الشيء الممتنع في الدنيا عند البعض، إنما هو متاح للكل لمن دخل الجنة.
وقفات مع آيات / سورة الواقعة
http://www.7c7.com/vb/uploaded/42688_11233141690.gif
عبس و تولى
(عَبَسَ وَتَوَلَّى(1) أَن جَاءهُ الْأَعْمَى(2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى(3))
الإنسان إذا قرأ هذه الآية يقع في نفسه شيء من الالتباس ..
ما الالتباس أن الله يقول (وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ)
فلماذا عبر القرآن في وصف عبد لله ابن أم مكتوم بالأعمى ؟!
كان بالإمكان أن يأتي قائل ويقول لماذا لم يقل الله مثلاً عبس وتولى أن جاءه صاحبه
أن جاءه عبد الله ابن أم مكتوم أن جاءه السائل لماذا قال الله الأعمى
مع أن الكفيف يتضجر إذا ناديناه بالأعمى فلا بد أن يكون هناك عله خفية هذه مهمة
والعلة الخفية هنا أن لله أراد أن يمدح عبد لله ابن أم مكتوم بهذا الوصف كيف يكون هذا مدح له ؟؟
يكون إذا عرف القارئ أن هذا الذي اقتحم على النبي صلى لله عليه وسلم وهو يحاور صناديد قريش
كان كفيف البصر وجد له عذراً فعبد الله ابن أم مكتوم الذي جعله يدخل بين النبي صلى الله عليه وسلم
وبين صناديد قريش وهو يدعوهم للإيمان كونه لم يرى النبي صلى الله عليه وسلم
وهو منشغل بأولئك القوم فكان كونه كفيف البصر عذراً له بأن يقتحم على النبي صلى الله عليه وسلم
ويطلب منه وأخذ يلح ويطلب في السؤال فلهذا عبر الله جل وعلا بقوله
(عَبَسَ وَتَوَلَّى(1) أَن جَاءهُ الْأَعْمَى(2))
لأن الله قرر في كتابه أنه ليس على الأعمى حرج فيرتفع الحرج عن الأعمى
فتكون كلمة الأعمى هنا منقبة في ذكرها لعبد لله ابن مكتوم رضي لله عنه
http://www.7c7.com/vb/uploaded/42688_11233141690.gif
يعدلون به ويعدلون عنه
قال ربنا تبارك وتعالى مستفتحا سورة الأنعام:
(الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ)
اختلف العلماء هنا في معنى كلمة (يعدل)
فعلها الأصل الجذر (عدل)، (عدل) تأتي على معنيين:
* إذا قلنا عدل عن الشيء أي مال عنه وانحرف،
* وإذا قلنا عدل به أي ساواهُ بغيره ..
إذا قلنا عدل عن الشيء يعني انحرف ومال،
وإذا قلنا عدل به أصبح ساواه بغيرهِ وبنظيرهِ وبمثيلهِ أي جعله نداً ومثيلاً لغيره...
فأي المعنيين أراد الله؟
أيُ المعنيين اخترت فهو صحيح لأن أهل الإشراك عدلوا عن عبادة الله إلى عبادة غيره فهذا المعنى الأول،
وعدلوا مع الله غيره أن جعلوا له شركاء وأندادا،
فكلا الأمرين وقعا من أهل الإشراك، وتحرير الكلام علمياً:
نأتي على كلمة (بِرَبِّهِم) فالباء هنا هل هي للإلصاق أو بمعنى (عن)؟
فإذا أخذنا أن عدل بمعنى انحرف ومال تُصبح بمعنى (عن)
يصبح معنى الآية: ثم الذين كفروا عن ربهم يعدلون,
وقد جاء في القرآن وفي كلام العرب أن الباء تأتي بمعنى (عن)
جاء في القرآن في قوله جل وعلا في سورة المعارج: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ)
(المعارج1)
والمعنى: سأل سائل عن عذابٍ واقع فالباء هنا بمعنى (عن)،
وجاء في لغة العرب قال عنترة - الشاعر الجاهلي المعروف -
قال :
هلاّ سألت الخيل يا ابنة مالكٍ */* إن كنت جاهلةً بما لم تعلمي
- ابنة مالك عبلة محبوبته ابنه عمه - جاهلةً خبر لكان،
بما لم تعلمي أي: عمّا لم تعلمي أي بمعنى عن وهو الذي نبحث عنه الآن..
فـ (عدل) إذا قلنا أنها بمعنى مال وانحرف تصبح الباء بمعنى (عن)....
* وإذا قلنا أن (عدل) بمعنى أن أهل الإشراك يجعلون مع الله نداً فتبقى الباء على أصلها.
محاسن التأويل / سورة الأنعام
http://www.7c7.com/vb/uploaded/42688_11233141690.gif
الفرق بين (المودة) و(المصاحبة) و(المعايشة) و(المداهنة)
قال الله تعالى في سورة القلم:
(فلا تطع المكذبين * ودوا لو تدهن فيدهنون)
قال الشيخ حفظه الله:
والدُّهن إلى يومنا هذا يستخدم في تليين الأشياء،
والمعنى: ود القرشيون ود خصومك من أهل الكفر لو أنك تلين فيلينوا،
لكن يجب أن تحرر المسألة: هناك أربعة أمور:
* مودة * ومصاحبة * ومعايشة * ومداهنة
* المودة واجبة مع أهل الإيمان تحب المؤمن ويحبك
* والمصاحبة تجوز مع الكافر الذي له حق كالوالدين (وصاحبهما في الدنيا معروفا)
* والمعايشة تجوز إذا كان للمسلمين مصلحة حتى مع أهل الكفر
لكنها تتأكد في الأمور العامة، مثل أن اليهود إذا كانوا جيران للنبي صلى الله عليه وسلم
ويبيع ويشتري منهم هذا يسمى معايشة ولم يكن هناك مودة بينه وبينهم _ معاذ الله ـ
لكن هذا الوضع يسمى معايشة
وهذا أحيانا تحتاجه خاصة إذا قدر لك أن تخرج إلى خارج البلاد كمن يطلب علما غير موجود هنا
فيضطر إلى أن يعايش القوم وإن كانوا كفارا هذه تسمى معايشة.
* أما المداهنة فهذه لا تجوز بأي حال من الأحوال
وهي: التنازل عن أمر عقدي، ولأنه لا توجد مفسدة أعظم من مفسدة ترك العقيدة فلهذا المداهنة لا تجوز
بأي حال من الأحوال قال الله جل وعلا لنبيه في سورة الإسراء:
(ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا)
إذا ضممنا هذه الآية (آية الإسراء) مع آية القلم علمنا قطعا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يلن ولم يداهن
ولم يركن لأن الله جل وعلا ثبته...
محاسن التأويل / سورة القلم
منقول لـ الفائدة،،
أتمناها لي ولكم
http://www.7c7.com/vb/uploaded/42688_21233141690.gif
الذي أمضى عمره و وقته معلما و مربيا و مفسرا لكتاب الله
امام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة
.
.
.
.
استقر لدى أهل الفطنة والمعرفة أن أشرف العلوم وأجلها ما كان متعلقا
بكتاب الله تعالى تعلماً وتعليماً، وأعظم العلوم التي لها صلة بالقرآن علم التفسير
وهو العلم الجليل العظيم الذي دعا النبي صلى الله عليه وسلم لأبن عمه عبد الله
بن عباس رضي الله عنهما أن يرزقه الله تعالى إياه فقال ( اللهم علمه التأويل )
والتأويل أو التفسير علم عظيم جليل القدر ، قل رواده على مر العصور ، وعز قاصدوه
لأمور عديدة لا تخفى على مطلع..
غير أن المتتبع لحال المبرزين منهم يجد أنهم حصلوا أطراف هذا العلم ، وألموا
بقواعده ، وأطلعوا على مكنونه وغوامضه ، لأن أنصاف العلم فيه لا تظهر صاحبها
ولا تبرز حاملها بخلاف العلوم الأخرى.
ومن هنا قل المفسرون في العصور المتأخرة ، وكادوا ينقرضون في عصرنا هذا
إلا بقية قليلة هنا وهناك تحمل أطرافه وتهتم بعدد من جوانبه..
ومن أولئكم النفر ولا أزكي على الله أحدا الشيخ الجهبذ صالح المغامسي
نزيل المدينة المنورة ، والذي برز علمه وظهر نجمه قبل سنوات عديدة باهتمام
واضح وملحوظ بعلم التفسير ، فخرجت له أشرطة صوتية ثم شارك في بعض
وسائل الإعلام التي قدمته للناس وخيراً صنعت..
فسمع المتابعون إبداعا وتحليقا بهم في سماء التفسير ، وأحب الناس تلك
الوقفات العظيمة التي يتلقونها منه بين الحين والآخر..
واليكم غيض من فيض هذا الشيخ
بسم الله نبدأ
http://almobile.maktoob.com/org/uploads/8aff6408c8.mp3
(لم) و(لما)
قال جل وعلا: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء
وَالضَّرَّا وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ) (البقرة:214)
(لَمَّا) أختٌ لـ(لم) إلا أن الفرق بينهما:
أن (لم) نفيٌ للشيء الذي لا يُترقب وقوعه،
في حين أن (لمّا) نفيٌ لحصول الشيء الذي يُترقب وقوعه،
فكون هذه الأمة ستُبتلى بالبأساء والضراء مما يُترقب وقوعهُ.
محاسن التأويل / سورة البقرة
http://www.7c7.com/vb/uploaded/42688_11233141690.gif
الفعل (جعل)
قال تعالى في سورة الزخرف: (حم *وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
هذه الآية تمسك بها المعتزلة بأن القرآن مخلوق إذ قالوا بأن:
"جعل " بمعنى "خلق " واحتجوا بأن الله جل وعلا قال :
(وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّور)
والمعنى: خلق الظلمات والنور، وهذا القول الذي ذهبوا إليه باطل من وجوه:
وهو أنه قبل أن نشرع في بيانها نأخذ نظير لها ثم نطبق هذا النظير على هذه الآيات التي بيننا،
ثمة أفعال لا يتضح معناها إلا من سياقها،
فمثلا قال الله جل وعلا: (انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ)
وأخبر الله بهذا والمقصود به العين الباصرة، لأن الفعل "نظر" هنا تعدى بحرف جر،
قال الله جل وعلا: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ *إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) فالفعل "نظر":
* إذا تعدى بحرف الجر "إلى" المعنى منه النظر بالعين الباصرة،
*وإذا تعدى بحرف الجر "في" فإن المقصود به التدبر والتأمل،
يقول أحدكم: نظرت في أمري أي تفكرت فيه، ولو كان لا يرى بالعين في المعنويات،
* وقال الله جل وعلا عن أهل النفاق أنهم يقولون يوم القيامة:
(انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ) فلم يتعدى الفعل هنا لا بحرف الجر لا بـ"إلى "ولا بـ"في" ، فيصبح معناه "انظرونا " أي أمهلونا،
من هنا نفهم أن الفعل أمهات الأفعال لا تعرف إلا في سياقها وما تعدت به،
وكذلك الفعل "جعل" جاء في القرآن على أضرب عدة :
* جاء بمعنى سمى قال الله جل وعلا : (وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً)
أي سموا الملائكة إناثا، ويدل عليه قول الله جل وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَى).
*ويأتي بمعنى صير، منه قول الله جل وعلا حكاية عن القرشين في "ص":
(أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً) فجاء الرب هنا بالفعل جعلوا معلوم أن القرشين لا يقصدون بقولهم عن نبينا صلى الله عليه وسلم
(أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً) أنه خلقها ،
وإنما قصدوا أنه صيرها ألها واحدا .
* وجاء جعل في القرآن بمعنى خلق قال الله جل وعلا :
(وَجَعَلَ مِنْهَا زوجها) أي وخلق.
يتحرر من هذا وفق قواعد العرب، أن الفعل "جعل" إذا تعدى إلى مفعولين يكون بمعنى التصيير،
وإذا تعدى إلى مفعول واحد يكون بمعنى الخلق، فقول الله جل وعلا هنا: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً)
تعدى إلى مفعولين فلا يكون بمعنى الخلق، فلا يصبح هناك حجة لمن زعم أن القرآن مخلوق،
هذا إذا استصحبنا كذلك الأصل العظيم وهو أن الله جل وعلا أخبر في قرآنه في آيات غير معدودة
في آيات عديدة أن هذا القرآن منزل من عند ربنا تبارك وتعالى.
محاضرة فتنة المسيح الدجال
http://www.7c7.com/vb/uploaded/42688_11233141690.gif
فائدة في التقديم والتأخير
قال الله تعالى عن طعام أهل الجنة:
(وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) {الواقعة:21-20}
قدم الفاكهة على اللحم ومعروف أن سنن الناس في طعامها أنهم يقدمون اللحم على الفاكهة،
لكن الفرق بين الحالين أن أهل الدنيا إنما يأكلون في الأصل لسد الجوع،
أما في جنات النعيم؛ فإن أهل الجنة لا يأكلون لسد الجوع وإنما يأكلون للتلذذ؛
لأن الجنة لا جوع فيها، فلا يأكلون لسد الجوع وإنما يأكلون للتفكه والتلذذ،
فلما كان أكلهم الأصل فيه أنه للتلذذ والتفكه جعل الله جل وعلا الفاكهة مقدمة على عين الطعام
قال تعالى: وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ).
ونص ربنا وخص لحم الطير دون غيره؛ لأن الناس جرت أعرافهم وتقاليدهم على أنهم يأكلون من بهيمة الأنعام،
ولحم الطير عزيز لا يناله كل أحد، إنما يحصل للملوك غالبا إذا نزهوا أو ذهبوا للصيد،
فأخبر الله جل وعلا أن ذلك الشيء الممتنع في الدنيا عند البعض، إنما هو متاح للكل لمن دخل الجنة.
وقفات مع آيات / سورة الواقعة
http://www.7c7.com/vb/uploaded/42688_11233141690.gif
عبس و تولى
(عَبَسَ وَتَوَلَّى(1) أَن جَاءهُ الْأَعْمَى(2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى(3))
الإنسان إذا قرأ هذه الآية يقع في نفسه شيء من الالتباس ..
ما الالتباس أن الله يقول (وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ)
فلماذا عبر القرآن في وصف عبد لله ابن أم مكتوم بالأعمى ؟!
كان بالإمكان أن يأتي قائل ويقول لماذا لم يقل الله مثلاً عبس وتولى أن جاءه صاحبه
أن جاءه عبد الله ابن أم مكتوم أن جاءه السائل لماذا قال الله الأعمى
مع أن الكفيف يتضجر إذا ناديناه بالأعمى فلا بد أن يكون هناك عله خفية هذه مهمة
والعلة الخفية هنا أن لله أراد أن يمدح عبد لله ابن أم مكتوم بهذا الوصف كيف يكون هذا مدح له ؟؟
يكون إذا عرف القارئ أن هذا الذي اقتحم على النبي صلى لله عليه وسلم وهو يحاور صناديد قريش
كان كفيف البصر وجد له عذراً فعبد الله ابن أم مكتوم الذي جعله يدخل بين النبي صلى الله عليه وسلم
وبين صناديد قريش وهو يدعوهم للإيمان كونه لم يرى النبي صلى الله عليه وسلم
وهو منشغل بأولئك القوم فكان كونه كفيف البصر عذراً له بأن يقتحم على النبي صلى الله عليه وسلم
ويطلب منه وأخذ يلح ويطلب في السؤال فلهذا عبر الله جل وعلا بقوله
(عَبَسَ وَتَوَلَّى(1) أَن جَاءهُ الْأَعْمَى(2))
لأن الله قرر في كتابه أنه ليس على الأعمى حرج فيرتفع الحرج عن الأعمى
فتكون كلمة الأعمى هنا منقبة في ذكرها لعبد لله ابن مكتوم رضي لله عنه
http://www.7c7.com/vb/uploaded/42688_11233141690.gif
يعدلون به ويعدلون عنه
قال ربنا تبارك وتعالى مستفتحا سورة الأنعام:
(الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ)
اختلف العلماء هنا في معنى كلمة (يعدل)
فعلها الأصل الجذر (عدل)، (عدل) تأتي على معنيين:
* إذا قلنا عدل عن الشيء أي مال عنه وانحرف،
* وإذا قلنا عدل به أي ساواهُ بغيره ..
إذا قلنا عدل عن الشيء يعني انحرف ومال،
وإذا قلنا عدل به أصبح ساواه بغيرهِ وبنظيرهِ وبمثيلهِ أي جعله نداً ومثيلاً لغيره...
فأي المعنيين أراد الله؟
أيُ المعنيين اخترت فهو صحيح لأن أهل الإشراك عدلوا عن عبادة الله إلى عبادة غيره فهذا المعنى الأول،
وعدلوا مع الله غيره أن جعلوا له شركاء وأندادا،
فكلا الأمرين وقعا من أهل الإشراك، وتحرير الكلام علمياً:
نأتي على كلمة (بِرَبِّهِم) فالباء هنا هل هي للإلصاق أو بمعنى (عن)؟
فإذا أخذنا أن عدل بمعنى انحرف ومال تُصبح بمعنى (عن)
يصبح معنى الآية: ثم الذين كفروا عن ربهم يعدلون,
وقد جاء في القرآن وفي كلام العرب أن الباء تأتي بمعنى (عن)
جاء في القرآن في قوله جل وعلا في سورة المعارج: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ)
(المعارج1)
والمعنى: سأل سائل عن عذابٍ واقع فالباء هنا بمعنى (عن)،
وجاء في لغة العرب قال عنترة - الشاعر الجاهلي المعروف -
قال :
هلاّ سألت الخيل يا ابنة مالكٍ */* إن كنت جاهلةً بما لم تعلمي
- ابنة مالك عبلة محبوبته ابنه عمه - جاهلةً خبر لكان،
بما لم تعلمي أي: عمّا لم تعلمي أي بمعنى عن وهو الذي نبحث عنه الآن..
فـ (عدل) إذا قلنا أنها بمعنى مال وانحرف تصبح الباء بمعنى (عن)....
* وإذا قلنا أن (عدل) بمعنى أن أهل الإشراك يجعلون مع الله نداً فتبقى الباء على أصلها.
محاسن التأويل / سورة الأنعام
http://www.7c7.com/vb/uploaded/42688_11233141690.gif
الفرق بين (المودة) و(المصاحبة) و(المعايشة) و(المداهنة)
قال الله تعالى في سورة القلم:
(فلا تطع المكذبين * ودوا لو تدهن فيدهنون)
قال الشيخ حفظه الله:
والدُّهن إلى يومنا هذا يستخدم في تليين الأشياء،
والمعنى: ود القرشيون ود خصومك من أهل الكفر لو أنك تلين فيلينوا،
لكن يجب أن تحرر المسألة: هناك أربعة أمور:
* مودة * ومصاحبة * ومعايشة * ومداهنة
* المودة واجبة مع أهل الإيمان تحب المؤمن ويحبك
* والمصاحبة تجوز مع الكافر الذي له حق كالوالدين (وصاحبهما في الدنيا معروفا)
* والمعايشة تجوز إذا كان للمسلمين مصلحة حتى مع أهل الكفر
لكنها تتأكد في الأمور العامة، مثل أن اليهود إذا كانوا جيران للنبي صلى الله عليه وسلم
ويبيع ويشتري منهم هذا يسمى معايشة ولم يكن هناك مودة بينه وبينهم _ معاذ الله ـ
لكن هذا الوضع يسمى معايشة
وهذا أحيانا تحتاجه خاصة إذا قدر لك أن تخرج إلى خارج البلاد كمن يطلب علما غير موجود هنا
فيضطر إلى أن يعايش القوم وإن كانوا كفارا هذه تسمى معايشة.
* أما المداهنة فهذه لا تجوز بأي حال من الأحوال
وهي: التنازل عن أمر عقدي، ولأنه لا توجد مفسدة أعظم من مفسدة ترك العقيدة فلهذا المداهنة لا تجوز
بأي حال من الأحوال قال الله جل وعلا لنبيه في سورة الإسراء:
(ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا)
إذا ضممنا هذه الآية (آية الإسراء) مع آية القلم علمنا قطعا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يلن ولم يداهن
ولم يركن لأن الله جل وعلا ثبته...
محاسن التأويل / سورة القلم
منقول لـ الفائدة،،
أتمناها لي ولكم
http://www.7c7.com/vb/uploaded/42688_21233141690.gif