البــنــدري
08-07-2002, 01:22
هذه قصة من البادية .. بطلها .. الشيخ راكان بن فلاح آل حثلين من أشهر فرسان البادية ، وأفعاله لم تكن لقبيلته وحدها بل فاخر بها جميع أبناء البادية ولا زلنا نحن نفاخر بها حتى الآن .. خصوصا ً حينما أسره الأتراك وخلص نفسه بفروسيته وصفق له الأتراك مرغمين .. فهذا البدوي نحيل القامة هزيل الجسم بارز أشهر الفرسان وصرعه .. والقصة مشهورة .. ولابد في حياة فارس كالشيخ راكان من حوادث طريفة ، ومنها هذه الحكاية ..
يقل الراوي :
كان الشيخ راكان في أواخر أيامه وقد بلغ من الكبر عتيّا فحصل ذات مره أن خرج و وبمعيته شاب في عنفوان شبابه من أبناء قبيلته العجمان خرج الاثنان لأمر ما .. وأدركهما التعب فأرادا أن يستريحا ، وإذا هما يريان عن بعد بيتا ً ، فلما اقتربا من البيت إذا هو خالٍ من الرجال وليس به سوى امرأة تعاند الشيخ راكان ورفيق سفره من باب الطرفة . فقال الشاب للشيخ : أراهنك على أن الفتاة سوف تجلسني وتأمرك أنت بصنع القهوة ظناً منها أنني أنا الشيخ .. فأجابه راكان : إذا كانت تستطيع التمييز فستأمرك أنت وتجلسني .. فاتفقا عى ألاّ يخبراها بشيء ويتركاها تتصرف بحرية تامة ..
وكعادة بنات البدو لما نزل الضيفان استقبلتهما ببشاشة وفرشت لهما الفراش للجلوس ، فالبدوية تقوم بواجب الضيافة في غياب زوجها أو والدها حفاظاً على سمعته ..
المهم أنها أخذت برهة تدقق بوجهي الضيفين وتفكر .. ثم أحضرت الفأس ورمته على الشيخ راكان وقالت له : قم واحطب وشب النار ( لمعزبك ) أي عمك أو سيدك .. وصلح له القهوة ..
التفت راكان للشاب وأشار له بالسكوت كما اتفقا .. ثم فعل ما أمرته به المرأة .. ولمّا انتهى من صنع القهوة حمل ( الدّلة ) وصب للشاب حتى انتى .. ثم جلس وشرب والمرأة تنظر إليهما .. فلما فرغ الشيخ من احتساء قهوته .. أنشد يقول مخاطبا ً المرأة :
يا زين يللي في ذراعك نقاريش .... الحكم حكم الله ..وحكمك على الراس
إن شيتني حشّاش سيد الحواشيش ... وإن شيتني حطاب قرب لي الفاس
وإن شيتني خيّال أروي المعاطيش ... واثني وراهم يوم الأرياق يبّـــــاس
الفرخ لا يغويك في صفة الريش ..... طير الحبارى يا أريش العين قرناس
ولمّا فرغ من قصيدته قالت له المرأة : أحلفك بالله ما أنت الشيخ راكان ؟
قال : بلى .. فخجلت وحاولت تصليح خطئها معتذرة نها لم تعرفه .. فضحك راكان وهدّأ من روعها وأخبرها برهانهما ..
تحياتي
يقل الراوي :
كان الشيخ راكان في أواخر أيامه وقد بلغ من الكبر عتيّا فحصل ذات مره أن خرج و وبمعيته شاب في عنفوان شبابه من أبناء قبيلته العجمان خرج الاثنان لأمر ما .. وأدركهما التعب فأرادا أن يستريحا ، وإذا هما يريان عن بعد بيتا ً ، فلما اقتربا من البيت إذا هو خالٍ من الرجال وليس به سوى امرأة تعاند الشيخ راكان ورفيق سفره من باب الطرفة . فقال الشاب للشيخ : أراهنك على أن الفتاة سوف تجلسني وتأمرك أنت بصنع القهوة ظناً منها أنني أنا الشيخ .. فأجابه راكان : إذا كانت تستطيع التمييز فستأمرك أنت وتجلسني .. فاتفقا عى ألاّ يخبراها بشيء ويتركاها تتصرف بحرية تامة ..
وكعادة بنات البدو لما نزل الضيفان استقبلتهما ببشاشة وفرشت لهما الفراش للجلوس ، فالبدوية تقوم بواجب الضيافة في غياب زوجها أو والدها حفاظاً على سمعته ..
المهم أنها أخذت برهة تدقق بوجهي الضيفين وتفكر .. ثم أحضرت الفأس ورمته على الشيخ راكان وقالت له : قم واحطب وشب النار ( لمعزبك ) أي عمك أو سيدك .. وصلح له القهوة ..
التفت راكان للشاب وأشار له بالسكوت كما اتفقا .. ثم فعل ما أمرته به المرأة .. ولمّا انتهى من صنع القهوة حمل ( الدّلة ) وصب للشاب حتى انتى .. ثم جلس وشرب والمرأة تنظر إليهما .. فلما فرغ الشيخ من احتساء قهوته .. أنشد يقول مخاطبا ً المرأة :
يا زين يللي في ذراعك نقاريش .... الحكم حكم الله ..وحكمك على الراس
إن شيتني حشّاش سيد الحواشيش ... وإن شيتني حطاب قرب لي الفاس
وإن شيتني خيّال أروي المعاطيش ... واثني وراهم يوم الأرياق يبّـــــاس
الفرخ لا يغويك في صفة الريش ..... طير الحبارى يا أريش العين قرناس
ولمّا فرغ من قصيدته قالت له المرأة : أحلفك بالله ما أنت الشيخ راكان ؟
قال : بلى .. فخجلت وحاولت تصليح خطئها معتذرة نها لم تعرفه .. فضحك راكان وهدّأ من روعها وأخبرها برهانهما ..
تحياتي