د. عبدالله بن دهيم
21-12-2008, 20:36
كما تنظر إليها تراها
في عالم تملأه الأجهزة والتطبيقات الرقمية أكاد أجزم أن كل منّا يحمل في جيبه كاميرا رقمية واحدة على الأقل .
هذه الكاميرا لو نظرت إلى المزايا الموجودة فيها سترى من بينها إمكانية التقريب والتبعيد (zooming)،
ولو أنك قمت بتسليط عدسة الكاميرا إلى أي منظر حولك وقمت بعملية تقريب وتبعيد للصورة فما الذي ستشاهده؟
عند تقريبك للصورة سترى معالم لم تكن واضحة من قبل ولكنك في نفس الوقت ستفقد معالم أخرى في الصورة وكذلك ستفقد شمولية الصورة،
وحين تُبعد العدسة فإنك ستحظى بالشمولية وبعض التفاصيل من جديد ولكن على حساب التفاصيل الأكثر قدة.
هنا ومع كاميرتك الخاصة أنت من يملك خيار القرب والبعد من الصورة أو الحدث ولكن في أجهزة الإعلام وخصوصاً المرئي منها أنت فقط تشاهد، وهنا مكمن الخطر،
فالمشهد الذي تراه يتم إعداده بكل دقة وحرص لكي ترى ما يريدك معد المشهد أن تفهمه لهذا فهو يتعمق في الصورة أو يبتعد عنها حسب ما يخدم هدفه من وراء عرض هذا المشهد.
وعلى نفس المنوال تتم عملية صياغة الأخبار والمسلسلات والأفلام أيضاً، وحتى البرامج الحوارية في أغلب وسائل الإعلام المرئية.
تترك هذه التقنية أثراً بالغاً جداً لدى المتلقي قد يصل لدى البعض لمستوى الثوابت التي من خلالها يتقبل أو يرفض ما يأتي بعدها،
وعلى سبيل المثال لا الحصر تلكم المقاطع الإعلانية التي تصور لنا حال العراق اليوم، فهي تتحدث عن أن ما يحصل في العراق اليوم هو ضد العراق،
ولكن أي الأحداث بالتحديد هو الذي ضد العراق؟
وما الذي يعنيه صانعوا هذه اللقطات بالإرهاب؟
لن أدخل هنا في تفسيرات وتأويلات ولكن أنا أوردت هذا المثال كمثال فقط يستخدمه الإعلام للترويج لفكرة مّا.
السؤال هنا:
هل كل ما نراه على شاشات المحطات وعلى صفحات المطبوعات حقيقة 100% أم هي تمثل الحقيقة من وجهة نظر المعد أو المصور؟
هذا ما يدفعني دوماً لتكرار مقولة أصبحت أشبه بالشعار لدي وهي:
كما تنظر إليها تراها ..
.. وكما تراها تشعر بها ....
...... وكما تشعر بها تستجيب لها ...
فكيف تنظر أنت / أنتي إلى الأحداث من حولك؟
في عالم تملأه الأجهزة والتطبيقات الرقمية أكاد أجزم أن كل منّا يحمل في جيبه كاميرا رقمية واحدة على الأقل .
هذه الكاميرا لو نظرت إلى المزايا الموجودة فيها سترى من بينها إمكانية التقريب والتبعيد (zooming)،
ولو أنك قمت بتسليط عدسة الكاميرا إلى أي منظر حولك وقمت بعملية تقريب وتبعيد للصورة فما الذي ستشاهده؟
عند تقريبك للصورة سترى معالم لم تكن واضحة من قبل ولكنك في نفس الوقت ستفقد معالم أخرى في الصورة وكذلك ستفقد شمولية الصورة،
وحين تُبعد العدسة فإنك ستحظى بالشمولية وبعض التفاصيل من جديد ولكن على حساب التفاصيل الأكثر قدة.
هنا ومع كاميرتك الخاصة أنت من يملك خيار القرب والبعد من الصورة أو الحدث ولكن في أجهزة الإعلام وخصوصاً المرئي منها أنت فقط تشاهد، وهنا مكمن الخطر،
فالمشهد الذي تراه يتم إعداده بكل دقة وحرص لكي ترى ما يريدك معد المشهد أن تفهمه لهذا فهو يتعمق في الصورة أو يبتعد عنها حسب ما يخدم هدفه من وراء عرض هذا المشهد.
وعلى نفس المنوال تتم عملية صياغة الأخبار والمسلسلات والأفلام أيضاً، وحتى البرامج الحوارية في أغلب وسائل الإعلام المرئية.
تترك هذه التقنية أثراً بالغاً جداً لدى المتلقي قد يصل لدى البعض لمستوى الثوابت التي من خلالها يتقبل أو يرفض ما يأتي بعدها،
وعلى سبيل المثال لا الحصر تلكم المقاطع الإعلانية التي تصور لنا حال العراق اليوم، فهي تتحدث عن أن ما يحصل في العراق اليوم هو ضد العراق،
ولكن أي الأحداث بالتحديد هو الذي ضد العراق؟
وما الذي يعنيه صانعوا هذه اللقطات بالإرهاب؟
لن أدخل هنا في تفسيرات وتأويلات ولكن أنا أوردت هذا المثال كمثال فقط يستخدمه الإعلام للترويج لفكرة مّا.
السؤال هنا:
هل كل ما نراه على شاشات المحطات وعلى صفحات المطبوعات حقيقة 100% أم هي تمثل الحقيقة من وجهة نظر المعد أو المصور؟
هذا ما يدفعني دوماً لتكرار مقولة أصبحت أشبه بالشعار لدي وهي:
كما تنظر إليها تراها ..
.. وكما تراها تشعر بها ....
...... وكما تشعر بها تستجيب لها ...
فكيف تنظر أنت / أنتي إلى الأحداث من حولك؟