turki142
03-07-2002, 00:09
شكايـة صريحــة
قدم أمير المؤمنين المنصور مكة حاجاً، فكان يخرج للطواف ليلاً، وبينما هو يطوف إذ سمع رجلاً يقول، اللهم إني أشكو إليك ظهور البغي والفساد في الأرض، وما يحول بين الحق وأهله من الظلم والطمع، فاستدعاه المنصور وسأله: ما هذا الذي تقوله؟ لقد حشوت مسامعي ما أمرضني وأقلقني، فأجابه الرجل: إنما عنيتك بقولي، وقصدتك لا سواك، قال المنصور: وكيف يدخلني الطمع، والصفراء والبيضاء في يدي، والحـُلو والحامض في قبضتي، قالالرجل: وهل دخل أحد من الطمع ما دخلك يا أمير المؤمنين؟ إن الله تعالى استرعاك أمور المسلمين وأموالهم، فأغفلت أمورهم، واهتممت بجمع أموالهم، وجعلت بينك وبينهم حجاباً، واتخذت لك أعواناً ووزراء ظلمة آثمين، إن نسيت لم يذكروك، وإن ذكرت لم يعينوك، وقويتهم على ظلم رعيتك، وابتزاز أموالهم، فلما رأتك حاشيتك هذه قد استخلصت أفرادها لنفسك، وآثرتهم على أمتك، قالوا هذا خان الله، فلماذا لا نخونه؟ فأتمروا على ألا يصل إليك شيء من أخبار الناس، إلا ما أرادوا، ولا يخرج لك عامل فيخالف لهم أمراً إلا أقصوه، حتى امتلأت بلاد الله بالمع بغياً وفساداً، وأنت تنظر ولا تنكر، وترى ولا تغير، فماذا تقول إذا انتزع الملك الحق المبين الدنيا من يدك، ودعاك إلى الحساب؟ هل يغني عنك عنده شيء مما كنت فيه؟ فبكى المنصور حتى نـَحـِب، ثم زهد وتنسك، واستبدل بحاشيته الأئمة الأعلام المرشدين، فصلحت بهم الرعية واستقامت أمورهم.
قدم أمير المؤمنين المنصور مكة حاجاً، فكان يخرج للطواف ليلاً، وبينما هو يطوف إذ سمع رجلاً يقول، اللهم إني أشكو إليك ظهور البغي والفساد في الأرض، وما يحول بين الحق وأهله من الظلم والطمع، فاستدعاه المنصور وسأله: ما هذا الذي تقوله؟ لقد حشوت مسامعي ما أمرضني وأقلقني، فأجابه الرجل: إنما عنيتك بقولي، وقصدتك لا سواك، قال المنصور: وكيف يدخلني الطمع، والصفراء والبيضاء في يدي، والحـُلو والحامض في قبضتي، قالالرجل: وهل دخل أحد من الطمع ما دخلك يا أمير المؤمنين؟ إن الله تعالى استرعاك أمور المسلمين وأموالهم، فأغفلت أمورهم، واهتممت بجمع أموالهم، وجعلت بينك وبينهم حجاباً، واتخذت لك أعواناً ووزراء ظلمة آثمين، إن نسيت لم يذكروك، وإن ذكرت لم يعينوك، وقويتهم على ظلم رعيتك، وابتزاز أموالهم، فلما رأتك حاشيتك هذه قد استخلصت أفرادها لنفسك، وآثرتهم على أمتك، قالوا هذا خان الله، فلماذا لا نخونه؟ فأتمروا على ألا يصل إليك شيء من أخبار الناس، إلا ما أرادوا، ولا يخرج لك عامل فيخالف لهم أمراً إلا أقصوه، حتى امتلأت بلاد الله بالمع بغياً وفساداً، وأنت تنظر ولا تنكر، وترى ولا تغير، فماذا تقول إذا انتزع الملك الحق المبين الدنيا من يدك، ودعاك إلى الحساب؟ هل يغني عنك عنده شيء مما كنت فيه؟ فبكى المنصور حتى نـَحـِب، ثم زهد وتنسك، واستبدل بحاشيته الأئمة الأعلام المرشدين، فصلحت بهم الرعية واستقامت أمورهم.