فاطمة السريحي
23-11-2008, 00:47
الأوجاع والأمراض ببساطة قسمان:
مرض البدن ( أمراض جسدية ) وهو ما يعرض للبشر جميعهم بدون استثناء من أمراض وأوجاع جسدية كالحمى والصداع, والعمى والعرج وأمراض جلدية كالقمل, والحكة... وغيرها { لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ... } النور61وقوله تعالى{..فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ...} البقرة196
مرض القلب (أمراض نفسية) من شبهة وشك وشهوة وغيّ { فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ ... }البقرة10 وقوله تعالى {... فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ...} آل عمران7 وقوله تعالى { فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ .... } المائدة52 وقوله تعالى {....وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ....} الأنفال49 وغيره من الآيات الدالة على مرض القلوب, ومنها ندرك أن المرض النفسي كالشك, والغفلة , والقسوة, والفزع, والريبة, والرعب, والحسرة, والغيظ . في حالتها الشديدة والتي تتعدى الحد الطبيعي أول ما تنشأ أمراض القلوب عند الفرد إنما تنشأ في القلب, وغالبًا ما تكون لضعف إيمان وإرادة ومُعافى منها {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}الرعد28 , وقد تنشأ لتسلط الشيطان وجنده عليه كالمسحور والممسوس {... لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ... } البقرة 275 وفي هذه الآية ما يشير إلى أن مريض القلب (المريض النفسي) يتخبط بفعل ما أصابه.
وهنا يتطلب الأمر تحديدًا لمعنى المرض النفسي, والذي يسمى أيضا العصاب وهو اضطراب في الشخصية يبدو في صورة أعراض نفسية أو جسمية مثل القلق والوساوس والخوف الشديد والشكوك التي لا أساس لها, أو قد يظهر المرض النفسي في شكل حدوث شلل لعضو بدون أن يكون له سبب عضوي, ومن أشهر الأمراض النفسية الهستيريا والوسواس والرهاب النفسي ( الهلع أو الفزع أو الخوف الشديد) و الاكتئاب.
ويخلط كثير من الناس بين المرض النفسي والمرض العقلي, ولكن المرض العقلي يختلف كثيرا عن المرض النفس فالمرض العقلي هو اضطراب ينشأ من تلف يصيب الجهاز العصبي مثل مرض الصرع.
والأمراض النفسية الجسمية أو الأمراض النفس جسمية أو الأمراض السيكوسوماتية هي أمراض يكون سببها هو العمليات الذهنية للمريض بدلاً من كونها ذات أسباب فسيولوجية ’جسمية‘. وفي حالة إجراء فحص طبي، لا يظهر لهذه الإمراض أي أسباب جسمية أو عضوية، أو في حال حدوث مرض ناتج عن حالة عاطفية أو مزاجية مثل الغضب أو القلق أو الكبت أو الشعور بالذنب، وفي هذه الحالة تعد مثل هذه الحالات أمراضاً نفسية جسمية.
والاكتئابمن الأمراض النفسية هو حالة اعتلال جسدي كامل، يؤثر على الصحة العامة للشخص المريض والسلوك الذي يسلكه تجاه الآخرين. يحدث له مشاكل في النوم، الأكل، العمل والتعامل مع الأصدقاء.
يتسبب الاكتئاب في حدوث حالات مختلفة من المشاعر غير السعيدة. يمكن أن يشعر الشخص المكتئب بحالة مستمرة من الخوف الشديد، البكاء المستمر، الشعور بالرعب، الشجار المستمر مع الأصدقاء أو زملاء العمل، عدم الثقة في النفس أو حتى حدوث حالة من الهلوسة. والاكتئاب نوعان:
1. الاكتئاب الشديد و للوراثة دور كبير في الإصابة به إذ تبلغ نسبتها 70%
2. الاكتئاب ثنائي القطب و للوراثة دور كبير في الإصابة به إذ تبلغ نسبتها من 80-90%
وبعد كل ما عرضنا سابقًا نقول أننا كبشر معرضون للإصابة بالأمراض النفسية والجسدية, إلا أن العلاج متاح لنا وبين أيدينا ألا وهو { الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } الحج 35وقوله تعالى { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } الأنفال2 ؛ فالذين يذكرون الله وعلى ربهم يتوكلون لا تصيبهم أشكال القلق على أمور الدنيا ولا يضطربون وهم في منأى عن الأمراض النفسية.
بشر فوق كل البشر
{وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً} الفرقان7 أنبياء الله بشر فوق كل البشر, فلم يبعث الله نبيًا ألا وكان معصومًا وهذه العصمة تحمل الأنبياء والرسل على فعل الخير وأتباع الهدى وتزجرهم عن فعل الشر وهم جميعًا عليهم السلام معصومون فيما يخبرون عن ربهم, وفي تبليغ رسالته لذا أوجب الله علينا الإيمان بهم جميعًا وبكل ما أوتوه. وعصمة الأنبياء والرسل تكون في أنهم:
1. معصومون من عبادة الأصنام, وتقديسها, و مسها. { فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً} مريم 49
2. معصومون من الخطأ والنسيان في الوحي أو الكذب والتأويل {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } النجم 3-4 وقوله تعالى {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} الحاقة 44- 46 وقوله تعالى { إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً } الجن27 وفي تفسيرها يسلك أي يجعل ويسير من بين يدي الرسول ومن خلفه ملائكة يحفظونه حتى يبلغ الوحي.
3. معصومون من ارتكاب الكبائر .{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } آل عمران161 وفي تفسيرها أنها نزلت لما فقدت قطيفة حمراء يوم أحد فقال بعض الناس: لعل النبي أخذها وما ينبغي لنبي أن يَغُل أي يخون في الغنيمة فلا تظنوا به ذلك.
ومعصومون من الشرك {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً} مريم49
4. معصومون من الكذب ومن خيانة العهد.
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً } مريم41 وقوله تعالى {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً } مريم54 وقوله تعالى {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً } مريم51
والرسول صلى الله عليه وسلم منزه عن الضلال والغواية وكل ما يحط قدره صلى الله عليه وسلم ويطعن في شخصه {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى }النجم2 وقوله صلى الله عليه وسلم " أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم" ويندرج تحت هذا بُعده عن كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى.
وحادثة شق الصدر حيث أتاه جبريل عليه السلام وهو صلى الله عليه وسلم يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال ( هذا حظ الشيطان منك, ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ) ثم لأمه ثم أعاده إلى مكانه... إلى آخر الحديث. ونص الحديث على أن جبريل عليه السلام أخرج حظ الشيطان منه وطهر قلبه فلا يقدر الشيطان على إغوائه ولا سبيل له عليه.
والمرضى النفسيين إنما يعتريهم الغضب والإرباك والشك والقلق بدرجة تخرجهم عن الحد الطبيعي للإنسان العادي فيزداد لديهم الإحساس بالتوتر وترتفع عندهم نسبة الأدرينالين فتتسارع ضربات القلب ويأتي الإنسان بسلوك وأعمال لا يأتيها وهو في حالته الطبيعية , وتذكر أخي الفاضل أن الاكتئاب مرض عصري وهو مرض شائع فى جميع المجتمعات وخاصة الصناعية منها، وأن نسبة الإصابة به هي20:1من كل شخص في المجتمع إلا أنه يصيب النساء بنسبة أعلى من الرجال تصل إلى1:20 أي أن حظ النساء منه عظيم . كما أن لعامل الوراثة دور كبير فيه وتصل النسبة من 80-90% .
والرسل عليهم صلوات الله جميعًا من سمو أخلاقهم يحزنون ويصيبهم الهم والفزع على أقوامهم ... ولأنهم بشر فوق كل البشر ... يحزنون على إسراف الأمم بكفرهم وشركهم وإفسادهم في الأرض, يحزنون على ما ينتظر العصاة ويألمون من أجل الناس ويصيبهم القلق على أحبتهم إخوانهم من البشر ...والذين زاغت أبصارهم فأزاغ الله قلوبهم ؛ فحزنهم وقلقهم عليهم صلوات الله حزن إيمان وعقيدة.
والرسل عليهم صلوات الله جميعًا بشر يعتريهم ما يعتري الإنسان العادي من حزن على فقد حبيب أو قريب ودليل ذلك قوله تعالى{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ..} المائدة41
وقوله صلى الله عليه وسلم حين مات ابنه إبراهيم " إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون) فهو وجميع الرسل بشر يعتريهم ما يعتري الإنسان الطبيعي في سائر شأنه. {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } المائدة75
وهم أصحاب مكانة ومنزلة لم يبلغها غيرهم ولم تخرجهم هذه المنزلة العظيمة عن إنسانيتهم وبشريتهم وعبوديتهم لله {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} الأعراف 188
فالله سبحانه وتعالى خلقهم وخصهم بفضائل عن سائر البشر فضائل خَلقية وخُلقية وشرفهم برسالته ورفع مكانتهم. ولقد اصطفاهم الله من سائر خلقه فكانوا هم صفوة الصفوة وهم بشر فوق كل البشر لما خلقهم الله عليه من كمال الخَلق والخُلق { ... قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً } الإسراء93
والتأدب مع الأنبياء واجب فوق واجب الأدب مع الوالدين ومن يعلو مقامه كالملوك والرؤساء والمدراء فإن كنت أخي الفاضل تأدبًا مع والديك لا تشعرهما بحاجتهم لطبيب مختص أو طبيب نفسي وقد وهنوا وكبروا وأصابهم ما أصابهم من أمراض الشيخوخة, وإن كنت لا ترضى أن يقال أن والدك يعاني من حالة اكتئاب أو قلق مرضي أو عقد وبثر نفسية , وإن كنت لا ترضى أن يقال أن ابنتك مصابة بمرض نفسي خشية ألا يتزوجها أحد..
فأين أنت أخي من قول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين). وأين حبك للأنبياء...؟؟!!
ثم هل يتجرأ أيًا كان أن يقول أن ملكًا على دولة ما أو رئيسًا أو وزيرًا مصاب ببثر وعقد نفسية واكتئاب فكيف نسمح أن يقال عن صفوة الصفوة ما يسوءنا في أنفسنا وفي أبنائنا وفي أحب الناس إلينا. والرسل والأنبياء أحب الخلق إلى نفوسنا ومحمد صلى الله عليه وسلم أحبهم إلينا.
ثم أين الذود عن صفوة الخلق؟؟.... أين توقيره وتعزيره وإجلاله وإكرامه بما يقتضيه الشرع وما ينأى عن البدع ..؟!!
تذكر أخي قول الله تعالى { لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } الفتح9
ومن صور إيذاء الرسول سوء الأدب معه صلى الله عليه وسلم { لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً ...} النور 63
وتذكر أخي الفاضل أختي الفاضلة حملة الأقلام والكتّاب أن القراء على درجات من العلم والفهم والاستيعاب والإدراك متفاوتة وأنتم حملة أمانة... فاحذر أيها الكاتب من أن تكون سبب زلة أحدهم فتبوء بإثمه وإثمك وتذكر قوله تعالى {وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ }الشعراء224
وأعلموا إخوتي أن للقلم سطوة وسطوة القلم جبارة قد تهوي بصاحبها ... فخيال الكاتب الخصب يسحبه وتجره تصوراته وخيالاته إلى ما قد يخرجه عن المألوف ليقع في المحذور وقد يكتب كلمة تهدم الدين وتشكك في الرسالة وهو لا يدرك وقعها على الناس.
وأذكر نفسي قبل أن أذكركم {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ }الحجرات3 وهذا أقل درجات الأدب وقد كان السلف لا يحدثون بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا وهم على طهارة, من فرط أدبهم معه صلى الله عليه وسلم وإذا ذُكر وجلوا لذكره فأين نحن من هذا الأدب وهذا التقدير والاحترام..؟؟
وفي الختام إحذر أخي الفاضل أختي الفاضلة من كلمة تهوي بصاحبها في نار جهنم { يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون } يس30
واستغفر الله لي ولكم . ..
مرض البدن ( أمراض جسدية ) وهو ما يعرض للبشر جميعهم بدون استثناء من أمراض وأوجاع جسدية كالحمى والصداع, والعمى والعرج وأمراض جلدية كالقمل, والحكة... وغيرها { لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ... } النور61وقوله تعالى{..فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ...} البقرة196
مرض القلب (أمراض نفسية) من شبهة وشك وشهوة وغيّ { فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ ... }البقرة10 وقوله تعالى {... فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ...} آل عمران7 وقوله تعالى { فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ .... } المائدة52 وقوله تعالى {....وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ....} الأنفال49 وغيره من الآيات الدالة على مرض القلوب, ومنها ندرك أن المرض النفسي كالشك, والغفلة , والقسوة, والفزع, والريبة, والرعب, والحسرة, والغيظ . في حالتها الشديدة والتي تتعدى الحد الطبيعي أول ما تنشأ أمراض القلوب عند الفرد إنما تنشأ في القلب, وغالبًا ما تكون لضعف إيمان وإرادة ومُعافى منها {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}الرعد28 , وقد تنشأ لتسلط الشيطان وجنده عليه كالمسحور والممسوس {... لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ... } البقرة 275 وفي هذه الآية ما يشير إلى أن مريض القلب (المريض النفسي) يتخبط بفعل ما أصابه.
وهنا يتطلب الأمر تحديدًا لمعنى المرض النفسي, والذي يسمى أيضا العصاب وهو اضطراب في الشخصية يبدو في صورة أعراض نفسية أو جسمية مثل القلق والوساوس والخوف الشديد والشكوك التي لا أساس لها, أو قد يظهر المرض النفسي في شكل حدوث شلل لعضو بدون أن يكون له سبب عضوي, ومن أشهر الأمراض النفسية الهستيريا والوسواس والرهاب النفسي ( الهلع أو الفزع أو الخوف الشديد) و الاكتئاب.
ويخلط كثير من الناس بين المرض النفسي والمرض العقلي, ولكن المرض العقلي يختلف كثيرا عن المرض النفس فالمرض العقلي هو اضطراب ينشأ من تلف يصيب الجهاز العصبي مثل مرض الصرع.
والأمراض النفسية الجسمية أو الأمراض النفس جسمية أو الأمراض السيكوسوماتية هي أمراض يكون سببها هو العمليات الذهنية للمريض بدلاً من كونها ذات أسباب فسيولوجية ’جسمية‘. وفي حالة إجراء فحص طبي، لا يظهر لهذه الإمراض أي أسباب جسمية أو عضوية، أو في حال حدوث مرض ناتج عن حالة عاطفية أو مزاجية مثل الغضب أو القلق أو الكبت أو الشعور بالذنب، وفي هذه الحالة تعد مثل هذه الحالات أمراضاً نفسية جسمية.
والاكتئابمن الأمراض النفسية هو حالة اعتلال جسدي كامل، يؤثر على الصحة العامة للشخص المريض والسلوك الذي يسلكه تجاه الآخرين. يحدث له مشاكل في النوم، الأكل، العمل والتعامل مع الأصدقاء.
يتسبب الاكتئاب في حدوث حالات مختلفة من المشاعر غير السعيدة. يمكن أن يشعر الشخص المكتئب بحالة مستمرة من الخوف الشديد، البكاء المستمر، الشعور بالرعب، الشجار المستمر مع الأصدقاء أو زملاء العمل، عدم الثقة في النفس أو حتى حدوث حالة من الهلوسة. والاكتئاب نوعان:
1. الاكتئاب الشديد و للوراثة دور كبير في الإصابة به إذ تبلغ نسبتها 70%
2. الاكتئاب ثنائي القطب و للوراثة دور كبير في الإصابة به إذ تبلغ نسبتها من 80-90%
وبعد كل ما عرضنا سابقًا نقول أننا كبشر معرضون للإصابة بالأمراض النفسية والجسدية, إلا أن العلاج متاح لنا وبين أيدينا ألا وهو { الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } الحج 35وقوله تعالى { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } الأنفال2 ؛ فالذين يذكرون الله وعلى ربهم يتوكلون لا تصيبهم أشكال القلق على أمور الدنيا ولا يضطربون وهم في منأى عن الأمراض النفسية.
بشر فوق كل البشر
{وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً} الفرقان7 أنبياء الله بشر فوق كل البشر, فلم يبعث الله نبيًا ألا وكان معصومًا وهذه العصمة تحمل الأنبياء والرسل على فعل الخير وأتباع الهدى وتزجرهم عن فعل الشر وهم جميعًا عليهم السلام معصومون فيما يخبرون عن ربهم, وفي تبليغ رسالته لذا أوجب الله علينا الإيمان بهم جميعًا وبكل ما أوتوه. وعصمة الأنبياء والرسل تكون في أنهم:
1. معصومون من عبادة الأصنام, وتقديسها, و مسها. { فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً} مريم 49
2. معصومون من الخطأ والنسيان في الوحي أو الكذب والتأويل {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } النجم 3-4 وقوله تعالى {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} الحاقة 44- 46 وقوله تعالى { إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً } الجن27 وفي تفسيرها يسلك أي يجعل ويسير من بين يدي الرسول ومن خلفه ملائكة يحفظونه حتى يبلغ الوحي.
3. معصومون من ارتكاب الكبائر .{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } آل عمران161 وفي تفسيرها أنها نزلت لما فقدت قطيفة حمراء يوم أحد فقال بعض الناس: لعل النبي أخذها وما ينبغي لنبي أن يَغُل أي يخون في الغنيمة فلا تظنوا به ذلك.
ومعصومون من الشرك {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً} مريم49
4. معصومون من الكذب ومن خيانة العهد.
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً } مريم41 وقوله تعالى {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً } مريم54 وقوله تعالى {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً } مريم51
والرسول صلى الله عليه وسلم منزه عن الضلال والغواية وكل ما يحط قدره صلى الله عليه وسلم ويطعن في شخصه {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى }النجم2 وقوله صلى الله عليه وسلم " أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم" ويندرج تحت هذا بُعده عن كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى.
وحادثة شق الصدر حيث أتاه جبريل عليه السلام وهو صلى الله عليه وسلم يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال ( هذا حظ الشيطان منك, ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ) ثم لأمه ثم أعاده إلى مكانه... إلى آخر الحديث. ونص الحديث على أن جبريل عليه السلام أخرج حظ الشيطان منه وطهر قلبه فلا يقدر الشيطان على إغوائه ولا سبيل له عليه.
والمرضى النفسيين إنما يعتريهم الغضب والإرباك والشك والقلق بدرجة تخرجهم عن الحد الطبيعي للإنسان العادي فيزداد لديهم الإحساس بالتوتر وترتفع عندهم نسبة الأدرينالين فتتسارع ضربات القلب ويأتي الإنسان بسلوك وأعمال لا يأتيها وهو في حالته الطبيعية , وتذكر أخي الفاضل أن الاكتئاب مرض عصري وهو مرض شائع فى جميع المجتمعات وخاصة الصناعية منها، وأن نسبة الإصابة به هي20:1من كل شخص في المجتمع إلا أنه يصيب النساء بنسبة أعلى من الرجال تصل إلى1:20 أي أن حظ النساء منه عظيم . كما أن لعامل الوراثة دور كبير فيه وتصل النسبة من 80-90% .
والرسل عليهم صلوات الله جميعًا من سمو أخلاقهم يحزنون ويصيبهم الهم والفزع على أقوامهم ... ولأنهم بشر فوق كل البشر ... يحزنون على إسراف الأمم بكفرهم وشركهم وإفسادهم في الأرض, يحزنون على ما ينتظر العصاة ويألمون من أجل الناس ويصيبهم القلق على أحبتهم إخوانهم من البشر ...والذين زاغت أبصارهم فأزاغ الله قلوبهم ؛ فحزنهم وقلقهم عليهم صلوات الله حزن إيمان وعقيدة.
والرسل عليهم صلوات الله جميعًا بشر يعتريهم ما يعتري الإنسان العادي من حزن على فقد حبيب أو قريب ودليل ذلك قوله تعالى{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ..} المائدة41
وقوله صلى الله عليه وسلم حين مات ابنه إبراهيم " إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون) فهو وجميع الرسل بشر يعتريهم ما يعتري الإنسان الطبيعي في سائر شأنه. {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } المائدة75
وهم أصحاب مكانة ومنزلة لم يبلغها غيرهم ولم تخرجهم هذه المنزلة العظيمة عن إنسانيتهم وبشريتهم وعبوديتهم لله {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} الأعراف 188
فالله سبحانه وتعالى خلقهم وخصهم بفضائل عن سائر البشر فضائل خَلقية وخُلقية وشرفهم برسالته ورفع مكانتهم. ولقد اصطفاهم الله من سائر خلقه فكانوا هم صفوة الصفوة وهم بشر فوق كل البشر لما خلقهم الله عليه من كمال الخَلق والخُلق { ... قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً } الإسراء93
والتأدب مع الأنبياء واجب فوق واجب الأدب مع الوالدين ومن يعلو مقامه كالملوك والرؤساء والمدراء فإن كنت أخي الفاضل تأدبًا مع والديك لا تشعرهما بحاجتهم لطبيب مختص أو طبيب نفسي وقد وهنوا وكبروا وأصابهم ما أصابهم من أمراض الشيخوخة, وإن كنت لا ترضى أن يقال أن والدك يعاني من حالة اكتئاب أو قلق مرضي أو عقد وبثر نفسية , وإن كنت لا ترضى أن يقال أن ابنتك مصابة بمرض نفسي خشية ألا يتزوجها أحد..
فأين أنت أخي من قول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين). وأين حبك للأنبياء...؟؟!!
ثم هل يتجرأ أيًا كان أن يقول أن ملكًا على دولة ما أو رئيسًا أو وزيرًا مصاب ببثر وعقد نفسية واكتئاب فكيف نسمح أن يقال عن صفوة الصفوة ما يسوءنا في أنفسنا وفي أبنائنا وفي أحب الناس إلينا. والرسل والأنبياء أحب الخلق إلى نفوسنا ومحمد صلى الله عليه وسلم أحبهم إلينا.
ثم أين الذود عن صفوة الخلق؟؟.... أين توقيره وتعزيره وإجلاله وإكرامه بما يقتضيه الشرع وما ينأى عن البدع ..؟!!
تذكر أخي قول الله تعالى { لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } الفتح9
ومن صور إيذاء الرسول سوء الأدب معه صلى الله عليه وسلم { لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً ...} النور 63
وتذكر أخي الفاضل أختي الفاضلة حملة الأقلام والكتّاب أن القراء على درجات من العلم والفهم والاستيعاب والإدراك متفاوتة وأنتم حملة أمانة... فاحذر أيها الكاتب من أن تكون سبب زلة أحدهم فتبوء بإثمه وإثمك وتذكر قوله تعالى {وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ }الشعراء224
وأعلموا إخوتي أن للقلم سطوة وسطوة القلم جبارة قد تهوي بصاحبها ... فخيال الكاتب الخصب يسحبه وتجره تصوراته وخيالاته إلى ما قد يخرجه عن المألوف ليقع في المحذور وقد يكتب كلمة تهدم الدين وتشكك في الرسالة وهو لا يدرك وقعها على الناس.
وأذكر نفسي قبل أن أذكركم {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ }الحجرات3 وهذا أقل درجات الأدب وقد كان السلف لا يحدثون بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا وهم على طهارة, من فرط أدبهم معه صلى الله عليه وسلم وإذا ذُكر وجلوا لذكره فأين نحن من هذا الأدب وهذا التقدير والاحترام..؟؟
وفي الختام إحذر أخي الفاضل أختي الفاضلة من كلمة تهوي بصاحبها في نار جهنم { يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون } يس30
واستغفر الله لي ولكم . ..