هذرلوجيا متوازنة ...!!

[شام]

العابرون في هذا الفضاء كثر و قلة من يترك الأثر ..
المارون على أرصفة هذا الفضاء كثر و قلة من يترك البصمات
لا توازن في القيم ..

فـ الذي يبحث عن التوازن و الاتزان فـ ليذهب لأقرب سوبر ماركت
ولـ يشتري كيلوغرام من البطاطا و كيلوغرام من الشعير ..
ومع ذلك وعملياً أن نحمل كيلو البطاطا باليد اليمنى مختلف من حيث المشاعر
عندما نحمل كيلو الشعير باليد اليسرى ..
كلاهما 1 كيلو غرام ولكن لكل منهما ثقله .. فلا تشعر بتعب اليدين
بل سيبدو لك التعب باليمنى أكثر..

و كذلك ينطبق القول لجهة القيم ..المبادئ .. الأخلاق .. الدين
الجمال .. الذوقيات .. الفن ...التاريخ ...الحب .. الكراهية ..
الضوء .. الماء و الجليد ..
فالمشاعر لا تقاس بالكيلوغرام و لن تقاس بميزان الزئبق
المشاعر و الاحاسيس و الغيرة على المقدسات و على الدين
و الأنبياء مشاعر متفاوتة بين بني البشر ..
فهل يمكننا قياس مشاعر البليد بمشاعر ذي الاحساس ..!!

عجب بل وعجب أن يصار الى قياس كل شيء بالميزان
و مطلوب منا أن نحاكم الليل و النهار و الضوء و الظلام
و النبضات و الأوردة و الدوار و الشجن و كمية الدموع
و الآهات المكتومة في الصدور ..


لا يمكننا التغاضي عن التالي :
حفت الجنة بالمكاره وأما جهنم فلقد حفت بالشهوات ..
فما هو مكروه يختلف من حيث الوزن و السعة و القياس
عن الشهوات ..

درب الجنة المحفوف بالمكاره كأن تستيقظ فجراً لأداء فريضة
أو ركعتين في الهزيع الأخير من الليل ..
درب الجنة المحفوف بالمكاره أن تصوم فرضك و النافلة و أن تشعر
شفتاك و حلقك يتمزق من العطش و الجوع بينما الماء ينساب أمامك ..

درب الجنة المحفوف بالمكاره ممتلئ بالحفر و بالمطبات وبالمشكلات
وفي بعض الدول وخاصة الاسلامية يؤدي الى المعتقلات .. و يمارس
على السالكين و العابرين سياسة تكميم الأفواه و كتم الانفاس
و فقئ البؤبؤين ...و تشريد النهدين و انتهاك بكارة البنات ...

بينما درب جهنم المحفوف بالشهوات ..
يختلف كلياً من حيث القياس و النوع عن درب المكاره
فهنا أنت غير مطالب بالصلاة أصلاً .. لذا لا تستيقظ لقيام الليل
لتتوضأ بالماء البارد ..كما سقط عنك الصيام ونوافله ..
فلست بحاجة لـ تصوم أطول يوم في الصيف ..

درب جهنم المحفوف بالشهوات لا يحتاج للعبور في دروب
تمتلئ بالمطبات فكل دروبهم أوتسترادات وسيارات كابريس
تدهس المشاة .. و تصبح بلداننا ذات المعدلات العليا بحوادث
السيارات وليس الشهداء .

درب جهنم مليء بما يسميه العامة من الناس بالفرفشات
زنا و ميسر و بغاء و صحبة رجال مع نساء لغاية أن وصلنا
لأعلى معدلات العلاقات غير الشرعية .. البالغة كذا بـ %
و عبر هذرلوجيا انترنتية يطلب الينا الاتزان ..
يا صباح الاتزان يا من لا تعرف ماذا يحدث في القدس
و لا تدري عن انتهاك الحرمات اية أخبار ..
طبتم أيها العابرون درب المكاره و بئس للعابرين في درب الشهوات..!!