الشاهري العبيدي
03-11-2008, 08:41
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يخطئ المعيل رب الاسرة فيقضى عليه بالسجن
ولكن
تبقى عائلة من اطفال وأم بدون لا مصروف ولا احد يعيلهم ولا يقوم بحوايجهم ولا مستشفيات وحاجات لا يعلمها الا الله
اليكم هذه القضية والقصة كما هي بدون تعديل واتمنى سماع ارائكم بعد معرفة القصة
المقدم الدكتور أيوب بن حجاب بن نحيت
كثيرة هي المواقف المفرحة، وكذلك المواقف المحرجة، والمواقفالمحزنة، ولكن يبقى هناك مواقف مبكية، تؤثر وتحز في النفس البشرية وتبقى عالقة مابقي شاهدها
. ومن تلك المواقف التي تألمت منها كثيراً هذه القصة الواقعية، التي يعودتاريخها إلى عام 1412ه فيما كنت منهمكاً ذات يوم خلف مكتبي بشعبة سجن الملز محاولاًتفكيك طلاسم المعاملات الجنائية التي تردنا بالعشرات يومياً،
وإذا بتلك المرأة رثةالثياب برفقة أبنائها الثلاثة الذين لم تكن ثيابهم بأحسن حالاً من ثياب والدتهم،ولا تزال صورهم عالقة بذهني، تطرق باب المكتب على استحياء، أذنت لها وسألتها هل منحاجة لكم فأقضيها؟ فأجابت أن زوجها سجين وترغب بزيارته برفقة أبنائها، وعلى الفورقمت بواجبي وتأمين إذن الزيارة المطلوبة، تواروا جميعاً بعد استلام الإذن بالزيارةولم تتوارَ صورهم التي لا ذنب لهم بتشكيلها إلا أنهم ارتبطوا اجتماعياً بعائلهم (السجين).
وبعد أسبوعين من الزمان وفي نفس المكان، تعود الأسرة لغرض الزيارة نفسها ولكنبملابس أسوأ حالاً من المرة الأولى، مما دعاني لاستئذان المرأة وسؤالها: كيفتستطيعين تدبير أمور الأسرة؟ (خنقتها العبرة) قبل أن تخنقها صعوبة الإجابة، وبعداستجماع قواها أجابت: نحن نأتي من منطقة خارج مدينة الرياض ولم نستطع الوصول إلىالسجن لزيارة زوجي السجين قبل أسبوعين إلا عندما بعت الثلاجة، قلت لها: ولكي تقوميبهذه الزيارة ماذا فعلتِ؟ قالت: بعت آخر ما تبقى لنا من أثاث يمكن بيعه، فقلت فينفسي: لا حول ولا قوة إلا بالله، كيف يستطيعون القيام بمواجهة أعباء هذه الحياةالمختلفة، ناهيك عن القيام بالزيارات المقبلة،
وما الذي تبقى لهذه المسكينةلتبيعه!؟ اللهم إنا نعوذ بك ونلوذ برحمتك ونسألك الستر والعافية.حاولت جاهداً أنأخفي دموعي وليس مهماً استطعت ذلك أم لا، فالمهم أن يعرف الجميع عامة وقضاتناالفضلاء على وجه الخصوص - حيث أنهم المناط بهم إصدار الأحكام الشرعية لعقوبة السجن - أن الدراسات المتخصصة في الأحوال الأسرية للسجناء كشفت نتائجها عن أن 92% منزوجات السجناء يشتكين من المشكلات المادية بعد دخول عائلهن السجن، وأن 75% منهنيعانين من البطالة، كما أكدت النتائج تعرض أسرة السجين للعديد من المشكلاتالاقتصادية والصحية والاجتماعية والنفسية كفقدان الثقة بالنفس والحرمان العاطفيوالقلق، مما يؤدي بالتالي إلى انحراف أسرة السجين خاصة الأبناء والاتجاه نحو تعاطيالمخدرات، والفشل الدراسي وإثارةالشغب وارتكاب السلوك الإجرامي المؤدي إلى السجن ! - جعلوني مجرماً-
ختاماً: إخواني رجال القضاء الأعزاء، نعرف جيداً كما تعرفون "فائدة السجن" ولكنهل تعرفون كما نعرف "كارثة السجن"! نعرف جيداً كما تعرفون أن بعض مرتكبي الفعلالإجرامي يستحقون إيداع السجن، بل إنه العلاج الأوحد أحياناً لهم خاصة لأربابالسوابق، ولكن هل تعرفون كما نعرف أن كثيرا من مرتكبي السلوك المنحرف يمكن علاجهمبتفعيل تطبيق بدائل عقوبة السجن خاصة لمرتكبي السلوك المنحرف لأول مرة.
وينبغي ألا يفهم من هذه الرسالة الصادقة أننا نتجاهل فكرة وهدف العقاب، فهذاتشريع إلهي حكيم، ولكن الذي نرمي إليه هو إعمال العقل في التفكير في إجراءات جزائيةووقائية في آن واحد. وذلك لتحقق العقوبة الهدف الإصلاحي الشمولي. ولكن تخترق هذهالرسالة القلب
، فلنتخيل يوماً ما - لا قدر الله - أن أحدنا صدر بحقه حكم يقضي بسجنهعدة سنوات! ما حال أسرته من بعده؟
@ مدير إدارة الشؤون العامة بالمديرية العامة للسجون
يخطئ المعيل رب الاسرة فيقضى عليه بالسجن
ولكن
تبقى عائلة من اطفال وأم بدون لا مصروف ولا احد يعيلهم ولا يقوم بحوايجهم ولا مستشفيات وحاجات لا يعلمها الا الله
اليكم هذه القضية والقصة كما هي بدون تعديل واتمنى سماع ارائكم بعد معرفة القصة
المقدم الدكتور أيوب بن حجاب بن نحيت
كثيرة هي المواقف المفرحة، وكذلك المواقف المحرجة، والمواقفالمحزنة، ولكن يبقى هناك مواقف مبكية، تؤثر وتحز في النفس البشرية وتبقى عالقة مابقي شاهدها
. ومن تلك المواقف التي تألمت منها كثيراً هذه القصة الواقعية، التي يعودتاريخها إلى عام 1412ه فيما كنت منهمكاً ذات يوم خلف مكتبي بشعبة سجن الملز محاولاًتفكيك طلاسم المعاملات الجنائية التي تردنا بالعشرات يومياً،
وإذا بتلك المرأة رثةالثياب برفقة أبنائها الثلاثة الذين لم تكن ثيابهم بأحسن حالاً من ثياب والدتهم،ولا تزال صورهم عالقة بذهني، تطرق باب المكتب على استحياء، أذنت لها وسألتها هل منحاجة لكم فأقضيها؟ فأجابت أن زوجها سجين وترغب بزيارته برفقة أبنائها، وعلى الفورقمت بواجبي وتأمين إذن الزيارة المطلوبة، تواروا جميعاً بعد استلام الإذن بالزيارةولم تتوارَ صورهم التي لا ذنب لهم بتشكيلها إلا أنهم ارتبطوا اجتماعياً بعائلهم (السجين).
وبعد أسبوعين من الزمان وفي نفس المكان، تعود الأسرة لغرض الزيارة نفسها ولكنبملابس أسوأ حالاً من المرة الأولى، مما دعاني لاستئذان المرأة وسؤالها: كيفتستطيعين تدبير أمور الأسرة؟ (خنقتها العبرة) قبل أن تخنقها صعوبة الإجابة، وبعداستجماع قواها أجابت: نحن نأتي من منطقة خارج مدينة الرياض ولم نستطع الوصول إلىالسجن لزيارة زوجي السجين قبل أسبوعين إلا عندما بعت الثلاجة، قلت لها: ولكي تقوميبهذه الزيارة ماذا فعلتِ؟ قالت: بعت آخر ما تبقى لنا من أثاث يمكن بيعه، فقلت فينفسي: لا حول ولا قوة إلا بالله، كيف يستطيعون القيام بمواجهة أعباء هذه الحياةالمختلفة، ناهيك عن القيام بالزيارات المقبلة،
وما الذي تبقى لهذه المسكينةلتبيعه!؟ اللهم إنا نعوذ بك ونلوذ برحمتك ونسألك الستر والعافية.حاولت جاهداً أنأخفي دموعي وليس مهماً استطعت ذلك أم لا، فالمهم أن يعرف الجميع عامة وقضاتناالفضلاء على وجه الخصوص - حيث أنهم المناط بهم إصدار الأحكام الشرعية لعقوبة السجن - أن الدراسات المتخصصة في الأحوال الأسرية للسجناء كشفت نتائجها عن أن 92% منزوجات السجناء يشتكين من المشكلات المادية بعد دخول عائلهن السجن، وأن 75% منهنيعانين من البطالة، كما أكدت النتائج تعرض أسرة السجين للعديد من المشكلاتالاقتصادية والصحية والاجتماعية والنفسية كفقدان الثقة بالنفس والحرمان العاطفيوالقلق، مما يؤدي بالتالي إلى انحراف أسرة السجين خاصة الأبناء والاتجاه نحو تعاطيالمخدرات، والفشل الدراسي وإثارةالشغب وارتكاب السلوك الإجرامي المؤدي إلى السجن ! - جعلوني مجرماً-
ختاماً: إخواني رجال القضاء الأعزاء، نعرف جيداً كما تعرفون "فائدة السجن" ولكنهل تعرفون كما نعرف "كارثة السجن"! نعرف جيداً كما تعرفون أن بعض مرتكبي الفعلالإجرامي يستحقون إيداع السجن، بل إنه العلاج الأوحد أحياناً لهم خاصة لأربابالسوابق، ولكن هل تعرفون كما نعرف أن كثيرا من مرتكبي السلوك المنحرف يمكن علاجهمبتفعيل تطبيق بدائل عقوبة السجن خاصة لمرتكبي السلوك المنحرف لأول مرة.
وينبغي ألا يفهم من هذه الرسالة الصادقة أننا نتجاهل فكرة وهدف العقاب، فهذاتشريع إلهي حكيم، ولكن الذي نرمي إليه هو إعمال العقل في التفكير في إجراءات جزائيةووقائية في آن واحد. وذلك لتحقق العقوبة الهدف الإصلاحي الشمولي. ولكن تخترق هذهالرسالة القلب
، فلنتخيل يوماً ما - لا قدر الله - أن أحدنا صدر بحقه حكم يقضي بسجنهعدة سنوات! ما حال أسرته من بعده؟
@ مدير إدارة الشؤون العامة بالمديرية العامة للسجون