نايف الصنيدح
18-09-2008, 06:11
قصة قمة في الوفاء ( عيادة الخريصي مع زوجته وصديقه)
أنقل لكم هذه القصة و التي حدثت على الشاعر / عيادة بن منيس الخريصي الشمري . و هي قصة مؤثرة و تتجلى فيها أسمى آيات الوفاء بين الأزواج و الأصدقاء .
و القصة تبدأ بعدما ثار الملح ( البارود ) في عيادة و أحرق كامل جسمه عندما كان يدق منه ما يحتاج إليه أثناء مسيرهم للرحيل لصيد ما يعترض في طريقهم من الصيد و لكن الحجر الذي يدق عليه الملح أصدر شرارة أحرقت الملح من حوله و كاد يموت حريقاً الأ أن الله لطف به و بقي حياً .
عند ذاك أعترض بعض قومه على الرحيل لأن عيادة لا يقدر أن يرحل معهم و لكن زوجته و هي في رواية بعض الرواة أسمها خرعة من السعيد من الدغيرات و في رواية اخرى من الغازي من العليان كذلك و في رواية أنها أبنة عمّه و قد أسماها المؤلف السويداء ( فهده ) في كتابه جذوع و فروع و الله أعلم بالأسم ، و السبب في بحثنا على الأسم لأنها ضحت تضحية عظيمة و نبي نسمي عليها أن شاء الله يا زرقنا الله بنشمية في المستقبل .
الزوجة أعترضت على بقاء جماعة عيادة عنده و قالت لهم أذهبوا بحلالنا معكم للربيع في الشمال و أنا و عيادة سوف نبقى في مكاننا و في جبلنا و أن قسم الله حياة لعيادة جيناكم و أن توفاه الله أتيتكم أنا أو رجعتم أنتم بعد المرباع طال الجدل حول البقاء و الرحيل و أشار عليهم عيادة بقبول الرأي الذي يقول بالرحيل .
و فعلاً رحلوا و بقيت الزوجة و عيادة في الجبل فترة ليست بالقصيرة حتى شفاه الله و كانت أثناء فترة نقاهته هي الطبيب و هي الأنيس و هي الخادم و هي الزوجة و أبنة العم و كل ما تحوي الدنياء بالنسبة لعيادة و من أعمالها أنها كانت تشب النار ببعض ألأشجار و تضع رمادها تحت عيادة كي يمتص الرماد الماء المتكون في جسمه من أثر الحريق و كانت لا تستطيع الأمساك به لأنه أصبح كالهبرة الحمراء و لو امسكت به لتمزق جلده و لكنها تقف أمامه و هو مسجى و تتمايل حتى تصل جدايلها ( قرونه ) إلى فمه و يعض ما يتدلى من شعرها و تسحبه برفق حتى يجلس و يعود لفراشه الرمادي بتلك الطريقة أيضاً و كانت تسليه بحديثها طوال سهاده بالليل و النهار و أعتمدوا على ما في الجبل من ماء بـ ( القلات ) و بعض صغير الصيد و بالتأكيد أن لديهم غير ذلك تركوه لهم جماعتهم قبل الرحيل . أنتهت فترة النقاهه و عادوا جماعة عيادة و جميع من ( حط عن رحايله ) و جدع بيته باشر بالسؤال ( بشرونا عن عيادة ) و الجواب أنه بخير من زوجته و كان هذا الجواب الصحيح و كانت عودة جماعته بعد مرباعهم يضاهي يوم العيد فرحة و سرورا للجميع .
و بعدما تكاملوا و أستبشروا بسلامة عيادة و بنوا بيته قال أريد أن أطلع الضلع غداً و أجيب لي بدن ( صيد ) و أغدي جماعتنا و فعلاً في الغد أخذ بندقيته و صعد الجبل المشرف على ديارهم و هو طرفاً من الجزء الجنوبي من جبل أجاء و ما يتشابك معه من جبال العصام . و صاد و كعادته المهارة في الصيد نزع مافي بطن البدن خارجاً و بعض الأعضاء التي لا يفضلونها كي يخف عليه الحمل و جاء نازلاً من الجبل و في منتصف المسافة فضل أن يرتاح قليلاً و غفى غفوة لم تدم طويلاً و قد عكّرها حلم ( رؤياء ) رآه و تمثّل في أنه له ناقة يحبها كثيراً من أبله و قد صعد عليها داب أسود ( صل ) و صابها بمقتل مع ( زرار الورك ) و خارت قواها من السم و ( تثنّت ) و ماتت . فلم يتبادر إلى ذهنه الا زوجته و قد أول ( فسر ) الرؤياء أنه زوجته .
وصل البيت و قال لزوجته أعملي هـ البدن غداء لجماعتنا اليوم و فعلاً تم ذلك و لكن باله بقي مشغولاً بذلك الحلم المزعج و بعدما حل الليل قالت له زوجته ما الأمر اليوم أراك تلاحقني بنظراتك يا عياده و قد غيرت ثوبي خشية أن فيه شيء ما و لكنك لا تزال تنظر لي و كأنك مستغرب من شيء أجهله . قال لها قصة الحلم و لكنها حاولت تهدئته و قالت له أنت تعبان و عقب مرض و هاذي أضغاث و لكنه لم يقتنع بكلامها .
حان وقت النوم و في منتصف الليل أيقضته و هي تطلب منه أن يشب النار و بسرعة فعل ذلك و قال مابك مابك قالت ( كأن شيء قرصن ) و قام برفع الفراش و أذا بـ ( صل أسود كبير ) ينسل من تحت فراشهم خارجاً للخلاء و كأنه يرى في شكل ذلك الثعبان أعادة لما رأه في الرؤياء صباح اليوم .
ماتت الزوجة في نفس اللحضة و دفنوها عند الصباح و تشاءم عيادة من المكان و أمر قومه بالرحيل و قال قصيدة باكية وفاء لزوجته الوافية الطاهرة الطيبة ذات الخصال الحميدة فرحمها الله تعالى على وفاءهم و حسن عشرتهم و جعلها في موازين أعمالهم لأنها من العطف و الرحمة و الرحمة في عرش الرحمن تدعوا لمن وصل بالوصل و لمن قطع بالقطع .
القصيدة طويلة و لها عدّة روايات من عدة روات و لكني أورد بعض ما ترجّح لدي منها .
قال / عيادة بن منيس .
يا مزنة غراء نشـت مـن مغنّـه
-------------------- على الخضر و ديار غمقين الأطعان
تاقف على الرتقة تقـل يـوم سنّـه
------------------ من زود سيله يغرق الأنس و الجان
و لا هيب عـن وديانكـم مستكنّـه
------------------ حلو عليها طامي العشـب لا بـان
يـا ونتـي تاتـي ثمانيـن ونّــه
--------------- ما اقواك يا زوري على ثقل ما جان
ونيـن راعـي سابـقٍ غرقـنّـه
------------------ شهب النواصي مرخيات بالأرسـان
تقنطـرت بوجيههـن و أودعـنّـه
------------------- بنـات قـواد السبايـا كحـيـلان
برماح من فـوق البريـم أضربنّـه
----------------- فوق البريم و حدر لمّـات الأمتـان
عليـك ياللـي مـا لهدّتـن بونّـه
---------------- يابـو ثمـانٍ كنهّـن وزن ميـزان
يامـا يـديّـي كلـهـن لمسـنّـه
----------------- و بالسهر ياما دافي البطن حاضان
صارت علي مثل القطـاة المكنّـه
------------------- ياما بريت و وال الأقـدار عافـان
عرفت يـوم عظامهـا مـأعمدنّـه
------------------ هوزة عديمٍ هازها و أطلق الـزان
و يامل عينٍ تقـل ناضـوح شنّـه
----------------- من البير يجذبها مراجيـع عثمـان
بخلافهـن رقـط المحاحيـل غنّـه
----------------- زمّار دولـة عسكـرٍ تقـل ديبـان
غب السواقـي و الثـلاث أطلعنّـه
----------------- بغروب يودعن أشهب المّي شـلان
وداعتـك سحـم الضـرا لا يجنّـه
---------------- وداعتك قصيرتـك يابـن حركـان
........... تمت مختصرة ...........
=========
و بعد رحيلهم بحوالي شهرين جاء عيادة رائراً لصديقه ( أبن حركان ) و هو سوهج بن حركان من العمود كما كتبه صاحب كتاب قصة و أبيات المؤلف / إبراهيم بن عبدالله اليوسف .
وعندما وصل بيت صديقه لم يجده و سأل زوجته ( وين سوهج ) قالت و هي غاضبة راح لقبر المقروصة .
قال عيادة : من هي ؟
قالت : زوجة عيادة .
قال : ما قصتها ؟
قالت : قرصه له داب و ماتت و وصى زوجي في قصيدة له يرثي زوجته فيها و رحل و من ذلك الحين ( قبل شهرين ) و هو لم يبت ليلة عندنا أذا غابت الشمس ذهب إلى القبر حتى الصباح خائفاً على الميت و يترك الحي .
عند ذلك ذهب عيادة إلى مكان القبر ماشياً على قدميه و لم يصله حتى بدأ نور الفجر و أذا صديقة يصلي سنة الفجر و عندما رآه أستغرب و قال من ؟
قال : عيادة .
قال : و ش جابك ؟
قال : جيت أهلك و أرسلوني لك .
و هما يتعانقان و تنهمر دموعهما و يبكان حتى خارت قواهم و جلسوا و لما أتضح المكان و أكتمل نور الصباح رأى عيادة ما حول القبر و أذا هو مأثور و حوله بعض الأحجار عبارة عن محراب مسجد من عمل صديقه أبن حركان و منام و مكانٍ للجلوس حديث عهد بالناس . و معذر للفرس و آثار تدل على أن أبن حركان له وقت في الحراسة كما أفادت زوجته صديقه أبن منيس .
و بعدما أستراحا من البكاء في ذلك الموقف العاطفي العظيم طلب منه عيادة أن يترك القبر و يعود لينام عند أهله بين زوجته و أبناؤه و أوضح له أنه قال تلك البيت فقط من المحبة و لم يكن يقصد التطبيق حرفياً كما فعل ( أبن حركان ) و نفذ تلك الوصاة .
و لكن أبن حركان قال أيضاً : كيف بي و أنت توصيني على جارتي و تريدني أن أتركها و أتناسى وصاتك يا عيادة .
قال عيادة : و لكنها ميته ؟
قال أبن حركان : و لو كانت ميته فقد أوصيتني على جاره و أودعتني أياها وداعة الله .
عند ذلك أقسم عليه عيادة أن ينتهي عن حراسته للقبر ليلياً و بعد رفض أبن حركان الشديد و أصرار عيادة عليه وافق أبن حركان على مضض و لكنه أشترط أن يضحّي لها خروف كل سنة مع والديه و فعلاً كان ذلك لعدة سنوات في حياة ( أبن حركان ) و قال لي الراوي الشاعر / إبراهيم بن عبدالرحمن الرديعان . أن أبن حركان أوصى أبناؤه من بعده بأن يذبحون لزوجة عيادة ضحية مع ضحيته بعد موته و والديه .
فـ رحم الله أسلافنا الكرام رحمة واسعة و عوضهم الجنة عن صلة أرحامهم و كرمهم و محبتهم للشهامة و أسكنهم فسيح جناته لما عانوه من الفقر و العوز و شظف العيش و القلة
(( مما أعجبني))
أنقل لكم هذه القصة و التي حدثت على الشاعر / عيادة بن منيس الخريصي الشمري . و هي قصة مؤثرة و تتجلى فيها أسمى آيات الوفاء بين الأزواج و الأصدقاء .
و القصة تبدأ بعدما ثار الملح ( البارود ) في عيادة و أحرق كامل جسمه عندما كان يدق منه ما يحتاج إليه أثناء مسيرهم للرحيل لصيد ما يعترض في طريقهم من الصيد و لكن الحجر الذي يدق عليه الملح أصدر شرارة أحرقت الملح من حوله و كاد يموت حريقاً الأ أن الله لطف به و بقي حياً .
عند ذاك أعترض بعض قومه على الرحيل لأن عيادة لا يقدر أن يرحل معهم و لكن زوجته و هي في رواية بعض الرواة أسمها خرعة من السعيد من الدغيرات و في رواية اخرى من الغازي من العليان كذلك و في رواية أنها أبنة عمّه و قد أسماها المؤلف السويداء ( فهده ) في كتابه جذوع و فروع و الله أعلم بالأسم ، و السبب في بحثنا على الأسم لأنها ضحت تضحية عظيمة و نبي نسمي عليها أن شاء الله يا زرقنا الله بنشمية في المستقبل .
الزوجة أعترضت على بقاء جماعة عيادة عنده و قالت لهم أذهبوا بحلالنا معكم للربيع في الشمال و أنا و عيادة سوف نبقى في مكاننا و في جبلنا و أن قسم الله حياة لعيادة جيناكم و أن توفاه الله أتيتكم أنا أو رجعتم أنتم بعد المرباع طال الجدل حول البقاء و الرحيل و أشار عليهم عيادة بقبول الرأي الذي يقول بالرحيل .
و فعلاً رحلوا و بقيت الزوجة و عيادة في الجبل فترة ليست بالقصيرة حتى شفاه الله و كانت أثناء فترة نقاهته هي الطبيب و هي الأنيس و هي الخادم و هي الزوجة و أبنة العم و كل ما تحوي الدنياء بالنسبة لعيادة و من أعمالها أنها كانت تشب النار ببعض ألأشجار و تضع رمادها تحت عيادة كي يمتص الرماد الماء المتكون في جسمه من أثر الحريق و كانت لا تستطيع الأمساك به لأنه أصبح كالهبرة الحمراء و لو امسكت به لتمزق جلده و لكنها تقف أمامه و هو مسجى و تتمايل حتى تصل جدايلها ( قرونه ) إلى فمه و يعض ما يتدلى من شعرها و تسحبه برفق حتى يجلس و يعود لفراشه الرمادي بتلك الطريقة أيضاً و كانت تسليه بحديثها طوال سهاده بالليل و النهار و أعتمدوا على ما في الجبل من ماء بـ ( القلات ) و بعض صغير الصيد و بالتأكيد أن لديهم غير ذلك تركوه لهم جماعتهم قبل الرحيل . أنتهت فترة النقاهه و عادوا جماعة عيادة و جميع من ( حط عن رحايله ) و جدع بيته باشر بالسؤال ( بشرونا عن عيادة ) و الجواب أنه بخير من زوجته و كان هذا الجواب الصحيح و كانت عودة جماعته بعد مرباعهم يضاهي يوم العيد فرحة و سرورا للجميع .
و بعدما تكاملوا و أستبشروا بسلامة عيادة و بنوا بيته قال أريد أن أطلع الضلع غداً و أجيب لي بدن ( صيد ) و أغدي جماعتنا و فعلاً في الغد أخذ بندقيته و صعد الجبل المشرف على ديارهم و هو طرفاً من الجزء الجنوبي من جبل أجاء و ما يتشابك معه من جبال العصام . و صاد و كعادته المهارة في الصيد نزع مافي بطن البدن خارجاً و بعض الأعضاء التي لا يفضلونها كي يخف عليه الحمل و جاء نازلاً من الجبل و في منتصف المسافة فضل أن يرتاح قليلاً و غفى غفوة لم تدم طويلاً و قد عكّرها حلم ( رؤياء ) رآه و تمثّل في أنه له ناقة يحبها كثيراً من أبله و قد صعد عليها داب أسود ( صل ) و صابها بمقتل مع ( زرار الورك ) و خارت قواها من السم و ( تثنّت ) و ماتت . فلم يتبادر إلى ذهنه الا زوجته و قد أول ( فسر ) الرؤياء أنه زوجته .
وصل البيت و قال لزوجته أعملي هـ البدن غداء لجماعتنا اليوم و فعلاً تم ذلك و لكن باله بقي مشغولاً بذلك الحلم المزعج و بعدما حل الليل قالت له زوجته ما الأمر اليوم أراك تلاحقني بنظراتك يا عياده و قد غيرت ثوبي خشية أن فيه شيء ما و لكنك لا تزال تنظر لي و كأنك مستغرب من شيء أجهله . قال لها قصة الحلم و لكنها حاولت تهدئته و قالت له أنت تعبان و عقب مرض و هاذي أضغاث و لكنه لم يقتنع بكلامها .
حان وقت النوم و في منتصف الليل أيقضته و هي تطلب منه أن يشب النار و بسرعة فعل ذلك و قال مابك مابك قالت ( كأن شيء قرصن ) و قام برفع الفراش و أذا بـ ( صل أسود كبير ) ينسل من تحت فراشهم خارجاً للخلاء و كأنه يرى في شكل ذلك الثعبان أعادة لما رأه في الرؤياء صباح اليوم .
ماتت الزوجة في نفس اللحضة و دفنوها عند الصباح و تشاءم عيادة من المكان و أمر قومه بالرحيل و قال قصيدة باكية وفاء لزوجته الوافية الطاهرة الطيبة ذات الخصال الحميدة فرحمها الله تعالى على وفاءهم و حسن عشرتهم و جعلها في موازين أعمالهم لأنها من العطف و الرحمة و الرحمة في عرش الرحمن تدعوا لمن وصل بالوصل و لمن قطع بالقطع .
القصيدة طويلة و لها عدّة روايات من عدة روات و لكني أورد بعض ما ترجّح لدي منها .
قال / عيادة بن منيس .
يا مزنة غراء نشـت مـن مغنّـه
-------------------- على الخضر و ديار غمقين الأطعان
تاقف على الرتقة تقـل يـوم سنّـه
------------------ من زود سيله يغرق الأنس و الجان
و لا هيب عـن وديانكـم مستكنّـه
------------------ حلو عليها طامي العشـب لا بـان
يـا ونتـي تاتـي ثمانيـن ونّــه
--------------- ما اقواك يا زوري على ثقل ما جان
ونيـن راعـي سابـقٍ غرقـنّـه
------------------ شهب النواصي مرخيات بالأرسـان
تقنطـرت بوجيههـن و أودعـنّـه
------------------- بنـات قـواد السبايـا كحـيـلان
برماح من فـوق البريـم أضربنّـه
----------------- فوق البريم و حدر لمّـات الأمتـان
عليـك ياللـي مـا لهدّتـن بونّـه
---------------- يابـو ثمـانٍ كنهّـن وزن ميـزان
يامـا يـديّـي كلـهـن لمسـنّـه
----------------- و بالسهر ياما دافي البطن حاضان
صارت علي مثل القطـاة المكنّـه
------------------- ياما بريت و وال الأقـدار عافـان
عرفت يـوم عظامهـا مـأعمدنّـه
------------------ هوزة عديمٍ هازها و أطلق الـزان
و يامل عينٍ تقـل ناضـوح شنّـه
----------------- من البير يجذبها مراجيـع عثمـان
بخلافهـن رقـط المحاحيـل غنّـه
----------------- زمّار دولـة عسكـرٍ تقـل ديبـان
غب السواقـي و الثـلاث أطلعنّـه
----------------- بغروب يودعن أشهب المّي شـلان
وداعتـك سحـم الضـرا لا يجنّـه
---------------- وداعتك قصيرتـك يابـن حركـان
........... تمت مختصرة ...........
=========
و بعد رحيلهم بحوالي شهرين جاء عيادة رائراً لصديقه ( أبن حركان ) و هو سوهج بن حركان من العمود كما كتبه صاحب كتاب قصة و أبيات المؤلف / إبراهيم بن عبدالله اليوسف .
وعندما وصل بيت صديقه لم يجده و سأل زوجته ( وين سوهج ) قالت و هي غاضبة راح لقبر المقروصة .
قال عيادة : من هي ؟
قالت : زوجة عيادة .
قال : ما قصتها ؟
قالت : قرصه له داب و ماتت و وصى زوجي في قصيدة له يرثي زوجته فيها و رحل و من ذلك الحين ( قبل شهرين ) و هو لم يبت ليلة عندنا أذا غابت الشمس ذهب إلى القبر حتى الصباح خائفاً على الميت و يترك الحي .
عند ذلك ذهب عيادة إلى مكان القبر ماشياً على قدميه و لم يصله حتى بدأ نور الفجر و أذا صديقة يصلي سنة الفجر و عندما رآه أستغرب و قال من ؟
قال : عيادة .
قال : و ش جابك ؟
قال : جيت أهلك و أرسلوني لك .
و هما يتعانقان و تنهمر دموعهما و يبكان حتى خارت قواهم و جلسوا و لما أتضح المكان و أكتمل نور الصباح رأى عيادة ما حول القبر و أذا هو مأثور و حوله بعض الأحجار عبارة عن محراب مسجد من عمل صديقه أبن حركان و منام و مكانٍ للجلوس حديث عهد بالناس . و معذر للفرس و آثار تدل على أن أبن حركان له وقت في الحراسة كما أفادت زوجته صديقه أبن منيس .
و بعدما أستراحا من البكاء في ذلك الموقف العاطفي العظيم طلب منه عيادة أن يترك القبر و يعود لينام عند أهله بين زوجته و أبناؤه و أوضح له أنه قال تلك البيت فقط من المحبة و لم يكن يقصد التطبيق حرفياً كما فعل ( أبن حركان ) و نفذ تلك الوصاة .
و لكن أبن حركان قال أيضاً : كيف بي و أنت توصيني على جارتي و تريدني أن أتركها و أتناسى وصاتك يا عيادة .
قال عيادة : و لكنها ميته ؟
قال أبن حركان : و لو كانت ميته فقد أوصيتني على جاره و أودعتني أياها وداعة الله .
عند ذلك أقسم عليه عيادة أن ينتهي عن حراسته للقبر ليلياً و بعد رفض أبن حركان الشديد و أصرار عيادة عليه وافق أبن حركان على مضض و لكنه أشترط أن يضحّي لها خروف كل سنة مع والديه و فعلاً كان ذلك لعدة سنوات في حياة ( أبن حركان ) و قال لي الراوي الشاعر / إبراهيم بن عبدالرحمن الرديعان . أن أبن حركان أوصى أبناؤه من بعده بأن يذبحون لزوجة عيادة ضحية مع ضحيته بعد موته و والديه .
فـ رحم الله أسلافنا الكرام رحمة واسعة و عوضهم الجنة عن صلة أرحامهم و كرمهم و محبتهم للشهامة و أسكنهم فسيح جناته لما عانوه من الفقر و العوز و شظف العيش و القلة
(( مما أعجبني))