شام
22-08-2008, 18:01
http://www.m0dy.net/vb/imgcache/35.imgcache
لا زالت سلسلة خلُق سيد الخَلق مفتوحة للجميع
يا باغي الخير أقبل .. فهنا الرضا و الرضوان
الفاضلة فاطمة السريحي قد فتحت الباب مشرعاً لنا فلما لا ندخله ..
وكانت هناك وقفات :
http://www.shmmr.net/vb/showthread.php?t=55789
http://www.shmmr.net/vb/showthread.php?t=55736
http://www.shmmr.net/vb/showthread.php?t=55689 (http://www.shmmr.net/vb/showthread.php?t=55689)
و الآن وبعد مقالة القديرة صاحبة الحقيبة المحمدية الفاضلة فاطمة السريحي
سوف أنثر حروفي وكلي خجل .. فلا حروفي ولا كلماتي و لا لغاني قادرة
على التعبير كما ينبغي ولكن هذا الجهد و على الله التوكل ..
كم نحتاجه .. كم نود لو عاد بيننا يسكن قلوبنا .. يشرق في نفوسنا
الصدق .. الصدق .. الصدق
عندما يحل الصدق سوف تندثر بقية السلوكيات السيئة ، سوف ينتفي الظلم
سوف يحل العدل .. سوف ننتصر على اعدائنا .. سوف نحقق مجدنا ونقود الأمم
كيف قاد عليه الصلاة و السلام الأمم .. سؤال حري بالطرح حري بالجواب ..
عُرِفَ عليه الصلاة و السلام ومنذ طفولته بالصادق الأمين ..
و اشتهر بين قومه بذلك ..
وهنا يحق لنا أن نرجع الصدق إلى التوازن العقلي و الواجداني مع الذات .. فالرسالة
لم يحن آوانها و النبوة في علمه سبحانه وتعالى ..
ومع ذلك تميز عليه افضل الصلاة و السلام وقبل البعثة بالصدق ..
فكان يسمى الصادق الأمين .. أكثر من اسمه الكبير صلوات الله تعالى عليه وروحي فداء اسمه ..
تعرض عليه الصلاة و السلام لأنواع الحسد والافتراء وقيل عنه ساحر وشاعر وغير ذلك ولكن لم تستطع ألسنة الكافرين و الجاهلين حين تبليغ الرسالة أن تتفوه عنه بكلمة ( كذاب ) ..
لأنه الصادق الأمين .. فلنرى معاً المدى العميق لصدقه عليه الصلاة و السلام .. في غمرة التعرض لأشد أنواع الاضطهاد ومع ذلك بقي في عيون القوم الصادق ..
يقول تعالى : { وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ }
- شهادة كفار قريش بصدقه - صلى الله عليه وسلم -
ثبت في صحيح البخاري أنه - صلى الله عليه وسلم - لما نزل عليه { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } صعد إلى الصفا، فجعل ينادي يا بني فهر، يا بني عدي ـ لبطون قريش ـ حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش فقال: (( أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقيَّ؟ )). قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقاً. قال: (( فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد )). فقال أبو لهب: تبّاً لك ألهذا جمعتنا؟.
- شهادة أبي جهل بصدقه - صلى الله عليه وسلم -
تقدم الحديث الذي رواه الحاكم بسند على شرط الشيخين أن أبا جهل قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنا لا نكذبك لكن نكذب ما جئت به، فأنزل الله: { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ } .
ولما قال له الأخنس بن شريق: يا أبا الحكم أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب؟ فقال: ويحك والله إن محمداً صادق وما كذب محمد قط ....
- شهادة أبي سفيان بين يدي هرقل ملك الروم بصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووفائه:
فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن أبا سفيان ابن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش، وكانوا ذهبوا إلى الشام، لأجل التجارة في المدّة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مادّ فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه بإيليا فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال: أيكم أقرب نسباً بهذا الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم نسباً. فقال: أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه : قل لهم إني سائل عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه، فوالله لولا الحياء من أن يأثروا عليَّ كذباً لكذبت عليه، ثم كان أول ما سألني عنه أنه قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب، قال: فهل قال هذا القول أحد منكم قط قبله ؟ قلت: لا، قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لا، قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم ؟ قلت: بل ضعفاؤهم، قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون، قال: فهل يرتد أحد منهم؛ سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا، قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا، قال: فهل يغدر؟ قلت: لا، ونحن منه في مدّة لا ندري ما هو فاعل فيها، قال: ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئاً غير هذه الكلمة، قال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم، قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قلت الحرب بيننا وبينه سجال، ينال منّا وننال منه، قال: بماذا يأمركم؟ قلت: يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة، والصدق، والعفاف، والصلة. فقال للترجمان: قل له: سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب؟ فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول قبله قط؟ فذكرت أنْ لا، قلت: فلو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله، وسألتك هل كان في آبائه من ملك؟ فذكرت أنْ لا، قلت: فلو كان من آبائه من ملك لقلت رجل يطلب ملك أبيه، وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت أنْ لا، قلت: لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله، وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل، وسألتك أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حتى يتم، وسألتك أيرتدّ أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فذكرت أن لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب، وسألتك هل يغدر؟ فذكرت أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك بماذا يأمركم؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف، فإن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنّه خارج ولم أكن أظنّ أنّه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه. ثم دعا بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي بعث به إليه مع دحية بن خليفة ال***ي فقرأه، قال أبو سفيان: فلما قال ما قال، وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب، وارتفعت الأصوات فأخرجنا، فقلت لأصحابي حين أخرجنا: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة؛ أنه ليخافه ملك بني الأصفر، فما زلت موقناً أنه سيظهر حتى أدخل الله عليَّ الإسلام )).
ففي هذه القصة آيات بينات، ودلالات واضحات على نبوته - صلى الله عليه وسلم -، وأنه - صلى الله عليه وسلم - صادق فيما جاء به، ومحل الشاهد من القصة شهادة أبي سفيان بن حرب وهو من أشد أعدائه في ذلك الوقت على اتصاف الرسول - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يبعثه الله بالصدق وأنهم لا يتهمونه بالكذب، وبالوفاء وأنه لا يغدر.
- شهادة عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - بصدقه - صلى الله عليه وسلم -: روى أحمد وأصحاب السنن عن عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال: (( لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة كنت ممن انجفل، فلما تبيَّنْتُ وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذّاب، فسمعته يقول: (( أفشوا السلام وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنّة بسلام )).
- شهادة خديجة رضي الله عنها: لما اوحى الله إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم -
في غار حراء لأول مرّة ورجع إلى خديجة ـ رضي الله عنها ـ أخبرها الخبر وقال : (( لقد خشيت على نفسي )).
فقالت له ـ رضي الله عنها ـ :
(( كلاّ والله ما يخزيك الله أبداً؛ إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدوم وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق )). رواه البخاري.
و تتعدد الشهادات في صدقه صلى الله عليه وسلم و في أخلاقه ككل ..
يقول تعالى :
{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } .
وبعد .. إنه الصدق .. صديق الأفئدة و جسر العبور لأفئدة وعقول الآخرين
نستطيع الاقتداء بخطاه عليه افضل الصلاة و السلام لنتعلم منه كيف نصدق
مع أنفسنا ومع الآخرين .. فلا يلبسنا ثوب الكذب ولا يرتدينا وشاح النفاق
لا زالت سلسلة خلُق سيد الخَلق مفتوحة للجميع
يا باغي الخير أقبل .. فهنا الرضا و الرضوان
الفاضلة فاطمة السريحي قد فتحت الباب مشرعاً لنا فلما لا ندخله ..
وكانت هناك وقفات :
http://www.shmmr.net/vb/showthread.php?t=55789
http://www.shmmr.net/vb/showthread.php?t=55736
http://www.shmmr.net/vb/showthread.php?t=55689 (http://www.shmmr.net/vb/showthread.php?t=55689)
و الآن وبعد مقالة القديرة صاحبة الحقيبة المحمدية الفاضلة فاطمة السريحي
سوف أنثر حروفي وكلي خجل .. فلا حروفي ولا كلماتي و لا لغاني قادرة
على التعبير كما ينبغي ولكن هذا الجهد و على الله التوكل ..
كم نحتاجه .. كم نود لو عاد بيننا يسكن قلوبنا .. يشرق في نفوسنا
الصدق .. الصدق .. الصدق
عندما يحل الصدق سوف تندثر بقية السلوكيات السيئة ، سوف ينتفي الظلم
سوف يحل العدل .. سوف ننتصر على اعدائنا .. سوف نحقق مجدنا ونقود الأمم
كيف قاد عليه الصلاة و السلام الأمم .. سؤال حري بالطرح حري بالجواب ..
عُرِفَ عليه الصلاة و السلام ومنذ طفولته بالصادق الأمين ..
و اشتهر بين قومه بذلك ..
وهنا يحق لنا أن نرجع الصدق إلى التوازن العقلي و الواجداني مع الذات .. فالرسالة
لم يحن آوانها و النبوة في علمه سبحانه وتعالى ..
ومع ذلك تميز عليه افضل الصلاة و السلام وقبل البعثة بالصدق ..
فكان يسمى الصادق الأمين .. أكثر من اسمه الكبير صلوات الله تعالى عليه وروحي فداء اسمه ..
تعرض عليه الصلاة و السلام لأنواع الحسد والافتراء وقيل عنه ساحر وشاعر وغير ذلك ولكن لم تستطع ألسنة الكافرين و الجاهلين حين تبليغ الرسالة أن تتفوه عنه بكلمة ( كذاب ) ..
لأنه الصادق الأمين .. فلنرى معاً المدى العميق لصدقه عليه الصلاة و السلام .. في غمرة التعرض لأشد أنواع الاضطهاد ومع ذلك بقي في عيون القوم الصادق ..
يقول تعالى : { وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ }
- شهادة كفار قريش بصدقه - صلى الله عليه وسلم -
ثبت في صحيح البخاري أنه - صلى الله عليه وسلم - لما نزل عليه { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } صعد إلى الصفا، فجعل ينادي يا بني فهر، يا بني عدي ـ لبطون قريش ـ حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش فقال: (( أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقيَّ؟ )). قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقاً. قال: (( فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد )). فقال أبو لهب: تبّاً لك ألهذا جمعتنا؟.
- شهادة أبي جهل بصدقه - صلى الله عليه وسلم -
تقدم الحديث الذي رواه الحاكم بسند على شرط الشيخين أن أبا جهل قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إنا لا نكذبك لكن نكذب ما جئت به، فأنزل الله: { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ } .
ولما قال له الأخنس بن شريق: يا أبا الحكم أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب؟ فقال: ويحك والله إن محمداً صادق وما كذب محمد قط ....
- شهادة أبي سفيان بين يدي هرقل ملك الروم بصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووفائه:
فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن أبا سفيان ابن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش، وكانوا ذهبوا إلى الشام، لأجل التجارة في المدّة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مادّ فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه بإيليا فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال: أيكم أقرب نسباً بهذا الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم نسباً. فقال: أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه : قل لهم إني سائل عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه، فوالله لولا الحياء من أن يأثروا عليَّ كذباً لكذبت عليه، ثم كان أول ما سألني عنه أنه قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب، قال: فهل قال هذا القول أحد منكم قط قبله ؟ قلت: لا، قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لا، قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم ؟ قلت: بل ضعفاؤهم، قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون، قال: فهل يرتد أحد منهم؛ سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا، قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا، قال: فهل يغدر؟ قلت: لا، ونحن منه في مدّة لا ندري ما هو فاعل فيها، قال: ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئاً غير هذه الكلمة، قال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم، قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قلت الحرب بيننا وبينه سجال، ينال منّا وننال منه، قال: بماذا يأمركم؟ قلت: يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة، والصدق، والعفاف، والصلة. فقال للترجمان: قل له: سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب؟ فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول قبله قط؟ فذكرت أنْ لا، قلت: فلو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله، وسألتك هل كان في آبائه من ملك؟ فذكرت أنْ لا، قلت: فلو كان من آبائه من ملك لقلت رجل يطلب ملك أبيه، وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت أنْ لا، قلت: لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله، وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل، وسألتك أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حتى يتم، وسألتك أيرتدّ أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فذكرت أن لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب، وسألتك هل يغدر؟ فذكرت أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك بماذا يأمركم؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف، فإن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنّه خارج ولم أكن أظنّ أنّه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه. ثم دعا بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي بعث به إليه مع دحية بن خليفة ال***ي فقرأه، قال أبو سفيان: فلما قال ما قال، وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب، وارتفعت الأصوات فأخرجنا، فقلت لأصحابي حين أخرجنا: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة؛ أنه ليخافه ملك بني الأصفر، فما زلت موقناً أنه سيظهر حتى أدخل الله عليَّ الإسلام )).
ففي هذه القصة آيات بينات، ودلالات واضحات على نبوته - صلى الله عليه وسلم -، وأنه - صلى الله عليه وسلم - صادق فيما جاء به، ومحل الشاهد من القصة شهادة أبي سفيان بن حرب وهو من أشد أعدائه في ذلك الوقت على اتصاف الرسول - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يبعثه الله بالصدق وأنهم لا يتهمونه بالكذب، وبالوفاء وأنه لا يغدر.
- شهادة عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - بصدقه - صلى الله عليه وسلم -: روى أحمد وأصحاب السنن عن عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال: (( لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة كنت ممن انجفل، فلما تبيَّنْتُ وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذّاب، فسمعته يقول: (( أفشوا السلام وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنّة بسلام )).
- شهادة خديجة رضي الله عنها: لما اوحى الله إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم -
في غار حراء لأول مرّة ورجع إلى خديجة ـ رضي الله عنها ـ أخبرها الخبر وقال : (( لقد خشيت على نفسي )).
فقالت له ـ رضي الله عنها ـ :
(( كلاّ والله ما يخزيك الله أبداً؛ إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدوم وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق )). رواه البخاري.
و تتعدد الشهادات في صدقه صلى الله عليه وسلم و في أخلاقه ككل ..
يقول تعالى :
{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } .
وبعد .. إنه الصدق .. صديق الأفئدة و جسر العبور لأفئدة وعقول الآخرين
نستطيع الاقتداء بخطاه عليه افضل الصلاة و السلام لنتعلم منه كيف نصدق
مع أنفسنا ومع الآخرين .. فلا يلبسنا ثوب الكذب ولا يرتدينا وشاح النفاق