الشقرراويه
19-08-2008, 03:22
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/Images/Health/2008/8/Thumbnails/T_cef4692c-6670-4385-81d5-febdedd534af.jpg
كتب د.سمير محمود:
كثيرة هى العملات والأوراق المالية، متعددة فى أحجامها وأشكالها، بخاصة الورقية. فعلى الرغم من أن المال فى هذه الأيام أصبح مطمع الجماهير إلا أنه فى جانب آخر منه، مصدر سهل لنقل أخطر الأمراض المعدية ونشرها بين قطاعات عريضة من بني البشر، هل سأل أحدنا يومًا عن:
كيفية تعامل الناس وتداولهم لهذه العملات حتى وصلت إلى جيوبنا؟
وهل سألنا عن العمر الزمني لهذه المرحلة، وكم عدد الأيدي التي تناولت هذه الأوراق وتبادلتها فيما بينها؟
وهل كانت كلها نظيفة؟
ومن هو ذلك الحبيب المتّيم الذي خط بعض كلمات حبه على بعض منها، فلما تعذرت فيها محبوبته أنفقتها من دون تردد؟
ومن هو ذاك المولود السعيد الذي بمجيئه تحولت الدنيا إلى عيد؟
وما هي تلك الرائحة الغريبة المتغيرة للفلوس؟ وهل هناك خطورة حقيقية على صحة الإنسان بفعل تداول العملة بين الأيدى الملوثة؟
وهل أصبح هناك فيروس جديد وميكروب طائر وقنبلة موقوتة فى جيبك، وحافظة نقودك، وحقيبة يدها؟
قنبلة مرضية فتيلتها العملات توشك أن تنفجر من دون سابق إنذار؟ ثم من هو المسؤول، من الجاني، ومن المجنى عليه، في جريمة الموت بالعملات؟ هل العملة ذاتها أو الأيدي الملوثة التي تتبادلها؟
أسئلة كثيرة نقلناها إلى خبراء العملة، وأساتذة الطب في محاولة للإجابة عنها.
كلنا يعشق المال ويبحث عنه، وبعض الناس يقضون حياتهم جرياً وراءه.
فالمال إحدى الزينتين اللتين تحدث عنهما القرآن الكريم:
(المال والبنون زينة الحياة الدنيا) "آية 46 الكهف"
وقد عرف الإنسان المال منذ فجر التاريخ ومع بزوغ الحضارات القديمة بأشكال مختلفة، وبصفة خاصة العملات المعدنية كالذهب والفضة والبرونز، ولا يزال التعامل التجارى بها مستمرًا حتى الآن. وفي العصور الوسطى، وتحديدًا في القرن الخامس عشر، مع ظهور الطباعة أضيفت العملات الورقية إلى العملات المعدنية، حتى أصبحت أكثر انتشاراً بين الناس لما لها من ميزان، منها سهولة والتعامل بها.
هذه باختصار قصة العملات، لكن أن تتحول الأموال من نعمة إلى نقمة وإلى مصدر لنقل الأمراض الخطرة بدلاً من كونها وسيلة لرفاهية البشر وقضاء حاجاتهم فهذا هو الجديد الذي قد لا يعرفه الكثيرون. والحقيقة أن العملات الورقية أكثر خطورة على صحة الإنسان من المعدنية.
فالعملات المعدنية أقل خطراً لنعومة ملمسها، وعدم تعرضها للصدأ أو التأكسد كما يحدث لنوعيات من المعادن كالنحاس مثلاً. لكن هذه العملات لها خطورتها على الأطفال إذا وضعها طفل فى فمه، وأخذها آخر ووضعها فى فمه، لأنها تنقل بسهولة أى مرض من الطفل المصاب إلى الطفل السليم. وقد تنزلق العملة فتسد القصبة الهوائية للطفل، وتؤدى إلى الوفاة بعدما تحدث له اختناقاً.
*وماذا عن العملات الورقية؟
أجابت رئيسة مصلحة سك العملة قائلة: فى الحقيقة، الخطورة كلها فى الورق، وعلى الرغم من أن ورق العملة له نوعية خاصة فائقة الجودة، إلا أن تداولها بين ملايين الأيدى يعرضها للتلوث والتلف. ولنضرب مثالاً بأوراق الكتاب الذى يحفظ فى المكتبات ويطلع عليه الباحثون. هذه الأوراق تتعرض بفعل الزمن إلى التمزق والتلف والاصفرار، كما تصاب ببعض الأمراض مثل مرض "السمكة الورقية" والتى تؤدي إلى تهتك نسيج الورق وأليافه وضعف مقاومته وتغير لونه ورائحته. وإذا كانت الحال هكذا مع الكتاب، فما بالنا بأوراق مالية تتحرك باستمرار فى عمليات بيع وشراء كل لحظة في بقاع الدنيا شتى.
*أليس لهذه الحركة من نهاية؟
أجابت: هناك مدى زمنى محدد وفق خطة يتم فيه جمع العملات الورقية البالية والتالفة وحرقها وإعدامها عن آخرها، بخاصة تلك التي يصعب التعامل معها، والتي تكون مصدرًا حقيقيًا للإصابة بأمراض جلدية عديدة، منها أكزيما الجلد أو الحكة الجلدية والجرب.
سوء تعامل :
قد يكون الدرهم أو الجنيه بريئًا، وقد يكون الدولار في منأى عما ينسب إليه من اتهامات بنقل الأمراض أو العدوى ببعض الأمراض. وقد يسأل في ذلك البشر المتعاملون بالأوراق المالية.
فهناك سوء استعمال غريب من جانب قطاعات كبيرة من الجمهور لما يقع بين أيديهم من عملات ورقية أو معدنية... فالبعض يسيء إلى العملة ويتعمد تلويثها معتقدًا أنها ملكًا خاصاً به أبد الدهر، ومصادر تلويث العملة عدة،
منها أولئك الذين يتبادلون عبارات الحب والغزل والتهاني عبر الأوراق المالية، وبعضهم يغالي، فيعطر الكلمات، بخاصة ببعض العطور الزيتية التى تترك أثرها على النقود وتكسبها رائحة متغيرة كلما انتقلت من يد إلى يد أخرى. وبعضهم الآخر يحرص على وضع شعار أو "ختم" أو بصمة خاصة على العملات، وكثير من الشباب يلطخ العملة بدماء أصبعه تعبيرًا عن الحب بينما قد تغالي الفتاة فتطبع شفتيها على الورقة المالية مستعملة فى ذلك ما بدا لها من "مكياج".
أما الملوثات الأخرى للعملة فهى عديدة :
فالباعة المتجولون قد يتركون العملات فى أدراج خشبية قذرة أو أكياس ورقية فيها أتربة. ومنهم من يضعها فى أوان معدنية تتجمع عليها الحشرات والذباب، بخاصة لدى تجار الخض واللحوم والأسماك. وبعض فئات الجماهير أكثر تلويثاً للأموال من غيرهم، مثل العاملين فى محطات الوقود والتشحيم، والعمال فى المصانع, وورش صيانة وإصلاح السيارات وغيرها من الأنشطة. ولو التقطنا حالة واحدة من هذه الحالات لأدركنا على الفور ما تتعرض له العملات من ملوثات، وكيفية انتقال العدوى إلى الإنسان بسهولة..
فتاجر الأسماك يقطع ويزن للجمهور ثم يتناول منه الثمن ويعطيه باقي النقود وقد لوثت العملات الورقية برائحة السمك والذباب، ثم يلتقط بعضاً من هذه العملات ويلتقطها في فمه أثناء العد؛ كل هذا من شأنه نقل الميكروب الذي تحمله هذه العملات إلى الفم مباشرة. والصبي الصغير الذي يضع في فمه أو الذي يعمل مناديًا للسيارات الأجرة، عندما يتبادل النقود مع عامل محطة التشحيم ويتعامل مع الركاب واضعًا النقود في فمه، بعدما تكون قد تلوثت بالبنزين ومشتقات البترول المختلفة.. أليس فريسة سهلة للإصابة بأخطر الأمراض؟
ونظراً لتداول العملات الورقية بين فئات متعددة عن طريق الأيدى، ونظراً لخشونة سطح بعض العملات الورقية، فإن التصاق الميكروبات والطفيليات بها يكون أسهل، ومن ثم نقل الأمراض بأسرع وأسهل الطرق للبشر، وأخطرها الأمراض الجلدية والأمراض الوبائية مثل الالتهاب الكبدي الوبائي وميكروبات الحمى التيفودية.
الموت بالعملات:
سلسلة الأمراض التى تنقلها العملات الورقية طويلة : هناك نوعان من الأمراض التى تسببها العملات الملوثة للإنسان،
أولهما الأمراض البكتريولوجية، وتمثلها الميكروبات التى تعيش في فم الإنسان المصاب وحلقه. ويتم نقل هذه الميكروبات عن طريق وضع العملات في فم الإنسان المصاب، كوضعه العملات الورقية بين شفتيه، فتنقل هذه العملات الأمراض البكتريولوجية المعدية ومنها فيروس الالتهاب الكبدي، وميكروب الحمى التيفودية، وميكروب النزلات المعوية الحادة مثل السالمونيولا، والدوستناريا الباسيلية، والميكروبات السبحية والميكروبات العنقودية.
أما ثاني أنواع الأمراض التي تنقلها العملات فهو الأمراض الطفيلية، كبويضات الدودة الدبوسية "اكسيورس" وبويضات الدودة الشريطية القزمة والاكياس الجيارديا والاكياس الاميبية المسببة للدوسنتاريا المعوية والنزلات المعوية وبويضات الاسكارس،
وتسبب العملات إلى جانب هذين النوعين من الأمراض بعض الأمراض الفطرية التى تصيب الجلد والأصابع مثل "التينيا" والجرب.
إن نقل العدوى، بخاصة فى الدول النامية مشكلة عامة. وذلك لانتشار الجهل وعدم توافر الوعى الصحى لكيفية التعامل مع العملات على نحو سليم.
حلول موقتة :
المشكلة بهذه الصورة خطر يؤرق من يعى خطورة الموقف، لذا كان من الضرورى البحث فى سبل التخفيف من حدة هذه الخطورة.. فأسباب التلوث والعدوى هى مشكلة البشر، لذا لابد من حلها والقضاء عليها حتى إذا كان التحكم فيها صعباً فلابد من توقيع الكشف الطبي الدوري على العاملين في الأماكن التي يوجد فيها الجمهور مثل الفنادق والمطاعم والبنوك والمصانع ودور السينما، مع التركيز على الباعة الجائلين والعاملين فى محطات البنزين والأسواق على اختلافها.
وبالنسبة إلى العملات يفضل أن تكون مادة تكوينها بلاستيكية خفيفة تمنع تشربها للمياه وبالتالى تقلل من فرصة التصاق الميكروبات بها، كما هو جار فى بعض الدول المتقدمة وهو ما جعل التعامل بالفيزا كارد أمرًا شائعًا الآن.
وعلى الرغم من ذلك، تظل أصبع الاتهام موجهة إلى البشر أنفسهم الذين يلوثون العملات بالكتابة عليها. لكن، يمكن وضع تشريعات تحظر الكتابة على العملة أو ختمها، وقصر ذلك على فئات ذات طبيعة خاصة,, وهل يمكن التحكم فى مثل هذه الأحوال فى شكل العملة ونظافتها؟
مجرد تساؤل.. أو اقتراح للحد من جرائم تلويث العملة وقتل الأبرياء من دون قصد
كتب د.سمير محمود:
كثيرة هى العملات والأوراق المالية، متعددة فى أحجامها وأشكالها، بخاصة الورقية. فعلى الرغم من أن المال فى هذه الأيام أصبح مطمع الجماهير إلا أنه فى جانب آخر منه، مصدر سهل لنقل أخطر الأمراض المعدية ونشرها بين قطاعات عريضة من بني البشر، هل سأل أحدنا يومًا عن:
كيفية تعامل الناس وتداولهم لهذه العملات حتى وصلت إلى جيوبنا؟
وهل سألنا عن العمر الزمني لهذه المرحلة، وكم عدد الأيدي التي تناولت هذه الأوراق وتبادلتها فيما بينها؟
وهل كانت كلها نظيفة؟
ومن هو ذلك الحبيب المتّيم الذي خط بعض كلمات حبه على بعض منها، فلما تعذرت فيها محبوبته أنفقتها من دون تردد؟
ومن هو ذاك المولود السعيد الذي بمجيئه تحولت الدنيا إلى عيد؟
وما هي تلك الرائحة الغريبة المتغيرة للفلوس؟ وهل هناك خطورة حقيقية على صحة الإنسان بفعل تداول العملة بين الأيدى الملوثة؟
وهل أصبح هناك فيروس جديد وميكروب طائر وقنبلة موقوتة فى جيبك، وحافظة نقودك، وحقيبة يدها؟
قنبلة مرضية فتيلتها العملات توشك أن تنفجر من دون سابق إنذار؟ ثم من هو المسؤول، من الجاني، ومن المجنى عليه، في جريمة الموت بالعملات؟ هل العملة ذاتها أو الأيدي الملوثة التي تتبادلها؟
أسئلة كثيرة نقلناها إلى خبراء العملة، وأساتذة الطب في محاولة للإجابة عنها.
كلنا يعشق المال ويبحث عنه، وبعض الناس يقضون حياتهم جرياً وراءه.
فالمال إحدى الزينتين اللتين تحدث عنهما القرآن الكريم:
(المال والبنون زينة الحياة الدنيا) "آية 46 الكهف"
وقد عرف الإنسان المال منذ فجر التاريخ ومع بزوغ الحضارات القديمة بأشكال مختلفة، وبصفة خاصة العملات المعدنية كالذهب والفضة والبرونز، ولا يزال التعامل التجارى بها مستمرًا حتى الآن. وفي العصور الوسطى، وتحديدًا في القرن الخامس عشر، مع ظهور الطباعة أضيفت العملات الورقية إلى العملات المعدنية، حتى أصبحت أكثر انتشاراً بين الناس لما لها من ميزان، منها سهولة والتعامل بها.
هذه باختصار قصة العملات، لكن أن تتحول الأموال من نعمة إلى نقمة وإلى مصدر لنقل الأمراض الخطرة بدلاً من كونها وسيلة لرفاهية البشر وقضاء حاجاتهم فهذا هو الجديد الذي قد لا يعرفه الكثيرون. والحقيقة أن العملات الورقية أكثر خطورة على صحة الإنسان من المعدنية.
فالعملات المعدنية أقل خطراً لنعومة ملمسها، وعدم تعرضها للصدأ أو التأكسد كما يحدث لنوعيات من المعادن كالنحاس مثلاً. لكن هذه العملات لها خطورتها على الأطفال إذا وضعها طفل فى فمه، وأخذها آخر ووضعها فى فمه، لأنها تنقل بسهولة أى مرض من الطفل المصاب إلى الطفل السليم. وقد تنزلق العملة فتسد القصبة الهوائية للطفل، وتؤدى إلى الوفاة بعدما تحدث له اختناقاً.
*وماذا عن العملات الورقية؟
أجابت رئيسة مصلحة سك العملة قائلة: فى الحقيقة، الخطورة كلها فى الورق، وعلى الرغم من أن ورق العملة له نوعية خاصة فائقة الجودة، إلا أن تداولها بين ملايين الأيدى يعرضها للتلوث والتلف. ولنضرب مثالاً بأوراق الكتاب الذى يحفظ فى المكتبات ويطلع عليه الباحثون. هذه الأوراق تتعرض بفعل الزمن إلى التمزق والتلف والاصفرار، كما تصاب ببعض الأمراض مثل مرض "السمكة الورقية" والتى تؤدي إلى تهتك نسيج الورق وأليافه وضعف مقاومته وتغير لونه ورائحته. وإذا كانت الحال هكذا مع الكتاب، فما بالنا بأوراق مالية تتحرك باستمرار فى عمليات بيع وشراء كل لحظة في بقاع الدنيا شتى.
*أليس لهذه الحركة من نهاية؟
أجابت: هناك مدى زمنى محدد وفق خطة يتم فيه جمع العملات الورقية البالية والتالفة وحرقها وإعدامها عن آخرها، بخاصة تلك التي يصعب التعامل معها، والتي تكون مصدرًا حقيقيًا للإصابة بأمراض جلدية عديدة، منها أكزيما الجلد أو الحكة الجلدية والجرب.
سوء تعامل :
قد يكون الدرهم أو الجنيه بريئًا، وقد يكون الدولار في منأى عما ينسب إليه من اتهامات بنقل الأمراض أو العدوى ببعض الأمراض. وقد يسأل في ذلك البشر المتعاملون بالأوراق المالية.
فهناك سوء استعمال غريب من جانب قطاعات كبيرة من الجمهور لما يقع بين أيديهم من عملات ورقية أو معدنية... فالبعض يسيء إلى العملة ويتعمد تلويثها معتقدًا أنها ملكًا خاصاً به أبد الدهر، ومصادر تلويث العملة عدة،
منها أولئك الذين يتبادلون عبارات الحب والغزل والتهاني عبر الأوراق المالية، وبعضهم يغالي، فيعطر الكلمات، بخاصة ببعض العطور الزيتية التى تترك أثرها على النقود وتكسبها رائحة متغيرة كلما انتقلت من يد إلى يد أخرى. وبعضهم الآخر يحرص على وضع شعار أو "ختم" أو بصمة خاصة على العملات، وكثير من الشباب يلطخ العملة بدماء أصبعه تعبيرًا عن الحب بينما قد تغالي الفتاة فتطبع شفتيها على الورقة المالية مستعملة فى ذلك ما بدا لها من "مكياج".
أما الملوثات الأخرى للعملة فهى عديدة :
فالباعة المتجولون قد يتركون العملات فى أدراج خشبية قذرة أو أكياس ورقية فيها أتربة. ومنهم من يضعها فى أوان معدنية تتجمع عليها الحشرات والذباب، بخاصة لدى تجار الخض واللحوم والأسماك. وبعض فئات الجماهير أكثر تلويثاً للأموال من غيرهم، مثل العاملين فى محطات الوقود والتشحيم، والعمال فى المصانع, وورش صيانة وإصلاح السيارات وغيرها من الأنشطة. ولو التقطنا حالة واحدة من هذه الحالات لأدركنا على الفور ما تتعرض له العملات من ملوثات، وكيفية انتقال العدوى إلى الإنسان بسهولة..
فتاجر الأسماك يقطع ويزن للجمهور ثم يتناول منه الثمن ويعطيه باقي النقود وقد لوثت العملات الورقية برائحة السمك والذباب، ثم يلتقط بعضاً من هذه العملات ويلتقطها في فمه أثناء العد؛ كل هذا من شأنه نقل الميكروب الذي تحمله هذه العملات إلى الفم مباشرة. والصبي الصغير الذي يضع في فمه أو الذي يعمل مناديًا للسيارات الأجرة، عندما يتبادل النقود مع عامل محطة التشحيم ويتعامل مع الركاب واضعًا النقود في فمه، بعدما تكون قد تلوثت بالبنزين ومشتقات البترول المختلفة.. أليس فريسة سهلة للإصابة بأخطر الأمراض؟
ونظراً لتداول العملات الورقية بين فئات متعددة عن طريق الأيدى، ونظراً لخشونة سطح بعض العملات الورقية، فإن التصاق الميكروبات والطفيليات بها يكون أسهل، ومن ثم نقل الأمراض بأسرع وأسهل الطرق للبشر، وأخطرها الأمراض الجلدية والأمراض الوبائية مثل الالتهاب الكبدي الوبائي وميكروبات الحمى التيفودية.
الموت بالعملات:
سلسلة الأمراض التى تنقلها العملات الورقية طويلة : هناك نوعان من الأمراض التى تسببها العملات الملوثة للإنسان،
أولهما الأمراض البكتريولوجية، وتمثلها الميكروبات التى تعيش في فم الإنسان المصاب وحلقه. ويتم نقل هذه الميكروبات عن طريق وضع العملات في فم الإنسان المصاب، كوضعه العملات الورقية بين شفتيه، فتنقل هذه العملات الأمراض البكتريولوجية المعدية ومنها فيروس الالتهاب الكبدي، وميكروب الحمى التيفودية، وميكروب النزلات المعوية الحادة مثل السالمونيولا، والدوستناريا الباسيلية، والميكروبات السبحية والميكروبات العنقودية.
أما ثاني أنواع الأمراض التي تنقلها العملات فهو الأمراض الطفيلية، كبويضات الدودة الدبوسية "اكسيورس" وبويضات الدودة الشريطية القزمة والاكياس الجيارديا والاكياس الاميبية المسببة للدوسنتاريا المعوية والنزلات المعوية وبويضات الاسكارس،
وتسبب العملات إلى جانب هذين النوعين من الأمراض بعض الأمراض الفطرية التى تصيب الجلد والأصابع مثل "التينيا" والجرب.
إن نقل العدوى، بخاصة فى الدول النامية مشكلة عامة. وذلك لانتشار الجهل وعدم توافر الوعى الصحى لكيفية التعامل مع العملات على نحو سليم.
حلول موقتة :
المشكلة بهذه الصورة خطر يؤرق من يعى خطورة الموقف، لذا كان من الضرورى البحث فى سبل التخفيف من حدة هذه الخطورة.. فأسباب التلوث والعدوى هى مشكلة البشر، لذا لابد من حلها والقضاء عليها حتى إذا كان التحكم فيها صعباً فلابد من توقيع الكشف الطبي الدوري على العاملين في الأماكن التي يوجد فيها الجمهور مثل الفنادق والمطاعم والبنوك والمصانع ودور السينما، مع التركيز على الباعة الجائلين والعاملين فى محطات البنزين والأسواق على اختلافها.
وبالنسبة إلى العملات يفضل أن تكون مادة تكوينها بلاستيكية خفيفة تمنع تشربها للمياه وبالتالى تقلل من فرصة التصاق الميكروبات بها، كما هو جار فى بعض الدول المتقدمة وهو ما جعل التعامل بالفيزا كارد أمرًا شائعًا الآن.
وعلى الرغم من ذلك، تظل أصبع الاتهام موجهة إلى البشر أنفسهم الذين يلوثون العملات بالكتابة عليها. لكن، يمكن وضع تشريعات تحظر الكتابة على العملة أو ختمها، وقصر ذلك على فئات ذات طبيعة خاصة,, وهل يمكن التحكم فى مثل هذه الأحوال فى شكل العملة ونظافتها؟
مجرد تساؤل.. أو اقتراح للحد من جرائم تلويث العملة وقتل الأبرياء من دون قصد