المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ?? (مفاهيم يجب أن تصحح من التاريخ )



alshamari
20-07-2008, 21:28
متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا


إن الحمد لله نحمده و نستعينــه ونستغفره ونعوذ بالله من شــــرور أنفسنا ومن سيئاتأعمالنا من يهده الله فهو المهتدي ومن يضـــلل فلن تجد لـــه ولي مرشدا، وأشهد أن لا إلــــهإلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله،

أما بعد،

فإنخير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وإن شر الأمورمحدثاتها فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في نار،
الأصل في الإسلام الحريّة:
خلق الله جميع البشر أحراراً، وأسبغ عليهم ربهم حقوقاً متساوية، ومنحهم حق الحياة، وحق الحريّة، وحق الملكيّة، وجعلهم متساوين في العبوديّة له، وجعل التقوى أساس المفاضلة بينهم .
وصان الإسلام هذه الحقوق بسلطان الشريعة، وكفل تطبيقها، وفرض العقوبات على من يعتدي عليها.
أما بعد،
كمــــا عرفتم إن عنوان هذا الموضوع أباطيل يجب أن تُمحى من التاريخ، و لعل المرادمن العنوان ( أباطيل ) أي بعض الأمور التي كانت موجودة في الجزيرة العربية وتمارس دون أي قواعد دينية أو ضوابط فقهية أو شرعية أو حتى سماوية ، وللأسف الشديد فقد كانت بعد ظهور وانتشار الإسلام هذه الظاهرة هي ظاهرة " "العبودية" الرق المزعومة " العبثية المزعومة " في الجزيرة العربية والتي كانت مبتدعة في دين الله بقصد أو بغير قصد أو خلل في كيفية التعاطي والتعامل معه وفهمه واستيعابه وفق فقهياته وأحكامه الإسلامية الصحيحة ، ولعل الأخير هو الأرجح بالإضافة إلى غياب المؤسسات الحقوقية والإنسانية في ذلك الزمن، حيث كانت هذه الظاهر بعيده كل البعد عن منهج شرع الله وضوابطه الإسلامية وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم و حتى لا يسيء القاري الفهم و يخلط بينه وبين الرق المشروع في الإسلام وفي جميع الأديان السماوية الأخرى ، فلو بحثنا عنه من منظار إسلامي صحيح وتشريع سماوي صحيح أيضاً ومدى مشروعيته في الإسلام لوجدناه يندرج فقط تحت أحكام الحرب في الإسلام ضد الكفار ، وليس كما كان ينظر له سابقاً من استغلال لفقر البشرية وحاجة الناس الأبيض منهم والأسود واستغلال حاجاتهم الفسيولوجية الأساسية من أكل وشرب ومسكن وغيرة وتوظيف هذه الاحتياجات التي من الله عليهم بها في صالحهم لإدخال الناس في مفهومهم الخداج الذي لم يعرف ولم يفقه معنى العبودية الصحيحة في ذلك الزمن . فلقد حسم الإسلام ذلك وألغى الرق بجميع صوره وأبقى فقط رقالحروب وأخضعه لقاعدة المعاملة بالمثل، فعن رق الحروب قال الله تعالى: فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا (محمد:4) فلن نناقش في هذا الموضوع أسباب الحروب بين المسلمين وغيرهم، بل سنناقش ونوضح أن هناك استغلال لمصطلح " رق " و النتائج التي ترتبت على هذا الاستغلال الخاطئ ، فإذا كان المسلمون هم المنتصرون في الحرب، ولأن الأسرى هم جزء من غنائم الحرب نرى أن نطلّ على تعريف غنائم الحرب في الشريعة الإسلامية.
فقد تحدَّث معظم الفقهاء عن مشروعية الغنيمة من الكفار. ومشروعيتها تعني أن الأرض وما عليها ملك لله وإن الإنسان مستخلف في ملك الله وإذا هو لم يوظف ما يمتلكه لعبادة الله وتقواه يُحرَّم عليه وبما أن الكفار يستغلّون ممتلكاتهم في الكفر فالمؤمن أولى بها من الكافر فالغنيمة إذاً تؤخذ من الكفار انتقاماً منهم كما أن الغنائم تعتبر مكافأة من الله للمجاهد الذي يبذل مجهوداً في سبيل نشر الإسلام.
ويقسم الفقهاء المسلمون غنائم الحرب إلى أربعة أصناف: السلب والغنيمة والفيء و النفل. وتشمل الأموال والأراضي والسبي والأسرى.
وبناء على تلك التشريعات أقرَّت الشرائع الإسلامية سبي النساء والأطفال، واستعبادهم. وعدَّت النساء المسبيات إماءً يتوزَّعهن المقاتلون والأطفال يصبحون ملكاً لهم. أما الأسرى فحدُّهم القتل أو المنّ عليهم بالحرية أو فداؤهم لقاء أسرى المسلمين أو لقاء دفع بدل مادي، أما عند أبي حنيفة وأصحابه أحد أمرين: إما قتلهم وإما استرقاقهم أيهما رأى الإمام. ويقولون في المِّن والفداء المذكورين في الآية نزل ذلك في يوم بدر ثم نُسِخ، وعن مجاهد : ليس اليوم مَنّ ولا فداء وإنما هو الإسلام أو ضرب العنق ، وقد يُراد بالمنِّ أن يُمَنَّ عليهم بترك القتل و يُستَرقُّوا، أو يُمنَّ عليهم فيُخلوا لقبولهم الجزية، وكونهم من أهل الذمَّة. وبالفداء أن يُفادى بأسراهم أسارا المشركين؛ فقد رواه الطحاوي مذهباً عن أبي حنيفة؛ والمشهور أنه لا يرى فداءَهم لا بمال ولا بغيره خيفة أن يعودوا حرباً للمسلمين، وأما الشافعي فيقول: للإمام أن يختار أحد أربعة وهو القتل والاسترقاق والفداء بأسرى المسلمين والمَنّ.
وجاء عند ابن كثير أن هذه الآية نزلت بعد وقعة بدر، فإن الله سبحانه وتعالى عاتب المؤمنين على الاستكثار من الأسرى يومئذٍ، ليأخذوا منهم الفداء والتقليل من القتل ثم ادَّعى بعض العلماء أن هذه الآية المُخَيِّرة بين مفاداة فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ]الأسير والمَنِّ عليه منسوخة بقوله تعالى (التوبة: من الآية5). وقال[فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ -وهم الأكثرون ليست بمنسوخة ثم قال بعضهم: إنما الإمام مُخَيَّر بين المَنِّ على الأسير ومفاداته فقط ولا يجوز له قتله وقال آخرون منهم: بل أن يقتله إن شاء وزاد الشافعي فقال: الإمام مُخَيَّر بين قتله أو المنِّ عليه أو مفاداته أو استرقاقه أيضا
إذاً نلاحظ أن هذه الظاهرة يتم التعامل معها وفق أحكامها الإسلامية وفقه في التعامل ، لا عبثاً كما كان حاصل سابقاً في الجزيرة العربية ودول الخليج ، حيث كان الرق كما يزعمون بلا فتوحات ولا غيره ، وهو أشبة بقانون الغابة ، فقد كان وفق نظرة و مصالح اقتصادية وتجارية بحته و لبسط النفوذ وغيره من الأمور الأخرى و التي ما أنزل الله بها من سلطان وللأسف الشديد فقد عشعشت آثار تلك الأباطيل في عقول وأدمغة المجتمع البدوي قديماً ونوعاً ما حديثاً وبقيت تداعياته تلقي بظلالها على الأجيال الجديدة ، جيلاً بعد جيل وعلى هذه الأجيال أن تستيقظ من نومها العميق عن هذا الفهم الخاطئ والخداج والذي يمكن أن أشبهه بنوم أهل الكهف ، وتعلم أن تلك الأحداث كانت منافية لشرع الله وما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وأنها كانت بدع في دين الله وأنه من الواجب أن يكفروا عن ما أرتكبه أسلافهم رحمهم الله ، إلا ما كان وفق شريعة الإسلام وأحكامه ، أي أسرى الحروب في زمن الفتوحات الإسلامية ضد الكفار ، أيضاً و بالنظر للموضوع من جانب الأمم غير المسلمة ووفق دياناتها وتشريعاتها السماوية نجد أنها أيضاً تسترق أعداءها المغلوبين في الحروب، وتسبي نساءها، وتخطف أطفالها، أما بعد ظهور الإسلام فقد جرى العمل حتى العهد العباسي المعروف بالعصر الذهبي للإسلام، بأن سبب الرق هو وقوع الكافر أسيراً في يد المسلمين عند الحرب، حيث نظّم الإسلام علاقته مع الدول المحاربة له على أساس المعاملة بالمثل، وعلى أنه ضرورة في الحرب فقط، إنقاذاً للأسير من القتل الذي كان أعداء الإسلام يمارسونه بحقه عند انتصارهم تشفيّاً وانتقاماً، وقياماً بواجب تبادل الأسرى لتحريرهم من قبضة آسريهم، وترك لإمام المسلمين حريّة التصرّف في الأسرى، إما بإطلاق سراحهم من الأسر، وإما بدفع فدية مالية عن كل أسير، وإما باسترقاقهم .
والمتأمل لأحوال أحفاد أولائك البدو حالياً إشارة إليهم لا تحقيراً لهم و من خلال منتدياتهم وقنواتهم الفضائية التي تساهم في رجوع وتخلف الأمة عن بقية الأمم ، سوف يوقن أنهم مصابون بحـمى " التفاخر " الذي نهى عنه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال ( لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا أو ليكنن أهو على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه ) هذه هي قيمة المتفاخر و المتعالي فهي النتانة ، كما جاء عن رسولنا الكريم وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى من الله تبارك وتعالى وللأسف فإنك ستجد من يبرر عن إمبراطورية التفاخر لأنه يعتبر من المقدسات العظيمة في نظرة ومن أهم الواجبات الحياتية واليومية في نظر المجتمع القبلي باحثاً عن المبررات من المتشابه وغير المتشابه من الأحاديث وغيرها من أحوال الجاهلية الأولى . فلا يكاد تمر ساعة أو يمضي يوم إلا وتشاهد تمجيداً وتعظيماً وتقديس لا بل وتلميعاً لما فعله أسلافهم في ذلك الزمن ، بينما الأمة الإسلامية تحتاج لمن يقدم لها لا لمن يدندن ويتغنى ويرقص على إيقاعات و وقعات إسلافه وأجداده ليل نهار بلا كلل ولا ملل .
ومن تداعيات هذه الحمى التي ألقت بظلالها على المجتمع في عصرنا الحاضر ومن أبرز مظاهرها التكبر و التعالي و تحقير الغير ، وكما هو معروف فإن لكل فعل ردت فعل مساوية لها في القوة معاكسة لها في الاتجاه وبالتالي تفكك المجتمع واضمحلال وحدته الوطنية وانتشار العداوات والبغضاء بين أبناءه وهذه حقيقة واقعية لا مبالغه فيها ، فقد أوجدت تلك التداعيات صدعاً كبيراً في مفهوم الوحدة الوطنية وبلا أدنا شك والتي نحاول جاهدين لرأب هذا الصدع ومعالجته حتى نحقق ونعمق مفهوم الشعور بالوحدة الوطنية لخدمة هذا البلد من كل شر ونسعى في هذه الفترة لتأليف كتاب يثبت بطلان تلك الظاهرة المزعومة ، حيث نشير أنه سيتم طرحه وتناوله من منطلق إسلامي صحيح بعد الرجوع للعلماء في بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالموضوع و مناقشتها وعرضها عليهم وعلى طلبة العلم الثقاة و بعض دعاة هذا البلد الموثوق بهم إن شاء الله ، حتى تزول الغشاوة عن أعين من أصيبوا بذلك المرض العضال ويستفيقوا من سباتهم العميق ، لينهضوا متحللين متجردين منها ومن تبعات الجاهلية الأولى ليمضوا ويسيروا قدماً لا خلفاً ، مشاركين في سير عجلة التنمية ، فكل ما من شأنه التقليل من وحدة هذا الوطن و إيقاف عجلته التنموية أو إرجاعها للخلف يجب التصدي له ومعالجته وبشكل حضاري ، تاركين خلفنا كل تعصب وكل انغلاق فكري وتقوقع والإنفراد بالري و فرضه على الآخرين وليكن شعارنا هو النقاش الهادف والحوار البناء المقنع بمشيئة الله تعالى ، حتى نزيل كل الشبهات والشوائب والعقبات التي تعترض عجلة التنمية معتمدين على الله ثم على دستورنا ووفق منهج وتعاليم ديننا الإسلامي الصحيح، وبالرجوع لصلب الموضوع نجد أن كثيراً من الروايات تشير أن مصدر ذلك التصور الخاطئ لمفهوم مصطلح " العبودية " هو ما وقع من تحريفات بعض اليهود عندما قالوا : أنه عندما كان نبي الله نوحاً نائم إذ انكشفت عورته بسبب الهواء فشاهده ولده حام والذي كان من سلالته الأقباط والسود فضحك على أبيه وبينما هو كذلك إذ شاهدا أخواه سام أبو العرب ويافث حال أبيهم فسترا عورته فاستيقظ من منامه فدعا لهما ودعا على حام بأن يكون عبداً لهما ، وهناك بعض الروايات والإسرائيليات المحرفة من هذا القبيل ، التي انطلت علينا نحن المسلمين لكن رد القرآن الكريم كان صريح مكذباً هذه الضلالات ، حيث يقول ولا تزر وأزره وزرا أخرى. لذا فهو تشريع أمر غير تشريع أمر الله وفي الغالب يكون مصدره الجهل وإستغلال فقر وحاجة النفس البشرية بسبب الفاقة والحرمان في ذلك الزمن السحيق ، ولذلك فقد سارعت الحكومة حينها بإبادة تلك الأمور واجتثاثها من جذورها مستلهمة في ذلك حكم الله وشرع الله وأحكام الدين الإسلامي الصحيح ويرجع سبب ذلك لبطلان تلك الظاهرة وتجردها من تعاليم الدين الإسلامي و أن التحليل والتحريم يجب أن يعود إلى ماكان في كتاب الله، فلا يملك أحد أن يحل ويحرم ولا يشرع بخلاف ما أنزله الله في القرآن ومافصله النبي من قول أو عمل .
فالإسلام لا يعني شرعية الرق، بل يعالج الواقع الجاهلي الذي كان يوجد في عصر نزول القرآن، والواقع الشبة الجاهلي الذي كان يوجد في مجتمع الجزيرة العربية بعد نزول القرآن بسبب أحداث الزمان لأن الجزيرة العربية على وجه الخصوص تزاحمت عليها هجرات و غزوات شتى من جميع الأعراق و منذ فجر التاريخ و حتى توحيدها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه ورحمة الله رحمة واسعة، و على أراضيها تصاهرت شعوب و تعاركت ملل .
لذا يجب أن تمحى من التاريخ و من أذهان الناس وأن تصححالمفاهيم وفق شرع الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم . فكلمة " عبد " أعتاد معظم أهل الجزيرة العربية إلا من رحم الله وتحديداً المجتمع القبلي "البادية" إطلاقها وإلصاقها على كل شخص أسود البشرة مستمدين ذلك من تثقيف مشايخهم أو آبائهم أو أسرهم أو مجتمعهم القبلي الضيق الأفق المتسع في نظرهم ، إذن ومن خلال هذا الطرح نعرض لفظ كلمة " عبد " المحفور في أذهان الكثيرين على كتاب الله وسنة نبيه بل وعلى جميع الشرائع والأديان السماوية والأرضية الأخرى وننظر كيف يتم تناولها وتعاطيها وفق فقهيات وشرائع هذه الأديان بما فيها ديننا الإسلامي ، فلننظر للتفصيل لهذا الجانب فيما يلي :
لو عدنا ورجعنا إلى جميع الأديان السماوية وبحثنا فيها نجد أنه هناك معايير ومسوغات وضوابط فقهية من خلالها نطلق كلمة عبد وليس كما يفعل بعضنا عندما يطلقها جزافاً ولو بدأنا بالتوراة، فالتوراة تقول :
- حين تقترب من مدينة لتحاربها ادعها إلى الاستسلام فإن قبلت السلام وفتحت لكأبوابها، فالشعب الموجود فيها كله يسخر ويستعبد.
- أما المدينة التي لا تستسلم وهوإذا رفضت السلم معكفحطَّم بحد السيف جميع ذكورها، أما النساء والأطفال والأنعام وكل ما يكون فيها فهوغنيمة.
- كما فرضت التوراة الرق عقوبة للسارق.
- وكذلك ورد الاسترقاق في التوراة عند العجز عن سداد الدين للمدين .
إذا ومن خلال التوراة فقط نستنتج أن هناك خطأ في إلصاق كلمة عبد بكل إنسان أسود اللون فالكل يعلم أن نسب اليهود من أنقى النسب فهم من سارة الحرة الآية في الجمال وإبراهيم خليل الرحمن عليهما السلام فقد أنجبت اسحق والذي أحفاده هم بني إسرائيل إخوان القردة والخنازير وكلهم بيض ، ورغم هذا فقد لحقت كلمة عبد كل من خالف شرع الله ولطخ وجهه بسواد المعصية الحقيقي وثبت بطلان النظرية اليهودية المسمَّاة بنسبية القيم وعدم ثباتها والتي يعمل بها وللأسف أبناء هذه الأمة والمجتمع القبلي "البدوي" على وجه الخصوص إلى من رحم الله .
وقصة سارة الحرة تعود عندما قدم إبراهيم عليه السلام أرض جبار ومعه سارة ، وكانت أحسن الناس ، فقال لها : إن هذا الجبار إن يعلم إنك امرأتي يغلبني عليك ، فإن سألك فأخبريه إنك أختي ، فإنك أختي في الإسلام ، فإني لا أعلم في الأرض مسلما غيري وغيرك ، فلما دخل أرضه رآها بعض أهل الجبار أتاه فقال له : لقد قدم أرضك امرأة لا ينبغي لها أن تكون إلا لك ، فأرسل إليها فأتي بها ، فقام إبراهيم عليه السلام إلى الصلاة ، فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها ، فقُبضت يده قبضة شديدة فقال لها : ادعي الله أن يطلق يدي ولا أضرك ، ففعلت ، فعاد ، فقُبضت أشد من القبضة الأولى ، فقال لها مثل ذلك ، ففعلت ، فعاد ، فقُبضت أشد من القبضتين الأوليين ، فقال : ادعي الله أن يطلق يدي فلك الله أن لا أضرك ، ففعلت ، وأُطلِقت يده ، ودعا الذي جاء بها فقال له : إنك إنما أتيتني بشيطان ! ولم تأتني بإنسان ، فأخرِجها من أرضي ، وأعطها هاجر وكانت أمة عبده تم سبيها في معركة في ذلك الزمن . قال : فأقبلت تمشي فلما رآها إبراهيم عليه السلام انصرف فقال لها : مهيم ؟ قالت : خيراً . كفّ الله يد الفاجر ، وأخدم خادما إشارة إلى هاجر عليها السلام حيث أهدتها سارة إلى إبراهيم عليه السلام وحملت منه وأنجبت إسماعيل عليه السلام وكان من نسله العرب وأفضل خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم ولهذا يزدري اليهود العرب ويقولون أنهم أبناء عبده وهم أبناء الحرة سارة ويدعون أنهم شعب الله المختار فسلط الله عليهم بسبب هذا التمييز من ذلك الزمن إلى يومنا هذا ، والمتتبع لحالهم يرى أن الله سلط عليهم كل فرعون زمانه من ذلك الزمن إلى فرعون مصر إلى هتلر .
موقف الإسلام من "العبودية " الرق
حيث من المعلوم أن القرآن الكريم ينسخ ما قبله ولنتطرق إلى تعريفات حول الناسخ والمنسوخ
الناسخ والمنسوخ هما عملية تغيير مترابطة، فالناسخ، بمعنى المغيِّر والمنسوخ بمعنى التغير. فالمنسوخ هو مفعول لفعل قديم، وناسخه فاعل جديد متجدد.
ولا يمكن لعملية النسخ، بمعنى التجديد، أن تتحول إلى عملية ثابتة، أي أن يحصل التغيير في زمن ومكان محدد لا يمكن تصبح بعدهما عملية التغيير غير شرعية أو غير واقعية. بل عملية التغيير هي عملية جدلية مستمرة.
ـ إن وجود أحكام للرق في الشريعة الإسلامية لا يعني شرعية الرق، فالإسلاميعالج الواقع الجاهلي الذي كان يوجد في عصر نزول القرآن، حيث كان الرق نظاماًاقتصادياً وكان القانون الروماني كما سبق يميز بين الناس في الحرية، والرقمشروعاً فيه ، وحين جاء الإسلام حسم ذلك وألغى الرق بجميع صوره وأبقى فقط رقالحروب وأخضعه لقاعدة المعاملة بالمثل، فعن رق الحروب قال الله تعالى: (فإمَّامنَّا بعد وإمَّا فداء حتى تضع الحرب أوزارها) محمد:4
فبعد ظهور الإسلام كان سببالملك بالرق هو الكفر، ومحاربة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإذا قدر الله قتالالمسلمين للكفار؛ جعل الله الكفار ملكًا لهم بالسبي، إلا إذا اختار الإمام المن أوالفداء، لما في ذلك من مصلحة المسلمين.
وهذا الحكم من أعدل الأحكام، وأوضحهاوأظهرها حكمة: فالله جل وعلا خلق الخلق ليعبدوه ويوحدوه: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّوَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: ٥٦].
وأسبغ عليهم نعمه ظاهرةوباطنه، فتمرد الكفار على ربهم، وإعلانهم الحرب على رسله وأوليائه؛ قد ارتكبوا بنعمالله ما أسخطه عليهم، وهذه جريمة كبيرة، فعاقبهم الحكم العدل اللطيف الخبير جل وعلاعقوبة شديدة تناسب جريمتهم؛ فسلبهم التصرف.
والقاعدة المعروفة عند العلماء وكافة العقلاء: «أن الحق السابق لا يرفعه الحقاللاحق». فالمسلمون لما غنموا الكفار بالسبي؛ ثبت لهم حق الملكية، فإن أسلم الرقيقبعد ذلك، كان حقه في الخروج من الرق بالإسلام مسبوقًا بحق المجاهد الذي سبقت لهالملكية قبل الإسلام، وليس من العدل والإنصاف رفع الحق السابق بالحق المتأخرعنه.
- أن الاسترقاق في الإسلام إنما كان معاملة بالمثل، حيث كان الأسرىيُسترقون، لكن الإمام مخير بين المن والفداء والقتل والرق حسب المصلحة فيذلك.
،ولكن في نفس الوقت وعند بداية ظهور الإسلام حث على الجهاد والحروب لإدخال الناس في الإسلام، وبذا فتح الباب على مصراعيه لاقتناء العبيد والإماء، وكانت النتيجة النهائية ازدياد أعداد العبيد بمئات الآلاف في الجزيرة العربية وفي الأقطار الأخرى التي أصبحت جزءاً من الدولة الإسلامية ، ولأن الفتوحات الإسلامية طالت شمال إفريقية والأندلس وأوربا الشرقية في أيام الخلافة العثمانية، فقد فاق عدد العبيد والإماء البيض عدد العبيد السود من إفريقيا ،
قال الله تعالى: فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا (محمد:4)
ومن الآية نجد أن الإسلام لا يجيز استرقاق المسلم بأي حال من الأحوال، أو غير المسلم الذي دخل بذمة المسلمين يهودياً أو مسيحياً ،و إن الإسلام لم يبحالرق إلا في أسرى الحرب الذين أقدموا باختيارهم وحاربوا كلمة التوحيد ، وهذا دليل واضح على عدم وجود عبيد أو موالي للقبائل العربية وغيرها في زمن الرق المزعوم كما يدعون ويتشدقون من منطلق الافتخار و التيه و العُجْب و المفاخرة بالآباء و الأجداد و للتباهي و التعالي الذي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال فيه ( لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه ) فعلى الرغم من أن الإسلام حارب ذلك بقوة في القرآن الكريم و في السنة الشريفةإلا أن هذا هو ديدنهم ومعتقدهم الأزلي.
قال الله تعالى: (يأيها الناساتقوا ربكم الذين خلقكم من نفس واحدة) النساء:1، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم لآدم وآدم من تراب وقال أيضاً): الناس سواسية كأسنانالمشط ( أما الفوارق بين المسلم وغير المسلم فهذه بالنسبة للعقيدة فلا إكراه فيالدين·
و قال تعالى :" إنَّ أكرمَكُمْ عـند الله أتـقاكم " هذا هو الميزان الحقيقي .
قال الله تعالى: فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا (محمد:4)
قال البيضاوي في تفسير هذه الآية السابقة ، الاسترقاق منسوخ بهذا النص أو مخصوص بمعركةبدر· فالأصل العام هو المساواة بين الناس جميعاً،وفي غير ذلك فالتشريعات يتساوى فيها المسلم مع غير المسلم·
و جعل الإسلام المساواة بين الناس جزءاً لا يتجزأ من العدل في الإسلام·
فالناس سواسية، فلا تمييز بسبب اللون أو اللغة أوالجنسية أو العرق أو الغنى، وفي هذا روى جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: يأيها الناس إن ربكم واحد، لا فضل لعربي على عجمي، ولا لأعجمي على عربي ولالأسود على أحمر، ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند اللهأتقاكم<·
وعند حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كلكم بنو آدم وآدم خلق منتراب، ولينتهين أقوام يفخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان.
إذن صدق عمر أبن الخطاب في قوله "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" إذ لا وجود لما تدعيه القبائل العربية حالياً من وجود عبيد وإنما الحقيقة واضحة وكما أشرت سابقاً هو استغلال حاجات الناس الفسيولوجية من أكل وشرب ومسكن وملبس وغيرة وتلبيتها لهم مقابل تكليفهم بأعمال حرفيه أو مهنيه أو خدماتيه أو غيرها من الأعمال لبسط النفوذ أو غيره ، وهذا يعتبر تبادل مصالح بينهم لا استرقاقهم كما يدعيه المجتمع القبلي " البدوي " وتصورهم هذا إن دل على شيئ فإنما يدل على الفهم والتصور الخاطئ لمفهوم " العبودية " الرق في الإسلام وعدم فهم فقهياته الإسلامية والأحكام المتعلقة به . بمعنى آخر أنهم يعتقدون أن من تعامل معهم وعمل عندهم سواءاً فرداً أو جماعة من قبيلة آخرى أو نشأت بينه وبينهم علاقة عمل كرعي الغنم مثلاً يصبح رقيق " عبد " لهم وهذه النظرة تشبه إلى حد ما، الطور الأول من المرحلة التاريخية التي مرت بها العبودية في أيام الجاهلية ناسين ومتجاهلين أن الإسلام سن قواعد وضوابط تم ذكرها في القرآن الكريم كما أشرنا وذكرناها سابقاً ، وأنها انتهاك لشرع الله ولتعاليم الدين الإسلامي، إذن و لأن موقف الإسلام وأضح وجلي وتعاليمه واضحة وضوح الشمس كما تم تفصيلها فإنه يتضح أنه لا وجود " للعبودية" الرق المزعومة إلا لرق الحروب فقط ضد الكفار. ويجب أن لا ننسى أن هناك غول قادم من بعيد يقف خلفه الأعداء ليمزقوا وحدتنا الوطنية ويبثوا روح الفرقة والخلاف بين أبناء هذا البلد ويغزوننا بأفكارهم من بعيد ، فقد نجحوا على الصعيد الثقافي والأدبي وبطريقه مباشرة أو غير مباشرة من خلق متبنّين لأفكارهم وخططهم من أبناء هذا البلد ذوي النزعة القبلية الضيقة الأفق التي ظاهرها التكبر و التعالي و تحقير الغير، فقد سخروا أنفسهم وأرواحهم وأوقاتهم و فتحوا منتدياتهم وقنواتهم الفضائية ومجالسهم معتقدين أنهم يقدمون الخير للأمة وللوطن وللبشرية ، بل السم مدسوس في العسل وهم لا يعلمون فظاهرها فيها الرحمة ومن قبلها فيها العذاب ، فأن كانوا يعلمون حقيقة الأمر فتلك مصيبة وإن كانوا لا يعلمون فالمصيبة أعظموا ، فإلى متى سنبقى بهذه السذاجة يتم استغلالنا كأدوات من حيث نعلم ومن حيث لا نعلم . آمل أن ينشر هذا الموضوع لتعم الفائدة وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .