صالح المطلق
18-06-2002, 13:56
طرائف ونوادر[/SIZE]
غلام يتيم أكرم من حاتم
قيل: سأل رجل حاتماً الطائي فقال :يا حاتم ،هل غلبك أحد في الكرم ؟ فقال :نعم غلام يتيم من طيء نزلت بفنائه ، وكان له عشرة رؤوس من الغنم فعمد إلى رأس منه فذبحه . وأصلح من لحمه ، وقدم إلي وكان فيما قدم إلي الدماغ فتناولت منه فاستطبته ،فقلت له : له طيب والله .فخرج من بين يدي وجعل يذبح رأساً رأساً ، ويقدم إلي الدماغ وأنا لا أعلم .فلما خرجت لأرحل نظرت حولبيته دماً عظيماً ، وإذا هو قد ذبح الغنم بأسره .فقلت له : لم فعلت ذلك ؟ فقال : يا سبحان الله تستطيب شيئاً أملكه وابخل عليك به ، إن ذلك لسبة على العرب قبيحة . قيل يا حاتم : فما الذي عوضته ؟ ثلاثمائة ناقة حمراء وخمسمائة رأس من الغنم .فقيل أنت إذاً أكرم منه ، فقال: بل هو أكرم لأنه جاد بكل ما يملكه وإنما جدت بقليل من كثير .
سخاء غلام
قيل : إن عبد الله بن جعفر خرج إلى ضيعة له فنزل على نخيل قوم وفيها غلام أسود يعمل بها، إذ أتى الغلام بغدائه وهي ثلاثة أقرص ، فرمى بقرص منها إلى كلب كان هناك فأكله ، ثم رم إليه الثاني فأكله ، ثم والثالث فأكله وعبد الله بن جعفر ينظر إليه ، فقال: يا غلام كم قوتك كل يوم ؟ قال : ما رأيت .قال :فلم آثرت هذا الكلب ؟ فقال : إن هذه الأرض ليست بأرض كلاب ، وإنه جاء من مسافة بعيدة جائعاً فكرهت رده . فقال له عبد الله بن جعفر : فما أنت صانع اليوم ؟ قال : أطوي يومي هذا .فقال عبد الله بن جعفر لأصحابه : ألام على السخاء وهذا الغلام اسخى مني ثم انه اشترى الغلام وأعتقه واشترى الحائط ومت فيه ووهب ذلك له .
ثلاثة من الجود
تراهن ثلاثة من الأجواد ، فقال بعضهم : أجود الناس في عصرنا قيس ب سعد بن علقمة ، وقال آخر أجود الناس عبد الله بن جعفر وقال آخر : أجود الناس عرابة الأوسي ، فتشاجروا في ذلك فأكثروا . فقال لهم الناس :يمضي كل واحد منكم إلى صاحبه يسأله حتى ننظر ما يعطيه ونحكم على العيان . فقام صاحب عبد الله بن جعفر فصادفه في بعض أسفاره على راحلته ، فقال يا بن عم رسول الله ، أنا بن سبيل منقطع أريد رفدك لأستعين به ، وكان قد وضع رجله على ظهر الدابة فأخرج رجله وقال : خذها بما عليها ، فأخذها فإذا عليها مطارف خز وألفا دينار . ومضى صاحب قيس بن سعد فصادفه نائماً فقرع الباب ، فخرجت له جارية فقالت : ا حاجتك فإنه نائم؟ قال : ابن سبيل منقطع أتيت إليه يعينني على طريقي .فقالت له الجارية : حاجتك أهون علي من إيقاظه . ثم أخرجت له صرة فيها ثلاثمائة دينار وقالت له : امض الى معاطن الإبل فاختر لك منها راحلة فاركبها وامض راشداً . فمضى الرجل فأخذ المال والراحلة . ولما استيقظ قيس من منامه أخبرته الجارية بالخبر فأعتقها . ومضى صاحب عرابة فوجده قد عمي وقد خرج من منزله يريد المسجد ، وهو يمشي بين عبدين ، فقال : يا عرابة ، ابن سبيل منقطع يريد رفدك فقال : واسوأتاه والله ما تركت الحقوق في بيت عرابة الدراهم الفرد ، ولكن يابن أخي خذ هذين العبدين ، فقال الرجل : ما كنت بالذي أقص جناحيك . فقال : والله يا بن أخي لابد من ذلك وإن لم تأخذهما فإنهما حران فنزع يديه من العبدين ورجع إلى بيته وهذا الجدار يلطمه وهذا الجدار يصدمه حتى أثر ذلك في وجهه . فلما اجتمعوا حكموا لصاحب (عرابة) بالجود.
غلام وأخته
حدث أحدهم قال : بينما أنا أسير في طريق اليمن إذا غلام واقف على الطريق في اذنيه قرطان وفي كل قرطة جوهرة يضيء وجهه من ضوء الجوهرة وهو يمجد ربه بأبيات من الشعر فسمعته يقول:
مليك في السماء به افتخاري عزيز القدر ليس به خفاء
فدنت منه فسلمت عليه ، فقال : ما أنا براد عليك السلام حتى تؤدي من حقي الذي يجب لي عليك ،قلت : وما حقك ؟قال : أنا غلام على مذهب إبراهيم الخليل . ولا اتغدى ولا اتعشى كل يوم حتى أسير الميل أو الميلين في طلب الضيف ، فأجبته إلى ذلك .فرحب بي وسرت معه حتى قربنا من خيمة شعر . فلما قربنا من الخيمة صاح : يا أختاه ، فأجابته جارية من الخيمة : يا لبيكاه . قال : قومي إلى ضيفنا هذا . فقالت الجارية : اصبر حتى ابدأ بشكر المولى الذي سبب لنا هذا الضيف ، فقامت فصلت ركعتين شكراً لله . فأدخلني الخيمة ،فأجلسني فأخذ الغلام الشفرة وأذ عناقاً له ليذبحها . فلما جلست في الخيمة نظرت جارية أحسن الناس وجهاً ، فكنت اسارقها النظر ، ففطنت لبعض لحظاتي ، فقالت لي : مه ، أما علمت أنه نقل إلينا عن صاحب يثرب أن ( زنى العينين النظر) ، أما إني ما أردت بهذا أن أوبخك ولكني أردت أن أؤدبك لكيلا تعود لمثل هذا . فلما كان وقت النوم بت أنا والغلام خارج الخيمة ، وباتت الجارية في الخيمة ، فكنت أسمع دوي القرآن الليل كله أحسن صوت يكون وأرقه ، فلما أن أصبحت قلت للغلام : صوت من كان ذلك ؟ فقال : تلك أختي تحيي الليل كله حتى الصباح ، فقلت : يا غلام أنت أحق بهذا العم من أختك ، أنت رجل وهي امرأة . فتبسم ثم قال : ويحك يا فتى أما علمت أنه موفق ومخذول .
أنا قاتل أبيك
قيل :لما أفضت الخلافة إلى بني العباس اختفى رجل من بني أمية يقال له إبراهيم بن سليمان بن عبد الملك ، حتى أخذ له أمان من أبي العباس فقال له أبو العباس يوماً : حدثني عما مر بك في اختفائك . فقال : كنت يا أمير المؤمنين مختفياً بالحيرة في منزل على الصحراء ، فبينما أنا ذات يوم على باب بيتي إذ نظرت إلى أعلام سود قد خرجت من الكوفة تريد الحيرة ، فوقع في نفسي أنها تريدني ،فخرجت متنكراً حتى دخلت الكوفة و لا أعف بها أحداً فبقيت متحيراً ، فإذا أنا بباب ورحبة واسعة ، فدخلت الرحبة وجلست فيها ، فإذا رجل وسيم حسن الهيئة على فرس فدخل ومعه جماعة من اتباعه واعوانه ، فقال : من أنت ؟ وما حاجتك؟ فقلت : رجل يخاف على دمه ، واستجار بمنزلك قال : فصيرني في حجرة تلي حرمه ، فمكثت عنده حولاً كاملاً في كل ما أحببت من مطعوم ومشروب وملبوس ، لا يسألني عن شيء من حالي ، ويركب في كل يوم ، فقلت له يوماً : أراك تدمن الركوب ففيم ذلك فقال : إن إبراهيم بن سليمان قتل أبي صبراً ، وقد بلغني أنه مختفٍ ، فأنا أطلبه فقلت له : قد وجب حقك علي ، ومن قك أن أقرب عليك الخطوة . فقال : وما ذلك ؟ قلت :أنا إبراهيم بن سليمان قاتل أبيك ، فخذ بثأرك ، فأطرق ملياً ثم قال: أما أنت فتلقى أبي فيأخذ بحقه منك ، وأما أنا فغبر مخفرٍ ذمتي فاخرج عني فلست آمن نفسي عليك ، فأعطاني ألف دينار ، فلم أقبلها منه ، وخرجت عنه ، فهذا أكرم رجل رأيته.
ثمن قرانا
قيل لقيس بن سعد : هل رأيت قط أسخى منك ؟ قال : نعم _ نزلنا بالبادية على امرأة ، فجاء زوجها ، فقالت : نزل بنا ضيفان فجاء بناقة فنحرها وقال : شأنكم ، فلما كان من الغد جاء بأخرى فنحرها وقال : شأنكم . فقلنا : ما أكلنا منالتي نحرتها بالبارحة إلا قليلاً . فقال : إني لا أطعم ضيفاً من البائت . فبقينا عنده أياماً وهو يفعل ذلك . فلما أردنا أن نرحل وضعنا مائة دينار في بيته ، وقلنا للمرأة : اعتذري لنا . ومضينا . فلما ارتفع النهار إذا برجل يصيح خلفنا ، قفوا أيها الركب اللئام . أعطيتمونا ثمن قرانا ، ثم إنه لحقنا وقال : خذوها وإلا طعنتكم برمحي هذا .
ذهب بالأولى والثانية
ذكر الشافعي فقال : كنا في أرض اليمن ، فوضعنا سفرتنا لنتعشى ، وحضرت صلاة المغرب ، فقمنا نصلي ثم نتعشى . فتركنا السفرة كما هي وقمنا للصلاة ، وكان فيها دجاجتن . فجاء ثعلب فأخذ إحدى الدجاجتين . فلما قضينا الصلاة أسفنا عليها وقلنا حرمنا طعامنا . فبينما نحن كذلك إذ جاء الثعلب وفي فمه شيء كأنه الدجاجة فوضعه . فبادرنا إليه لنأخذه ، ونحن نحسبه الدجاجة قد ردها . فلما قمنا ، جاء إلى الأخرى وأخذها من السفرة ، وأصبنا الذي قمنا إليه لنأخذه ، فإذا هو ليف قد هيأه مثل الدجاجة.
مسألة
كتب بعض علماء الإمام مالك للإمام الشافعي : يا إمام ، لي خالة وأنا خالها ، ولي عمة وأنا عمها . فأما التي أنا عم لها ، فإن أبي أمه أمها وأبوها أخي ، وأخوها أبي على سنة قد جرى رسمها وأا التي أنا خال لها فإن أبا الأم جد لها ، ولسنا مجوساً ولا مشركين ، بل سنة الحق نأتيها . فأين الإمام الذي عنده فنون التناكح أو علمها يبين لنا كيف أنسابنا ؟ ومن أين كان كذا حكمها ؟ فكتب إليه الإمام الشافعي : القائل لهذه المسألة تزوجت جدته لأبيه _ يعني أم أبيه_ أخيه لأمه ، وتزوجت أخته لأبيه بأبي أمه ، وأولدهما بنت ابن . فبنت جدته عمته وهو عمها ، وبنت أخته خالته وهو خالها .
كرمة المعلم
حج هارون الرشيد ، ثم شخص بعد الحج إلى المدينة ، وأراد أن يرى مالك بن أنس الذي سمع من علمه ونبوغه الكثير . فأرسل يسقدمه فقال مالك للرسول : ( قل للأمير إن طالب العلم يسعى إليه .. أما العلم فلا يسعى إلى أحد ) . وأذعن الخليفة وزار مالكاً في داره . ولكنه أمر أن يخلي المجلس من الناس ، فأبى مالك إلا أن يظل الناس كما كانوا وقال: ( إذا منع العلم عن العامة ، فلا خير فيه للخاصة) .
الشربة بخمسة دراهم
قال الإمام أبو حنيفة : دخلت البادية فاحتجت إلى الماء ، فجاءني أعرابي ومعه قربة ملآنه ، فأبى أن يبيعها إلا بخمسة دراهم ، فدفعتها إليه ثم أخذت القربة ، فقلت : ما رأيك يا أعرابي في السويق ؟ فقال : هات . فأعطيته سويقاً ملتوتا بزيت ، فجعل يأكل حتى امتلأ ، ثم عطش ، فقال : علي بشربة . فقلت له : بخمسة دراهم على قدح من ماء ، فاسترددت الخمسة وبقي الماء .
أصبت في صمتك
قيل : كان يجلس إلى أبي يوسف القاضي رجل فيطيل الصمت ولا يتكلم فقال له ابو يوسف يوماً : ألا تتكلم ؟ فقال : بلى ، متى يفطر الصائم ؟ فقال : إذا غربت الشمس . قال : فإن لم تغب إلى نصف الليل ماذا يفعل ؟ وكيف يصنع ؟ فضحك أبو يوسف وقال : أصبت في صمتك وأخطأت أنا في استدعائي نطقك .
الحق أكبر مني ومنك
وقف إياس بن معاوية وهو ضبي ، على قاضي دمشق ومعه شيخ ، فقال :أصلح الله القاضي ، هذا الشيخ ظلمني وأكل مالي . فقال القاضي : أرفق بالشيخ ولا تستقبله بمثل هذا الكلام . فقال إياس : إن الحق أكبر مني ومنه ومنك .قال : اسكت . قال : وإن سكت فمن يقوم بحجتي . قال : فتكلم ، فوالله لا تتكلم بخير . فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له .فبلغ ذلك الخليفة فعزل القاضي وولى إياساً مكانه .
فمن أين تصيح إذاً ؟
سأل رجل عمرو بن قيس عن حصاة المسجد ، يجدها الإنسان في خفه أو ثوبه أو جبهته ، فقال له : ارم بها . فقال : زعموا أنها تصيح حتى ترد إلى المسجد . قال : دعها تصيح حتى ينشق حقها . قال الرجل : أولها حلق ؟ قال : فمن أين تصيح إذاً ؟ .
:) :p
.......................................................مع اطيب تمنياتي لكم بالسعادة الدائمة.................. رغم انها ماتحصل........... اخوكم ....... صالح المطلق[SIZE=3]|510|
غلام يتيم أكرم من حاتم
قيل: سأل رجل حاتماً الطائي فقال :يا حاتم ،هل غلبك أحد في الكرم ؟ فقال :نعم غلام يتيم من طيء نزلت بفنائه ، وكان له عشرة رؤوس من الغنم فعمد إلى رأس منه فذبحه . وأصلح من لحمه ، وقدم إلي وكان فيما قدم إلي الدماغ فتناولت منه فاستطبته ،فقلت له : له طيب والله .فخرج من بين يدي وجعل يذبح رأساً رأساً ، ويقدم إلي الدماغ وأنا لا أعلم .فلما خرجت لأرحل نظرت حولبيته دماً عظيماً ، وإذا هو قد ذبح الغنم بأسره .فقلت له : لم فعلت ذلك ؟ فقال : يا سبحان الله تستطيب شيئاً أملكه وابخل عليك به ، إن ذلك لسبة على العرب قبيحة . قيل يا حاتم : فما الذي عوضته ؟ ثلاثمائة ناقة حمراء وخمسمائة رأس من الغنم .فقيل أنت إذاً أكرم منه ، فقال: بل هو أكرم لأنه جاد بكل ما يملكه وإنما جدت بقليل من كثير .
سخاء غلام
قيل : إن عبد الله بن جعفر خرج إلى ضيعة له فنزل على نخيل قوم وفيها غلام أسود يعمل بها، إذ أتى الغلام بغدائه وهي ثلاثة أقرص ، فرمى بقرص منها إلى كلب كان هناك فأكله ، ثم رم إليه الثاني فأكله ، ثم والثالث فأكله وعبد الله بن جعفر ينظر إليه ، فقال: يا غلام كم قوتك كل يوم ؟ قال : ما رأيت .قال :فلم آثرت هذا الكلب ؟ فقال : إن هذه الأرض ليست بأرض كلاب ، وإنه جاء من مسافة بعيدة جائعاً فكرهت رده . فقال له عبد الله بن جعفر : فما أنت صانع اليوم ؟ قال : أطوي يومي هذا .فقال عبد الله بن جعفر لأصحابه : ألام على السخاء وهذا الغلام اسخى مني ثم انه اشترى الغلام وأعتقه واشترى الحائط ومت فيه ووهب ذلك له .
ثلاثة من الجود
تراهن ثلاثة من الأجواد ، فقال بعضهم : أجود الناس في عصرنا قيس ب سعد بن علقمة ، وقال آخر أجود الناس عبد الله بن جعفر وقال آخر : أجود الناس عرابة الأوسي ، فتشاجروا في ذلك فأكثروا . فقال لهم الناس :يمضي كل واحد منكم إلى صاحبه يسأله حتى ننظر ما يعطيه ونحكم على العيان . فقام صاحب عبد الله بن جعفر فصادفه في بعض أسفاره على راحلته ، فقال يا بن عم رسول الله ، أنا بن سبيل منقطع أريد رفدك لأستعين به ، وكان قد وضع رجله على ظهر الدابة فأخرج رجله وقال : خذها بما عليها ، فأخذها فإذا عليها مطارف خز وألفا دينار . ومضى صاحب قيس بن سعد فصادفه نائماً فقرع الباب ، فخرجت له جارية فقالت : ا حاجتك فإنه نائم؟ قال : ابن سبيل منقطع أتيت إليه يعينني على طريقي .فقالت له الجارية : حاجتك أهون علي من إيقاظه . ثم أخرجت له صرة فيها ثلاثمائة دينار وقالت له : امض الى معاطن الإبل فاختر لك منها راحلة فاركبها وامض راشداً . فمضى الرجل فأخذ المال والراحلة . ولما استيقظ قيس من منامه أخبرته الجارية بالخبر فأعتقها . ومضى صاحب عرابة فوجده قد عمي وقد خرج من منزله يريد المسجد ، وهو يمشي بين عبدين ، فقال : يا عرابة ، ابن سبيل منقطع يريد رفدك فقال : واسوأتاه والله ما تركت الحقوق في بيت عرابة الدراهم الفرد ، ولكن يابن أخي خذ هذين العبدين ، فقال الرجل : ما كنت بالذي أقص جناحيك . فقال : والله يا بن أخي لابد من ذلك وإن لم تأخذهما فإنهما حران فنزع يديه من العبدين ورجع إلى بيته وهذا الجدار يلطمه وهذا الجدار يصدمه حتى أثر ذلك في وجهه . فلما اجتمعوا حكموا لصاحب (عرابة) بالجود.
غلام وأخته
حدث أحدهم قال : بينما أنا أسير في طريق اليمن إذا غلام واقف على الطريق في اذنيه قرطان وفي كل قرطة جوهرة يضيء وجهه من ضوء الجوهرة وهو يمجد ربه بأبيات من الشعر فسمعته يقول:
مليك في السماء به افتخاري عزيز القدر ليس به خفاء
فدنت منه فسلمت عليه ، فقال : ما أنا براد عليك السلام حتى تؤدي من حقي الذي يجب لي عليك ،قلت : وما حقك ؟قال : أنا غلام على مذهب إبراهيم الخليل . ولا اتغدى ولا اتعشى كل يوم حتى أسير الميل أو الميلين في طلب الضيف ، فأجبته إلى ذلك .فرحب بي وسرت معه حتى قربنا من خيمة شعر . فلما قربنا من الخيمة صاح : يا أختاه ، فأجابته جارية من الخيمة : يا لبيكاه . قال : قومي إلى ضيفنا هذا . فقالت الجارية : اصبر حتى ابدأ بشكر المولى الذي سبب لنا هذا الضيف ، فقامت فصلت ركعتين شكراً لله . فأدخلني الخيمة ،فأجلسني فأخذ الغلام الشفرة وأذ عناقاً له ليذبحها . فلما جلست في الخيمة نظرت جارية أحسن الناس وجهاً ، فكنت اسارقها النظر ، ففطنت لبعض لحظاتي ، فقالت لي : مه ، أما علمت أنه نقل إلينا عن صاحب يثرب أن ( زنى العينين النظر) ، أما إني ما أردت بهذا أن أوبخك ولكني أردت أن أؤدبك لكيلا تعود لمثل هذا . فلما كان وقت النوم بت أنا والغلام خارج الخيمة ، وباتت الجارية في الخيمة ، فكنت أسمع دوي القرآن الليل كله أحسن صوت يكون وأرقه ، فلما أن أصبحت قلت للغلام : صوت من كان ذلك ؟ فقال : تلك أختي تحيي الليل كله حتى الصباح ، فقلت : يا غلام أنت أحق بهذا العم من أختك ، أنت رجل وهي امرأة . فتبسم ثم قال : ويحك يا فتى أما علمت أنه موفق ومخذول .
أنا قاتل أبيك
قيل :لما أفضت الخلافة إلى بني العباس اختفى رجل من بني أمية يقال له إبراهيم بن سليمان بن عبد الملك ، حتى أخذ له أمان من أبي العباس فقال له أبو العباس يوماً : حدثني عما مر بك في اختفائك . فقال : كنت يا أمير المؤمنين مختفياً بالحيرة في منزل على الصحراء ، فبينما أنا ذات يوم على باب بيتي إذ نظرت إلى أعلام سود قد خرجت من الكوفة تريد الحيرة ، فوقع في نفسي أنها تريدني ،فخرجت متنكراً حتى دخلت الكوفة و لا أعف بها أحداً فبقيت متحيراً ، فإذا أنا بباب ورحبة واسعة ، فدخلت الرحبة وجلست فيها ، فإذا رجل وسيم حسن الهيئة على فرس فدخل ومعه جماعة من اتباعه واعوانه ، فقال : من أنت ؟ وما حاجتك؟ فقلت : رجل يخاف على دمه ، واستجار بمنزلك قال : فصيرني في حجرة تلي حرمه ، فمكثت عنده حولاً كاملاً في كل ما أحببت من مطعوم ومشروب وملبوس ، لا يسألني عن شيء من حالي ، ويركب في كل يوم ، فقلت له يوماً : أراك تدمن الركوب ففيم ذلك فقال : إن إبراهيم بن سليمان قتل أبي صبراً ، وقد بلغني أنه مختفٍ ، فأنا أطلبه فقلت له : قد وجب حقك علي ، ومن قك أن أقرب عليك الخطوة . فقال : وما ذلك ؟ قلت :أنا إبراهيم بن سليمان قاتل أبيك ، فخذ بثأرك ، فأطرق ملياً ثم قال: أما أنت فتلقى أبي فيأخذ بحقه منك ، وأما أنا فغبر مخفرٍ ذمتي فاخرج عني فلست آمن نفسي عليك ، فأعطاني ألف دينار ، فلم أقبلها منه ، وخرجت عنه ، فهذا أكرم رجل رأيته.
ثمن قرانا
قيل لقيس بن سعد : هل رأيت قط أسخى منك ؟ قال : نعم _ نزلنا بالبادية على امرأة ، فجاء زوجها ، فقالت : نزل بنا ضيفان فجاء بناقة فنحرها وقال : شأنكم ، فلما كان من الغد جاء بأخرى فنحرها وقال : شأنكم . فقلنا : ما أكلنا منالتي نحرتها بالبارحة إلا قليلاً . فقال : إني لا أطعم ضيفاً من البائت . فبقينا عنده أياماً وهو يفعل ذلك . فلما أردنا أن نرحل وضعنا مائة دينار في بيته ، وقلنا للمرأة : اعتذري لنا . ومضينا . فلما ارتفع النهار إذا برجل يصيح خلفنا ، قفوا أيها الركب اللئام . أعطيتمونا ثمن قرانا ، ثم إنه لحقنا وقال : خذوها وإلا طعنتكم برمحي هذا .
ذهب بالأولى والثانية
ذكر الشافعي فقال : كنا في أرض اليمن ، فوضعنا سفرتنا لنتعشى ، وحضرت صلاة المغرب ، فقمنا نصلي ثم نتعشى . فتركنا السفرة كما هي وقمنا للصلاة ، وكان فيها دجاجتن . فجاء ثعلب فأخذ إحدى الدجاجتين . فلما قضينا الصلاة أسفنا عليها وقلنا حرمنا طعامنا . فبينما نحن كذلك إذ جاء الثعلب وفي فمه شيء كأنه الدجاجة فوضعه . فبادرنا إليه لنأخذه ، ونحن نحسبه الدجاجة قد ردها . فلما قمنا ، جاء إلى الأخرى وأخذها من السفرة ، وأصبنا الذي قمنا إليه لنأخذه ، فإذا هو ليف قد هيأه مثل الدجاجة.
مسألة
كتب بعض علماء الإمام مالك للإمام الشافعي : يا إمام ، لي خالة وأنا خالها ، ولي عمة وأنا عمها . فأما التي أنا عم لها ، فإن أبي أمه أمها وأبوها أخي ، وأخوها أبي على سنة قد جرى رسمها وأا التي أنا خال لها فإن أبا الأم جد لها ، ولسنا مجوساً ولا مشركين ، بل سنة الحق نأتيها . فأين الإمام الذي عنده فنون التناكح أو علمها يبين لنا كيف أنسابنا ؟ ومن أين كان كذا حكمها ؟ فكتب إليه الإمام الشافعي : القائل لهذه المسألة تزوجت جدته لأبيه _ يعني أم أبيه_ أخيه لأمه ، وتزوجت أخته لأبيه بأبي أمه ، وأولدهما بنت ابن . فبنت جدته عمته وهو عمها ، وبنت أخته خالته وهو خالها .
كرمة المعلم
حج هارون الرشيد ، ثم شخص بعد الحج إلى المدينة ، وأراد أن يرى مالك بن أنس الذي سمع من علمه ونبوغه الكثير . فأرسل يسقدمه فقال مالك للرسول : ( قل للأمير إن طالب العلم يسعى إليه .. أما العلم فلا يسعى إلى أحد ) . وأذعن الخليفة وزار مالكاً في داره . ولكنه أمر أن يخلي المجلس من الناس ، فأبى مالك إلا أن يظل الناس كما كانوا وقال: ( إذا منع العلم عن العامة ، فلا خير فيه للخاصة) .
الشربة بخمسة دراهم
قال الإمام أبو حنيفة : دخلت البادية فاحتجت إلى الماء ، فجاءني أعرابي ومعه قربة ملآنه ، فأبى أن يبيعها إلا بخمسة دراهم ، فدفعتها إليه ثم أخذت القربة ، فقلت : ما رأيك يا أعرابي في السويق ؟ فقال : هات . فأعطيته سويقاً ملتوتا بزيت ، فجعل يأكل حتى امتلأ ، ثم عطش ، فقال : علي بشربة . فقلت له : بخمسة دراهم على قدح من ماء ، فاسترددت الخمسة وبقي الماء .
أصبت في صمتك
قيل : كان يجلس إلى أبي يوسف القاضي رجل فيطيل الصمت ولا يتكلم فقال له ابو يوسف يوماً : ألا تتكلم ؟ فقال : بلى ، متى يفطر الصائم ؟ فقال : إذا غربت الشمس . قال : فإن لم تغب إلى نصف الليل ماذا يفعل ؟ وكيف يصنع ؟ فضحك أبو يوسف وقال : أصبت في صمتك وأخطأت أنا في استدعائي نطقك .
الحق أكبر مني ومنك
وقف إياس بن معاوية وهو ضبي ، على قاضي دمشق ومعه شيخ ، فقال :أصلح الله القاضي ، هذا الشيخ ظلمني وأكل مالي . فقال القاضي : أرفق بالشيخ ولا تستقبله بمثل هذا الكلام . فقال إياس : إن الحق أكبر مني ومنه ومنك .قال : اسكت . قال : وإن سكت فمن يقوم بحجتي . قال : فتكلم ، فوالله لا تتكلم بخير . فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له .فبلغ ذلك الخليفة فعزل القاضي وولى إياساً مكانه .
فمن أين تصيح إذاً ؟
سأل رجل عمرو بن قيس عن حصاة المسجد ، يجدها الإنسان في خفه أو ثوبه أو جبهته ، فقال له : ارم بها . فقال : زعموا أنها تصيح حتى ترد إلى المسجد . قال : دعها تصيح حتى ينشق حقها . قال الرجل : أولها حلق ؟ قال : فمن أين تصيح إذاً ؟ .
:) :p
.......................................................مع اطيب تمنياتي لكم بالسعادة الدائمة.................. رغم انها ماتحصل........... اخوكم ....... صالح المطلق[SIZE=3]|510|