المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شاعر الاسبـــــوع الاول



الساطع
21-06-2008, 05:06
لكل محبٍ لللادب ، ولكلِ متعطشٍ لسحر البيان ، ولكل ذي احساسٍ راق ، ومتلهفٍ لصادق الكلمِ من عيون الشعر .. ها نحن نضع بين ايدكم درراً من شعر الاقدمين ورقائق ادب المعاصرين وسأجعل لكل اسبوع شاعرٌ من الشعراء ، نبحرٌ من خلاله واياكم برقة المعاني ونبعد به الملل عن النفوس ، ونستزيد من خلاله بكم ثراءً وثقافةً ونستمتع بمداخلاتكم من غير تحفظٍ في حدود المطروح ، وسأنثرهم من غير ترتيب فتارة نكون معكم في اوج العصر العباسي لنرجع الى ماقبل التاريخ ونعود فجأة الى عصر النهضه ، ومانلبث ان نعرج على العصر المملوكي ، لنرتاح هنيهة مع موشحات غرناطه بعد استراحةٍ في قصر الحمراء ، لنجيب داعي قرطبه ، وبلا سابق إنذار نكون في بلاط هشام ابن عبدالملك في دمشق ، لننتقل بعد فض مجلس الخلافه الى الاعشى واليشكري وامرؤ القيس بعد لقاء مع ابن شداد عنترة وهكذا ، .. اني على احر من الجمر ان ارى شاعر الاسبوع الاول ليقيني برؤية إسمائكم تتلآلا ، لتضع من ما ستجود به ثقافتكم من كنوزٍ مدفونه ، ستحفرونها بأقلامٍ سياله تحركها اصابع الابداع ... فـ إلى شاعر الاسبوع الاول وهو :


ابن المعتز



الشاعر المبدع ، اولعَ بالادبِ وكان يقصدُ فصحاءِ الاعرابِ يأخذُ عنهم ليصوغَ الثمارَ حروفاً من الادبِ تتمثلُ في غزلٍ عفيف




تقولُ لي ، والدموعُ واكفةٌ=في خدِّها بالدماء تمتزجُ
حتىَّ متى نلتقي على حذرٍ ؟=أما لنا من عذابنا فرجُ





وترتقي الذائقةُ لتفاجأ سامعه بقوله :


يامن يجود بموعدٍ من حظهِ=ويصدُّ حين اقول أين الموعدُ ؟
ويظلُّ صبَـَّاغُ الحياءِ بخـــدِّه=تعِباً ، يعصفرُ تارةً ويُــــوَرِّدُ
ماذا يضُـــرُّك لو رثيتَ لعاشقٍ=قلقٍ يقومُ به هواك ويقعُــدٌ
تجــدُ العيــونُ رُقـادَهَـــــا ورُقادُهُ=حتَّــى الصَّبَــاحِ مَسَـرَّةٌ لاتوجـدُ
ولـهُ إذا ما قَصَّـرَ الليلُ الكَـــرَى=ليلٌ طويلُ العُمرِ ليس لـهُ غـــدُ





الا انه يقولُ أن الموتَ في لحظاتِ من يحب ، وما زلنا نراه يقدِمُ على الموتِ مختـــاراً !




نَطَقــت منـاطـُــقُ خصـــرِه بصفاتـِــهِ=واهتزَّ غُصنُ البانِ من حركاتِــهِ
ودهيتُ من خَـطِّ العذارِ بخَــــــــدهِ=في صـَــدِه ، والمَـــوتُ في لحظاتَــهِ
وكأن وجنَتَـــهُ تُفتِّـــحُ وردَةً=خجَــلاً إذا طالبتَــــهُ بِعِــــــداتِـــــهِ
وحيــاةِ عاذلتــــــي ، لقد صارمتُـــهُ=وَكَذَبـتُ ، بل واصلتُــهُ وحياتِــهِ




ويتجلى الابداع حين يقول :




ريمُ يتيـهُ بحسنِ صورتـــــهِ=عَبَثَ الفتـــــــــورُ بلحـــــــــظِ مُقلَتِـــــــهِ
وكـأنَّ عَقــرَبَ صُــــــــدغــــهِ وَقَفَـــت=لَـــمَّــــا دَنَـــــت مِـــــن نَــــــارِ وَجنَتِـــــهِ






ويصف ليلةً مضت ، ثم انقضـــــــــت




يـــــــا ليلـــةً نســــــــيَ الزمــــــــانُ بهـــــــــا=أحداثَــــه ، كُـــونـــــي بلا فجــــــرِ
فـــاح المســـــاءُ ببــــــدرهــــا ووشـــــــت=فيها الصبَّــــــا بمواقــــع القطـــــــرِ
ثــــــم انقضـــــت والقلــــــــــبُ يَتبَعُهــــــا=في حيثُمــا سقَطَـــــت مــــــن الدهــرِ




وفـــــي وصــــف الهلال تفرد فقــــال :



انظــــر إليـــهِ كـــزورقٍ مـــن فضـــةٍ= قد أثقَلَتـــهُ حمــــولــــةً مــن عنبَــــــرِ




وقـــال : يصف البـــــدر



والبــــدرُ في أُفُقِ الزمـــان كدرهــــمٍ=ملقى عــلى ديـــباجـــةٍ زرقــــــــــاءِ





وفـــــــي بكـــاءِ الفـــــــرح سطــــر ابيــاتاً كروعـــــة حضوركـــــم



وقالـــــوا لِـــمْ بكــيـتَ دمــــا ودمــعـاً= وقــدْ لاقـــيـتَ بعــدَالعُــسرِ يُسْرا

فـقـلـتُ لـفـرحتــــي برضـــاهُ عني =بـكـيـتُ عـلـيْــــهِ يـاقــوتـــاودرّا






من مـــــــرَّ هنـــــــا ، فلا يغـــادرنا حتـــى يزيد في البحثِ عن شاعِرنــــا فقد بقي
* ترجمته ومولـــــــده ووفاتـــــه ، واسمــــــــه ونسبـــــــــه وبقي من شعــره الكثيــــر فكل يدلي بدلــــــوه ، وسيكــــون في نهاية كل اسبــــوع ان اجزتم ذلك جائزه تكون لاإحسن اضافة زيدت على هـــــــذا الموضـــــوع .. انتظـــــركم واشراقة جديــــده من معلوماتكـــــــم عن هذا الشاعـــر ، وتقبلـــــــــــوا فائــــــــق احترامي وتقديري ،،،

شام
21-06-2008, 05:19
.
.
.
رونقٌ من سحرِ الأدب يندلقُ ك/الودَقِ
و شَاعرٌ وقرَ في الذاكِرةِ أمَداً
س/أحملُ ثُلَةُ مُلونَةً
ال/ساطع..
تقديرٌ يليقُ ..


.
.
.

ريم شمر
21-06-2008, 07:40
شكرا لك ابو منذر .......اختيار جميل وترتيب اجمل

متابعين معك وان استطعت المشاركه فقطعا سوف اعود


.
.

قلم شمر
21-06-2008, 10:20
مضيئ هذا المتصفح من الساطع
شكراً الساطع على هذا الجهد

((عبدالله بن غيث))
21-06-2008, 10:22
مبدع يالساطع بدايات موفقه لطريق التميز في هذا المضيف...
لك تحياتي...!

العَـــروب
21-06-2008, 23:57
سأعود .. rooose2

شام
22-06-2008, 01:38
ابن المُعتَز


247 - 296 هـ / 861 - 908 م
عبد الله بن محمد المعتز بالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي، أبو العباس.
الشاعر المبدع، خليفة يوم وليلة. ولد في بغداد، وأولع بالأدب، فكان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ عنهم.
آلت الخلافة في أيامه إلى المقتدر العباسي، واستصغره القواد فخلعوه، وأقبلو على ابن المعتز، فلقبوه (المرتضى بالله)، وبايعوه للخلافة، فأقام يوماً وليلة، ووثب عليه غلمان المقتدر فخلعوه، وعاد المقتدر، فقبض عليه وسلمه إلى خادم له اسمه مؤنس، فخنقه وللشعراء مراث كثيرة فيه.


من أجمل ما قرأت له :


ألا انتظروني ساعة ً عندَ أسماءِ (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=14631)
بادرتُ منهم وعداً حاضراً (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=14632)
يا مَن به قد خسرتُ آخرتي، (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=14634)
قل لغصن البنِ الذي يتثنى
فُكّ حُرّاً للوَجدِ قيدَ البُكاءِ، (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=14636)


واخترت:


هَجَمَ الشّتاءُ، ونحنُ بالبَيداءِ، = والقَطرُ بلّ الأرضَ بالأنواءِ
فاشرب على زهر الرياضِ يشوبهُ = زهرُ الخدودِ وزهرة ُالصهباءِ
من قَهوة ٍ تُنسي الهمومَ وتَبعَثُ الـ = ـشّوقَ الذي قد ضلّ في الأحْشاءِ

لوليتا
22-06-2008, 03:41
*
*


ومضة نقدية



تعرضّت صورة الشاعر ابن المعتز للتنميط في إطار «الأمير الأرستقراطي المرفـّـه»
وكانت البداية معالشاعر ابن الرومى

وذهب الى نفس الرؤية بعض دراسات المحدثين امثال الدكتور طه حسين

الذي رأى في كتابه من حديث الشعر والنثر أن ابن المعتز أمير من «... أمراء هذا القصر العباسي العظيم، وهو سلالة مباشرة لجماعة من كبار الخلفاء الإسلاميين، فأبوه المعتز كان خليفة وجده المتوكل ثم المعتصم ثم الرشيد ... والذي يعنيني هو هذه البيئة الخاصة التي نشأ فيها ابن المعتز والذي كان لها في تكوينه الفني أثر بعيد جداً ...». والأثر الذي يومئ إليه طه حسين هو ما يشيع من ارستقراطية الفن عند ابن المعتز. وقد تبعه جملة من الدارسين من بينهم عبد العزيز سيد الأهل وعبد العزيز الكفراوي ومصطفى الشكعة وعبد الله التطاوي. وإن كان بينهم من أشار إشارات خاطفة إلى شقاء يمكن أن يلمس في شعر ابن المعتز دون أن يكمل الاستقصاء متأثراً، ربما، بالصورة الشائعة.

كتب ابن المعتز شعراً في معظم الأغراض المطروقة، ومن أبرزها المديح والرثاء والفخر والهجاء والطرد والخمريات والغزل والحكمة. وفي تلك الأغراض ومع اختلاف الموضوعات الجزئية التي يتناولها نجد قاسماً مشتركاً وهو حضور ملفت على مستوى المشبه به لصوره الفنية يرتبط بالجواهر والعطور والمواد الكمالية الثمينة. فالممدوح في بهائه وحسن أخلاقه صيغ من درٍّ وعنبر:

أفْرِغَ من درّة وعَنْبَرَة
حُسْناوطيباً في خُلْقـِه ائتلفا

وفى مغنيته السوداء قال
وظاهرة في نصفِ شهر لمنْ يَرى
وَلكنّها مكتــــومــةٌ آخــرَ الــشّــــهْـر
تـداخــلُ فـي لـيل المحــاق بـمـثـْلِـهِ
وتَضْحَكُ عَنْ دروتَسْقيكَ مِنْ خَمْر


وفى رثائه لعمه محمد بن المتوكل


ذكرتُ على بعد اللقاءِ محمدا
ففاضتْ دموعي كالجُمان الُمبدّد

وفى بكاء الفرح قال


وقالوا لِمْ بكيتَ دما ودمــعـاً
وقدْ لاقيتَ بعدَ العُسر يُسْرا

فـقـلـتُ لـفـرحتي برضاهُ عنّي:
بـكـيـتُ عـلـيْـهِ يـاقــوتاودرّا

وفى الوصف

أنعم بتين طابَ طعماواكتسى
حُسْناوقاربَ مخرجاَ مِنْ منــظـر

فـي بــردِ ثـلـج في نقا تبر وفي
ريح العبيروطيب طعم السكّر

وكـأنّـمـا النارنـجُ في أغصانِـه
مِنْ خالص الذهب الذي لم يُخــلـط


كرةٌ رماها الصولجانُ إلى الهوا
فـتـعـلـقـتْ فـي جــوّه لــمْ تَسْقُط

انظرْ إلى الجزر الذي
يحكي لنا لَهَبَ الحريقْ


كَمَذَبّة مِنْ سُنْدُس
وبها نصاب منْ عَقيقْ


غير أن قراءة متأنية لشعر ابن المعتز تكشف ان وراء الأكمة ما وراءها، وأن هذا الفرح الظاهر والاستقبال الباهر بالحياة حزن مقيم وقلق مستمر يكاد لا يهدأ حتى تتصاعد حدته ثانية. وأن هذا الإكثار من ذكر الجواهر وما شابهها ما هو إلا هروب من واقع مرير يحاصر الشاعر. ويتأكد لدينا هذا الفهم من جملة معطيات نجدها في شعر ابن المعتز، من بينها شكوى مستمرة من واقع مسفٍ لا يعترف بحقوق ابن المعتز ولا بإمكانياته.


لئِنْ عــرِّيتُ مِـن دوَلٍ أراهــا
تــجَـدَّدُ كـــلَّ يـوم لـلـكِـلابِ لقـدْ أخلَـفـُتهـا بَـعْـدَ ابـتـذالٍ
لها، ومَللتُها قَبْلَ الذَّهابِ وكالعادة عندما يستولي على مجريات السياسة أذناب ليسوا أهلاً يستبدون بالأمر ويستبعدون كل منافس جدير، كما يقول ابن المعتز مصوِّراً ضآلة مستوى الواقع الذي عليه أن يجاريه:


إذا أبصرت في حظي فتوراً
وخطي والبلاغة والبلاغة والبيانفلا ترتب بفهمي إن رقصي
على مقدار إيقاع الزمان **

لوليتا
22-06-2008, 04:08
*
*

ومن اشعاره


التى خالطت الابداع برقى الفكر والكلمات

سحر البيان وبلاغة الصور




للهِ ما يشاءُ ،
قد سَبَقَ القَضاءُ
معَ الترابِ حيٌّ ،
ليسَ لهُ بَقاءُ
تأكله الرزايا ،
والصّبْحُ والمساءُ
ضاقَ عليكَ حتماً ،
واتّسَعَ الفضَاءُ


**********




لمتني يا مسيءُ ، والذنبُ ذنبك ،
ويحَ نفسي، حسيبُك الله ربُّ
كلا تُحاول بحَبْسِ كُتبِك قَتلي،
قد تولى الفراقُ قتلي ، فحسبك

***********




بَلوتُ أخِلاّءَ هذا الزّمانِ،
فأقلَلتُ بالهَجرِ منهُم نَصيبي
و كلهمُ إن تصفحتهم ،
صديقُ العيانِ عَدُوُّ المَغِيبِ

***********





نفسِ كُوني ذاتَ خوف,
واتقاء واجتِنابِ
لا تظني الناسَ ناساً ،
أيُّ أسدٍ في الثيابِ

*********

قد جمعَ الحسنُ والملاحة ُ في وجه
ٍمن العاشقينَ منحوتِ
في عينِهِ مَرضَة ٌ، إذا نَظَرتْ،
قد كحلتهُ بسحرِ هاروت
ِيمجُّ إبريقهُ المزاجَ
كما امــتدّ شهابٌ في غثرِ عفريت
ِعَلى عُقارٍ صفرَاءَ تَحسَبُها
شيبَت بمسكٍ في الدنّ مَفتوت
ِللماءِ فيها كتابة ٌ عجبٌ ،
كمثلِ نقشٍ في فصّ ياقوت



*
*



الساطع


للفكر انقياء

وللابداع روائع

وللثقافة عنوان

فكنت انت هنا هؤلاء

واختيار راااقى للموضوع والشاعر

وتوق دائم لكل اسبوع آتٍ



لك فيض من شكر ووينابيع من طيب




لك ارق التحايا

*
*

الساطع
22-06-2008, 15:36
.




.
.
رونقٌ من سحرِ الأدب يندلقُ ك/الودَقِ
و شَاعرٌ وقرَ في الذاكِرةِ أمَداً
س/أحملُ ثُلَةُ مُلونَةً
ال/ساطع..
تقديرٌ يليقُ ..



.
.
.



الشمس شام .. سأسميك ( الشمس المبادره ) لله درك من رائعه .. ،،،،،

الساطع
22-06-2008, 15:37
.




.
.
رونقٌ من سحرِ الأدب يندلقُ ك/الودَقِ
و شَاعرٌ وقرَ في الذاكِرةِ أمَداً
س/أحملُ ثُلَةُ مُلونَةً
ال/ساطع..
تقديرٌ يليقُ ..



.
.
.



الشمس شام .. سأسميك ( شمس المبادره ) لله درك من رائعه .. ،،،،،

الساطع
22-06-2008, 15:41
شكرا لك ابو منذر .......اختيار جميل وترتيب اجمل

متابعين معك وان استطعت المشاركه فقطعا سوف اعود


.
.

المتميــــــزه ريم شمر .. قطعاً ستطيعيين المشاركـــــــه وقطعاً ستعودين ،،،
بــ إنتظار عــــــــــــــــــــودتك محملـــــة بالكنوز عن هذا الشاعر،،،،

الساطع
22-06-2008, 15:45
مضيئ هذا المتصفح من الساطع
شكراً الساطع على هذا الجهد

قلــــــم شمر .. نورت المضيف ، وسيزيده اضاءه ، عودتك لتضع مافي جعبتك ، في أبن المعتز .. ولن يضير التكرار دام انك ستخلطه بجديد ،، بالانتظــــــــــار ،،،،،

الساطع
22-06-2008, 15:48
سأعود .. rooose2


بـــــ إنتظارك على احر من انفاس ابن المعتـــــــــز ،،،،،،،roooose

الساطع
22-06-2008, 15:55
تعرضّت صورة الشاعر ابن المعتز للتنميط في إطار «الأمير الأرستقراطي المرفـّـه»
وكانت البداية معالشاعر ابن الرومى

وذهب الى نفس الرؤية بعض دراسات المحدثين امثال الدكتور طه حسين

الذي رأى في كتابه من حديث الشعر والنثر أن ابن المعتز أمير من «... أمراء هذا القصر العباسي العظيم، وهو سلالة مباشرة لجماعة من كبار الخلفاء الإسلاميين، فأبوه المعتز كان خليفة وجده المتوكل ثم المعتصم ثم الرشيد ... والذي يعنيني هو هذه البيئة الخاصة التي نشأ فيها ابن المعتز والذي كان لها في تكوينه الفني أثر بعيد جداً ...». والأثر الذي يومئ إليه طه حسين هو ما يشيع من ارستقراطية الفن عند ابن المعتز. وقد تبعه جملة من الدارسين من بينهم عبد العزيز سيد الأهل وعبد العزيز الكفراوي ومصطفى الشكعة وعبد الله التطاوي. وإن كان بينهم من أشار إشارات خاطفة إلى شقاء يمكن أن يلمس في شعر ابن المعتز دون أن يكمل الاستقصاء متأثراً، ربما، بالصورة الشائعة.

كتب ابن المعتز شعراً في معظم الأغراض المطروقة، ومن أبرزها المديح والرثاء والفخر والهجاء والطرد والخمريات والغزل والحكمة. وفي تلك الأغراض ومع اختلاف الموضوعات الجزئية التي يتناولها نجد قاسماً مشتركاً وهو حضور ملفت على مستوى المشبه به لصوره الفنية يرتبط بالجواهر والعطور والمواد الكمالية الثمينة. فالممدوح في بهائه وحسن أخلاقه صيغ من درٍّ وعنبر:

أفْرِغَ من درّة وعَنْبَرَة
حُسْناوطيباً في خُلْقـِه ائتلفا

وفى مغنيته السوداء قال
وظاهرة في نصفِ شهر لمنْ يَرى
وَلكنّها مكتــــومــةٌ آخــرَ الــشّــــهْـر
تـداخــلُ فـي لـيل المحــاق بـمـثـْلِـهِ
وتَضْحَكُ عَنْ دروتَسْقيكَ مِنْ خَمْر


وفى رثائه لعمه محمد بن المتوكل


ذكرتُ على بعد اللقاءِ محمدا
ففاضتْ دموعي كالجُمان الُمبدّد

وفى بكاء الفرح قال


وقالوا لِمْ بكيتَ دما ودمــعـاً
وقدْ لاقيتَ بعدَ العُسر يُسْرا

فـقـلـتُ لـفـرحتي برضاهُ عنّي:
بـكـيـتُ عـلـيْـهِ يـاقــوتاودرّا

وفى الوصف

أنعم بتين طابَ طعماواكتسى
حُسْناوقاربَ مخرجاَ مِنْ منــظـر

فـي بــردِ ثـلـج في نقا تبر وفي
ريح العبيروطيب طعم السكّر

وكـأنّـمـا النارنـجُ في أغصانِـه
مِنْ خالص الذهب الذي لم يُخــلـط


كرةٌ رماها الصولجانُ إلى الهوا
فـتـعـلـقـتْ فـي جــوّه لــمْ تَسْقُط

انظرْ إلى الجزر الذي
يحكي لنا لَهَبَ الحريقْ


كَمَذَبّة مِنْ سُنْدُس
وبها نصاب منْ عَقيقْ


غير أن قراءة متأنية لشعر ابن المعتز تكشف ان وراء الأكمة ما وراءها، وأن هذا الفرح الظاهر والاستقبال الباهر بالحياة حزن مقيم وقلق مستمر يكاد لا يهدأ حتى تتصاعد حدته ثانية. وأن هذا الإكثار من ذكر الجواهر وما شابهها ما هو إلا هروب من واقع مرير يحاصر الشاعر. ويتأكد لدينا هذا الفهم من جملة معطيات نجدها في شعر ابن المعتز، من بينها شكوى مستمرة من واقع مسفٍ لا يعترف بحقوق ابن المعتز ولا بإمكانياته.


لئِنْ عــرِّيتُ مِـن دوَلٍ أراهــا
تــجَـدَّدُ كـــلَّ يـوم لـلـكِـلابِ لقـدْ أخلَـفـُتهـا بَـعْـدَ ابـتـذالٍ
لها، ومَللتُها قَبْلَ الذَّهابِ وكالعادة عندما يستولي على مجريات السياسة أذناب ليسوا أهلاً يستبدون بالأمر ويستبعدون كل منافس جدير، كما يقول ابن المعتز مصوِّراً ضآلة مستوى الواقع الذي عليه أن يجاريه:


إذا أبصرت في حظي فتوراً
وخطي والبلاغة والبلاغة والبيانفلا ترتب بفهمي إن رقصي
على مقدار إيقاع الزمان *
*
*

ومن اشعاره


التى خالطت الابداع برقى الفكر والكلمات

سحر البيان وبلاغة الصور




للهِ ما يشاءُ ،
قد سَبَقَ القَضاءُ
معَ الترابِ حيٌّ ،
ليسَ لهُ بَقاءُ
تأكله الرزايا ،
والصّبْحُ والمساءُ
ضاقَ عليكَ حتماً ،
واتّسَعَ الفضَاءُ


**********




لمتني يا مسيءُ ، والذنبُ ذنبك ،
ويحَ نفسي، حسيبُك الله ربُّ
كلا تُحاول بحَبْسِ كُتبِك قَتلي،
قد تولى الفراقُ قتلي ، فحسبك

***********




بَلوتُ أخِلاّءَ هذا الزّمانِ،
فأقلَلتُ بالهَجرِ منهُم نَصيبي
و كلهمُ إن تصفحتهم ،
صديقُ العيانِ عَدُوُّ المَغِيبِ

***********





نفسِ كُوني ذاتَ خوف,
واتقاء واجتِنابِ
لا تظني الناسَ ناساً ،
أيُّ أسدٍ في الثيابِ

*********

قد جمعَ الحسنُ والملاحة ُ في وجه
ٍمن العاشقينَ منحوتِ
في عينِهِ مَرضَة ٌ، إذا نَظَرتْ،
قد كحلتهُ بسحرِ هاروت
ِيمجُّ إبريقهُ المزاجَ
كما امــتدّ شهابٌ في غثرِ عفريت
ِعَلى عُقارٍ صفرَاءَ تَحسَبُها
شيبَت بمسكٍ في الدنّ مَفتوت
ِللماءِ فيها كتابة ٌ عجبٌ ،
كمثلِ نقشٍ في فصّ ياقوت



*
*



الساطع


للفكر انقياء

وللابداع روائع

وللثقافة عنوان

فكنت انت هنا هؤلاء

واختيار راااقى للموضوع والشاعر

وتوق دائم لكل اسبوع آتٍ



لك فيض من شكر ووينابيع من طيب




لك ارق التحايا

*
*

لوليتــــــــــا ، انتِ أديبة في التزام النهج الادبي والبحث والانتقاء ، معلومات لم ارها من قبل رغم غرامي بهذا الشاعر ، لك التقدير من الاعماق ، من القلب اشكر لك حضورك وجهدك النافــــــــــع واستجابتك الراقيـــــــه في اثراء معلوماتنا عن هكــــذا شاعر يستحق الوقوف ، بل والترجل عند ابياتــــــــه الرائقه كأنتي ،،،،،،،،،

الساطع
22-06-2008, 16:00
ابن المُعتَز


247 - 296 هـ / 861 - 908 م
عبد الله بن محمد المعتز بالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي، أبو العباس.
الشاعر المبدع، خليفة يوم وليلة. ولد في بغداد، وأولع بالأدب، فكان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ عنهم.
آلت الخلافة في أيامه إلى المقتدر العباسي، واستصغره القواد فخلعوه، وأقبلو على ابن المعتز، فلقبوه (المرتضى بالله)، وبايعوه للخلافة، فأقام يوماً وليلة، ووثب عليه غلمان المقتدر فخلعوه، وعاد المقتدر، فقبض عليه وسلمه إلى خادم له اسمه مؤنس، فخنقه وللشعراء مراث كثيرة فيه.


من أجمل ما قرأت له :


ألا انتظروني ساعة ً عندَ أسماءِ (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=14631)
بادرتُ منهم وعداً حاضراً (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=14632)
يا مَن به قد خسرتُ آخرتي، (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=14634)
قل لغصن البنِ الذي يتثنى
فُكّ حُرّاً للوَجدِ قيدَ البُكاءِ، (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=14636)


واخترت:


هَجَمَ الشّتاءُ، ونحنُ بالبَيداءِ، = والقَطرُ بلّ الأرضَ بالأنواءِ
فاشرب على زهر الرياضِ يشوبهُ = زهرُ الخدودِ وزهرة ُالصهباءِ
من قَهوة ٍ تُنسي الهمومَ وتَبعَثُ الـ = ـشّوقَ الذي قد ضلّ في الأحْشاءِ







الى هذه الساعه ، نستطيــــــع ان نؤلف بحثاً وافياً عن هذا الشاعر ، بل سيكتمل الكتاب بتوافد بقية الاعضاء المتيقن وصولهم ،معلومات رائعه وبحث اروع، لك كل الود شــــــــــام ،،،،،،

لوليتا
25-06-2008, 05:52
*
*

ابى الله ما للعاشقين عزاء


أبى الله ، ما للعاشقين عزاءُ ،
وما للمِلاحِ الغانياتِ وَفاءُ

تركنَ نفوساً نحوَهنّ صَوادياً،
مسراتِ داءٍ ، ما لهنّ دواءُ

يردنَ حياضَ الماءِ لا يستعنها ،
و هنّ إلى بردِ الشرابِ ظماءُ

و جنت بأطلالِ الدجيلِ ومائهِ ،
و كم طللٍ من خلفهنّ وماء

إذا ما دنت من مشرع قعقعتْ لها
عِصِيٌّ، وقامتْ زأرَة ٌ وزُقاء

خليليّ ! بالله الذي أنتما له ،
فما الحبّ إلاّ أنة ٌ وبكاءُ

كما قد أرى ؛ قالا: كذاكَ،
وربما،يكونُ سرورٌ في الهوى وشقاءُ

لقد جحَدتَني حقّ دَيني مَواطلٌ،
وصلنَ عداة ً ما لهن أداءُ

يُعلّلُني بالوَعدِ أدنَينَ وقتَه،
و هيهاتَ نيلٌ بعده وعطاءُ

فدُمن على مَنعي، ودمتُ مطالباً،
و لا شيءَ إلاّ موعدٌ ورجاءُ

حلفتُ: لقد لاقيتُ في الحبّ منهمُ،
أخا الموتِ من داءٍ ، فأينَ دواءُ





تتويج راااائع للعاشقين من قلمه الوضاء

لله دره

وللعاشقين الله




*
*

لوليتا
25-06-2008, 05:58
*
*


وكأسٍ كمِصْباحِ السّماءِ شَرِبتُها،




وكأسٍ كمِصْباحِ السّماءِ شَرِبتُها،

على قبلة ٍ ، أو موعدٍ بلقاءِ



أتت دونها الأيامُ حتى كأنها

تَساقُطُ نُورٍ من فُتوقِ سَماءِ



ترى كأسَها من ظاهرِ الكأسِ ساطعاً

عليك ولو غطيتها بغطاءِ







ما اروع التصوير البليغ هنا

كان ترى النور وترى السماء ضياء

مشهد بالغ الجمال والفتون


ما اروووعه من شاعر


تذوقوا بلاغة الوصف



*
*

الساطع
02-07-2008, 18:52
*
*


وكأسٍ كمِصْباحِ السّماءِ شَرِبتُها،




وكأسٍ كمِصْباحِ السّماءِ شَرِبتُها،

على قبلة ٍ ، أو موعدٍ بلقاءِ



أتت دونها الأيامُ حتى كأنها

تَساقُطُ نُورٍ من فُتوقِ سَماءِ



ترى كأسَها من ظاهرِ الكأسِ ساطعاً

عليك ولو غطيتها بغطاءِ







ما اروع التصوير البليغ هنا

كان ترى النور وترى السماء ضياء

مشهد بالغ الجمال والفتون


ما اروووعه من شاعر


تذوقوا بلاغة الوصف



*
*






تفاعل يبعث على الحماس ، وجهد تشكرين عليه ، شكراً من الاعماق ،،،،،،