المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا رائِدة..!!



شام
01-05-2008, 00:32
أنا رائدةٌ و غيري كذلك ..
ف الأمكنة أرحب من قلوب البشر و الجدران أكثر تحناناً من بعض النفوس ..
أنا رائدة .. وأحب أن يكون غيري كذلك ..
ف القلم زورقٌ و اللغة بحرٌ و المفردة أفقٌ و الفكرُ فضاءٌ
أنا رائدة ... لهذا المكان الجليل ...
فإن عشق الحروف ليس له قصورٌ محددة وليس له زنزاناتٌ مقفلة
ف ابنةُ الخاطرة أضحت ابنة المقالة ولا ضير في ذلك إذ طالما هما إلفة وألاف ..

أنا من يعشق ريادة الأمكنة و السكن بين أهدابها و السياحة في جسدها
يتحرر المداد كل ليلة من معتقل المحبرة ليتقاطر هنا رذاذ ودقٍ و غمام ديمٍ
يسافرُ بلا تأشيراتِ خروج و يتجولُ بين غابات الفكرِ ليقتطف منها ماشاءَ
يسري المدادُ كما يسري الندى على أوراق الصفصاف و الدلب و الآرز ..
يصرخ القلمُ في أذنِ الجذور و الجذوع و ينادي النجوم و يداني المجرات

يعتلي الأفق أفكارٌ قد تتجاذب و قد تتناحرُ و لكن العبور إلى الطرف الآخر من العالم
ليس حلماً في فلسفة و ثقافة ريادة بعض الأمكنةِ.
هناكَ أناس يتعشقون أريج المسجد فيلوذ منهم الفؤاد و الجسد إليه ..
وهناكَ من يتعشقُ شذا الحرية فيلوذون إلى مداراتٍ من ظلال و من ضوء.
وهناكَ من يتعشقُ سواقي الحقل فيلازمها و يسير معها إلى اللانهايات الممتدة

وهناكَ من يعشق الكهوف فنراهم في مغارات الأشباحِ إنهم بقايا من أناسٍ مؤنسةٍ
وهناكَ من يعشقُ الآتون فينصهر في أديمها كالحديد و مع ذلك لا لوم فهم عاشقون.
لكل امرء في العشق مذهبٌ ولكل منا طريقة و لكل منا أسلوب.

لا ينبغي على امرء أن يحدَ من حرية الآخرين فيما يحبون .. بل ينبغي أن يرى لنفسه
صومعة أو دهليز عبور لذاته ، يمارس طقوس جلد الذات ف لعلَ من الذاتِ يولدون ..
كما لا ينبغي أن نغلق أبوابَ الأمكنة ب الأصفاد فمنها يمكن أن نخلق ثورة و نار و رماد
ومنها يمكن أن تكون صحوة و منها يمكن أن يكون ميلاد.

كثرٌ ممن غلّقت الأبوابُ في وجوههم فماتوا على حدود أمكنتهم التي يعشقون ..
وكثرٌ ممن اعتُقِلوا وراء القضبانِ ولكن صدى مدادهم قد صمّ أذني السجان و الجلاد
فلا مناص ولا خلاص عندما نلغي الأمكنة وإن حاولنا ستبقى هي صامدة ف البصماتُ
على جدرانها كالطود و الأوتاد.

أنا رائدة ... وسأبقى وإن حالت بيني وبينكَ أيها المكان ... براكين و زلازل و اعاصير
وسأبقى رائدة إليكَ أيها العزيز ...وإن بقي في قلمي قطرةُ مداد و في محبرتي حفنةٌ
سأبذلها قبل أن يوصدَ بابكَ أو أموتُ أنا ...



http://koueder.googlepages.com/33516_41207921681.jpg