محمدالشمري
05-04-2008, 16:33
((قالَ فرعون .. يا أيُها الملأ ما عَلِمت إن لَكم إلها غيري))
التوق الى الحريــة غاية انسانية كبرى وهي جزء من الطبيعة الانسانية وحق اصيل من بين كل الحقوق ، بل هي جزء من طبيعة كل الكائنات الحية . واذا كانت الحرية جزءاً من الطبيعة الانسانية فهي اذاً ليست هبة يمنحها الحكام لشعوبهم بل ان الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الناس احرارا . الا ان هذا الحق كثيراً ما تعرض للغصب والغمط عبر التاريخ ، فكان جوهر التاريخ السياسي للبشرية هو صراع من اجل استراد الحق المغتصب " الحريـة " ...
وحسب التاريخ القديم والمعاصر ، مارس الحكام السلطة منذ نشأتها بأعتبارها امتيازاً شخصياً تندمج فيه شخصية الحاكم مع شخصية الدولة فالحاكم هو الدولة وفي شخصه تتجسد سيادة الدولة . ولم تتمكن الشعوب الحية من اجبار الحكام على التخلي عن هذه الفكرة الا بعد صراع مرير طويل مخضب بالدماء، لتنتقل الى مرحلة السيادة للشعب وتكوين المجالس النيابية ، ولم يعد الحاكم عندئذ الا ممثلاً للدولة وليس تجسيداً لها ...
أرسطو قال في كتاباته ان اصل عبادة الحاكم هو الشرق ، وإن الشرقيين خلقوا ليكونوا عبيداً لحكامهم ...
وان كنت اختلف مع ارسطو في هذه النظرية الا انني اؤيدها بشدة في زمن ابتعادنا عن الاسلام ومفاهيمه والذي تسبب بها ارسطو واقربائه من الغربيين ..
الحقيقة المرة التي جعلتني اوافق ارسطو في نظريته هي ما آلت اليه الامور منذ زمن الثورجية العرب وصعودهم الى سدة الحكم عبر الخطب الرنانة والوعود الكاذبة والمغامرات المدمرة ، ولعل اتفاقي معه ان الشعوب العربية هي التي أختارت العبودية لنفسها من خلال ما صنعو منه سيداً لهم وقائداً اوحد لا يعارضه او حتى ينصحه اقرب المقربين له ..
وهنا اتذكر الزعيم عبدالناصر حين قدم استقالته بعد نكسة حزيران حيث خرجت مصر عن بكرة ابيها مع بقية الشعوب العربية لثنيه عن قراره ، كما استقبلته الجماهير استقبالا لا مثيل له (بعد الهزيمة) في السودان حيث خرجت الناس هناك عن بكرة ابيها لا ستقباله عند حضوره مؤتمر القمة . وكذلك الامر عند وفاته حيث لم يقف الامر عند حد خروج الملايين لتشييعه بل كانت الملايين تبكي بحرقة شديدة ...
حتى ان بعض الكتاب قالوا : انه اول قائد مهزوم في التاريخ يستقبل ويودع توديع الابطال الفاتحين .
الكلام ينطبق على صدام حسين وغيره من الزعامات العربية التي لم تقدم للامة سوى الدمار والخراب ..
هكذا هي الامة دائما تبحث لها عن سيدٍ تخلقه فيستعبدها ، وتجعل منه الوطن والامة فيذيقها الويل والثبور ، فتزداد حباً به وتتباها بشجاعته وبطشه ، فيزداد طغياناً واستكباراً ليجرفهم معه الى الدمار والنهاية ، ويعيدنا الى زمن ما قبل الاسلام ...
تحياتي
التوق الى الحريــة غاية انسانية كبرى وهي جزء من الطبيعة الانسانية وحق اصيل من بين كل الحقوق ، بل هي جزء من طبيعة كل الكائنات الحية . واذا كانت الحرية جزءاً من الطبيعة الانسانية فهي اذاً ليست هبة يمنحها الحكام لشعوبهم بل ان الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الناس احرارا . الا ان هذا الحق كثيراً ما تعرض للغصب والغمط عبر التاريخ ، فكان جوهر التاريخ السياسي للبشرية هو صراع من اجل استراد الحق المغتصب " الحريـة " ...
وحسب التاريخ القديم والمعاصر ، مارس الحكام السلطة منذ نشأتها بأعتبارها امتيازاً شخصياً تندمج فيه شخصية الحاكم مع شخصية الدولة فالحاكم هو الدولة وفي شخصه تتجسد سيادة الدولة . ولم تتمكن الشعوب الحية من اجبار الحكام على التخلي عن هذه الفكرة الا بعد صراع مرير طويل مخضب بالدماء، لتنتقل الى مرحلة السيادة للشعب وتكوين المجالس النيابية ، ولم يعد الحاكم عندئذ الا ممثلاً للدولة وليس تجسيداً لها ...
أرسطو قال في كتاباته ان اصل عبادة الحاكم هو الشرق ، وإن الشرقيين خلقوا ليكونوا عبيداً لحكامهم ...
وان كنت اختلف مع ارسطو في هذه النظرية الا انني اؤيدها بشدة في زمن ابتعادنا عن الاسلام ومفاهيمه والذي تسبب بها ارسطو واقربائه من الغربيين ..
الحقيقة المرة التي جعلتني اوافق ارسطو في نظريته هي ما آلت اليه الامور منذ زمن الثورجية العرب وصعودهم الى سدة الحكم عبر الخطب الرنانة والوعود الكاذبة والمغامرات المدمرة ، ولعل اتفاقي معه ان الشعوب العربية هي التي أختارت العبودية لنفسها من خلال ما صنعو منه سيداً لهم وقائداً اوحد لا يعارضه او حتى ينصحه اقرب المقربين له ..
وهنا اتذكر الزعيم عبدالناصر حين قدم استقالته بعد نكسة حزيران حيث خرجت مصر عن بكرة ابيها مع بقية الشعوب العربية لثنيه عن قراره ، كما استقبلته الجماهير استقبالا لا مثيل له (بعد الهزيمة) في السودان حيث خرجت الناس هناك عن بكرة ابيها لا ستقباله عند حضوره مؤتمر القمة . وكذلك الامر عند وفاته حيث لم يقف الامر عند حد خروج الملايين لتشييعه بل كانت الملايين تبكي بحرقة شديدة ...
حتى ان بعض الكتاب قالوا : انه اول قائد مهزوم في التاريخ يستقبل ويودع توديع الابطال الفاتحين .
الكلام ينطبق على صدام حسين وغيره من الزعامات العربية التي لم تقدم للامة سوى الدمار والخراب ..
هكذا هي الامة دائما تبحث لها عن سيدٍ تخلقه فيستعبدها ، وتجعل منه الوطن والامة فيذيقها الويل والثبور ، فتزداد حباً به وتتباها بشجاعته وبطشه ، فيزداد طغياناً واستكباراً ليجرفهم معه الى الدمار والنهاية ، ويعيدنا الى زمن ما قبل الاسلام ...
تحياتي