المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شَقَائِقُ النُعمَانْ



شام
23-03-2008, 01:17
roooose
انسكابُ الأدمعَ هل يطهرنا و يصطفي أفئدتنا من مشَاعرَ الألمِ
ارتجافُ الأهدابِ و لعثمةُ الأناملِ فوقَ الورقةِ هل يساعدُ على نقاءِهَا
يُقَالُ الندمُ و تبكيت الضميرِ من مزايا النفسِ غيرِ الأثمةِ
فهل يكفي الندمُ لاغتسالٍ من آثامِ ظلماتِ النفسِ
نزرعُ الحقولَ شقائق النعمانِ ونتلذذ ب احمرار خديه..
فهل ننسفُ الحقلَ إن أنبتت تربتهُ شوكةٌ..
أوحتى جفَ ماء ينبوعهِ و احتاجَ لبئرِ ماءٍ..

الحيَاة.. ليست دائماً تزدهي بشقائقِ النعمانِ و النرجسِ و البنفسجِ الحزينِ..
الحياةُ تلكَ الحديقةُ الملأى ب الأزاهيرِ و الأشواكِ و الحفرِ و الربى ..
الحياةُ ذاتُ الطعم المتوحدِ حياةٌ مملةٌ قاهرةٌ للنفسِ تعني مواتها..
أجمل مايزينُ الحياةَ أنها مزيجٌ من طيبٍ و علقمِ و من ملحٍ وسكرٍ..
ومن ضحكةٍ ومن دمعةٍ ومن ألمٍ وشفاءٍ..:za3lan:

للحياةِ فلسفاتٌ خصوصيةٌ جداً لا يدركها إلا من سحقته الحياةُ بأديمهَا
وصارعَ الفصولَ وتقلباتها.. و المشَاعرَ و ثوراتها و نيرانها وبراكينها ..
و للحياةِ بداياتٌ و لها أفولٌ ..
واستمرارُ حالٍ من محالٍ ..
فإن قلنا حياتنا كلهَا شهدُ الخلية كذبنا على أنفسنا..
وإن قلنا ماللحياة سوى لسعاتُ نحلاتها ظلمنا الحياةَ وظلمنا أنفسنا..

وقد يتصادم فكرينِ في مهد الحياة و أتونهَا ف التوافق حالٌ محالٌ
وقد يصدر برقٌ ثم رعدٌ ثم يحينُ الانهمارُ
قطرات مؤبجدةٍ و قطرات أخرى من لهاثِ النبضِ و أخرى من مدامعِ الأهدابِ.
وأخرى من مكنونِ الأفئدة تنهمرُ ك السيلِ الجارفِ تحصد بدربها كل ساقيةٍ.
فكرين.. و الفضاءُ واسعٌ لا مانعَ لهما من التقاءٍ..
ولا مانعَ من تنافرٍ ف الجاذبيةِ المغناطيسية سالبةٌ وموجبةٌ وأقطابٌ زرقاء و أخرى حمراءَ.

إلتقاءٌ و تنافرٌ..
وتوافقٌ ورفضٌ
حبُ وغيرةٌ
تلك هي بعض المقوماتِ للسلوكِ المهيمن ضمنَ الأنفسِ و المسكونِ بخلايا الإدراكِ
أو اللاشعورِ ..

وأما الشمسُ فلا تغطى بغرابيلَ مهما حاولنَا طمسَ ضوءهَا و إشعاعهَا ..
فقد نحجبُ الرؤيَةَ عن المدىَ المنظورِ لأحوالٍ نفسيةٍ أو إدراكيةٍ معينةٍ
ولكنَ فيضَ الضياءِ يفرضُ نفسهُ فيخترقُ الغربالَ ليذوبَ وينصهرُ الواحدُ في الكلِ
ومن ثم تتحققُ عودةُ الضالُ إلى معاقلِ النورِ و الوطنِ و المَاءِ وعرشِ اسطورةٍ خالدةٍ
في الوجدانِ ..

و مهَمَا سَادتِ مشَاعرُ الألمِ و تغييبِ الشُموسِ مِن مَداراتِهَا
هل تُطهَرهَا المَدامِعُ و هَل يَتَكلمُ الدمعُ لُغةَ شقائقِ النعمانِ..