عبدالله معيوف المويس
22-03-2008, 08:38
الأمانة في الوظيفة
من معانيالأمانة وضع كل شيء في المكان الجدير به، واللائق له ، فلا يسند منصب إلا لصاحبهالحقيق به ، ولا تملأ وظيفة إلا بالرجل الذي ترفعه كفايتهإليها.(فعن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله ألا تستعملني ؟ قال: فضرببيده على منكبي ، ثم قال يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزيوندامة، إلامن أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها)إن الكفاية العلمية أو العملية ليست لازمة لصلاح النفس، فقديكون الرجل رضي السيرة، حسن الإيمان، ولكنه لا يحمل من المؤهلات المنشودة ما يجعلهمنتجاً في وظيفة معينة. ألا ترى إلى يوسف الصديق، إنه لم يرشحنفسه لإدارة شؤون المال بنبوته وتقواه فحسب، بل بحفظه وعلمه أيضاً (اجعلني عليخزائن الأرض إني حفيظ عليم). وأبو ذر لما طلب الولاية لم يره الرسولجلداً لها فحذره منها. والأمانة تقضي بأن نصطفىللأعمال أحسن الناس قياماً بها فإذا ملنا عنه إلى غيره - لهوى أو رشوة أو قرابة - فقد ارتكبنا - بنتيجة القادر وتولية العاجز - خيانة فادحة(قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من استعمل رجلاً على عصابة وفيهم من هوأرضى لله منه، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين) وعن يزيد بن أبي سفيانقال: قال لي أبو بكر الصديق حين بعثني إلى الشام، يا يزيد، إن لك قرابة عسيت أنتؤثرهم بالإمارة، وذلك أكثر ما أخاف عليك بعد ما قال رسول الله: من ولي من أمرالمسلمين شيئاً فأمر عليهم أحداً محاباة فعليه **** الله لا يقبل الله منه صرفاًولا عدلاً حتى يدخله جهنم.والأمة التي لا أمانة فيها، هي الأمة التي تبعث فيهاالشفاعات بالمصالح المقررة، وتطيش بأقدار الرجال الأكفاء، لتهملهم وتقدم من دونهم،وقد أرشدت السنة إلى أن هذا من مظاهرالفساد، الذي سوف يقع آخر الزمان.جاءرجل يسأل رسول الله: متى تقوم الساعة؟ فقال له: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة! فقال: وكيف إضاعتها؟ قال: إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة. ومن معاني الأمانة أن يحرص المرء على أداء واجبه كاملاً في العملالذي يناط به، وأن يستنفد جهده في إبلاغهتمام الإحسان، أجل إنها لأمانة يمجدهاالإسلام:
أن يُخلص الرجل لشغله وأن يعني بإجادته .وأن يسهر على حقوق الناسالتي وضعت بين يديه.فإن استهانة الفرد بما كلف به - وإن كان تافهاً - تستتبعشيوع التفريط في حياة الجماعة كلها، ثم استشراء الفساد في كيان الأمة وتداعيهبرمته. (قال رسول الله: إذا جمع الله بين الأولين والآخرين يومالقيامة، يرفع لكل غادر لواء يعرف به! فيقال: هذه غدرة فلان). وفي رواية: لكل غادر لواء عند إسته، يرفع له بقدر غدرته، ألا ولا غادر أعظم من أمير عامة. أي ليس أعظم خيانة ولا أسوأ عاقبة من رجل تولى أمور الناس فنام عنها حتىأضاعها.ومن الأمانة ألا يستغل الرجل منصبه الذي عينفيه، لجر منفعة إلى شخصه أو قرابته، فإن التشبع من المال العامجريمة.قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: العامل إذااستعمل، فأخذ الحق وأعطى الحق، لم يزل كالمجاهد في سبيل الله حتى يرجع إلىبيته.
عن عدي بن عميرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: مناستعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطاً فما فوق كان غلولاً يأتي به يوم القيامة،فقام إليه رجل أسود من الأنصار - كأني أنظر إليه - فقال: يا رسول الله، أقبل عنيعملك! قال: ومالك؟؟ قال: سمعتك تقول: كذا وكذا، قال: وأنا أقول الآن: من استعملناهمنكم على عمل فليجئ بقليله وكثيره، فما أوتي منه أخذ وما نُهي عنه انتهى. وحدث أن استعمل النبي رجلاً من الأزد يقال له: ابن اللتبية، على الصدقة،فلما قدم - بها – قال: هذا لكم، وهذا أهدى إليّ! قال راوي الحديث: فقام رسول اللهفحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولآنيالله فيأتي فيقول: هذا لكم، وهذا هدية أهديت إليّ، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتىتأتيه هديته إن كان صادقاً؟؟. والله لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حقه إلا لقيالله يحمله يوم القيامة! فلا أعرفن أحداً منكم لقي الله يحمل بعيراً له رغاء، أوبقرة لها خوار، أو شاة تعير، ثم رفع يديه حتى رؤي بياض إبطيه يقول اللهم هل بلغت.! قال الله - عز وجل -: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونواأماناتكم وأنتم تعلمون * واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن اللهعنده أجرعظيم). منكتاب خلق المسلم - للشيخ محمد الغزالي ص: 43.
من معانيالأمانة وضع كل شيء في المكان الجدير به، واللائق له ، فلا يسند منصب إلا لصاحبهالحقيق به ، ولا تملأ وظيفة إلا بالرجل الذي ترفعه كفايتهإليها.(فعن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله ألا تستعملني ؟ قال: فضرببيده على منكبي ، ثم قال يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزيوندامة، إلامن أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها)إن الكفاية العلمية أو العملية ليست لازمة لصلاح النفس، فقديكون الرجل رضي السيرة، حسن الإيمان، ولكنه لا يحمل من المؤهلات المنشودة ما يجعلهمنتجاً في وظيفة معينة. ألا ترى إلى يوسف الصديق، إنه لم يرشحنفسه لإدارة شؤون المال بنبوته وتقواه فحسب، بل بحفظه وعلمه أيضاً (اجعلني عليخزائن الأرض إني حفيظ عليم). وأبو ذر لما طلب الولاية لم يره الرسولجلداً لها فحذره منها. والأمانة تقضي بأن نصطفىللأعمال أحسن الناس قياماً بها فإذا ملنا عنه إلى غيره - لهوى أو رشوة أو قرابة - فقد ارتكبنا - بنتيجة القادر وتولية العاجز - خيانة فادحة(قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من استعمل رجلاً على عصابة وفيهم من هوأرضى لله منه، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين) وعن يزيد بن أبي سفيانقال: قال لي أبو بكر الصديق حين بعثني إلى الشام، يا يزيد، إن لك قرابة عسيت أنتؤثرهم بالإمارة، وذلك أكثر ما أخاف عليك بعد ما قال رسول الله: من ولي من أمرالمسلمين شيئاً فأمر عليهم أحداً محاباة فعليه **** الله لا يقبل الله منه صرفاًولا عدلاً حتى يدخله جهنم.والأمة التي لا أمانة فيها، هي الأمة التي تبعث فيهاالشفاعات بالمصالح المقررة، وتطيش بأقدار الرجال الأكفاء، لتهملهم وتقدم من دونهم،وقد أرشدت السنة إلى أن هذا من مظاهرالفساد، الذي سوف يقع آخر الزمان.جاءرجل يسأل رسول الله: متى تقوم الساعة؟ فقال له: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة! فقال: وكيف إضاعتها؟ قال: إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة. ومن معاني الأمانة أن يحرص المرء على أداء واجبه كاملاً في العملالذي يناط به، وأن يستنفد جهده في إبلاغهتمام الإحسان، أجل إنها لأمانة يمجدهاالإسلام:
أن يُخلص الرجل لشغله وأن يعني بإجادته .وأن يسهر على حقوق الناسالتي وضعت بين يديه.فإن استهانة الفرد بما كلف به - وإن كان تافهاً - تستتبعشيوع التفريط في حياة الجماعة كلها، ثم استشراء الفساد في كيان الأمة وتداعيهبرمته. (قال رسول الله: إذا جمع الله بين الأولين والآخرين يومالقيامة، يرفع لكل غادر لواء يعرف به! فيقال: هذه غدرة فلان). وفي رواية: لكل غادر لواء عند إسته، يرفع له بقدر غدرته، ألا ولا غادر أعظم من أمير عامة. أي ليس أعظم خيانة ولا أسوأ عاقبة من رجل تولى أمور الناس فنام عنها حتىأضاعها.ومن الأمانة ألا يستغل الرجل منصبه الذي عينفيه، لجر منفعة إلى شخصه أو قرابته، فإن التشبع من المال العامجريمة.قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: العامل إذااستعمل، فأخذ الحق وأعطى الحق، لم يزل كالمجاهد في سبيل الله حتى يرجع إلىبيته.
عن عدي بن عميرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: مناستعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطاً فما فوق كان غلولاً يأتي به يوم القيامة،فقام إليه رجل أسود من الأنصار - كأني أنظر إليه - فقال: يا رسول الله، أقبل عنيعملك! قال: ومالك؟؟ قال: سمعتك تقول: كذا وكذا، قال: وأنا أقول الآن: من استعملناهمنكم على عمل فليجئ بقليله وكثيره، فما أوتي منه أخذ وما نُهي عنه انتهى. وحدث أن استعمل النبي رجلاً من الأزد يقال له: ابن اللتبية، على الصدقة،فلما قدم - بها – قال: هذا لكم، وهذا أهدى إليّ! قال راوي الحديث: فقام رسول اللهفحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولآنيالله فيأتي فيقول: هذا لكم، وهذا هدية أهديت إليّ، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتىتأتيه هديته إن كان صادقاً؟؟. والله لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حقه إلا لقيالله يحمله يوم القيامة! فلا أعرفن أحداً منكم لقي الله يحمل بعيراً له رغاء، أوبقرة لها خوار، أو شاة تعير، ثم رفع يديه حتى رؤي بياض إبطيه يقول اللهم هل بلغت.! قال الله - عز وجل -: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونواأماناتكم وأنتم تعلمون * واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن اللهعنده أجرعظيم). منكتاب خلق المسلم - للشيخ محمد الغزالي ص: 43.