جاسم الدندشي
16-03-2008, 14:37
شبابنا والاحتفال بعيد الحب!
مالك فيصل الدندشي
الحمد لله الذي جعلنا خير أمة أخرجت للناس، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وعلى آله وصحابته مصابيح الهدى، ومفاتيح الخير.وبعد,
إنّ لكل أمة ثقافة، ولكل أمة خصوصية، والأمم تسعى جاهدة إلى التفرد والتميز، وتميز الأمم قائم على أربع قواعد:
ـ على العقيدة والشريعة.
ـ واللغة واللهجة.
ـ والتاريخ والسير.
ـ وعلى العادات والتقاليد ونمط الحياة.
إذا تتبعنا نبذة من أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم في أثناء تربيته صحابته، نجد حرصه صلى الله عليه وسلم على بناء أصحابه كأنهم لؤلؤة ناصعة، يعرفون بأفكارهم وسلوكهم وهيئاتهم، فمرة يقول: "خالفوا اليهود وصلوا في نعالكم".. وأخرى: "خالفوا اليهود ونظفوا أفنيتكم"، بل إنه أمرهم أن يتنظفوا ويغتسلوا ويتطيبوا ويستاكوا؛ لأن حسن المظهر أمر مرغوب فيه، وفي ذلك مخالفة لأهل الكتاب (اليهود في المدينة).
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد صحابته يحمل ورقة من التوراة، فغضب وقال له: "والله لو كان موسى (عليه السلام) حياً بين أظهركم، ما حلّ له إلا أن يتبعني".
نحن نستقبل اليوم بدعة انتشرت في بلاد المسلمين، فطبّل لها الناس، وزمّروا، وحشدوا لها طاقاتهم كي يبرزوها حية في قلوب المسلمين وأفعالهم، تلك هي بدعة عيد الحب!! ومن يتأمل في حقيقة العيد ـ أي عيد ـ يقر مبدأ هاماً يوضح فيه أن الأعياد في الأمم مظاهر تتبارى بها الدول والجماعات، كل يود أن يبرز عيده بروزاً فائقاً جميلاً متفرداً، وتود كل أمة أن تتباهى وتتفاخر بطقوس أعيادها، فلا تقلد غيرها ولا تتبع أحداً في طقوسها؛ لأنّ المقلد تابع للمقلَّد يتحرك في ظله، ويدور معه حيث دار، أو هو كوكب مظلم يستضيء بنور نجم وهاج.
المقلدون أناس ضعاف النفوس، بسطاء في تفكيرهم، وهذه حالة مرفوضة شرعاً وعقلاً.
التقليد مرض يصيب الشعوب التي استذلت، وقيدت، وجثم على صدرها الأقوياء، فظلت الشعوب المغلوبة تابعة منقادة، وفقدت هويتها، وعاشت في فراغ اجتماعي، لذا لجأت إلى ملء ذلك الفراغ بمتابعة الغالب في كل شيء!!
إنّ للمسلمين عيدين: عيد الفطر وعيد الأضحى، وهما رمز من رموز قوة الأمة شرعاً بعد عبادتين هامتين.. صوم رمضان، وحج بيت الله الحرام، وهي أيام أكل وشرب وذكر لله عزّ وجل، فالأعياد عندنا مرتبطة بهوية الأمة وعقيدتها وشخصيتها، وليست مظاهر هرج ومرج وعبث وجنون، وجنوح عن الحق والخير، وخروج عن دائرة العقل والرزانة، فنحن نفرح في العيد ونتزاور، ونبتسم، ويتفقد بعضنا بعضاً، ثم نتناول ما لذ وطاب من طعام وشراب مما أحل الله.
العيد عندنا عنوان قوة الأمة في مسيرتها، وعنوان تكامل هويتها، فأمتنا لم تفرح بمظاهر العيد إلا بعد أن تم بناء الدولة * وظهورها على عدوها، فحق لها ساعتئذ أن تظهر فرحتها وبهجتها وبسمتها.
أود أن أقول لمن يروج لعيد الحب في بلادنا: هل نحن المسلمين محرومون من الحب والود حتى يلجأ هؤلاء إلى إعطائنا جرعات من كؤوسه؟ وهل أمتنا عطشى من معاني الألفة والرأفة حتى يرغب الآخرون في حقن أجسامنا من إبر عيد الحب؟!
ثم هل الإسلام لم يشرع لنا أياماً ـ غير العيدين ـ نلتقي بها على الخير والحب؟ ألم يطلع هؤلاء على توافد المسلمين يوم الجمعة كل أسبوع إلى المسجد بقلوب طيبة، ووجوه باسمة، ومظهر جميل، ورائحة شذية؟
وهناك حفلات الزواج، والاجتماع على الولائم، التي حض الإسلام على إقامتها، مثل: "أولم ولو بشاة" "تهادوا تحابوا"، ومشروعية سنة العقيقة، وغير ذلك..
كيف يخدعنا أولئك المروجون لعيد الحب ويطلبون منا أن نشاركهم في هذا العيد، ونحن نعاني من سيوفهم تحزّ رقابنا، وسهامهم تصيب صدورنا، إنهم سرقوا خيراتنا واغتصبوا نساءنا، واحتلوا بلادنا، ونشروا فيها الذعر والرعب، واستحر القتل وسفك الدماء من سياستهم هنا وهناك، ثم يريدون منا أن نفرح بعيد حبهم، ونقلدهم فيه ونصبح كما قال أحدهم: كالطير يرقص مذبوحاً من الألم، أو كالمجنون الذي يجتمع عليه الغوغاء فيهيج ثم يصرخ، ثم يقفز، ويرقص، وهم غارقون في الضحك على تصرفاته.
نحن أمة وسط بين الأمم، فلا نتبع ولا نقلد، ولا نأخذ عن غيرنا إلا ما ثبت نفعه، وانتفى ضرره، شريطة ألا يكون من القواعد الأربع التي تتميز بها الأمة، نريد من المروجين لعيد الحب أن يتركوا الناس يؤوبون إلى دينهم، ويصححوا مسيرتهم، فيمتلكون القوة التي تحررهم من عبودية التقليد والهوى، وتضعهم أمام التحديات التي تواجههم، كي يتوصلوا إلى الحلول التي تعود بهم إلى العزة والكرامة، حتى يستحقوا ما قال الله في أسلافهم: "كنتم خير أمة أخرجت للناس".
إنّ عندنا من الجراحات ما تجعل الإنسان يفقد معاني الحب التي فاضت علينا من ينابيع أعيادنا، فكيف يريد منا الآخرون أن نفرح بأعياد هي من صنع أعدائنا، فهل الأعداء يريدون منا أن ننعم بالحب والأمن، والأمان؟! أشك في ذلك وأجزم
مالك فيصل الدندشي
الحمد لله الذي جعلنا خير أمة أخرجت للناس، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وعلى آله وصحابته مصابيح الهدى، ومفاتيح الخير.وبعد,
إنّ لكل أمة ثقافة، ولكل أمة خصوصية، والأمم تسعى جاهدة إلى التفرد والتميز، وتميز الأمم قائم على أربع قواعد:
ـ على العقيدة والشريعة.
ـ واللغة واللهجة.
ـ والتاريخ والسير.
ـ وعلى العادات والتقاليد ونمط الحياة.
إذا تتبعنا نبذة من أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم في أثناء تربيته صحابته، نجد حرصه صلى الله عليه وسلم على بناء أصحابه كأنهم لؤلؤة ناصعة، يعرفون بأفكارهم وسلوكهم وهيئاتهم، فمرة يقول: "خالفوا اليهود وصلوا في نعالكم".. وأخرى: "خالفوا اليهود ونظفوا أفنيتكم"، بل إنه أمرهم أن يتنظفوا ويغتسلوا ويتطيبوا ويستاكوا؛ لأن حسن المظهر أمر مرغوب فيه، وفي ذلك مخالفة لأهل الكتاب (اليهود في المدينة).
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد صحابته يحمل ورقة من التوراة، فغضب وقال له: "والله لو كان موسى (عليه السلام) حياً بين أظهركم، ما حلّ له إلا أن يتبعني".
نحن نستقبل اليوم بدعة انتشرت في بلاد المسلمين، فطبّل لها الناس، وزمّروا، وحشدوا لها طاقاتهم كي يبرزوها حية في قلوب المسلمين وأفعالهم، تلك هي بدعة عيد الحب!! ومن يتأمل في حقيقة العيد ـ أي عيد ـ يقر مبدأ هاماً يوضح فيه أن الأعياد في الأمم مظاهر تتبارى بها الدول والجماعات، كل يود أن يبرز عيده بروزاً فائقاً جميلاً متفرداً، وتود كل أمة أن تتباهى وتتفاخر بطقوس أعيادها، فلا تقلد غيرها ولا تتبع أحداً في طقوسها؛ لأنّ المقلد تابع للمقلَّد يتحرك في ظله، ويدور معه حيث دار، أو هو كوكب مظلم يستضيء بنور نجم وهاج.
المقلدون أناس ضعاف النفوس، بسطاء في تفكيرهم، وهذه حالة مرفوضة شرعاً وعقلاً.
التقليد مرض يصيب الشعوب التي استذلت، وقيدت، وجثم على صدرها الأقوياء، فظلت الشعوب المغلوبة تابعة منقادة، وفقدت هويتها، وعاشت في فراغ اجتماعي، لذا لجأت إلى ملء ذلك الفراغ بمتابعة الغالب في كل شيء!!
إنّ للمسلمين عيدين: عيد الفطر وعيد الأضحى، وهما رمز من رموز قوة الأمة شرعاً بعد عبادتين هامتين.. صوم رمضان، وحج بيت الله الحرام، وهي أيام أكل وشرب وذكر لله عزّ وجل، فالأعياد عندنا مرتبطة بهوية الأمة وعقيدتها وشخصيتها، وليست مظاهر هرج ومرج وعبث وجنون، وجنوح عن الحق والخير، وخروج عن دائرة العقل والرزانة، فنحن نفرح في العيد ونتزاور، ونبتسم، ويتفقد بعضنا بعضاً، ثم نتناول ما لذ وطاب من طعام وشراب مما أحل الله.
العيد عندنا عنوان قوة الأمة في مسيرتها، وعنوان تكامل هويتها، فأمتنا لم تفرح بمظاهر العيد إلا بعد أن تم بناء الدولة * وظهورها على عدوها، فحق لها ساعتئذ أن تظهر فرحتها وبهجتها وبسمتها.
أود أن أقول لمن يروج لعيد الحب في بلادنا: هل نحن المسلمين محرومون من الحب والود حتى يلجأ هؤلاء إلى إعطائنا جرعات من كؤوسه؟ وهل أمتنا عطشى من معاني الألفة والرأفة حتى يرغب الآخرون في حقن أجسامنا من إبر عيد الحب؟!
ثم هل الإسلام لم يشرع لنا أياماً ـ غير العيدين ـ نلتقي بها على الخير والحب؟ ألم يطلع هؤلاء على توافد المسلمين يوم الجمعة كل أسبوع إلى المسجد بقلوب طيبة، ووجوه باسمة، ومظهر جميل، ورائحة شذية؟
وهناك حفلات الزواج، والاجتماع على الولائم، التي حض الإسلام على إقامتها، مثل: "أولم ولو بشاة" "تهادوا تحابوا"، ومشروعية سنة العقيقة، وغير ذلك..
كيف يخدعنا أولئك المروجون لعيد الحب ويطلبون منا أن نشاركهم في هذا العيد، ونحن نعاني من سيوفهم تحزّ رقابنا، وسهامهم تصيب صدورنا، إنهم سرقوا خيراتنا واغتصبوا نساءنا، واحتلوا بلادنا، ونشروا فيها الذعر والرعب، واستحر القتل وسفك الدماء من سياستهم هنا وهناك، ثم يريدون منا أن نفرح بعيد حبهم، ونقلدهم فيه ونصبح كما قال أحدهم: كالطير يرقص مذبوحاً من الألم، أو كالمجنون الذي يجتمع عليه الغوغاء فيهيج ثم يصرخ، ثم يقفز، ويرقص، وهم غارقون في الضحك على تصرفاته.
نحن أمة وسط بين الأمم، فلا نتبع ولا نقلد، ولا نأخذ عن غيرنا إلا ما ثبت نفعه، وانتفى ضرره، شريطة ألا يكون من القواعد الأربع التي تتميز بها الأمة، نريد من المروجين لعيد الحب أن يتركوا الناس يؤوبون إلى دينهم، ويصححوا مسيرتهم، فيمتلكون القوة التي تحررهم من عبودية التقليد والهوى، وتضعهم أمام التحديات التي تواجههم، كي يتوصلوا إلى الحلول التي تعود بهم إلى العزة والكرامة، حتى يستحقوا ما قال الله في أسلافهم: "كنتم خير أمة أخرجت للناس".
إنّ عندنا من الجراحات ما تجعل الإنسان يفقد معاني الحب التي فاضت علينا من ينابيع أعيادنا، فكيف يريد منا الآخرون أن نفرح بأعياد هي من صنع أعدائنا، فهل الأعداء يريدون منا أن ننعم بالحب والأمن، والأمان؟! أشك في ذلك وأجزم