الشيخ/عبدالله السالم
01-06-2002, 11:07
الحمدُ لله الذي خلقنا من نفس واحدة وجعل خلقنا من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها . وأشهد أن لا إله إلآ الله وحده لاشريك له خلق فسوى ، وقدر فهدى ، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسوله وخليلهُ وصفوته من خلقهِ ، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين اللهم احشرنا معهم ، بمنك وكرمك يارب العالمين . أمـا بـعد .. فيا أيها الأخوةُ في الله ،فإن الناظر المتأم ، لأوضاعنا الاجتماعية ، واستسلامنا لهذا الواقع المرير ، يعود مجروح الفؤاد حزين النفس ، إن كان في قلبه إيمان ، ومن هذه الأوضاع المريرة إختيار الزوج للفتاة ، فيسألون عن الزوج عن كل صغيرة وكبيرة إلا الدين ، دينه لا يسألون عنه ، وبما أننا مُسلمون وندين بهذا الدين العظيم ، فلا بد من الصلة المطلقة ، بقواعد المنهج الإلهي للحياة البشرية ، على النحو الذي قدّرهُ الله ووصل به غضبه ورضاه ، وليس على النحو الذي نعرفه ،بل على ما يعلمه الله فهُناك فرقٌ ، بين ما يريده الله لنا ، وما نريده لإنفسنا ( قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَُ أَمِ اللَّهُ ) فا الواضح اليوم ، أن الأغلبية من المسلمين يُزوجون الرجال لأوصاف وصفات يُريدونها هُم ، وليس التي يريدُها الله فكم أدخلوا الصحيحة العفيفة الطاهرة ، على رجُلٍ لا يخافُ الله ولا يُصلى ولا يتصف بصفات المؤمنين . فجمعوا بين الطيبة والخبيث وهذا الفعل ، لا يرضونهُ لحيواناتهم ،كا الإبل والغنم ، لا يرضى الواحد منهم ، أن يُدخل العليلة مع الصحيحه ، لكنهم رضوا ذلك لبناتهم ، وعلى كل حال فالقرآن مُوجود ، فاسمعوا لكلام ربكم يقول الحكيم الخبير سبحانه وبحمده (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ ِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ) ثم قرر سبحانه أن المجرم ، لا تليق به إلا مجرمة مثله ، وهذا محرمٌ في حق المسلمـــين ( الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) هذا الآيات تطرقُ القلوب ، ولكنها لا تُؤثر ، إلاَّ على تقى القلب واعي الأحساس ، أما أبله القلب ، ميت الحس منكُوس الفطره قليل التوفيق ، فهذا لا يفهم ولا يعي الموعظة ، ولا يرعوي للنصيحة ، ولله في خقه حكمة ( وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) فا الواقع اليوم نعرفه جميعاً ، إذا تقدم الشاب يطلب ابنة الرجُل ، قالو نرد لك الخبر النهائي بعد إسبوع ، فيسألون عن إبيه وعن أجداده وعن عشيرته ، ثم الشهادة والوظيفة ، وكم دخلُه الشهري ، ثم عن أمه وهل هو في بيت لوحده ، وهل أمه على قيد الحياة ، إلا الدين ! فإن الدينَ لا يُسأَلُ عنه ، أهو يصلى أم لا ؟ أهو يمارس المنكر ؟ أعندهُ غيرة ؟ لاكل هذا لا يُسأَلُ عنهُ ولايهم ، وعندما يخطب من لا يصلي ويقال لولي البنت ، إنهُ لا يصلى ، يقول الهادي الله ، أما لو خطبها من ليس لهُ وظيفة ،قال من أين يُطعمها ويكسُوها ألستَ تقولُ الهادى هو الله ؟ فلماذا إذاً .. لا تقول أيضاً الرازق هو الله !!! فهل رب العزة سُبحانه يهدي ولا يرزق ؟ أم أنك تؤمن بالهادي ولا تؤمن بالرزاق ؟كل هذه الإحتمالات غيرُ صحيحة ، والصحيح هو أن والدها ، يريد مُوظفاً ، أما الهداية فهي مؤجلة ، لا يَهمه الوجود من العدم ، فكلامُك يا مسكين ينطوي على البشر ، ولكنه لا ينطوي على الله ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) أخي المسلم يامن تشهد أن لا إله الا الله وأن محمد رسول الله ، اتق الله بمن وليت أمرها، أختر لها الزوج الصالح ، ولا أقول لك ، أبحث لها عن طالب علمٍ جيد ، ولكن تأكد من الصلاة ، تأكد من الصلاةِ فقط ، هل هو يُصلي أم لا ، هل هو طاهر السلوك ؟ نظيف العرض أم لا ، إن الفتيات الصالحات ، ضحايا لهذا الفعل الأثيم ، فتجد الواحد منهم يختار لابنته الصالحة العفيفة ، زوجاً فاسقاً فاسداً عربيداً ، ثم يدخل عليها هذا الزوج ، ويعدها بالوفاء والإخلاص ، ويحقق لها ما تُريد ، حتى إذا امتلك قلبها وأحبته ، هون عليها أمر الصلاة ، فتكاسلت عنها ،حتى تركتها نهائياً ثم عودها على الرذائل ، وأوقعها بكل خبيث ، ومن المعلومأن المرأة سريعة الإستجابة ،سهلة الإنقياد ، فيستغل أولئك هذه الخصال ، فتجدُ منهم من جعل زوجته بعد العفاف والطهر ، جعلها تُجهز له الخمر بالبيت وتسقيه ، ورُبما شربت معه ، ومنهم من سافر بها خارج البلاد ، وعودها على نزع الحجاب ، والجلوس مع أصدقائه ، فلو سألتم المفتين من الُعلماء الذين يَتصِلُ بِهِم يومياً ، أعداداً كبيرةً من الزوجات ؟ لتبين لكم الأمر ، فهذي تقول زوجي لا يُصلي ؟ فهل آكل معه وأعاشره ؟ والأخرى تقول زوجي أدخل علينا الدُش ؟ وترك أولادي عليه ، فلم أستيقظ ساعةً من اليل ، إلا الموسيقى والغناء والمشاه الخالعة حتى مطلع الفجر ، ومنهن من تقول إنني أعيش الغربة أنا وأبنائي ، فزوجي لا نعرفه ، من العمل للإستراحه ، ويوم الأربعاء من العمل يذهب إلى حيث لاندري ولا يأتي إلا قُبيل الفجر من يوم السبت ، فتمَرَّد عليَّ الأولاد ، وأصبحتُ كأني أرمله : بل الأرملةُ أحسنُ حال منّي ، فهل أبقى معه أو أطلب الطلاق ؟ والأخرى ، تتصل وتسأل وتقول زوجي إذا دخل عليَّ ، وضع الهاتف على صدره ، وبدأ يُكلِّم الفتيات ، ويُغازلهن وهو بجانبي ، ويقول إن لم يُعجبك ذلك فالأبوابُ مفتوحة ، والأُ خرى ، تتصل باكية وتقول والله الذي لا إله إلاَّ هو، إن فرّق الله بيني وبين زوجي ، لأُحرِمنَّ الزواجَ مدى الحياة ، هؤلاء فقط اللاتي يرفضن الباطل ، أما اللّواتي وافقن وأطعن الأزواج ، فلا يُحصِيهُنَّ إلاَّ الله ، أيـها المسلمون ماذا بعد هذا ؟ الوضعُ لايزالُ هكذا ، والناس لازالوا في غفلةٍ ، والزوجات ضحايا وإن كان العامة ، إذا رأوا الرجل ، يكسوا أولادهُ ويطعمهم ويسكنهم ، قالوا هذا خيركم لأهله ، وهم لا يعلمون الخوافي ، وماذا يحدث في جُنح الظلام ، نعم لقد أدخلوا على بناتهم أشباه الرجال ، وليسوا بالرجال ، فحوّلوهن من الفضيلة إلى الرذيلة ، ومن الصلاح إلى الفجور، فويلٌ لهم ثم ويلٌ لهم ، ثم ويلٌ لهم ، أما سمعوا قول الله ( وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ) ثُم بين سبحانه لماذا يُختار الصالح على الفاسق ، ولو كان عبداً مملوكاً قال :تعالى (أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) نعم لقد دعوا بناتهم إلى النار ، واستجبن لدعواتهم ، فويلٌ لهم من النار ، أما سمعوا قول الله ( وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) وفي سنن الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض } إن بناتكم أمانة ، والأمانة تحملتم ثُقْلها ، فمن خان أمانته ، فقد وقع بالنفاق ، وخيانة الأمانة مُحرمةٌ في حق أبعد الناس ، فكيف بمن يخون ابنته ، ومن زوج ابنته فاسقاً فقد غشها ، {ومن غشنا فليس منا }رواه مسلم عن أبي هريرة ، وعد مسلم أيضاً عن معقل رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة } وهل هناك غش ، أكبر من أن تزوج ابنتك لمن لا يصلي ؟ أظف إلى ذلك الظلم ، فمن زوجها فاسق فقد ظلمها والظالم عليه غضب الله وسخطه ، والفتاة مظلومة ولها دعوة مُستجابة لأن دعوة المظلوم ترفع فوق الغمام ويقول الرب عزَّ جلَّ {وعزتي وجلالي لأنصرنكِ ولو بعد حين } فجمع هذا الرجل ، خيانة الأمانة والظلم والغش ( ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَيَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) أخي المسلم الغيور ، لا تُهوّن أمر الدين إلى هذا الحد اجعل الدين أمامك وقائدك في كُلِّ شيء ، (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) إننا لم نسمع من رفض الزوج ، لأنهُ لا يُصلى أبداً ، يردونهُ لنقص الدُنيا فقط ، أما الدين فلا حرج ، فلا يَهُون عليكم دينَكم ، أما علمتم أنكم فضلتم به ، فمُيولُكم ، وإادتُكمَ إذْا لم تجعلوها تبعاً لدين الله ، فلستُم بمؤمنين ، فالإيمان هو الرّجوع ، لهدي الله ، وهدي رسولِهِ صلى الله عليه وسلم . في جميع شُؤون الحياة هذا هو الحُّق ، وهذا هُوَ طريقُ الإيمان ، فالُحر تكفيه الإشارة ، أما البليدُ ميّتُ القلب والحسَّ ، فاللهُ من وراءهِ مُحيط ، يَومَ يَسأَلُهُ ربُّه ، عن تلك الغَدَراتِ والفجرَات ، في يومٍ كان مقدارهُ خمسين ألف سنة ، ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً ) ولكنَّ ربُّ العزةِ ( يراهُ قريباً ) ( وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبََرِ ) (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) وصلى الله وسلم على نبينا محمد (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ *وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ* وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )