المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من البشارات المحمدية في كتب العهدين



خليل الجبوري
03-03-2008, 22:15
الأمين الصادق (وهي بشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم، ووصفه وجهاده)

جاء في سفر رؤيا يوحنا 19/11-15 : (11) ثم رأيت السماء مفتوحة وإذا فرس أبيض والجالس عليه يدعى أميناً صادقاً وبالعدل يحكم ويحارب(12)وعيناه كلهيب نار وعلى رأسه تيجان كثيرة وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو(13)وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى اسمه كلمة الله(14)والأجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزاً أبيض ونقياً(15)ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الأمم وهو سيرعاهم بعضاً من حديد وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء.

ففي هذه الرؤيا صفات لشخص بشري لا توجد إلا في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي:

1- قوله: والجالس عليه يدعى أميناً وصادقاً، وفي طبعة الموصل: يسمى الأمين الصادق. وكان العرب يسمون الرسول صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين. وبهذا وصفه أعداؤه أمام ملوك الأعاجم (ورد هذا عند شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الجواب الصحيح1/99. وابن القيم في كتابه هداية الحيارى ص48-49).

2- قوله: وبالعدل يحكم ويحارب، فهل روى الأعداء أعداء الرسول صلى الله عليه الصلاة والسلام أنه جار في حكمه أو في قتاله مرة واحدة؟!. بل كانت أحكامه منبع العدل والمساواة كما أن قتاله كان في غاية الرحمة والعدل والإحسان. وتشهد بذلك الوقائع الكثيرة التي شهدها عليه الصلاة والسلام، والوصايا التي كان يوصي بها جنده وقادته من الرأفة والرحمة وعدم إيذاء الشيوخ والنساء والأطفال والمنقطعين للعبادة.

3- قوله: وعيناه كلهيب نار. وهي صفة عيني نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد روى ابن سعد في الطبقات عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان إذا خطب احمرّت عيناه). وفي طبعة الموصل: وكانت عيناه شبه وقيد النار. وروى في الطبقات عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مشرب العينين بحمرة)، ورد هذا في الطبقات الكبرى لابن سعد الباب1/410-411. وبهذا نرى أنه كان في عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم حمرة لا تفارقهما.

4- قوله في البشارة: وعلى رأسه تيجان كثيرة. كناية عن خضوع الملوك لدين الإسلام وفتح أمته عليه الصلاة والسلام على ممالك الفرس والروم والقبط وتقسيم خزائنها في سبيل الله.

5- قوله في البشارة: وله اسم مكتوب لا يعرفه إلا هو. والمقصود أن اسمه (محمد وأحمد) عليه الصلاة والسلام، وهذا الاسم ليس مما اعتاد بنو إسرائيل ولا بنو إسماعيل أن يسموا أبناءهم به، وهو ظاهر في اسمه بين قومه. أما قوله: ويدعى اسمه كلمة الله. فلا شك أنه من التحريف القصدي بالتبديل أو الزيادة. والدليل على ذلك أن هذه العبارة تناقض العبارة أو الفقرة السابقة لها وهي: وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو. وهذا من التحريف القصدي هو من أجل تطبيق هذه البشارة على عيسى ابن مريم عليه السلام. ويوحنا اللاهوتي صاحب الرؤيا(أي سفر المشاهدات) كان بعد رفع المسيح عليه السلام بزمن كتب هذه الرؤيا فكيف تكون رؤياه بشارة بعيسى عليه السلام الذي سبقه بزمن ورفعه الله؟!.إذاً هي صريحة في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

6- في البشارة الفقرة: وهو متسربل بثوب مغموس بدم. إشارة إلى بعث النبي صلى الله عليه وسلم بالجهاد والسيف وهي صفة أمته كذلك. والمعنى كأنهم تسربلوا بألبسة القتال، فهم لا يخلعونها لأنهم في جهاد دائم في سبيل الله.

7- وفي البشارة أيضاً قوله: والأجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزاً أبيض ونقياً. فيه إشارة إلى تأييد الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بالملائكة وقتالهم معه ف يبدر والخندق وغيرهما،وهي الجنود التي قال الله تعالى عنها في سورة التوبة آية 26: (وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا). وفي سورة التوبة أيضاً آية40 يقول تعالى: (وأيّده بجنود لم تروها). وفي سورة الأحزاب الآية9 قال تعالى: (فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها).

8- وقوله في البشارة: ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الأمم وهو سيرعاهم بعضاً من حديد وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله. فيه إشارة إلى للسيوف العربية التي حملها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعهم الذين فتحوا البلاد ونفذوا فيها حكم الله وشريعته، وحطموا بيوت المحرمات ومعاصر الخمر، وكان حكمهم فيها نافذاً قوياً كقوة العصا الحديدية لاستنادهم إلى الشرع القويم.

فهذه الأوصاف جميعها لا تصدق على عيسى عليه السلام، ولم يتصف بها أحد غير نبينا عليه الصلاة والسلام بل كأنها نص صريح عليه.اللهم اجعلنا من أمته، وأَمِتْنا على دينه، واحشرنا في صفه وحزبه وارزقنا مرافقته في الجنة.وصلى اللهم عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً.

شام
04-03-2008, 00:43
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...

لك مني أجمل تحية .