المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سَ أخونُ صَديقَتَيَ...



شام
01-03-2008, 00:50
سأخونُ صديقتي و كلَ أصدقائي و صَديقَاتي ..

سَأزرعُ الريبَ في نَفسي و عَقلْي ، وسَأنثرُ الشَكَ فِي قَلبي..

لمْ يَعُد هُنَاكَ ماءٌ و وطنٌ في أزمنةِ العبثِ

فَقَدنَا ضوءَ المفردةِ و عَربَدنَا عَلىَ الأرصِفَةِ

هَاهُنَا تُغتالُ ملامحٌ بشريةُ المَظهرِ

هاهنا تُعتَقَلُ وراءَ القُضبَانِ آزليَةُ الإنسَانِ..

هاهنا وأدُ وهاهنا صَلبٌ و هاهنا حَبلُ مِشنَقةٍ..

لمْ يعُدْ هنَاك كرزٌ متَكورَ الشَكلِ ..

فَقَدنَا الحَدائِق و حَلَتِ الصَحاَرى و القَوافلَ المُهَاجِرةِ

واحةُ الأنسِ سكنَتَها عنَاكِبُ العَتمَةِ ، غديرٌ قدْ جَفَ وبانَ الحَصَى في القَعَرِ..

لذلكَ قررتُ أن أخونَ صدَيقتي ..!!

ففي أزمنَة المتغيراتِ لا شيءَ ثابتٌ... وليسَ هناكَ معَاقِلَ للقيمَة و المَبدأ..

لمْ يَعُد لَدينا أرواحٌ فقَدَنا الشَفافيَةَ و عقَدنَا المُعَاهداتِ مع حادثَةِ الإفكِ..

لمْ تَنجو أمُ المُؤمنينَ عائِشة ( رضَي الله عَنَها ) من الإفكِ ولكنَ الرحَمَن كانَ بالمرصادِ

للذي تَولىَ الإفكِ بن أبي سَلول ..

و تعاقبتِ الأحداثُ قُبيلَ نزولِ سورةِ النُور ل يقولَ الله تَعَالى للبشريةِ جمَعَاء إلى يومِ القيامَةِ :

إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ

مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ..

صدقَ الله العَظيِم الذي أنزلَ لنَا هَذا القُرآن المُنيرِ و خَلَقَ لنَا العَقلَ ل نَتَفَكرَ بأهميةِ من يَرميَ

المُحصنَاتِ من المؤمِنَاتِ بأنواعِ الإفكِ ..

تتَكَررُ حادثةُ الإفكِ ملايينَ المَراتِ في مُجتَمَعَاتِنَا و تُنتَهَكُ أعراضُ الغَافِلاتِ من بناتِ المُسلمينْ..

و لأن لنَا في أمِ المُؤمنينَ خيرُ آيَة ... ف أفضلُ ما تَنطِقُ بهِ القُلوبُ و الشِفَاهُ :

صبرٌ جَميلٌ والله المُستَعَان على ما تَصِفونْ

و انتشرتِ في أوساطِ المَدينَة المُنوَرةِ تفاصيلَ البهتانِ و الكذبِ

و اقتربَ الجميعُ تقَريباً من تصَديقِ أكذوبةَ الأفاكِ ابن أبي سَلول فَما كانَ عَلى السَيَدة الطَاهِرةِ

ابنةِ أبي بكرٍ رضيَ الله عَنهُ و زوجةُ رسولِ الله عليهِ الصَلاةُ و السَلامُ سوىَ أن تَحتَسِبَ أمرَهَا

لمنْ أنصَفَهَا و وقرتْ في بَيتَهَا إلىَ أنْ كانتِ البراءَةَ .

وفي وقتنا الحالي و ل كلِ فتَاة أو امرَأة مسلمَةٍ تَتَعرضُ للإفكِ ما عَليهَا إلا أن تصَبِر و تحَتَسب الله ..

و الله خيرُ العَالمَينْ... و أصحَابُ الإفكِ من الهالكين في كلِ زمانٍ و مكَانٍ..