جاسم الدندشي
26-02-2008, 02:51
ثلاثون عاما ونجد حبيبتي
قد يكتب المرء بعضا من أفراحه وأشجانه ويطرز منها صفحات بيضاء تختزل عمره كله
ثلاثون عاما والسويعات التي قضيتها فوق رمالها ما زلت اشتاق إليها رغم إني كرهت السفر
بعد أن اختصر عمري ببقايا تمشي معي بعد أن دب النعاس
واهترأت نفسي وانثقبت ذاكرتي إلا ببعض ما حمله قلمي من حروف تومض أيام
عشتها في تلك الروابي الذي احن إليها واحن إلى تلك المطارح رغم حرارة الأشواق التي
كانت تنتابني وأنا بعيد عن الشام وليلها ومساءها الجميل
كانت العين تسكب دمعها حرى والياسمين يفرخ طيوره أطواقا تعانقنا
وحبا لكل
مشتاق إلى وطن أحبه في عمق ثناياه
ثلاثون عاما عشتها بين فيافي نجد والشمال
كأنها لحظة من عمري تاهت بين السؤال والسؤال
غفوت في ليل الدروب ومشيت النهار بين جمر الهوى وعشق الرمال
وما زالت الثلاثون عاشقة لتلك الروابي وتلك السهوب وتلك هامات الجبال
ابحث عن سر تلك البلاد والبراري والمهاد بين صحو عابر وبين من تاه في رؤى ذاك السهاد
ثلاثون عاما والعيون السود تقلق سحر هاتي الجفون
وهل نجد إلا بعض من جمال الصمت في واحات السكون
كنت أغفو واصحوا بعد إن دب النعاس
وحلم تلك العيون التي كنت ارمقها
في حياء
وأنا الذي يبهرني جمال الحور وسحر قلائد البخور واغتسال الجفون والحبور
كم من عيون مرت أمام عيوني والسر بعيد
ثلاثون عاما اكتبها
قبل أن تتيه الحروف بين احتراق الذاكرة وانكسار دواتي والخاطرة
لقد بهرتني نجد وما زالت ذاكرتي تتوهج وتورق
حروفا تتلالا شوقا لكتابة حكايات عاشت معي في صدري
وأنا الذي لم أنكر أيامي في تلك الربى والديار التي ما زلت احن إليها وساكنة في عيوني
نجد يا تلك السويعات التي حزت ذاكرتي ببعض ومضات نسيتها
نجد: يا جملة من قوافي الفرح تذكرني برمال وبحر ونساء وأبراج وهيئة معروف وأسواق وسيارات
فارهة تمر من جنبي مسرعة وأحيانا لا أراها ...
نجد : تلك البوادي والواحات التي تتفرق بينها مسافات ومسافات اقلها سفر بين كوكب وأخر .
نجد : يا تلك البداية من عمري التي أثقلت أيامي بتعب الركض هنا وهناك..
نجد : تلك الحميمة إلى روحي والتي سهرت بين افيائها زمنا تشاطرني فرحي وحزني ودمعي
ولهفة الأشواق وأنا انتظر جواز سفري مرتحلا إلى ومضة من ورد وتفاح ورمان.
نجد : تلك الأيام المسافرة في عمري بين لفحات حرها وقيظ بيدها الذي يتساقط ثلجا أحيانا
أو مطر طائفي في زحمة الأيام والسنين.
نجد : تلك الليالي التي سامرت أحرفي وأنا اكتب تباريح الصباح ودلال العباءات السود التي تخفي
وراءها عيون زينت مساءات ليلها .
نجد : تلك القامات البيضاء والشماغ الأحمر بين صحو الشتاء ومطره الذي نفرح به وصيف مسافر دوما
ونبقى نحن نتسمر في قيظ الرمال والعيون أمنية لا تستطيع السفر أبدا.
نجد : تلك المساءات التي يسهر ليلها حتى الصباح ويجن الفجر ويقظة الناس ذكرى بين زحمة الدروب
وحكايات الأشواق التي تسكن الصدور .
تصحو ذاكرتي وتفغو وكأنني اليوم فوق بحرها وخليجها الذي أرخ ولادتي وتفاحة اقضمها في ليلي
وحيدا إلا مع بعض وريقات تكتبني رغما عني , وقد تتكدس الأوراق ولا مكان لترتيبها إلا بعد أن
تأتي نسمة تتطاير فيها فأقوم وارتب بعضا منها فوق مكتبي , وقد يشد الشوق علي فاشلح
ذاكرتي واهرب إلى البحر علني أعاتبه لوحدتي
وتمر الأيام وتنقضي سنين عمري وقد اشتاق
إليها اليوم أكثر وأكثر
وما زالت بعض وريقاتي حاضرة تتداعى ذاكرتي فأقوم واكتب الحرف الذي
كتبني قبل ثلاثون سنة .
نجد : يا تلك الأيام التي لا أنساها , وقد ضن بي الشوق والحنين إليها وكم من حكايا تسكن صدري
وعيوني التي تبرق لحي كنت اسكنه وصوت الأذان تشحذ همتي للصلاة والدعاء .
نجد : كم من ذكرياتي بك يا من رميت شبابي بين افياء بيدك وشجيرات واحاتك التي تترامى هنا
وهناك تنتظر شوقا لمسافر من أطرافها .
نجد لا تبارح ذاكرتي أبدا .
نجد : هي تلك العيون التي يبرق سحر الحياء فيها وهي من أعادت لذاكرتي
عشق لفحات رمالها
التي تقطر من عيون صباياها أدب وسحر
ومن قامات رجالها لون الطهر
ليت الدروب بيني وبينك قريبه وانا شوفك من بعيد
جاسم محمد الدندشي
الشام
26 \ 2\ 2008 \\
قد يكتب المرء بعضا من أفراحه وأشجانه ويطرز منها صفحات بيضاء تختزل عمره كله
ثلاثون عاما والسويعات التي قضيتها فوق رمالها ما زلت اشتاق إليها رغم إني كرهت السفر
بعد أن اختصر عمري ببقايا تمشي معي بعد أن دب النعاس
واهترأت نفسي وانثقبت ذاكرتي إلا ببعض ما حمله قلمي من حروف تومض أيام
عشتها في تلك الروابي الذي احن إليها واحن إلى تلك المطارح رغم حرارة الأشواق التي
كانت تنتابني وأنا بعيد عن الشام وليلها ومساءها الجميل
كانت العين تسكب دمعها حرى والياسمين يفرخ طيوره أطواقا تعانقنا
وحبا لكل
مشتاق إلى وطن أحبه في عمق ثناياه
ثلاثون عاما عشتها بين فيافي نجد والشمال
كأنها لحظة من عمري تاهت بين السؤال والسؤال
غفوت في ليل الدروب ومشيت النهار بين جمر الهوى وعشق الرمال
وما زالت الثلاثون عاشقة لتلك الروابي وتلك السهوب وتلك هامات الجبال
ابحث عن سر تلك البلاد والبراري والمهاد بين صحو عابر وبين من تاه في رؤى ذاك السهاد
ثلاثون عاما والعيون السود تقلق سحر هاتي الجفون
وهل نجد إلا بعض من جمال الصمت في واحات السكون
كنت أغفو واصحوا بعد إن دب النعاس
وحلم تلك العيون التي كنت ارمقها
في حياء
وأنا الذي يبهرني جمال الحور وسحر قلائد البخور واغتسال الجفون والحبور
كم من عيون مرت أمام عيوني والسر بعيد
ثلاثون عاما اكتبها
قبل أن تتيه الحروف بين احتراق الذاكرة وانكسار دواتي والخاطرة
لقد بهرتني نجد وما زالت ذاكرتي تتوهج وتورق
حروفا تتلالا شوقا لكتابة حكايات عاشت معي في صدري
وأنا الذي لم أنكر أيامي في تلك الربى والديار التي ما زلت احن إليها وساكنة في عيوني
نجد يا تلك السويعات التي حزت ذاكرتي ببعض ومضات نسيتها
نجد: يا جملة من قوافي الفرح تذكرني برمال وبحر ونساء وأبراج وهيئة معروف وأسواق وسيارات
فارهة تمر من جنبي مسرعة وأحيانا لا أراها ...
نجد : تلك البوادي والواحات التي تتفرق بينها مسافات ومسافات اقلها سفر بين كوكب وأخر .
نجد : يا تلك البداية من عمري التي أثقلت أيامي بتعب الركض هنا وهناك..
نجد : تلك الحميمة إلى روحي والتي سهرت بين افيائها زمنا تشاطرني فرحي وحزني ودمعي
ولهفة الأشواق وأنا انتظر جواز سفري مرتحلا إلى ومضة من ورد وتفاح ورمان.
نجد : تلك الأيام المسافرة في عمري بين لفحات حرها وقيظ بيدها الذي يتساقط ثلجا أحيانا
أو مطر طائفي في زحمة الأيام والسنين.
نجد : تلك الليالي التي سامرت أحرفي وأنا اكتب تباريح الصباح ودلال العباءات السود التي تخفي
وراءها عيون زينت مساءات ليلها .
نجد : تلك القامات البيضاء والشماغ الأحمر بين صحو الشتاء ومطره الذي نفرح به وصيف مسافر دوما
ونبقى نحن نتسمر في قيظ الرمال والعيون أمنية لا تستطيع السفر أبدا.
نجد : تلك المساءات التي يسهر ليلها حتى الصباح ويجن الفجر ويقظة الناس ذكرى بين زحمة الدروب
وحكايات الأشواق التي تسكن الصدور .
تصحو ذاكرتي وتفغو وكأنني اليوم فوق بحرها وخليجها الذي أرخ ولادتي وتفاحة اقضمها في ليلي
وحيدا إلا مع بعض وريقات تكتبني رغما عني , وقد تتكدس الأوراق ولا مكان لترتيبها إلا بعد أن
تأتي نسمة تتطاير فيها فأقوم وارتب بعضا منها فوق مكتبي , وقد يشد الشوق علي فاشلح
ذاكرتي واهرب إلى البحر علني أعاتبه لوحدتي
وتمر الأيام وتنقضي سنين عمري وقد اشتاق
إليها اليوم أكثر وأكثر
وما زالت بعض وريقاتي حاضرة تتداعى ذاكرتي فأقوم واكتب الحرف الذي
كتبني قبل ثلاثون سنة .
نجد : يا تلك الأيام التي لا أنساها , وقد ضن بي الشوق والحنين إليها وكم من حكايا تسكن صدري
وعيوني التي تبرق لحي كنت اسكنه وصوت الأذان تشحذ همتي للصلاة والدعاء .
نجد : كم من ذكرياتي بك يا من رميت شبابي بين افياء بيدك وشجيرات واحاتك التي تترامى هنا
وهناك تنتظر شوقا لمسافر من أطرافها .
نجد لا تبارح ذاكرتي أبدا .
نجد : هي تلك العيون التي يبرق سحر الحياء فيها وهي من أعادت لذاكرتي
عشق لفحات رمالها
التي تقطر من عيون صباياها أدب وسحر
ومن قامات رجالها لون الطهر
ليت الدروب بيني وبينك قريبه وانا شوفك من بعيد
جاسم محمد الدندشي
الشام
26 \ 2\ 2008 \\