رحال
23-02-2008, 13:00
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فقد كثر في وقتنا من يلصق نفسه ببعض القبائل ويدعي شيئاً ليس له ويحتج بورقة من هنا وختم
من هناك وهو في داخلة يعلم علم اليقين أنه كاذب ولاكنه يوهم نفسه بذلك فوجدت من باب
الأخوة الصادقة بيان ذلك شرعاً وجمعت ماهداني الله له من آيات وأحاديث لبيان رأي الشارع
الحكيم في فعلته وبيان حرمتهاوالعار الذي جلبه لنفسه في الدنياء لعدم تصديق الناس له فأقول
مستعيناً بالله :
أخرج الشيخان من حديث سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام».
فذكر ذلك لأبي بكرة، فقال:وأنا سمعته أذناي ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه وسلم. [متفق عليه]
ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ترغبوا عن
آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر». [متفق عليه]
وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس من رجل ادعى
لغير أبيه - وهو يعلمه - إلا كفر بالله، ومن ادعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار».
[البخاري 3508]
وعن واثلة بن الأسقع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أعظم الفرى أن يدعى الرجل
إلى غير أبيه أو يري عينه ما لم تر، أو يقول على رسول الله ما لم يقل»[البخاري 3509]
قال ابن حجر: المراد من استحل ذلك مع علمه بالتحريم، والمراد كفر النعمة، وظاهر اللفظ غير مراد،
وإنما ورد ذلك على سبيل التغليظ والزجر لفاعل ذلك، أو المراد بإطلاق الكفر أن فاعله فعل فعلا
شبيها بفعل أهل الكفر. [فتح الباري 6/624]
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: إن زيد بن حارثة رضي الله عنه
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن:>>ادعوهم
لآبائهم هو أقسط عند الله<<
وقال أيضا عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه قال أبو بكرة رضي الله عنه: قال الله عز وجل:
>>ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم<<
فأنا ممن لا يعرف أبوه وأنا من إخوانكم في الدين، قال أبي - أي عبد الرحمن-: والله إني لأظنه لو
علم أن أباه كان حــماراً لانتمى إليه.
وقال في قوله تعالى: >>وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به<< أي إذا نسبتم بعضهم إلى غير أبيه
في الحقيقة خطأ بعد الاجتهاد واستفراغ الوسع، فإن الله قد وضع الحرج في الخطأ ورفع إثمه،
والأنساب علم عربي أصيل ، عرفوه قديما ، فنافروا وفاخروا على أساسه ، والعرب مهتمون
بأنسابهم ، محتفظون بكيانها، ومن الضياع عند العرب أن يجهل امرؤ نسبه ، أوان يكون دعيا أو
ملصقا بقوم .لذلك لا نعجب إذا ما سمعنا النعمان بن المنذر يفاخر كسرى أنو شروان فيقول
عن العرب :
" وأما أنسابها و أحسابها فليست امة من الأمم إلا وقد جهلت إباءها وأصولها وكثير من أولها ،
حتى أن احدهم ليسأل عمن وراء آبيه فلا ينسب ولا يعرفه وليس احد من العرب إلا يسمي أباه أبا
فأب ، حاطوا بذلك أحسابهم ، وحفظوا به أنسابهم ،فلا يدخل رجل في غير قومه ولا ينتسب إلى
غير نسبه ، ولا يدعى إلى غير أبيه"
انساب العرب : سمير عبدالرازق القطب ، منشورات دار مكتبة الحياة ، بيروت .ط /1968م
وإذا كان القران الكريم قد حرم دعوة الرجل لغير أبيه ، وأنهى التبني بصورة قاطعة وصريحة ،
فان السنة النبوية المطهرة جعلت ممن يدعى لغير أبيه وهو يعلم كافرا . لذلك يتساوى الجميع ـ
شرعاً ـ في القيام بمهمة تصحيح مثل هذه الأوضاع والتوبة عما سلف ، وإرجاع الأمور إلى أصولها
تطبيقاً لشرع الله سبحانه وتعالى .
ولقد شدد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في التثبت والتأكد من النسب لتوكيد جدية التنظيم
الجديد الذي يلغي كل أثر للتخلخل الاجتماعي الجاهلي ، وتوعد الذين يكتمون الحقيقة في
الأنساب بوصمة الكفر .
قال ابن دقيق العيد في كتابه إحكام الأحكام في شرح حديث أبي ذر رضي الله عنه: ليس من رجل
ادعى لغير أبيه ..."الحديث يدل على تحريم الانتفاء من النسب المعروف، والاعتزاء إلى نسب
غيره، ولا شك أن ذلك كبيرة لما يتعلق به من المفاسد العظيمة. انتهى كلامة رحمة الله
ولعل مايردده بعض الناس في وقتنا الراهن على مسامعنا من أنه وجد نسبة وعرف حسبة لهو
الطامة الكبرى فالمرء لايعلم ماهو مقترف بهذا العمل فليس له شواهد على مقالته وماهي الا
ظنون تلازم المرء لنقص في شخصه وقلة في عقله وسترلعيب يريد بهذا الإنتساب أن يخفيها ولم
يعلم أنه بهذا العمل أساء ولم يصلح وأفسد ولم يفلح وإنماء هنالك من أسرته من إرتقا بعلمه
وتجمل بأدبه وأشتهر بكثير صفات يعجز أن تجدها في جماعة من الناس ولعل بعض الرموز التي
نفاخر بها دوماً ديناً ودنيا هي رموز لايربطنا معها سوى رابط الأخوة في الإسلام مع العلم
أنه أمتن الروابط ولذلك تجد أن هؤلاء الرجال لم يجعلوا من جهل النسب شغلهم الشاغل ففازوا
وأفلحوا ونجحوا ولو أنهم الصقوا أنفسهم بأي قبيلة ماوسعها غير القبول به بل والمفاخرة بذلك .
ولكنهم عرفوا حرمته فابتعدوا لإلا يقعوا في المحضور شرعاً وعرفاً .
جعلنا الله وأياكم في زمرة المتقين غير ضالين ولامضلين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين ,,,
أخوكم
رحــــــــــــــــــــــــــــــــال
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فقد كثر في وقتنا من يلصق نفسه ببعض القبائل ويدعي شيئاً ليس له ويحتج بورقة من هنا وختم
من هناك وهو في داخلة يعلم علم اليقين أنه كاذب ولاكنه يوهم نفسه بذلك فوجدت من باب
الأخوة الصادقة بيان ذلك شرعاً وجمعت ماهداني الله له من آيات وأحاديث لبيان رأي الشارع
الحكيم في فعلته وبيان حرمتهاوالعار الذي جلبه لنفسه في الدنياء لعدم تصديق الناس له فأقول
مستعيناً بالله :
أخرج الشيخان من حديث سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام».
فذكر ذلك لأبي بكرة، فقال:وأنا سمعته أذناي ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه وسلم. [متفق عليه]
ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ترغبوا عن
آبائكم، فمن رغب عن أبيه فهو كفر». [متفق عليه]
وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس من رجل ادعى
لغير أبيه - وهو يعلمه - إلا كفر بالله، ومن ادعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار».
[البخاري 3508]
وعن واثلة بن الأسقع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أعظم الفرى أن يدعى الرجل
إلى غير أبيه أو يري عينه ما لم تر، أو يقول على رسول الله ما لم يقل»[البخاري 3509]
قال ابن حجر: المراد من استحل ذلك مع علمه بالتحريم، والمراد كفر النعمة، وظاهر اللفظ غير مراد،
وإنما ورد ذلك على سبيل التغليظ والزجر لفاعل ذلك، أو المراد بإطلاق الكفر أن فاعله فعل فعلا
شبيها بفعل أهل الكفر. [فتح الباري 6/624]
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: إن زيد بن حارثة رضي الله عنه
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن:>>ادعوهم
لآبائهم هو أقسط عند الله<<
وقال أيضا عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه قال أبو بكرة رضي الله عنه: قال الله عز وجل:
>>ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم<<
فأنا ممن لا يعرف أبوه وأنا من إخوانكم في الدين، قال أبي - أي عبد الرحمن-: والله إني لأظنه لو
علم أن أباه كان حــماراً لانتمى إليه.
وقال في قوله تعالى: >>وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به<< أي إذا نسبتم بعضهم إلى غير أبيه
في الحقيقة خطأ بعد الاجتهاد واستفراغ الوسع، فإن الله قد وضع الحرج في الخطأ ورفع إثمه،
والأنساب علم عربي أصيل ، عرفوه قديما ، فنافروا وفاخروا على أساسه ، والعرب مهتمون
بأنسابهم ، محتفظون بكيانها، ومن الضياع عند العرب أن يجهل امرؤ نسبه ، أوان يكون دعيا أو
ملصقا بقوم .لذلك لا نعجب إذا ما سمعنا النعمان بن المنذر يفاخر كسرى أنو شروان فيقول
عن العرب :
" وأما أنسابها و أحسابها فليست امة من الأمم إلا وقد جهلت إباءها وأصولها وكثير من أولها ،
حتى أن احدهم ليسأل عمن وراء آبيه فلا ينسب ولا يعرفه وليس احد من العرب إلا يسمي أباه أبا
فأب ، حاطوا بذلك أحسابهم ، وحفظوا به أنسابهم ،فلا يدخل رجل في غير قومه ولا ينتسب إلى
غير نسبه ، ولا يدعى إلى غير أبيه"
انساب العرب : سمير عبدالرازق القطب ، منشورات دار مكتبة الحياة ، بيروت .ط /1968م
وإذا كان القران الكريم قد حرم دعوة الرجل لغير أبيه ، وأنهى التبني بصورة قاطعة وصريحة ،
فان السنة النبوية المطهرة جعلت ممن يدعى لغير أبيه وهو يعلم كافرا . لذلك يتساوى الجميع ـ
شرعاً ـ في القيام بمهمة تصحيح مثل هذه الأوضاع والتوبة عما سلف ، وإرجاع الأمور إلى أصولها
تطبيقاً لشرع الله سبحانه وتعالى .
ولقد شدد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في التثبت والتأكد من النسب لتوكيد جدية التنظيم
الجديد الذي يلغي كل أثر للتخلخل الاجتماعي الجاهلي ، وتوعد الذين يكتمون الحقيقة في
الأنساب بوصمة الكفر .
قال ابن دقيق العيد في كتابه إحكام الأحكام في شرح حديث أبي ذر رضي الله عنه: ليس من رجل
ادعى لغير أبيه ..."الحديث يدل على تحريم الانتفاء من النسب المعروف، والاعتزاء إلى نسب
غيره، ولا شك أن ذلك كبيرة لما يتعلق به من المفاسد العظيمة. انتهى كلامة رحمة الله
ولعل مايردده بعض الناس في وقتنا الراهن على مسامعنا من أنه وجد نسبة وعرف حسبة لهو
الطامة الكبرى فالمرء لايعلم ماهو مقترف بهذا العمل فليس له شواهد على مقالته وماهي الا
ظنون تلازم المرء لنقص في شخصه وقلة في عقله وسترلعيب يريد بهذا الإنتساب أن يخفيها ولم
يعلم أنه بهذا العمل أساء ولم يصلح وأفسد ولم يفلح وإنماء هنالك من أسرته من إرتقا بعلمه
وتجمل بأدبه وأشتهر بكثير صفات يعجز أن تجدها في جماعة من الناس ولعل بعض الرموز التي
نفاخر بها دوماً ديناً ودنيا هي رموز لايربطنا معها سوى رابط الأخوة في الإسلام مع العلم
أنه أمتن الروابط ولذلك تجد أن هؤلاء الرجال لم يجعلوا من جهل النسب شغلهم الشاغل ففازوا
وأفلحوا ونجحوا ولو أنهم الصقوا أنفسهم بأي قبيلة ماوسعها غير القبول به بل والمفاخرة بذلك .
ولكنهم عرفوا حرمته فابتعدوا لإلا يقعوا في المحضور شرعاً وعرفاً .
جعلنا الله وأياكم في زمرة المتقين غير ضالين ولامضلين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين ,,,
أخوكم
رحــــــــــــــــــــــــــــــــال