المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مآثِرَ بَائِدةٍ



شام
20-02-2008, 02:03
و لكي استجمعَ قِوايَ النَفسيَةَ و قطراتِ محبَرتْي الفَوضَويَة للحَديثِ عن المَأثِرِ البَائِدَةِ و أتجَاوَزَ

في خِضَمِ الاعتِرَاكِ الشُعوبَ المُنهكَةِ لا بُد من قليلٍ منَ الشَهيقِ و الزفيرِ .

سأعتقِلُ حفنَة الهواءِ ضِمنَ تَابوتي الرئَوي فلقَد تمَتِ مُصادرةُ الهَواء العذري و شاعَ بين الأنوفِ

و الرئاتِ هواءٌ عاهرٌ فاسدٌ يروجُ لهُ ب أجواءَ ذات صفيحٍ ساخنٍ حتى الاشتعالِ كغابَاتِ وطني

و اقحواناتِ حديقتي و حشائشِ ترابي ..

ترابيَ المخضبِ بالدماءِ استُبدِل ب الرِمالِ الذهبيَة الشَاطئيةِ و المعَارِكُ البَائِدة فوقَ ذارتِهِ

احتواهَا النسيانْ و أوراقَ صفراء تُسمى تأريخ ، تربَةٌ ل قبورٍ ودروب لمنعطفاتِ الضيَاعِ.

ويتقاطرُ فيضُ ماء على قممٍ تشهقُ بعُبابِ السماءِ تُرسِل إلى القَاعِ بعضَ البقعِ لتقبَعَ

حولنَا في مستنقَعاتٍ راكدةٍ ، و تنحسرُ الأمواجُ ب قلب المحيطِ و تُهَاجرُ إلى أعماقِ البحارِ

لتطفو زبداً أو وهماً يلطخُ زرقَةَ سماءٍ ف يترأى لنَا ك السَراب لخشية من نيرانٍ تَصنَعُ مِنهَا

أبخرةً....و ترتجف ألسنَةَ اللهبِ في جحرِ موقدٍ خشيَة ماءٍ يبيدهَا في المُعتَركِ المتجمرِ

ف تزأر في الهياجِ كأنَهَا بركانٌ من غضبٍ أو ركنٌ من سعيرٍ لا تفتئ أن تلتهم يابسٍ أو غضٍ

ليركُن في أحشاءِهَا كأنَه من ذَاتِهَا أو بُقيَةً من رمَادِهَا فهيَ لا تُبقي ولا تَذّرِ..

بقايَا هشيمٍ .. أوحَلتهُ المياهِ و زفرَتهُ الرياحِ في كلِ الجهَاتِ ...

جِهَات.. متغيرةُ المعَالمِ بائدةٌ لا أعلمُ هل هي مربَعَةٌ أو مستطيلةٌ أو دائِريةٌ .. لعَلهَا ك حَلبَةِ

مُصارَعةِ الثيرانِ أو رُقعَةِ الشطرنجِ المؤأخيَةِ بين أبيضهَا و أسودهَا .. لكنهَا جهَاتٌ مسمياتٌ

وإن كانتِ لا توحيَ ب المسيرِ في أوطانيَ..

أوطانٌ ... و قرونٌ بائدةٌ و أحفَادٌ تائِهَةٌ في الهَزيَمةِ تغريِهَا نشَراتُ تباري العروشِ و الكَراسيَ

تُمَارسُ شغبَ الأحزابِ في الوطنِ...

الوطَنْ... منْ خلفِ أساطيرِ الإبَادةِ خُلِقَت أحزابٌ.. اعتقَلَتِ الشهيقَ و الزفيرَ غيرتِ الملامِحَ

و لقمتِ الفاهِ بمَا شاءَ لهَا من الكلماتِ ، رسمتْ على جدارِ الفِكرِ النظرياتِ.. و أبادتْ ب بلدوزرِ

السُلطةِ من يعارضِ ثم تشيعُ الجثامينَ في مواكبِ الخونَةِ و المتأمرينَ و العملاءِ ضد الشعوبِ..

شعوب.. إنَهَا بُقيَةٌ ل مآثِرَ بائِدةٍ .. فلا شُعوبَ اليومَ حاضرةٌ في آفاقِ الملهَاةِ البَائِدَةِ...