عبدالواحد
10-02-2008, 01:39
خطف اللاعب المصري الدولي محمد أبوتريكة الاضواء بادائه في مباراة السودان وتسلطت عليه اكثر بعد تلقيه تحذيرا من الاتحاد الافريقي لكرة القدم اثر احتفاله بتسجيل هدف في مباراة منتخب بلاده امام السودان بعرض قميص كتب عليه «تعاطفا مع غزة».
واظهر ابوتريكة قميصا داخليا مكتوباً باللغتين العربية والانكليزية في اشارة للحصار الاسرائيلي لقطاع غزة غير انه تلقى انذارا من الحكم البنيني كوفي كودجا بسبب هذا التصرف الذي اراد من خلاله التعبير عن مشاعر العرب. وعرف عن ابوتريكة مواقفه النبيلة والخلق الرفيع وحماسه لأعمال الخير فضلا عن موهبته ومهارته كما يثبت من حين لآخر اهتمامه بقضايا أمته الاسلامية حيث سبق له الكشف عن قميص يظهر فيه محبته للرسول الكريم (ص) بعد ان استنكرت الامة الاسلامية نشر كاريكاتير في وسائل اعلام اوروبية.
واذا كان ابوتريكة تلقى انذارا من الحكم وتحذيرا من الاتحاد الافريقي، فإن المتابعين لم يلحظوا ان «فيفا» اثاره ما يفعله النجم البرازيلي كاكا مع ميلان الايطالي فهو دأب منذ مواسم عدة على اظهار قميص يحمل عبارات دينية ولم ينذره او يهدده مسؤول من الاتحاد الدولي وكان آخرها في بطولة العالم للاندية في اليابان في ديسمبر الماضي.
هذه «القشور» التي يحاول الاتحاد الدولي اثارتها ليست في صالح اللعبة، فعلاوة على الازدواجية في التعامل مع الكثير من الحالات المشابهة، لا يمكن ان يقبل اللاعب ان يكون مكبلاً في التعبير عن فرحته وانفعالاته التلقائية في لعبة هي الاكثر اثارة لملايين البشر الذين يتابعونها ويفقدون حياتهم في بعض الاحيان وهم يجلسون على اريكة مريحة وخلف الشاشة الفضية، فما بال اللاعبين الاكثر تعرضاً للضغوط في المستطيل الاخضر.
فقد التزم «فيفا» الصمت ازاء لاعب منتخب غانا جون بانستيل في مونديال 2006 في المانيا حيث رفع علم اسرائيل بدلا من علم بلاده او علم الاتحاد الافريقي بعد فوز غانا على التشيك، كما اثار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر الجدل بتصريحاته في مناسبات عده، ففي لقاء مع صحيفة سويسرية في يناير 2004، دعا رئيس «فيفا» لاعبات كرة القدم الى «ارتداء ملابس اكثر «انثوية» كما زي لاعبات الكرة الطائرة بلبس سروال ضيق مثلا لانه يرى بحسب وجهة نظره ان «في ملاعب كرة القدم نشاهد نساء جميلات ومن المهم ان يجذبن رعاة للبطولات النسائية من مصممي الموضة وادوات التجميل».
يتذكر المتابعون قصة اسمهان منصور الطفلة الكندية التي لم تتصور انها ستتصدر عناوين الاخبار في يوم ما بسبب لعبتها المفضلة كرة القدم. وتعرضت الطفلة للاستبعاد من مباراة كرة قدم العام الماضي أقيمت ضمن بطولة للفتيات فى مدينة لافال في مقاطعة كيبيك بعد رفضها الاستجابة لطلب حكم المباراة «المسلم» خلع الحجاب قبل نزولها ارض الملعب في الشوط الثاني.
وأدى الموقف الى انسحاب فريق الفتاة المسلمة من الدورة وكذلك أربع لاعبات من الفرق المنافسة تعاطفا وتأييدا لموقف الفتاة.
وأثارت الواقعة ردود فعل واسعة حيث اكد المتحدث باسم الاتحاد الكندي لكرة القدم أن الاتحادات المحلية لها الحرية فى تفسير قواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم في شأن أغطية الرأس، فيما وصف رئيس المجلس الاسلامي الكندي ما حدث ضد الفتاة المسلمة بأنه تصرف غير مقبول ويكشف عن جهل لأن الحجاب لا يعرض أي لاعبة للايذاء الديني.
وتطورت الأزمة التي أخذت بعدا سياسيا حيث سارع رئيس وزراء مقاطعة كيبيك جان شارييه ورئيس حزب الحركة الديموقراطية بكيبيك ماريو دومونت بتأييد قرار حكم المباراة باستبعاد الفتاة.
وأيد المجلس الدولي لكرة القدم «البورد» المسؤول عن القرارات الخاصة باللعبة قرار منع اسمهان لأنها كانت ترتدي غطاء للرأس وقال ان القاعدة الرابعة التي تحدد الملابس التي يرتديها اللاعبون واضحة في هذا الصدد. وتنص هذه القاعدة على ان ملابس لاعبي كرة القدم تقتصر على القمصان والسراويل القصيرة والجوارب والاحذية الرياضية.
وقال المسؤول التنفيذي في الاتحاد الانكليزي لكرة القدم برايان بارويك وهو أحد اعضاء المجلس: «من الصواب بالتأكيد ان نتفهم افكار وفلسفات الناس لكن يجب ان نلتزم بمجموعة من القواعد ونلتزم بالقاعدة الرابعة». واضاف: «ناقشنا الموضوع بشكل جدي ومن وجهة نظر الاتحاد الذي امثله انها مسألة لسنا على دراية او خبرة كبيرة بها. نعتقد ان كرة القدم في بلادنا يمارسها الجميع».
وقال الامين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم السابق اورس لينسي: «يجب تطبيق قواعد اللعبة عند اللعب في مسابقات كروية تنظمها اتحادات. يمكن للمرء ان يفعل ما يحلو له في مباريات غير رسمية لكن عندما يتعلق الامر بمسابقات يجب الالتزام بالقواعد».
اسمهان نموذج لفتاة اندمجت مع مجتمع غربي من دون ان تسيء لاحد وكانت مثالا طيبا للفتاة المسلمة لذلك وجدت دعما من زميلاتها وجيرانها في قضيتها وبقت رغم صغر سنها مخلصة لعقيدتها ولم ترضخ لاحد او تتنازل عن ايمانها للعب مباراة.
في اثناء قرار منع اسمهان، كان النجم البرازيلي رونالدينيو يصول ويجول في الملاعب في عز تألقه مع برشلونة الموسم قبل الماضي وهو يضع ربطة عريضة على راسه طوال الموسم الماضي وما يثير الحنق انها تحمل اسم علامة تجارية شهيرة، وكانت القطعة تغطي جزءا واسعا من رأسه ولا تختلف من حيث المبدأ على انها قطعة اضافية لما اوردته القاعدة رقم 4 في القانون كما ان البورد لم ينتبه للواقي الذي وضعه حارس تشلسي بيتر تشيك على رأسه رغم خطورة الحالة التي كان يعاني منها الحارس التشيكي.
ربما يرى البعض مبالغة في استهداف بعض المنظمات للاسلام لكن السلوك والافعال هي الفيصل في الحكم على هذا الامر بعيدا عن الشعور بعقدة المؤامرة التي اخافت الجميع وأجبرتهم على ترك قضاياهم واعتبار الدفاع عنها امرا مخالفا «للقوانين الدولية».
اسمهان الصغيرة البطلة العنيدة، رفضت ان تخلع الحجاب بعنفوان وكبرياء قل وجودهما في انسان بالغ لكنها لم تعرف ان بلاتر يريد ملابس لاعبة كرة القدم مشابهة للاعبة كرة الطائرة السروال اقصر واضيق والقميص يظهر الصدر نوعا ما، ولو كانت تعرف اتجاه بلاتر ووجهة نظره عن لاعبة كرة القدم لما أتعبت نفسها بممارسة اللعبة لكنها رغم ذلك غابت عن مباراة و انتصرت في اكثر من مباراة، كما ان ابوتريكة اراد التعبير عن انسانيته بشجاعة دون الخوف من تلقي انذار حتى لو كلفه الحرمان من مباراة في الدور الثاني او حتى في النهائي، اما الرئيس البوليفي إيفو موراليس الذي احتج على قرار «فيفا» حظر إقامة مباريات الكرة في الملاعب المرتفعة، فقد سخر من الوضع الذي واجهه قائلاً: «يعتقد فيفا أنه أهم من الأمم المتحدة وأن لديه عدداً من الأعضاء أكبر من المنظمة الدولية».
السيد الرئيس قد يكون مبالغاً في المقارنة، لكن وجه الشبه الوحيد بين المنظمتين هو مبدأ «الكيل بمكيالين».. كما يبدو!
جريده النهار (منقول)
ل عدنان يوسف
واظهر ابوتريكة قميصا داخليا مكتوباً باللغتين العربية والانكليزية في اشارة للحصار الاسرائيلي لقطاع غزة غير انه تلقى انذارا من الحكم البنيني كوفي كودجا بسبب هذا التصرف الذي اراد من خلاله التعبير عن مشاعر العرب. وعرف عن ابوتريكة مواقفه النبيلة والخلق الرفيع وحماسه لأعمال الخير فضلا عن موهبته ومهارته كما يثبت من حين لآخر اهتمامه بقضايا أمته الاسلامية حيث سبق له الكشف عن قميص يظهر فيه محبته للرسول الكريم (ص) بعد ان استنكرت الامة الاسلامية نشر كاريكاتير في وسائل اعلام اوروبية.
واذا كان ابوتريكة تلقى انذارا من الحكم وتحذيرا من الاتحاد الافريقي، فإن المتابعين لم يلحظوا ان «فيفا» اثاره ما يفعله النجم البرازيلي كاكا مع ميلان الايطالي فهو دأب منذ مواسم عدة على اظهار قميص يحمل عبارات دينية ولم ينذره او يهدده مسؤول من الاتحاد الدولي وكان آخرها في بطولة العالم للاندية في اليابان في ديسمبر الماضي.
هذه «القشور» التي يحاول الاتحاد الدولي اثارتها ليست في صالح اللعبة، فعلاوة على الازدواجية في التعامل مع الكثير من الحالات المشابهة، لا يمكن ان يقبل اللاعب ان يكون مكبلاً في التعبير عن فرحته وانفعالاته التلقائية في لعبة هي الاكثر اثارة لملايين البشر الذين يتابعونها ويفقدون حياتهم في بعض الاحيان وهم يجلسون على اريكة مريحة وخلف الشاشة الفضية، فما بال اللاعبين الاكثر تعرضاً للضغوط في المستطيل الاخضر.
فقد التزم «فيفا» الصمت ازاء لاعب منتخب غانا جون بانستيل في مونديال 2006 في المانيا حيث رفع علم اسرائيل بدلا من علم بلاده او علم الاتحاد الافريقي بعد فوز غانا على التشيك، كما اثار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر الجدل بتصريحاته في مناسبات عده، ففي لقاء مع صحيفة سويسرية في يناير 2004، دعا رئيس «فيفا» لاعبات كرة القدم الى «ارتداء ملابس اكثر «انثوية» كما زي لاعبات الكرة الطائرة بلبس سروال ضيق مثلا لانه يرى بحسب وجهة نظره ان «في ملاعب كرة القدم نشاهد نساء جميلات ومن المهم ان يجذبن رعاة للبطولات النسائية من مصممي الموضة وادوات التجميل».
يتذكر المتابعون قصة اسمهان منصور الطفلة الكندية التي لم تتصور انها ستتصدر عناوين الاخبار في يوم ما بسبب لعبتها المفضلة كرة القدم. وتعرضت الطفلة للاستبعاد من مباراة كرة قدم العام الماضي أقيمت ضمن بطولة للفتيات فى مدينة لافال في مقاطعة كيبيك بعد رفضها الاستجابة لطلب حكم المباراة «المسلم» خلع الحجاب قبل نزولها ارض الملعب في الشوط الثاني.
وأدى الموقف الى انسحاب فريق الفتاة المسلمة من الدورة وكذلك أربع لاعبات من الفرق المنافسة تعاطفا وتأييدا لموقف الفتاة.
وأثارت الواقعة ردود فعل واسعة حيث اكد المتحدث باسم الاتحاد الكندي لكرة القدم أن الاتحادات المحلية لها الحرية فى تفسير قواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم في شأن أغطية الرأس، فيما وصف رئيس المجلس الاسلامي الكندي ما حدث ضد الفتاة المسلمة بأنه تصرف غير مقبول ويكشف عن جهل لأن الحجاب لا يعرض أي لاعبة للايذاء الديني.
وتطورت الأزمة التي أخذت بعدا سياسيا حيث سارع رئيس وزراء مقاطعة كيبيك جان شارييه ورئيس حزب الحركة الديموقراطية بكيبيك ماريو دومونت بتأييد قرار حكم المباراة باستبعاد الفتاة.
وأيد المجلس الدولي لكرة القدم «البورد» المسؤول عن القرارات الخاصة باللعبة قرار منع اسمهان لأنها كانت ترتدي غطاء للرأس وقال ان القاعدة الرابعة التي تحدد الملابس التي يرتديها اللاعبون واضحة في هذا الصدد. وتنص هذه القاعدة على ان ملابس لاعبي كرة القدم تقتصر على القمصان والسراويل القصيرة والجوارب والاحذية الرياضية.
وقال المسؤول التنفيذي في الاتحاد الانكليزي لكرة القدم برايان بارويك وهو أحد اعضاء المجلس: «من الصواب بالتأكيد ان نتفهم افكار وفلسفات الناس لكن يجب ان نلتزم بمجموعة من القواعد ونلتزم بالقاعدة الرابعة». واضاف: «ناقشنا الموضوع بشكل جدي ومن وجهة نظر الاتحاد الذي امثله انها مسألة لسنا على دراية او خبرة كبيرة بها. نعتقد ان كرة القدم في بلادنا يمارسها الجميع».
وقال الامين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم السابق اورس لينسي: «يجب تطبيق قواعد اللعبة عند اللعب في مسابقات كروية تنظمها اتحادات. يمكن للمرء ان يفعل ما يحلو له في مباريات غير رسمية لكن عندما يتعلق الامر بمسابقات يجب الالتزام بالقواعد».
اسمهان نموذج لفتاة اندمجت مع مجتمع غربي من دون ان تسيء لاحد وكانت مثالا طيبا للفتاة المسلمة لذلك وجدت دعما من زميلاتها وجيرانها في قضيتها وبقت رغم صغر سنها مخلصة لعقيدتها ولم ترضخ لاحد او تتنازل عن ايمانها للعب مباراة.
في اثناء قرار منع اسمهان، كان النجم البرازيلي رونالدينيو يصول ويجول في الملاعب في عز تألقه مع برشلونة الموسم قبل الماضي وهو يضع ربطة عريضة على راسه طوال الموسم الماضي وما يثير الحنق انها تحمل اسم علامة تجارية شهيرة، وكانت القطعة تغطي جزءا واسعا من رأسه ولا تختلف من حيث المبدأ على انها قطعة اضافية لما اوردته القاعدة رقم 4 في القانون كما ان البورد لم ينتبه للواقي الذي وضعه حارس تشلسي بيتر تشيك على رأسه رغم خطورة الحالة التي كان يعاني منها الحارس التشيكي.
ربما يرى البعض مبالغة في استهداف بعض المنظمات للاسلام لكن السلوك والافعال هي الفيصل في الحكم على هذا الامر بعيدا عن الشعور بعقدة المؤامرة التي اخافت الجميع وأجبرتهم على ترك قضاياهم واعتبار الدفاع عنها امرا مخالفا «للقوانين الدولية».
اسمهان الصغيرة البطلة العنيدة، رفضت ان تخلع الحجاب بعنفوان وكبرياء قل وجودهما في انسان بالغ لكنها لم تعرف ان بلاتر يريد ملابس لاعبة كرة القدم مشابهة للاعبة كرة الطائرة السروال اقصر واضيق والقميص يظهر الصدر نوعا ما، ولو كانت تعرف اتجاه بلاتر ووجهة نظره عن لاعبة كرة القدم لما أتعبت نفسها بممارسة اللعبة لكنها رغم ذلك غابت عن مباراة و انتصرت في اكثر من مباراة، كما ان ابوتريكة اراد التعبير عن انسانيته بشجاعة دون الخوف من تلقي انذار حتى لو كلفه الحرمان من مباراة في الدور الثاني او حتى في النهائي، اما الرئيس البوليفي إيفو موراليس الذي احتج على قرار «فيفا» حظر إقامة مباريات الكرة في الملاعب المرتفعة، فقد سخر من الوضع الذي واجهه قائلاً: «يعتقد فيفا أنه أهم من الأمم المتحدة وأن لديه عدداً من الأعضاء أكبر من المنظمة الدولية».
السيد الرئيس قد يكون مبالغاً في المقارنة، لكن وجه الشبه الوحيد بين المنظمتين هو مبدأ «الكيل بمكيالين».. كما يبدو!
جريده النهار (منقول)
ل عدنان يوسف