skao-45
26-01-2008, 19:59
بسم الله الرحمن الرحيمالحمدلله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المؤمنين نزلا ويسرهم للأعمال الصالحة الموصلةإليها فلم يتخذوا سواها شغلا وسهل لهم طرقها فسلكوا السبيل الموصلة إليهاذللاوكمل لهم البشرى بكونهم خالدين فيها لا يبغون عنها حولا. الحمد لله فاطرالسموات والأرض جاعل الملائكة رسلا وباعث الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس علىالله حجة بعدوالحمد لله الذي رضى من عباده باليسير من العمل وتجاوز لهم عنالكثير من الزللوأفاض عليهم النعمة، وكتب على نفسه الرحمة وضمن الكتاب الذيكتبه أن رحمته سبقت غضبهوأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنمحمداً عبده ورسولهأما بعد: أحييكم بتحية الإسلام الخالدة السلام عليكم ورحمةالله وبركاته,
تابعونـا مع نحن المعوقين,,,, والأخر؟؟؟؟؟(الصفحة 1)
الأعمىيتمنى أن يشاهد العالم ** الأصمى يتمنى سماع الأصوات ** والمقعد يتمنى المشيخطواتوالأبكم يتمنى أن يقول كلمات** وأنت تشاهد وتسمع وتمشي وتتكلمأما بعديا عباد الله أوصيكم ونفسي المخطئة بتقوى الله عز وجل وأذكركم يوماً تعرضون فيه علىالإخلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِين يَا)اللهعِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ الَّذِينَآمَنُوا بِئيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْاللهم اجعل حملنا موصولا، واجعلنا يوم القيامة من(وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَأهل الفلاح والنجاح واجمعنا بحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم اللهم علمنا ما ينفعناوانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وعملاً متقبلاً يا أرحم الراحمين. أما بعد:
أيهاالإخوة إن كلمة (المعاق) لا تقتصر على من أصيب بالشلل فقط، بل تتعداه إلى الإعاقةالسمعية والبصرية والعقلية والنطق، والإعاقة الجسدية، كما أن هناك إعاقات تحدث بسببالأمراض المزمنة وغيرها من الأمراض، وهناك إعاقات بسبب الحوادث المختلفة (وقاناالله شرها آمين) ومهما يكن لن تكن هذه الإعاقات عائقا في وجوه أصحابها ، بل إنالكثير منهم انطلقوا بعقولهم وعلومهم وأفكارهم وآدابهم وثقافتهم انطلقوا يبدعون فيكل المجالات فمنهم العلماء والشعراء والأدباء والفلاسفة والمفكرون والأطباء وغيرذلك الكثيروهنا نبذة قصيرة عن بعض الأشخاص ممن أصيبوا بهذه الإعاقات المختلفة،ولكنهم وضعوا بصماتهم واضحة في العلوم بل وفاقوا غيرهم من غير لذوي الاحتياجاتالخاصة، بمراحل كبيرة، وهذا دليل واضح على أن الإعاقة لا تشكل حاجزا أمام العقلوالفكروبعد أيها الأخوة والأحبة، الحديث عن المعاق في الإسلام يقودنا إلىالحديث عن هذه الأمة المعاقة، هذه الأمة التي تسلقت عليها مكائد الدهر وسقطت فيأوهام ذاتها فلا هي قادرة على أن ترد الشعور ولا هي قادرة أن تنتصر أو تنتصف ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحق أيها الأخوة والأحبة أن الحديث عن لذويالاحتياجات الخاصة، أو كما انتهى إليه الاجتهاد الاجتماعي اليوم إنما يتصل بأولئكالذين ابتلاهم الله عز وجل بشيء من المحن فيما يواجهون من حياتهم، وقد تدبرت في حالمجتمع النبي صلى الله عليه و سلم لأدرس ظاهرة الإعاقة، ذلك أنه ما ينبغي أن يدركهالناس أن المعاق في ابتلاء شاء الله أن يبتلي به الناس، وفي امتحان والدنيا كلهادار امتحان وبلاء، قدر الله واقع، رحم الله الإمام الشافعي يخاطب لذوي الاحتياجاتالخاصة، يخاطب الإنسان حين يطحنه الدهر بكلله، فلا يبقى له ظهير يستظهر به إلاالله، ولا وكيل يتوكل عليه إلا الله، ولا نصير ينصره إلا الله:
أراد ما يكون إذالم يكن ما تريد هكذا يتوجه الإسلام لمن ابتلاه الله عز وجل في جسده أو عافيته بشيء،يدعوه أولاً إلى استعادة عافية الروح، و عافية القلب،و عافية العقل، و عافيةاليقين، و عافية الضمير، و أن يتوجه إلى الله عز وجل في الرضا وقرة العين، لاأكتمكم أنني عانيت كثيراً عندما أردت أن أهيأ لهذا الموضوع، وقد بحثت في حياةالصحابة عن أصحاب الإعاقات، عن لذوي الاحتياجات الخاصة، من الصحابة لنرى كيف تعاملالمجتمع الأول مع لذوي الاحتياجاتالخاصة، عانيت لأنني لم أجد ذوي إعاقات، وذلكليس لأنه لم يكن فيهم ذو إعاقات ولكن لأن المجتمع الإسلامي بحكمة النبي صلى اللهتمكن من دمجهم دمجاً تاماً في المجتمع فلا تبدو إعاقاتهم،مثل عبد اللهعليه و سلمبن مسعود هذا الصحابي الجليل الذي نقرأ تاريخه في تاريخ النبوة، وقد اسـتحق وصفالنبي (أعلم أمتي بالحلال والحرام عبد الله بن مسعود) هذه الرتبة العلمية الباذخةالتي تتهاوى عندها كل رتبة أكاديمية لأن الرتب الأكاديمية توقع في الجامعات وهذهرتبة موقعة من رسول الله، عبد الله بن مسعود كان أقرب الناس إلى رسول الله، عبدالله بن مسعود كان يحسب في أهل بيت النبي صلى الله عليه و سلم ، وعلمه وفضله فيالتفسير تصنف به التصانيف الكبار،عندما فتحت العراق كان عبد الله بن مسعود على رأسعلماءها الذين كانوا جيشاً آخر من جيوش الفتح، وعهد إليه بأمر أمارة الكوفة وأمرالقضاء في العراق سنين عددا، إننا ندرس حياته وانطلاقته ونجاحاته وما أنجزه فيالحياة، ولكن علينا أن نتذكر أن ابن مسعود كان من أشد ذوي الإعاقات في المجتمع،إعاقات بدنية، يجب أن نتذكر أن ابن مسعود لم يكن يزيد طوله عن أربعة أشبار، لقد كانقزماً بالنسبة للقياس الجسدي ولكنه كان عملاقاً في مقياس العطاء والعمل، و ذلك فإنهكان مع أصحابه عند جبل أحد فهبت ريح شديدة وكانروي أن النبي صلى الله عليه و سلمابن مسعود يلبس جلباباً فحملت الريح ابن مسعود من جلبابه حتى صار يتمسك بالشجر لئلاتأخذه الريح، فضحك منه الأصحاب فقال لهم النبي صلى الله عليه و سلم: (أتضحكون مندقة ساق ابن أم عبد، والله إنه عند الله أثقل من جبل أحد)، لقد تمكن ذلك الصحابيصغير جسداً أن يصبح عملاقاً وأن يحكم العراق، وأنتم تدرون ماذا يعني حكم العراق،وتدرون طبيعة ذلك الشعب العسير، هكذا كان عبد الله بن مسعود وهو في إعاقته أن يتبوأمواقع متقدمة في الحياة، إنهم لم يشيروا إليه عبر تاريخ حياته أنه من ذوي الإعاقات،وإنما نظر على علمه وعطاءه وفضله وكان الأصحاء يذهلون عندما يقرؤون تألق عبد اللهبن مسعود وتبوأه لمنازل عالية في المجد والفخار.
نائب رسول الله صلى الله عليه و، كلكم يعلم أن المصطفى عليه الصلاة والسلام كان إذا خرج إلى غزاة كان يوليسلممكانه من ينهض بأمر المدينة وكان نائب النبي صلى الله عليه و سلم في رحلاته التييغزو بها، أكثر صحابي عهد إليه بنيابة الرسول صلى الله عليه و سلم إنما هو عبد اللهبن أم مكتوم نائب رسول الله، النبي صلى الله عليه و سلم ، كان رجلاً ضريراً لميكن يبصر دربه، ولكنه كان يبصر بقلبه وائتمنه الرسول صلى الله عليه و سلم علىشعيرة الصلاة، فكان هذا الرجل الضرير مؤتمناً على الأذان، الإمام ضامن والمؤذنمؤتمن، فهو يحشر يوم القيامة من أطول الناس أعناقاً، وعبد الله بن أم مكتوم الذييذكر علمه وفضله وخبرته السياسية والإدارية، قل أن يُذكر أنه كان من أصحابالإعاقات، لأن الإسلام تمكّن من إدماجه في المجتمع، بحيث استفيد من مواهبه ولميعامل بما يجتهد به البعض من عطف وإحسان، لقد تمكن من تبوأ مقعده في العمل العامبكفاءة وإدارة وعناية ودربة، ويشاء الله عز وجل أن يعلمنا شيئاً من هدي عبد الله بنأم مكتوم فقد كان رسول الله ,في رعاية، في حوار مع زعماء قريش وأشرافها من ذويالمال والحسب والسؤدد، ويطل عليه عبد الله بن أم مكتوم الأعمى ويطلب منه أن يعلمهشعائر الإسلام، والنبي صلى الله عليه و سلم لم يشتمه ولم يضربه ولم يخرجه وإنماتغير وجهه، عبسَ إنه يرى أن الساعة غير مناسبة لدخول هذا الأعمى ونحن في حوار معأشراف قريش وزعماء العرب، عبس وتولى، ولكن ما يدريك إن الله سبحانه وتعالى شاء أنيخلد موقفاً من مواقف العتاب لنبي الإسلام لأنه أشاح بوجهه عن واحد من لذويعَبَسَ وَتَوَلَّى أَن جَاءهُ الأعمى وَمَا يُدْرِيكَ)الاحتياجات الخاصة، لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىلقد كان موقفاًعجباً في حياة الرسول صلى الله عليه و سلم, وأعجب من ذلك أن يخلد القرآن هذا المعنىفنقرأه في كل صلاة، لنعلم أن الأمم المتحضرة التي تباهي اليوم بأنها وفّرت بعضالمقاعد لذوي الاحتياجات الخاصة، في الأولويات أو في الأسواق أو في المدارس فإنالإسلام وفر مكاناً محترماً لذوي الاحتياجات الخاصة، في صريح القرآن، سورة الأعمى،السورة التي نزل فيها وحي من السماء، من أجل الانتصار لذوي الاحتياجات الخاصة، ،وهنا أحب أن أستطرد قليلاً لأقرأ معكم أن النبي صلى الله عليه و سلم ,لم يركب إثماًأو جرماً أو كبيرة كما يتخيل للبعض وإنما كان عليه الصلاة والسلام في إعراضه عنالأعمى مجتهداً ولكن الله صوَّب له اجتهاده، ذلك أن الرجل إذا عبس في وجه أعمى ماعساه يصيبه، هل يرى الأعمى بسمتك أو عبوسك، إنه لا يرى ابتسامك ولا عبوسك، إن اللهلم يقل شتم وتولى، أو ضرب وتولى، أو نهر وتولى، أو صاح وتولى، لقد قال عبس وتولى،وماذا يضير الأعمى إن عبست بوجهه، ولكن كما قال الأول: حسنات الأبرار سيئاتالمقربين، لم يكن لهذا المشهد أن يقر من السماء من رسول الله صلى الله عليه و سلم ،وأود أن أقول هنا أن الله عز وجل عندما عاتب نبيه عليه الصلاة والسلام لم يجابهبالعتاب، لم يقل له عبست وتوليت أن جاءك الأعمى، وإنما قال عبس وتولى أن جاءه، حتى أن بعضالأعمى، ولم يصرح بأن هذا العابس هو رسول الله صلى الله عليه و سلمالمفسرين ذهب إلى أن العابس غير رسول الله ولكننا نتمسك بالظاهر ونقول هو رسولالله، ولكن الله عز وجل تلطفاً به واحتراماً له لم يذكره بصيغة المخاطب في صدروَمَا يُدْرِيكَ)ثم قال بعد إذ(عَبَسَ وَتَوَلَّى, أَن جَاءهُ الأعمى)الآيةفخاطبه بكاف الخطاب،(لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذكْرَىالخلاصة إذاً هنا واحد من لذوي الاحتياجات الخاصة، ترصد له سورة في القرآنالكريم،لم يكن هؤلاء الذين سلبوا نعمة الإبصار بالعين، لم يكونوا يفقدون بصيرةالقلب، وكان الإسلام بعث فيهم روحاً دافقةً دافئة حتى إنهم يطالبون بحقوقهم،ليس علىسبيل العطف والإحسان بل على سبيل الحق والانصياع للحقيقة، حتى عندما نزل قرآنٌ يتلىلاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ)مشى ابن أم مكتوم إلى رسول الله صلى الله(وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّه ِعليه و سلم ،مشى الأعمى إلى النبي صلى الله عليه و سلم, في مسألة قانونية دستوريةأضربتها السماء ورتلتها الأرض، ولكن عبد الله بن أم مكتوم قال يا رسول الله ما هذالاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)الذي أسمع؟ كيف يقول الله: قال نعم يا ابن أم مكتوم، هكذا نزلت،(غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَوهكذا تلقيتها، وهكذا قراءتها على الناس، قال يا رسول الله، الله أعدل من هذا، ماذاصنع الأعمى؟ لماذا لا أستوي مع المبصرين، والله لو كنت لأجد جهاداً لجاهدت، ولا كنتعلى رأس المجاهدين، فيلتفت النبي صلى الله عليه و سلم,إلى هذا الأعمى فيحار فيه،إنه من لذوي الاحتياجات الخاصة، من ذوي الإعاقات، ولكن الروح التي بعثها الإسلام فيفؤاده جعلته أيها الإخوة أكبر من كل وهم، وجعلته يشمخ بجبينه إلى السماء، حتى يقولإنني أمتلك الحق كاملاً في الحوار الدستوري والقانوني، وحصل على تعديل دستوري، ونزلالوحي مجدداً من السماء بإضافة ثلاث كلمات استجابة إلى اقتراح بقانون تقدم به رجللاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ)ضرير من لذوي الاحتياجات الخاصة، (الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهلقد عانيت وأنا أبحث عن لذوي الاحتياجات الخاصة، في حياة الصحابة، وعانيت لأنني لمأجدهم يذكرون كذوي إعاقات، وإنما كانوا يتألقون ويدافعون ويجاهدون ويعملون، وربماذكر في ثنايا الحديث عنهم أن فلان أعمش أو فلان أعرج أو غير ذلك، عمرو بن الجموحواحد من لذوي الاحتياجات الخاصة،يقول المفسرون إنه تجاوز التسعين من عمره، وكانشديد العرج وهمّ أن يخرج مع النبي , يوم بدر فمنعه أبناؤه ثم همّ أن يخرج يوم أُحدفمنعه أبناؤه فمضى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يشكوهم، قال يا رسول اللهلَيْسَ عَلَى الأعمى)أريد الخروج للجهاد ويمنعني أبنائي، فقرأ عليه رسول اللهقال نعم يا رسول(حَرَجٌ وَلا عَلَى الأعرج حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌالله ولكني أجيد ركوب الخيل والله لأطن الجنة بعرجتي هذه، ورأى رسول الله صلى اللهعليه و سلم يقيناً لا ينبغي أن يحال بينه وبين الجنة، وقال لأبناءه ذروه وما اختار،وكان عمرو بن الجموح من شهداء يوم أحد، على الرغم من أنه ناهز التسعين وكان شديدالعرج، إنها الروح التي بعثها الإسلام في أبناءه فتحولوا بمختلف مواقعهم إلى أبطال،تحول الأطفال رجالاً، والرجال أبطال، والأبطال عمالقة، كذلك كان يصنع مهندس الرجالمحمد ، وخلال التاريخ يمكنك أن تقرأ عن النابغين الكثر، أبو العلاء المعري شاعرالفلاسفة وفيلسوف الشعراء ولد عام 363 هجري وتوفي عام 441 هجري، عاش عمره رهينالمحبسين وتمكن من خلال محبسيه أن يقدم نفسه للعالم كفيلسوف حكمة وإشراق وأشواق، لمتصده إعاقته، وكذلك كانوا، وخلال تاريخنا يمكنك أن تقرأ عن أئمة كبار، الإمامالأعمش شيخ المحدثين وأمير المؤمنين في الحديث، كان أعمش العينين إذا غربت الشمس لميميز دربه وكان على ذلك يعاني من حموشة ساقيه ووهن قدميه، لكنه على ذلك ظل غماماًيلتمس منه العلم، الإمام الأعرج أيضاً ميمون بن مهران كان أيضاً إماماً روي عنه علمالحديث وخلد ذكره في صحائف السنن، قالون بن مينا، قالون هذا إمام القراء في زمانه،اعلموا أن الأمة اليوم في العالم الإسلامي كله تقرأ لثلاثة أئمة، للإمام حفص عنعاصم، وللإمام ورش عن نافع، وللإمام قالون عن نافع، ثلاثة أئمة يقرأ كل العالمالإسلامي منهم ويتعلمون عنهم ويأخذون من أسانيدهم، بقي أن أقول أن قالون هذا كانرجلاً أصم لم يكن يسمع وهو شيخ القراء في زمانه وإلى آخر الزمان، ويقرأ شطر كبير منإفريقيا اليوم بقراءة قالون، وكان هذا الرجل حرم نعمة السمع، ولكن الله عز وجل بعثفيه طاقة أخرى، طاقة قراءة الشفاه، فكان يقرأ شفاة الأئمة والصحابة والتابعين ثميحولها بعد ذلك إلى قراءة بإسناد تلقاها عنه الناس وينتفعون بها اليوم وكل يوم:. إنها محض قراءات أيها الإخوة ومن غير المجدي أن نقتل الوقت ونتحدث عن التاريخ، ولكنلابد أن نلتفت اليوم إلى المعاقين وأن نحقق لهم ما حققه الإسلام أولاً لذويالاحتياجات الخاصة من إدماجهم في الحياة، من استخراج طاقاتهم الكامنة العاملة فيالحياة، ليقدموا ما يستطيعون إلى بناء الحياة، الإسلام توجه أولاً إلى المعاق نفسه،توجه إلى من ابتلاه الله بحبيبتيه، بنور عينيه، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (من ابتلاه الله بحبيبتيه فصبر حتى يلقى الله كان معي في الجنة)
تابعونـا مع نحن المعوقين,,,, والأخر؟؟؟؟؟(الصفحة 1)
الأعمىيتمنى أن يشاهد العالم ** الأصمى يتمنى سماع الأصوات ** والمقعد يتمنى المشيخطواتوالأبكم يتمنى أن يقول كلمات** وأنت تشاهد وتسمع وتمشي وتتكلمأما بعديا عباد الله أوصيكم ونفسي المخطئة بتقوى الله عز وجل وأذكركم يوماً تعرضون فيه علىالإخلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِين يَا)اللهعِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ الَّذِينَآمَنُوا بِئيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْاللهم اجعل حملنا موصولا، واجعلنا يوم القيامة من(وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَأهل الفلاح والنجاح واجمعنا بحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم اللهم علمنا ما ينفعناوانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وعملاً متقبلاً يا أرحم الراحمين. أما بعد:
أيهاالإخوة إن كلمة (المعاق) لا تقتصر على من أصيب بالشلل فقط، بل تتعداه إلى الإعاقةالسمعية والبصرية والعقلية والنطق، والإعاقة الجسدية، كما أن هناك إعاقات تحدث بسببالأمراض المزمنة وغيرها من الأمراض، وهناك إعاقات بسبب الحوادث المختلفة (وقاناالله شرها آمين) ومهما يكن لن تكن هذه الإعاقات عائقا في وجوه أصحابها ، بل إنالكثير منهم انطلقوا بعقولهم وعلومهم وأفكارهم وآدابهم وثقافتهم انطلقوا يبدعون فيكل المجالات فمنهم العلماء والشعراء والأدباء والفلاسفة والمفكرون والأطباء وغيرذلك الكثيروهنا نبذة قصيرة عن بعض الأشخاص ممن أصيبوا بهذه الإعاقات المختلفة،ولكنهم وضعوا بصماتهم واضحة في العلوم بل وفاقوا غيرهم من غير لذوي الاحتياجاتالخاصة، بمراحل كبيرة، وهذا دليل واضح على أن الإعاقة لا تشكل حاجزا أمام العقلوالفكروبعد أيها الأخوة والأحبة، الحديث عن المعاق في الإسلام يقودنا إلىالحديث عن هذه الأمة المعاقة، هذه الأمة التي تسلقت عليها مكائد الدهر وسقطت فيأوهام ذاتها فلا هي قادرة على أن ترد الشعور ولا هي قادرة أن تنتصر أو تنتصف ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحق أيها الأخوة والأحبة أن الحديث عن لذويالاحتياجات الخاصة، أو كما انتهى إليه الاجتهاد الاجتماعي اليوم إنما يتصل بأولئكالذين ابتلاهم الله عز وجل بشيء من المحن فيما يواجهون من حياتهم، وقد تدبرت في حالمجتمع النبي صلى الله عليه و سلم لأدرس ظاهرة الإعاقة، ذلك أنه ما ينبغي أن يدركهالناس أن المعاق في ابتلاء شاء الله أن يبتلي به الناس، وفي امتحان والدنيا كلهادار امتحان وبلاء، قدر الله واقع، رحم الله الإمام الشافعي يخاطب لذوي الاحتياجاتالخاصة، يخاطب الإنسان حين يطحنه الدهر بكلله، فلا يبقى له ظهير يستظهر به إلاالله، ولا وكيل يتوكل عليه إلا الله، ولا نصير ينصره إلا الله:
أراد ما يكون إذالم يكن ما تريد هكذا يتوجه الإسلام لمن ابتلاه الله عز وجل في جسده أو عافيته بشيء،يدعوه أولاً إلى استعادة عافية الروح، و عافية القلب،و عافية العقل، و عافيةاليقين، و عافية الضمير، و أن يتوجه إلى الله عز وجل في الرضا وقرة العين، لاأكتمكم أنني عانيت كثيراً عندما أردت أن أهيأ لهذا الموضوع، وقد بحثت في حياةالصحابة عن أصحاب الإعاقات، عن لذوي الاحتياجات الخاصة، من الصحابة لنرى كيف تعاملالمجتمع الأول مع لذوي الاحتياجاتالخاصة، عانيت لأنني لم أجد ذوي إعاقات، وذلكليس لأنه لم يكن فيهم ذو إعاقات ولكن لأن المجتمع الإسلامي بحكمة النبي صلى اللهتمكن من دمجهم دمجاً تاماً في المجتمع فلا تبدو إعاقاتهم،مثل عبد اللهعليه و سلمبن مسعود هذا الصحابي الجليل الذي نقرأ تاريخه في تاريخ النبوة، وقد اسـتحق وصفالنبي (أعلم أمتي بالحلال والحرام عبد الله بن مسعود) هذه الرتبة العلمية الباذخةالتي تتهاوى عندها كل رتبة أكاديمية لأن الرتب الأكاديمية توقع في الجامعات وهذهرتبة موقعة من رسول الله، عبد الله بن مسعود كان أقرب الناس إلى رسول الله، عبدالله بن مسعود كان يحسب في أهل بيت النبي صلى الله عليه و سلم ، وعلمه وفضله فيالتفسير تصنف به التصانيف الكبار،عندما فتحت العراق كان عبد الله بن مسعود على رأسعلماءها الذين كانوا جيشاً آخر من جيوش الفتح، وعهد إليه بأمر أمارة الكوفة وأمرالقضاء في العراق سنين عددا، إننا ندرس حياته وانطلاقته ونجاحاته وما أنجزه فيالحياة، ولكن علينا أن نتذكر أن ابن مسعود كان من أشد ذوي الإعاقات في المجتمع،إعاقات بدنية، يجب أن نتذكر أن ابن مسعود لم يكن يزيد طوله عن أربعة أشبار، لقد كانقزماً بالنسبة للقياس الجسدي ولكنه كان عملاقاً في مقياس العطاء والعمل، و ذلك فإنهكان مع أصحابه عند جبل أحد فهبت ريح شديدة وكانروي أن النبي صلى الله عليه و سلمابن مسعود يلبس جلباباً فحملت الريح ابن مسعود من جلبابه حتى صار يتمسك بالشجر لئلاتأخذه الريح، فضحك منه الأصحاب فقال لهم النبي صلى الله عليه و سلم: (أتضحكون مندقة ساق ابن أم عبد، والله إنه عند الله أثقل من جبل أحد)، لقد تمكن ذلك الصحابيصغير جسداً أن يصبح عملاقاً وأن يحكم العراق، وأنتم تدرون ماذا يعني حكم العراق،وتدرون طبيعة ذلك الشعب العسير، هكذا كان عبد الله بن مسعود وهو في إعاقته أن يتبوأمواقع متقدمة في الحياة، إنهم لم يشيروا إليه عبر تاريخ حياته أنه من ذوي الإعاقات،وإنما نظر على علمه وعطاءه وفضله وكان الأصحاء يذهلون عندما يقرؤون تألق عبد اللهبن مسعود وتبوأه لمنازل عالية في المجد والفخار.
نائب رسول الله صلى الله عليه و، كلكم يعلم أن المصطفى عليه الصلاة والسلام كان إذا خرج إلى غزاة كان يوليسلممكانه من ينهض بأمر المدينة وكان نائب النبي صلى الله عليه و سلم في رحلاته التييغزو بها، أكثر صحابي عهد إليه بنيابة الرسول صلى الله عليه و سلم إنما هو عبد اللهبن أم مكتوم نائب رسول الله، النبي صلى الله عليه و سلم ، كان رجلاً ضريراً لميكن يبصر دربه، ولكنه كان يبصر بقلبه وائتمنه الرسول صلى الله عليه و سلم علىشعيرة الصلاة، فكان هذا الرجل الضرير مؤتمناً على الأذان، الإمام ضامن والمؤذنمؤتمن، فهو يحشر يوم القيامة من أطول الناس أعناقاً، وعبد الله بن أم مكتوم الذييذكر علمه وفضله وخبرته السياسية والإدارية، قل أن يُذكر أنه كان من أصحابالإعاقات، لأن الإسلام تمكّن من إدماجه في المجتمع، بحيث استفيد من مواهبه ولميعامل بما يجتهد به البعض من عطف وإحسان، لقد تمكن من تبوأ مقعده في العمل العامبكفاءة وإدارة وعناية ودربة، ويشاء الله عز وجل أن يعلمنا شيئاً من هدي عبد الله بنأم مكتوم فقد كان رسول الله ,في رعاية، في حوار مع زعماء قريش وأشرافها من ذويالمال والحسب والسؤدد، ويطل عليه عبد الله بن أم مكتوم الأعمى ويطلب منه أن يعلمهشعائر الإسلام، والنبي صلى الله عليه و سلم لم يشتمه ولم يضربه ولم يخرجه وإنماتغير وجهه، عبسَ إنه يرى أن الساعة غير مناسبة لدخول هذا الأعمى ونحن في حوار معأشراف قريش وزعماء العرب، عبس وتولى، ولكن ما يدريك إن الله سبحانه وتعالى شاء أنيخلد موقفاً من مواقف العتاب لنبي الإسلام لأنه أشاح بوجهه عن واحد من لذويعَبَسَ وَتَوَلَّى أَن جَاءهُ الأعمى وَمَا يُدْرِيكَ)الاحتياجات الخاصة، لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىلقد كان موقفاًعجباً في حياة الرسول صلى الله عليه و سلم, وأعجب من ذلك أن يخلد القرآن هذا المعنىفنقرأه في كل صلاة، لنعلم أن الأمم المتحضرة التي تباهي اليوم بأنها وفّرت بعضالمقاعد لذوي الاحتياجات الخاصة، في الأولويات أو في الأسواق أو في المدارس فإنالإسلام وفر مكاناً محترماً لذوي الاحتياجات الخاصة، في صريح القرآن، سورة الأعمى،السورة التي نزل فيها وحي من السماء، من أجل الانتصار لذوي الاحتياجات الخاصة، ،وهنا أحب أن أستطرد قليلاً لأقرأ معكم أن النبي صلى الله عليه و سلم ,لم يركب إثماًأو جرماً أو كبيرة كما يتخيل للبعض وإنما كان عليه الصلاة والسلام في إعراضه عنالأعمى مجتهداً ولكن الله صوَّب له اجتهاده، ذلك أن الرجل إذا عبس في وجه أعمى ماعساه يصيبه، هل يرى الأعمى بسمتك أو عبوسك، إنه لا يرى ابتسامك ولا عبوسك، إن اللهلم يقل شتم وتولى، أو ضرب وتولى، أو نهر وتولى، أو صاح وتولى، لقد قال عبس وتولى،وماذا يضير الأعمى إن عبست بوجهه، ولكن كما قال الأول: حسنات الأبرار سيئاتالمقربين، لم يكن لهذا المشهد أن يقر من السماء من رسول الله صلى الله عليه و سلم ،وأود أن أقول هنا أن الله عز وجل عندما عاتب نبيه عليه الصلاة والسلام لم يجابهبالعتاب، لم يقل له عبست وتوليت أن جاءك الأعمى، وإنما قال عبس وتولى أن جاءه، حتى أن بعضالأعمى، ولم يصرح بأن هذا العابس هو رسول الله صلى الله عليه و سلمالمفسرين ذهب إلى أن العابس غير رسول الله ولكننا نتمسك بالظاهر ونقول هو رسولالله، ولكن الله عز وجل تلطفاً به واحتراماً له لم يذكره بصيغة المخاطب في صدروَمَا يُدْرِيكَ)ثم قال بعد إذ(عَبَسَ وَتَوَلَّى, أَن جَاءهُ الأعمى)الآيةفخاطبه بكاف الخطاب،(لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذكْرَىالخلاصة إذاً هنا واحد من لذوي الاحتياجات الخاصة، ترصد له سورة في القرآنالكريم،لم يكن هؤلاء الذين سلبوا نعمة الإبصار بالعين، لم يكونوا يفقدون بصيرةالقلب، وكان الإسلام بعث فيهم روحاً دافقةً دافئة حتى إنهم يطالبون بحقوقهم،ليس علىسبيل العطف والإحسان بل على سبيل الحق والانصياع للحقيقة، حتى عندما نزل قرآنٌ يتلىلاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ)مشى ابن أم مكتوم إلى رسول الله صلى الله(وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّه ِعليه و سلم ،مشى الأعمى إلى النبي صلى الله عليه و سلم, في مسألة قانونية دستوريةأضربتها السماء ورتلتها الأرض، ولكن عبد الله بن أم مكتوم قال يا رسول الله ما هذالاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)الذي أسمع؟ كيف يقول الله: قال نعم يا ابن أم مكتوم، هكذا نزلت،(غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَوهكذا تلقيتها، وهكذا قراءتها على الناس، قال يا رسول الله، الله أعدل من هذا، ماذاصنع الأعمى؟ لماذا لا أستوي مع المبصرين، والله لو كنت لأجد جهاداً لجاهدت، ولا كنتعلى رأس المجاهدين، فيلتفت النبي صلى الله عليه و سلم,إلى هذا الأعمى فيحار فيه،إنه من لذوي الاحتياجات الخاصة، من ذوي الإعاقات، ولكن الروح التي بعثها الإسلام فيفؤاده جعلته أيها الإخوة أكبر من كل وهم، وجعلته يشمخ بجبينه إلى السماء، حتى يقولإنني أمتلك الحق كاملاً في الحوار الدستوري والقانوني، وحصل على تعديل دستوري، ونزلالوحي مجدداً من السماء بإضافة ثلاث كلمات استجابة إلى اقتراح بقانون تقدم به رجللاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ)ضرير من لذوي الاحتياجات الخاصة، (الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهلقد عانيت وأنا أبحث عن لذوي الاحتياجات الخاصة، في حياة الصحابة، وعانيت لأنني لمأجدهم يذكرون كذوي إعاقات، وإنما كانوا يتألقون ويدافعون ويجاهدون ويعملون، وربماذكر في ثنايا الحديث عنهم أن فلان أعمش أو فلان أعرج أو غير ذلك، عمرو بن الجموحواحد من لذوي الاحتياجات الخاصة،يقول المفسرون إنه تجاوز التسعين من عمره، وكانشديد العرج وهمّ أن يخرج مع النبي , يوم بدر فمنعه أبناؤه ثم همّ أن يخرج يوم أُحدفمنعه أبناؤه فمضى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يشكوهم، قال يا رسول اللهلَيْسَ عَلَى الأعمى)أريد الخروج للجهاد ويمنعني أبنائي، فقرأ عليه رسول اللهقال نعم يا رسول(حَرَجٌ وَلا عَلَى الأعرج حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌالله ولكني أجيد ركوب الخيل والله لأطن الجنة بعرجتي هذه، ورأى رسول الله صلى اللهعليه و سلم يقيناً لا ينبغي أن يحال بينه وبين الجنة، وقال لأبناءه ذروه وما اختار،وكان عمرو بن الجموح من شهداء يوم أحد، على الرغم من أنه ناهز التسعين وكان شديدالعرج، إنها الروح التي بعثها الإسلام في أبناءه فتحولوا بمختلف مواقعهم إلى أبطال،تحول الأطفال رجالاً، والرجال أبطال، والأبطال عمالقة، كذلك كان يصنع مهندس الرجالمحمد ، وخلال التاريخ يمكنك أن تقرأ عن النابغين الكثر، أبو العلاء المعري شاعرالفلاسفة وفيلسوف الشعراء ولد عام 363 هجري وتوفي عام 441 هجري، عاش عمره رهينالمحبسين وتمكن من خلال محبسيه أن يقدم نفسه للعالم كفيلسوف حكمة وإشراق وأشواق، لمتصده إعاقته، وكذلك كانوا، وخلال تاريخنا يمكنك أن تقرأ عن أئمة كبار، الإمامالأعمش شيخ المحدثين وأمير المؤمنين في الحديث، كان أعمش العينين إذا غربت الشمس لميميز دربه وكان على ذلك يعاني من حموشة ساقيه ووهن قدميه، لكنه على ذلك ظل غماماًيلتمس منه العلم، الإمام الأعرج أيضاً ميمون بن مهران كان أيضاً إماماً روي عنه علمالحديث وخلد ذكره في صحائف السنن، قالون بن مينا، قالون هذا إمام القراء في زمانه،اعلموا أن الأمة اليوم في العالم الإسلامي كله تقرأ لثلاثة أئمة، للإمام حفص عنعاصم، وللإمام ورش عن نافع، وللإمام قالون عن نافع، ثلاثة أئمة يقرأ كل العالمالإسلامي منهم ويتعلمون عنهم ويأخذون من أسانيدهم، بقي أن أقول أن قالون هذا كانرجلاً أصم لم يكن يسمع وهو شيخ القراء في زمانه وإلى آخر الزمان، ويقرأ شطر كبير منإفريقيا اليوم بقراءة قالون، وكان هذا الرجل حرم نعمة السمع، ولكن الله عز وجل بعثفيه طاقة أخرى، طاقة قراءة الشفاه، فكان يقرأ شفاة الأئمة والصحابة والتابعين ثميحولها بعد ذلك إلى قراءة بإسناد تلقاها عنه الناس وينتفعون بها اليوم وكل يوم:. إنها محض قراءات أيها الإخوة ومن غير المجدي أن نقتل الوقت ونتحدث عن التاريخ، ولكنلابد أن نلتفت اليوم إلى المعاقين وأن نحقق لهم ما حققه الإسلام أولاً لذويالاحتياجات الخاصة من إدماجهم في الحياة، من استخراج طاقاتهم الكامنة العاملة فيالحياة، ليقدموا ما يستطيعون إلى بناء الحياة، الإسلام توجه أولاً إلى المعاق نفسه،توجه إلى من ابتلاه الله بحبيبتيه، بنور عينيه، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (من ابتلاه الله بحبيبتيه فصبر حتى يلقى الله كان معي في الجنة)