المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ال حَرف التَاسِعَ و العُشرون..



شام
25-01-2008, 07:22
أَخيّلَةٌ لِ فُقدَانِ تَوازُنْ تَنْوءُ بِصُروحٍ شَمَاءَ فِي آفَاقِ الدُجَى الحَالِكِ العَتمَةَ
وَ المُستَترِ ب عَجَاجِ الأغبِرةِ
لَمْ تَفتَر هَمزاتُ الوصَلَ و الصَدْ أنْ تَنشُبَ في صَدرِ القَلمِ
وَتَعبَثَ بالرِيشَةِ المُتَنسِكةِ غَياهِبَ الفِكرِ
وَ اللُبِ ل يَندَلِقَ الحِبرُ مَسفُوحَاً على شَرُفاتِ الأفْقِ .

زفَراتِ اليّراعِ تَتَلَحَفُ ثَوبَ الانعِتَاقِ فِي حِلٍ مِنْ قَوانينِ الاقْلاعِ وَ الهُبوطِ
وَلنْ تَربِطَ أحزِمَةَ آمَانٍ ل حَالةٍ طارِئَةٍ
بَل سَتسَتَفرِدُ بِهذَا الفَضَاءِ وَ إِنْ حُرِرَ لهَا التَحليقُ بِلا رَفيقٍ.

وهُنَاكَ فِي ذَاكَ المَدىَ المُستَنيرِ بِنُورِ الإِلَهِ
يَحينُ مَوعِدُ المُكوثِ ل لَملَمَةِ قَطَراتٍ مِنْ الجَبْينِ وَمِنِ الجَفنَينِ.

آنَ أنْ يَهدَأ ارتِجَافُ الوِجْدانِ وَ تَهدَأ ثَورةُ المَشَاعِرِ
وَ ل هُمومٍ في النَحْرِ و غُمُومٍ فِي الوَجْدِ أنْ تَتَبَعَثَرَ
لَمْ يَعَلمْ أولئِكَ المُناوئِونْ أَنَهُ تَوَشَحَ الحُلُمَ عَلى غِيّهْمْ
و الصَبرَ في جُحُودِهِمْ وَ الوِصَالْ فِي نَأيِهْم .
حُروفهِ المُؤَبجَدَةِ آبِدةٌ عَلى جِدَارِ الأزمِنَةِ لا تَمْحوهَا
حَرَكَةُ المّدِ وَ الجَزرِ أو اعتِلالِ الأورِدَةِ وَ الشَرايينِ
إنْ أصْيبَتْ ب جَلَطَاتِ القَهرِ وَ اليَأسِ ل ضَياعِ وفِقْدَانِ العِلمِ
و انسِحَاقِ الأدَبَ فِي مُتوُنِ العُقولِ المَسكُونَةِ بالأمْكِنَةِ
وَ الطُقوسِ النَمَطيةِ الحَرارَةِ المُعْتَدِلَةِ البُرودَةِ


فمن يحمل مبدأ وقضية وقلم لا يمكن ان تهزمه
سلطات الظلام واتباعها ممن يسترزقون على فتات شعبهم
وامتهم وقضاياهم العادلة .

هُوَ القَلمُ الذَي تَجرَعَ شَهْدَ العِلمِ وَ الأَدَبِ في مَهْدِ الطُفولَةِ
ف بنَى الخُلّقِ الحَسَنِ وَ المَجْدِ

ف كَانَ الحَاضرَ وَ المُستَقبَلَ مِرآةٍ ل مَسجدٍ في الأضَلاعِ و أكَادِيمَيةٍ في الُلبِ


ظنت السلطة ان القوة ومعها الاقلام المستأجره
سيقفون بوجه القلم الحر ، وسوف يحققون النصر عليه ،
الا انها وان كانت قد استطاعت التأثير
الا انها لم تستطع الانتصار ولا هزيمة تلك الاقلام .

أعطَى وَ لَمُ يَأخُذْ ، وسَمِعَ وَ لَمْ يَتَمَلَق ، ازدَهَى عَلى عَرشِ الأدَبِ
وَلمْ يَكتَنَفَهُ الغُرورُ ، كَانَ المُعَلِمَ
وَ لَمْ يَعتَقِلْ التَلامِيذِ ، وَكانَ الأمينُ عِندَمَا استُلِبَتِ العُقولِ مِن مَواضِعِهَا .


ومهما استخدمت السلطة نفوذها وقوتها لكسر الاقلام الحره
فانها تتفاجأ بولادة جديدة لاقلام حرة مرة أخرى ،
لذلك حاولت السلطة ان تذهب الى ابعد من ذلك فلم تجد سوى استأجار اقلامٍ صفراء
لتقف معها ضد تلك الاقلام الواعية .

ورَغمَ تنَاقُضَاتِ الدَقَائِقِ وَ الثَوانْي و خُروجِ العَقَاربَ مِنَ مُعتَقلِهَا
تَجَرعَ عَلّقَمَ الصَدمَةِ مَريراً وَ لَعَلَهُ بَكىَ ولكِنَ لَمْ يَرى أحدٌ دُموعُهِ
تُبَلل أبجَديَة ولّدَ فيهَا و عَاشَ فيهَا وَ سَيبَقى مُرتَحِلاً لِأَزمِنَةٍ لا تُقَاسُ
سِوى بمسافاتِ الضَوءِ مَابَينَ القَلَمِ وَ بَينَ ال هوَ و ال نَحنُ .


استطاع القلم ان ينهض بالشعوب ويحقق
طموحاتهم من خلال نشره لكل ما قد يشعر به العامه من
تضييق على حرياتهم ومن سلب حقوقهم
ومن استغلال ثرواتهم ومن طرح قضاياهم .

لَنْ يُهزَم القَلَم ...